الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار منتدى لمحبي الله ورسوله الذاكرين الله ومكتبة صوفية |
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاهـ ,, |
|
| إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الثلاثاء 07 مارس 2017, 5:30 pm | |
| كتاب إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين هام جدا للأحباب والمحبين | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:26 am | |
| [rtl]إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد خير الأنام أجمعين سيدالعطارالرفاعى الإهداء إلى حبيبي وقرة عيني رسول الله إلى من علم الأمة التوحيد فكان لنا النور والسراج المنير إلى الرءوف الرحيم خير الخلق أجمعين إلى النبي الأمين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام إلى سادتنا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى آل البيت الأطهار والصحابة الكرام إلى أولياء الله في كل زمان إلى والدي ووالدتي غفر الله لهم وجعلهم في زمرة الصالحين إلى أسيادي ومشائخي في كل زمان ومكان إل مشايخنا في الصوفية و الحوار والنخبة والأزهريين وروض الرياحين إلى كل مسلم له الفضل على العبد الفقير إلى المسلمين في جميع الأصقاع إليهم أهدي الموضوع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذل البدع وأهلها وأعز السنة ومن استأهلها فقيض لها في كل زمان طائفة لا يضرها من خذلها مسلطةً سيوف الأدلة على من حرف الشريعة أو بدلها وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي علم الأمة التوحيد وأسس لنا قواعد الشريعة والإسلام وتركنا على الواضحة وأتم لنا ديننا والذي قرن الله اسمه باسمه وقال فيه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وعلى آله وأصحابه الذي فازوا بصحبته ونالوا بركته أما بعد, هذا موضوعي الجديد بعد موضوع النور في جواز التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصحالين وأهل القبور وعندما دعت الحاجة إلى تنقيح الموضوع من جديد وإضافة الكثير من الأقوال التي وقفنا عليها وجمعناها. وكذلك تخريج لبعض الأحاديث الواردة تخريج يشفي القلب العليل. والرد على شبهات الفرقة الخارجة مثل الفرقة الوهابية وغيرها في بعض الأقوال والأحاديث وكذلك تعديل بعض الأقوال وتصحيح بعض الأخطاء التي وقفنا عليها من أخطاء إملائية ولغوية وأخطاء في العزو أو وهم في الأقوال فالكمال لله وحده وليخرج هذا الموضوع بشكل جديد واسم جديد وأسلوب ايضاً جديد. وقد رددنا في موضعنا هذا على اغلب شبهاتهم في التوسل والتبرك والاستغاثة والمدد وقمنا بتخريج الأحاديث والرد على تضعيفها ووضع أقوال الائمة والعلماء وزدنا في الأدلة في التوسل والحياة البرزخية وشرحنا بعض الأقوال وفسرنا بعض العبارات واوردنا بعض التواريخ وحددنا المذاهب وسنة الوفاة او الميلاد على قدر المستطاع ليكون لك أخي المسلم موسوعة باذن الله لتقف على الحقائق وتعرف مواضع التدليس في مواضيع الوهابية. ندعوا الله ان يفيد به أمة الإسلام. وقد اخترنا له هذا الاسم للرد على المتشككين إفحام المتشككين في جواز المدد و التوسل والتبرك والاستغاثة بالأنبياء و الصالحين ومحمد (صلى الله عليه وسلم) خير الأنام أجمعين المقدمة خرج علينا من القرون المتأخرة بعض الأقوال التي يضحك لها الصبيان من عدم جواز التوسل بالنبي الأمين صلى الله عليه وسلم والصالحين واتهموا أهل الإسلام المتوسلون بالشرك والزندقة وتبديل هذا الدين وتبعهم بعض الجهال فرددوا أقوالهم التي شذت عن الإجماع وجمهور المسلمين. فكان لزاماً علينا التوضيح والرد على الغلاة المتعصبين الذين أنكروا ما ثبت في الشرع المبين بالدليل المتين. بعد أن بدلوا الحقائق البهية وخالفوا السواد الأعظم من أمة النبي الأمين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم وخالفوا صريح الكتاب وصحيح السنة وضربوا بأقوال جل علماء الأمة عرض الحائط بلا حياء ولا إستحياء وحصروا الحق في أقوالهم الباطلة والسواد الأعظم من جل علماء المسلمين دونوا آرائهم الواضحة وطفحت كتبهم بما ينص على استحباب التوسل بالنبي صلوات الله عليه وتسليمه وأهل الله من الأولياء والصالحين ولم ينكر نكير إلا في القرون المتأخرة وكأنهم يرمون أئمة المذاهب وجل العلماء طيلة هذه القرون السابقة بل ومن بعدها بالشرك والكفر والابتداع أعوذ بالله من هذا وأستغفر الله من هذه الأقوال فلا ينكر نكير توسل الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم الائمة الكمل الذين نقلوا إلينا هذا الدين. وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل عن ابن عمر-رضي الله عنه-: "إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار" رواه الترمذي (2093)، والحاكم (1/ 199 - 200)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 37) وابن مندة، من طريق الضياء عن ابن عمر والحديث صحيح بمجموع طرقه وهذه المطوية التي التقطنا مادتها من جل كتب العلماء فصرفنا عنان الجهد لالتقاط ما هو مطلوب البيان في هذا المقام وسنعرض في هذه المطوية الملتقطة من أقوال العلماء مع بعض الشروح لما استعصى من الكلمات في بعض الأدلة في الاستعانة والتوسل والاستغاثة بالنبي وبالصالحين وما دعانا إلى صرف الجهد والتقاط أقوال جل علماء الأمة هو رمي الجهلاء لسواد الأمة الإسلامية بالشرك والالحاد والحقيقة أن لو كان هذا شركاً أو منفذاً للوقوع في الشرك كما يدعي من حرم التوسل والاستغاثة لكان أمراً عظيماً لأنه بذلك يكون قد اتهم محمداً بن عبد لله عليه الصلاة والسلام بِالتَّقْصِيرِ في أداء رسالته وترك اُمْتُهُ تتردى في مهاوي الضلال، وتكون الأمة ـ على مرّ الأزمنة السابقة ـ قد وقعت في الشرك، وهو أمر لا يجوز عقلاً ولا شرعاً، وكيف يستقيم ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم : "تركتكم على الواضحة"! واليوم أكملت لكم دينكم عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّه لم يكن نبي قبلي إِلَّا كان حقاً عليه أن يدل امته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم) صحيح مسلم: 3/ 1472 كتاب الإمارة. فإذا كان الأمر التوسل والاستغاثة بهذه الدرجة من الخطورة على عقائد المسلمين لما أغفل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ولكان نهى عنه بكل شدّة بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو من علمنا التبرك والتوسل كما سنرى فهل يا مسلمين تجتمع أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على كفر وشرك كما يدعي القاسي قلبه.!!!! فهل يروى الأئمة كفرا وشركا وخاصة القرون الثلاثة الأولى.؟؟ - وهل يسكت علماء الأمة حتى القرن الثامن على شرك. وإذا كانت الشيعة - وخاصة الغلاة منهم - أخطأوا خطأ شديدا حيث ظنوا أن الصحابة الذين كانوا على جادة الطريق لا يتجاوز عددهم ستة من الصحابة أو ما يقرب من ذلك.[/rtl] [rtl]وفى هذا الاعتقاد خطر عظيم على الأمة لسبب بسيط وهو – ونستغفر الله من هذا اللفظ – أن هذا الاعتقاد مؤداه فى النهاية أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ... فى تربية أصحابه. فنفس الغلطة وقع فيها الشيخ ابن تيمية وأتباعه الفرقة التي تسمى اليوم بالفرقة الوهابية .. اعتقدوا أنهم هم الأمة وان السلف جاء بعد منتصف العصر السابع مع ظهور ابن تيمية ثم جاء الرعاع والسوقة بعده والذين ظهروا في نجد وظنوا أن ابن تيمية هو الحق وانه هو السلف والخلف معاً فالقرآن بفهمه والأحاديث بتضعيفه وتصحيحه وأقواله فوق مرتبة الصحابة والائمة ومقدمة على فهمهم .. !!! ا فلا فرق بين الشيعة الروافض والوهابية اللهم إلا ان الروافض يصرحون والوهابية يلمحون .. ونقول لهؤلاء إنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو من علمنا التوسل والتبرك قد تبرّك بوضوء المسلمين كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة: فعن ابن عمر, قال: قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه, يرجو بركة أيدي المسلمين. فعن ابن عمر, قال: قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه, يرجو بركة أيدي المسلمين. ذكر في مجمع الزوائد: 1\ 214، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثّقون، كنز العمال: 7\ 112، ح 13281 وذكره السيوطي في الشمائل الشريفة ونقل تصحيح الهيثمي موافقا له (ص 272 - 273 طبعة دار طائر العلم للنشر والتوزيع بتحقيق حسن بن عبيد باحبيشي) برقم (490) صححه المناوي في التيسير (2/ 525 طبعة مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408 هـ - 1988 م الطبعة الثالثة) وذكره من وجه اخر الإمام البيهقي في الشعب (3/ 30 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1410، بتحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول) برقم (2791)، وقد رواه القضاعي في مسنده (2/ 104 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الثانية، 1407 - 1986، بتحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي) مختصرا برقم (977) وابن عدي في (الكامل) (2/ 783) ورواه ابو نعيم في الحلية (8/ 203 طبعة دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة، 1405) بل حتى شيخ السلفية الألباني حسن الحديث قال الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 154) برقم (2118): (" كان يبعث إلى المطاهر، فيؤتى بالماء، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين ". أخرجه الطبراني في الأوسط (ص 35) و أبو نعيم في الحلية (8/ 203) عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: " قلت: يا رسول الله! الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك، أم من المطاهر؟ قال: لا بل من المطاهر، إن دين الله يسر، الحنيفية السمحة "، قال: فذكره. وقال: (لم يروه عن عبد العزيز إلا حسان). قلت (الألباني): و هو مختلف فيه (يعني حسان) والأكثرون على توثيقه، و الذي يترجح عندي أنه وسط حسن الحديث، ولاسيما و قد خرج له البخاري في صحيحه. وانظر تحسين الألباني للحديث في السلسلة الصحيحة المختصر (5/ 154 طبعة مكتبة المعارف - الرياض) برقم (2118)، وفي صحيح الجامع حديث رقم (4894) .. وعندما ضعف الحويني هذا الاثر لانه تفرد به واحد عند الطبراني ولو نظرنا من هو حسان بن ابراهيم لوجدناه قد احتج به البخاري ومسلم وهو من رجالهما فكيف يضعف الآثر لتفرد ثقة به؟؟ تفرد الثقة مقبولة كما هو معلوم عند المبتدئين. فسبحان ربي العظيم. وليعلم أحبائنا المسلمون أننا سنورد فقط أمثلة من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وسنقسم هذه المطوية إلى خمسة فصول لتخدم المقام الذي نحن بصدده الفصل الأول:- مصطلحات لغوية الفصل الثاني:- ما أستند إليه المخالفون من الآيات والاحاديث والآثار والرد على الإشكالات الفصل الثالث:- توضيح التحريف في بعض اقوال الائمة والعلماء من قبل المخالفين الفصل الرابع:- الحياة البرزخية وحقيقتها الفصل الخامس:- توضيح مهم في مسألة التوسل والاستغاثة والمدد الفصل الخامس:- أدله التوسل والاستغاثة والمدد بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة وأفعال وأقوال السلف والائمة الفصل الأول مصطلحات لغوية 1 - الوسيلة الوسيلة في اللغة: المنزلة عند الملك , والوسيلة:-الدرجة , والوسيلة:-القربة , وَسَلَ فلان إلى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به إلى الله , والواسل:- الراغب إلى الله ويقال توسل إليه بوسله إذا تقرب إليه بعمل ,وتوسل إليه بكذا أي تقرب إليه بحرمه آصرة تعطفه عليه إذاً الوسيلة:- الوصلة والقربى وجمعها الوسائل (لسان العرب لابن منظور ج 11 ص 724 مادة< وسل>) 2 - الدعاء لخص أبو البقاء المعاني المتعددة للدعاء مستشهدا بآيات القرآن الكريم قال: " والدعاء: الرغبة إلى الله والعبادة نحو (وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرّك)، والاستعانة نحو (وَادْعُوا شُهَدَاءكُم)، والسؤال نحو (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، والقول نحو (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ)، والنداء نحو (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ)، التسمية نحو (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا) أبو البقاء الكليات ص 447 قال ابن منظور: "دعا الرجلَ دعوًا ودعاءً: ناداه. والاسم: الدعوة. ودعوت فلانًا: أي صِحت به واستدعيته - لسان العرب مادة (د ع و). وانظر ايضا: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصبهاني (ص 315 - 316) والدعاء شرعا:- أقصى نهاية الخضوع والتذلل بشرط نية التقرب فالعبادة لا تطلق إلا على العمل الدال علي الخضوع المتقرب به لمن يعظمه باعتقاده تأثير في النفع والضر وعلى هذا فشرط كونها عبادة نية التقرب للمعبود. قال الخطابي: (معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ.[/rtl] [rtl]وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ، وإضافة الجود والكرم إليه" - شأن الدعاء) شأن الدعاء للخطابي ص 4 قال الزبيدي صاحب تاج العروس (الدعاء ليس إلا إظهار غاية التّذلّل والافتقار) إتحاف السادة المتقين 5/ 4 قال الحافظ ابن حجر: «الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار» [فتح الباري 11/ 95]. 3 - الاستغاثة الاستغاثة لغة: طلب الغوث والنصر هي طلب العبد الإغاثة والمعونة ممن يسعفه ويدفع عنه عند الوقوع في شدة ونحوها. وشرعا: تكون طلب العون وتفريج الكروب قال تعالى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. } [القصص 15] فالاستغاثة بمعنى طلب التوجه من المستغاث به إلى الله تعالى في قضاء الحاجة إذ ليس لأحد مع الله فعل أو ترك وإنما المستغاث به سبب للشفاعة والدعاء ولقضاء الحاجة. جاء في المعجم الوسيط ((الاستغاثة) طلب الغوث و (عند النحاة) نداء من يخلص من شدة أو يعين على دفع بلية ويقرن المستغاث به بلام مفتوحة والمستغاث له بلام مكسورة يقال يا لله للمسلمين وقد يجر المستغاث من أجله بمن إذا كان مستنصرا عليه كقوله (يا للرجال ذوي الألباب من نفر لا يبرح السفه المردي لهم دينا) (الغوث) الإعانة والنصرة ويقال في الشدة تنزل بالمرء فيسأل العون على كشفها واغوثاه)) اهـ وفي القاموس المحيط ((غَوَّثَ تَغْويثاً: قال: واغَوْثاهُ والاسْمُ: الغَوْثُ والغُواثُ بالضمِّ وفَتْحُهُ شاذٌّ. واسْتَغاثَني فأغَثْتُهُ إغاثَةً ومَغُوثَةً)) اهـ وفي تاج العروس ((قال شيخُنَا: قالوا: الاسْتغَاثَةُ: طَلبُ الغَوْثِ وهو التَّخْلِيصُ من الشِّدةِ والنِّقْمَةِ والعَوْنُ على الفَكَاكِ من الشّدائِدِ)) اهـ و الاستغاثة فرع من التوسل فلا فرق بينهما كما سنرى في كلام الائمة 4 - الاستعانة: فهي طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه. 5 - الجاه الجاه: المنزلة والقَدْرُ عند السلطان. لسان العرب .. والقاموس المحيط (1/ 1607) 6 - التوجه. جاء في المعجم الوسيط (((وجه) انقاد واتبع يقال قاد فلان فلانا فوجه انقاد واتبع والمولود خرجت يداه من الرحم أولا وإلى الشيء توجه بمعنى ولى وجهه إليه وفي المثل (أينما أوجه ألق سعدا) (اتجه) إليه أقبل بوجهه عليه (أصله اوتجه) الوجهة) الجانب والناحية والموضع الذي تتوجه إليه وتقصده وكل مكان استقبلته والقبل وشبهها ووجهة الأمر وجهه (2/ 953\ 2/ 954) المعجم الوسيط 7 - الشفاعة قال الراغب في المفردات ص 263 الشفاعة: الاِنضمام إلى آخر ناصراً له وسائلاً عنه. 8 - المدد ورد في لسان العرب عن معنى كلمة مدد: ((مددنا القوم، أي صرنا لهنا أنصاراً ومدداً. وأمدَّ الأمير جنده بالخيل والرجال وأعانهم وأمدهم بمال كثير وأغناهم .. والمدد: العساكر التي تلحق بالمغازي في سبيل الله والإمداد أن يرسل الرجل مددا لسان العرب مادة (م د د). وقال الإمام الفيومي رحمه الله تعالى: أمددته بمدد: أعنته وقويته به [2] المصباح المنير مادة (م د د) 6 - التبرك جاء في لسان العرب ((التبرك لغة: طلب البركة، والبركة هي: النماء والزيادة مادة برك، انظر لسان العرب: 10/ 390 قال ابن منظور: بارك الله الشيء، وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، وطعام بريك كأنّه مبارك لسان العرب: 10/ 390 قال الفيومي: بارك الله تعالى فيه فهو مبارك، والأصل: مبارك فيه المصباح المنير: 1/ 45. والتبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل ومقامات خاصة، أي طلب الحصول على الخير على وجه السبب. قال الراغب الأصفهاني: البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء، قال تعالى: {لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} الأعراف-96، {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} الأنبياء-50، تنبيها على ما يفيض به من الخيرات الإلهية. الفصل الثاني ما أستند إليه المخالفون وتوضيح الإشكال[/rtl] استند أصحاب هذا الرأي الشاذ إلى آيات الكتاب الحكيم وبعض الأحاديث وسنعرضها جميعا بإذن الله تعالى ونورد الأدلة على قصور الفهم الذي أدى إلى هذ الإشكال اولاً:- الإشكالات في فهم الآيات من الكتاب الحكيم. 1 - قول الله تعالى: (لاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة يونس 106\ 107 2 - وقوله تعالى: (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) العنكبوت: 17. 3 - وقوله تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)) سورة الأحقاف: 5\ 6. 4 - قال تعالى ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)) سورة الجن، آية: 18 إن استدلال المخالف باطل فهذه الآيات نزلت في المشركين ولا تنطبق على أهل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين ولا تقربهم لاختلاف الحال كلياً وكما ذكر البخاري عن قول ابن عمر رضي الله عنهما في الخوارج يقول البخاري: «وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق، وقد قال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين». | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:28 am | |
| [rtl] ومما استند إليه القوم أنهم قالوا إن العبرة في الآيات هي عموم اللفظ وليس في خصوص السبب وهذا قول حق أريد به باطل فلا أحد ينكر عموم اللفظ ولكن المستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملاً وتفصيلاً فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم والمتوسلون يدعون الله الواحد الأحد والكفار يدعون آلهتهم من دون الله فأحوال الكفار في من نزلت فيهم الآيات لا يرتبط بأي صلة تشير إلى أهل القبلة من المسلمين!!!! فشتان بين يدعوا الله متوسلا بجاه نبيه وصالحيه وبين من يدعوا غير الله فكيف يعمم الحكم على أمه الإسلام؟؟ فرق شاسع بين ما يقول يا رب أعطني كذا بحق فلان .. وبين من يقول اُعْلُ هُبَل .. خذلني آلات ويعتقد أنهم آلهة من دون الله.! ولكنا نجد أهل الفتنة يشرقون ويغربون ويقولون هذا ما قاله الكفار {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ونحو قوله تعالى {فلا تدعوا مع الله أحداً} ولكنهم قد تناسوا أن هذه الآيات قد جعلت في أهل الشرك وما من موحدا متوسلاً يعبد نبي أو ولي .. !! فكل آية تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار وهو العبادة للأوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله. وسيتضح ذلك من أوجه عديدة الوجه الأول:- فالمشركون جعلوا أصنامهم آلهة تعبد والمسلمون ما اعتقدوا في إله غير الله وما عبدوا غير الرحمن فليس لنا غير إله واحد الله جل جلاله ويظهر جليا الفرق بين المسلمين وبين عباد الأصنام وغيرهم في قول الله تعالى في الكفار (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم: 81 - الوجه الثاني:- الأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام عند المسلمين هم أنبياء معصومون بشر لهم خواص خاصة من الله بها عليهم وأعطاهم ما لم يعطه لبشر وليسوا آلهة تعبد من دون الله ومن قال بذلك فقد كفر الوجه الثالث:- الأولياء هم أولياء محفظون وصلوا إلى رتبة الولاية بالعمل الصالح وعبادة رب العباد وليسوا آلهة تعبد وإلا كان الأولى أنبياء الله تعالى عليه الصلاة والسلام الوجه الرابع:- ورد في الآيات أن الكفار وجدوا ضالتهم في عبادة هذه الأصنام فاستحقت العبادة بالنسبة لهم وعبدوها بالفعل كما في قوله تعالى (وما نعبدهم إلا ليقربونا) أما المسلمون فلا إله لهم غير الله تعالى ولا يستحق العبادة غيره سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم وما عبدوا غيره جل جلاله. الوجه الخامس:- أن المشركون عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم وزعموا أن ذلك ليقربوهم إلى الله فهم قد اتخذوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم آلهة من دون الله والإله هو المستحق للعبادة والمسلمون عبدوا الله وحده ولم يعبدوا غيره ولم يعتقدوا في غيره سبحانه وتعالى وتوسلوا بالأنبياء والصالحين رجاء تحقيق مطالبهم من الواحد القهار[/rtl] [rtl] فدعاء المشركين دعاء آلوهية وتعبد ودعاء المسلمين توسل واستشفاع فشتان بين الاثنين فكيف يعمم أهل الجهل القول علي المسلمين؟ وقول المعترض وقوله تعالى في الآية الكريمة (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) فالاستدلال بالآية في غير محله وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى فكما وضحنا في الاوجه السابقة أن أهل الشرك عبدوا أصنامهم والآية بدأت بقوله تعالى ما نعبدهم أي عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم فكان قولهم فاسد أن هذا للتقريب لان دعاءهم دعاء آلوهية وتعبد. فكانت الآية لإظهار أن علل عباد الأوثان والأصنام التي عللوا بها عبادة الأصنام إنما هي عله فاسدة وجاءت الآية من باب التنبيه على ضلالتهم وهذا ما ذكر في أكثر من آية في الكتاب الحكيم أنهم خضعوا لها وعبدوها من دون الله تعالى فلما أقيمت عليهم الحجة بأنها لا تنفع ولا تضر قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وهذا من جحدهم بآيات الله تعالى ومن كذبهم الذي أظهره الله في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم وهذا ما لا ينطبق على أهل الإسلام .. وهذا واضح وصريح في جميع الآيات من أن الكفار قد عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وجعلوهم آلهة تنفع وتضر وترزق فأضافوا إليهم صفات الألوهية ونسبوا إليهم القدرة استقلالاً فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها و هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله أجل عندهم من تلك الأصنام فلم يعبدوا غيره وقد نهى الله المسلمين من سب أصنامهم بقوله تعالى: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) روى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أنه قال: ((كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فيسب الكفار الله عز وجل، فأنزل الله: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) هذا سبب نزول هذه الآية. فهي إذن تنهى المؤمنين نهي تحريم شديد أن يقولوا كلمة نقص في الحجارة التي كان يعبدها الوثنيون بمكة المشرفة لأن قول تلك الكلمة يتسبب عنه غضب أولئك الوثنيين غيرة على تلك الأحجار التي كانوا يعتقدون من صميم قلوبهم أنها آلهة تنفع وتضر وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل فيسبون ربهم الذي يعبدونه وهو رب العالمين ويرمونه بالنقائص وهو المنزه عن كل نقص ولو كانوا صادقين بأن عبادتهم لأصنامهم تقربهم إلى الله زلفى ما اجترؤا أن يسبوه انتقاماً ممن يسبون آلهتهم فإن ذلك واضح جداً في أن الله تعالى في نفوسهم أقل من تلك الحجارة. وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فإنهم لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده وأن أصنامهم لا تخلق لكانت عبادتهم لله وحده دونها أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك الحجارة وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل غيرة على حجارتهم وانتقاماً لها منه سبحانه وتعالى؟ إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبداً وليست الآية التي معنا وحدها تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم بل لها أمثال منها قوله تعالى: (وَجَعَلُوا لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله: (سَاء مَا يَحْكُمُونَ). ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه: ((اُعْلُ هُبل)) كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهُبل أن يعلو في تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن يغلب آلهتهم، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب العالمين. وهذا يظهر جلياً في آيات الكتاب الحكيم لمن ألقى السمع وهو شهيد قال تعالى (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً) الفرقان 60 قال تعالى (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم: 81 قال تعالى (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوء) هود: 54 قال تعالى (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) العنكبوت:17 فهذه الآيات تدل وتصرح بعبادتهم الأوثان من دون الله تعالى فكيف تنطبق هذه الآيات على المتوسل وهو من عبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!! قال تعالى (ألَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) الزمر: 36:38 الآية هنا تصرح بأن المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم بآلهتهم قال البغوي في تفسير الآية: " ...[/rtl] [rtl] وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ... " وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان وقالوا: لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون تفسير البغوي ج 4 ص 69 قال تعالى:- (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) يونس 1 قال تعالى:- (أَفَرَأَيْتُمُ اَللَّات وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ اَلْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ اَلْأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) النجم: 19:23 قال تعالى:- " وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْض كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ "البقرة: 116 فإن جميع هذه الآيات تدل وبصراحة على أن شرك المشركين كان في دعاء الآلهة التي عبدوها من دون الله وهل هناك حاجة لأدلة أصرح من هذه الآيات؟ وقولهم لقربونا إلي الله زلفي أو أن الله هو الخالق هو من الكذب كما وضحنا فالمشركين أقروا بألسنتهم فقط ولم يكن هذا إيمان فهم كاذبون أفاكون. اتعلمون كيف يكونوا هؤلاء كذابون أفاكون؟ انظر إلى قول الله تعالى قال الله تعالى: * (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون) العنكبوت: 61 أتعلم كيف ينطق الكفار بألسنتهم فقط؟؟ قال الله تعالى (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم) * التوبة: 8 قال تعالى: (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) الزمر: 3[/rtl] [rtl] قال القرطبي في التفسير (13/ 161): (أي كيف يكفرون بتوحيدي وينقلبون عن عبادتي) اهـ ونقول هذا معناه: أنهم يقولون ذلك بألسنتهم فقط عند إقامة الحجج عليهم وهم في الحقيقة لا يقولون بذلك ويظهر هذا في قوله تعالى قال تعالى: (ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه) وجاء في الأثر حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، ثنا محمد بن عبد الله ثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله قال: قرأ ابن الزبير آية فوقف عندها أسهرته حتى أصبح، فلما أصبح قال: من حبر هذه الأمة؟ قال: قلت: ابن عباس، فبعثني إليه فدعوته، فقال له: إني قرأت آية كنت لا أقف عندها، وإني وقفت الليل عندها فأسهرتني، حتى أصبحت (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فقال ابن عباس «لا تسهرك فإنا لم نعن بها، إنما عني بها أهل الكتاب، (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)، وهو (الذي بيده ملكوت كل شيء)، (وهو يجير ولا يجار عليه) (سيقولون الله فهم يؤمنون ههنا وهم يشركون بالله) فضائل الصحابة احمد بن حنبل 3\ 334 مختصر قيام الليل للمروزي، ص 149) وذكر مختصرا في تفسير الإمام الطبري. إذاً فكلُّ آيةٍ تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار والقول أن الكفار كانوا موحدين توحيد ربوبية هو من الجهل الفظيع هل هؤلاء الكفار في الآيات التي سردناها موحدين أم مشركين؟ فإما أن يقول المعترض بأنهم مشركون أم يقول البعض بأنهم موحدون لأن الذي نعرفهُ وندين الله تعالى به هو أن الناس ينقسمون إلى قسمين إما كُفار وأما موحد وقول البعض بأن هناك من هو موحد توحيد ألوهية وليس موحد توحيد ربوبية أو العكس يقتضي وجود منزلة بين المنزلتين. ونحنُ لا نعرف إلا موحد أو مشرك ثم يا من قسمتم التوحيد ألى توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات! أليس التوحيد من أعظم المهمات التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء؟؟؟ إذاً لماذا لم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام (ايها الناس أعلموا أن التوحيد ينقسم إلى توحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات)؟ أنا أجيبكم على ذلك لأنه سَرَابٌ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ثم هل ورد في حديث من الأحاديث أن الرجل إذا وضع في قبره يسألهُ الملكان (هل كُنت موحد توحيد ألوهية أم كنت موحد توحيد ربوبية؟) ثم هل من قال فيهم سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (العنكبوت:23) (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة: من الآية 5) (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) (البقرة: من الآية 61) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (آل عمران: من الآية 4) (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (آل عمران:70) ) َضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) (آل عمران: من الآية 112) (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ) (النساء: من الآية 155) (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ) (لأنفال: من الآية 52) (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (يونس:95) (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل:104) (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) (الروم:10) (كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (غافر:63) (وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (الأنعام: من الآية 33) والظالمين المراد به هنا هم الكافرين فالخلق والإنعام والإيجاد والرزق ووو كلها من آيات الله , فوصف الله الكفار بأنهم جاحدون أي كافرون بآيات الله (توحيد الربوبية على زعمكم) فهل من يكفر بآيات الله يعترف بالله لا رب سواه؟؟ مالكم كيف تحكمون ثم أين العقول يا أصحاب العقول؟ ما معنى كلمة (موحد)؟ فهي في مفهومكم مُتجزئ إلى ثلاثة؟؟ وكذلك نص جميع أهل التفسير بلا استثنا في التفاسير من أقوال الكفار هذا ابن الله شريك الله وغيرها. فالمشركون كانوا يعبدون الآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فوسيلة الشئ غيره. ومما جاء على سبيل المثال في تفسير الطبري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِيُقَرّبُونا إلى اللّهِ زُلْفَى} قال: قريش تقوله للأوثان، ومن قَبْلَهم يقوله للملائكة ولعيسى ابن مريم ولعزَيز.) لهـ وإذا راجعت أخي المسلم جميع التفاسير ستجد نصوص الائمة على أن أهل الشرك وجدوا ضالتهم في عبادة الأصنام فعبدوها من دون الله وان مثل هذه الأقوال قد قالها قوم من اليهود في عزير وقوم من النصارى في عيسى ابن مريم فماذا قالت اليهود في عزيز وماذا قالت النصارى في سيدنا عيسى عليه السلام؟؟ فراجع إن شئت تفسير الآية في جميع التفاسير وتذكر فهل قال أهل الإسلام مثل كما قالت النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام أو اليهود في عزيز أو كفار قريش في اَللَّات وَالْعُزَّى هل قال مسلم ان لله شريك أو ولد أو اعتقد في غير الله الهاً فهل هذا يقوله مسلم يا أهل الإسلام؟؟ إشكالات أخرى عند القوم قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين". هذه الآية واردة فيمن يعبدُ غير الله تعالى ولا يجوز الاستدلال بها للرد على المتوسلين إلى الله بخلقه ثم إن المراد بالآية هو الأصنام ومن عبدوهم من دون الله وهذا ما لا يقوله مسلم.[/rtl] [rtl] والمستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملا وتفصيلا فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم. ((وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)) هذا توبيخ للمشركين في دعواهم مع الله غيره في المسجد الحرام هو لله اصطفاه لهم واختصهم به ووضعه مسكناً لهم. وأحياه بعد الممات على يد أبيهم وعمره من الخراب بسلفهم وحين بلغت الحالة إليهم كفروا هذه النعمة وأشركوا بالله غيره وما كان المتوسل يشرك احدا أياً كان في العبادة مع الله كما بينا سابقاً. فالمشركون كانوا يعبدون الآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم فالتوسل لا يعبد إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!! - وقوله تعالى: (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض؟ أإله مع الله؟) سورة النمل: 62 - وقوله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (60) غاف - وقوله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ اَلدَّاعّ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186) البقرة الرد على الإشكالات في هذه الآيات:- فهذه الآيات لا تنكر الاستغاثة والتوسل فمن استعان بمخلوق أو سأله أو طلب منه معتقِداً أنه ينفع ويضر بنفسه استقلالا دون الله فقد أشرك .. وهذا لا خلاف عليه فهذه الآيات شاملة لدعاء الشخص نفسه ولدعاء المستغاث به وكل من الاستغاثة والتوسل ليس فيهما دعاء غير الله بما اختص به وحتى حين يطلب المستغيث أو المتوسل قضاء الحاجة من المستغاث به مباشرة لا يريد الموحد بالله منه إلا أن يسعى في قضاء حاجته بالطرق المقدورة له عند من بيده الأمر وحده الله جل جلاله فهو في حقيقته استشفاع لطلب السعي والتسبب العادي في إجابة الدعاء وقضاء الحاجة. أما التوسل فهو مشروع ولا أحد يظن كما بينا مسبقا أن التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصالحين ليس إلا تشفعاً بهم لله عز وجل فالله هو المتصف بالقدرة المطلقة ويعطي ما يشاء لمن يشاء من عباده فيعطي لهم بعض القدرة المقيدة وهل هذا على الله بكثير .. ؟ والأنبياء والأولياء ما هم إلا سبباً في الضر والنفع بإذن الله تعالى والفاعل هو الله جل جلاله كما بينّا وسنبين في معرض المطوية. والاستغاثة والتوسل إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب. ونقول لهم الله تعالى القائل ادعوني أستجب لكم هو نفسه القائل سبحانه: "وابتغوا إليه الوسيلة" وقال تعالى ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا). ثانياً- بيان الإشكال في الأحاديث النبوية الشريفة - فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الدعاء هو العبادة) فنقول لهم إن التوسل لا يسمي عبادة قطعاً ولا يقال فيه عبادة بل هو وسيلة إلى العبادة ومعلوم لذوي الألباب أن وسيلة الشيء غيره بالضرورة فإن التوسل ليس فيه تقرب للمتوسل به ولا تعظيمه وإيصاله إلى مرتبه الألوهية بأنه ينفع ويضر ويرزق بل المتوسل به هو وسيلة رجاء تحقيق مطالبه من الله تعالى فالله وحده النافع الضار ومن المعلوم أن الناس منذ القرون السابقة للإسلام إلى الآن لا تخلو من التعظيم للأمراء والولاة والسلاطين وكبرائهم وهذا أمر دنيوي ليس من باب العبادة ولا يقصد به عبادتهم أو تعظيمهم تعظيم الآلوهية لأن هذا التعظيم في أمر دنيوي لم يبلغ نهايته والتعظيم الناشئ عنه لم يبلغ غايته في التذلل والعبادة. ولأنه هذا التعظيم لم يصل إلى التعظيم الإلهي والاعتقاد بالنفع والضر استقلالا ولا يشمل غاية الخضوع والتذلل ومثل هذا لا يمكن أن يكون عبادة .. ويظهر هذا بوضوح لذوي الألباب ومدى الاختلاف بين الوسيلة والعبادة من تعريف الوسيلة والتوسل والعبادة .. ويظهر من معنى العبادة أن الكفار ممن عبدوا الأصنام والأنبياء والصالحين إنما وصلوا إلى تعظيمها والخضوع التام لها والتذلل لهذه الأوثان فكانت بمثابة الآلهة لهم فعبدوها من دون الله العزيز. و كل دعاء ليس عبادة فهو كما يكون بمعنى العبادة مثل في قوله تعالى (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) يونس 106 وبمعني السؤال كقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) البقرة 23 وبمعني القول إلخ كما ذكرنا في تعريف العبادة في الفصل الأول. فيكون بناء على ما سبق أن المقصود بالدعاء هو دعاء الله تعالى لا مطلق الدعاء أي أن سؤال الله تعالى هو أعظم العبادة فإذا كان الطلب من الله سمي سؤالاً ودعاءً ولا يقال للطلب من غير الله تعالى دعاءً وبناءً على ذلك فالأحرى ألا يقال لذلك الطلب دعاء بمعنى العبادة لأنه لا يجوز أن يطلق على الطلب من غير الله تعالى دعاء!!! فمن قال يا سيد أعطني درهما!!!! وطلب من العبد أيكون هذا من الدعاء ويحكم عليه بالشرك؟ ما لكم كيف تحكمون كما أن النداء في حد ذاته ليس دعاء سواء للحي أو الميت جاء في مصنف الإمام عبد الرزاق (3/ 576 / حديث 6724 بتحقيق المحدث الأعظمي) بسند صحيح عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه. اهـ. ولم يكن هذا من ابن عمر عبادة مع أنه نداء باتفاق العقلاء: .... فهل يقال إن النداء هنا عبادة وكفر وشرك؟ إن كان كل دعاء عبادة هكذا كما تدعون على حد زعم البعض يكون الفهم الصحيح لقوله تعالى {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} على تفسير الوهابية سيكون (لا تجعلوا عبادة الرسول بينكم كعبادة بعضكم بعضاً) وبهذا تقولوا أن الله يأمرُنا بعبادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عبادتنا لبعضنا، وبذلك تأتونا باجدد التفاسير لكتاب الله عز وجل.