ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - هذه من خير الوصايا ، وقد أمرنا الله في كتابه العزيز بتقوى الله ، وذكر هذا الأمر في تسع آيات من القرآن العظيم ، فقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله }.
[2] - قال الله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } آل عمران : 31 ).
وفي الحديث النبوي الشريف ..فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين =
= عضوا عليها بالنواجذ ... } ( رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال حديث حسن صحيح )
[3] - أي : الصوفي .
[4] - إن المؤمن إذا ظلم أو بغي عليه : صبر وفوض أمره إلى الله ، حتى يكون الرحمن هو الذي يدافع عنه ، { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } ( الحج : 38 ) فكن مؤمنا تأتك النصرة من رب العالمين .
[5] - إن العلم له رفعة لا تنال إلا بتقوى الله تعالى ، يقول الله عز وجل : {.. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) . { المجادلة : 11 }
وأمر الله حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( رب زدني علماً ) { طه : 114 } .
[6] - أخسر الخاسرين : العبد الذي انقطع عن ربه ، وعلق آماله على أشياء =
= مستعارة لا تدوم معه؟ كالمال ، والجاه ، والقوة ، والأهل ، والأولاد.
والعاقل : هو الذي ينسلخ عن الأشياء المستعارة ، ويعتصم بحبل الله تعالى ، قال عز وجل : {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } ( آل عمران : 101 )
([7] ) الثكلى : المرأة التي فقدت ولدها . والمعنى : أن الدخيل في القوم بلا صدق ولا علم ولا عمل ، لا يعد منهم ، ولا يكون مثلهم ، وأنى للمقصر أن يلحق الواصل وهو جالس ؟!.
([8] ) الثلمة : الخلل .
([9] ) القول بوحدة الوجود ضلالة ، تخرج صاحبها من حصن الإيمان ، وتهوي به في مكان سحيق ، يرتاد إليه الشياطين ! اللهم أرنا الحق حقاً ، وارزقنا أتباعه ، وحببنا فيه ، وأرنا الباطل باطلاً ، وارزقنا اجتنابه ، وكرهنا فيه .
([10] ) لذلك قيل :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي =
= وقيل : قل لي من تصاحب ؟ أقل لك من أنت ؟ ومن أراد التوسع في هذا الموضوع ، ليقرأ فصل : " الصحبة والمعاشرة " في كتابي : " حدائق المتقين " . يجد بغيته إن شاء الله تعالى .
([11] ) روى البخاري ، والنسائي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعمت المرضعة ، وبئست الفاطمة" ( جامع الأصول: 4/59 ).
([12] ) المعلوم لدى العقلاء : أن طريق التصوف هو : عين طريق وسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الأكرمين ، رضوان الله عليهم ، وما شذ عن هذه الطريق إلا زنديق ضال.
قال الأمام عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه :
" كذب والله وافترى من يقول : إن طريق الصوفية لم يأت بها كتاب وسنة " .
وقال الإمام سهل التستري رضي الله عنه : " أصول مذهبنا ثلاثة :
1- الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال.
2- والأكل من الحلال .
3- وإخلاص النية في جميع الأعمال .
وقال السيد أحمد الرفاعي في الحكمة : (56) : " إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع ".
([13] ) قال الله تعالى وهو يصف نفسه : { لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} الانعام : 103 }.
([14] ) هو من كلام سيدنا على رضي الله عنه ، وقيل : من كلام الإمام " سهل التستري " رحمه الله تعالى .. وتمامه : " .. وإذا ماتوا ندموا وإذا ندموا لم تنفعهم ندامتهم " ( كشف الخفاء : 2 / 312 ) ,
([15] ) إن الله تعالى منزه عن تأثير الأشياء ، من مشاكله ومجانسة ، في ذاته وصفاته ، قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } . ( الكهف : 110 ).
([16] ) بأن ترددت على أبواب الأغنياء والحكام ، ونهلت من الدنيا الفانية :
قال الشاعر :
ولو أن أهل العلم صانوه صـانهم
ولو عظموه في النفوس لعظمـا
([17] ) قاف : جبل محيط في الأرض .
([18] ) سنان الرمح .
([19] ) هي الريح التي سلطها الله على " عاد " فأهلكهم بها ، قال الله تعالى : { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } ( الحاقة : 6 – 7 ).
