سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| |
محب الاسرار مرابط فى سبيل الله
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 06/06/2012
| موضوع: رد: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 الأربعاء 27 يونيو 2012, 12:06 pm | |
|
ماشاء الله جميلة والله وكلها معانى وقوانين محترمة جزاك الله خير الجزاء
| |
|
سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 الثلاثاء 30 أكتوبر 2018, 2:00 am | |
| |
| عطرو افواهكم بالصلات على الحبيب صلى الله علية وعلى آله وسلم سيدي ابو العلمين السيد احمد الرفاعي قدس سر الشريف
نسبه: هو السيد الجليل، القطب الوارث المحمدي: أحمد بن على بن يحيي بن ثابت، بن على الحازم بن أحمد بن على بن الحسن – الملقب: برفاعة الهاشمي المكي – ابن المهدي بن محمد، بن الحسن، بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني، ابن إبراهيم المرتضي، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين على ابن الإمام الحسين – الشهيد بكربلاء – ابن سيدنا على رضي الله عنه، وعنهم أجمعين .
مولـده: ولد رضي الله عنه في " قرية حسن " بالبطائح في شهر رجب الفرد، سنة 512 هجرية .
نشأتـه: درس القرآن الكريم، ولما بلغ من العمر سبع سنين، توفي والده ببغداد، فكفله خاله الشيخ منصور البطائحي، الأنصاري الحسيني رضي الله عنه، ونقله ووالدته وإخوته، إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثم نقله إلى واسط، وأدخله على الإمام العلامة، المقرئ الحجة الشيخ: على أبي الفضل الواسطي رحمه الله تعالى، فتولى أمر تربيته وتعليمه وتأديبه، فبرع في العلوم النقلية والعقلية، واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانه، ولا زال يعظم أمره، وينمو علمه، حتى تفرد في زمانه، ورجع إليه اشياخه، وقد أفاض الله عليه من العلوم والأداب الشئ الكثير، من فضل الله تعالى ولطيف توفيقه.
أخلاقه وعلمـه: كان رضي الله عنه: يسكت حتى يقال: إنه لا يتكلم، فإذا تكلم بلّ بعذوبة كلامه الغليل، ترك نفسه وتواضع للناس، من غير حاجة إلى مالهم أو جاههم، وكان لين العريكة، هين المؤونة، سهل الخلق، كريم النفس، حسن المعاشرة، بساماً من غير ضحك، اجتمعت فيه مكارم الأخلاق.. وكان رضي الله عنه فقيها، عالما، مقرئاً، مجوداً، محدثاً، مفسراً، وله إجازات وروايات عاليات، يعلم الناس سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكان إذا قال قولا: أتبعه بصحة العلم، وصدق القول، ولم يخالف قوله فعله قط.
من ثناء الأئمة عليه: قال الإمام الذهبي عند ترجمة الإمام الرفاعي: الإمام، القدوة، العابد، الزاهد، شيخ العارفين. وقال المؤرخ ابن العماد الحنبلي عند ذكر وفاة الإمام الرفاعي: الشيخ، الزاهد، القدوة . وقال ابن خلكان: كان رجلا صالحاً، شافعيا فقيها، انضم إليه خلق من الفقراء وأحسنوا الاعتقاد فيه، وهم الطائفة الرفاعية ويقال لهم: الأحمدية.