[/rtl] [rtl] - وقوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فهذا الحديث المقصود به النهي عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله وعليه فالمقصود أنه إذا أراد الاستعانة بأحد المخلوقات (وهذا لا يخفي على عاقل لابد منها وشيء ضروري في الحياة الدنيا) فاجعل كل اعتمادك عل الله تعالى ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب ذو الجلال والإكرام .. وقد فسر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عقب هذه الجملة (وأعلم على أن آلامه لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك.) فاثبت الرسول نفعا وضرا للعباد بما كتبه الله وإنما كانوا سبباً والمسبب هو جل جلاله. ولا يملك أحدا لنفسه فضلا عنه غيره نفعا ولا ضرا فالنفع والضر محدود ومقيد بان المسبب هو الله تعالى ونسبته إلى الخلق على سبيل التسبب والتكسب لا على سبيل الخلق والإيجاد والقوة والقدرة فنسبه هذه الأفعال للعباد إنما هي من تعبيرات المجاز إي هي في الحقيقة مجازيه ليست حقيقية. وما شابه ذلك من الأحاديث أيضا له نفس المعنى فإنها إرشاد إلى عدم الغفلة عن الفاعل المختار وليس مرادًا ألا يطلبها العبد إلا من الله لأن طلبها من العباد لتحصيل أفعال الله هو من اتخاذ الأسباب المشروعة وترتيب الأسباب على مسبباتها فدعاء الله مجرداً من الوسائل ودعاؤه مقروناً بها كلاهما مشروع وهي من الله في كل الأحوال خلق الفعل في العبد ومن العباد التسبب فيها. فالمثبت في الاستغاثة والإعانة والاستعانة لله تعالى هو الخلق والإيجاد والمثبت للعبد هو التسبب في ذلك بالدعاء والشفاعة أو غيرهما لدى من بيده الأمر كله. الله الواحد الأحد. والحديث ليس فيه أصلا بمعنى لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي» أخرجه أبو داود (4832) والترمذي وقال حديث حسن (2395) وأحمد (3/ 38) والدارمي (1985) والبغوي (3484) والحاكم (4/ 128) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه ابن حبان (554) والطيالسي (2213) وأخرجه أيضا أبو يعلى (1315). فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام؟! وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) (سورة الإنسان الآية (.) الحديث الضعيف الذي أورده الإمام أحمد 5\ 317 وابن سعد في الطبقات الجزء الأخير من الحديث (قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << أنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل>> الإمام أحمد 5\ 317 وابن سعد في الطبقات وفي رواية أخرى (لا توجد في نسخ الطبراني ولا يوجد اي دليل يفيد وجودها) << أنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل>> فهذا الحديث ضعيف منكر لا يصلح للاستدلال به فيه راو لم يسم وقال فيه ابن كثير في تفسيره 3\ 174 وهذا الحديث غريب جدا وفيه علة .. وهل يصلح حديث مضطرب ضعيف جداً وأصلاً هو منكر للاستدلال به في قضية كفر وإيمان وشرك وتوحيد كما يقول المخالف .. وإذا سلمنا بصحة الحديث-ونحن لا نسلم به كما سنوضح علله- حتى على الرغم من ثبوت العكس وأنه مضطرب لا يصلح للاستدلال فالمعنى أيضاً كما ذكر أهل العلم كأنما الرسول يقول لهم إذا استغثتم بي فإنما تستغيثون بالله على الحقيقة كمثل قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى} الأنفال 17 وقوله تعالى (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ) الفتح:10[/rtl] ولا يكون معناه منع الاستغاثة لأنه يضاد آيات صريحة و أحاديث كثيرة صحيحة وقد نصت بعض الآيات في الكتاب الحكيم على ذلك ودعت المسلمين للذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستغفار لهم والتوسل به وهذا من الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وهذا ما يثبت أن الحديث مضطرب معلول ضعيف لا يصح الاستناد عليه. يقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} سورة النساء الآية 64 فاستمداد الإنسان بالإنسان الآخر أمر واقع في الحياة البشرية وجائز عند جميع الأمم وهنا استغاثه الذي من شيعته اي بسيدنا موسى عليه السلام؟ {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. } [القصص 15] والاستغاثة والطلب من العباد ذكرت في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم مما يظهر أن المعنى للحديث لو سلمنا بصحته ليس على ظاهرة كما يدعي البعض قوله تعالى (فأعينوني بقوة) مثل بني إسرائيل طلبوا من موسى الماء والمطر وهم في التيه ليخلصهم من الظمأ إذ يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: 160 قد طلب سليمان من حضّار مجلسه إحضار عرش المرأة التي كانت تملك قومها ولم يطلب ذلك من الله إنما طلبه بإذن الله تعالى من أحد الحاضرين والجدير بالذكر هنا أن هذه الآية تدل أيضا على كرامات الأولياء في إحضار العرش!! كما يحكي سبحانه (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ) فطلب الاستسقاء وإحضار العرش من أشخاص وهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها العباد إلا بإذن رب العباد. لو كان طلب الخوارق من غيره سبحانه شركاً كيف طلب بنوا إسرائيل مننبيّهم موسى عليه السلام ذلك الأمر؟ أو كيف طلب سليمان من أصحابه إحضار ذلك العرش من مكان بعيد؟؟ وغيرها الكثير من آيات الكتاب الحكيم والحديث الصحيح (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) وقال صلى الله عليه وسلم: (أن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله) وغيرها الكثير فيما سنوضحه فيما بعد فلا ينكر هذا الحديث أن صح التوسل والاستغاثة لان من قال اللهم أسالك بجاه نبيك أو بمنزله نبيك أن تشفني فهو سأل الله متوسلاً بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام فطلب الشيء الخارق من النبي والأولياء مع الاعتقاد أن الله من يتصف بالإعانة المطلقة والقدرة المطلقة جائز شرعا كما أسلفنا وقلنا وكما ورد في الكتاب الحكيم والطلب في حقيقته من الله جل جلاله ولتوضيح مدى ضعف الحديث الذي لا يصحللإيضاح على الرغم من اختلاف المعنى الذي ذهب إليه أهل الإنكار من علل الحديث اضطراب معناه ففي رواية أنه لا يقام لي .. وفي الأخرى- الغير موجودة والتي ساقها ذكرها الحافظ نور الدين الهيثمي وعزاها للطبراني بهذا اللفظ الغريب! - ولم يسوق لها اسناداً يذكر!! أنه لا يستغاث بي أ - انفرد به ابن لهيعة وهو معلول قال الحافظ في تهذيب التهذيب 5\ 377 (وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيء, وقال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعة لست ممن يخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد وإنما أخرجته لان معه جابر بن إسماعيل) وقال فيه الكثير من العلماء (ابن المديني: قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه, قال ابن معين كان ضعيفاً لا يحتج بحديثه, كان من شاء يقول له حدثنا, قال الخطيب: فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله, وقد ضعفه الكثير من العلماء بل اجتمع العلماء على تضعيف حديثه وتركه وقال فيه الإمام أحمد بن صالح: ابن لهيعه ثقة وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط, وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ .... وقد ترك المختلط من أحاديثه الكثير من العلماء وضعفه الكثير مثل الجوزجاني, ابن أبي حاتم ,محمد بن سعد, مسلم, الحاكم أبو أحمد, ابن حبان, أبو جعفر الطبري, ابن كثير, وغيرهم الكثير) | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:29 am | |
| [rtl] - حديث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا؟ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.) وما شابهه من الاحاديث فالروايات تشرح المعنى فقد ورد في الروايات: قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد.[/rtl] [rtl]فجاء من رواياته (أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت " مسند الإمام أحمد (6/ 371 - 372) ومن الروايات الأخرى مثل عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَلَكِنْ لِيَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ) فهذا الحديث برواياته يعني أن أفعال العباد يجب ردها إلى مشيئة الله عز وجل وفي الحديث أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه بان يقولوا شاء الله ثم رسول الله وهذا من الادب فالمشيئة منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز كما قرر الائمة والعلماء ولا دخل للحديث بالشرك كما يوسوس لفرقة الوهابية الشيطان وخارج نطاق النقاش في التوسل. ونقول في حديث وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت فقد بوب الإمام النووي في رياض الصالحين هذا الحديث بقوله: باب كراهية قول ماشاء الله وشئت وفي الأذكار قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار: ((فصل في بيان أن العطف على مشيئة الله تعالى مشيئة غيره بثم لا بالواو: روينا في سنن أبي داود بالاسناد الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء فلان). قال الخطابي وغيره: هذا إرشاد إلى الأدب، وذلك أن الواو للجمع والتشريك، و " ثم " للعطف مع الترتيب والتراخي، فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه.) اهـ و قال العلامة ابن علان في شرحه على الأذكار: ((قوله لأن الواو للجمع والتشريك أي فربما توهم مقارنة مشيئة العبد بمشيئة الله سبحانه لو أتى بالواو وليس الأمر كذلك إذ مشيته تعالى هي السابقة فأتى بثم الدالة على هذا المعنى وفقاً لذلك الإيهام.) اهـ علق شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " على باب (باب لايقول ماشاء الله وشئت وهل يقول أنا بالله ثم بك!!) قائلا: ((عن قتيلة بقاف ومثناة فوقانية والتصغير امرأة من جهينة " أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت " وأخرج النسائي وابن ماجه أيضا وأحد من رواية يزيد بن الأصم عن ابن عباس رفعه " إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت " وفي أول حديث النسائي قصة وهي عند أحمد ولفظه " أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت، فقال له: أجعلتني والله عدلا، لا بل ما شاء الله وحده " وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه أيضا عن حذيفة " أن رجلا من المسلمين رأى رجلا من أهل الكتاب في المنام فقال: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ". ثم قال رحمه الله: وحكى ابن التين عن أبي جعفر الداودي قال: ليس في الحديث الذي ذكره نهى عن القول المذكور في الترجمة، وقد قال الله تعالى (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) وقال تعالى (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه) وغير ذلك، وتعقبه بأن الذي قاله أبو جعفر ليس بظاهر لأن قوله " ما شاء الله وشئت " تشريك في مشيئة الله تعالى، وأما الآية فإنما أخبر الله تعالى أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم وهو من الله حقيقة لأنه الذي قدر ذلك ومن الرسول حقيقة باعتبار تعاطي الفعل، وكذا الإنعام أنعم الله على زيد بالإسلام وأنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق، وهذا بخلاف المشاركة في المشيئة فإنها منصرفة لله تعالى في الحقيقة وإذا نسبت لغيره فبطريق المجاز وقال المهلب: إنما أراد البخاري أن قوله " ما شاء الله ثم شئت " جائز مستدلا بقوله " أنا بالله ثم بك " وقد جاء هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاز بدخول " ثم " لأن مشيئة الله سابقة على مشيئة خلقه، ولما لم يكن الحديث المذكور على شرطه استنبط من الحديث الصحيح الذي على شرطه ما يوافقه. وأخرج عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان لا يرى بأسا أن يقول " ما شاء الله ثم شئت " وكان يكره " أعوذ بالله وبك " ويجيز " أعوذ بالله ثم بك " وهو مطابق لحديث ابن عباس وغيره مما أشرت إليه. (تنبيه): مناسبة إدخال هذه الترجمة في كتاب الأيمان من جهة ذكر الحلف في بعض طرق حديث ابن عباس كما ذكرت، ومن جهة أنه قد يتخيل جواز اليمين بالله ثم بغيره على وزان ما وقع في قوله " أنا بالله ثم بك " فأشار إلى أن النهي ثبت عن التشريك وورد بصورة الترتيب على لسان الملك وذلك فيما عدا الأيمان، أما اليمين بغير ذلك فثبت النهي عنها صريحا فلا يلحق بها ما ورد في غيرها والله أعلم.[/rtl] [rtl](انتهى) بعد كلام ابن حجر والنووي والخطابي وابن علان المتقدم يكون السؤال لماذا لم يقل الائمة ان من يقول (ماشاء الله وشئت) قد وقع في الشرك الأصغر!! هل مثل هؤلاء الائمة يجهلون مسائل التوحيد حتى يأتي في هذا الزمان احدهم ليقول إن قائل هذا اللفظ قد وقع في الشرك الأصغر؟؟ ــــــــــــــــــــــــ والادلة على ان هذا خارج نطاق التوسل كلياً ايضاً بعد قول الائمة والعلماء قول الصحابة أعوذ برسول الله أخرج الإمام مسلم عن ابن مسعود: (أنه كان يضرب غلاماً فجعل يقول "أعوذ بالله قال: فجعل يضربه فقال: أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله, لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه> أخرجه الإمام مسلم 3\ 1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك. ففي الحديث قال الغلام اعوذ بالله وبعده قال اعوذ برسول الله!!!!! وكذلك ما ورد في اكثر من حديث عن عاشه رضي الله عنها قالت (بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام, قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقبلتني فضربت القصعة فرميت بها قالت:- فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت: أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعنني اليوم) لخرجه الإمام أحمد 6\ 277 وقال الهيثمي في المجمع 4\ 321 رواه أحمد ورجاله ثقات أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري قال: » خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله. الحديث وفيه- فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح (8/ 579 مسند أحمد ح (15996) (3/ 482). وقول الصحابة المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن عمرو ابن العاص قال" كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه, فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله-ثم قال- ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان") أخرجه ابن أبي شيبه 7\ 400 والطحاوي في شرح معاني الآثار 3\ 312 وما جاء في حديث مسلم (لولاي لكان في الدرك الأسفل من النار) رواه مسلم وغيرها الكثير فهذا الحديث خارج نطاق الموضوع لانه لا يقوم احد بعمل بمشيئته بل بمشيئة الله تعالي فتبه. ــــــــــــــ 4 - حديث ذات الانواط فالامر لا يحتاج إلى شرح في الأصل وإستدلال البعض به هو من الخطأ الجسيم في فهم الادلة فقد جاء في حديث أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثوا عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة، قَالَ: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم}. ولاحظ اللفظ الثاني أخرجه الترمذي وغيره من رواية واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حديثوا عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم فتح مكة، قال: فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط، فلما قلنا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم ". وذات الأنواط هي شجرة كانت تعبد في الجاهلية وهي سمرة كان المتعبدون لها ينوطون بها سلاحهم ويعكفون حولها.[/rtl] [rtl]ولتوضيح المعنى اولاً:- قوله" كانوا أسلموا يوم فتح مكة " يفيد أن الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم :" اجعل لنا ذات أنواط .. " لم يمض على إسلامهم سوى أيام لأن فتح مكة كان في رمضان لثلاث عشرة ليلة بقين منه وكان غزو النبي صلى الله عليه وسلم لهوازن يوم حنين بعد الفتح في الخامس من شوال أي بين فتح مكة وغزوة حنين خمسة عشر يوماً فقط على الراجح من أقوال السلف والمؤرخين ـ وكان إسلام هؤلاء بين وخلال هذه الأيام فقط فهم كانوا حديثوا عهد بكفر فكان يجب توضيح الإسلام لهم ونهيهم عن التشبه بالمشركين فأن ذات الانواط شجرة كان الكفار يعلقون عليها أسلحتهم تعظيما لها وعبدوها من دون الله تعالي وكانوا يعتقدون انها تنصرهم علي الاعداء وهم عبدة آوثان ألهتهم حجارة وأشجار.!!! وسؤال حديثوا عهد بكفر كان مشابهة الكفار والتشبه بهم وهذا ما يفيده جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم لأنهم أرادوا تقليد المشركين وذات الانواط عظمت من الكفار وعبدت وكان يدار حولها اعتقادا ويخرجون إليها كل عام للعبادة فكان النهي حتى عن تعليق اسلحتهم مثل الكفار حتى لا يستدرجوا وهم حديثي العهد بالإسلام فكانوا من عبدة الأوثان قبل إيمانهم وقد كان العرب في الجاهلية أهل شرك يعبدون الأصنام والأشجار ويجعلون منها شركاء لله فجاء الإسلام بالتوحيد ونفي الشركاء وإبطال عبادة الأصنام وقد شرع أحكاماً كثيرة لسد ذرائع العودة إلى الشرك.!!!! ولذلك كان رد نبينا صلى الله عليه وسلم قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. ثانياً:- النهي عن مشابهة الكفار حتى في تعليق الاسلحة لانه لا يوجد علة شرعية في هذا والخوف من استدراجهم لعبادتها واتخاذها عادة وهم حديثوا عهد. وقولنا بأن شجرة ذات أنواط كان المشركون يعظمونها من غير علة صحيحة وذلك لأن هذه الشجرة ليست معظمة كتعظيم بيت الله الحرام فإن المشركين كانوا يعظمون بيت الله الحرام فجاء الإسلام يدعو بتعظيمه والتشديد على حرمته. كان للعرب المشركين أربعة أشهر حرم فجاء الإسلام وأقرها بأنها أشهر حرم فتلك الأمور كان المشركون يعظمونها ولا يعبدونها أما هذه الشجرة فكانت تعظم وتعبد من دون الله تعالى فكانت تشمل المعنى اللغوي والمصطلحي للعبادة ولذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وتعظيم الكفار للأصنام والأشجار كان تعظيم عبادة فكانت لهم آلهة من دون الله!!! والقاعدة أن تعظيم الأشياء متوقف على علةٍ صحيحةٍ وهى تعظيم الشرع لها. وكذلك عدم تقليد المشركين والتشبه بهم فيما لا تتحقق فيه المصالح الشرعية. و المعنى يتضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم في أفضلية الصلاة في مسجده وفيما بين قبره الشريف ومنبره أليس هذا تبرك ببقعة ولها أفضلية فيتضح المعنى في الحديث أنه لا يوجد علة شرعية لهذا العمل. وتواتر الحديثُ المعروف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما بين بيتي (قبري) ومنبري روضة من رياض الجنَّة". وفي النصِّ عنه صلى الله عليه وسلم:"إن منبري على تُرع الجنَّة". والتُرعة هي الروضة على المكان المترفع خاصة. وما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما وتتبعه لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهل كان لا يعلم الشرك من غير الشرك العياذ بالله؟؟؟ وهذا الحديث يوضح المقصود عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك وادياً يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا» ((حديث صحيح). موطأ مالك: كتاب الحج، باب جامع الحج، رقم (949)، ط. دار إحياء التراث العربي- مصر، النسائي: كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في منى، رقم (2995)، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، وفي الكبرى رقم (3986)، ط. دار الكتب العلمية- بيروت، البيهقي في السنن الكبرى رقم (9392)، ط. مكتبة دار الباز- مكة المكرمة، ابن حبان في صحيحه رقم (6244)، ط. مؤسسة الرسالة- بيروت. قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم (التمهيد 13/ 66 - 67) ــــــــــــــــــ وقد فهم الأئمة الأعلام مثل الإمام ابن حجر العسقلاني إمام الدنيا في الحديث حديث تتبع ابن عمر رضي الله عنها لأماكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الإتباع مشهور ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا: قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين .... ــــــــــــــــــ قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج 4 ص 429): وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك ــــــــــــــــــ عن نافع عن ابن عمر: انّه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلَّ خُفاً يقع على خف، يعني راحلة النبي (صلى الله عليه وسلم) سير أعلام النبلاء 3: 237، حلية الأولياء 1: 310 فتح الباري ابن رجب 3:294 ــــــــــــــــــ كان ابن عمر يتبرّك بمقعد النبي (صلى الله عليه وسلم) من منبر وفاء الوفاء 4: 1406 ــــــــــــــــــ عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.[/rtl] [rtl]المغني لابن قدامة 3: 559. وغيرها من الأدلة التي ستأتي في صلب الموضوع ومن أقوال العلماء مثلاً في التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ج 2 ص 222 قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس ابن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها. الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 4 ص 81 في شرح حديث رأي ابن حجر العسقلاني ((قوله كما تأزر الحية إلى جحرها: أي أنها كما تنتشر من جحرها فطلب ما تعيش به فإذا راعها شئ رجعت إلى جحرها كذلك الإيمان انتشر في المدينة وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه.) انتهى ــــــــــــــــــ قال القاضي ناقلاً عن العلماء في الشفا بتعريف حقوق المصطفى ((مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، والتبرك برؤية روضته و منبره و قبره، و مجلسه، و ملامس يديه، و مواطئ قدميه، و العمود الذي كان يستند إليه، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين، و الاعتبار بذلك كله.)) الشفا 319 ــــــــــــــــــ ولنري فهم السلف الصالح لهذا الحديث ومعنى عبادة الكفار لهذه الشجرة بمعنى العبادة الشرعي. قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في تفسير سورة البقرة: (108) ... ((الرابع: سأل قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط، وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب، كما سألوا موسى أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة.)) اهـ في البحر المحيط ((وفي الحديث مروا في غزوة حنين على روح سدرة خضراء عظيمة فقيل يا رسول الله إجعل لنا ذات أنواط وكانت ذات أنواط سرحة لبعض المشركين يعلقون بها أسحلتهم ولها يوم يجتمعون إليها فأراد قائل ذلك أن يشرع الرسول ذلك في الإسلام ورأى الرسول عليه الصلاه والسلام ذلك ذريعة إلى عبادة تلك السرحة فأنكره وقال {اللَّهِ أَكْبَرُ * قُلْتُمْ * وَاللَّهُ * كَمَا قَالَ بَنِي إِسْراءيلَ} {اجْعَلْ لَّنَا إِلَاهًا} خالقاً مدبراً لأن الذي يجعله موسى لا يمكن أن يجعله خالقاً للعالم ومدبّراً فالأقرب أنهم طلبوا أن يعين لهم تماثيل وصوراً يتقربون بعبادتها إلى الله تعالى وقد حكى عن عبادة الأوثان قولهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وأجمع كلّ الأنبياء عليهم السلام على أن عبادة غير الله كفر سواء اعتقد كونه إلهاً للعالم أو أن عبادته تقرب إلى الله)) انتهى وقال أبو السعود في تفسير الآية سورة البقرة 108 ((وقيل سأله عليه السلام قوم من المسلمين أن يجعل لهم ذات أنواط كما كانت للمشركين وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب وقوله تعالى {كما سئل موسى} مصدر تشبيهي أي نعت لمصدر مؤكد محذوف وما مصدرية أي سؤال مشبها بسؤال موسى عليه السلام حيث قيل له أجعل لنا إلها وأرنا الله جهرة وغير ذلك ومقتضى الظاهر أن يقال كما سألوا موسى لأن المشبه هو المصدر من المبنى للفاعل أعني سائلية المخاطبين لا من المبني للمفعول أعني مسؤولية)) قال الإمام القرطبي في تفسير آية: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} قال القرطبي: ((ونظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمى ذات أنواط - لأنهم كانوا ينوطون بها سلاحهم أى يعلقونه - وكان الكفار يعظمون هذه الشجرة فى كل سنة يوماً، قال الأعراب: " يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر. قلتم والذى نفسى بيده كما قال قوم موسى {اجعل لَّنَا إلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الاثار في شرح غريب الحديث (الموطأ - والبخاري - ومسلم) ج 1 ص 11 ((ذات أنواط شجرة عظيمة خضرا كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظمها وتعلق بها أسلحتها وتذبح عندها قريبا من مكة وذكر أنهم كانوا إذا حجوا وضعوا عليها أرديتهم ودخلوا بغير أردية تعظيماً لها)) فيتضح لك أخي المسلم المعنى بوضوح وما سنورده في الأدلة يخالف فهم المعارض كلياً فتنبه لذلك ... حديث قطع شجرة الرضوان أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 100) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا عبد الله بن عون عن نافع قال: كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان؛ فيصلون عندها، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها، وأمر بها فقطعت.) وهو آثر منقطع لان نافع لم يلتق سيدنا عمر رضوان الله عليه وكذلك اثر شبيه أخرجه أيضا بن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها، برقم (107) [تحقيق عمرو عبد المنعم]، عن عيسى بن يونس عن ابن عون عن نافع مرسلا. ومثله عند الفاكهي في كتابه (اخبار مكة م 5 ص 78) قال: حدثنا حسين بن حسن المروزي قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم قال ثنا ابن عون قال ...... وهو منقطع فالرواية هنا منقطعة السند وضعيفة ايضا.[/rtl] [rtl]فهذا الآثر منقطع وليس فيه حجة وقد صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني على الرغم من أن نافعاً لم يُدركَ عمر بن الخطّاب فالحديث مرسل والحافظ ابن حجر العسقلاني نفسه أجاب عن ذلك كما سنعرضه فلا يفرح المعترض بتصحيحه وإنما الصحيح هو ما ورد في صحيح البخاري في أن الشجرة قد خفيت عن الجميع فكيف يقطعها امير المؤمنين؟ ورواة البخاري كلهم ثقات. ذكر البخاري بإسناده عن طارق بن عبدالله قال: انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته، فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال: فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها، فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم!! (صحيح البخاري ج 4/ص 1528) وعن سعيد ابن المسيب عن ابيه قال: لقد رايت الشجرة , ثم انسيتها بعد فلم اعرفها (صحيح البخاري ح ث ر 4162). وعن سعيد ابن المسيب عن ابيه: انه كان ممن بايع تحت الشجرة , فرجعنا اليها العام المقبل فعميت علينا (البخاري 4164) وها هو نافع في الرواية الصحيحة المتصلة عند البخاري عن نافع عن ابن عمر قال: رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله. (اخرجها البخاري ح ث رقم 2958). وقال الإمام الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 65 (والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر، ثم إن الشجرة فُقدت بعد ذلك فلم يجدوها وقالوا إن السيول ذهبت بها، فقال سعيد بن المسيب: (سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول: قد طلبناها غير مرة فلم نجدها) أهـ قال الطبري: ((وَزَعَمُوا أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَرَّ بِذَلِكَ الْمَكَان بَعْد أَنْ ذَهَبَتْ الشَّجَرَة , فَقَالَ: أَيْنَ كَانَتْ , فَجَعَلَ بَعْضهمْ يَقُول هُنَا , وَبَعْضهمْ يَقُول: هَهُنَا , فَلَمَّا كَثُرَ اِخْتِلَافهمْ قَالَ: سِيرُوا هَذَا التَّكَلُّف فَذَهَبَتْ الشَّجَرَة وَكَانَتْ سَمُرَة إِمَّا ذَهَبَ بِهَا سَيْل , وَإِمَّا شَيْء سِوَى ذَلِكَ.)) أي ان الشجرة لم تقطع لأنها لم تكن موجودة فيكف يكون الاطمئنان إلى هذا الحديث وهو مقطوع ومتنه أيضاً يضاد حديث صحيح في البخاري ومسلم؟؟؟ فهنا نصل بأن الشجرة قد اختفت رحمة من الله تعالى وليس كما يزعم بعض الجهال بأن سيدنا عمر ابن الخطاب قطعها لمنع الناس من التبرك بآثار النبي عليه الصلاة والسلام. وإذا قلنا بصحة الأثر وأنه صحيح كما صرح الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة فنقول:- سيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها، فعمر رضي الله عنه لم يقطعها ليمنع التبرك بالآثار أو لأنه لا يرى ذلك ولم يقع ذلك المعنى في قلبه أصلا ولم يخطر على باله أبداً بدليل أنه رضي الله عنه ثبت عنه التبرك وطلب التبرك بالآثار ونحوها اي انه رضي الله عنه لما رأى الناس مجتمعين على شجرة زعموا أنها شجرة الرضوان التي حصلت عندها بيعة الرضوان وذكرها الله تعالى في كتابه بقوله:[/rtl] {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}، إذ كان رضي الله عنه يعرف حق المعرفة أن الشجرة غير معروفة ولا أحد يعلم مكانها فضلاً عن عينها وأن أصحابها الذين حضروها وشهدوها وبايعوا تحتها هم بأنفسهم لا يعرفونها فكيف بغيرهم بل قد صرحوا بذلك كما جاء في الصحيحين فتكون هذه الشجرة التي قطعت ليس لها أي أثر من الصحة للتبرك بها وعندما قصدوها بالتوجه إلى الله تعالى وهذا عمل باطل لأنهم نسبوا شيئاً لا تصح نسبته إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم حيث نسبوا هذه الشجرة إليه أو أضافوها عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فاشتدت عندها غيرة سيدنا عمر بهذه الإضافة المشكوك بأمرها!!! كما أنه لم يتفق رأي رجلين على شجرة واحدة بالتعيين، فإذا كان هذا في خلال سنة واحدة في عهد واحد ومع توافر وجود أصحاب الرضوان الذين حضروا عندها وبايعوا تحتها فما بالك بشجرة ظهرت في زمن عمر بعد سنوات عديدة. فقام بقطعها لهذا السبب لانها ليست شجرة الرضوان ومما يدل على التوهم قول ابن تيمية. قال ابن تيمية: (أمر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة التي توهموا أنها الشجرة التي بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم تحتها بيعة الرضوان لما رأى الناس ينتابونها ويصلون عندها كأنها المسجد الحرام أو مسجد المدينة) اهـ (اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 306) ولذلك قطعت لأن ليس لها اي أثر من الصحة للتبرك بها والدليل على ما قلناه هو في صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه جاء في العام التالي لعام بيعة الرضوان (أي بعد صلح الحديبية) قال: فبحثنا عن الشجرة فلم يقع عليها رجلان!!! وكذلا الاثر الاتي والذي يتشدق به الوهابية وهو آثر موقوف (فقد رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض» فنقول هذا أثر موقوف على سيدنا عمر –رضي الله عنه- وقد جاءت أقوال وأفعال سيدنا عمر رضي الله عنه في الصحيح الثابت. و يمكن الجمع بأن عمر –رضي الله عنه- كره زيارتهم لهذه الأماكن بغير صلاة. أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر، فيظنه واجبا ذكره ابن حجر في الفتح: فإذا لم يقبل هذا الجمع فالترجيح. يقول ابن الحافظ ابن حجر العسقلاني ((ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الاتباع مشهور , ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا: قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين .... )) ا. هـ هذا هو مسلك العلماء عند تعارض النصوص وبلا تردد اذا وجد التعارض ولم نستطيع الجمع نرجح الأحاديث المتفق عليها. فسيدنا عمر رضي الله عنه شديد الغيرة على الآثار النبوية عظيم العناية بها والحماية لها فاليك الأدلة من أقوال وأفعال سيدنا عمر ابن الخطاب الثابتة في الصحيح قال سيدنا عمر رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري الجزء الاول صحيفة 58 (قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)). فالذي يعظم مقام سيدنا إبراهيم عيه السلام كيف لا يعظم مقام نبيه صلى الله عليه وسلم ويتهم من قام بالصلاة هناك بالشرك؟؟ واليك فعل أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه الاثر ورد ب في مسند الامام احمد , والمختارة وتاريخ دمسق لابن عساكر, وفضائل بيت المقدس لابن قدامة, وفي الاصابة لابن حجر نسبه الي يعقوب بن شيبة , والبداية والنهاية لابن كثير وغيرهم. (عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي، مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال فقال أبو سلمة فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب أين ترى أن أصلي فقال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر رضي الله عنه ضاهيت اليهودية لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس) أخرجه الإمام أحمد في مسنده- مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه – 1/ 268، 269، تحقيق أحمد شاكر وقال: " إسناده حسن" ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 58)، وقال: " هذا إسناد جيد " الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة (1\ 350,351, برقم 241). وابن عساكر في تاريخ دمشق (66\ 285,286) كنز العمال / ج: 14 ص: 143 مجمع الزوائد / ج: 4 ص: 6 بل وقد صححه واستند اليه مشايخ الوهابية انظر عبد الرحمن بن عبد الله السحيم (قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه) و هنا راينا أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يتحرى أماكن صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مثل ولده عبدالله رضوان الله عليهم ـــــــــــــــــــــ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:31 am | |
| [rtl]انظر عبد الرحمن بن عبد الله السحيم (قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه) و هنا راينا أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يتحرى أماكن صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مثل ولده عبدالله رضوان الله عليهم ـــــــــــــــــــــ سيدنا عمر ابن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه وقوله في مسجد قباء ((قال سيدنا عمر رضي الله عنه: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق ضربنا إليه أكباد المطي.)) رواه عبد الرزاق في المصنف وإسناده قوي. وله طريق آخر رواه ابن أبي شيبة في تاريخ المدينة المنورة وهو صحيح بتعدد طرقة مصنف عبد الرزاق (5/ 133) وتاريخ المدينة المنورة (1/ 49) وما ورد من احتفاظه بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كخاتمه وغيره كما سنرى[/rtl] [rtl]روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً من ورق وكان في يده ثم كان بعد في يد أبي بكر ثم كان بعد في يد عمر ثم كان بعد في يد عثمان حتى وقع بعد في بئر أريس نقشه محمد رسول الله.)) رواه البخاري في الصحيح في كتاب اللباس باب خاتم الفضة، قال الحافظ ابن حجر: جاء في رواية النسائي: أنه التمس فلم يوجد، وجاء في رواية ابن سعد: أنه كان في يد عثمان ست سنين. اهـ (فتح الباري ج 10 ص 313) احتفاظ الخلفاء الراشدين ومنهم سيدنا عمر رضي الله عنه بحربة النبي صلى الله عليه وسلم روى الإمام البخاري بسنده إلى الزبير رضي الله تعالى عنه قال: ((لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال: أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات، قال هشام: فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها، قال عروة: فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر، فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله ابن الزبير، فكانت عنده حتى ق. رواه البخاري في كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدراً .. وقوله فحملت عليه بالعنزة. العنزة بفتح النون هي كالحربة، وقال بعضهم: هي شبه العكاز.)) وحاصل القصة هو أن الزبير قتل عبيدة بن سعيد بن العاص يوم بدر طعنه في عينه بالعنزة فمات، ثم طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - منه تلك العنزة عارية فأعطاه، فلما قبض - صلى الله عليه وسلم - أخذها الزبير ثم طلبها أبو بكر من الزبير عارية فأعطاه وبقيت عنده إلى أن مات ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عمر من الزبير فأعطاه وبقيت عنده مدة حياته ثم رجعت إلى الزبير صاحبها الأول ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل عثمان وقعت عند عليّ فطلبها الزبير صاحبها الأول فكانت عنده حتى قتل. أنظر (الفتح ج 7 ص 314، وعمدة القاري ج 17 ص 107). ونحن نتساءل لماذا هذا الحرص العظيم والاهتمام بهذه الحربة والحراب كثيرة، ولعل هناك ما هو أحسن منها وأجود وممن هذا الحرص؟ وتذكر إنه من الخلفاء الأربعة الراشدين المهتدين أئمة الدين وأركان التوحيد وأمناء الدين[/rtl] [rtl]محافظة عمر بن الخطاب على ميزاب العباس رضي الله عنهما لأنه وضعه - صلى الله عليه وسلم- ((عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان للعباس ميزاب على طريق عمر - رضي الله عنه - فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال: والله إنه الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر للعباس: عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل ذلك العباس.)) كذا في الكنز (ج 7 ص 66). وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة في كتابه المغني: ((فصل: ولا يجوز إخراج الميازيب إلى الطريق الأعظم ولا يجوز إخراجها إلى درب نافذ إلا بإذن أهله. وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي: يجوز إخراجها إلى الطريق لأن عمر - رضي الله عنه - اجتاز على دار العباس وقد نصب ميزاباً إلى الطريق فقلعه، فقال العباس: تقلعه وقد نصبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده؟ فقال: والله لا نصبته إلا على ظهري وانحنى حتى صعد على ظهره فنصبه.)) اهـ من المغني لابن قدامة (4/ 554 سيدنا عمر ابن الخطاب والتبرك بقصعة اكل فيها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن صفية بنت بحرة، قالت: استوهب عمي فراس من النبي (صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها.) قال وكان عمر إذا جاءنا، قال: أخرجوا لي قصعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم، فنخرجها إليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه الإصابة: 3/ 202، حرف الفاء القسم الأوّل، ترجمة فراس، رقم 6971، اُسد الغابة: 4/ 352، حرف الفاء، فراس عم صفية، رقم 4202، كنز العمال: 14/ 264. ـــــــــــــــــــــــــــ بل إن من علم الصحابة الاقتداء ووجهم للتتبع آثار الانبياء هو المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل بعد كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته يبقى كلمة لمخلوق أياً كان؟؟؟ 1 - توجيه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما تتبع آثار الأنبياء. عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إلى عبدالله بن عمر وأنا نازل سرحة - شجرة عظيمة- بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة فقلت: أردت ظلها فقال: ذلك, فقلت: لا ما ذلك فقال عبدالله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت بين الأخشبين من منى- ونفخ بيده نحو المشرق-فإن هناك وادياً يقال له السرور به شجر سر تحتها سبعون نبياً) رواه الأمام مالك في الموطأ (1\ 423) والإمام احمد في مسنده (2\ 138) وابن حبان في صحيحه (14\ 137) والبهقي في الكبرى (5\ 139,2\ 417) وهذا نص واضح في زيارة آثار الأنبياء المكانية أشار به سيدنا النيبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما. وقد قال الإمام السيوطي في تنوير الحالك (سر تحتها سبعون نبياً أي قطعت سرتهم إذ ولدوا تحتها وقيل هو السرور أي تنبؤوا تحتها واخداً بعد واحد فسروا بذلك) تنوير الحالك (1\ 293) قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت قال ابن عبدالبر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم (التمهيد 13/ 66 - 67) 2 - وفي الترمذي من حديث عمر بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في وادي الروحاء وقال (لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (وفي الترمذي من حديث عمر بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في وادي الروحاء وقال (لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً) , الثالث عرف من صنيع ابن عمر استحباب تتبع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم, والتبرك بها, وقد قال البغوي من الشافعية: إن المساجد التي ثبت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى فيها لو نذر احد الصلاة في شئ منها تعين كما تتعين المساجد الثلاثة) انتهى فتح الباري (1\ 571) 3 - سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من علمنا التبرك بالاماكن تبركه صلى الله عليه وسلم بتربة المدينة ومواضع الأنبياء عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها: باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى بها سقيمنا بإذن ربنا». متفق عليه، واللفظ لمسلم (). واه البخاري في كتاب الطب، باب رقية النبي، رقم (5413)، ومسلم في السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، رقم (2194). قال ابن القيم: «وإذا كان هذا في التربات؛ فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها، وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارنت رقيته باسم ربه، وتفويض الأمر إليه». زاد المعاد (4/ 187)، الطب النبوي 145 وما بعدها. وعن سعد بن أبي وقاص صلى الله عليه وسلم قال: «لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين، فأثاروا غبارًا، فخمّر بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أنفه، فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه وقال: والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء» (). رواه رزين، جامع الأصول (9/ 334). وانظر: الترغيب والترهيب (2/ 149).