ومعنى : { بريح صرصر } : أي باردة تحرق ببردها كإحراق النار ، وقيل غير ذلك ، ومعنى : { حسوما } أي : متتابعة لا تفتر ولا تنقطع! نسأل الله العافية .
([20] ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي : " يا غلام ، ! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " { رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
([21] ) رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ، غير أنه لم يذكر " ولا تتكلوا " كشف الخفاء : 1/147).
([22] ) قال الشيخ الإمام رضي الله عنه في " البرهان المؤيد " : " التصوف : الإعراض عن غير الله ، وعدم شغل الفكر بذات الله ، والتوكل على الله ، وإلقاء زمام الحال في باب التفويض ، وانتظار فتح باب الكرم، والاعتماد على فضل الله ، والخوف من الله في كل الأوقات ، وحسن الظن به في جميع الحالات " .,
([23] ) كل شئ غير الله يعد من الأغيار ، فمن أراد أن يصل إلى الله تعالى فليقطع الموانع التي تحول بينه وبين الله عز وجل.أي : لا يعتمد على شيء سوى الله تعالى .
([24] ) يعني : من أضاع وقته كان كمن أتلف جزءاً من عمره في غير فائدة =
= كمن ضرب بالسيف فأصاب نفسه ولم يضرب عدوه !
([25] ) وفي ذلك يقول الله تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ( الزمر : 10)
([26] ) هذه الحكمة تعلمنا : من هم أهل الكتمان والستر؟ وتكشف زيف المدعين للولاية .
وعوام الناس من بعدهم عن السادة العلماء ، العاملين الأتقياء، يصدقون أهل الادعاء!
فالشيخ رضي الله عنه يبين لنا : أن العارف يكتم حاله ، ويصدق في مقاله ، ويخلص نفسه من آمالها ، لأن الأمال لا تنتهي ، وأجل كل منا محيط به .
([27] ) الذي يريد أن يرتفع عن رتبة الجل : أمامه طريق واضحة : أن يأمر بالمعروف ويأتمر ، وينهي عن الشر وينزجر ، عند ذلك يكون قد حاز شرف العلم والعمل ، فكان وجيها في الدنيا والآخرة.
([28] ) العزة : القوة والغلبة ، ولعلها هنا : الكبر.
([29] ) الشيخ في اللغة : من أدرك الشيخوخة ، وهي غالبا عند الخمسين، وهو فوق الكهل ، ودون الهرم . والشيخ هنا هو العالم العامل ، المرشد الكامل ، وهو الذي عناه الإمام رحمه الله تعالى .
([30] ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة .. "
( رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ) ومن أراد أن يقف على حقيقة البدعة وتقسيماتها ، فليرجع إلى كتابي " حدائق المتقين " صفحة / 339/ يجد أقوال العلماء فيها .
([31] ) الخرقة : الطريقة
([32] ) أي : أساء إلى سمعة أهل الطريق بقوله : الباطن غير الظاهر! والرد على هذا المفتري : قول الشيخ رضي الله عنه في تكملة الحكمة : " العارف يقول : الباطن باطن الظاهر وجوهره الخالص" .
([33] )قال الله تعالى : { ما فرطنا في الكتاب من شيء} الأنعام : 38) فقد جمع القرآن العظيم خيري الدنيا والآخرة ، ومن أراد أن يتوسع في هذا الموضوع ، فليرجع إلى فصل آداب القرآن الحكيم في كتابي " حدائق المتقين" يجد فيه سلوته إن شاء الله تعالى.
([34] ) قالوا في الرضا أكثر من قول ، وأثبت هنا واحداً منها : الرضا : سكون القلب تحت مجاري الأحكام وتنزلات الأقدار.
([35] ) قال الله تعالى: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ( الأنعام : 82 )
([36] ) لأن العارف لا يفتخر بشيء زائل ، وهو موقن بأن كل الذي فوق التراب : تراب !
([37] ) في الحديث القدسي عن الله عز وجل أنه قال : { الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقته في النار} رواه مسلم . وغيره )
من خلال معاشرتنا الناس – في حضرنا وفي سفرنا – رأينا نماذج من البشر! رأينا المتواضعين وقد أحبهم الناس، وخدموهم ، وقدموهم على أنفسهم .
