سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 61
| موضوع: قــبــض العلم الأربعاء 13 يونيو 2012, 1:43 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل أمتنا ولله الحمد خير أمة وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة أحمده على نعمه الجمة وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله للعالمين رحمة وفرض عليه بيان ما أنزل إلينا فأوضح لنا كل الأمور المهمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات الحكم والعلوم في كلمة أو شطر كلمة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تكون لنا نورا من كل ظلمة وسلم تسليما أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بجوامع الكلم وخصه ببدائع الحكم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ كيف ينزع العلم من الأرض ؟ هل بموت العلماء أم يُرفع من الصدور والسطور ؟ ـــــــــــــــــــــــــ قبض العلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»[متفق عليه]. • « إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ»: أي إن الله لا يسلب العالم علمه بعد أن كان عنده على وجه العموم، وإن كان هذا يحدث على وجه الخصوص أحيانا. ثم لا بد أن نعلم أن العلم هنا لا يُقصد به إلا علم الشريعة، وعلم الطريقة، وعلم الحقيقة. فهذه هي العلوم المعتبرة، لأنها متعلقة بالله. وعلم الشريعة، مناطه العبادات والمعاملات من حيث الظاهر؛ وأما علم الطريقة، فمتعلَّقه أحوال القلوب وآدابها من حيث الباطن؛ وعلم الحقيقة، متعلقه الذات وتجليات الصفات، وما في ذلك من أسرار. ولكل علم من هذه العلوم روح يقوم به، وإلا كان صورة من غير حقيقة: فعلم الشريعة قوامه الإخلاص، وعلم الطريقة (السلوك) قوامه الذوق، وعلم الحقيقة قوامه المعرفة والتحقق. • « وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ»: أي كُلما مات عالم من طبقات العلماء المذكورين، لم يُخلف الله بعده من يكون مثله؛ فيؤول أمر العلماء إلى التناقص عما كانوا عليه، وإن زاد عدد المتعالمين. • « حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا»: أي إذا لم يُبق عالما في مكان مخصوص؛ لأن العلم لا ينقطع أبدا. أو إذا لم يُبق عالما ظاهرا، بسبب انحراف الناس عن الطريق السوي، واجتماعهم على المنافقين والجاهلين. ذلك لأن العالم الحق في مثل هذه الظروف يصبح خفيا، بسبب كونه يسبح ضد التيار، كما يقولون. وإذا خفي العالم أوغاب، اتخذ الناس رؤوسا جهالا يرجعون إليها. وانظر كيف أن هؤلاء الرؤوس من اتخاذ الناس، لكونهم لا مؤهل لهم للظهور والتصدر. وميل الناس (العامة) في اتخاذ الرؤوس (الرؤساء)، هو بحسب الأهواء، وما يغلب عليها في الوقت. فقد يحتاجون من رئيسهم وقاحة أو دهاء أو قضاء شهوات أو غير ذلك، مما يجعلهم يرجحون بين عدة أشخاص في ذلك. ولا بد أن يكون هؤلاء الرؤوس جهالا، لأنه لا أحد تستهويه العامة إلا إن كان بالغ الجهل؛ بسبب ما في ذلك من تعرض لمخاطر بيّنة في العاجل والآجل. وقد رأينا كثيرا ممن يظن نفسه على شيء، ينقاد للعامة ولا يستطيع مخالفتهم، من أجل أن لا يفقد المكانة عندهم. • « فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ»: لأنهم فاقدون للعلم من الأصل، ولأنهم متبعون لأهوائهم وأهواء العامة المتحلقين حولهم. والعوام يريدون من أئمتهم في أزمنة الفتنة، أن يكونوا مطية لهم إلى نيل أغراضهم الدنيوية الدنيئة، لا غير؛ لأنهم غافلون عن الحق، منحرفون عن طريقه. فإذا سأل الفاسقُ الجاهلَ، أجابه بما يحقق هلكته عن قريب. • « فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»: فضلوا في أنفسهم بفعلهم هذا؛ وأضلوا غيرهم ممن اتخذوهم مرجعا؛ وكانت النتيجة وبالا على الجميع. ولقد رأينا في زماننا ممن ينسب نفسه إلى العلم، ما هو مصداق لهذا الحديث؛ فسمعنا من فقهاء (من أهل الشريعة زعما) فتاوى تبعث على الضحك، أكثر من أي شيء آخر. وتجدهم يفتون في المسألة الواحدة، بفتاوى متباينة، لا رابط بينها ولا صلة. فينشأ من ذلك جماعات متناحرة، لا يراعي بعضها في بعض إلاًّ ولا ذمة. ورأينا ممن يزعم لنفسه علم الإسلاك، ما لا يثبت معه حتى الإسلام. وهؤلاء أكثر من السابقين شطحا وبعدا عن الحق، بسبب دخولهم في طريق الشيطان بأسهل الأسباب. فيختلط عليهم الخيال بالواقع، ويتلاعبون بالرؤى وما يعدونه كرامات، وهو أقرب إلى الحمق من غيره. وأما الطامة، فتجدها عند من يدعي التحقق والمعارف؛ فيصير متنقلا بين الملل والنحل، مفارقا للإيمان مصاحبا للكفر؛ متجرئا على الله، هاتكا لحجاب الحرمة والحياء. فهذا يكون شيطانا من أكابر شياطين الإنس، وهو يظن أنه من المقربين. والعامة قد يشهدون له بما يهوى، لنيلهم منه ما يهوَوْن. والسلامة في تحقيق مرتبة الإسلام، خير من المغامرة في مجاهيل الأمور. نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
| |
|
محب الاسرار مرابط فى سبيل الله
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 06/06/2012
| موضوع: رد: قــبــض العلم الثلاثاء 24 يوليو 2012, 12:39 am | |
| اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا مجهود طيب أسأل الله أن يجعله فى خزائن أعمالك الصالحة بارك الله لك وفيك وكل عام وأنتم بخير
| |
|