سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 61
| موضوع: اطوف على ذاتي الثلاثاء 19 مايو 2020, 3:17 pm | |
| أطوف على ذاتي بكاسات خمرتيأطوف على ذاتي بكاسات خمرتي * واستمع الألحان في حان حضرتي وأنفخ مزماري وأصغي لصوته * وأضرب دفي حين ترقص قينتي وأنشق من روضي نسيم حقائقي * ويسرح طرفي في حدائق نشأتي وعندي إلى رؤيا جمالي تشوق * كثير وما عشقي لغير حقيقتي ويا لهف أحشائي على حسني الذي * فؤادي به صب ويا فرط لوعتي أحن إلى ذاتي صباحا وفي المسا * وغاية قصدي في العوالم رؤيتي وقد وعدتني اليوم نفسي بوصلها * غدا متى مني تقوم قيامتي وأرفع عن وجهي خماري مجردا * ثيابي عن ذاتي وأهتك سترتي أبى الحب إلا أن أكون مولها * بقلب على طول النوى متفتت وشوق كثير واصطبار ممنع * وسقم وأشجان علي شديدة وإني لأرجو من حقيقتي اللقا * وأطلب منها أن أفوز بنظرة فلا عجب أن بحت بالسر للورى * وعربدت في هذا الوجود بسكرتي وتهت بمحبوبي على كل ناسك * وغبت عن الأكوان بل عن هويتي وعندي انتظار كل يوم وليلة * إلى رؤيتي بل كل وقت وساعة وما أنا إلا من أحب وإن من * أحب أنا من غير شك وشبهة أردت ظهوري لي وما كنت خافيا * فطورت في الأطوار من كل صورة وقد كنت قدما في عمى ليس فوقه * ولا تحته أيضا هواء بوحدة وللقلم الأعلى تنزلت من يدي * وللوح حتى للذوات الكثيرة وقد كنت عرشي واستويت عليه من * قديم زماني في الوجود برحمتي ومنه إلى الكرسي تنزلت بل إلى * سمواتي السبع الطباق العلية وطورت أملاكي فلي كنت عابدا * وطورت أفلاكي فدارت بقدرتي وعذت نجوما مشرقات على الورى * أزيد ضياء في ظلام الدجنة وطورت شمسا في طلوع نهاركم * وما الليل إلا من نتائج غيبتي وصرت هلالا تحسبون الشهور بي * وأجلو عليكم ضوء شمس الظهيرة وقد صرت أياما لكم ولياليا * ودهرا وساعات وكل دقيقة وطورت شكل الجان في الأرض قبلكم * وجئت لهم رسلا لإبلاغ حجتي وقد كنت تكذيبا لرسلي منهم * فصرت لهم أوفي هلاك ونقمة وفي كل أطوار الشياطين بينكم * ظهرت بوسواس لأصحاب شقوة وطورت في شكل العناصر ثم في * مواليدها في الأرض تلك الثلاث ففي معدن طورا وطورا ظهرت في * نبات وحيوان لتتميم حكمتي وكنت رياحا من شمال ومن صبا * أهب فأروي عن حديث الأحبة وكنت بحارا زاخرات على المدى * تفيض فتبدي موجة بعد موجة وطورت أرضا ثم صرت جبالها * لإرسائها فوق البحار المحيطة وإني على ما كنت فيه ولم أزل * ولي رتبة التنزيه أرفع رتبه وما كثرة الأطوار مني غيرت * صفاتي ولا ذاتي ولا قدر ذرة وهل أنت في تخييل ذاتك باطنا * تغيرت عما كنت في كل مرة فيجلو عليك الفكر ما قد أردت من * زخارف أشباح هنا مستحيلة وذاك كهذا غير أن الخيال مع * تخيله في الغير لا في الهوية وما هي إلا أنت لا شيء ههنا * سواك فحقق سر تلك الحقيقة وإياك والتشبيه في كل موضع * توهمت