وفاته: انتقل إلى رحمة الله تعالى وقت الظهيرة، في اليوم الثاني عشر من جمادى الأولى، سنة (578) هجرية، ودفن في "أم عبيدة" في قبته المباركة المشهورة، فكانت مدة حياته: ستة وستون عاما قضاها بالعلم والعمل،والذكر والتذكير، وخرج من الدنيا، فم يصب منها، ولم تصب منه، لزهده وورعه، فرضي الله تعالى عنه، وعن أسلافه الطاهرين , وفروعه الطيبين، وعنا بهم، وعن جميع المسلمين، والحمد لله رب العالمين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ التكملة للحكم 99- لو كان لك ما ادعيت من الحول والقوة والقدرة لما مت . 100- أين أنت يا عبد الرياسة، أين أنت يا عبد الدعوى؟ أنت على غرة، تنح عن رياستك وغرتك، والبس ثوب عبديتك وذلتك. 101- كل دعواك كاذبة، وكل رياستك وغرتك هزل، القول الفصل: {قل كل من عند الله}. 102- سر بين الحائطين: حائط الشرع، وحائط العمل. 103- اسلك طريق الاتباع، فإن طريق الاتباع خير وطريق الابتداع شر، وبين الخير والشر بون بيّن . 104- مرغ خدك على الباب ، وافرش جبينك على التراب، ولا تعتمد على عملك، والجأ إلى رحمته تعالى وقدرته، وتجرد منك ومن غيرك، علك تلحق بأهل السلامة:{الذين آمنوا وكانوا يتقون}. 105- بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى الله عز وجل. 106- الأولياء لهم الحرمة في الباب الإلهي، ولو لا أن جعل الله لهم هذه القسمة لما اختصهم دون غيرهم بولايته سبحانه وتعالى، هؤلاء حزب الله، جيشه العرمرم الذي أيد الله به الشريعة ونصر به الحقيقة، وصان به شرف نبيه صلى الله عليه وسلم وألحقه به .قال تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين}. 107- المعرفة بالله على أقسام، وأعظم أقسامها: تعظيم أوامر الله تعالى . 108- بين العبد وبين الرب حجاب الغفلة لا غير، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم}. 109- العبد العارف يفزع إلى الله، ويتوقع سر الله، وسر الله: العون الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة صنع ولا عمل. 110- القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن، فاسألوا الله أن يثبت القلوب على محبته ودينه {وكفى بالله وليا}. 111- المظاهر البارزة منها ما قيض للخير، ومنها ما قيض للشر، والمتصرف فيها باريها، فالمظهر المقيض للخير يشكر، والمظهر المقيض للشر ينكر، والله في الحالين يذكر. 112- لا يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشر، لأن الله لو أراد أن يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه . 113- دع عنك الاهتمام بتقويم المعوج قبل بروز الساعة المقومة، فإن سحاب الخير يمطر بإبانه، ولا يطلب قبل أوانه. 114- لا تسقط همتك بيد همك فتنقلب عن المطالب العلية، فإن الهم كافور الهمة والإقدام عنبرها، والمقضي كائن وغيره لا يكون . 115- قف عند أفعالك التي وهبت لك، ولا تكلف نفسك تبديل ما اضطررت بفعله، ولا تراك مجبوراً ولا مختاراً، فإن الأمر بين الأمرين . 116- كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول والصولة، حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ، ويفيء إلى أمر الله، فإذا فاء دنا فتدلى بصدقه إلى قاب قوسي المتابعة المحمدية، وحينئذ تصح له رتبة العبودية التي هي أكمل الرتب وأعلاها، وأقربها من الله وأدناها، وأعظمها وسيلة إليه وأقواها، وليس للخلق سواها. 117- كل من اكتحل بإثمد التوفيق علَمِ علْمَ اليقين، وحق اليقين: أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر. 118- صفاء القلب والبصيرة، ونفاذ نور البصر يكون من قلة الطعام والشراب، لأن الجوع يزيل الكبير والتعاظم والتجبر، وبه تعذيب النفس حتى تصير مشغولة بالحق، وما رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط، وأما الشبع فإنه يورث قسوة القلب وظلمته، وعدم نفاذ نور البصيرة، وتكثر بسببه الغفلة. 119- رعاية خواطر الجيران أولى من رعاية خواطر الأقارب، لأن الأقارب خواطرهم مجبورة بالقرابة، والجيران لا . 120- القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء والعارفين، وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين. 121- معاملة عباد الله بالإحسان، توصل العبد إلى الديان، والصلاة على رسول صلى الله عليه وسلم تسهل المرور على الصراط، وتجعل الدعاء مستجابا، والصدقة تزيل غضب الله والإحسان للوالدين يهون سكرات الموت. 122- صحبة الأشرار، والحمقى والظلمة وأهل الحسد: ظلمة سوداء. 123- العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريق الحق، مع المواظبة والاستقامة عليه فلا يتركه دقيقة واحدة. 124- الصوفي يتباعد عن الأوهام والشكوك، ويقول بوحدانية الله تعالى في ذاته، وصفاته، وأفعاله، لأنه ليس كمثله شيء، يعلم ذلك علما يقينا، ليخرج من باب العلم الظني، وليخلع من عنقه ربقة التقليد. 125- الصوفي لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله عليه وسلم فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه . 126- الصوفي لا يصرف الأوقات في تدبير أمور نفسه، لعلمه أن المدبر: الحق عز وجل، ولا يلجأ في أموره ويعول على غير الله تعالى . 127- الصوفي يتجنب مخالطة الخلق مهما أمكن، لأن الصوفي كلما زاد اختلاطه بالخلق ظهرت عيوبه، والتبس عليه الأمر، وإذا خالط البعض فليختر لنفسه صحبة الصالحين، فإن المرء على دين خليله. 128- نفس الفقير مثل الكبريت الأحمر لا يصرف إلا بحق لحق. 129- من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان الرجال. 130- من علم ما يحصل له هان عليه ما يبذل. 131- من استقام بنفسه استقام به غيره ، كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟! 132- الفقير إذا كسر نفسه، وذل وانداس، واحترق بنار الشوق والصدق، وثبت في ميدان الاستقامة بين يدي الله تعالى، صار معدن الخيرات، ومقصد المخلوقات، وصار كالغيث: أين وقع نفع، ويكون حينئذ رحمة وسكينة على خلق الله تعالى. 133- ربما اتبع الكاذب وهجر الصادق، وكثرت طقطقة النعال حول المغرورين، وتباعد الناس عن المتروكين، فلا تعجب من ذلك، فإن حال النفس: تحب القبة المزينة، والقبر المنقوش، والرواق الوسيع، وتألف الشيخ الكبير العمامة، الوسيع الكم، الكثير الحشمة. فسير همة القلب لا همة النفس لكشف هذه الحجب، وقل لنفسك: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرة وقد أثرت في جنبه الشريف ورأيت أهل بيته –رضوان الله وسلامه عليهم– لا طعام لهم ولا حشم، ثم رأيت كسرى العجم على سريره المرصع بالجواهر واليواقيت، وأهل بيته مستغرقين بالترف والنعيم، محاطين بالخدم والحشم، أين تكونين؟ ومع أي صنف تنصرفين؟ فلا بد إن وفقها الله، أن تحب معية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فقد بهذا الشأن همة القلب إلى أهل الحال المحمدي تحسب في حزب الله: إن حزب الله هم الغالبون. 134- وإياك أن تنظر حال تقشفك شيئا، فإن الجوع بلا معرفة وأدب محمدي، وصف من أوصاف الكلاب ! 135- فارفع قدرك بالأدب المحمدي إلى مراتب أهل الوصلة من صدور القوم، واقطع عنك رؤية العمل، واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس، وكن عبداً محضاً تفز بقرب سيدك، وكفى بالله وليا. 136- تعلق الناس اليوم بأهل الحرف والكيمياء والوحدة والشطح، والدعوى العريضة، إياك ومقاربة مثل هؤلاء الناس، فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار، وغضب الجبار، ويدخلون في دين الله ما ليس منه! ومن من جلدتنا، إذا رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى الله تعالى، حسبك الله، إذا رأيت أحدا منهم قل: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين}. 137- جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد القوم، ويأمرك بذكر الله، وملازمة الكتاب والسنة، خير من تلك الطائفة كلها، فر منهم كفرارك من الأسد، كفرارك من المجذوم. 138- قال حذيفة رضي الله عنه : "كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: فهل بعد ذلك من شر؟ قال: دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال: هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكون لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك " .. هذه وصية نبيك الأمين، سيدنا وسيد العالمين، عليه صلوات الله وسلامه، فاحفظها واعمل بها . 