ورأينا المتكبرين ، وترفعهم على بني جنسهم ! ورأينا كراهية الناس لهم . ولو سأل إنسان : لم يتكبر بعض الناس على بعض؟
لأجبته : إن الذي لا جاه له ، يظن أنه إذا استعلى على بني جنسه يرتفع قدره ، ويعلو شأنه! .
عند ذلك يصبح صغيراً في أعين الناس، ويخسر الدنيا والآخرة ، والعياذ بالله .
وما أحسن ما قيل :
تواضع تكن كالنجم لاح لناظـر
على طبقات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيع
وأكرم أخلاق الفتى وأجلها
تواضعه للناس وهو رفيع
وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه رفيعا ، وعند العالمين وضيع
رفيعا ، وعند العالمين وضيع!
([38] ) إن طبائع البشر تحب الرفق واللين ، وتكره الجفاء والغلظة .
فصاحب الرفق واللين : خير محبوب، وصاحب الجفاء والغلظة : شرير أرعن ! يؤذي الناس بغلظته وجفائه ! والله تعالى أثنى على رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : { ولو كنت فظا غليظاً القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} ( آل عمران : 159 ).
([39] ) ولقد عرف سيدنا على رضي الله عنه التقوى بقوله : " هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل " .
ومن أراد التوسع فليقرأ فصلي : من " أنوار التقوى " و " أقوال أئمتنا في التقوى " في كتابي " حدائق المتقين " والله يرزقنا الحسنى وزيادة .. آمين .
([40] ) إن كلمة " أنا " لا تأت دائما بمعنى : الاستعلاء والكبر ، والعجب ، بل تأتي كذلك للتعريف عن الذات ، قال الله تعالى: { إنني أنا الله } ( طه : 14 ) وفي القرآن الكريم ، شواهد مثلها .
وقال نبي الله يوسف عليه السلام : { أنا يوسف وهذا أخي } ( يوسف : 90 ).
وقال نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه : " أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب " ( رواه الشيخان )
" أنا وكافل اليتيم في الجنة " ( رواه البخاري ، وأحمد )
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " ( رواه مسلم وأبو داود )
" أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر" ( رواه أحمد، والترمذي ، وابن ماجه)
" أنا أعلمكم بالله " رواه البخاري )
وعلى هذا ، فإذا قال الإنسان : " أنا " ليعرف عن نفسه ، فهذا جائز بدليل ما تقدم من الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة.
= وأما إذا قال : " أنا " للتجبر ، والتكبر ، والغرور : فهذا حرام ، ويخشى على هذا الأناني أن يحشر مع الملعون إبليس ، فهو أول مخلوق يعصي ربه ، وأول مخلوق يعترض على خالقه ويقول: { أنا خير منه } ( ص : 76 )
اللهم اعصمنا بحبلك المتين ، واصرف عنا شرور الأبالسة والشياطين .آمين .
(1) إن العارفين بالله تعالى تأنف نفوسهم عن الدنيا وملذاتها ، كي لا تقطعهم عن الله عز وجل ، ولا يطمعون في الجنة، ولا يخافون من النار ،بل يعبدون الله مخلصين في حبهم له سبحانه ، ويتضرعون إليه : أن يريهم وجهه الكريم في الآخرة ، متلذذين بقول الحق جلا وعلا: { وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة } القيامة : 22 – 23 ) جعلنا الله منهم ، ومتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم ... أمين .
([42] ) الرواق : سقف في مقدم البيت .
([43] ) عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد / المسجد الحرام ، ومسجدي ، والمسجد الأقصى " ( رواه الإمام أحمد ، والشيخان )
([44] ) الكدية : حرفة السائل الملح . ولو أجلنا النظر في زيارات الأولياء ، لراينا العجائب من محترفي التسول باسم الخدمة للولي ، فيخرجون الزائر إذا هو لم يدفع لهم شيئا من حطام الدنيا الفانية ، فإن كان الزائر فقيراً ، لم يستطع الزيارة مرة أخرى ، فيكون المتسبب هذا الذي اتخذ المكان للتسول ليس إلا ! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
([45] ) غافر : 16 .
([46] ) انظر الحاشية ( 3 ) من صفحة / 15/ في هذا الكتاب .
([47] ) النساء : 48 و 116 .