فيه الغير وافطن للبسة وخذ كل ما القي عليك منزها * ولا تخش عارا إن فهمت إشارتي وهذا الذي قد قلته كله أنا * ظهرت به لي قاصدا لنصيحتي ولما انقضت أطوار ذاتي بمقتضى * صفاتي وأسمائي العظام الجليلة وتم التباسي بالذي أنا مظهر * له من شخوص فصلتها إرادتي وسويت جسم الكل بي فهو قابل * لروحي وتفصيلي استعد لجملتي جمعت من الأشياء طينة آدم * ومنها إلى الكل الرقائق مدت وخمرتها حتى تناسق نشؤها * وسويتها حتى لنفخي استعدت ولما استتم الأمر واستكمل الذي * أردت من الإجمال في البشرية ففي تلك من روحي نفخت وقد سرت * نسائم أمري في رياض الطبيعة فقمت سميعا باصرا متكلما * مريدا عليما ذا حيا وقدر فلم يبد ممني غير ما هو كائن * لدي وبي مني علي حكومتي فكنت كماء لونه ممن إنائه * وكالشمس تبدي خضر بالزجاجة وأسجدت أملاكي بأمري لمظهري * فكان سجودي لي وآدم قبلتي ولما أبى إبليس عني تكبرا * ولم تأتي من بعد أمري بسجدة عن الملا الأعلى له كنت مخرجا * وآب بخسران وطرد ولعنة وأسكنته في الأرض أظهر كامنا * به من شقا أصحاب قبضة يسرتي وأظهرت في ذاك الملا فضل آدم * وأنزلته أعلى مقام بجنتي وأخرجت حوا منه فهي له كما * هو الآن لي من حيث وصفي وصورتي وعن بعض أشجار هناك نهيته * ولي كان مني النهي عني لحكمتي ولما اقتضى فعلي لما كنت عنه قد * نهيت كمال الصورة الآدمية أتيت بأقسام إلي موسوسا * وأوقعت نفسي في غرورة غفلة وذقت كما ذاق العدو تباعدي * وما الأكل إلا الفرق والجمع توبتي وقد لاح عصياني علي ومذ بدت * طفقت بأوراق أخصف سوءتي ومن بعد ذا أهبطت للأرض هيكلي * وكنت بها في العالمين خليفتي وسخرت لي كل الوجود تفضلا * على صورتي مني وأتممت منتي وعرفت ما بيني وبيني كلاهما * على عرفات بعد طول التشتت فكان نكاح الأمر في الخلق ظاهرا * ينافي كلا الشخصين قبل النتيجة وأظهرت من صلبي جميع مظاهري * بصورة ذر للعهود الوثيقة وأشهدتهم عني ألست بربكم * فقالوا بلى طرا بنفس مطيعة وأوهمتهم غيرا فأنكر بعضهم * وأوفى بعهدي بعضهم مع لبسة وأول أطواري الكوامن أنني * لآدم شيئا كنت وهو عطيتي وطورت نوحا جاء ينذر قومه * وكنت له التكذيب منهم ببعثتي وألفا سوى خمسين عاما لبثت في * جماعتهم أبغي لهم نشر دعوتي ولما أبوا واستكبروا كافرين بي * دعوت عليهم واستجبت لدعوتي وأرسلت طوفانا عليهم فأغرقوا * ولم ينج إلا من معي في سفينتي وطورت إدريسا ولي كنت رافعا * مكانا عليا في أجل مكانه وطورت إبراهيم يدعو إلي بي * على قومه آتيته أي حجة ومذ قال ذا ربي له كنت كوكبا * كذا قمرا أيضا وشمسا بوجهه ولا فرق إلا بالأفول ألم تكن * إذا لا أحب الآفلين مقالتي كما قلت سموهم لقوم تعلقوا * بما قيد الإمكان من مطلقيتي وجئت إلى النمرود أدعوه للهدى * فلم يمتثل حتى توى بالبعوضة وأضرم في نارا وأرسلني بها * فعادت بأمري لي علي كجنة