139- وإياك والتعزز بالطريق، فإن ذلك من سوء الأدب مع الله والخلق وإنما بنى هذا الطريق على التذلل، فإن القوم ذلوا حتى أتاهم الله بعز من عنده، وافتقروا حتى أتاهم بغنى من فضله. 140- واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر، والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم، فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم، وما كان ذلك إلا من عقاب الله للخلق، لما جهلوا الحق وحرصوا على الخير! فابتلاهم الله بأناس من ذوي الجرأة السفهاء، فأدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، تنزه مقام رسالته على الصلاة والسلام عنها، من المرغبة والمرهبة، والغامضة والظاهرة وسلط الله – أيضا – أناسا من أهل البدعة والضلالة فكذبوا على القوم وأكابر الرجال، وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه، فتبعهم البعض، فألحقوا بالأخسرين أعمالا!. 141- فعليك بالله، وتمسك للوصول إليه بذيل نبيه عليه الصلاة والسلام، والشرع الشريف نصب عينيك وجادة الاجماع ظاهرة لك. 142- لا تفارق الجماعة أهل السنة، تلك الفرقة الناجية:، واعتصم بالله، واترك ما دونه، وقل في سرك – أي سيدي – قولي: وليتك تخلو والحياة مريـرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب 143- لا تعمل عمل أهل الغلو، فتعتقد العصمة في المشايخ أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله، فإن الله غيور، لا يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحداً. 144- نعم هم أدلاء على الله، ووسائل إلى طريقه، يؤخذ عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}. نتوسل إلى الله برضا الله عنهم، لا يخزي الله عباده الذين أحبهم، وهو أكرم الأكرمين . 145- أترك الفضول وانقطع عن العمل بالرأي، وإذا أدركك زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه، فاعتزل الناس، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك". 146- تخلق بخلق نبيك، كن لين العريكة، حسن الخلق، عظيم الحلم، وفير العفو، صادق الحديث، سخي الكف، رقيق القلب، دائم البشر، كثير الاحتمال والإغضاء، صحيح التواضع، مراعيا للخلق، راعيا حق الصحبة، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، كثير الذكر، طويل السكوت، صبوراً على المكاره، متكلا على الله، منتصراً بالله، محباً للفقراء والضعفاء، غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله . 147- كل ما وجدت، ولا تتكلف لما فقدت ولا تأكل متكئا والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الأغنياء، ولا تحزن لجديد ثيابك قلوب الفقراء، وتختم بالعقيق، ونم على فراش حشي بالليف، أو على الحصير، أو على الأرض، قائما بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، في الحركات والسكنات، والأفعال، والأقوال والأحوال. 148- حسن الحسن، وقبح القبيح، ولا تجلس ولا تقم إلا على ذكر، وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم، وتقوى وحياء وأمانة، وجليسك الفقير، ومؤاكلك المسكين. 149- ولا تكن صخابا ولا فحاشا ولا تذم أحداً ولا تتكلم إلا فيما ترجو ثوابه، وأعط كل جليس لك نصيبه، ولا تدخر عن الناس برك. 150- واحذر الناس، واحترس منهم، ولا تطو عن أحد منهم بِشْرك، ولا تشافه أحد بما يكره 151- وصن لسانك وسماعك عن الكلام القبيح، ولا تنهر الخادم، ولا ترد من سألك حاجة إلا بها، أو بما يسر من القول. 152- وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما، ما لم يكن مأثما. 