[/rtl] [rtl]4 - أخرج النسائي بسند لا بأس به كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها ثم منتهى طرفها فركبت ومعي جبريل عليه السلام فسرت فقال انزل فصل ففعلت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر ثم قال انزل فصل فصليت فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطور سناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ثم ثال: انزل فصل, فنزلت فصليت, فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (4\ 764) " واخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعاً بسند لا بأس به وله شاهد عن البيهقي من حديث شداذ بن أوس) انتهى وحسن إسناده ابن كثير بعدما انكره في تفسيره فقال (ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم) ولكنه رجع وصححه في البداية والنهاية (2\ 66) فقال " رواه النسائي بإسناد لا بأس به عن أنس مرفوعاً والبيهقي بإسناده وصححه" وقال ايضاً ابن كثير البداية والنهاية في مولد سيدنا عيسى عليه السلام (2\ 75) (والحديث الذي تقدم ذكره دليل على أن مولده كان ببيت لحم كما ذكرنا ومهما عارضه باطل) واخرجه النسائي في المجتبى (1\ 221) والطبراني في مسند الشاميين (1\ 194) وابن عساكر في تاريخ دمشق (65\ 281) وهذا الحديث صحيح ولإن قلنا تنزلاً بضعفه كما يقولون فهو مع حديث الإمام البيهقي وبتعدد طرقه وشواهده يكون صحيحاً كما قرر الائمة كما هو معلوم في مصطلح الحديث .. أما الرواية المنكرة فهى رواية ها قبر أبيك ابراهيم انزل صل فيه فهى رواية بكر بن يزاد الباهلي وهو دجال يضع الحديث أما الروايات التي أوردناه فهى صحيحة من طرق أخرى ليس قيها هذا الدجال بكر بن زياد الباهلي وفي ذلك قال الحافظ ابن حجر العقسلاني (بكر بن زياد الباهلي عن ابن المبارك قال ابن حبان دجال يضع الحديث - ثم ساق بإسناده عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه مرفوعاً: مر جبريل ببيت لحم فقال: انزل فضل هنا هنا ركعتين فإن هنا ولد اخوك عيسى ثم أتي قبر ابراهيم فقال: صل هنا ثم أتى بي الصخرة فقال: من هنا عرج ربك إلى السماء. الحديث, وهذا لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع فكيف البرزل في هذا الشأن, قلت صدق ابن حبان)) انتهى والموضوع منه من قوله ثم أتى بي الصخرة, واما باقية فقد جاء من طر اخرى فيها الصلاة في بيت لحم, وردت من حديث شداد بن أوس) انتهى الميزان (2\ 50) وفي هذا الحديث التتبع والتبرك بالصلاة في الأمكان الفاضلة وتتبع آثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقول الإمام السندي في الحاشية: «صليت بطور سيناء وهذا أصل كبير في تتبع آثار الصالحين والتبرك بها والعبادة فيها» أ. هـ. وها هو الصحابي سلمة بن الاكوع ففي البخاري (1\ 189) من حديث يزيد بن أبي عبيد قال: كنت أتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف ف قلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة ..... قال: فأني رايت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى الصلاة عندها.) يقول الحافظ: والأسطوانة المذكورة حقق لنا بعض مشايخنا أنها المتوسطة في الروضة المكرمة وأنها تعرف بأسطوانة المهاجرين. قال: وروى عن عائشة أنها كانت تقول: لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام، وأنها أسرتها إلى ابن الزبير؛ فكان يكثر الصلاة عندها. ثم وجدت ذلك في تاريخ المدينة لابن النجار، وزاد: أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها. وذكره قبله محمد بن الحسن في أخبار المدينة. قوله: يا أبا مسلم، هي كنية سلمة. ويتحرى: أي يقصد)) فتح الباري 1/ 577. في الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان.) انتهى وها هو سيدنا جابر والدعاء في الأماكن وخاصاً في مسجد الفتح ومن قال ليس هنا تصريح بالمكان نقول لهم ولماذا ذكر مسجد الفتح مقروناً بالدعاء في يوم الثلاثاء والاربعاء؟؟ وهذا ما فهمه الائمة والعلماء قال الحافظ السيوطي في كتابه سهام الإصابة في الدعوات المستجابة الفصل الثالث فيما يرجع إلى الأماكن أخرج البخاري في الأدب وأحمد والبزار بسند جيد عن جابر بن عبد الله قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد مسجدِ الفتح يومَ الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له بين الصلاتين من يوم الأربعاء، قال جابر: ولم ينزل بي أمرٌ مهم غائظٌ وتوخيت تلك الساعة فدعوتُ الله فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء في تلك الساعة إلا عرفتُ الإجابة. وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين الركن والمقام ملتزم، ما يدعو به صاحبُ عاهة إلا برأ). انتهى فالإمام السيوطي جعل الحديث في فصل الأماكن وليس الوقت والزمان وقال في مقدمة كتابه فهذا جزء في الأدعية المجابة إما لوصف في الداعي يستبان، أو فضل في الوقت أو المكان. فكان الفصل الأول فيما يرجع إلى الداعي الفصل الثاني فيما يرجع إلى الأوقات الفصل الثالث فيما يرجع إلى الأماكن وتحت الفصل الثالث كان حديث سيدنا جابر رضي الله عنه وارضاه حيث جعله من المكان وبالطبع مقترن به الزمان. ـــــِـ ــــــــــــــــ تبرك سيدتنا فاطمة بن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان جسد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرج الحاكم في مستدركه عن علي بن الحسين عن أبيه: «أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده» قال الحاكم: (هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات). فهو حديث صحيح، وهو تبرك بمكان وجود جسد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا تخريج أثر (أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة) - للشيخ اليافعي قال محمد اليافعي: فهذا تخريج موسع لأثر: (أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده) .. وقد ادعى بعض الناس اليوم ان هذا الاثر ضعيف!، وهذه مغالطة لا يُعذرون عليها؛ لان تضعيفهم ناشئ عن هوى وليس عن بحث وتقصي لطرق الحديث ورجاله .. وسترون ان شاء الله كيف ان هذا الحديث صحيح ثابت كالجبال الرواسي ..[/rtl] [rtl]والله المستعان، وعليه الجهد والثكلان .. التخريج: فهذا الأثر: أخرجه الحاكم في المستدرك (1)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (2)، قال: (حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمد - وقال البيهقي: ثنا عثمان بن محمد - ثنا أبو مصعب الزهري .. ثم أخرجه الحاكم في موضع آخر (3)، فقال: (أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي حدثني علي بن شعيب .. كلاهما - أبو مصعب الزهري، وعلي بن شعيب - قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه: (أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ") .. قال الحاكم عن الإسناد الأول: (هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب و ليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين) .. وقال البيهقي: (وقد قيل: عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع) .. قلت: وإسناد الحاكم متصل ولله الحمد وهو المحفوظ، وهو من مسند سيدنا الحسين رضي الله عنه .. ولهذا ضعف البيهقي الإسناد الآخر الذي فيه إسقاط علي بن الحسين وأبيه من السند، ولهذا استهل الكلام عليه بصيغة تمريض، فقال: (وقد قيل: عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع) .. وهذا الذي أشار إليه البيهقي قد رواه في دلائله عن أبي سعيد بن أبي عمرو، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا علي بن شعيب، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرني سليمان بن داود، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: (أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة في الأيام فتصلي وتبكي عنده) قلت: وأبو سعيد بن أبي عمرو، هو: محمد بن موسى بن الفضل أبو سعيد الصيرفي النيسابوري، وهو متكلم فيه .. والصحيح ما أثبته الحاكم رحمه الله .. فتنبه!! وقال الحاكم عن الإسناد الثاني: (هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه) وتعقبه الذهبي بقوله: (سليمان بن داود مدني تكلم فيه) ووجدته في مختصر مستدرك الحافظ الذهبي لابن الملقن أن الذهبي قال: (منكر جداً، وفيه سليمان بن داود وقد ضُعِّف) .. هكذا قال! قلت: بل هو ثقة، وأقل أحواله انه صدوق .. واسمه سليمان بن داود بن قيس الفزاري المدني، وهو الذي يروي عنه ابن أبي فديك (4) .. فقد وثقة ابن حبان والحاكم وابو حاتم، ولم يضعفه سوى الازدي! .. فقد ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 275 ترجمة 13420 الناشر دار الفكر الطبعة الأولى 1395 - 1975، بتحقيق السيد شرف الدين أحمد) .. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 11 ترجمة 1795) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وهذا توثيقاً منه على قاعدة الحافظ ابن يربوع الاشبيلي التي نقلها عن البخاري رحمه الله .. كما وثقه الحاكم في هذا الإسناد، حيث قال: (هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات) .. وقال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (4/ 111 ترجمة 489): (" شيخ "، لا أفهمه كما ينبغي) قلت: وقوله " شيخ " هي من المرتبة الثالثة من مراتب التعديل عند ابي حاتم، وهي المرتبة قبل الأخيرة كما نص على ذلك الدكتور رفعت فوزي في كتابه " ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث " (ص 229 الناشر مكتبة الخانجي / القاهرة) .. وبهذا تعلم أن القدماء قد وثقوه وقبلوه، ولم يشذ عنهم سوى الازدي الضعيف! .. وقد بنى ابن الجوزي والذهبي أحكامهما على " سليمان بن داود " بقول الازدي هذا! .. قال ابن الجوزي في الضعفاء (2/ 19 ترجمة 1519 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1406، بتحقيق عبد الله القاضي): (قال الأزدي: يتكلمون فيه) وذكره الذهبي في المغني (1/ 279 ترجمة 2579 تحقيق الدكتور نور الدين عتر): (متكلم فيه، قاله الأزدي) وقال الذهبي في الميزان (3/ 292 ترجمة 3919 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1995، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود): (قال أبو حاتم: لا أفهمه كما ينبغي. وقال الأزدي: تكلم فيه.) أهـ قلت: الذهبي اقتطع كلام أبو حاتم الرازي من أوله! .. وقد قدمنا أن أبو حاتم الرازي قال كما في الجرح والتعديل (4/ 111 ترجمة 489): (شيخ، لا أفهمه كما ينبغي) .. وهي من مراتب التعديل كما نصَّ على ذلك الدكتور رفعت فوزي في كتابه " ابن أبي حاتم الرازي وأثره في علوم الحديث " (ص 229 الناشر مكتبة الخانجي / القاهرة) .. فلم يبقَ من المضعفين لـ " سليمان بن داود " إلا الازدي الضعيف! .. واليك قول الذهبي في هذا الازدي هذا لتقف حاله!؟، وتعلم أن كلامه لا يساوي فلساً! .. قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6/ 118 ترجمة 7311 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1995، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود): (جمع وصنف وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤاخذات. حدث عنه أبو إسحاق البرمكي وجماعة ضعفه البرقاني. وقال أبو النجيب عبدالغفار الأرموي: رأيت أهل الموصل يوهون أبا الفتح ولا يعدونه شيئا. وقال الخطيب: في حديثه مناكير وكان حافظا ألف في علوم الحديث. قلت: مات سنة أربع وتسعين وثلثمائة) أهـ ووافقه الحافظ في اللسان ولم يزد على ماقاله (5/ 139 ترجمة 464 الناشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت الطبعة الثالثة 1406 - 1986، بتحقيق دائرة المعرف النظامية - الهند) .. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 389 ترجمة 187 الناشر مؤسسة الرسالة الطبعة الثالثة 1405 هـ - 1985 م، بتحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط): (ليت الأزدي عرف ضعف نفسه)! وقال الحافظ في الفتح (1/ 401 الناشر دار المعرفة / بيروت 1379): ( ...[/rtl] [rtl]وشذ الأزدي فقال: " منكر الحديث "، وغفل أبو محمد بن حزم فاتبع الأزدي وأفرط فقال: " لا تجوز الرواية عنه "، وما درى أن الأزدي ضعيف!، فكيف يقبل منه تضعيف الثقات) وقال في موضع آخر من الفتح (1/ 431 الناشر دار المعرفة / بيروت 1379): (قدمت غير مرة أن الأزدي لا يعتبر تجريحه لضعفه هو) .. فهذا هو أبو الفتح الازدي الذي بنى عليه ابن الجوزي والذهبي حكمهما على الرجل!، فلا يصح الاعتداد بقوله .. قتنبه! ولهذا سكت الحافظ في التلخيص عن هذا الحديث (2/ 314 برقم 798 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419 هـ - 1989 م)، وفي إتحاف المهرة (18/ 23 برقم 23313 الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية / المدينة المنورة الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م، بتحقيق مركز خدمة السنة والسيرة، بإشراف الدكتور زهير بن ناصر الناصر) .. وسكت عنه أيضاً الشوكاني في نيل الاوطار (4/ 165 وَ 502 الناشر إدارة الطباعة المنيرية) أما ابن الأمير الصنعاني فقد حدث له سقط في الإسناد! كما في سبل السلام (2/ 114 الناشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الرابعة 1379 هـ - 1960 م) .. فقد جعل الحديث عن علي زين العابدين عن جدته السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم! .. فأسقط سيدنا الحسين من السند!، وهو خطأ لا يُتابع عليه، وأظن أن منشأ هذا الخطأ هو رجوعه لتلخيص الحبير للحافظ (5)، حيث أن الحافظ رحمه الله قد اسقط الحسين سهواً من السند، فتابعه ابن الأمير الصنعاني دون الرجوع للأصل وهو مستدرك الحاكم!، وهذا خطأ .. ولهذا ادعى ابن الأمير الصنعاني بأن الحديث مرسل حيث قال: (وما أخرج الحاكم من حديث علي ابن الحسين أن فاطمة عليها السلام كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده. قلت (الصنعاني): وهو حديث مرسل فإن علي بن الحسين لم يدرك فاطمة بنت محمد صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم)! فتنبه لهذا الخطأ! - كما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 572 برقم 6713 الناشر المكتب الإسلامي / بيروت الطبعة الثانية 1403، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي) بإسناد منقطع، فقال: (عن ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزور قبر حمزة كل جمعة ") قلت: هذا إسناد منقطع بين الإمام محمد الباقر وجدة أبيه السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن إسناد الحاكم بيَّن الساقط من السند وهم: سيدنا علي زين العابدين، ووالده الإمام الحسين رضي الله عنهم .. - فأما ابن عيينه الذي في هذا السند هو سفيان، ثقة لا يسأل عن مثله .. - وجعفر بن محمد هو الإمام جعفر الصادق، ثقة لا يسأل عن مثله .. - ووالده هو الإمام أبو جعفر محمد الباقر، ثقة لا يسأل عن مثله .. كما ان سيدنا جعفر الصادق لم ينفرد بهذا الحديث عن أبيه، ولكنه توبع؛ تابعه ثلاثة: أبان بن تغلب وهو ثقة، وسعد بن طريف، وزياد بن المنذر وكلاهما متهم. فأما متابعة أبان بن تغلب؛ فقد أخرجها أبو بكر الأثرم من مسند مسدد، فيما نقله ابن عبد البر والقرطبي (6): قال الاثرم: (حدثنا مسدد حدثنا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة وعلمته بصخرة) .. قلت: وهذا إسناد لا يصح .. نوح بن دراج متهم .. قال عنه الحافظ في التقريب (ص 567 ترجمة 7205 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986، بتحقيق محمد عوامة): (متروك وقد كذبه بن معين) .. أبان بن تغلب ثقة .. قال عنه الحافظ في التقريب (ص 87 ترجمة 136 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986، بتحقيق محمد عوامة): (ثقة تكلم فيه للتشيع) .. - وأما متابعة سعد بن طريف؛ فقد أخرجها ابن شبه في تاريخ المدينة (1/ 86 برقم 382 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت 1417 هـ - 1996 م، بتحقيق علي محمد دندل وياسين سعد الدين بيان): (حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حبان بن علي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر: " أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر حمزة رضي الله عنه، ترمه وتصلحه، وقد تعلمته بحجر ") .. قلت: وهذا إسناد تالف .. محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي الرصافي، ثقة كما في التقريب .. - حبان بن علي العنزي أبو علي الكوفي أخو مندل بن علي (ت 271) مختلف فيه، وكان له فقه وفضل .. - سعد بن طريف الإسكاف الحذاء الحنظلي الكوفي رافضي متهم .. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: (متروك، و رماه ابن حبان بالوضع، و كان رافضيا) - وأما متابعة زياد بن المنذر؛ فقد أخرجها ابن سعد في الطبقات (3/ 18 الناشر دار صادر / بيروت)، ومحمد بن حاتم بن ميمون وعمرو بن محمد كما في انساب البلاذري في ترجمة سيدنا " حمزة بن عبد المطلب " .. ثلاثتهم - ابن سعد، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وعمرو بن محمد -: عن عبد الله بن نمير قال أخبرنا زياد بن المنذر عن أبي جعفر قال - واللفظ لابن سعد -: (كانت فاطمة تأتي قبر حمزة ترمه وتصلحه) عبد الله بن نمير ثقة صاحب حديث من أهل السنة .. وزياد بن المنذر هو أبو الجارود الأعمى الكوفي رافضي متهم، كذبه يحيى بن معين كما في التقريب (ص 221 ترجمة 2101 الناشر دار الرشيد / سوريا 1406 - 1986، بتحقيق محمد عوامة) .. قال محمد اليافعي: فهذه الطرق الثلاث عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه لا تصح، ماعدا طريق ابنه جعفر الصادق رضي الله عنه التي أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عيينه .. كما أن هذا الأثر قد روي من طريق غريب!، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 574 برقم 6717 الناشر المكتب الإسلامي / بيروت الطبعة الثانية 1403، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي): عن البجلي عن الكلبي عن الأصبغ بن نباتة: (أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتي قبر حمزة وكانت قد وضعت عليه علما لو تعرفه وذكر أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر كان عليهم النقل يعني حجارة صغارا) .. قلت: وهذا إسناد هالك .. الكلبي متهم بالكذب، ورمي بالرفض .. وابن نباته متروك رمي بالرفض ..[/rtl] [rtl]وبالجملة؛ فالحديث صحيح وثابت ولا غبار عليه؛ سيما اسناد الحاكم الذي رواه في مستدركه .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ هامش: (1) الحاكم في المستدرك (1/ 533 برقم 1396 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا .. (2) البيهقي في الكبرى (4/ 78 برقم 7000 الناشر مكتبة دار الباز / مكة المكرمة 1414 - 1994، بتحقيق محمد عبد القادر عطا) .. (3) الحاكم في المستدرك أيضاً (3/ 30 برقم 4319 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا) (4) وأما محققا " مختصر مستدرك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم للحافظ ابن الملقن " وهما عبد الله اللحيدان، وسعد بن عبد الله آل حميد (1/ 305 برقم 91 الناشر دار العاصمة / الرياض، الطبعة الأولى 1415 هـ) فقالا: (لم أجد أحداً اسمه سليمان بن داود يروي عن جعفر بن محمد، ويروي عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، والله أعلم)! قلت: بل هو ما أثبتناه، فقد روى عنه ابن أبي فديك كما في إسناد عند الطبراني في الأوسط .. قال الطبراني في الاوسط (2/ 262 برقم 1929 الناشر دار الحرمين / القاهرة 1415، بتحقيق طارق بن عوض الله بن محمد، و عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني)، ومن طريقه الحافظ ابو نعيم في " معرفة الصحابة " (3/ 1722 برقم 4363 الناشر دار الوطن للنشر / الرياض الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م، بتحقيق عادل بن يوسف العزازي): (حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن سليمان بن داود بن قيس عن أبيه عن موسى بن عقبة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خطب رسول الله الناس في حجة الوداع ..... الحديث .. (5) قال الحافظ في تلخيص الحبير (2/ 314 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419 هـ - 1989 م): (وللحاكم من حديث علي بن الحسين عن علي: " أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ") أهـ .. قلت: ولم يتنبه لهذا الخطأ محقق الكتاب! .. (6) ذكره القرطبي في تفسيره (10/ 381 الناشر دار عالم الكتب / الرياض 1423 هـ - 2003 م، بتحقيق هشام سمير البخاري)، وابن عبد البر في التمهيد (3/ 234 الناشر مؤسسة القرطبه، بتحقيق مصطفى بن أحمد العلوى، ومحمد عبد الكبير البكرى) .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ سيدنا عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف وسيدنا بلال رضي الله عنهم يضع خديه على القبر النبوي الشريف جاء في الوفا للسمهودي (ذكر الخطيب ابن جماعة أن عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، وأن بلالاً وضع خديه عليه أيضاً. ورأيت في كتاب السؤالات لعبدالله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ـ ثم قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته، فاُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه، واُناس فيهم أناة يتأخرون، والكل محل خير) اهـ وفاء الوفا للسمهودي: 4/ 1405 القول بالتزام مكان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ليس هذا الا للاقتداء والتبرك بهذا الموضع وجاءفي وفاء الوفا حدثني سعيد بن عبدالله بن فضيل قال: مرّ بي محمد بن الحنفية وأنا اُصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الاسطوانة، هل جاءك فيه أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها فإنّها كانت مصلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الليل ... قال ابن النجار: فعلى هذا جميع سواري مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستحب الصلاة عندها لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلّوا إليها. وفاء الوفا: /452 قال الإمام السمهودي عند ذكره لاسطوانة المحرس: كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلقي القبر ممّا يلي باب رسول الله (صلى الله عليه وسلم وهو مقابل الخوخة التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كان في بيت عائشة الى الروضة للصلاة، وهي الاسطوانة الذي يصلّي عندها أمير المدينة، يجعلها خلف ظهره، ولذا قال الأقشهري: إنّ اسطوانة مصلّى علي اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم، ويقصد الاُمراء الجلوس والصلاة عندها الى اليوم، وذكر أنّه يقال لها: مجلس القادة، لشرف من كان يجلس فيه وفاء الوفا: 2/ 448 الفصل الثالث:- توضيح التحريف في بعض أقوال الائمة والعلماء من قبل المخالفين يستند المخالفون لبعض الأقوال من الأئمة الذين صرحوا بالتوسل والاستغاثة في جميع أقوالهم ولكن بعض أهل البدع يقوم بلي عنق الكلام لبعض الأئمة وأغلب نقولهم الأخرى من أئمة معاصرين أو تاريخ وفاتهم قريب يتبعون الشيخ ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب فقط والذين شذوا بأقوالهم عن جمهور الأمة الإسلامية وإجماعها في هذه المسائل[/rtl] [rtl]1 - الإمام السبكي فيقول المعترض مثلاً قال الإمام السبكي في (فتاويه 1/ 13) تعليقا على هذه الآية "ادعوني أستجب لكم" بأن هذه الآية تفيد أنه لا يستعان بغير الله». نقول هذا القول لا ينكر الاستغاثة والتوسل فمن استعان بمخلوق أو سأله أو طلب منه معتقداً أنه ينفع ويضر بنفسه استقلالاً دون الله فقد أشرك .. وهذا لا خلاف عليه والاستغاثة والتوسل إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب. وفي ذلك يقول الإمام السبكي نفسه ليوضح قوله قال الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله: (وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث، وتارة يطلب الغوث من خالقه وهو الله تعالى وحده، كقوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم}. وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذين القسمين تعدى الفعل تارة بنفسه كقوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم} {فاستغاثه الذي من شيعته}، وتارة بحرف الجر كما في كلام النحاة في المستغاث به، وفي كتاب سيبويه رحمه الله تعالى فاستغاث بهم ليشتروا له كليبا. فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه. فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً، ولا فرق في هذا المعنى بين أن يُستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدي بالباء، وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال استغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى. فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان: أحدهما: أن يكون مستغاثا. والثاني: أن يكون مستغاثاً به، والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعاً، وهذا أمر لا يُشَكُّ فيه، فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائزٌ لغةً وشرعاً من كل من يقدر عليه، بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل: أغث إن كان عندك غواث). شفاء السقام ص 187. 2 - يقولون لهذا حكى ابن حجر الهيتمي إجماع الحنابلة على أن من يجعل بينه وبين الله تعالى وسائط يدعوهم ويسألهم كفر إجماعا فنقول:- كلام ابن حجر يعني من دعى من غير الله وسائط اي طلب منهم استقلالاً وكان دعائهم دعاء ألوهية لهذه الوسائط وهذا واضح في كلامه وكلام جميع من استندوا إلى أقوالهم من جعل لله نداً يدعوه كدعاء الله فنسبوا إليهم الضر والنفع استقلالاً وليس بإذن الله فجعلوهم آلهةً مع الله. وفي ذلك يقول الإمام ابن حجر الهيتمي ((من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وآله وسلم، وليس ذلك كما افترى، بل التوسل به حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة)) فمما يدل لطلب التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلقه وأن ذلك هو سِيرَةُ السلف الصالحِ الأنبياءِ والأولياءِ وغيرهم، - فقول ابن تيمية " ليس له أصل " من افترائه -: ما أخرجه الحاكم وصححه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي، فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك – أي: قدرتك - ونفخت في من روحك – أي: سرك الذي خلقته وشرفته بالإضافة إليك بقولك: ونفخت فيه من روحي - رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك "، والمراد بـ (حَقِّهِ) صلى الله عليه وسلم رُتْبَتُه ومنزلته لديه تعالى، أو الحق الذي جعله الله سبحانه وتعالى له على الخلق، أو الحق الذي جعله الله تعالى بفضله لَهُ عليه كما في الحديث الصحيح " قال فما حق العباد على الله " لا الواجب، إذ لا يجب على الله تعالى شيء، ثم السؤال به صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً له حتى يوجب إشراكا، وإنما هو سؤال الله تعالى بمن له عنده قَدْرٌ عَلِيٌّ ومَرْتَبَةٌ رفيعةٌ وجاهٌ عظيمٌ.[/rtl]
[rtl]فمن كرامته صلى الله عليه وسلم على ربه أن لا يخيب السائل والمتوسل إليه بجاهه، ويكفي في هوان منكر ذلك حرمانه إياه. وفي حياته صلى الله عليه وسلم ما أخرجه النسائي والترمذي وصححه – وقوله: إنه غريب أي: باعتبار أفراد طرقه - " أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لي أن يعافيني، فقال: إنْ شِئْتَ دعوتُ وإن شِئْتَ صَبَرْتَ وهو خيرٌ لك، قال فادعه - وفي رواية - ليس لي قائد وقد شق علي، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في قضاء حاجتي لِتُقْضَى لِيْ اللهم شفعه فيَّ" وصححه أيضا البيهقي وزاد، " فقام وقد أبصر " وفي رواية " اللهم شفعه في وشفعني في نفسي " وإنما علمه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يدع له لأنه أراد أن يحصل منه التوجه وبذل الافتقار والانكسار والاضطرار مستغيثاً به صلى الله عليه وسلم ليحصل له كمال مقصوده، وهذا المعنى حاصل في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ومن ثم استعمل السلف هذا الدعاء في حاجاتهم بعد موته صلى الله عليه وسلم، وقد علمه عثمان بن حنيف الصحابي راويه لمن كان له حاجة عند عثمان بن عفان زمن إمارته رضي الله عنه، وعسر عليه قضاؤها منه، ففعله فقضاها. رواه الطبراني والبيهقي. وروى الطبراني بسند جيد " أنه صلى الله عليه وسلم ذكر في دعائه بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي " ولا فرق بين ذكر التوسل والاستغاثة والتشفع والتوجه به صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء وكذا الأولياء وفاقاً للسبكي، - وإن منعه ابن عبد السلام، بل الذي نقله بعضهم عنه أنه منعه بغير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم - وذلك لأنه ورد جواز التوسل بالأعمال كما في حديث الغار الصحيح مع كونها أعراضاً؛ فالذوات الفاضلة أولى؛ ولأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسل بالعباس رضي الله عنه في الاستسقاء ولم يُنْكَرْ عليه، وكأن حكمة توسله به دون النبي صلى الله عليه وسلم وقبره إظهارُ غايةِ التواضعِ لنفسه، والرفعة لقرابته صلى الله عليه وسلم، ففي توسله به – أي: العباس - توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وزيادة. لا يقال لفظ التوجه والاستغاثة يُوْهِمُ أن المتوجَّهَ والمُسْتَغَاثَ به أعلى من المُتَوَجَّهِ والمستغاثِ إليه؛ لأن التوجه من الجاه وهو علو المنزلة، وقد يتوسل بذي الجاه إلى من هو أعلى جاها منه، والاستغاثة طلب الغوث والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره؛ وإن كان ذلك الغير أعلى منه. فالتوجه والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وبغيره ليس لهما معنى في قلوب المسلمين غير ذلك، ولا يَقْصُدُ بهما أحدٌ منهم سواه، فمن لم ينشرح صدره لذلك فليبك على نفسه، نسأل الله العافية. والمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم واسطة بينه وبين المستغيث، فهو سبحانه مستغاث به، والغوث منه خلقا وإيجادا، والنبي مستغاث والغوث منه تسببا وكسبا، ومستغاث به – والباء للاستعانة -. ولا يعارض ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل لأن في سنده ابن لهيعة، والكلام فيه مشهور، وبفرض صحته فهو على حد {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}. و (مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ)، أي: أنا وإن استغيث بي، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله، وكثيراً ما تجيء السنة بنحو هذا من بيان حقيقة الأمر، ويجيء القرآن بإضافة الفعل لمكتسبه، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ الْجَنَّةَ بعَمَلِه) مع قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النحل:32). وبالجملة فإطلاق لفظة الاستغاثة لمن يحصل منه غوثٌ ولو تسبباً وكسباً أمر معلوم لا شك فيه لغة ولا شرعاً، فلا فرق بينه وبين السؤال، لا سيما مع ما نقل أن في حديث البخاري رحمه الله تعالى في الشفاعة يوم القيامة (فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم)، وقد يكون معنى التوسل به صلى الله عليه وسلم طلب الدعاء منه، إذ هو حي يعلم سؤال من يسأله، وقد صح في حديث طويل: أن الناس أصابهم قحط في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وأخبره أنهم يسقون فكان كذلك، وفيه ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس: - أي: الرفق - لأنه رضي الله عنه كان شديدا في دين الله فأتاه خبره فبكى، ثم قال يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه. - وفي رواية - أنَّ رائِيَ المنامَ بلالُ بن الحارث المزني الصحابي رضي الله عنه. فعلم أنه صلى الله عليه وسلم يُطْلَبُ منه الدعاء بحصول الحاجات كما كان في حياته صلى الله عليه وسلم لعلمه بسؤال من يسأله كما ورد، مع قدرته على التسبب في حصول ما سئل فيه بسؤاله وشفاعته صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل، وأنه صلى الله عليه وسلم يُتَوَسَّلُ به في كلِّ حالٍ قبل بروزه لهذا العالم وبعده في حياته وبعد وفاته، وكذا في عرصات القيامة فيشفع إلى ربه، وهذا مما قام الإجماع عليه وتواترت به الأخبار، وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال " أوحى الله إلى عيسى صلوات الله على نبينا وعليه وسلامه: يا عيسى آمن بمحمد وَمُرْ مَنْ أدركَهُ من أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب، فكتبت عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن" فكيف لا يتشفع ويتوسل بمن له هذا الجاه الوسيع، والقدر المنيع عند سيده ومولاه المنعم عليه بما حباه به وأولاه). انتهى كلام ابن حجر. الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم من ص 171 إلى 176.[/rtl] | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:32 am | |