([48] ) الصوفية .
([49] ) لأن الحق يعلو ، ولا يعلى عليه .
([50] ) إن من شروط الوصول إلى الحقائق : التخلي عن الخلائق ، الذين لا يبالون بالدين ، ولا يسرون بلقاء أهله، فمن كانت هذه حاله ، يجب =
= الابتعاد عنه ، والرجوع إلى باب الله ، الذي لا يفلح ولا ينجح إلا المتمسكون بحبله المتين . جعلنا الله منهم .. آمين.
([51] ) لأنه ماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وماذا بعد النور إلا الظلمة ؟ وماذا بعد الإيمان إلا الكفر؟
([52] ) يروي لنا الصحابي الجليل " سهل بن الساعدي" رضي الله عنه حديثا يقول فيه : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ؟ فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس؟ ( رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة )
([53] ) قال الله تعالى : { ألا لله الدين الخالص } الزمر : 3 )
وقال عز من قائل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} ( البينة : 5 )
(4) معجبا بها ، متكلا على عمله ، منحرفا عن نهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
([54] ) لأن الطريقة جوهرة إيمانية، ليست بمال ولا عرض من أعراض الدنيا الفانية .
([55] ) الذي حده لنا المشرع الحكيم صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني { يوسف : 108)
([56] ) من صدق المحبة : الاشتغال بالمحبوب ، والصبر على المكاره من غير تأوه ولا شكوى قال الله تعالى : { يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} المائدة : 54)
وقال عز وجل : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } المنافقون : 8 )
([57] ) من فهم أسرار القرآن المجيد ، فقد حاز على شرف الدنيا ، وكرامة الآخرة، اللهم فهمنا آيات القرآن ، واجعلنا من أهله يا الله يا رحمن !
([58] ) سترة ووقاية
([59] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب الي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب الي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" ( رواه البخاري، ومسلم ، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه . كما في الترغيب :2/393).
وقال أبو على الدقاق رحمه الله تعالى : ذكر الله سيف المريد، يقاتل به الأعداء ، ويدفع به الآفات ، والبلاء ، وإن العبد إذا فزع بقلبه إلى الله عز وجل : يدفع عنه في الحال ما يكرهه.
([60] ) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول " .. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب" ( متفق عليه ).
([61] ) يولد الانتباه الدائم : الخشية من الله تعالى ، فيكون من الذين { رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} ( البينة : جعلنا الله منهم ، وحشرنا معهم في مستهل رحمته. ([62] ) كفر المعروف : تغطيته وستره وكتمانه.
([63] ) الدس من التدسيس : وهو إخفاء الشيء في الشيء : قال تعالى { قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها} (الشمس:9-10)
([64] ) الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وهو محرم في الدنيا ، ومستحيل في الآخرة يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " ( رواه مسلم).
([65]) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما) رواه البخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الشعب، وابن حبان ، وابن المبارك، كما في فيض القدير:5/314) قال الشاعر
يا صاحب البغي إن البغي مصرعة
فاعدل ، فخير فعال الخير أعدله
فلو بغى جبل يوما على جبل
لاندك منه أعاليه وأسفلـــه
([66] ) عن ابن عمرو رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) رواه الحاكم في تاريخ ، ورمز السيوطي لحسنه)
([67] ) الشك : ضد اليقين : قال أحد الحكماء : " يقيني بالله يقيني " يعني : من اعتقد بأن الله هو الفعال المطلق، كان من الناجين ، بإذن الله رب العالمين .
([68] ) أي : لا يريده الناس أن يتقدمهم ، لان الكرم والسخاء : يستران كثيرا من العيوب.
([69] ) لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله
([70] ) قال سيدنا على رضي الله عنه : " الدنيا جيفة ، فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب."
ويرحم الله إمامنا الشافعي حيث قال :
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها
وسيق إلينا عذبها وعذابها
فما هي إلا جيفة مستحيلـة
عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها
وإن تجتذبها نازعتك كلابها
([71] ) يغان : يغطي ويغشى.
([72] ) قال الله تعالى : { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} ( الأعراف: 201)
([73] ) قطع الشيخ رضي الله عنه الأمل من علاج الأحمق ، لأن داء الحمق لا يخرج إلا مع الروح ! نسأله تعالى العافية .