153- وأجب دعوة الداع وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك، ولا تقابل على السيئة بالسيئة، وقم الليل باكيا في الباب، وطب بالله وحده، وكفى بالله وليا. 154- قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه: من شهد في نفسه الضعف: نال الاستقامة . وقال: أركان المروءة أربعة: حسن الخلق، والتواضع، والسخاء، ومخالفة النفس. وقال: التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة . وقال: الكيس العاقل: الفطن المتغافل. وقال: إنما العلم ما نفع. 155- فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم، وشيد أركان المروءة تحسب من أهلها، وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا، وتغافل تكن كيسا. 156- وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك فإن الدنيا خيال، وكلها زوال، والله محول الأحوال. يا أيها المعدود أنفاسه *** لا بد يوما أن يتم العدد لا بد من يوم بلا ليله *** وليلة تأتي بلا يوم غد 157- إن الله طوى أولياءه في برد ستره تحت قبابه، وحجبهم عن غيره، لا يعرفهم إلا هو، وهذا إلزام بحسن الظن في الخلق، فإياك وسوء الظن بأحد، إلا إذا قامت لك عليه حجة شرعية، فراع شرع الله من دون انتصار إلى نفسك، آخذا بالإخلاص، متجرداً من غرض نفسك ومرض قلبك، وقبح ما قبحه الشرع، وحسن ما حسنه الشرع، ولا يكن قولك وفعلك إلا لله . 158- وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل لا تأخذ الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات، عليك بحسن الظن، فإن لله مع الخلق مضمرات أسرار يغار عليها، لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى. 159- {ولكل وجهة هو موليها} فلتكن وجهتك المحجة البيضاء، شريعة سيد الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه: {وكفى بربك هادياً ونصيراً{ 160- أبى العقل إلا إعقال ما بلغه بواسطة الفهم، وأبى القلب إلا الترقي إلى ما فوق الفهم، فاجعل همتك قلبية، وحكمتك عقلية تفلح. 161- في الكف عرق متصل بالقلب، إذا أخذ به شيء من الدنيا تسري آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفية، لا يطلع عليه الخلائق. 162- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حب الدنيا رأس كل خطيئة", ازهد في الدنيا، وتباعد عن لذائذها . 163- وإياك ونوم الليل كالدابة، فإن لله في الليل تجليات ونفحات، يغتنمها أهل القيام، ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام. 164- قل للمغرور بأمنه، المتلذذ بنومه، المشغول القلب عن ربه: يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير إن ذا الدهر سريع مكره *** إن علا حط، وإن أوفى غدر أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحـذر 165- المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين، وحق اليقين، فمن حماه الله من البعد والغفلة، وتقرب إلى الله بعلم اليقين وحق اليقين – بمعنى: "أعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فقد دخل حضرة الشهود وهي هذه لا غير، وإلا فالمشاهدة لغة لا تصح لمخلوق في هذه الدار. وحسبك قصة موسى عليه السلام. 166- حضرة المشاهدة لغة ومعنى، حضر اختص بها صاحب قوسين، بالقلب والعين، والاختلاف فيها معلوم، واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم. 167- فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه، تحسب من أهل تلك الحضرة، بنص: " لا يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث. 168- هدى الله هو الهدى، وكفى بالله وليا. 169- من تمشيخ عليك تتلمذ له، ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجلة، وكن آخر شعرة في الذنب، فإن الضربة أول ما تقع في الرأس ! 170- إذا بغى عليك ظالم، وانقطعت حيلتك عن دفاعه، فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة الالتجاء إلى الله تعالى، فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسقط مرادك في بابه، واترك الأمر إليه تنصرف إليك مادة المدد، فتفعل لك ما لا يخطر ببالك، وهذا سر التسليم وصدق الالتجاء إلى الله . 171- وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر، كما وقع للأمام موسى الكاظم، سلام الله عليه ورضوانه حين اعتقله الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيداً، وحبسه، فبقى في حبسه، فلم يفرج عنه حتى مات رضي الله عنه، وأخرج ميتا مسموما، وقيده فيه، وما انحرف عن قبلة الرضا حتى مات راضيا عن الله .فتلك مرتبة الفوز العظيم التي درجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}. 