| [rtl]3 - يقولون قال العلامة الزبيدي: «وقبيح بذوي الإيمان أن ينزلوا حاجتهم بالمخلوق وهم يسمعون قوله تعالى: "أليس الله بكاف عبده" (اتحاف السادة المتقين (9/ 498)) نقول هذا لا يستلزم تحريم الإمام للتوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كلام الزبيدي رحمه الله محمول على التذلل للخلق والخضوع وطلب الامر استقلالاً وحجب الأسباب عن رؤية المسبب ولا يحمل كلامه لا على طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه ولا على التوسل فهذا ليس فيه ذل لغير الله بل هو مشروع بنص القرآن. . القول لا ينكر الاستغاثة والتوسل فمن استعان بمخلوق أو سأله أو طلب منه معتقدا أنه ينفع ويضر بنفسه استقلالا دون الله فقد أشرك .. وهذا لا خلاف عليه والاستغاثة والتوسل إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب. لأنه هو نفسه يقول: في (تاج العروس): (وأتوسل إلى الله تعالى بخاتم أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام أن يرزقني وإياهم وجميع المسلمين حسن الختام آمين. وتوسل بالنبي فقال " بجاه سيدنا محمد وآله " التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (ص: 9). وذكر في كتابه إتحاف المتقين بشرح إحياء علوم الدين ج 10 ص 130 صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال: هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره) وكذر الزبيدي في شرح الاحياء (10/ 333): عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.)) 4 - ويذكرون كلام طويل لابن الجوزي ونقول لهم كلامه لا يحمل على الاستغاثة والتوسل والتبرك بل كما ذكرنا في جميع الأقوال السابقة فانظر كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي فقد أفرد باباً حول التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وباباً للاستشفاء بقبره الشريف ومما ذكره في بعض كتبه قال ابن الجوزي المتوفى 597 هـ في كتابه المسمى "التبصرة" في الجزء الأول من الطبعة الثانية من دار الكتب العلمية في الصحيفة 118 يقول: "اللهم إنا نتوسل إليك بالخليل في منزلته والحبيب في رتبته وكل مخلص في طاعته أن تغفر لكل منا زلته يا كريم برحمتك يا أرحم الراحمين". قال ابن الجوزي في المنتظم في الجزء الخامس في حوادث سنة إحدى وستين ما نصه: (وأخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر الخلدي كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه شيء.) قال ابن الجوزي في الوفا عن أبي بكر المنقري قال: (كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنا على حالة فأثر فينا الجوع، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقلت: يا رسول الله الجوع الجوع!! وانصرفت، فقال لي أبو الشيخ: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت. قال أبو بكر فنمت أنا وأبو الشيخ والطبراني جالس ينظر في شيء، فحضر بالباب علوي فدق الباب، فإذا معه غلامان مع كل واحد منهما زنبيل كبير في شيء كثير فجلسنا وأكلنا وظننا أن الباقي يأخذه الغلام، فولى وترك عندنا الباقي، فلما فرغنا من الطعام، قال العلوي: يا قوم أشكوتم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ فإني رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في النوم، فأمرني بحمل شيء إليكم). الوفا بأحوال المصطفى ج 2 ص 803 وقال ابن الجوزي في المنتظم في الجزء الحادي عشر في أحداث سنة ست وعشرين ومائتين (أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن السراج الزاهد - وكان شديد العبادة - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه قد أقبل إلى أن وقف على قبر يحيى بن يحيى وتقدم وصف خلفه جماعة من أصحابه فصلى عليه ثم التفت إلى أصحابه فقال: هذا القبر لأمان لأهل هذه المدينة). الحافظ البيهقي: روى عنه ابن الجوزي في المنتظم (11/ 211) من مناقب أحمد بن حرب " استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبره" وغيرها الكثير كما سنورد في الموضوع 5 - وبعض الأقوال للائمة والعلماء والتي يقولون انها تنص على عدم اتخاذ واسطة مثل ابن عقيل وابن مفلح وابن نجيم الحنفي فنقول لهم ليس المقصود بالواسطة في حديثهم غير الوسطة الشركية وإلا فهم يقولون بالتوسل ابن عقيل (حنبلي): وكان يقول فى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربى " - (التذكرة 87) المكتبة الظاهرية بدمشق. ابن مفلح الحنبلى: ذكر قصة العتبى وأقرها – المبدع (3/ 259) البهوتى (حنبلي): ذكر قصة العتبى وأقرها – كشف القناع (2/ 516) ابن نجيم الحنفي: رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك – البحر الرائق شرح كنز الحقائق. وغيرها الكثير من أقوال الائمة قام المعترض بلي عنقها لتوافق هواه وسنعرض الكثير من الأقوال للعلماء التي تثبت ما ذكرنا لتقف علي كذب وتدليس بعض المخالفين في الموضوع فتنبه لذلك وقبل عرض الأدلة نسرد فصل من كتاب محدث الحرمين والحجاز سيدي العلامة محمد بن علوي المالكي رحمه الله لتوضيح معني الواسطة الشركية وقد نقلنا بعضه في أول البحث[/rtl] [rtl]الواسطة الشركية يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة الواسطة فيطلقون الحكم هكذا جزافاً بأن الواسطة شرك، وأن من اتخذ واسطة بأي كيفية كانت فقد أشرك بالله، وأن شأنه في هذا شأن المشركين القائلين: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، وهذا كلام مردود، والاستدلال بالآية في غير محله، وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية على أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله زلفى، فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها ومن حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله. وهنا مهمة لابد من بيانها وهي أن هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله أجل عندهم من تلك الأصنام، فلم يعبدوا غيره، وقد نهى الله المسلمين من سب أصنامهم بقوله تعالى: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). روى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أنه قال: ((كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فيسب الكفار الله عز وجل، فأنزل الله: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)، هذا سبب نزول هذه الآية. فهي إذن تنهى المؤمنين نهي تحريم شديد أن يقولوا كلمة نقص في الحجارة التي كان يعبدها الوثنيون بمكة المشرفة، لأن قول تلك الكلمة يتسبب عنه غضب أولئك الوثنيين غيرة على تلك الأحجار التي كانوا يعتقدون من صميم قلوبهم أنها آلهة تنفع وتضر، وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل فيسبون ربهم الذي يعبدونه، وهو رب العالمين، ويرمونه بالنقائص وهو المنزه عن كل نقص، ولو كانوا صادقين بأن عبادتهم لأصنامهم تقربهم إلى الله زلفى ما اجترؤا أن يسبوه انتقاماً ممن يسبون آلهتهم فإن ذلك واضح جداً في أن الله تعالى في نفوسهم أقل من تلك الحجارة. وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)، فإنهم لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده وأن أصنامهم لا تخلق، لكانت عبادتهم لله وحده دونها أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك الحجارة، وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل غيرة على حجارتهم وانتقاماً لها منه سبحانه وتعالى؟ إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبداً، وليست الآية التي معنا وحدها تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم بل لها أمثال! منها قوله تعالى: (وَجَعَلُوا لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)، فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله: (سَاء مَا يَحْكُمُونَ). ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه: ((أعْلُ هُبل)) كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهُبل أن يعلو في تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن يغلب آلهتهم، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب العالمين. فليعرف هذا حق المعرفة فإن كثيراً من الناس لا يفهمونه ويبنون عليه ما يبنون. ألا ترى أن الله لما أمر المسلمين باستقبال الكعبة في صلاتهم توجهوا بعبادتهم إليها واتخذوها قبلة؟ وليست العبادة لها وتقبيل الحجر الأسود إنما هو عبودية لله تعالى، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولو أن أحداً من المسلمين نوى العبادة لهما لكان مشركاً كعبدة الأوثان. فالواسطة لابد منها وهي ليست شركاً وليس كل من اتخذ بينه وبين الله واسطة يعتبر مشركاً وإلا لكان البشر كلهم مشركين بالله لأن أمورهم جميعاً تنبني على الواسطة، فالنبي صلي الله عليه وسلم تلقى القرآن بواسطة جبريل، فجبريل واسطة للنبي صلي الله عليه وسلم وهو صلي الله عليه وسلم الواسطة العظمى للصحابة رضي الله تعالى عنهم، فقد كانوا يفزعون إليه في الشدائد فيشكون إليه حالهم ويتوسلون به إلى الله ويطلبون منه الدعاء فما كان يقول لهم أشركتم وكفرتم فإنه لا يجوز الشكوى إليَّ ولا الطلب مني بل عليكم أن تذهبوا وتدعوا وتسألوا بأنفسكم فإن الله أقرب إليكم مني، لا بل يقف ويسأل مع أنهم يعلمون كل العلم أن المعطي حقيقة هو الله وأن المانع والباسط والرازق هو الله، وأنه صلى الله عليه وسلم يعطي بإذن الله وفضله، وهو الذي يقول: ((إنما أنا قاسم والله معطي))، وبذلك يظهر أنه يجوز وصف أي بشر عادي بأنه فرج الكربة وقضى الحاجة أي كان واسطة فيها فكيف بالسيد الكريم والنبي العظيم أشرف الكونين وسيد الثقلين وأفضل خلق الله على الإطلاق؟ ألم يقل النبي صلي الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح:[/rtl] [rtl]((من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا)) الخ؟ فالمؤمن مفرج الكربات. ألم يقل صلى الله عليه وسلم: ((من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له))؟ فالمؤمن قاض للحاجات. ألم يقل في الصحيح: ((من ستر مسلماً)) .. الحديث؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عز وجل خلقاً يفزع إليهم في الحوائج))؟. ألم يقل في الصحيح: ((والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه))؟. ألم يقل في الحديث: ((من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وتسعين حسنة))؟ رواه أبو يعلى والبزار والبيهقي. فالمؤمن هنا فرج وأعان وأغاث وقضى وستر وفزع إليه مع أن المفرج والقاضي والستار والمعين حقيقة هو الله عز وجل، لكنه لما كان واسطة في ذلك صح نسبة الفعل إليه. وقد جاء في الأحاديث النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث كثيرة تفيد أن الله سبحانه وتعالى يدفع العذاب عن أهل الأرض بالمستغفرين وعُمّار المساجد وأن الله سبحانه وتعالى يرزق بهم أهل الأرض وينصرهم ويصرف عنهم البلاء والغرق. روى الطبراني في الكبير والبيهقي في السنن عن مانع الديلمي رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: ((لولا عباد لله رُكَّع وصِبْيَةٌ رُضَّع وبهائم رُتَّع لصُبَّ عليكم العذاب صباً ثم رضّ رضاً)) .. وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)) .. وروى الترمذي وصححه والحاكم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لعلك ترزق به)) .. وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ((إن لله عز وجل خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم الناس في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله تعالى)) .. رواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم والقضاعي وهو حسن. وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله ولا يزالون في حفظ الله عز وجل ما دام فيهم)). وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه بلاء)) .. ثم قرأ ابن عمر: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ) رواه الطبراني. وعن ثوبان رفع الحديث قال: ((لا يزال فيكم سبعة بهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون حتى يأتي أمر الله)) .. وعن عبادة بن الصامت قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((الأبدال في أمتي ثلاثون، بهم ترزقون وبهم تمطرون وبهم تنصرون)). قال قتادة: إني لأرجو أن يكون الحسن منهم .. رواه الطبراني. ذكر هذه الأحاديث الأربعة الحافظ ابن كثير في التفسير عند قوله تعالى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ) – في سورة البقرة – وهي صالحة للاحتجاج، ومن مجموعها يصير الخبر صحيحاً. وعن أنس قال: قال رسول الله: ((لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن، فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر)) .. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. (كذا في مجمع الزوائد ج 10/ 62).[/rtl] [rtl]الواسطة العظمى: وفي يوم المحشر الأعظم الذي هو يوم التوحيد ويوم الإيمان يوم يبرز العرش، يظهر فضل الواسطة العظمى صاحب اللواء المعقود والمقام المحمود والحوض المورود الشافع المشفع الذي لا ترد شفاعته ولا تضيع ضمانته عند من وعده بأن لا يخيب ظنه ولا يخزيه أبداً ولا يحزنه ولا يسوؤه في أمته حيث يتوجه الخلق إليه ويستشفعون به فيقوم فلا يرجع إلا بخلعة الإحسان وتاج الكرامة المتمثل في قول الله له: يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تُعطَ 6 - فاكثر ما ينقلونه قول الإمام أبو شامة المقدسي وينسون ان هذا الإمام قال بتقسيم البدعة وقال في الإحتفال المولد النبوي الشريف فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعله .. فتأمل يا أخي هؤلاء قوم الهوى ... وكلام الإمام ابو شامة الذي ينقولونه مخالف لفكرهم كلياً فهو رحمه الله يتحدث عن أقوام نسوا الله فلم يقيموا حدود الله وتركوا الصلاة والصوم وسائر العبادات والسنن ثم يعتقدون بزيارة الاليء وهو شئ مباح شرعاً يسقط ذلك أوزارهم فبئس القوم امثال هؤلاء .. ونحن نضرب بقوة على أمثال هؤلاء المشعوذين فمن يضيع فرائض الله قد زين له الشيطان عمله فلا ننتظر منه صون حرمة الإسلام في توجه لشجر وحجر كما قال الحافظ أبو شامه رحمه الله وهذا منهج أهل السنة والجماعة الصوفية. فالإمام يتحدث عن افاكون انتسابهم للإسلام مسمى فقط فأين هؤلاء من أهل الله والائمة أين ذلك من التبرك والتوسل المشروع في شرعنا فمن لايعظم شعائر الله لا يكون حجة على أهل الإسلام ومن يسقط فرائض الله وسنن نبيه بئس عمله وإن كان مشروعاً او مباحاً .. 7 - وقولهم عن الإمام الرازي! قال في "تفسيره" (17/ 59 - 60): (اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام إنهم شفعاؤنا عن الله! .. ) فذكر صوراً منها قوله: (ورابعها: أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم، وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى. ونظيره في هذا الزمان: اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر، على اعتقادهم أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون لهم شفعاء عند الله) اهـ. نقول لاحظ أخي المسلم كلام الإمام الرازي الذي نقله عن ناس غير معلومين واضح وصريح في عبادة هؤلاء لاصنامهم وكواكبهم صالحيهم فتعظيمهم تعظيم عبادة وليس كل تعظيم بالقطع عبادة فتنبه كما وضحنا واين تكفير الإمام الرازي في الاصل لم اشتغاث أو توسل؟؟. فهو ينقل أقوال من وجوه متعددة يتحدثون فيها وعن التعظيم بمعنى العبادة وشتان بين التوسل والتعظيم المباح وبين ما نقل في تفسير الإمام الرازي فليس كل تعظيم شرك وليست كل واسطة شرك وهذا واضح في كلام الإمام الرازي فكفى لي عنق الكلام للائمة. واذا قلنا بما يقول هؤلاء من فهم يلزممهم اثبات من كلام الإمام الرازي: أن الذين يتوسلون ويستغيثون بالأنبياء والأولياء على العموم يعبدونهم كما كان المشركون يعبدون الهتهم!! وهذا دونه خرط القتاد .. ومعلوم ان كل من اعتقد ان المخلوق له تصرف حقيقي كمثل تصرف الله تعالى فهو مشرك وهذا قول السادة الصوفية قاطبة فهذا القائل يريد ان يوهم الناس أن الإمام الرازي قائل بقولهم في تكفير المسلمين في مسألة الاستغاثة السببية وأنه جاهل مثلهم لا يفرق بين الاستغاثة بقصد العبادة والاستغاثة بقصد تعاطي الأسباب مع اعتقاد أن الفاعل حقيقة هو الله وحده لا شريك له. هذا من وجه ومن وجه آخر نوضح للقارئ الكريم فهذا النص المنقول إنما هو ما يحكيه الإمام الرازي من أقوال الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وليس هو كلام الإمام الرازي كما يزعم ذلك الوهابي الذي ينسب إلي الإمام هذا الكلام بل الإمام الرازي نقل عدة أقوال عن الناس كان من ضمنها هذا القول المنقول وحتى إذا قال قاره فليزمه ما قررناه سابقاً. قال الإمام الرزاي (. ثم اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام إنها شفعاؤنا عند الله؟ وذكروا فيه أقوالا كثيرة: فأحدها: أنهم اعتقدوا أن المتولي لكل أقليم من أقاليم العالم، روح معين من أرواح عالم الأفلاك، فعينوا لذلك الروح صنما معينا واشتغلوا بعبادة ذلك الصنم، ومقصودهم عبادة ذلك الروح، ثم اعتقدوا أن ذلك الروح يكون عبدا للإله الأعظم ومشتغلا بعبوديته. وثانيها: أنهم كانوا يعبدون الكواكب وزعموا أن الكواكب هي التي لها أهلية عبودية الله تعالى، ثم لما رأوا أن الكواكب تطلع وتغرب وضعوا لها أصناما معينة واشتغلوا بعبادتها، ومقصودهم توجيه العبادة إلى الكواكب. وثالثها: أنهم وضعوا طلسمات معينة على تلك الأصنام والأوثان، ثم تقربوا إليها كما يفعله أصحاب الطلسمات. ورابعها: أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم، وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل، فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى، ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر، على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله. وخامسها: أنهم اعتقدوا أن الإله نور عظيم، وأن الملائكة أنوار فوضعوا على صورة الإله الأكبر الصنم الأكبر، وعلى صورة الملائكة صورا أخرى. وسادسها: لعل القوم حلولية، وجوزوا حلول الإله في بعض الأجسام العالية الشريفة.) انتهى فعلى هذا يعلم سخف هذا الكلام ومن ذكره ونعرف قلة علمه في قول منقول ولم يرجح في الاصل و غباؤهم في حكمهم على الموحدين المستغيثين بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم او بالانبياء و الصالحين انهم كمشركي قريش و يستدلون بذلك باستدلالات ساقطة , و منها فهمهم الفاسد لآيات الذكر الحكيم: ((ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله .. ) او قوله عز من قائل: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) و ذلك نزل في مشركي قريش و غاب عن هؤلاء الجهلة ان مشركي قريش كانوا يعبدون اصنامهم اي يتذللون لها نهاية التذلل و يعتقدون فيها التأثير الحقيقي و التصرف و الاماتة و الاحياء و الرزق ...[/rtl] [rtl]و المسلم الموحد , لا يعتقد التأثير الحقيقي في الاشياء من ذاتها , انما يعتقد ان الله تعالى هو خالق التأثير و لو شاء لما احرقت النار و لما قطعت سكين كما انه (اي المؤمن) لا يصرف تمام الحب و التذلل لغير الله تعالى و المؤمن لا يكون في ندائه وليا او نيبا غائبا كان او حاضرا مشركا بحال من الاحوال بل الحقيقة ان اعتقاد الوهابية هو اعتقادي شركي اذ انهم يحيلون القدرة في الميت و يجعلونها في الحي و في هذا دليل ان القوم عقيدتهم هي عقيدة المعتزلة, وانهم يشابهونهم في قولهم ان العبد يخلق فعله الاختياري فان مات لم يكن له فعل , و العياذ بالله تعالى وما قاله الإمام الرازي ورايه هو مطروح في تفسيره وقله بالمدد والاستغاثة وغيره مسطور منه قد جاء في تفسير الإمام الرازي رحمه الله تعالى التصريح بالمدد السببي الذي يفيض من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وتأثير ذلك على الأرواح الصافية فقال في أثناء تفسيره لقول الله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين (57) قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (58) يونس. ما نصه (إذا عرفت هذا فنقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان كالطبيب الحاذق، وهذا القرآن عبارة عن مجموع أدويته التي بتركيبها تعالج القلوب المريضة. ثم إن الطبيب إذا وصل إلى المريض فله معه مراتب أربعة: المرتبة الأولى: أن ينهاه عن تناول ما لا ينبغي ويأمره بالاحتراز عن تلك الأشياء التي بسببها وقع في ذلك المرض، وهذا هو الموعظة فإنه لا معنى للوعظ إلا الزجر عن كل ما يبعد عن رضوان الله تعالى، والمنع عن كل ما يشغل القلب بغير الله. المرتبة الثانية: الشفاء وهو أن يسقيه أدوية تزيل عن باطنه تلك الأخلاط الفاسدة الموجبة للمرض، فكذلك الأنبياء عليهم السلام إذا منعوا الخلق عن فعل المحظورات صارت ظواهرهم مطهرة عن فعل ما لا ينبغي فحينئذ يأمرونهم بطهارة الباطن وذلك بالمجاهدة في إزالة الأخلاق الذميمة وتحصيل الأخلاق الحميدة، وأوائلها ما ذكره الله تعالى في قوله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى} [النحل: 90] وذلك لأنا ذكرنا أن العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة جارية مجرى الأمراض، فإذا زالت فقد حصل الشفاء للقلب وصار جوهر الروح مطهرا عن جميع النقوش المانعة عن مطالعة عالم الملكوت. والمرتبة الثالثة: حصول الهدى، وهذه المرتبة لا يمكن حصولها إلا بعد المرتبة الثانية، لأن جوهر الروح الناطقة قابل للجلايا القدسية والأضواء الإلهية وفيض الرحمة عام غير منقطع على ما قال عليه الصلاة والسلام: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها» وأيضا فالمنع إنما يكون إما للعجز أو للجهل أو للبخل، والكل في حق الحق ممتنع، فالمنع في حقه ممتنع، فعلى هذا عدم حصول هذه الأضواء الروحانية، إنما كان لأجل أن العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة طبعها طبع الظلمة، وعند قيام الظلمة يمتنع حصول النور، فإذا زالت تلك الأحوال، فقد زال العائق فلا بد وأن يقع ضوء عالم القدس في جوهر النفس القدسية، ولا معنى لذلك الضوء إلا الهدى، فعند هذه الحالة تصير هذه النفس بحيث قد انطبع فيها نقش الملكوت وتجلى لها قدس اللاهوت، وأول هذه المرتبة هو قوله: {يأيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك} [الفجر: 27] وأوسطها قوله تعالى: {ففروا إلى الله} [الذاريات: 50] وآخرها قوله: {قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون} [الأنعام: 91] ومجموعها قوله: {ولله غيب السموات والارض وإليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون} [هود: 123] وسيجيء تفسير هذه الآيات في مواضعها بإذن الله تعالى، وهذه المرتبة هي المراد بقوله سبحانه {وهدى}. وأما المرتبة الرابعة: فهي أن تصير النفس البالغة إلى هذه الدرجات الروحانية والمعارج الربانية بحيث تفيض أنوارها على أرواح الناقصين فيض النور من جوهر الشمس على أجرام هذا العالم، وذلك هو المراد بقوله {ورحمة للمؤمنين} وإنما خص المؤمنين بهذا المعنى، لأن أرواح المعاندين لا تستضيء بأنوار أرواح الأنبياء عليهم السلام، لأن الجسم القابل للنور عن قرص الشمس هو الذي يكون وجهه مقابلا لوجه الشمس، فإن لم تحصل هذه المقابلة لم يقع ضوء الشمس عليه، فكذلك كل روح لما لم تتوجه إلى خدمة أرواح الأنبياء المطهرين، لم تنتفع بأنوارهم، ولم يصل إليها آثار تلك الأرواح المطهرة المقدسة، وكما أن الأجسام التي لا تكون مقابلة لقرص الشمس مختلفة الدرجات والمراتب في البعد عن هذه المقابلة ولا تزال تتزايد درجات هذا البعد حتى ينتهي ذلك الجسم إلى غاية بعده عن مقابلة قرص الشمس، فلا جرم يبقى خالص الظلمة، فكذلك تتفاوت مراتب النفوس في قبول هذه الأنوار عن أرواح الأنبياء ولا تزال تتزايد حتى تنتهي إلى النفس التي كملت ظلمتها، وعظمت شقاوتها وانتهت في العقائد الفاسدة، والأخلاق الذميمة إلى أقصى الغايات، وأبعد النهايات، فالحاصل أن الموعظة إشارة إلى تطهير ظواهر الخلق عما لا ينبغي وهو الشريعة، والشفاء إشارة إلى تطهير الأرواح عن العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة وهو الطريقة والهدى وهو إشارة إلى ظهور نور الحق في قلوب الصديقين وهو الحقيقة، والرحمة وهي إشارة إلى كونها بالغة في الكمال والإشراق إلى حيث تصير مكملة للناقصين وهي النبوة، فهذه درجات عقلية ومراتب برهانية مدلول عليها بهذه الألفاظ القرآنية لا يمكن تأخير ما تقدم ذكره ولا تقديم ما تأخر ذكره، ولما نبه الله تعالى في هذه الآية على هذه الأسرار العالية الآلهية قال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} والمقصود منه الإشارة إلى ما قرره حكماء الإسلام من أن السعادات الروحانية أفضل من السعادات الجسمانية وقد سبق في مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبالغة في تقرير هذا المعنى فلا فائدة في الإعادة. انتهى فتأمل.[/rtl] النفوس الشبرية باقية بعد موت الأبدان تفسير الرازي – (ج 31 / ص 29) قال: إن الأرواح البشرية الخالية من العلائق الجسمانية المشتاقة إلى الإتصال بالعالم العلوي بعد خروجها من ظلمة الأجساد تذهب إلى عالم الملائكة ومنازل القدس, ويظهر منها آثار في أحوال هذا العالم، فهي المدبرات أمرا أليس الإنسان قد يرى أستاذه في المنام ويسأله عن مسألة فيرشده إليها.)) وقال الرازي في " المطالب العالية ": في الفصل العاشر من المقالة الثالثة من الكتاب السابع منه:: ((إن الإنسان قد يرى أباه وأمه في المنام ويسألهما عن أشياء وهما يذكران أجوبة صحيحة، وربما أرشداه إلى دفين في موضع لا يعلمه أحد، ثم قال أنا كنت صبياً في أول التعلم، وكنت أقرأ " حوادث لا أول لها " فرأيت في المنام أبي فقال لي: أجود الدلائل أن يقال الحركة إنتقال من حالة إلى حالة فهي تقتضي بحسب ماهيتها مسبوقيتها بالغير، والأزل ينافي مسبوقاً بالغير، فوجب أن يكون الجمع بينهما محالاً ثم قال المنصف والظاهر أن هذا الوجه أحسن من كل ما قيل في هذه المسألة.)) وقال أيضاً في الفصل الثامن عشر من تلك المقالة – والفصل الثامن عشر في بيان كيفية الإنتفاع بزيارة الموتى والقبور -: " ثم قال سألني بعض أكابر الملوك عن المسألة، وهو الملك محمد بن سالم بن الحسين الغوري – وكان رجلاً حسن السيرة مرضي الطريقة، شديد الميل إلى العلماء، قوي الرغبة في مجالسة أهل الدين والعقل – فكتبت فيها رسالة وأنا أذكر هنا ملخص ذلك فأقول للكلام فيه مقدمات. المقدمة الأولى: أنّا قد دللنا على أن النفوس البشرية باقية بعد موت الأبدان، وتلك النفوس التي فارقت أبدانها أقوى من هذه النفوس المتعلقة بالأبدان من بعض الوجوه. أما أن النفوس المفارقة أقوى من هذه النفوس من بعض الوجوه، فهو أن تلك النفوس لما فارقت أبدانها فقد زال الغطاء، وانكشف لها عالم الغيب، وأسرار منازل الأخرة، وصارت العلوم التي كانت برهانية عند التعلق بالأبدان ضرورية بعد مفارقة الأبدان، لأن النفوس في الأبدان كانت في عناء وغطاء، ولمّا زال البدن أشرفت تلك النفوس وتجلت وتلألأت، فحصل للنفوس المفارقة عن الأبدان بهذا الطريق نوع من الكمال. وأما أن النفوس المتعلقة بالأبدان أقوى من تلك النفوس المفارقة من وجه أخر فلأن آلات الكسب والطلب باقية لهذه النفوس بواسطة الأفكار المتلاحقة، والأنظار المتتالية تستفيد كل يوم علماً جديداً، وهذه الحالة غير حاصلة للنفوس المفارقة. والمقدمة الثانية أن تعلق النفوس بأبدانها تعلق يشبه العشق الشديد، والحب التام،، ولهذا السبب كان كل شيء تطلب تحصيله في الدنيا فإنما تطلبه لتتوصل به إلى إيصال الخير والراحة إلى هذا البدن. فإذا مات الإنسان وفارقت النفس هذا البدن، فذلك الميل يبقى، وذلك العشق لا يزول وتبقى تلك النفوس عظيمة الميل إلى ذلك البدن, عظيمة الإنجذاب، على هذا المذهب الذي نصرناه من أن النفوس الناطقة مدركة للجزئيات، وأنها تبقى موصوفة بهذا الإدراك بعد موتها، إذا عرفت هذه المقدمات فنقول: إن الإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس، كامل الجوهر شديد التأثير، ووقف هناك ساعة، وتأثرت نفسه من تلك التربة – وقد عرفت أن لنفس ذلك الميت تعلقاً بتلك التربة أيضاً- فحينئذ يحصل لهذا الزائر الحي، ولنفس ذلك الميت ملاقاة بسبب إجتماعهما على تلك التربة، فصارت هاتان النفسان شبيهتين بمرآتين صقيلتين وضعتا بحيث ينعكس الشعاع من كل واحدة منهما إلى أخرى. فكل ما حصل في نفس هذا الزائر الحي من المعارف البرهانية، والعلوم الكسبية، والأخلاق الفاضلة من الخضوع له، والرضا بقضاء الله ينعكس منه نور إلى روح ذلك الميت، وكل ما حصل ذلك الإنسان الميت من العلوم المشرقة الكاملة فإنه ينعكس منه نور إلى روح هذا الزائر الحي. وبهذا الطريق تكون تلك الزيارة سبباً لحصول المنفعة الكبرى، والبهجة العظمى لروح الزائر، ولروح المزور، وهذا هو السبب الأصلى في شرع الزيارة، ولا يبعد أن تحصل فيها أسرار أخرى أدق وأغمض مما ذكرنا. وتمام العلم بحقائق الأشياء ليس إلا عند الله اهـ. 7 - قولهم ما قاله محدث الأندلس ابن وضاح (ص 43) في كتابه "البدع والنهي عنها" قال: (وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد، وتلك الآثار للنبي، ما عدا قباءً وأحداً) نقول فهذه شقشقة لسان | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:36 am | |
| [rtl]وإليك اخي البيان والتوضيح. في نفس الكتاب الذي نقل منه هذا النقل. قال ابن وضاح مفسراً قوله هذا ولماذا الكراهة في كتابه البدع والنهي عنها ص 91 ((قال ابن كنانة وأشهب: سمعنا مالكا يقول: لما أتاها سعد بن أبي وقاص قال: وددت أن رجلي تكسرت، وأني لم أفعل قيل : وسئل ابن كنانة عن الآثار التي بالمدينة، فقال: أثبت ما عندنا في ذلك قبا، إلا أن مالكا كان يكره مجيئها خوفا من أن تتخذ سنة وقال سعيد بن حسان: كنت أقرأ على ابن نافع كتبه، فلما مررت بحديث التوسعة ليلة عاشوراء قال لي: حوق عليه، قلت: ولم ذلك يا أبا محمد؟ قال: خوفا من أن يتخذ سنة)) اذا فمذهب الإمام مالك الكراهة خوفاً ان تتخذ سنة. وما معنى السنة عند مالك أما السنة فهي عندهم ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم فالسنة عند المالكية ماواظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به دون إيجاب وأظهره في جماعة. فهذا معناها عند جل أصحاب مالك. وإلى الأول أشار صاحب المراقي بقوله: فضيلة والندب والذي استحب ترادفت ثم التطوع انتخب وأشار إلى الثاني بقوله: وسنة ما أحمد قد واظبا عليه والظهور فيه وجبا وبعضهم سمى الذي قد أكدا منها بواجب فخذ ماقيدا قال العلامة ابن بشير المالكي - رحمه الله - مبينا معنى السنة فيما نقله عنه العلامة الحطاب في حاشيته على المختصر الخليلي: (ما واظب عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مظهرا له، فهو سنة بلا خلاف، وما نبه عليه وأجمله في فعل الخير فهو مستحب، وما واظب على فعله في أكثر الأوقات وتركه في بعضها فهو فضيلة، ويسمى رغيبة، وما واظب على فعله غير مظهر له ففيه قولان: أحدهما: تسميته سنة التفاتا إلى المواظبة. والثاني: تسميته فضيلة التفاتا إلى ترك إظهاره كركعتي الفجر).[/rtl] [rtl]إذا فالسنة عن المالكية هو ما لم يتركه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وما فعله في أكثر الأوقات وتركه في بعضها يسمى فضيلة وليس سنة .. وهذا واضح في قوله إلا أن مالكا كان يكره مجيئها خوفا من أن تتخذ سنة ويظهر معنى السنة في قوله في التوسعة ليلة عاشوراء قال لي: حوق عليه، قلت: ولم ذلك يا أبا محمد؟ قال: خوفا من أن يتخذ سنة حتى لا يأتي أحد يفهمها على غير وجهها. ولذلك قال ائمة المالكية في توسعة عاشوراء أنها مندوبة ((قال ابن حبيب أحد أئمة المالكية: لا تنس ينسك الرحمن عاشورا. . . واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا قال الرسول صلاة الله تشمله. . . قولا وجدنا عليه الحق والنورا من بات في ليل عاشوراء ذا سعة. . . يكن بعيشته في الحول مجبورا فارغب فديتك فيما فيه رغبنا. . . خير الورى كلهم حيا ومقبورا قال المؤلف: فهذا من هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا. أهـ الإمام المناوي في " فيض القدير " (6/ 235) قال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ((ويندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب.)) انتهى. فتأمل كيف دلس شيخ الوهابي على القارئ وهو لا يفقه أن الكراهة هنا حتى لا تكون سنة بالمواظبة عليها دوماً ولكن هذا لا يعني أنها ليست فضيلة ولا مندوبة ولا مستحبة في المذهب المالكي. فتأمل غفر الله لك جهل هذا الشيخ الوهابي وتأمل النقش الذي نقشه .. فزيارة هذه الأماكن عند المالكية فضيلة ومستحب ومندوب فعند المالكية المستحب والفضيلة والنفل كلمات مترادفات ويعرفونها بأنها مافعله الشارع مرة أو مرتين وكان في فعله ثواب ولم يكن في تركه عقاب. ثم لماذا تركت أقوال ابن وضاح الاخرى والتي تعينك على الفهم؟؟ قال الإمام الزرقاني (فقال زاد في رواية ابن وضاح لي هل تدرون تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مسجدكم هذا لأصلي فيه وأتبرك فيه؟؟ لانه كان حريصاً على إقتفاء آثاره) انتهى المواهب للزرقاني (2\ 57) وهذا ما عبر عنه المالكية في كتبهم في الاثار والتبرك بها وزيارتها بل وللصالحين ايضاً. قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت قال ابن عبدالبر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم (التمهيد 13/ 66 - 67) وقال ابن عبدالبر في التمهيد (وفيه التبرك بالمواضيع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووطئها بقدمه وقام عليها) التمهيد (8\ 18) الإمام القرطبي قال في تفسيره ج 10 ص 47 معقبا على رواية البخاري ومسلم: أمره صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الانبياء والصالحين، وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم، كما أن في الاول دليلا على بعض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم القاضي ناقلا عن العلماء في الشفا بتعرف حقوق المصطفي (مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، و التبرك برؤية روضته و منبره و قبره، و مجلسه، و ملامس يديه، و مواطئ قدميه، و العمود الذي كان يستند إليه، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين، و الاعتبار بذلك كله).الشفا 319 عبد الحق الإشبيلي (ت:582 هـ) في كتاب العاقبة في ذكر الموت والتبرك بأمكان دفن اهل الخير ص 219 يقول: ((ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن أهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بإزائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا إلى الله تعالى بقربهم وأن تجتنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذي بمجاورته والتألم بمشاهدته فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الميت يتأذى بالجار السوء كما يتأذى به الحي. الإمام الفكهاني المتوفى سنة 734 وزيارة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وتوسله بالنعل الشريف (وهذه زيارة لاثر من آثار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم) يقول الإمام ابن فرحون المالكي عن الإمام الفاكهاني في كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب [صـ 184]: قال عن "الشيخ الفاكهاني" (وأخبرني جمال الدين: عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد: فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها؟ لقال: غبار من تراب نعالها أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها الإمام محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج (توفى 737 هـ) زيارة قبور الانبياء وشد الرحل اليها للتبرك بالمكان والتوسل بهم.[/rtl] [rtl]وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ فَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْ بِالذُّلِّ، وَالِانْكِسَارِ، وَالْمَسْكَنَةِ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالِاضْطِرَارِ، وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْ وَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِ عُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا). المدخل في فصل زيارة القبور 1\ 257 وقال الزرقاني في شرح المواهب (تقبيل القبر الشريف مكروه الا لقصد التبرك فلا كراهة كما اعتقده الرملي.) شرح المواهب (8/ 315) قال العلامة العدوي الحمزاوي في كنز المطالب (ص 230) في زيارة موقع غزوة احد و التوسل بشهداء احد ويتوسل بهم الى اللّه في بلوغ آماله، لان هذا المكان محل مهبط الرحمات الربانية، وقد قال خير البرية عليه الصلاة وازكى التحية: ان لربكم في دهركم نفحات، الافتعرضوا لنفحات ربكم. ولا شك ولا ريب ان هذا المكان محل هبوط الرحمات الالهية، فينبغي للزائر ان يتعرض لهاتيك النفحات الاحسانية، كيف لا؟ وهم الاحبة والوسيلة العظمى الى اللّه ورسوله، فجدير لمن توسل بهم ان يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى، فانهم الكرام لا يخيب قاصدهم وهم الاحياء، ولا يرد من غير اكرام زائرهم. كنز المطالب (ص 230) قال الإمام الصاوي المالكي حاشية الصاوي على الشرح الصغير: قَالَ الْعَلَّامَةُ السَّمْهُودِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفُ فِي زِيَارَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمِنْ خَصَائِصِهَا - أَيْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ - وُجُوبُ زِيَارَتِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ، وَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ زِيَارَتُهَا، فَالرِّحْلَةُ إلَيْهَا مَأْمُورٌ بِهَا وَاجِبَةٌ أَيْ مُتَأَكِّدَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَطِيعِ لَهُ سَبِيلًا. مر بنا بعض نصوص المالكية والتي تكشف جهل هؤلاء الوهابية وهذا غيض من فيض. وكذلك نص الشافعية والحنابلة والاحناف يرحم الله شيخ الإسلام ولي الله بلا نزاع محي الملة والدين الإمام النووي الشافعي ورضي عنه وأرضاه مُصنَّف أكثر الكتب نفعًا وبركة شهدتها الأمة الإسلامي كيف لو رأى في زماننا هذا .. بعض هذه الآثار مُهدَّمة مُخرَّبة؟؟!! بل بعضها جُعِل مكانها ( ...... )!! * * * * * * * * * * * * * * * * قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في «المجموع شرح المهذب» (8/ 270): ((ينبغي للحاج والمعتمر أن يغتنم مدة إقامته بمكة ويكثر الاعتمار والطواف والصلاة في المسجد الحرام وسبق بيان الخلاف في الطواف والصلاة أيهما أفضل في مسائل طواف القدوم. ويستحب أن يزور المواضع المشهورة بالفضل في مكة وهي ثمانية عشر منها: - بيت المولد - وبيت خديجة - ومسجد دار الاقم - والغار الذي في ثور - والغار الذي في حراء وقد أوضحتها في كتاب المناسك والله أعلم)) اهـ. * ونص على ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في «أسنى المطالب» (1/ 501) * والخطيب الشربيني في «مغني المحتاج» (1/ 511) * ونقل إقرارًا في «تحفة المحتاج» لابن حجر الهيتمي وفي «حواشي» الشرواني والعبادي .. ورحم الله إسحاق بن إبراهيم بن راهويه حيث قال: "ومما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة، والقصد إلى الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم, والتبرك برؤية روضته ومنبره, وقبره ومجلسه, وملامس يديه, ومواطئ قدميه والعمود الذي كان يستند إليه, وينزل جبريل بالوحي فيه عليه, وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين والاعتبار بذلك كله" .الشفا 319 8 - يوردون بعض الأسماء والتي إذا نظرت أليها لعرفت أنهم يتبعون المذهب الوهابي الذي اسسه محمد ابن عبدالوهاب فترى ميلادهم بعد انتشار دعوته الأثمة فتأثر بها هؤلاء فشاهد تراجم من يوردون لهم تعرف فتنبه فستجد السهسواني ومحمود شكري الالوسي وعبدالله بن سليمان وكلهم وهابية واعرف أن جل من يوردون لهم هم من اتابع النجدي والباقي لي عنق كلامهم فتنبه لذلك وسوف نرد عليهم جميعاً في الموضوع بإذن الله تعالى. فراينا أن كلامهم كله منصب على من اتخذ واسطة من دون الله ومن اعتقد أن هذا او ذاك يضر وينفع من دون الله تعالى. أما ابن تيمية فمعروف حاله وانه شذ عن الائمة في مسائل التوسل والاستغاثة وكان أول من زرع الخلاف فيها بين المسلمين. فما جاء قبله من نقولرددنا عليها لنخرس الالسنة ولنقطع اعناق أهل التدليس والتكفير. فالائمة تتكلم التعظيم بمعنى العبادة وشتان بين التوسل والتبرك والتعظيم المباح والتعظيم بقصد العبادة كعابدة المشركين للاصنام ..[/rtl] [rtl]وبهذا تبطل حجج من حرم التوسل والتبرك والاستغاثة بهذه الآيات والأحاديث والأقوال وتسقط استدلالاتهم التي في غير موضعها فهي جهالات صادرة من أناس ادعوا الكملات فجعلوا ذات نبينا صلى الله عليه وسلم كما آلات والعياذ بالله. الفصل الرابع:- الحياة البرزخية وحقيقتها وقد يقول قائل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفرج الكرب وهو حى أو قاضى الحاجات وهو حى أو يستسقى الغمام بوجهه وهو حى كما سنورد أما الآن فقد مات وليس له أى تأثير ....... وكذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام و الأولياء. وهذا كلام يصلح لمن يؤمن بفناء العبد بعد موته من المبتدعة ... ونحن لانؤمن بهذا بل نؤمن أن الموت ينقل الإنسان إلى حياة أخرى برزخية أوسع وأعمق من الحياة الدنيا .. مثلها علماؤنا كخروج المولود من رحم الأم إلى الحياة الدنيا .. فالعبد حين يموت يكون قد خرج من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ولا ننظر إلى هذا القبر البادى خربا لكن حياة البرزخ تبدأ من القبر كنقطة وتنتهى إلى السماء السابعة اوسع مايكون .. فاذا طبقت هذا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدت أن قبره روضة من رياض الجنة (ليس مفتوحا على الجنة كسائر الناس) وما حوله روضة من رياض الجنة وهو حى فى قبره يرى من يزوره ومن يصلى عليه وكل من صلى عليه تصل صلاته وكل من يسلم عليه يرد عليه السلام وجسده فى قبره كورد جميل لا يذبل ولا يرم ولا يفنى ..... وفى حال أفضل مما كان عليه فى الدنيا لهذا فضل الموت وهو يقول الى الرفيق الأعلى .... عليه صلوات ربي وتسليمه تسليماً كثيراً. ولذلك لزاماً علينا إثبات حياة الأنبياء في قبورهم فإذا اتضح ذلك تبين جواز خطابهم ومناداتهم لأنهم يسمعون. فالحياة البرزخية حياه حقيقية وهذه الحياة لا تعارض وصفهم بالموت قال الله تعالى (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) قال تعالى (أنك لميت وأنهم لميتون) فهنا الحياة البرزخية لا تعارض وصف البشر بالموت فإن الموت يطرأ على الجسد لا الروح فعالم البرزخ عالم حقيقي لا مثالي ولا خيالي. فهو مثل عالم الآخرة والحساب .. والأدلة كثيرة ووفيرة في سماع وإحساس الميت. واعلم أن البعض توهم أن الأموات لا يسمعون ظنوا أن قول الله تعالى (وما أنت بمسمع من في القبور) دليلا على ذلك وليس كذلك بل هذه الآية دليل على أن الكفار المصرين على الباطل لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة كما أن الأموات الذين صاروا إلى قبورهم لن ينتفعوا بما يسمعونه من التذكير والموعظة بعد أن خرجوا من الدنيا على كفرهم فشبه الله تعالى هؤلاء الكفار المصرين بالأموات من هذا الوجه ونص على ذلك أهل أهل العلم. قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط ما نصه: {وما أنت بمسمع منفي القبور} أي هؤلاء من عدم إصغائهم إلى سمع الحق بمنزلة من هم قد ماتوافأقاموا في قبورهم فكما أن من مات لا يمكن أن يقبل منك قول الحق فكذلك هؤلاء لأنهم أموات القلوب) قال ابن كثير في تفسيره ج: 3 ص: 553 (قوله تعالى إن الله يسمع من يشاء أي يهديهم إلى سماع الحجة وقبولها والأنقياد لها وما أنت بمسمع من في القبور أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب الشقاوة لا حيلة لك فيهم ولا تستطيع هدايتهم.) انتهى جاء في مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله للشيخ الصابوني (3/ 45) في تفسير آية (وما أنت بمسمع من في القبور) إن المعنى: ((أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم (إن أنت إلا نذير).