سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: إتجاهـ الــطريق الثلاثاء 12 يونيو 2012, 12:06 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله واهب النعم ، العزيز الشكور , الذي يعطي ويهب ويقبل ويرفع , والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد المطلب خير نبي أرسله , حبيباً لذاته أتخذه , ورحمة للأمة بعثه , وعلى الآل الكرام ذوي المناقب العظام , والفضائل النيرة , وعلى أصحابه الذين نالوا ما نالوا من مقام سام ودرجة رفيعة بمصاحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومجالستهم له ـــــــــــــــــــــــــ اتجاه الطريق ــــــــــــــــــــــــــــ لكل طريق اتجاه؛ وطريق الله التي هي السلوك على الشريعة، لها اتجاه لا بد أن يتبينه السائر (المتدين) حتى يعلم منه تقدمه وتأخره؛ وإلا كان التدين كله وهميا، من غير غاية ولا نتيجة. واتجاه الطريق نأخذه من قول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الصافات: 99]؛ فعلمنا أن اتجاه الطريق من النفس إلى الله. وهذا يعني أن السير في مجمله مرتكز على محو النفس؛ لأن الجمع بين النفس والله من حيث الوجود محال. وقد جاء في الحديث: « كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ »[أخرجه البخاري عن عمران بن حصين]؛ ومعناه، أنه لا وجود لشيء مع الله. وهذا، لم يتغير كما يتوهم المتوهمون بعد خلقه سبحانه الخلق؛ لذلك قد أدرج بعض العلماء في الحديث: "وهو الآن على ما عليه كان"، دفعا لهذا الوهم. والسير الذي يكون في اتجاه محو النفس، لا بد أن تظهر معه علامات تدل على ذلك المحو؛ حتى لا يكون السير وهميا، كما هو عند كثيرين. ومن علامات المحو ما هو عام، ومنها ما هو خاص. فالعام ما كان في متناول عامة المسلمين، والخاص ما كان متعلقا بالخواص منهم فحسب. ومن الأدلة العامة على محو النفس، التواضع لأهل الله، والتسليم لهم فيما يقولون وفيما يفعلون. وهذا الخُلق وإن كان فيما مضى من الزمان ظاهرا عند شطر كبير من الأمة، فإنه أصبح موشكا على الانعدام، بسبب التحول الذي أصاب النفوس من جراء التربية المختلطة، الجالبة لأصول فلسفية كفرية، صارت جزءا من منطلقاتنا، علمنا بها أم لم نعلم. وإذا كانت العلامات العامة تكاد لا توجد، فما بالك بالأدلة الخاصة على صحة السير، التي لم يعد يلم بها إلا من رحم الله. ومحو النفس لدى الخواص، يكون في مراتب ثلاث هي: • مرتبة الأفعال. • مرتبة الصفات. • مرتبة الذات. هذا يعني، أن النفس تفقد في المرتبة الأولى أفعالها، وتفقد في المرتبة الثانية صفاتها، وتفقد في المرتبة الثالثة ذاتها. عند قطع السالك لهذه المراحل يعود إلى حكمه الأصلي الذي هو العدم. وهنا يرضى الله عنه ويتولاه، ويسمى وليا بالمعنى الخاص. ويسمى أهل كل مرتبة بما يناسبهم، كما سمى بعض أهل الله أصحاب المرتبة الثانية صفاتيين، وسموا أصحاب المرتبة الثالثة ذاتيين. ومن يتحقق من العباد بمراتب التوحيد الثلاث المذكورة، يسمى واصلا؛ للدلالة على كونه قد قطع الطريق من أوله إلى آخره؛ وعرف مراحله (المقامات) معرفة ذوقية، قد يصير بها مرشدا، يدل غيره على أصول السلوك وأحكامه. فمن كان من الناس عالما بما ذكرنا، فهو عالم باتجاه السير في الطريق؛ ومن لم يكن على علم به، فلا يجوز له الكلام في الطريق، لأنه فاقد للأهلية. وليس كل من يحسن الكلام في بعض التفاصيل، مدركا للطريق من حيث الاتجاه، حتى نقبل منه؛ لأن الطريق من دون غاية، هو لا طريق. ولو علم المسلمون هذه الحقيقة، لعادوا كلهم إلى الأصل في التدين، الذي لا يتحقق إلا بمعية الربانيين الوارثين لعلوم النبوة؛ ولكنها حكمة الله، شاءت أن يغفل المسلمون، كما غفلت الأمم السابقة، فصاروا (أي المسلمون) يعتنون بصورة الدين دون حقيقته؛ أو قل صاروا يعتنون بعلم اللسان دون علم الجنان؛ أو قل صاروا يعتنون بالسلوك الوهمي دون السلوك التحقيقي. والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل
ــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ | |
|
سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إتجاهـ الــطريق الثلاثاء 26 يونيو 2012, 4:24 am | |
|
اللهم أرزقنا وإخواننا فى الله أين كانوا وكيف كانوا أن نكون فى حراستك ووداعتك وبكفايتك ورضاك متمتعين آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــين [b]
| |
|