([74] ) قال سيدنا على رضي الله عنه : " للحق نور يبرز ضعيفاً مضمحلا، ثم ينمو ويعظم ، وللباطل صولة تبرز عظيمة قوية ، ثم تضمحل وتضعف حتى لا يبقى لها أثر".
قال الله تعالى : { ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون }. ( يونس : 82 )
([75] ) إن المغرور برأيه ، المعجب بنفسه ، لا يعرف قدر صاحبه ، لذلك حذرنا الشيخ من صحبة المغرور.
([76] ) من طبيعة الغادر: إنه لا يقف عند عهد ، ولا يتقيد بحد! فعلى الإنسان أن يجتنب من صفته الغدر ، ليسلم من الأذى .
([77] ) كان مؤمنا ، فلما غدر ونقض العهد، نقص إيمانه واضمحل ، فإن =
= تاب ووفى عاد إلى حصن الإيمان ، وإلا ... خرج منه فصار كافراً ! حمانا الله من كل ما يشوب إيماننا ، وثبتنا بالقول الثابت ، إنه سميع مجيب.
([78] ) البقرة : 27 ، وآل عمران : 192 ، والمائدة : 72 .
([79] ) النساء : 45 .
([80] ) للتوسع في هذا الموضوع ، راجع فصل " الصحبة والمعاشرة " في كتابي " حدائق المتقين " تر فيه ما يسرك إن شاء الله تعالى.
([81] ) هو : الحسين بن منصور الحلاج: أبو مغيث ، من أهل بيضاء فارس. نشأ بالعراق ، وصحب الجنيد ، وأبا الحسين النوري، وعمرا المكي ، والفوطي ، وغيرهم .
والمشايخ في أمره مختلفون ، رده أكثرهم ، وكان يظهر مذهب الشيعة لخلفاء بني العباس ، ومذهب التصوف للعامة .
وقيل : كان يدعى حلول الإله فيه ! فكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي ، فأمر بالقبض عليه ، فسجن وعذب وضرب وهو صابر لا يتأوه ولا يستغيث! وبعد ذلك قطعت أطرافه الأربعة ، ثم حز رأسه وأحرقت جثته ولما صارت رمادا ألقيت في دجلة ، ونصب الرأس على جسر بغدد ، كان هذا سنة ( 309) هجرية.
فنحن نكل أمره إلى الله تعالى ، فلا نفرغ أنفسها لشتمه ، ولا نثني عليه . ونسأل الله تعالى : الحماية والحفظ ، والعصمة والتوفيق، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.
([82] ) إلا إذا وصل الروح الحلقوم ، عند ذلك لا تقبل توبته ، وكذلك إذا طلعت الشمس من مغربها .
اللهم ارزقنا تجديد التوبة آناء الليل وأطراف النهار ، وثبتنا بالقول الثابت . آمين .
([83] ) سورة إبراهيم عليه السلام . 27
([84] ) البقرة : 105 ، وآل عمران : 74 .
([85] ) المتوفي سنة : ( 429) هجرية ، رحمه الله تعالى .
([86] ) فصلت : 31
([87] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحثوا التراب في وجوه المداحين"( رواه الترمذي ، وغيره )
([88] ) التمسك بالسنة المحمدية : يقرب العبد من الله تعالى ، ويكون هذا العبد قد برهن على امتثال أوامر الله سبحانه ، حيث يقول عز وجل : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ( الحشر : 7 )
([89] ) قال الله تعالى : { إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} ( الأعراف : 196 )
([90] ) صار جليلاً عند الله وعند الناس.
([91] ) صار دليلاً عند الله وعند الناس .
([92] ) يعني : من يعتمد على غير الله في الرزق يقل ماله ، وينكشف حاله ، فيكون من الخاسرين.
([93] ) قال الله تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } ( يوسف : 108)
([94] ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسعى ، إذ وجدت صبيا في السبي ، فأخذته فالصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم" : أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا وهي تقدر أن لا تطرحه. فقال : الله أرحم بعباده من هذه بولدها".( رواه البخاري، ومسلم)
([95] ) إذا أكرم الكريم عبده بنعمة خاصة ، ما استردها ، لأن فيوضات المواهب الإلهية فوق مدارك العقول ، وهل هناك أفضل من نعمة الإيمان ؟ فللذين يحافظون على إيمانهم بشارة عظيمة ، بأن الله لا يسلب =
= ما وهب ، فله الحمد سبحانه وتعالى . اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على دينك.