انتهى قال الطبري في تفسيره (مجلد 11 جز 25 صحيفة 12): وقوله (إنك لا تسمع الموتى) يقول: (إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه (ولا يسمع الصم الدعاء) يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه (إذا ولوا مدبرين) يقول: إذا هم أدبروا معرضين عنه لا يسمعون له، لغلبة دين الكفر على قلوبهم ولا يصغون للحق ولا يتدبرون ولا ينصتون لقائله، ولكنهم يعرضون عنه وينكرون القول به والاستماع له. انتهى[/rtl] [rtl]قال الإمام القرطبي: (("وما أنت بمسمع من في القبور" أي الكفار الذين أمات الكفر قلوبهم؛ أي كما لا تسمع من مات، كذلك لاتسمع من مات قلبه. وقرأ الحسن وعيسى الثقفي وعمرو بن ميمون: "بمسمع من في القبور" بحذف التنوين تخفيفا؛ أي هم بمنزلة أهل القبور في أنهم لا ينتفعون بما يسمعونه ولا يقبلونه.)) وفي تأويل مختلف الحديث: (وأما قوله تعالى إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور فليس من هذا في شيء لأنه أراد بالموتى ههنا الجهال وهم أيضا أهل القبور يريد إنك لا تقدر على إفهام من جعله الله تعالى جاهلا ولا تقدر على إسماع من جعله الله تعالى أصم عن الهدى وفي صدر هذه الآيات دليل على ما نقول لأنه قال لا يستوي الأعمى والبصير يريد بالأعمى الكافر وبالبصير المؤمن ولا الظلمات ولا النور يعني بالظلمات الكفر وبالنور الإيمان ولا الظل ولا الحرور يعني بالظل الجنة وبالحرور النار) (تأويل مختلف الحديث ج:1 ص:152) وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ((انك لا تسمع الموتى) فقالوا معناها لا تسمعهم سماعا ينفعهم أو لا تسمعهم الا أن يشاء الله وقال السهيلي عائشة لم تحضر قول النبي (ص) فغيرها ممن حضر أحفظ للفظ النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد قالوا له يا رسول الله اتخاطب قوما قد جيفوا فقال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال وإذا جاز أن يكونوا في تلك الحال عالمين جاز أن يكونوا سامعين إما بآذان رؤوسهم كما هو قول الجمهور أو باذان الروح على رأي من يوجه السؤال إلى الروح من غير رجوع إلى الجسد) (فتح الباري ج:3 ص:234). في حاشية السندي: (2076 - وهل بن عمر بكسر الهاء أي غلط وزنا ومعنى كذا قاله السيوطي (إنك لا تسمع الموتى) الحديث لا يقتضي أنه المسمع لهم بل يقتضي أنهم يسمعون فليكن المسمع لهم في تلك الحالة هو الله تعالى لا هو صلى الله تعالى عليه وسلم على أنه يمكن أن الله تعالى أحياهم فلا يلزم أسماع الموتى بل الاحياء كما قال قتادة وأيضا الآية في الكفرة والمراد أنك لا تجعلهم منتفعين بما يسمعون منك كالموتى والحديث لا يخالفه ولا يثبت الانتفاع للميت وبالجملة فالحديث صحيح وقد جاء بطريق فتخطئته غير متجهة والله تعالى أعلم (حاشية السندي ج:4 ص:111). وفي فيض القدير: (وأخذ ابن تيمية من مخاطبته للموتى أنهم يسمعون إذ لا يخاطب من لا يسمع ولا يلزم منه أن يكون السمع دائما للميت بل قد يسمع في حال دون حال كما يعرض للحي فإنه قد لا يسمع الخطاب لعارض وهذا السمع سمع إدراك لا يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي في قوله (إنك لا تسمع الموتى) (النمل / 80) إذ المراد به سمع قبول وامتثال أمر جاء في كثير من الروايات كان إذا وقف على القبور قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون قال البطليوسي وهذا مما استعملت فيه إن مكان إذا فإن كلا منهما يستعمل مكان الآخر) (فيض القدير ج:5 ص:131). وفي غريب الحديث: (وعلى هذا المعنى يتأول قوله تعالى (فإنك لا تسمع الموتى) يريد والله أعلم الكفار أي إنك لا تقدر أن تهديهم وتوفقهم لقبول الحق وقد كانوا يسمعون كلام الله بآذانهم إذا تلي عليهم إلا أنهم إذ لم يقبلوه صاروا كأن لم يسمعوه، قال الشاعر أصم عما ساءه سميع) (غريب الحديث ج:1 ص:342).[/rtl] [rtl]كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ننقله جميعه للفائدة وبه الأحاديث التي نريد أن نضعها فتاملها جيداً:- قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: " عند قوله تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا) أي كافرًا فأحييناه أي بالإيمان والهدى وهذا لا نزاع فيه وفيه إطلاق الموت وإرادة الكفر بلا خلاف وكقوله لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي لا يستوي المؤمنون والكافرون ومن أوضح الأدلّة على هذا المعنى أن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى الآية وما في معناها من الآيات كلّها تسلية له صلى الله عليه وسلم لأنه يحزنه عدم إيمانهم كما بيّنه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ وقوله تعالى وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ وقوله وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وقوله تعالى فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ وقوله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى ءاثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بهذا الْحَدِيثِ أَسَفاً وقوله تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ إلى غير ذلك من الآيات كما تقدّم إيضاحه ولما كان يحزنه كفرهم وعدم إيمانهم أنزل اللَّه آيات كثيرة تسلية له صلى الله عليه وسلم بيّن له فيها أنه لا قدرة له صلى الله عليه وسلم على هدي من أضلّه اللَّه فإن الهدى والإضلال بيده جلَّ وعلا وحده وأوضح له أنه نذير وقد أتى بما عليه فأنذرهم على أَكمل الوجوه وأبلغها وأن هداهم وإضلالهم بيد من خلقهم ومن الآيات النازلة تسلية له صلى الله عليه وسلم قوله هنا إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي لا تسمع من أضلّه اللَّه إسماع هدى وقبول وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ يعني ما تسمع إسماع هدى وقبول إلاّ من هديناهم للإيمان بآياتنا فَهُم مُّسْلِمُونَ، والآيات الدالَّة على هذا المعنى كثيرة كقوله تعالى إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ وقوله تعالى وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ وقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاء وقوله تعالى أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ إلى غير ذلك من الآيات ولو كان معنى الآية وما شابهها إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي الذين فارقت أرواحهم أبدانهم لما كان في ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم كما ترى واعلم أن آية النمل هذه جاءت آيتان أُخريان بمعناها الأولى منهما قوله تعالى في سورة الروم فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِئَايَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ولفظ آية الروم هذه كلفظ آية النمل التي نحن بصددها فيكفي في بيان آية الروم ما ذكرنا في آية النمل والثانية منهما قوله تعالى في سورة فاطر إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ وآية فاطر هذه كآية النمل والروم المتقدمتين لأن المراد بقوله فيها مَن فِى الْقُبُورِ الموتى فلا فرق بي قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وبين قوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لأن المراد بالموتى ومن في القبور واحد كقوله تعالى وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ أي يبعث جميع الموتى من قُبِر منهم ومن لم يقبر وقد دلَّت قرائن قرءانيّة أيضًا على أن معنى آية فاطر هذه كمعنى آية الروم منها قوله تعالى قبلها وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ لأن معناها لا ينفع إنذارك إلا من هداه اللَّه ووفّقه فصار ممن يخشى ربّه بالغيب ويقيم الصلاة وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ أي الموتى أي الكفار الذين سبق لهم الشقاء كما تقدّم ومنها قوله تعالى أيضًا وَمَا يستوي الأعمى وَالْبَصِيرُ أي المؤمن والكافر وقوله تعالى بعدها وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي المؤمنون والكفار ومنها قوله تعالى بعده إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ أي ليس الإضلال والهدى بيدك ما أنت إلا نذير أي وقد بلّغت التفسير الثاني هو أن المراد بالموتى الذين ماتوا بالفعل ولكن المراد بالسماع المنفي في قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع صاحبه به وأن هذا مثل ضرب للكفار والكفار يسمعون الصوت لكن لا يسمعون سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع كما لم ينف ذلك عن الكفار بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذين ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا وهذا التفسير الثاني جزم به واقتصر عليه أبو العباس ابن تيمية كما سيأتي إيضاحه إن شاء اللَّه في هذا المبحث وهذا التفسير الأخير دلَّت عليه أيضًا آيات من كتاب اللَّه جاء فيها التصريح بالبكم والصمم والعمى مسندًا إلى قوم يتكلّمون ويسمعون ويبصرون والمراد بصممهم صممهم عن سماع ما ينفعهم دون غيره فهم يسمعون غيره وكذلك في البصر والكلام وذلك كقوله تعالى في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ فقد قال فيهم صُمٌّ بُكْمٌ مع شدّة فصاحتهم وحلاوة ألسنتهم كما صرّح به في قوله تعالى فيهم وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ أي لفصاحتهم وقوله تعالى فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ فهؤلاء الذين إن يقولوا تسمع لقولهم وإذا ذهب الخوف سلقوا المسلمين بألسنة حداد هم الذين قال اللَّه فيهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ وما ذلك[/rtl] [rtl]إلاَّ أن صممهم وبكمهم وعماهم بالنسبة إلى شيء خاص وهو ما ينتفع به من الحقّ فهذا وحده هو الذي صمّوا عنه فلم يسمعوه وبكموا عنه فلم ينطقوا به وعموا عنه فلم يروه مع أنهم يسمعون غيره ويبصرونه وينطقون به كما قال تعالى وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شيء وهذا واضح كما ترى، وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح مع شواهده العربية في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة البقرة في الكلام على وجه الجمع بين قوله في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ مع قوله فيهم وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وقوله فيهم سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ وقوله فيهم أيضًا وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ وقد أوضحنا هناك أن العرب تطلق الصمم وعدم السماع على السماع الذي لا فائدة فيه وذكرنا بعض الشواهد العربية على ذلك مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلّمهم وأن قول عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها إنهم لا يسمعون استدلالاً بقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي اللَّه عنها وممن تبعها وإيضاح كون الدليل يقتضي رجحان ذلك مبني على مقدّمتين الأولى منهما أن سماع الموتى ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعدّدة ثبوتًا لا مطعن فيه ولم يذكر صلى الله عليه وسلم أن ذلك خاص بإنسان ولا بوقت والمقدمة الثانية هي أن النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم في سماع الموتى لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء يخالفها وتأويل عائشة رضي اللَّه عنها بعض الآيات على معنى يخالف الأحاديث المذكورة لا يجب الرجوع إليه لأن غيره في معنى الآيات أولى بالصواب منه فلا ترد النصوص الصحيحة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بتأوّل بعض الصحابة بعض الآيات وسنوضح هنا إن شاء اللَّه صحة المقدمتين المذكورتين وإذا ثبت بذلك أن سماع الموتى ثابت عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض صريح علم بذلك رجحان ما ذكرنا أن الدليل يقتضي رجحانه أمّا المقدمة الأولى وهي ثبوت سماع الموتى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري في صحيحه حدّثني عبد اللَّه بن محمد سمع روح بن عبادة حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلمّا كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ثم مشى واتّبعه أصحابه وقالوا ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا قال فقال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه له حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وندمًا فهذا الحديث الصحيح أقسم فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع لما يقول صلى الله عليه وسلم من أولئك الموتى بعد ثلاث وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم في ذلك تخصيصًا وكلام قتادة الذي ذكره عنه البخاري اجتهاد منه فيما يظهر وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدثني عثمان حدّثني عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ثم قال إنهم الآن يسمعون ما أقول فذكر لعائشة فقالت إنما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية انتهى من صحيح البخاري وقد رأيته أخرج عن صحابيين جليلين هما ابن عمر وأبو طلحة تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن أُولئك الموتى يسمعون ما يقول لهم وردّ عائشة لرواية ابن عمر بما فهمت من القرءان مردود كم سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى وقد أوضحنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى أن ردّها على ابن عمر أيضًا روايته عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يعذّب ببكاء أهله بما فهمت من الآية مردود أيضًا وأوضحنا أن الحقّ مع ابن عمر في روايته لا معها فيما فهمت من القرءان وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدّثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد قال وقال لي خليفة حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذ وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمّد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله فيقال أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك اللَّه به مقعدًا في الجنّة الحديث وقد رأيت في هذا الحديث الصحيح تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الميّت في قبره يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصًا وقال مسلم بن الحجاج رحمه اللَّه في صحيحه حدّثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال أنس كنت مع عمر ح وحدثنا شيبان بن فروخ واللفظ له حدّثنا سليمان بن المغيرة بن ثابت عن أنس بن مالك قال كنّا مع عمر بين مكّة والمدينة فتراءينا الهلال الحديث وفيه فقال إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدًا إن شاء اللَّه قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحقّ ما أخطأوا الحدود التي حدّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللَّه ورسوله[/rtl] [rtl]حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني اللَّه حقًّا قال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف تكلّم أجسادًا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ شيئًا حدّثنا هداب بن خالد حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك قلتى بدر ثلاثًا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعدكم اللَّه حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر ثم ذكر مسلم بعد هذا رواية أنس عن أبي طلحة التي ذكرناها عن البخاري فترى هذه الأحاديث الثابتة في الصحيح عن عمر وابنه وأنس وأبي طلحة رضي اللَّه عنهم فيها التصريح من النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع من أولئك الموتى لما يقوله صلى الله عليه وسلم وقد أقسم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يذكر تخصيصًا وقال مسلم رحمه اللَّه في صحيحه أيضًا حدّثنا عبد بن حميد حدّثنا يونس بن محمد حدّثنا شيبان بن عبد الرحمان عن قتادة حدّثنا أنس بن مالك قال قال نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وُضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيعقدانه الحديث وفيه تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسماع الميّت في قبره قرع النعال وهو نصّ صحيح صريح في سماع الموتى وظاهره العموم في كل من دفن وتولّى عنه قومه كما ترى ومن الأحاديث الدالَّة على عموم سماع الموتى ما رواه مسلم في صحيحه حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك وهو ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلّما كان ليلتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون اللَّهمّ اغفر لأهل بقيع الفرقد ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم ما توعدون وفي رواية في صحيح مسلم عنها قالت كيف أقول لهم يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللَّه المستقدمين منّا والمستأخرين وإنّا إن شاء اللَّه بكم للاحقون [/rtl] | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:37 am | |
| [rtl]ثم قال مسلم رحمه اللَّه حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر السلام على أهل الديار وفي رواية زهير السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء اللَّه بكم للاحقون نسأل اللَّه لنا ولكم العافية انتهى من صحيح مسلم وخطابه صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله السلام عليكم وقوله وإنا إن شاء اللَّه بكم ونحو ذلك يدلّ دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم ولا شكّ أن ذلك ليس من شأن العقلاء فمن البعيد جدًّا صدوره منه صلى الله عليه وسلم وسيأتي إن شاء اللَّه ذكر حديث عمرو بن العاص الدالّ على أن الميّت في قبره يستأنس بوجود الحيّ عنده، وإذا رأيت هذه الأدلّة الصحيحة الدالَّة على سماع الموتى فاعلم أن الآيات القرءانية كقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وقوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لا تخالفها وقد أوضحنا الصحيح من أوجه تفسيرها وذكرنا دلالة القرائن القرءانية عليه وأن استقراء القرءان يدلّ عليه، وممّن جزم بأن الآيات المذكورة لا تنافي الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا أبو العباس ابن تيمية فقد قال في الجزء الرابع من مجموع الفتاوي من صحيفة خمس وتسعين ومائتين إلى صحيفة تسع وتسعين ومائتين ما نصّه وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البرّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من رجل يمرّ بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أبي أوس الثقفي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال إن خير أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول اللَّها كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن اللَّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه مما يبيّن أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذّب إذا شاء اللَّه ذلك كما يشاء وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن ومنعمة أو معذّبة ولذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت بل يجوز أن يكون في حال وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة ا أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعون وقد جيفوا فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن[/rtl] [rtl]يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا وقال إنهم ليسمعون الآن ما أقول فذكر ذلك لعائشة فقالت وَهِم ابن عمر إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق ثم قرأت قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية، وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر وإن كانا لم يشهدا بدرًا فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه عن أنس عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في عرصتهم ثلاث ليال فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها ثم مشى وتبعه أصحابه وقالوا ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفاء الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا قال عمر بن الخطاب يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وتنديمًا وعائشة قالت فيما ذكرته كما تأوّلت، والنص الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مقدّم على تأويل من تأوّل من أصحابه وغيره وليس في القرءان ما ينفى ذلك فإن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه فإن هذا مثل ضربه اللَّه للكفار والكفار تسمع الصوت لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع بل السماع المعتاد كما لم ينف ذلك عن الكفّار بل انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا ينفى عنهم وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميّت يسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين فهذا موافق لهذا فكيف يرفع ذلك انتهى محل الغرض من كلام أبي العباس ابن تيمية وقد تراه صرّح فيه بأن تأوّل عائشة لا يردّ به النصّ الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم وأنه ليس في القرءان ما ينفي السماع الثابت للموتى في الأحاديث الصحيحة، وإذا علمت به أن القرءان ليس فيه ما ينفي السماع المذكور علمت أنه ثابت بالنصّ الصحيح من غير معارض، والحاصل أن تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها بعض آيات القرءان لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم ويتأكّد ذلك بثلاثة أمور، الأول هو ما ذكرناه الآن من أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل الثاني أن عائشة رضي اللَّه عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم ليسمعون الآن ما أقول قالت إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق فأنكرت السماع ونفته عنهم وأثبتت لهم العلم ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع كما نبّه عليه بعضهم الثالث هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة قال ابن حجر في فتح الباري ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيّد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصّة انتهى منه واحتمال رجوعها لما ذكر قوي لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين، قال ابن حجر إن أحدهما جيّد والآخر حسن ثم قال ابن حجر قال الإسماعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه أو استحالته انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر، وقال ابن القيّم في أوّل كتاب الروح المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا قال ابن عبد البرّ ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام فهذا نصّ في أنه يعرفه بعينه ويردّ عليه السلام، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعدّدة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربّي حقًّا فقال له عمر يا رسول اللَّه أتخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنّهم لا يستطيعون جوابًا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعال المشيّعين له إذا انصرفوا عنه وقد شرّع النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُمّته إذا سلّموا على أهل القبور أن يسلّموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم أن الميّت يعرف زيارة الحي له ويستبشر له قال أبو بكر عبد اللَّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور باب في معرفة الموتى بزيارة الأحياء حدّثنا محمّد بن عون حدّثنا يحيى بن يمان عن عبد اللَّه بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به وردّ عليه حتى يقوم حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهري حدّثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدّثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال إذا مرّ الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام وعرفه وإذا مرّ بقبر لا يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام، وذكر ابن القيّم في[/rtl]
[rtl]كلام أبي الدنيا وغيره آثارًا تقتضي سماع الموتى ومعرفتهم لمن يزورهم وذكر في ذلك مرائي كثيرًا جدًا ثم قال وهذه المرائي وإن لم تصلح بمجرّدها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا اللَّه قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطئ روايتهم له ومما قاله ابن القيّم في كلامه الطويل المذكور وقد ثبت في الصحيح أن الميّت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمان بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار الحديث وفيه فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنّوا عليّ التراب سنًّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي فدلَّ على أن الميّت يستأنس بالحاضرين عند قبره ويسرّ بهم. ومعلوم أن هذا الحديث له حكم الرفع لأن استئناس المقبور بوجود الأحياء عند قبره لا مجال للرأي فيه ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل المذكور ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرًا ولولا أنهم يشعرون به لما صحّ تسميته زائرًا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره وهذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأُمم وكذلك السلام عليهم أيضًا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علّم النبيّ صلى الله عليه وسلم أُمته إذا زاروا القبور أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردّ وإن لم يسمع المسلم الردّ ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل قوله وقد ترجم الحافظ أبو محمد عبد الحقّ الأشبيلي على هذا فقال ذكر ما جاء أن الموتى يسألون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم ثم قال ذكر أبو عمر بن عبد البرّ من حديث ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما من رجل يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه إلاّ عرفه وردّ عليه السّلام، ويروى من حديث أبي هريرة مرفوعًا قال فإن لم يعرفه وسلّم عليه ردّ عليه السلام قال ويروى من حديث عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه فيجلس عنده إلاّ استأنس به حتى يقوم واحتجّ الحافظ أبو محمد في هذا الباب بما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللَّه عليّ روحي حتى أردّ عليه السّلام ثم ذكر ابن القيّم عن عبد الحق وغيره مرائي وآثارًا في الموضوع ثم قال في كلامه الطويل ويدلّ على هذا أيضًا ما جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثًا وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه اللَّه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل، ويروى فيه حديث ضعيف ذكر الطبراني في معجمه من حديث أبي أُمامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم فسوّيتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره فيقول يا فلان ابن فلانة الحديث وفيه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه وأنك رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا وبالقرءان إمامًا الحديث، ثم قال ابن القيّم فهذا الحديث وإن لم يثبت فاتّصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كاف في العمل به وما أجرى اللَّه سبحانه العادة قطّ بأن أُمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأُمم عقولاً وأوفرها معارف تطبق على مخاطبة من لا يسمع وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكر بل سنه الأول للآخر ويقتدي فيه الآخر بالأوّل فلولا أن الخطاب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم وهذا وإن استحسنه واحد فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه، وقد روى أبو داود في سننه بإسناد لا بأس به أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حضر جنازة رجل فلمّا دفن قال سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل فأخبر أنه يسأل حينئذ وإذا كان يسأل فإنه يسمع التلقين وقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعالهم إذا ولّوا مدبرين ثم ذكر ابن القيّم قصة الصعب بن جثامة وعوف بن مالك وتنفيذ عوف لوصية الصعب له في المنام بعد موته وأثنى على عوف بن مالك بالفقه في تنفيذه وصية الصعب بعد موته لما علم صحة ذلك بالقرائن وكان في الوصية التي نفذها عوف إعطاء عشرة دنانير ليهودي من تركة الصعب كانت دينًا له عليه ومات قبل قضائها، قال ابن القيّم وهذا من فقه عوف بن مالك رضي اللَّه عنه وكان من الصحابة حيث نفذ وصية الصعب بن جثامة بعد موته وعلم صحة قوله بالقرائن التي أخبره بها من أن الدنانير عشرة وهي في القرن ثم سأل اليهودي فطابق قوله ما في الرؤيا فجزم عوف بصحة الأمر فأعطى اليهودي الدنانير وهذا فقه إنما يليق بأفقه الناس وأعلمهم وهم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولعلّ أكثر المتأخرين ينكر ذلك ويقول كيف جاز لعوف أن ينقل الدنانير من تركة صعبة وهي لأيتامه وورثته إلى يهودي بمنام ثم ذكر ابن القيم تنفيذ خالد وأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما وصية ثابت بن قيس بن شماس رضي اللَّه عنه بعد موته وفي وصيّته المذكورة قضاء دين عينه لرجل في المنام وعتق بعض رقيقه وقد وصف للرجل الذي رآه في منامه الموضع الذي جعل فيه درعه الرجل الذي سرقها فوجدوا الأمر كما قال وقصّته مشهورة، وإذا كانت وصية الميّت بعد موته قد نفذها في بعض الصور أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يدلّ على أنه يدرك ويعقل ويسمع ثم قال ابن القيم في خاتمه كلامه الطويل والمقصود جواب السائل وأن الميّت إذا عرف مثل هذه الجزئيات وتفاصيلها فمعرفته بزيارة الحي له وسلامه عليه ودعائه له أولى وأحرى.[/rtl] [rtl]فكلام ابن القيم هذا الطويل الذي ذكرنا بعضه جملة وبعضه تفصيلاً فيه من الأدلّة المقنعة ما يكفي في الدلالة على سماع الأموات وكذلك الكلام الذي نقلنا عن شيخه أبي العباس بن تيمية وفي كلامهما الذي نقلنا عنهما أحاديث صحيحة وآثار كثيرة ومرائي متواترة وغير ذلك ومعلوم أن ما ذكرنا في كلام ابن القيّم من تلقين الميّت بعد الدفن أنكره بعض أهل العلم وقال إنه بدعة وأنه لا دليل عليه ونقل ذلك عن الإمام أحمد وأنه لم يعمل به إلاّ أهل الشام وقد رأيت ابن القيم استدلّ له بأدلّة منها أن الإمام أحمد رحمه اللَّه سئل عنه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل ومنها أن عمل المسلمين اتّصل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار ومنها أن الميّت يسمع قرع نعال الدافنين إذا ولّوا مدبرين واستدلاله بهذا الحديث الصحيح استدلال قوي جدًّا لأنه إذا كان في ذلك الوقت يسمع قرع النعال فلأن يسمع الكلام الواضح بالتلقين من أصحاب النعال أولى وأحرى واستدلاله لذلك بحديث أبي داود سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل له وجه من النظر لأنه إذا كان يسمع سؤال السائل فإنه يسمع تلقين الملقن واللَّه أعلم، والفرق بين سماعه سؤال الملك وسماعه التلقين من الدافنين محتمل احتمالاً قويًّا وما ذكره بعضهم من أن التلقين بعد الموت لم يفعله إلا أهل الشام يقال فيه إنهم هم أول من فعله ولكن الناس تبعوهم في ذلك كما هو معلوم عند المالكية والشافعية قال الشيخ الحطاب في كلامه على قول خليل بن إسحاق المالكي في مختصره وتلقينه الشهادة وجزم النووي باستحباب التلقين بعد الدفن وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة والإرشاد وقد سئل عنه أبو بكر بن الطلاع من المالكية فقال هو الذي نختاره ونعمل به وقد روينا فيه حديثًا عن أبي أُمامة ليس بالقوي ولكنه اعتضد بالشواهد وعمل أهل الشام قديمًا إلى أن قال وقال في المدخل ينبغي أن يتفقده بعد انصراف الناس عنه من كان من أهل الفضل والدين ويقف عند قبره تلقاء وجهه ويلقنه لأن الملكين عليهما السلام إذ ذاك يسألانه وهو يسمع قرع نعال المنصرفين، وقد روى أبو داود في سننه عن عثمان رضي اللَّه عنه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل إلى أن قال وقد كان سيّدي أبو حامد بن البقال وكان من كبار العلماء والصلحاء إذا حضر جنازة عزى وليّها بعد الدفن وانصرف مع من ينصرف فيتوارى هنيهة حتى ينصرف الناس ثم يأتي إلى القبر فيذكرّ الميّت بما يجاوب به الملكين عليهما السلام انتهى محل الغرض من كلام الحطاب وما ذكره من كلام أبي بكر بن الطلاع المالكي له وجه قوي من النظر كما سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى ثم قال الحطاب واستحب التلقين بعد الدفن أيضًا القرطبي والثعالبي وغيرهما ويظهر من كلام الأبي في أوّل كتاب الجنائز يعني من صحيح مسلم وفي حديث عمرو بن العاص في كتاب الإيمان ميل إليه انتهى من الحطاب وحديث عمرو بن العاص المشار إليه هو الذي ذكرنا محل الغرض منه في كلام ابن القيم الطويل المتقدّم، قال مسلم في صحيحه حدّثنا محمّد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلّهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى حدّثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلاً وحوّل وجهه إلى الجدار الحديث وقد قدّمنا محل الغرض منه بلفظه في كلام ابن القيّم المذكور وقدّمنا أن حديث عمرو هذا له حكم الرفع وأنه دليل صحيح على استئناس الميّت بوجود الأحياء عند قبره، وقال النووي في روضة الطالبين ما نصّه ويستحبّ أن يلقن الميّت بعد الدفن فيقال يا عبد اللَّه ابن أمة اللَّه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ألا إلاه إلاّ اللَّه وأنّ محمّدًا رسول اللَّه وأنَّ الجنّة حقّ وأن النار حقّ وأن البعث حقّ وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللَّه يبعث من في القبور وأنت رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا وبالقرءان إمامًا وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانًا وردّ به الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قلت هذا التلقين استحبّه جماعات من أصحابنا منهم القاضي حسين وصاحب التتمة والشيخ نصر المقدسي في كتابه التهذيب وغيرهم ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقًا والحديث الوارد فيه ضعيف لكن أحاديث الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم من المحدثين وغيرهم وقد اعتضد هذا الحديث بشواهد من الأحاديث الصحيحة كحديث اسألوا له التثبيت ووصية عمرو بن العاص أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربّي رواه مسلم في صحيحه ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يقتدى به انتهى محل الغرض من كلام النووي، وبما ذكر ابن القيّم وابن الطلاع وصاحب المدخل من المالكية والنووي من الشافعية كما أوضحنا كلامهم تعلم أن التلقين بعد الدفن له وجه قوي من النظر لأنه جاء فيه حديث ضعيف واعتضد بشواهد صحيحة وبعمل أهل الشام قديمًا ومتابعة غيرهم لهم وبما علم في علم الحديث من التساهل في العمل بالضعيف في أحاديث الفضائل ولا سيّما المعتضد منها بصحيح وإيضاح شهادة الشواهد له أن حقيقة التلقين بعد الدفن مركبة من شيئين: أحدهما سماع الميّت كلام ملقنه بعد دفنه والثاني انتفاعه بذلك التلقين وكلاهما ثابت في الجملة أما سماعه لكلام الملقن فيشهد له سماعه لقرع نعل الملقن الثابت في الصحيحين وليس سماع كلامه بأبعد من سماع قرع نعله كما ترى وأمّا انتفاعه بكلام الملقن فيشهد له انتفاعه بدعاء الحي وقت السؤال في حديث سلوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل الآن واحتمال الفرق بين الدعاء والتلقين قوى جدًا كما ترى فإذا كان وقت السؤال ينتفع بكلام الحي الذي هو دعاؤه له فإن ذلك يشهد لانتفاعه بكلام الحي الذي هو تلقينه إياه وإرشاده إلى جواب الملكين فالجميع في الأول سماع من الميت لكلام الحي وفي الثاني انتفاع من الميت بكلام الحي وقت السؤال وقد علمت قوة احتمال الفرق بين الدعاء والتلقين وفي ذلك كله دليل على سماع الميّت كلام الحي ومن أوضح الشواهد للتلقين بعد الدفن السّلام عليه وخطابه[/rtl] [rtl]خطاب من يسمع ويعلم عند زيارته كما تقدّم إيضاحه لأن كلاًّ منهما خطاب له في قبره وقد انتصر ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير سورة الروم في كلامه على قوله تعالى فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إلى قوله فَهُم مُّسْلِمُونَ لسماع الموتى وأورد في ذلك كثيرًا من الأدلّة التي قدمنا في كلام ابن القيّم وابن أبي الدنيا وغيرهما وكثيرًا من المرائي الدالَّة على ذلك وقد قدّمنا الحديث الدالّ على أن المرائي إذا تواترت أفادت الحجّة ومما قال في كلامه المذكور وقد استدلّت أُمّ المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها بهذه الآية فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى على توهيم عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في روايته مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر بعد ثلاثة أيام إلى أن قال والصحيح عند العلماء رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما لما لها من الشواهد على صحتها من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البرّ مصحّحًا له عن ابن عباس مرفوعًا ما من أحد يمرّ بقبر أخيه المسلم كان يعرفه الحديث، وقد قدّمناه في هذا المبحث مرارًا وبجميع ما ذكرنا في هذا المبحث في الكلام على آية النمل هذه تعلم أن الذي يرجّحه الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأنا قد قدّمنا أن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على التفسير الصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان كما تقدّم إيضاحه وفي الأدلّة التي ذكرها ابن القيّم في كتاب الروح على ذلك مقنع للمنصف وقد زدنا عليها ما رأيت والعلم عند اللَّه تعالى. أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 6/ 126 - 142. وقد جاءت النصوص دالة على أن الميت مع سماعه يتكلم فإن منكرا ونكيرا يسألونه فالمؤمن يوفق للجواب الحق والكافر والمنافق يضل عن الجواب كما أن في هذا الباب سؤال يلح علينا الأحياء من الذي خلق أفعالهم وقدراتهم، هل هو الله، أم أنهم هم الذين يخلقون أفعالهم؟ إن كان الجواب أن الله هو الذي خلق أفعالم وقدراتهم (وهو مذهب أهل السنة) فهل يمتنع أن يخلق الله مثل تلك القدرات للأموات، وهو الذي خلق قدرة النطق والإرادة للجماد، كما في حنين الجذع، وحب أحدٍ للمسلمين .. إلخ-؟ ذكر العلامة حبيب الله الشنقيطي في كتابه زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم (4/ 4 - 5) نقلا عن الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما نصه: ومن الغريب أن في المغازي لابن اسحق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة - يعني أنها أثبتت أن الأموات يسمعون - وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصة. اه 2 - قال الحافظ السيوطي (الحاوي 2/ 421): روى الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار و التمهيد من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله: ((ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلِّم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام)) صححه الحافظ أبو محمد بن عبد الحق. (وهو إمام في العلل ومعرفة الحديث كما في تذكرة الحفاظ للذهبي) (و أشار إلى صحة الحديث صاحب "عون المعبود " (3/ 370)[/rtl] | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:40 am | |