172- وقد اندرج أئمة أهل البيت – عليهم سلام الله ورضوانه – على الرضا الخالص، مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند الله. 173- فقد صح أن عبد الملك بن مروان الأموي حمل الإمام علياً زين العابدين سلام الله عليه ورضوانه – من المدينة مقيداً مغلولا في أثقل قيود وأغلظ أغلال! فدخل عليه الزهري – رحمه الله – يودعه، فبكى، وقال: وددت أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال: تطن أن ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان، وإنه ليذكرني عذاب الله تعالى، ثم أخرج يديه ورجليه من القيد ثم أعادها، فعلم الزهري - رحمه الله – أن الإمام حل منزلة الرضا، ووصل مقام التسليم المحض، ودخل حضرة الفوز العظيم، فطاب صدره، وسلا حزنه . 174- فزن نفسك، فإن قدرت على المرتبة العليا- وهي رتبة الرضا – فافعل، وإلا فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق الالتجاء إلى الله مع قطع النظر عن تدبيرك، وحولك وقوتك، وكلك وجزئك، وهو تعالى يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك: {وكفى بالله نصيراً}. 175- إذا هرعت إلى الله، والتجأت إليه، فاجعل وسيلتك حبيبة صلى الله عليه وسلم تسليماً، وأكثر من الصلاة والسلام عليه مهما أمكنك، وقف في باب الله بالعمل بسنته عليه الصلاة والسلام، واسأل الله سبحانه معتمداً عليه تعالى، مستعينا به متوكلاً عليه . 176- وإذا أغلقت عليك الأبواب، فترقب من الفتاح فتح الباب، فما سد الخلق طريقا إلا فتحه الخالق، انفراداً بربويته، وتعززاً بألوهيته، فلا تقنط من رحمته، ولا تيأس من روحه، وعليك به {وكفى بالله وليا}. 177- التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى. 178- دع هم الحسود، فهمه بك فوق همك به، خل جانب الأحمق فكدرك به فوق كدره بنفسه! 179- لازم مجالس العقلاء، وخذ الحكمة أين رأيتها، فإن العاقل يأخذ الحكمة لا يبالي على أي حائط كتبت وعن أي رجل نقلت، ومن أي كافر سمعت 180- هذه الدنيا خلقت للعبرة، والعبرة بكل ما فيها عقل، فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ، واصرف نظرك عن محلها . 181- إياك والتقرب من أهل الدنيا، فإن التقرب منهم يقسي القلب، والتواضع لهم موجب لغضب الرب، وتعظيمهم يزيد في الذنوب. 182- اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا، وعظمهم، وكن مشغولا بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلل له. 183- وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح، واجتهد أن تعمر لك مقاما في قلوبهم، فإن قلوب الفقراء مواطن الرحمة، ومواقع النظرالقدسي، وصف خاطرك من الرعونات البشرية. 184- ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق، فداره حتى يعطيك حقك، أو إلى أن تعطيه حقه، وإن قدرت فسامح من لك عليه حق يعوض الله عليك . 185- وكن مع الخلق بالأدب، فإنه أدب مع الخالق. 186- تب بكليتك من رؤية نفسك، ونسبك، وأهلك، فإن "من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه". 187- قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسلم، عظم ذوي قرابته، فإن طوق منته في أعناقنا، قال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}. 188- صحح الحب لجميع أصحابه رضوان الله وسلامه عليهم، فإنهم مصابيح الهدى، ونجوم الإقتداء، قال عليه الصلاة والسلام: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم". 189- خف الله، خف الله "رأس الحكمة مخافة الله". عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير هذه نصيحتي لك . 190- أي أخي، أخذتني سكرة التعليم إلا أني جربت الزمان وأهله، وعاركت النفس، وخدمت الشرع، وانتفعت بصحبة أهل الصفا. فاقبل نصيحتي، فإنه إن شاء الله نشأت بإخلاص عن حب لك. رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. 191- أي عبد السميع، اعمل بنصيحتي ولا ترني رجلا إن قال لك قائل: إن في مملكة الرحمن مخلوقا هو أضعف من هذا اللاشيء أحيمد فلا تصدقه، بل أقول: يسر الله عليّ وعليك الطريق، وجعلنا وإياك والمسلمين من المصطفين الأخيار والمخلصين الأبرار، أحباب الله ورسوله {وكفى بالله وليا} والحمد لله رب العالمين.
|
| |
|