وقد كنت مني طالبا أنني أرى * لحق يقيني كيف إحياء ميتة فجاء جوابي لي بأربعة فخذ * من الطير واجعل في العلا كل قطعة وناديهم يأتين سعيا وبعد ذا * فكن عالما لا شي إلا بقدرتي وطورت إسماعيل لما بلغت مع * أبي السعي ذبحي قد رأيت بنومة وناديت لما أسلما حين تله * أصدقت حتى كان بالكبش فديتي وطورت إسحق الغيور ولم تكن * على غير تحريم الفواحش غيرتي وطورت يعقوبا بليت بيوسف * وأسلمني حبي له كل محنة وفرقت ما بيني زمانا وبينه * ووا أسفي ناديت من طول فرقتي وعيناي من حزني قد ابيضتا وقد * مننت بجمع الشمل بعد التشتت ويوسف قد طورت زاد ملاحة * بوجه سبى كل الوجوه المليحة وبالثمن البخس اشتراني مشتر * وفي الجب ألقتني من الكيد إخوتي وقد عشقت حسني زليخاء والهوى * أضر بها حتى هممت وهمت وطورت هودا كان يشهد قومه * على أنه من شركهم ذو براءة ولوطا لقد طورت أيضا وصالحا * أتيت إلى قومي لإبلاغ دعوتي فزاغوا وعن أمري عتوا وتكبروا * وقد عقروا لما عصوني ناقتي وطورت موسى ضارب البحر بالعصا * وقد شق حتى قومه فيه مرت وآنس نارا من جوانب طوره * فرام ليأتي الأهل منها بجذوة فنال الهدى في شكل مقصده وقد * تجلى له من مظهر الأحدية وقد حاز منه رؤية بسؤاله * ولكنها الأطواد بالصعق دكت وعيسى لقد طورت يبرئ أكمها * وأبرص والأموات يحيي بدعوة وأرسلت روحي طبق ما هو عادتي * إلى الأم حتى كان مظهر نفختي وأظهرت ما قد كان في الأب مضمرا * وبينت للأقوام سر إلا مومة فضلوا وزاغوا عن مثال ضربته * لفهم علوم في الوجود دقيقة وقالوا بأني قد غدوت له أبا * وقد خص من دون الورى ببنوتي وأين الوجودان اللذان تباينا * وما عز خلاق كذل خليقة ومن بعد هذا جئت في طور كل ما * مضى من رسول أو نبي لأمة وأصبحت في شكل النبي محمد * إلى الله أدعو الناس في أرض مكة فآذتني الأقوام بغيا وحاولوا * بأفواههم إطفاء نور النبوة وأظهرت دين الحق بعد خفائه * فأصبحت الكفار في سوء حالة ونكست أصنام الضلال وفي الورى * أزلت ظلام الظلم من فرط سطوتي وطورت أصحابا ومن هو تابع * لهم بالهدى مثل الكرام الأئمة ومن بعد ذا ما زلت أظهر دائما * على أمد الأزمان في كل هيئة وطورت أهوال القيامة والذي * يكون غدا في يوم عرض الخليقة وإياك من قولي بأن تفهم الذي * تدين به الكفار بين البرية فإني بريء من حلول رمت به * عقول تغذت بالظنون الخبيثة وما بانحلال واتحاد أدين في * حياتي وإن دانتهما شر أمة وكل الذي أبديته لك ناظما * فن فوق أطوار العقول السليمة فإن كنت من أهل المعارف لم تلم * لأنك تلقاه بنفس تزكت وإن كنت مطموس البصيرة جامدا * على ما ترى من صورة بعد صورة فإنك معذور بقلة فهم ما * أقول لضعف في قواك الكليلة فواظب على التنزية وادأب عليه لا * تكن من أناس بالتشبه ضلت ودع عنك تجسيما ولا تك جاهلا * بأوصاف من أبداك في كل حالة | |
|