| [rtl]3 - في البخاري: 1308 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وآله فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس قال وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين) (صحيح البخاري ج:1 ص:462). ورواية للاستئناس 4 - اخرج الامام الطبراني عن الصحابي أبي أمامة الباهلي أنه قال: "إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يافلان ابن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تشعرون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرءان إماماً فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لُقّن حجته، قال (أي أبو أمامة): فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يُعرف أمه، قال: ينسبه إلى أمه حواء، يا فلان ابن حواء". والحديث له طرق وشواهد كما ذكر الائمة يقول الإمام ابن الملقن رضي الله عنه كما في:"خلاصة البدر المنير": "رواه الطبراني في أكبر معاجمه هكذا، وليس في إسناده إلا سعيد بن عبد الله فلا أعرفه، وله شواهد كثيرة يعتضد بها ذكرتها في الأصل".ا. ه. وقال الإمام النووي في الروضةِ: (والحديث وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لَكِنَّهُ اعْتَضَدَ بِشَوَاهِدَ مِنْ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَلَمْ تَزَلْ النَّاسُ عَلَى الْعَمَلِ بِهِ مِنْ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ فِي زَمَنِ مَنْ يَقْتَدِي بِهِ) روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 192) َقَالَ ابْنُ الطَّلَّاعِ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ: (هُوَ الَّذِي نَخْتَارُهُ وَنَعْمَلُ بِهِ، وَقَدْ رَوَيْنَا فِيهِ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ لَكِنْ اُعْتُضِدَ بِالْقَوَاعِدِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الشَّامِ، وَمِمَّنْ وَافَقَ عَلَى نَدْبِهِ صَاحِبُ الْمَدْخَلِ وَالْقُرْطُبِيُّ وَالثَّعَالِبِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، حَتَّى قَالَ الْأَبِيُّ: وَلَا يَبْعُدُ حَمْلُ: {لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ} عَلَى التَّلْقِينِ بَعْدَ الدَّفْنِ وَلَعَلَّ وَجْهَ عَدَمِ الْبُعْدِ صَرِيحُ لَفْظِ الْحَدِيثِ حَيْثُ قَالَ: مَوْتَاكُمْ وَالْأَصْلُ عَدَمُ التَّأْوِيلِ، وَوَجْهُ الْمَشْهُورِ التَّعْلِيلُ بِصَيْرُورَتِهَا آخِرَ كَلَامِهِ فَافْهَمْ. الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (3/ 281) ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه التلخيص الحبير: "وإسناده صالح وقد قواه الضياء في أحكامه"ا. ه. ورد في مجموع فتاوى بن تيمية - المجلد الرابع و العشرون (482 - 645 & nbsp هذا السؤال: هل الميت يسمع كلام زائره، ويري شخصه؟ ... / فأجاب /: (الحمد لله رب العالمين، نعم يسمع الميت ـ في الجملة ـ كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه). وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك قتلي بدر ثلاثا، ثم أتاهم فقال: (يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا). فسمع عمر ـ رضي الله عنه ـ ذلك فقال: يا رسول الله، كيف يسمعون، وأني يجيبون، وقد جيفوا؟! فقال: (والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا). ثم أمر بهم فسحبوا في قليب بدر، وكذلك في الصحيحين عن عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال: (هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟) وقال: (إنهم يسمعون الآن ما أقول). وقد ثبت عنه في الصحيحين من غير وجه أنه كان يأمر بالسلام على أهل القبور. ويقول: (قولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم). فهذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع. وروي ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم / أنه قال: (ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام). وفي السنن عنه أنه قال: (أكثروا من الصلاة على يوم الجمعة، وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة على)،فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ ـ يعني صرت رميما ـ فقال: (إن الله ـ تعالى ـ حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء). وفي السنن أنه قال: (إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام). فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له، وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، (طيب يا بن تيمية و كيف ترد على وهابية هذا العصر بخصوص الآية الشريفة؟؟) ولا هو السمع المنفي بقوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80]، فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال. فإن اللّه جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه، وكالبهائم التي تسمع الصوت، ولا تفقه المعنى.[/rtl] [rtl]فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى، فإنه لا يمكنه إجابة الداعي، ولا امتثال ما أمر به، ونهى عنه، فلا ينتفع بالأمر والنهي. وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي، وإن سمع الخطاب، وفهم المعنى، كما / قال تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ} [الأنفال: 23]. و في جواب آخر له في مجموع الفتاوى المجلد الرابع و العشرون (479 - 645 & nbsp بخصوص سؤال حول تلقين الميت يقول: ((وقد ثبت أن المقبور يسأل، ويمتحن، وأنه يؤمر بالدعاء له. فلهذا قيل: إن التلقين ينفعه، فإن الميت يسمع النداء. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنه ليسمع قرع نعالهم)، وأنه قال: (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم)، وأنه أمرنا بالسلام على الموتي. فقال: (ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد اللّه روحه حتى يرد عليه السلام). واللّه أعلم.)) وجاء في حاشية ابن القيم ج: 8 ص: 280 (ولا ريب أن الميت يسمع بكاء الحي ويسمع قرع نعالهم وتعرض عليه أعمال أقاربه الأحياء فإذا رأى ما يسؤهم تألم له وهذا ونحوه مما يتعذب به الميت ويتألم ولا تعارض بين ذلك وبين قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى بوجه ما) ابن القيم قال في كتابه "الروح" (5 - ومابعدها) المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟ قال ابن عبد البر ثبت عن النبي أنه قال ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام فهذا نص في أنه بعينه ويرد عليه السلام وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا فقال والذي بعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا وثبت عنه صلى الله وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه وقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به .. ثم ذكر نصوصا وآثارا كثير عن العلماء ثم قال: "ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرا ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائرا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم وكذلك السلام عليهم أيضا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردو إن لم يسمع المسلم الرد وإذا صلى الرجل قريبا منهم شاهدوه وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك"ا. هـ قال الشيخ البهوتي في شرحه على منتهى الإرادات (1/ 384): "ويسمع الميت الكلام لأنه عليه السلام امر بالسلام عليهم ولم يكن يأمر بالسلام على من لا يسمع وقال الشيخ تقي الدين استفاضت الآثار بمعرفة الميت أحوال اهله وأحبابه في الدنيا وان ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بمعرفة الميت أحوال اهله وأحبابه في الدنيا وان ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا ويدري بما فعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا ويعرف الميت زائرة يوم الجمعة قبل طلوع الشمس قاله احمد وقال في الغنية يعرفه كل وقت وهذا وقت آكد وقال ابن القيم الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع سلامه وأنس به ورد عليه وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وانه لا توقيت في ذلك وهو أصح من اثر الضحاك الدال على التوقيت انتهى يشير الى ما روى عن الضحاك قال من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارة قيل له وكيف ذلك قال لمكان يوم الجمعة ونحوه ما روى ابن ابي الدنيا عن محمد بن واسع قال بلغني ان الموتى يلمون من زارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده ويتأذى بالمنكر عنده وينتفع بالخير"ا. هـ وقال في كتابه: "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 165): "ويسمع الميت الكلام بدليل حديث السلام على أهل المقابر قال الشيخ تقي الدين واستفاضت الآثار بمعرفة الميت بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وإن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا وبأنه يدري بما فعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أجزى به عند عبد الرحمن بن رواحة وكان ابن عمه ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي فأما عمر فأجنبي ويعرف الميت زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس قاله أحمد وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد وينتفع بالخير ويتأذى بالمنكر عنده"ا. هـ قال ابن قدامة في المغني ج: 2 ص: 192 (فصل سئل أحمد عن تطيين القبور فقال أرجو أن لا يكون به بأس ورخص في ذلك الحسن والشافعي وروى أحمد بإسناده عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتعاهد قبر عاصم بن عمر قال نافع وتوفي ابن له وهو غائب فقدم فسألنا عنه فدللناه عليه فكان يتعاهد القبر ويأمر بإصلاحه وروي عن الحسن عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الميت يسمع الأذان ما لم يطين قبره أو قال ما لم يطو قبره)) قال ابن مفلح في "فروعه" (2/ 235): "ويسمع الميت الكلام ولأحمد من حديث سفيان عمن سمع أنسا عنه مرفوعا إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا وروا أبو داود الطيالسي في مسنده عن جابر مرفوعا وهو ضعيف قال أحمد يعرف زائره يوم الجمعة بعد الفجر قبل طلوع الشمس وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد وأطلق أبو محمد البربهاري من متقدمي أصحابنا أنه يعرفه.[/rtl] [rtl]وقال ابن الجوزي في كتابه السر المصون الذي يوجبه القرآن والنظر أن الميت لا يسمع ولا يحس قال تعالى وما أنت بمسمع من في القبور سورة فاطر 22 ومعلوم أن آلات الحس قد فقدت وأجاب عن خلاف هذا برد الأرواح والتعذيب عنده وعند ابن عقيل على الروح فقط وعند القاضي يعذب البدن أيضا وأن الله يخلق فيه إدراكا وقال ابن الجوزي أيضا ومن الجائز أن يجعل البدن معلقا بالروح فيعذب في القبر وفي الإفصاح في حديث بريدة في السلام على أهل المقابر قال فيه وجوب الإيمان بأن الموتى يسمعون سلام المسلم عليهم وأنه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمر بالسلام على قوم لا يسمعون قال شيخنا - أي ابن تيمية- استفاضت الآثار بمعرفته بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا وبأنه يدري بما يفعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبدالله بن رواحة وهو ابن عمه ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي وأما عمر فأجنبي تعني أنه يراها"ا. هـ ومن المعلوم عند الحنابلة أن ما قدمه ابن مفلح في الفروع فهو المذهب غالبا قال الإمام المرداوي رحمه الله في كتابه " الإنصاف" (1/ 16): "واعلم أن من أعظم هذه الكتب نفعا وأكثرها علما وتحريرا وتحقيقا وتصحيحا للمذهب كتاب الفروع فإنه قصد بتصنيفه تصحيح المذهب وتحريره وجمعه وذكر فيه أنه يقدم غالبا المذهب"ا. هـ وقال أيضا: (1/ 17): "فإن اختلفوا-أي الأصحاب ممن ذكرهم- فالمذهب ما قدمه صاحب الفروع فيه في معظم مسائله"ا. هـ الشيخ مرعي الكرمي ففي مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى (1/ 934 - 935): والشرح للرحيباني والمتن للكرمي ومابين القوسين كلام الكرمي: " (ويسمع الميت الكلام مطلقا) سلاما كان أو غيره لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالسلام عليهم ولم يكن يأمر بالسلام على من لم يسمع (ويعرف) الميت (زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس) قاله أحمد (وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد انتهى وهذا هو الصواب بلا ريب) قاله أبو محمد البربهاري وقال ابن القيم الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع سلامه وأنس به ورد عليه وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وأنه لا توقيت في ذلك وهو أصح من أثر الضحاك الدال على التوقيت انتهى يشير إلى ما روي عن الضحاك قال من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارته قيل له وكيف ذلك قال لمكان يوم الجمعة ونحوه ما روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن واسع قال بلغني أن الموتى يعلمون من زارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده (ويتأذى بالمنكر عنده وينتفع بالخير) عنده لمجيء الآثار بذلك (قال الشيخ) تقي الدين (استفاضت الآثار بمعرفته) - أي الميت - (بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى ويدري بما فعل عنده ويسر بما كان) ما يفعل عنده (حسنا ويتألم بما كان قبيحا) وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبد الله بن رواحة وهو ابن عمه ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي وأما عمر فأجنبي تعني أنه يراها"ا. هـ وفي التاج والإكليل لمختصر خليل (2/ 375) قال: وقَالَ أَبُو حَامِدٍ: وَيُسْتَحَبُّ تَلْقِينُ الْمَيِّتِ بَعْدَ الدَّفْنِ. وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي مَسَالِكِهِ: إذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ قَبْرَهُ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ تَلْقِينُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَهُوَ فِعْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الصَّالِحِينَ مِنْ الْأَخْيَارِ لِأَنَّهُ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} وَأَحْوَجُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إلَى التَّذْكِيرِ بِاَللَّهِ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَائِكَةِ ..[/rtl] [rtl]وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم ج: 2 ص: 139 (فيه فوائد منها اثبات فتنة القبر وسؤال الملكين وهو مذهب أهل الحق ومنها استحباب المكث ثم القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذكر لما ذكر وفيه أن الميت يسمع حينئذ من حول القبر وقد يستدل به لجواز قسمة اللحم المشترك ونحوه من الأشياء الرطبة كالعنب) قال الإمام الجلال السيوطي في كتاب: (الحاوي للفتاوي) -جوابا لسؤال: [هل يسمع الميت كلام الناس وما يقال فيه؟]: " وأما المسألة الثانية وهي علم الأموات بأحوال الأحياء وبما هم فيه فنعم أيضاً، روى الإمام أحمد في مسنده ثنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيراً استبشرو وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا» وقال أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن أعمالكم تعرض على عشائركم وعلى أقربائكم في قبورهم فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك» وروى الطبراني في الأوسط من طريق مسلمة بن علي ـ وهو ضعيف ـ عن زيد ابن واقد، وهشام بن الغاز عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة عباد الله كما تلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون أنظروا صاحبكم ليستريح فإنه في كرب شديد ثم يسألونه ما فعل فلان وفلانة هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول أيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون إنا لله وإنا راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية» وقال: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيراً فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها، ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون اللهم ألهمه عملاً صالحاً ترضى به وتقربه إليك» ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد عن أبي رهم عن أبي أيوب قال: «تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسناً فرحوا واستبشروا، وإن رأوا سوءاً قالوا اللهم راجع به» وروى الترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله وتعرض على الأنبياء على الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضاً وإشراقاً فاتقوا الله ولا تؤذوا أمواتكم» وروى ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات ثنا القاسم بن هاشم، ومحمد بن رزق الله قالا: ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا أبو إسماعيل السلولي سمعت مالك بن الداء يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم» وقال: ثنا عبد الله بن شبيب ثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي ثنا فليح بن إسماعيل ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبي صالح، والمقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور» وقال: ثنا الحسن ابن عبد العزيز ثنا عمر بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز عن بلال بن أبي الدرداء قال: كنت أسمع أبا الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن يمقتني خالي عبد الله بن رواحة إذا لقيته. وقال: ثنا أبو هشام ثنا يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: إنه ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر بذلك عينه." اهـ. وجاء في فيض القدير ج: 2 ص: 398 (إن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم أي قعقعة نعالهم أي المشيعين له إذا ولوا عنه منصرفين في رواية مدبرين زاد أبو نعيم في روايته فإن كان مؤمنا كانت الصلاة ثم رأسه والصيام عن يمينه والزكاة ثم يساره وفعل الخيرات ثم رجليه انتهى قال ابن القيم والحديث نص في أن الميت يسمع ويدرك وقد تواترت الأخبار عنهم بذلك وإذا كان يسمع قرع النعال فهو يسمع التلقين فيكون مطلوبا واتصال العمل به في سائر الأعصار والأمصار إنكار كاف في طلبه وعورض بقوله تعالى وما أنت بمسمع من في القبور فاطر وأجيب بأن السماع في حديثنا مخصوص بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال) وهذا يثبت أن الميت يسمع مخاطبة الأحياء ..[/rtl] [rtl]ومع التفصيل وسرد بعض الأدلة من الأحاديث التي تدل على حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين. أولاً:- حياه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يقصد من حياة الأنبياء في قبورهم أنهم لم ينتقلوا من حياتنا الدنيا ولم يقبضهم الله تعالى بل الأنبياء انتقلوا من هذه الحياة الدنيا إلى حياة أخرى وهي حياه الأنبياء في قبورهم وهي الحياة بعد الموت لان البعض قد خلط بين هذا وذك فيظنون أن حياتهم البرزخية كحياتنا التي نعيشها في هذه الدنيا ومن هنا يأتي اللبس والإنكار والاعتراض. ولتعلم أخي أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره أكمل من حياة الشهداء قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه "سير أعلام النبلاء" (9/ 159 - 163) "محنة وكيع وهي غريبة تورط فيها ولم يرد إلا خيرا ولكن فاتته سكتة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع فليتق عبد ربه ولا يخافن إلا ذنبه. قال علي بن خشرم حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي أن أبا بكر الصديق جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فأكب عليه فقبله وقال بأبي وأمي ما أطيب حياتك وميتتك ثم قال البهي وكان ترك يوما وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه قال ابن خشرم فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلب وكيع ونصبوا خشبة لصلبه فجاء سفيان بن عيينه فقال لهم الله الله هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه وهذا حديث معروف قال سفيان ولم أكن سمعته إلا أني أردت تخليص وكيع قال علي بن خشرم سمعت الحديث من وكيع بعدما أرادوا صلبه فتعجبت من جسارته وأخبرت أن وكيعا احتج فقال إن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر قالوا لم يمت رسول الله فأراد الله أن يريهم آية الموت رواها أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني قال حدثنا علي ابن خشرم وروى الحديث عن وكيع قتيبة بن سعيد فهذه زلة عالم فما لوكيع ولرواية هذا الخبر المنكر المنقطع الإسناد كادت نفسه أن تذهب غلطا والقائمون عليه معذورون بل مأجورون فإنهم تخيلوا من إشاعة هذا الخبر المردود غضا ما لمنصب النبوة وهو في بادى ء الرأي يوهم ذلك ولكن إذا تأملته فلا بأس إن شاء الله بذلك فإن الحي قد يربو جوفه وتسترخي مفاصله وذلك تفرع من الامراض وأشد الناس بلاء الأنبياء وإنما المحذور أن تجوز عليه تغير سائر موتى الآدميين ورائحتهم وأكل الارض لأجسادهم والنبي صلى الله عليه وسلم فمفارق لسائر أمته في ذلك فلا يبلى ولا تأكل الأرض جسده ولا يتغير ريحه بل هو الآن وما زال أطيب ريحا من المسك وهو حي في لحده حياة مثله في البرزخ التي هي أكمل من حياة سائر النبيين وحياتهم بلا ريب أتم وأشرف من حياة الشهداء الذين هم بنص الكتاب أحياء عند ربهم يرزقون (آل عمران 169) "ا. هـ المقصود جاء في كتاب لطائف المعارف (للإمام ابن رجب) " ص 178 ": (أعمال الأمّة تعرض على نبيّها في البرزخ فليستحِ عبدٌ أن يُعرض على نبيه من عمله ما نهاه عنه، لما وقف صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع قال: إني فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسوّدوا وجهي، يشير إلى أنّه يستحي من سيّئَاتْ أمته إذا عُرِضَتْ عليه) أهـ. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في آية (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات): ((وإذا ثبت أنهم أحياء من حيث النقل فانه يقوه من حيث النظر كون الشهداء أحياء بنص القران و الأنبياء أفضل من الشهداء)) (فتح الباري ج: 6 ص: 379). قال العلامة جلال الدين السيوطي: ((حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبره وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا , كما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت (به) الأخبارالدالة على ذلك.)) (الحاوي للفتاوى , ج: 2 , ص: 147 ,). قال الإمام البيهقي في كتاب الاعتقاد: ((الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء.)) (الحاوي للفتاوى , ج: 2 ص: 149). وقال الإمام القرطبي في التذكرة ((في حديث الصعقة نقلا عن شيخه: الموت ليس بعدم محض , انما هو انتقال من حال إلى حال)) (الحاوي للفتاوى , ج: 2 ص: 149). وقال الإمام تقي الدين السبكي: ((حياة الأنبياء والشهداء في القبر كحياتهم في الدنيا , ويشهد على ذلك صلاة موسى في قبره فإن الصلاة تستدعي الجسد حيا)) (الحاوي للفتاوى ج: 2 ص: 152). وقال الإمام تقي الدين السبكي ((عن انس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون , فإذا ثبت أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - حي فالحي لابد من أن يكون إما عالما أو جاهلا ولا يجوز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - جاهلا & nbsp) (طبقات الشافعية الكبرى ج: 3 ص: 411). قال الإمام السخاوي المتوفي 902 هـ: ((نحن نؤمن ونصدق بأنه - صلى الله عليه وسلم - حي يرزق في قبره وان جسده الشريف لا تأكله الأرض والإجماع على هذا)) (القول البديع ص: 172) قال العلامة العيني شارح البخاري المتوفي 855 هـ: ((ومذهب أهل السنة والجماعة أن في القبر حياة وموتا فلا بد من ذوق الموتتين لكل احد غير الأنبياء ’’ (عمدة القاري شرح البخاري ج: 7 ص: 601) قال العلامة الشرنبلالي الحنفي: ((ومما هو مقرر عند المحققين انه - صلى الله عليه وسلم - حي يرزق متمتع بجميع الملاذ والعبادات غير انه احجب عن إبصار القاصرين عن شريف المقامات ...... ينبغي لمن قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ان يكثر الصلاة عليه فانه يسمعها وتبلغ اليه)) (مراقي الفلاح ص: 405 طبع مير محمد كراجي). قال الإمام ابن عقبل ((: هو - صلى الله عليه وسلم - حي في قبره & nbsp) (الروضة البهية ص: 14). قال العلامة السمهودي المتوفي 911 هـ: ((لاشك في حياته - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته وكذا سائر الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - احياء في قبورهم اكمل من حياة الشهداء التي اخبر الله تعالى بها في كتابه العزيز)) (وفاء الوفاء ج: 4 ص: 1352).[/rtl] [rtl]قال العلامة عبدالله الغماري ما نصه: ((قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} يفيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره الشريف يحارب المرابين بالدعاء عليهم، أو بما يناسب حياته البرزخية، ولم أر من سبقني إلى هذا الاستنباط)) انتهى المقصود نقله ((خواطر دينية ج 1 صفحه 19، الطبعة الأولى)) وكما سنرى في الأحاديث. 1 - حديث الإسراء المتواتر الذي ورد من طريق بضع وأربعين صحابيا وفيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم بهم جماعة وأن سيدنا آدم وغيره من الأنبياء دعوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن سيدنا موسى عليه السلام طلب منه العودة إلى ربه ليطلب منه تخفيف الصلاة عنا حتى خففها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة فهذا كله دليل حياتهم في دار البرزخ أي القبر بل وحريتهم في الانتقال من مكان إلى آخر ودعاء سيدنا آدم وإرشاد سيدنا موسى لأمر تخفيف عدد الصلوات دليل نفعهم لنا وهم في الحياة البرزخية أخرجه البخاري (349) ومسلم (413) وأبو عوانة (1/ 133 - 135) والأجري في الشريعة ص (481 - 482) وغيرهم. فوائد قال الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} " سورة الزخرف". ذكر الإمام ابن الجوزي في زاد الميسر في هذه الآية: ((إن قيل: كيف يسأل الرُّسل وقد ماتوا قبله؟ فعنه ثلاثة أجوبة: أحدها: أنه لمّا أُسري به جُمع له الأنبياءُ فصلَّى بهم، ثم قال [له] جبريل: سَلْ من أرسَلْنا قَبْلَك. . . الآية. فقال: لا أَسألُ، قد اكتَفَيْتُ. رواه عطاء عن ابن عباس. وهذا قول سعيد بن جبير، والزهري، وابن زيد؛ قالوا: جُمع له الرُّسل ليلةَ أُسري به، فلقَيهم، وأُمر أن يسألَهم، فما شَكّ ولا سأل.)) (زاد الميسر في علم التفسير ج: 7 ص: 319). قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} " سورة السجدة " وذكر العلامة الآلوسي في تفسير الآية: ((أخرج الطبراني وإبن مردويه والضياء في المختارة بسند صحيح عن إبن عباس أنه قال في الآية: أي من لقاء موسى وأخرج إبن المنذر وغيره عن مجاهد نحوه وأخرج إبن أبي حاتم عن أبي العالية أنه قال كذلك فقيل له: أو لقى عليه الصلاة و السلام موسى قال: نعم ألا ترى إلى قوله تعالى: وأسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا وأراد بذلك لقاءه صلى الله تعالى عليه وسلم إياه ليلة الإسراء كما ذكر في الصحيحين وغيرهما وروى نحو ذلك عن قتادة وجماعة من السلف)) (روح المعاني ج: 21 ص:138). وذكر الإمام ابن الجوزي في زاد الميسر في هذه الآية احد الأقوال فقال: ((الثاني من لقاء موسى عليه السلام ليلة الإسراء. (قاله أبو العالية مجاهد قتادة و ابن السائب))) (زاد الميسر ج: 6 ص: 43) وقال ابو حيان في البحر المحيط: ((وقرأ الحسن: في مرية، بضم الميم، والظاهر أن الضمير عائد على موسى، مضافاً إليه على طريق المفعول، والفاعل محذوف ضمير الرسول، أي من لقائك موسى، أي في ليلة الإسراء، أي شاهدته حقيقة، وهو النبي الذي أوتي التوراة، وقد وصفه الرسول فقال: «آدم طوال جعد، كأنه من رجال شنوءة حين رآه ليلة الإسراء»، قاله أبو العالية وقتادة وجماعة من السلف.)) (البحر المحيط ج: 7 ص: 205). 2 - حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر أخرجه مسلم (6107) والنسائي (631) وأحمد (3/ 148) وأبو نعيم في الحلية (6/ 253) وأبو يعلى (3325) وابن حبان (50) وابن أبي شيبة (14/ 307، 308) والسيوطي في الدر المنثور (4/ 150). 3 - أخرج أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه «قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام علي قبري فقال: يا محمد لأجبته» مسند أبي يعلى ح (6584) (11/ 462) ورواه الحافظ ابن حجر في المطالب العليا 4\ 23 بعنوان حياته صلى الله عليه وسلم في قبره ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (8\ 211) وقال: قلت هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح) الحاوي للفتاوى (2\ 148) و الخصائص الكبرى (2\ 280) والحديث صحيح كما نرى فقد صححه الحافظ ابن حجر والحافظ الهيثمي وفي قوله لأجبته دلالة واضحة. لان نبي الله عيسى عليه السلام سيسأل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في قبره وسيجاوبه ويرد عليه. قال ابن منظور في لسان العرب (1\ 183) (والإجابة: رجع الكلام , تقول أجابه عن سؤاله وقد أجابه إجابة واجابا وجواباً واستجوابه واستجابه واستجاب له) ا. هـ وفي مختار الصحاح (1\ 49) ((ج. و. ب) أجابه وأجاب عن سؤاله والمصدر الإجابة) ا. هـ وفي المصباح المنير (1\ 113) (ولا يسمى جواباً إلا بعد طلب وأجابه إجابة وأجاب قوله واستجاب له إذا دعاه شئ فأطاع وأجاب الله دعاءه قبله واستجاب له كذلك) يقول العلامة الآلوسي - رحمه الله- بعد هذا الحديث: (( ........ وقيل: إنه عليه السلام يأخذ الأحكام من نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم شفاها بعد نزوله وهو في قبره الشريف عليه الصلاة و السلام وأيد بحديث أبي يعلى والذي نفسي بيده لينزلن عيسى إبن مريم ثم لئن قام على قبري وقال يامحمد لأجيبنه وجوز أن يكون ذلك بالإجتماع معه عليه الصلاة و السلام روحانية ولا بدع في ذلك فقد وقعت رؤيته صلى الله تعالى عليه وسلم بعد وفاته لغير واحد من الكاملين من هذه الأمة والأخذ منه يقظة.)) (روح المعاني ج:22 ص: 35)[/rtl] [rtl]4 - صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) أخرجه البيهقي في حياه الأنبياء ص 15 وابو يعلي في مسنده 6\ 147 أبو نعيم في أخبار أصبهان 2\ 44 وابن عدي في الكامل 2\ 739 قال الهيثمي في المجمع 8\ 211 ورجاله أبي يعلي ثقات وصححه والبزار في مسنده (233) (256) وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 285) وذكره الحافظ في المطالب العالية (3452) وصححه المناوي وقال إسناده صحيح ويشهد له حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر والسيوطي في الحاوي للفتاوى (2\ 148)[/rtl] [rtl]5 - قال الرسول صلى الله عليه وسلم (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ومماتي خير لكم تعرض على أعمالكم فما رايت من خير حمدت الله وما رايت من شر استغفرت الله لكم) أخرجه البزار في مسنده 4 - 9 ج 5 ص 308 الديلمي في مسند الفردوس ج 2 ص 137 الحارث بزيادات الهيثمي ج 2 ص 884 قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 24) رجاله رجال الصحيح اه قال الحافظ العراقي في (طرح التثريب) (3/ 297): إسناده جيد. وصححه السيوطي في الخصائص (2/ 281) وقال الزرقاني في شرحه (1\ 97) رواه البزار باسناد جيد و المناوي في فيض القدير أنه صحيح ج 3 ص 401 ونص الخفاجي على صحته في شرح الشفا ج 1 ص 102 وقال الملا على قاري بصحته شرح الشفا ج 1 ص 102 قال الدار قطني في ((الفراد)): تفرد به عبد المجيد، وزاد الحافظ في التهذيب (6/ 383): وبقية رجاله ثقات. اهـ. فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أعمالنا وتعرض عليه ويستغفر لنا فهو حي في قبره ينفع أمة الإسلام بالاستغفار لها فإذا يجوز أن نتوسل به إلى الله تعالى ونستشفع به لأنه يعلم بذلك صلى الله عليه وسلم .. فهو ينفع أمته جمعاء عليه أفضل الصلاة والسلام. أما ما قاله الوهابيية فنرد عليهم رجال السند كلهم ثقات على شرط الصحيح ومارمي به ابن أبي راودمن الارجاء و غيره لا يضره بعد أن روى عنه كبار الأئمة مثل الشافعي وأحمد و ابن معين و صرح بتوثيقه أحمد و ابن معين و أبو داود و النسائي واحتج به مسلم و الأربعة فلا عبرة بمن ضعه بعد هذا و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ثقة فقد وثقه بن معين، واحمد وأبو داود، والنسائي، وابن شاهين، والخليلي. ورجل يوثقه هؤلاء ويكثر مسلم من الاحتجاج به في صحيحه يكون قد جاوز القنطر ويكون ما جاء فيه من الجرح مردوداً عند التأمل والنظر الصحيح الموافق لقواعد الحديث و قال الحافظ الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق " (ص 124): ثقة مرجئ داعية، غمزه ابن حبان. اهـ. فكلام الذهبي يصرح بتوثيق الرجل وأن بدعته وكلام ابن حبان لا يؤثران في ثقته، وإن كان لهما تأثير لما صرح بتوثيقه فتنبه. ووما يدل على الجهل المكعب لمن طعن في الحديث وأنه لم تعاطى علم الحديث ولا يعلم معنى كلمة تحقيق وأنه مزور انه يذكر كلام الحافظ العراقي مبتووراً ف يقول قال الحفظ العراقي في تخريج الإحياء (4/ 148) أخرجه البزار من حديث عبد الله بن مسعود، ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبي رواد، وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين، والنسائي، فقد ضعفه كثيرون) انتهى فليس هذا قول الحافظ بل له تكملة تعكر على هؤلاء الوهابية وتكشف خبثهم كما سنوضح وهى (ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسنادٍ ضعيف.)) اهـ. وهذا لان يا أخي القارئ بكل بساطة ان ىلوهابي قد دلس على القارئ للاسباب الاتية فتأمل واعرف فالزم .. إن صاحبه وقائله – الحافظ العراقي- قد جود إسناد البزار في طرح التثريب (3/ 297) وكلامه في طرح التثريب مقدم على كلامه في تخريج أحاديث الإحياء فالأول آخر كتبه و الثاني كتبه وهو دون العشرين قال تقي الدين ابن فهد في لحظ الألحاظ (ص 228): ولع (أي الحافظ العراقي) بتخريج أحاديث الإحياء، وله من العمر قريب من العشرين سنة. اهـ. الثاني: إن كلام الحافظ العراقي والذي بتره يقتضي تحسينه للحديث لأنه ذكر طريقين للحديثين فإن سلم ضعفهم افالحديث حسن بهما كما هو مقرر في علوم الحديث إذا يجبر احدهما الأخر. ــــــــــــــــــــــــ[/rtl] | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:43 am | |
| [rtl] ثم إن الحديث له طرق اخرى بعضها ضعيف وبعها مرسل جيد وللحديث طرق أخرى غير ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه، فجاء عن أنس رضي الله عنه، وعن بكر بن عبد الله المزني مرسلاً، وهو غاية في الصحة. فهذا المرسل بمفرده حجة عند كثير من الأئمة كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم. وعن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام معضلاً. أما مرسل بكر بن عبد الله المزني فله عنه طريقان صحيحان، ثالث ضعيف. أما الصحيحان فأخرجهما القاضي إسماعيل في فضل الصلاة على النبي (ص (ص 38، 39). قال الامام اسماعيل بن اسحاق القاضي المالكي (م 282 (في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم: حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن-هو جد اسماعيل القاضي-عن غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني به مرفوعا و لفظه حياتي خير لكم تحدثون و يحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وو ان رأيت غيرذلك استغفرت الله لكم. قال الحافظ محمد بن عبد الهادي المقدسي في كتاب الصارم المنكي (ص 178):هذا اسناد صحيح الى بكر المزني، وبكر من ثقات التابعين. قلت: احتج به الستة و هو متفق على امامتهو جلالته. :قال اسماعيل القاضي في كتابه المذكور، حدثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن زيد عن كثير أبي فضيل عن بكر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"حياتي خير لكم تحثون و يحدث لكم فإذا أنا مت عرضت علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وو ان رأيت غيرذلك استغفرت الله لكم.)) انتهى هذا إسناد صحيح أيضا رجاله على شرط الصحيح غير كثير أبي الفضل فقد قال عند ابن القطان السجلماسي: حاله غير معروفة، ورد عليه الحافظ بأنه معروف ذكره البخاري في التاريخ و قال أثنى عليه سعيد بن عامر خيرا. و ذكلره ابن حبان في الثقات، قال الحافظ و كأن ابن القطان لم يقف على كلام البخاري ه. و اسمه كثير بن يسلر البصري تاطفاوي. ووقع في كتاب الصارو المنكي (ص 178) كثير بن فضيل، و هو تحريف. و بالجملة فهذا السند صحيح كما قدمنا. والثالث الضعيف هو ما رواه الحارث بن أسامة في مسنده: حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا جسر بن فرقد، عن بكر بن عبد الله المزني به مرفوعاً وانظر المطالب العالية (4/ 23). قلت: الحسن بن قتيبة، وشيخه ضعيفان. أما قولهم (أما أول الحديث (إن لله ملائكة ... الخ (فهو محفوظ من حديث سفيان عن عبد الله بن السائب به، واتفق رواة الحديث عن سفيان على هذا القدر تم أتى عبد المجيد فتفرد عنهم بهذه الزيادة فهي شاذة ضعيفة كما يقتضيه التحقيق.)[/rtl] [rtl] فنقول هذا من الجهل الارعن أن الحافظ البزار قال في مسنده: حدثنا يوسف بن موسى ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله عن النبي (ص) قال: (إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام). قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ... ) الحديث. فالحديث الأول: رواه عن سفيان جمع من الثقات. والحديث الثاني: انفرد به عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فجعلهما صالح آل شيخ حديثاً واحداً حكم على الثاني بالشذوذ، ولم يعده حديثاً مستقلاً بل زيادة وهذا خطأ بين!. ذلك أن المدقق لا بد وأن يعلم أن هذين حديثين بسندٍ واحدٍ أخرجهما البزار كما ترى سعيا للاختصار وعدم تكرار الاسناد، وهو ما يكثر حدوثه في كتب الحديث حيث يذكرون سنداً واحدً لعدة متون وهو ظاهر لا يحتاج لشرح وبيان وقد أصاب الحافظ السيوطي فجعل في جامعيه الصغير والكبير الحديث الأول في مكان. والحديث الثاني في مكان آخر فهذا الحديث متواتر تواترا معنويا لورود معناه من حديث جماعة من الصحابة يبلغ عددهم حد التواتر، وهم: 1 - عبدالله بن مسعود، ولحديثه طرق تزيد على الخمسة. 2 - وأنس بن مالك، ولحديثه طرق تزيد على الستة. 3 - وأبوهريرة، ولحديثه طرق تزيد على العشرة. 4 - وعمار بن ياسر. 5 - وأبو أمامة. 6 - وعلي بن أبي طالب. 7 - وابنه الحسن. 8 - وابن عبّاس. 9 - وأبوبكر الصديق. 10 - وأوس بن أوس الثقفي. 11 - وأبو الدرداء. 12 - وأبو مسعود البدري الأنصاري. 13 - وعمر بن الخطاب. 14 - وابنه عبدالله بن عمر. - رضي الله عنهم أجمعين - ورُوي كذلك مرسلا عن جماعة من التابعين، منهم: 1 - بكر بن عبدالله المزني. 2 - والحسن البصري. 3 - وخالد بن معدان. 4 - وابن سهاب الزهري. 5 - ويزيد الرقاشي. 6 - وأيوب السختياني. - رحمهم الله أجمعين - والحاصل أن الحديث صحيح بلا ريب.
