[size=18]محمد إنسان الكمال المعظم للشريف يوسف الهندي[/size]
يا جملة الأحباب صلّوا وسلّموا
على أحمد والآل والصحب عمّموا
سمعـنا.. أطعـنا.. ثم قلنا محــبة
عليه صـــلاة الله.. عليهم ســــلام الله
محمد إنسان الكمال المعظم
وأصل أصول النور في كل منظم
له جبهة كالبدر بل هي أعظم
جليلٌ جميلٌ .... بل فخيمٌ مفخَّمُ
وساعِده بالجود أطول أرحب
وأزهر لونٍ ... أبيضٍ ومُشرَّبُ
أتى ربعة للقصر للطول يقرب
سويٌ مسيح البطن والظهر أنعمُ
يُرى وجهه فوق الجدارات لائح
ومنه عبير الند والمسك فائح
يسوق إلى الخيرات في الله ناصح
ومَبْسَمه كالبرق إذ يتبسَّــمُ
وأدعج طرفٍ أحورٌ ثم أنجل
مفلَّج أسنانٍ بريقٍ مسلسل
مقوَّمُ أنفٍ ... كان أشنب وأشكل
وأنواره كالفــجر لا تتكتَّمُ
وعنقٌ كجيد الريم بل هو أجمل
وشعرٌ لحد الأُذن يأتي مرجَّل
طويلٌ لزندٍ عاري ثديٍ مجمّل
بمسربةٍ كالخط تُروَى وتنظَمُ
وقل سائل الأطراف بل كث لحيةِ
جليل مشاشٍ بالكراديس ينعتِ
عظيمٌ لهامٍ .... سـهل خدٍ بحكمة
وسـابل أطرافٍ وأعلا وأكرمُ
يقابل بالبشرى .... يديم لبِشره
وذلك منه في الرَّخاء وضرِّه
له منطق عذبٌ أبـاح بسـرِّه
لأن رياح البِشْر للغيث تقدمُ
وعبل لزندٍ بل بعيـد المناكب
ويمشي الهوينى قل بعطف يخاطب
وقد كان يبدو بالسلام لصاحب
ولايلتفت إلاَّ معاً .... نِعم أكـرمُ
طويل سـكوتٍ كان ذاك تفكرا
وخافض طرفٍ … كان لله ناظرا
وكان عطوفاً بل بشيراً ومنذرا
وحلو كلامٍ …. كـان كالدرّ يُنظمُ
وقـد قام ليلاً ثم صــام نهاره
وبالبيت لم توقد لشهرين ناره
وجاع طويلاً في الشعوب وداره
ولم يرض بالملك العميم المعمَّمُ
وما باح سراً لا وما عاب فاعلما
وماكان ذواقـاً وقد كان أحزما
يشير بيمناه … ويبـدو بها كما
يغضُّ لطرفٍ عند أفراح أنعمُ
يقسِّم أجزاءاً … لأهلٍ وصحبه
وجزءاً لوجه الله ... يعبد ربِّه
أشدُّ حياءاً ... عند من نال قربه
ومجلسه بالحِـلم والصبر يختمُ
ولم ينصرف عن جالس قط أحمدا
ولم يطوِ بِشراً عن جليسٍ وواردا
وللجافي يـأوي والكـريم يواددا
ويحبو غريب القوم عطفاً ويكرمُ
ويؤثِر أهل الفضل في كلِّ وجهة
يقرِّب أهل الحِـلم في حين جلسة
ويكسب معدوماً ويكرم ضيـفة
ومحترسٌ من شـر عربٍ وأعجم
ويجلس بين القوم لايتــرفع
ويوسع كل الخلق .... إذ كـان أرفع
ولم يبدو في ناديه ما كان أشنع
كأن على رأس الملأ الطير حوَّمُ
ولم يدَّخر شيئاً .... وما ردَّ طالب
وما قال لا قطعاً سليم العواقب
وأغنى ذوي الحاجات في كل جانب
وقال بميسور الكــلام لمعدمُ
وكان على جلاسه .... كــل هيبة
بخفضٍ لأصواتٍ وقولٍ بحكمة
وكانوا على الإنصات جمعاً لكلمة
إلى ختم أقـوال القويم المقوَّمُ
وكان عفيفاً صادقاً أحلم الورى
وأشـفقهم إحنا وأعلم وأفخرا
وأثبتهم عقلاً وأشـجع وأنورا
مقوِّمُ إسلامٍ ... وللبغيٍ يهدم
وما غضب المختار إلاَّ لحرمة
ولا عتبٌ منه لأربـاب خدمة
ويخدم أهلاً ثم يعطـف رحمة
ويمزح بالحق المجاب المعظَّمُ
ويحمل فوق الكتف شيئاً ويجلس
كعبدٍ لأكلٍ ... ثم للبيـت يكنس
يعود مريضاً .. قد يجيب لمفلس
وللجار والمسكين يأوي ويرحم
ينام على مسحٍ ... ويلبس شملةً
ويركب خيلاً .. والأتان وبغلةً
ويردف خلفاً فوق ذاك ونـاقةً
ويعلفهم في السير بالنفس يخدمُ
وكان يحب الطيب والخودة والصلاة
ويدهن غباً .... ثم ليـلاً تكحَّلا
ويعجبه ما كـان حلواً .... وأحللا
كذا وذراعاً .... قال أني مسمَّمُ
ويستاك للأوقات جمعاً لدى الوضوء
ويسبقه صمتاً وذِكراً محرِّض
وينهى عن السـوء الذي كان أبغـض
ويهدي إلى طرق الرشاد ويقْدِمُ
إلاهي توســلنا إليك .... بجــاه مَنْ
سما فوق أطباق السماء وكُـلِّمنْ
وعاد بنـــورالله .... لا يتـكــتَّمنْ
نقيم على آثــاره .... ونسـلِّمُ
ونجمع مثل الرُّوح والنفس والعقل
به في حياة ثم في الموت والنقل
وفي القبر والحشر الشديد مع الأهل
بصـحبٍ وأحبابٍ ورحمٍ وملزمُ
وناظمها الهنديُّ يوسف يرتجي
بها نور حقٍ جامعٍ كل مخـرج
ونوراً يهدي للطــريق يــروِّج
لوصلٍ على نهج المصلِّي المسلِّمُ
عليك صلاة الله في كل مشهد
وثم سلام الله في كل معهد
ورسلٍ وأملاكٍ وآلٍ لهـم يد
بعدِّ عـلوم الله إذ هو أعلمُ