([96] ) القصص : 88 .
([97] ) النساء : 78 .
([98] ) إن الإتباع للشرع الشريف: كله خير، وإن الابتداع كله شر، وبين الخير والشر بون بين . فكونوا من أهل الخير ، ليرضى الله عليكم ، عندما تكونوا أحوج ما تكونون إلى رضاه ومغفرته ورحمته.
([99] ) بقدر ما يظهر العبد التواضع- مصطحباً بخشوع في قلبه – يكون قد ارتفع عند الله قدره ، وعلا كعبه ، والذي ينظر في تواضع سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم – يرى العجب من ذلك إنهم وضعوا الدنيا تحت أرجلهم ، فرفعهم الله عز وجل، ونحن قد وضعناها فوق رؤوسنا ، فوقعنا في الذلة والحيرة والاضطراب ، ولا يصلح حالنا إلا إذا تواضعنا للحق وقبلنا به ، وتخلينا عن غرورنا وأنانيتنا ، عند ذلك ينتشر العدل والوئام ، والسلام ، جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، إنه على كل شيء قدير .
([100] ) يونس: 63 ، والنمل : 53 ، وفصلت: 18 .
([101] ) إن قضية البركة قضية إيمانية ، فعندما /1+1=2/ وربما يبارك الله بالواحد فيجعل منه الملايين ، وهذا تاريخنا خير شاهد ، فهناك الفئة القليلة المؤمنة تغلب الفئة الكثيرة الكافرة ، والله يبارك لمن يشاء في القوة ، أو العمر ، أو الرزق ، اللهم بارك لنا في ديننا وإيماننا ، ووفقنا لمرضاتك .. يا رب العالمين .
([102] ) الأنفال : 64.
([103] ) البقرة : 152 .
([104] ) قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . فقلت يا رسول الله ! قد آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" .( رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ، جامع الأصول: 7/53)
([105] ) النساء : 45 .
([106] ) وفي نسخة: السائحة . ومعنى سنح : عرض .
([107] ) يعيش الناس في عصرنا هذا عيشة الهموم والغموم ، فمن أسقط همة العمل للآخرة ، وتدخله الجنان ، بإرادة الديان ، سبحانه وتعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً} ( الإسراء : 19 )
([108] ) لا يصل العبد إلى المقامات العاليات وفيه شيء من حروف " أنا " وعندما يرغب مريد الآخرة بالوصول إلى شاطيء الأمان ، فعليه : بالتواضع والذل ، والمسكنة لله عز وجل ، ثم لخلقه المؤمنين ، وليتدبر قول الحق جلا جلاله ، لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم : { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ( الشعراء : 215 )
([109] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم يأكل في معي واحد ، والكافر يأكل في سبعة أماء " ( رواه مالك ، والبخاري ، ومسلم وابن ماجه وغيرهم ( الترغيب ) : 3 /134 .
([110] ) قالت الحكماء : من أكل كثيراًُ شرب كثيراً ، ومن شرب كثيراً نام كثيراً ، ومن نام كثيراً فقد فاته الخير الكثير!
([111] ) عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ( متفق عليه )
([112] ) لذلك قالوا : قل لي من تصاحب؟ أقل لك من أنت ! والمعلوم لدى الجميع : أن الصاحب ساحب ( وفي اللغة : سحب الشيء سحبا : جره =
= على الأرض ) ومن يرد التوسع في هذا ، فليرجع إلى كتابي " حدائق المتقين " فصل : " الصحبة والمعاشرة " صفحة : (167 ) ير في بغيته ، إن شاء الله تعالى .
([113] ) الواجب على الإنسان أن يتحرر من التقليد الأعمى في العقائد ، وأن يجلب عقله ونفسه إلى المائدة الإيمانية ، حتى ينقذ نفسه من العار والنار =
= ولقد حكى لنا القرآن العظيم عن أولئك الذين عطلوا عقولهم ، وأصموا آذانهم عن سماع الحق ، وتعللوا بأنهم وجدوا آباءهم على هذه العقائد " الباطلة " .
فقال الله تعالى : { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}. ( البقرة : 170 )
{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آب