6 - حديث سيدنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام) أخرجه النسائي (1281) في عمل اليوم والليلة (66) وأحمد (1/ 387) وأبو يعلى (5413) وعبد الرزاق في مصنفه (3116) وابن أبي شيبة (2/ 517) والدارمي (2627) والبزار (1/ 295) والطبراني في الكبير (1028) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 205) والبغوي (687) والخطيب في تاريخ بغداد (10415) وابن القيم في جلاء الأفهام ص (24) والحاكم (2/ 421) وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان (914) وفي الحديث الحث علي الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفيه تعظيمه وإجلال منزلته حيث سخر الله تعالى الملائكة الكرام لهذا الشأن العظيم. 7 - حديث أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «أفضل أيامكم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال: إن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) أخرجه أبو داود في باب الاستغفار (1047) والنسائي (1373) وابن ماجه (1085) وأحمد (4/ والدارمي باب فضل الجمعة (1535) وابن خزيمة (1733) وابن أبي شيبة (2/ 516) والبيهقي (3/ 248) والحاكم وقال هذا الحديث صحيح بشرط الصحيحين ولم يخرجاه (1/ 278) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (589). وابن حبان باب ذكر وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم - ولا تضارب بين هذه الحديث وحديث ما من أحد يسلمُ عليَّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري 6/ 353) ما نصه: (ومما يُشكل علي ما تقدم ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه: ما من أحد يسلمُ عليَّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام. ورواته ثقات. ووجه الإشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة: ـ أحدها: إن المراد بقوله: رد الله على روحي إن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد. الثاني: سلمنا، لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة فيه. الثالث: إن المراد بالروح الملَك الموكل بذلك. الرابع: المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه. الخامس: إنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى فإذا سلّم عليه رجع إليه فهمه ليجيب مَن سلّمَ عليه. وقد استشكل ذلك من جهة أخرى وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم.) اهـ 8 - قال (صلى الله عليه وسلم): (صلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم)، رواه أبو داود باسناد صحيح كما قال النووي كما في (المجموع 8/ 275)[/rtl] ولله در الحافظ ابن حجر الهيتمي إذ يقول تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف مايقول بأن المصطفى حي طري هلال ليس يطرقه أفول وأن الجسم منه بقاع لحد كورد لايدنسه الذبول وأن الهاشمي بكل وصف جميل لا يغيره الحلول وأن الدود لا يأتي إليه كذا الآفات ليس لها وصول ولم تأكل الغبراء لحما ولا عظماَ وأثبت ما أقول وتأتيه الملائك كل وقت تحييه وتسمع مايقول وتأتيه بأرزاق حسان وبر حيث يأمرها الجليل وصوم ثم حج كل عام يجوز عليه بل لا يستحيل ويطهر للصلاة بماء غيب ويقضيها بذا ورد الدليل يصلى في الضريح صلاة خمس دواماَ لا يمل ولا يميل كذا الأعمال تعرض كل يوم عليه كي يسر بها الرسول فإن كانت صلاة قام يدعو إلى المولى ليقبل ما يقول وإلا غير ذلك فهو يدعو ليغفرها وقد صفح الجليل وبقعته التي ضمت حقاَ رياض من جنان تستطيل كذا اللحد الذي ضم الطوايا تشرف حين حل به النزيل وأفضل من سموات وأرض وأملاك بأفلاك تجول ومن عرش ومن جنات عدن وفردوس بها خير جزيل وفى القبر الشريف تراه حيا إلى كل البقاع له وصول وكل الأنبياء كذاك حقاَ بأجداث لهم ظل ظليل ولم تعلم مقابرهم بأرض يقيناَ غير ما سكن الرسول وفي حبرون أيضا ثم غارً به رسل كرام والخليل ولولا أنه حي حري بإدراك كما نقل الفحول لما سعت الشموس إليه حقاَ تسلم حين تطلع أو تزول وما كان الحجيج إليه يسعى ويرجو أن يكون له قبول كذاك النوق فى البوادي ينادي لها الحادي وطاب لها المقيل تمد رقابها شوقا إليه وأدمعها كسيل إذ يسيل ويلقاهم اذا وفدوا عليه وينظرهم إذا ازدحم القفول ويسمعهم إذا صلوا عليه بأذنيه فقصر ياملول ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناَ فهو زنديق جهول عبيد هيثمي مستجير بمن حطت بساحته الحمول عليه الله صلي كل وقت مدي الأيام ماشدت حمول وال والصحابة ماتدانى من الأقطار سيل إذ يسيل) انتهى والأحاديث في هذا الباب كثيرة ويكفينا هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد ولمن أراد الاستزادة فليراجع أنباء الأذكياء بحياة الأنبياء الحاوي للفتاوى جلال الدين السيوطي البيهقي جزءا في حياة الأنبياء في قبورهم
| |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:44 am | |
| [rtl]ثانيا:- حياة الأولياء و الصالحين 1 - قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون) 2 - وقوله تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) تدل الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار علي ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك أنهم أدنى بهذه المزية منه. 3 - قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقد قال الحافظ ابن كثير رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية: ( ... وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ). سورة التوبة الآية (105). تفسير ابن كثير 4 - حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم) أخرجه البخاري (1338) ومسلم (7145) وأبو داود (7145) وأبو داود (3231) والنسائي (2048) وأحمد (3/ 126) وعبد بن حميد (1180) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (13) والأجري في الشريعة ص (365) وأحمد في السنة (1355) والبيهقي في السنن (4/ 80 والبغوي (1522) وابن حبان (3120).) وسبق وضع كلام الائمة 5 - ومنها ما ثبت أن أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأضع ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهما فو الله ما دخلت إلا وأنا مشدودة حياء من عمر .. ) ]) أخرجه الإمام أحمد (6/ 202) والحافظ الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد (12704) وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح علي شرط الشيخين (4/ 7) ووافقه الذهبي فقد كانت السيدة عائشة تدخل وهي مشدودة حياء من سيدنا عمر لأنه ليس من محارمها وهو مدفون بجوار أبيها رضي الله عنهم وزوجها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. جاء في حاشية المشكاة: (حياء من عمر أوضح دليل على حياة الميت) (حاشية المشكاة ص: 154) يقول العلامة الطيبي شارح المشكاة في هذا الحديث: (فيه أن احترام الميت كاحترامه حيا) (شرح الطيبي ج: 3 ص: 418 طبعة إدارة القران) 6 - حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلا على قبر فسمع من القبر قراءة سوره تبارك الذي بيده الملك) إلى آخره فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (هي المانعة هي المنجية) (أخرجه الترمذي (2890) وحسنه السيوطي 7 - ما ثبت عن سيدنا شيبان بن جسر عن أبيه أنه قال: (أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا البناني في لحده ومعي حميد الطويل فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 319). والأحاديث في هذا الباب كثيرة وما اوردنا من قبل من الأحاديث وأقوال الائمة يكفي لمن القى السمع وهو شهيد ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب الروح لابن القيم ..[/rtl] [rtl]الفصل الخامس:- توضيح مهم في مسألة التوسل والاستغاثة والمدد اعلم أن جميع المسلمين على علم يقيني بأن الله تعالى هو السيد المطلق للخلائق أجمعين وكلهم عبيدة وهم درجات في العبودية واعلم أخي المسلم أن المدد التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين ما هي إلا لكونهم أحباب الله تعالى ومن عباده المقربين إليه سبحانه وتعالي لا لأجل تعظيمهم تعظيم الربوبية فالفرق واضح بين سؤال الله بأحد خلقه وبين سؤال غير الله فالمتوسل لا يعتقد إلا أن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى وأنه هو المعطي المانع ما شاء فالله هو المعين والمغيث والمجيب الحقيقي. فالتوسل بالأنبياء والصالحين المقصود بهم أنهم أسباب ووسائل لنيل المقصود وان الله تعالى هو الفاعل كرمه لهم لا أنهم هم الفاعلون .. كما في قوله تعالى (فيه شفاء للناس) النحل 69 فالعسل بنفسه لا يشفي بل الشافي هو الله تعالى والعسل سبب جعل الله فيه بقدرته الشفاء وطلب بني إسرائيل من سيدنا موسى عليه السلام أن يستسقي لهم والفاعل الحقيقي هو الله ولتعلم أخي أن التوسل مستحب وهو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه لله تعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله والمتوسل به إنما وسيلة .. وإن التوسل ليس أمرا إجباريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل هو من طرق الدعاء لالتماس الإجابة تقبل الله دعائنا ودعاء المسلمين جميعا. وما ظهر في القرون المتأخرة من تحريم التوسل لا أساس له من الصحة ويخالف الشرع والدين لان من أنكر التوسل قد أجاز التوسل بالأعمال الصالحة وما التوسل بالأنبياء والصالحين إلا توسل بأعمالهم التي كانت سببا في قربتهم لله الواحد الأحد .. فمن توسل بالنبي وسال الله بجاه نبيه وبحبه له فقد نبع هذا من حبه وإيمانه بنبيه ولعلمه أن الله يحب نبيه وإيمانا أن نبيه هو من علم ألامه التوحيد وكان الواسطة بين الله وعبيده في تعليمهم هذا الدين ونقل شرائعه. فمن توسل بولي إنما توسل به لمكانته عند الله وحب الله له وصلاح أعماله ولولا محبة الله للصالحين وإيمانهم ما توسل بهم أحد والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء هم من جمله عبيد الله تعالى وهم درجات كما لا يخفي علي احد من المسلمين و لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم من دون الله تعالى ضرا أو نفعا .. فلا أحدا من أمة الإسلام بتوسله عظم الأنبياء والأولياء تعظيم الألوهية لأنهم يقرون ويعلمون أنهم من جمله عبيد الله تعالى وأنما توسل بهم بقدرهم ومنزلتهم عند الله تعالى. ولا يخفي قدر النبي صلى الله عليه وسلم المقدم على قدر جميع الأنبياء عليهم السلام المقدمون على قدرآل البيت والصحابة المقدمون على الأولياء الخ .. إذا فالتوسل بالذات الطاهرة الفاضلة إنما هو توسل بأعمال الصالحين وإيمانهم وحب الله لهم وقربهم منه والتوسل وطرقه هذه كلها قربات هي من صلب التوحيد ولا تمت إلى الشرك بصلة إلا إذا قصد المتقرب عبادة الرسول أو القبر أو صاحب القبر وهذا ما لم يقع فيه مسلم شهد الشهادتين بل الأصل أن القدرة المطلقة هي من خصائص الذات الإلهيه وهذا لا يخفي على العوام فضلا عن الخواص واعلم أخي إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة كما سنبين من صريح الكتاب وصحيح السنة. وكذلك القول اغثني يا رسول الله او مدد يا رسول الله او مدد يا جيلاني فاعلم حياك الله أن من له أدنى اطلاع على اللغة يعلم أن هذا القول مقبول لغاً وشرعاً وانه مجاز ولم يقصد منه ما يتبادر لاذهان الجهلاء وأن ما تخفيه الصدور اعلم به من لا تخفي عليه خافيه في الأرض ولا السماء والأمر أن أصحاب هذا القول هم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله وهذا ضرب من أضرب المجاز ولا يستطيع أحد ممن له أدنى مسكة في علم الشريعة واللغة العربية أن ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة. فما قصد الاستغاثة أوطلب ذلك استقلالا إنما قوله هذا مجازا وتصريحه به لا يخل بعقيدته. فما قصد منه غير التوسل بسيدنا النبي وببركته ودعاءه ... وما قصد في طلبه ان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يشارك رب العالمين. وما قصد ان الولي له صفات الربوية كما يدعي البعض بل لان هؤلاء لهم فضل واقرب قبولا منهم لما عندهم من إخلاص وصفاء قلب وقوة في الطاعة أعظم مما عند السائل فطلب المدد ممن هو أرفع منه اعترافا بتقصيره وبأنه ليس أهلا لإجابة دعائه وبهذا يكون ملتزما بالكتاب والسنة حالا ومقالا كما سنوضح في بعض الالفاظ. فانظر حياك الله هذه أقوال محسوسة وملموسة فكيف نحكم على القائل بالكفر والشرك وهو مؤمنا موحدا بالله الواحد الأحد؟ وهي تحمل على المجاز كما قلنا مثل القول هذا الطعام أشبعني وهذا الماء رواني وهذا الدكتور عالجني وهذا الدواء شفاني. او اغثني يا دكتور وغيرها فهذا كله مجازا والفاعل الحقيقي هو الله تعالى المشبع والراوي والشافي والمعالج حقيقيا هو الله تعالى .. وكل هذه أسباب ولهذا يجب احمال الكلمات على الوجه الصحيح. ومعنى لفظ المدد يختلف معنى كلمة (مدد) باختلاف نية قائلها. وورد في لسان العرب عن معنى كلمة مدد: مددنا القوم، أي صرنا لهنا أنصارا ومددا. وأمدَّ الأمير جنده بالخيل والرجال وأعانهم وأمدهم بمال كثير وأغناهم .. والمدد: العساكر التي تلحق بالمغازي في سبيل الله والإمداد أن يرسل الرجل مددا). لسان العرب مادة (م د د) وقال الإمام الفيومي رحمه الله تعالى: (أمددته بمدد: أعنته وقويته به) . المصباح المنير مادة (م د د) فإذا قال المسلم: مدد يا الله أي أعنِّي وأمدَّني بقوتك وانصرني على عدوك وزدني بالرحمات والبركات وأمدني بالمقدرة على طاعتك ومحاربة نفسي وشيطاني.[/rtl] [rtl]وأما إذا قال: مدد يا أولياء الله فمعناه: علمونا مما علمكم الله وأمدونا مما أمدكم الله سبحانه به من العلوم والعرفان وساعدونا بما ينفعنا لسيرنا وأرشدونا في سلوكنا إلى محبة الله بإذن الله فانتم لكم البركة باذن رب العالمين وأنتم سبب المدد باذن الله فمدوني بالدعاء لمنزلتكم عند رب العالمين ويقصد بها ايضاً أنت في ذاتك مدد من الله لهذه الأمة. ويقصد اغلب العوام بها إذا حصلت له حلاوة في نفسه من ذكر ولي فيقول مدد يقصد أنني أشعر بحلاوة سببها ذكرك فالمدد في قلبي وروحي سببه ذكر سيرتك. والقول مدد يا رسول الله أو يا جيلاني او لفظ اغثني أو نظرة ما تعني غير ذلك عند أهل السنة والجماعة الاستعانة و الاستمداد من الأولياء (أي طلب المدد منهم) بشرط أن يعتقد المرء عند الطلب أن ما من شيء يجري في هذا الكون إلا بإذن الله تعالى ومشيئته وعلمه. والاستغاثة إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب. فما يقصده كل من يطلب المدد أن افيض علينا مما افاض به عليكم الله باذن الله فأنت حبيبه ورسوله او وليه أمدونا مما أمدكم الله سبحانه به من العلوم والعرفان وساعدونا بما ينفعنا لسيرنا وأرشدونا في سلوكنا إلى محبة الله فانتم لكم الفضل والأقرب قبولاً منا لما عندكم من إخلاص وصفاء قلب وقوة وطاعة وقرب باذن رب العالمين وأنت سبب المدد باذن الله فامدنى ببركتك وبدعاءك لمنزلتك عند رب العالمين. فهذا المدد عن اهل السنة والجماعة بجميع الاوجه المقصودة في طلب المدد ... وما كان هذا إلا لأن أكثر العباد فقدوا من يدربهم ويؤدبهم بالإسلام وبأخلاق سيد الأنام صلى الله عليه وآله وسلم فإنهم بحاجة إلى من يعينهم ويمدهم بالعلم ويعلمهم أدب طريقة السير والسلوك والمدد بالمعنى الذي ذكرناه موجود حسا ومعنى في حياتنا فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الإنسان يستعين بوسائط النقل كالسيارة والطيارة والباخرة والقطار لقضاء الحوائج الدنيوية والانتقال بواسطتها من بلد إلى آخر لا يصل اليه الإنسان بدونها إلا بشق الأنفس هذا وإن البحارة والطيارين يستولون على وجهة سفرهم بحرا وجوا بواسطة قطعة معدنية يقال لها: البوصلة ترشدهم إلى الجهة المطلوبة ولا ينكر هذا فهل الاستعانة بالمعدن تخرج عن الملة؟! وهل ترفض مساعدة ثمينة يقدمها الينا من له خبرة في سلوك طريق محبة الله المحفوفة بشتى أنواع المخاطر للوصول من خلال ذلك المدد وتلك المساعدة بلا مشقة ولا تعب .. علما بأن أقل الأعداء في هذا الطريق النفس والشيطان والهوى .. ؟! ومن هنا يظهر لنا أن الإنسان بحاجة إلى الاستعانة بأشياء كثيرة من مخلوقات الله لتمده بمدد قد سخره الله له على أيدي خلقه ومصنوعاتهم من أي نوع كانت وهناك فرق بين مدد الخالق سبحانه ومدد المخلوق فكلمة مدد تأتي بمعنى المساعدة والمعاونة وهي مستحبة في كل أنواع البر بجميع الطرق التي أجازها الشرع الحنيف فاستعانة الناس بعضهم ببعض في الأمور لا مفر منها ولا غنى عنها والإنسان مأمور بها لا سيما في أمور البر والتقوى فقد قال الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} سورة المائدة الآية 2. وهو ما يجريه الله سبحانه على يد ملائكته الكرام بما آتاهم الله من القوة والأسرار وعلى يد أنبيائه عليهم الصلاة والسلام بواسطة المعجزات وعلى يد أوليائه بطريق الكرامات. والفرق جلي واضح جدا: وهو أن الله سبحانه يمد من يشاء من عباده من خزائن فضله ورحمته بالمعونة والإغاثة والنصرة على الكفار والمشركين متى شاء وكيفما شاء ولا يتوقف عطاؤه تعالى على إذن أحد أو رضاه وأما أنبياؤه وأولياؤه فلا يكون إمدادهم للطالبين إلا بإذن الله ومشيئته ورضاه وهو بالحقيقة مستمد من إمداد الله تعالى والأمثلة على ذلك كثيرة جدا سنذكر بعضها في الموضوع وإذا نظرنا سنجد شرعنا ينض على ما قلنا يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: 160 فقد فرج عنهم سيدنا موسى عليه السلام باذن الله عند طلب قومه قضاء حاجتهم وهى الاستسقاء وقد فرج عنهم باذن الله تعالى.!! ويجوز وصف أي بشر عادي بأنه فرج الكربة وقضى الحاجة ونصر واغاث ألم يقل النبي صلي الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح: ((من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا)) الخ؟ فالمؤمن مفرج الكربات. ألم يقل صلى الله عليه وسلم: ((من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له))؟ فالمؤمن قاض للحاجات. ألم يقل في الصحيح: ((من ستر مسلماً)) .. الحديث؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عز وجل خلقاً يفزع إليهم في الحوائج))؟. ألم يقل في الصحيح: ((والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه))؟. ألم يقل في الحديث: ((من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وتسعين حسنة))؟ رواه أبو يعلى والبزار والبيهقي. وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)) .. وروى الترمذي وصححه والحاكم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لعلك ترزق به)). وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه بلاء)) .. ثم قرأ ابن عمر: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ) رواه الطبراني. وعن ثوبان رفع الحديث قال: ((لا يزال فيكم سبعة بهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون حتى يأتي أمر الله)) .. والكثير والكثير ويكفي ما سبق فالمؤمن هنا فرج وأعان وأغاث وقضى وستر ونصر وفزع إليه وكان سبباً في الرزق ودفع العذاب مع أن المفرج والقاضي والستار والمعين حقيقة هو الله عز وجل لكنه لما كان واسطة في ذلك صح نسبة الفعل إليه.[/rtl] [rtl]وقد جعل الله تعالى في هذه الدنيا لخلقه وظائف وأعمال ظاهيرة وباطنية وزودهم بإمدادات وقدرات نورانية فقد أكرم الله أنبياءه ورسله وأولياءه بشيء من الأسرار التي تجعلهم قائمين بها على نصرة دين الله ويمدون بها من شاؤوا بإذن ربهم ورضاه لإقامة دين الله جل جلاله قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في تفسير قول الله سبحانه: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} سورة البقرة الآية (255) أي لا يعلمون من علمه إلا ما شاء أن يعلمهم إياه بتعليمه الأسماء والصفات للبيهقي ص (143). يقول ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى ما نصه: (وهذا هو الغيب المطلق عن جميع المخلوقين، الذي قال فيه ((فلا يظهر على غيبه أحدا)). والغيب المقيد: ما علمه بعض المخلوقات من الملائكة أو الجن أو الإنس وشهدوه، فإنما هو غيب عمن غاب عنه، ليس هو غيبا عمن شهده. والناس كلهم قد يغيب عن هذا ما يشهده هذا، فيكون غيبا مقيدا أي غيبا عمن غاب عنه من المخلوقين، لا عمن شهده ـ ليس غيبا مطلقا غاب عن المخلوقين قاطبة). انتهى مجموع الفتاوى (16/ 110) وقال ابن تيمية ايضاً في النبوات ((فقد ظهر أنّ من آيات الأنبياء ما يختصّ به النبيّ، ومنها [ما] يأتي به عددٌ من الأنبياء، ومنها ما يشترك فيه الأنبياء كلّهم ويختصّون به؛ وهو الإخبار عن الله بغيبه الذي لا يعلمه إلا الله؛ قال: {عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدَاً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدَاً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِم وَأَحْصَى كُل شَيْءٍ عَدَدَاً}. لكن ما يظهر على المؤمنين بهم من الآيات؛ بسبب الإيمان بهم: فيه قولان: كرامات الأولياء: هل هي من آيات الأنبياء أم لا فيه قولان: قال طائفة: ليس ذلك من آياتهم. وهذا قول من يقول: من شرط المعجزة أن [يقارن] دعوى النبوة، لا يتقدّم عليها، ولا يتأخّر عنها؛ كما قاله هؤلاء الذين يجعلون خاصّة المعجزة: التحدّي بالمثل، وعدم المعارضة، ولا يكون إلا مع الدعوى، كما تقدم. وهو قولٌ قد عرف فساده من وجوه. والقول الثاني: وهو القول الصحيح: أنّ آيات الأولياء هي من جملة آيات الأنبياء؛ فإنّها مستلزمة لنبوّتهم، ولصدق الخبر بنبوّتهم؛ فإنه لولا ذلك، لما كان هؤلاء أولياء، ولم [يكن] لهم كرامات.)) النبوات (-823 - و-824 - ) والمدد المعطى له صلى الله عليه وآله وسلم من الله سبحانه وتعالى أرقى وأعظم من جميع ما أعطيه سائر الأنبياء والمرسلين لأن الله بعث كل نبي مبلغا وداعيا لقومه ولكن بعثة الحبيب المصطفى كانت للخلق كافة. قال أحد الصالحين: إن الإمداد الذي يفيضه الله على أنبيائه كالأمانة المستعارة عندهم ليعلموا بواسطتها لهداية الخلق إلى طاعة ربهم ألم يقل الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} سورة الشورى الآية (52) وقال أيضا سبحانه وتعالى في حقه صلى الله عليه وآله وسلم {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} سورة الجمعة الآية (2). فما دام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حاملا الرحمة والرأفة الإلهية للعالمين وأسرار التزكية للعالم باجمعه فهذا يعني أنه يمد الخلق بإذن الله بالرحمة والرأفة والآية الكريمة واضحة في كلمة {ويزكيهم} واستطاع بفضل الله وبواسطة عطاء الله له تزكية من اتبعه وأطاعه فأصلح من كانوا أشر الناس في الجاهلية وأفظهم قتلا وكفرا فأصبحوا بعدها ألطف الناس وأحسنهم أخلاقا ودينا وإيمانا. وإن الله تعالى أعطى سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم المقدرة والإمداد ليرشد الخلق. هو يحمل في صدره المبارك مددا نورانيا يمد به عباد الله بإذن الله قال القاضي البيضاوي في تفسير الآية الكريمة {إني جاعل في الأرض خليفة} سورة البقرة الآية (30). قال: (إن استخلافه سبحانه وتعالى ليس مبنيا على العجز والاحتياج، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل هو مبني على قصور المستخلف عليه .. فمعاملته تعالى في إفاضة الكمالات والمعارف على خلقه إنما هي بحسب استعداداتهم فمن كان مستعدا لاستفاضتها بلا واسطة يفيض عليه بنفسه بلا واسطة ملك ومن كان لا يقبلها إلا ممن كان من جنسه يفيض عليه بواسطة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الأنبياء قوتهم النظرية فائقة على قوى سائر الأنام من حيث إنهم يتمكنون بقواهم على استنباط أنوار العلوم والمعارف لكونهم اعطوا مصباح البصيرة المودع في زجاجة القلب الكائنة في مشكاة الجسد الموقدة تلك الزجاجة من زيت الروح الصافية عن الكدرات بحيث يكاد زيتها لغاية صفائه يضيء ولو لم تمسسه نار. أهـ انتهى كلام البيضاوي حاشية تفسير القاضي البيضاوي (1/ 24 أو 27). . فالمدد إذاً هو النور الرباني الذي يفيضه الله تعالى على قلوب أنبيائه وأوليائه من الرحمات والبركات والأسرار وفي الحقيقة إن كل دليل سنذكره في معرض إثبات الاشتغاثة و التوسل عامة وبالغائبين والأموات خاصة يصلح لأن يكون دليلا لإثبات المدد فتأمل الأدلة في الموضوع. فالبركات والخيرات التي يمد الله تعالى بها أحدا من مخلوقاته يستفيد منها كل من حوله من المؤمنين فقد قال الله تعالى في حق سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك} سورة هود الآية (48). وأي وخيرات عظيمة عليك وعلى ذرية من معك من أهل السفينة صفوة التفاسير (2/ 17) وقال القرطبي: دخل في هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة تفسير القرطبي (9/ 48) ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير» أخرجه البخاري (2101) ومسلم (6635) وأحمد (4/ 408) وابن حبان (561) والطيالسي موقوفا (515) والقضاعي (1380) عن أبي موسى وأخرجه أيضا البغوي (3483).). وما يقال في معنى المدد وطلبه من الله عن طريق الأحياء والمنتقلين يقال كذلك في معنى (النظرة) فإن من يقول لفظ (نظرة) وهو يتوسل أو يستغيث إنما يقصد أن يقول: انظر الي (يا رسول الله أو يا ولي الله) نظرة رحمة وإغاثة واشفع لي عند ربك يقضي حاجتي.[/rtl] [rtl]هذا هو نفس معنى (أغيثوني - أعينوني - يا محمد - يا محمداه) وغيرها من الألفاظ التي ستمر معنا بصدد الكلام عن الأدلة فتنبه فكلها ادله في صلب الموضوع. وطالبو المدد من الأنبياء والصالحين لا يدفعهم إلى ذلك إلا اعترافهم بتقصيرهم في أداء ما افترض الله عليهم على الوجه الكامل وعدم وصولهم لمقامات الإحسان فطلبوا الإمداد والمساعدة من الله بواسطة المصطفين الأخيار والأولياء الأبرار لما لهم من قوة ومقدرة بفضل الله على الطاعة والصدق والصفاء والعبادة والإخلاص والمعرفة بآداب العبودية فقول السائل: مدد يا رسول الله أي استغفر لي وعلمني مما علمك الله وافيض علي بما افاض عليك الله بإذن الله واشفع لي فكل إنسان مبتدئ في أمور الدين والتزكية يحتاج إلى علم من سبقه في هذا المجال. وإن الولي إذا أمد الطالبين فإنما يمدهم مما أمده الله به باذن الله. فهو لا يفيد الناس بشيء من دون الله إنما الضار والنافع في الحقيقة هو الله تعالى. وقد ذكركت هذه الالفاظ في شرعنا وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص منا على التوحيد ولم يقل انها شرك او تناقض التوحيد .. {فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شيء قدير} سورة الشورى الآية (9) ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام {وإذ تخرج الموتى بإذني} سورة المائدة الآية (110) وكذلك ينسب شفاء المرض اليه سبحانه وتعالى فيقول: {وإذا مرضت فهو يشفين} سورة الشعراء الآية (80) ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: {وتبرى الأكمه والأبرص بإذني} سورة المائدة الآية (110) وينسب الخلق إلى نفسه سبحانه وتعالى فيقول: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} سورة آل عمران الآية (49) ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام 1 - وأدل دلالة على هذا ما أجراه الله على يد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام فلنسمع إلى قول الله تعالى وهو ينسب إلى نفسه إحياء الموتى قائلا: {فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شيء قدير} سورة الشورى الآية (9) ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام {وإذ تخرج الموتى بإذني} سورة المائدة الآية (110) وكذلك ينسب شفاء المرض اليه سبحانه وتعالى فيقول: {وإذا مرضت فهو يشفين} سورة الشعراء الآية (80) ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: {وتبرى الأكمه والأبرص بإذني} سورة المائدة الآية (110) وينسب الخلق إلى نفسه سبحانه وتعالى فيقول: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} سورة آل عمران الآية (49) ثم يقول في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني} سورة المائدة الآية (110) وليس ذلك فحسب بل بعد أن أمد الله سيدنا عيسى بتلك الصفات نراه يتكلم بلسان المدد الإلهي فينسب الأسباب إلى نفسه والفعل الحقيقي إلى مسببها فيقول: {أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله} سورة آل عمران الآية (49) 2 - شكوى صحابي من فقد عينه و سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليه عينه قال الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/ 334: ((وشهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدراً وأحداً، ورُميتْ عينه يوم أحد، فسالت حدقته على وجنته، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن عندي امرأة أحبّها، وإن هي رأت عيني خشيتُ تقذّرها. فردَّها رسول الله بيده، فاستوت ورجعت، وكانت أقوى عينيه وأصحّهما بعد أن كبر، وشهد أيضاً الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.)) ومن الواضح أن قتادة بن النعمان إنما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليه عينه التي سالت على وجنته وهذا أمر لا يقدر عليه إلا الله سبحانه فتأمل. 3 - يقول الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألك مرافقتك في الجنة)) كما جاء في (صحيح مسلم باب فضل السجود والحث عليه 3/ 40) 754 ودخوله هو بيد الله عز وجل لايقدر عليه إلا هو سبحانه ومادام هذا القول ثبت وهو في السنة فهو جائز حتماً وليس محرماً ولا شركاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقر أحداً على الكلام المحرم وإن كان شركاً فهو أولى بالإنكار وإذا كان جائزاً بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى ولا بالقول أنه ترك الأفضل لإنه لو كان فيه أي مخالفة شرعية مهما قلّت لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه قائله على ذلم كأن يقول له: دع هذا وإن كان صحيحاً لإنه يوهم غير الصواب ولهذا الحديث حسب ما يدل لفظه معنيان صحيحان ويحتمل معنى ثالثاً وهو باطل وإن احتمله اللفظ لإنه لايوافق الشرع المعنى الأول:- هو أنه يعني بهذا الكلام ((أسألك أن تدعو الله لي أن يجعلني رفيقك في الجنة)) أي هو توسل بطريق طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التوسل متفق على مشروعيته.[/rtl] [rtl]والمعنى الثاني:- هو أن يدخله النبي صلى الله عليه وسلم الجنة برفقته لكن بإذن الله تعالى وإذا جاز أن يحيي نبي الله عيسى الموتى بإذن الله ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ولا يكون ذلك شركاً ولا محرماً فأيسر منه في الجواز أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرداً من أمته الجنة بإذن الله كما جاء في عدد من أحاديث الشفاعة يوم القيامة كقوله تعالى له صلى الله عليه وسلم: ((أدخل من أمتك الجنة من لا حساب عليهم من الباب الأيمن)) (البخاري: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا 4343) فهذا الدخول إلى الجنة أيضاً بطلب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من الله تعالى لهذا الصحابي أو يكون ذلك بإذن سابق من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم والمعنى الثالث:- مما يحتمله لفظ حديث ((أسألك مرافقتك في الجنة)) وهو باطل ولا يخطر في بال مسلم أن يريده هو: أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بدون إذن الله تعالى فكل مسلم يعلم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء لا يشفعون عند الله إلا بإذنه ولا يفعلون شيئاً في ملكه إلا بإذنه سبحانه وتعالى ومن اتهم أحداً من المسلمين بأنه يقصد هذا المعنى يقال له:" هلا شققت عن قلبه " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه حين زعم أن رجلاً كافراً قال لا إله إلا الله إنه قال ذلك لينجو من القتل وإذا كان هذا الاحتمال باطلاً ولا يخطر في بال المسلمين فلا ينبغي أن يقال لأحد منهم إنك تقصد معنى الكفر وأنت بسبب هذا القول كافر بل لاينبغي لأحد أن يزعم أن الأولى أن نتجنب هذه الألفاظ لإنها توهم معنى باطلاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص منا على التوحيد ولم يقل لمن تكلموا بها اتركوها وجاء طلب الشفاء منه والعلاج من النساين وغيرها والاستعاذة به وغيرها الكثير. 4 - وكما جاء هذا اللفظ وأقره النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ثبت عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم ((أشترط أن تَغْفر لي ما أوضعت من صد عن سبيل الله) (مسند أحمد 36 - 178 - 17109) رواه الإمام أحمد في مسنده بالتاء أي أنت تغفر لي ورواه الإمام مسلم في بَاب كَوْنِ الْإِسْلَامِ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةِ وَالْحَجِّ بلفظ ((أن يغفر لي)) بصيغة البناء للمجهول وليست رواية مسلم أو ثق من الإمام أحمد بل العكس هو الصحيح وقد قال العلماء: معناهما واحد ولم يقولوا نرجح رواية مسلم ونترك رواية أحمد ولاشك أن مغفرة الذنوب من خصائص الله تعالى لا يقدر عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطلبها من الله أو بإذن من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن جاءت الكلمة على هذا الوجه وهو أسلوب معروف لغة وشرعاً. ولو جاء إليه صلى الله عليه وسلم صحابي فقال له (المدد يا رسول الله)) وأراد به معنى العون بواسطة الدعاء من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الحي في قبره الشريف كان ذلك صحيحاً لغة وشرعاً وكذلك اذا قصد به العبد دعاء الله بحب وقدر ومنزلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان ذلك صحيحاً لغاً وشرعاً. فيتضح لك إذا قصد العبد المدد من رسول الله صلى الله عليه وسلم باذن الله تعالى فالمعنى صحيح لغاً وشرعاً. 5 - شكوى سيدنا أبي هريرة النسيان وهو يريد أن يزول عنه عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه: يا رسول الله: إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أبسط ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي رواية فما نسيت شيئا قط» أخرجه البخاري (3648) والترمذي (3835). وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى مطلبه ف وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى صدره 6 - ما وصف حسان به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: يا ركن معتمد وعصمة لائذ وملاذ منتجع وجار مجاور فوصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ركن المعتمدين وعصمة اللائذين وملاذ القاصدين وجار المستجيرين لم يكن يقصد به أنه عليه الصلاة والسلام يشارك الباري في تلك الصفات بل هي لله بالأصالة وعلي الحقيقة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبب فيها من باب الإسناد المجازي 7 - ليس لنا إلا إليك يا رسول الله فرارنا عن انس بن مالك قال:- أتي أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيناك ومالنا صبي يغط ولا بعير يئط. أَتَيْنَاكَ وَالعَذْرَاءُ يُدمى لبَابُهَا وأَلقَى بِكَفَّيهِ الفَتَى لاسْتِكَانَةٍ ولا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا ولَيْسَ لَنَا إِلا إِلَيْكَ فِرَارُنَا وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنِ الطِّفلِ مِنَ الْجُوعِ ضعْفاً مَا يَمُرُّ وَلا يحلِي سِوَى الْحَنْظَلِ اَلْعَامِي وَالعَلْهَزِ الفَسْلِ وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلا إِلى اَلرُّسُل فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ثم قال: اللهم اسقنا غيثا مريعا غدقا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير رائت تملأ به الضرع فضحك ? حتى بدت نواجذه ثم قال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، مَن ينشدنا قوله؟ فقال على يا رسول الله كأنك تريد قوله: وأَبيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ تُطِيفُ بِهِ اَلْهُلَّاك مِنْ آلِ هَاشِمٍ ثَمَّال اليَتَامَى عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ فَهُم عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ.)[/rtl] (أخرجه البيهقي في الدلائل وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني إسناده ضعيف لكنه يصلح للمتابعة ج 2 ص 495 وذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقا عمن يثق به وذكره محمد خليل الخطيب في الوسيلة ص 73 8 - أعوذ برسول الله | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:46 am | |
| [rtl] 8 - أعوذ برسول الله أ- اخرج الإمام مسلم عن أبن مسعود (أنه كان يضرب غلاما فجعل يقول"أعوذ بالله قال: فجعل يضربه فقال: أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله, لله أقدر عليك منك عليه قال فاعتقه> أخرجه الإمام مسلم 3\ 1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك ب- أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري قال:» خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله. الحديث وفيه- فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح (8/ 579 مسند أحمد ح (15996) (3/ 482). ج- عن عاشه رضي الله عنها قالت (بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام, قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقبلتني فضربت القصعة فرميت بها قالت:- فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت: أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعنني اليوم) لخرجه الإمام أحمد 6\ 277 وقال الهيثمي في المجمع 4\ 321 رواه أحمد ورجاله ثقات وفي الأحاديث السابقة وردت الاستعاذة بالنبي صلى الله عليه وسلم وطلب الشفاء منه فيما لا يقدر عليه غير الله تعالى .. فهل يقال إن هذا القول كفر وشرك وهل الصحابة كانوا لا يعلمون مدلول الألفاظ التي تنطقها ألسنتهم؟؟؟ فهنا يظهر جليا الفرق بين الألفاظ إذا أطلقت في حق المولى سبحانه وتعالى وإذا أطلقت في حق المخلوقات فهي من الله ابتداء واستقلالا ونفعا وضرا ومن العبيد والخلق تسببًا. وهذا الأسلوب أي نسبة فعل الخالق إلى المخلوق المتسبب ثابتة في القرآن حتى في الكلمة الواحدة فقد أسند الله تعالى كما قلنا إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص مجازا فقال جل جلاله حكاية عنه (وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله) فما دام قد وجه الإذن الإلهي لعبد محبوب عنده فلا حر إذا في قول الإنسان يا عيسى أحي ميتي واشف مريضي لأن الله تعالى أجاز ذلك بإلهام سيدنا عيسى هذا الكلام وإثباته قرآنا يتلى إلى يوم القيامة مع العلم أن إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتي أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله وحده ورغم هذا رضي من عبده عيسى عليه السلام قوله وأقره عليه. ومجازاً جاء القول في قوله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام (لأهب لك غلاما زكيا) فإسناد الوهب إليه مجاز والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده ومنها قوله تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر) والنصر حقيقة على الله تعالى وحده وقوله تعالى (فأعينوني بقوة) والمعين الحقيقي هو الله. ومنها قوله جل وعلا (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا) مسندا التثبيت إلى الملائكة مجازا والأمثلة كثيرة في هذا الباب وونسبة سيدنا جابر الشفاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ولماء وضوئه الطاهر الشريف عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصبّ عليَّ من وضوئه فعقلت). البخاري، الفتح، (1/ 360) رقم (194) كتاب الوضوء باب صب النبي وضوءه على المغمي عليه. فهل الماء يشفي ام بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ولمس هذا الماء لجسده هو السبب والمسبب رب العالمين وحده لا اله الا هو .. فإذا قال قائل: هذا جائز في حياته أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز؟! فجوابه: الأول: إن مسائل الشرك لا فرق فيها بين حي وميت فكما لا يجوز أن يقول أحد للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أنت ربي لا يجوز أن يقوله في حياته صلى الله عليه وسلم. الثاني: أنه مادام هذا القول ((أسألك مرافقتك في الجنة وأشترط أن تغفر لي والمدد يارسول الله)) مادام بمعنى طلب الدعاء والتوسل والشفاعة والافاضة باذن الله فهذا ليس شركاً لإنه يخاطب به المخلوق كأنك قلت له: ادع لي بكذا او دعوت الله بقدره ومنزلته وعمله وعلمه وصلاحه ولا يصح أن تقول لله تعالى أدع لي. ثالثا: القول بعدم سماع الموتى قد تم إثبات شذوذه في فصل الحياة البرزخية فليراجع. مما سبق يتضح أن أن السائل عند الطلب يعلم علم اليقين أن ما من شيء يجري في هذا الكون إلا بإذن الله تعالى ومشيئته وعلمه وستقف على الكثير من الأدلة التي فيها طلب الغوث والنصر والنداء بيا محمداه والشكوى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله وكذلك الاولياء فتأمل الأدلة وما قصد منها غير الاعانة باذن الله لما لهؤلاء مدد من رب العالمين و فضل وقرب وقبولاً منا لما عندكم من إخلاص وصفاء قلب وقوة وطاعة وقرب باذن رب العالمين فمددهم باذن لرب العالمين لمن يشاء وقتما يشاء سبحانه مسبب الاسباب .. قال المحدث الورع الفقيه الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي رضي الله عنه في شرحه لحديث الإفك: (( ... ولهذا المعنى جعل صلى الله عليه وآله وسلم لقيا المؤمن لأخيه المؤمن ببشاشة الوجه صدقة لأن المؤمن يستمد من أخيه بحسب ما يظهر على ظاهره، كما أن أهل البواطن يستمد بعضهم من بعض بحسب ما يكون في بواطنهم .. بهجة النفوس (3/ 62 - 63)[/rtl] [rtl] ذكرنا الأقوال السابقة وهي من الأدلة المعتمدة ايضا في التوسل والاستغاثة والمدد والتبرك ونزيدكم من صريح الكتاب وصحيح السنة أدلة التوسل والاستغاثة توضيح لابد منه ولتعلم أخي أن التبرك ليس هو الا توسلاً إلي الله سبحانه وتعالي بهذا المتبرك فالتبرك توسل سواء كان ذلك اثراً أو مكاناً او شخصاً. لان المتبرك يقصد التوسل بهذه البقعة لما يحل فيها من خير وبركة ورحمات وتحضرها الملائكة وتغشاها السكينة أو الشخص بفضله وقربه من الله وصلاحه وأعماله الصالحة أو الأثر لما فيها من الفضل لانها مشرفه بشرف الذات التي تخصها .. فكلها أسباب لتقبل الدعاء ونيل الرحمات من الله عز وجل بالتوسل ببركة هذه الأشياء فهي توسل ببركة الشئ وقدره .. والله هو القادر المعطي يعطي ما يشاء لمن يشاء ولا مقيد لقدرته .. فيعطي النفع والضر المقيد لمن يشاء من عباده بإذنه والقدرة المطلقة له سبحانه عز وجل .. فلا اختلاف بينها أ:- أدله الكتاب الحكيم 1 - قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) المائدة 35 الوسيلة كما أسلفنا هي ما يتقرب به وهنا ما يتقرب به إلى الله ولفظ الوسيلة عام في الآية فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالأعمال الصالحة إلخ إلخ أي الآية تدعوا المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات بلا شكم كما سيوضح من الأحاديث القادمة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عام وهو شامل لجمع أنواع التوسل الغير محتوي على مخالف شرعي .. والوسائل والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود 2 - (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) النساء 64 والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة والطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لهم وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما وضحنا في فصل حياه البرزخ فليراجع. فائدة ودرر من أقوال شيخنا العلامة المحدث الغماري رحمه الله (وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا. فإن قيل: من أين أتى العموم للآية حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة يحتاج إلى دليل؟ قلنا: من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عَامًّا؛ لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً. فإن قيل: طلب الدعاء والشفاعة من الحي معقولٌ، أما من الميت فلا، لأنه قد انقطع عن هذه الدنيا فلا يدري ما يقع فيها!! قلنا: ليس كذلك، بل ثبت التواتر والإجماع أن الأنبياء أحياء في قبورهم، وثبت أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لسيئات أعمالنا، كما في حديث عرض الأعمال، بل ثبت لمطلق موتى المؤمنين أنهم يشعرون بمن يسلِّم عليهم ويردون عليه السلام ويستأنسون به ما دام جالساً عندهم إذا كانوا يعرفونه في الدنيا، فكيف يمتنع الدعاء منهم في هذه الحالة بل هو ممكن عقلاً وشرعاً؟) انتهى كما سنبين حياه الأنبياء في قبورهم في الفصل القادم إن شاء الله تعالى وللرد على شبهه أثارها الجهال قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا للمستقبل وهذا إن دل إنما يدل على جهل القائل بهذه العبارة وقلة اطلاعه وضيق أفقه وان بضاعته في العلم مزجاه. لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي. قال الأزهري في تهذيب اللغة (15/ 47) ما نصّه: (العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا " للماضي، قال الله عزّ وجل {ولو ترى إذ فزعوا) انتهى ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على النار) وقوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) وقوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت) وقوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم) ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب (1/ 80 _ 83[/rtl] [rtl] أقوال الائمة في هذه الآية ذكر الائمة أن الآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة والطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لهم وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم. وبغض النظر عن الإسناد لهذه القصة فقد استحسنها الائمة والعلماء ونصحوا الأمة بالعمل بها والتزموا هذا المذهب. فاي لزوم للمذهب والتزامه أكثر من القول بالاستحباب والندب من الائمة على جواز طلب الدعاء من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم .. وأي التزام للمذهب أكثر من استحباب وندب الائمة طلب الدعاء من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم .. !! هل يستحب ويندب الائمة ... شرك كما تدعي .. يقول الشيخ ابن تيمية الحراني في كتابه (مجموع الفتاوى) ج 20: هل لازم المذهب مذهبٌ أم لا؟ فأجاب: (الصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه؛ فإن كان أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبٌ عليه). وهل هناك لزوم للمذهب أكثر من الاستحباب والدعوة إليه والعمل به من الائمة .... فهل أشرك هؤلاء بعدَ ذِكرهم لقصة العتبي والتي وإن لم تصح سنداً .. ولكن تلقاها كبار الأئمة بالقبول والعمل بما فيها واستحسنوا القصة لموافقتها للآية الكريمة وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم والاثر:- الحكاية المشهورة عن العتبى قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول {ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: (يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم (نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم) ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له) اهـ فالأمة تلقت قصة الأعرابي بالقبول فليست هى دليل الذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب الاستغفار بل الآية الكريمة وقد استحسنها الائمة لأنها توافق الشرع وما جاء في الآية الكريمة ولذلك تلقتها الأمة بالاستحسان وأقروها في كتبهم لموافقتها لكتاب الله وهذا ايضا تصحيح لها لان الآثر يتقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول كما أن الأبيات التي انشدها العتبي يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم مكتوبة على الواجهة النبوية الشريفة في العمود الذي بين شباك الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين .. ولم يعترض احد واعلم أخي أن من ذكر هذه القصة في تفسير الآية القرآنية (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) وذكر التوسل والاستشفاع بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مستدلاً بهذه الآية قبل القصة فاستحسن القصة لموافقتها للآية الكريمة جل علماء ألامه وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم وبعض كتبهم الأخرى ومنهم على سبيل المثال لا الحصريقول الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي: [مسألة]: فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما. ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول: (اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال: ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله، قال أحمد رحمه الله: ما أعرف هذا، قال الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقومون من ناحية فيسلمون، قال أبو عبد الله: وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل، قال: أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه. اهـ. (الشرح الكبير ج 3 ص 495) الإمام النووي أيضا في المجموع (8/ 274) مبينا ما يستحب أن يقوله من يزور النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا وقف أمام القبر الشريف مخاطبا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ما نصه: ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني سائر الشافعية - عن العتبي مستحسنين له قال: (كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي. . . . .) اهكلام النووي ذكر الإمام القرطبي عمدة المفسرين قصة تشبهها في تفسيره المعروف بالجامع قال: ((روى أبو صادق عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعد ما دفنَّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال: قلت يارسول الله فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ} .. الآية، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر: إنه قد غفر لك.)) (تفسير القرطبي ج 5 ص 265").[/rtl] [rtl] والثعالبي (1/ 386) " وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه وابن كثير (1/ 520 - 521) " وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول {ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه والنسفي (1/ 230،231) " وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول {ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: (يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم (نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم) ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه والسيوطي في الدر المنثور (1/ 570 - 23) " وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال: حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب (ص 216): ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوب) وفي مراقي الفلاح للشرنبلالي اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين امرك، مستشفعين بنبيك، ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين. ويدعو بما يحضره من الدعاء. الشرنبلالي الحنفي في مراقي الفلاح ص 152 وذكرها ايضا الكثير مثل 11 - الإمام النووي كتاب الإيضاح الباب السادس ص 498 12 - وابن كثير في البداية والنهاية (12/ 150 - 151) 13 - الكمال بن الهمام في فتح القدير (3/ 179 - 180 - 181) 14 - والشرنبلالي في نور الإيضاح (1/ 155) 15 - وعبد القادر الجيلاني (561 هـ) في كتاب الغنية 16 - وابن الجوزي في المنتظم (من 257 هـ) (9/ 93) 17 - وابن قدامة المقدسي في المغني (3/ 297 - 299) 18 - وابو عبد الله محمد بن عبد الله السمري في المستوعب 19 - وابن مفلح في المبدع (3/ 259) 20 - والبهوتي في كشف القناع (2/ 516) 21 - شيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل 22 - والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 495) 23 - ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب- 24 - والسبكي في شفاء السقام 25 - وابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم (183) 26 - وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم 27 - والحصني في دفع شبه (ص 15) 28 - والجاوي في نهاية الزين (1/ 220 - 221) 29 - القاضي عياض في الشفاء 30 - والشهاب القرافي في الذخيرة (3/ 375 - 376) 31 - ابن الأثير في الكامل (8/ 506) 32 - وابن خلكان في وفيات الأعيان (5/ 136) 33 - أبو محمد ابن قدامة في المغني ج 3 ص 556 وقد ذكر ابن الجوزي اثر مشابه لهذه القصة في ترجمة أبو شجاع الوزير " ثم عزل عن الوزارة فسار إلى الحج وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل في المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال: يا رسول الله قال الله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبي وأرجو شفاعتك يوم القيامة ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن في البقيع) .[/rtl] [rtl] انتهى ((المنتظم 9\ 93)) (وأبو شجاع الوزير هذا قال عنه ابن كثير في ترجمته: كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء وسمع الحديث من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغيره وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على تجارب الأمم ووزر للخليفة المقتدي وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها في سبيل الخيرات والصدقات ووقف الوقوف الحسنة وبني المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام) و قال الزرقاني في شرح المواهب: (ونحو هذا في منسك العلا مة خليل، وزاد: وليتوسل به صلى الله عليه وسلم، ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته، اضل سريرته، الم يسمع قوله تعالى: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية) شرح المواهب (8/ 317) فالأمة تلقت قصة الأعرابي بالقبول فليست هى دليل الذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب الاستغفار بل الآية الكريمة والقصة موافقة لشرعنا الحكيم ولذلك قد استحسنها الائمة لأنها توافق الشرع وما جاء في الآية الكريمة ولذلك تلقتها الأمة بالاستحسان وأقروها في كتبهم لموافقتها لكتاب الله وهذا ايضا تصحيح لها لان الآثر يتقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول فهؤلاء الائمة يخاطبون سيدنا النبي صل الله عليه وسلم ويطلبون منه الشفاعة عند سلامهم عليه بل ويحثون القارئ لكلامهم بفعلها لانها مستحبة وهذا مذهبهم التزموه بالكامل ودعوا الناس للعمل به فهل هؤلاء اشركوا او جهلوا ما نص عليه آل شيخ وهم جمهور الأمة الإسلامة .. 3 - قال الله تعالى في قصة موسى (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) القصص 15 فالاستغاثة بما يقدر عليه العباد لا عليها غبار ولا يختلف عليها أحد فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك إذ إن المسبب الحقيقي هو الله تعالى .. و لم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام مستمدة من الله تعالى وبإذن الله تعالى وفي هذه الآية الكريم المدد والاستغاثة واضحة وليس بشرك فما كان في الحياة ليس بشرك فهو بعد الإنتقال ليس بشرك ايضاً وراجع ما ذكرنا في حياة البرزخ. 4 - قال تعالى: (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) (248) سوره البقرة قال الحافظ ابن كثير في التاريخ: (قال ابن جرير عن هذا التابوت: وكانوا إذا قاتلوا أحد من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزه وعسقلان غلبوهم وقهروهم علي أخده فانتزعوه من أيديهم. (وقد كانو ينصرون علي أعدائهم بسببه , وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور الأنبياء.) (البداية والنهاية ج 2 ص وقال ابن كثير في التفسير: كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان من التوراة وثياب هارون , ومنهم من قال: العصا والنعلان. (تفسير ابن كثير ج 1 ص 313"). قال القرطبي: ((والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم.)) اهـ. (تفسير القرطبي ج 3 ص 247). وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء وتوسلا ببركه التابوت. 5 - (ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) (الأنفال 33) فهذه الآية تدل على أن حلول ذات النبي عليه الصلاة والسلام مانعة من نزول العذاب على الكفار ولا يمكن القول أن النبي صلى الله عليه وسلم نفعهم بدعائه ولا بشفاعته لان هذه الأشياء لا تكون للكفار .. فكانت ذات النبي صلى الله عليه وسلم نافعة حتى للكفار في وجوده في وسطهم وتشعر هذه الآية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انفصل عنهم وتركهم فحينئذ ينزل عليهم العذاب فوجود النبي بذاته بينهم صلى الله عليه وسلم حال دون عذابهم ... !! فهذا الوجه سر بلاغته أن فيه دلالة على أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم وبركه المؤمن متعدية حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار فكيف لا تكون ذات أفضل الخلق آجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غير نافعة للمسلمين؟؟ فنفع بذاته وهذا ما يؤدي إلى أن التوسل بذاته الشريفة نافع للمسلمين باذن الله تعالى!!! 6 - {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} البقرة 251 اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ... } الآية. يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن. وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض. وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم. فهذا الوجه فيه دلالة على أن بركة المؤمن متعدية، حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب، فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار فهنا نفع المؤمنون بذاتهم بعضهم البعض وبأعمالهم وبدعائهم بل ونفعوا الكفار .. ! 7 - قال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) سورة البقرة الآية 89 روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق.[/rtl] [rtl] تفسير القرطبي ((قوله تعالى: ولما جاءهم-يعني اليهود- -كتاب- يعني القرآن- من عند الله مصدق-نعت لكتاب ويجوز في غير القران نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أبي النصب فيما يروي لما معهم- يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها- وكانوا من قبل يستفتحون- أي يستنصرون والاستفتاح: الاستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم (يستفتح بصعاليك المهاجرين) أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم ومنه فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب. وروي النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما نصر الله هذه ألامه بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) وروي النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم) قال ابن عباس (كانت يهود خيبرتقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فدعت يهود بهذا الدعاء: وقالوا- انا نسألك بحق النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا اخر الزمان أن تنصرنا عليهم قال فكانوا اذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان, فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم كفروا فانزل الله تعالي (وكتنوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا) اي بك يا محمد الي قوله (فلعنه الله علي الكافرين) اهـ وفي تفسير النيسابوري ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين: قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.)) اهـ وجاء في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن شبيه: ((وكانوا يعني اليهود من قبل أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا بغيا وحسدا)) اهـ ونحوه في تفسير البغوي والنسفي. وفي روح المعاني: ((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .. )) اهـ ب:- أدله التوسل بالأحياء والأموات من السنة والآثار وأفعال وأقوال السلف والائمة تنبيه أعلم حياك الله أن التوسل والاستغاثة والمدد والتبرك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثابت ايضاً بعد انتقاله وكذلك في حق الأولياء والصالحين بالأدلة والبراهين ناهيك عن ما ذكرنا في فصل حياة البرزخ فليراجع واقحام التوسل وفروعه في مسائل الشرك من المبتدعة ليس عليه دليل بل مسائل الشرك لا فرق فيها بين حي وميت فكما لا يجوز أن تقول لنبي أو ولي أنت ربي في حياته لا يجوز أن تقولها بعد مماته. وما جاز في حياتهم جاز بعد انتقالهم وقد ذكرنا في الحياة البرزخية أدلة وفيرة على حياة الأنبياء في قبورهم عليهم الصلاة والسلام وكذلك الأولياء والصالحين فلتراجع وعلى ذلك لا فرق بين حياة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاله الشريف. فتخصيص الاستغاثة بالحي القادر لا دليل عليه اذ أن المؤثر في كل الأحوال هو الله. وما اوردناه سابقاً من ادلة الاشتغاثة ولعدم التكرار لن نضعها فراجع الموضوع في حياة البرزخ والواسطة والمدد والتوضيحات ففيها أدلة وفيرة أيضاً. أ- التوسل بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قبل قدومه 1 - سيدنا آدم عليه السلام يتوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك) أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (5/ 489) والحاكم (2/ 615) و والطبراني في الأوسط (6498) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (ج 8 ص 235) وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن ..... دفع شبه من شبه وتمرد ج 1/ص 72 وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ: فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار. رواه الحاكم في المستدرك (ج 2 ص 615) وقال: صحيح الإسناد[/rtl] فاليكم الأتي. 1 - هذا الحديث صحح إسناده الإمام الحاكم فقد اخرجه وقال صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (2/ 615) 2 - صححه الإمام السبكي فقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن (ومن قال ان الإمام السبكي اخذ تصحيحه فقط من الحاكم فنقول نعم وحقق في كتابه ان الحديث حسن فلتراجع أقواله) (في شفاء السقام ص 120) 3 - الإمام ابن الجوزي حيث نقل عنه ابن تيميه رواية صحيحة كما سنوردها أخرجها ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقلها عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/ 159) مستشهداً به وهي ترفع الحديث ليكون حسناً لغيره ويحتج به بلا منازع. 4 - صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي 752 هـ:829 هـ دفع شبه من شبه وتمرد ج 1/ص 72 5 - الإمام القسطلاني (ت 923 هـ) في المواهب اللدنية (ج 1 ص 16) 6 - قال برفعه وكذلك شاهد له الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما سنوضح بالنقل والبرهان (ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي) 7 - الإمام السمهودي (844 هـ ـ 911 هـ) في وفاء الوفا 2: 419 8 - ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية ص 49 وصححه كما سنبرهن على ذلك وقد ذكر في بداية كتابه (قال الإمام السيوطي في مقدمة الخصائص (1/ : "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد") وها وإن دل فإنما يدل على أن الحديث ليس بموضوع عند الحافظ السيوطي بأي حال من الأحوال بل صححه كما سنرى. # تحليل حديث توسل سيدنا آدم بالنبي محمد عليهم الصلاة والسلام هذا الحديث قد طعن فيه البعض واختلف علماء الحديث في ما بين صحته وضعفه وتشدد البعض وحكم بوضعه وهذا الحديث قد صح بكثرة طرقه وتعدد أسانيده. وقد اختلف علماء الحديث في الكثير من الأحاديث النبوية ويظهر جليا أن هذا الحديث لا ينزل عن مرتبه الحسن كما صرح بذلك العلامة الإمام السبكي رحمه الله | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:47 am | |
| [rtl] 1 - وقد حكم عليه الإمام الذهبي بالبطلان من طريق واحد وهو على جلالة قدره لم يطلع على الطريق الأخر وسنده مسلسل بالثقات خلا رواى صدوق كما سنوضح. 2 - قال الإمام البيهقي في طريق عبدالرحمن (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف) وهذا يدل على أن الحديث ليس بموضوع عند الإمام البيهقي وحكم بضعف عبدالرحمن وليس المتن فقد نقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه ألا يخرج الموضوعات والذي قال فيه الذهبي: عليك به فإنه كله هدى ونور. [كذا في شرح المواهب وغيره]. وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وليس وضاع فعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا يجعل الحديث موضوعا بأي حال من الأحوال والحاصل أن الحديث الذي حكم عليه الإمام الذهبي ولم يقف على طرقه الأخرى تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من من بعض الطرق وهو ضعيف كما قال البيهقي و ابن عدي لم يضعفه فإنه في الكامل قال (4/ 1585) (له أحاديث حسان ... وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه. اهـ. أي ان عبد الرحمن في الأصل ليس بوضاع ولا متهم. وقد حسن له الحافظ المنذري ذكر الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب حديث " أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه " قال عقبه ما نصه:" رواه ابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد وُثِّق، قال ابن عدي أحاديثه حِسَان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه " ا. هـ. والإمام أحمد بن حنبل روى لعبد الرحمن بن زيد في مسنده ((والإمام أحمد لم يرو في المسند حديثاً موضوعاً كما قال الحافظ في – القول المسدد في الذَّبِّ عن مسند الإمام أحمد – فرواية أحمد لعبد الرحمن بن زيد في المسند دليل على أنه لم يصل في الضعف إلى حد أن يكون حديثه موضوعا.)) ونقول أنظر ماذا قال فيه ابن تيمية في مجموع فتاويه (15/ 67) قال: (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد كان إماما وأخذ التفسير عن أبيه زيد وكان زيد إماما فيه ومالك وغيره أخذوا عنه التفسير وأخذه عنه عبد الله) اهـ هـ ولحديث توسل آدم بالنبي صلَّى الله عليه و آله و سلَّم شاهداً قوياً يرفعه على الأقل لدرجة الحسن. فاليكم الشاهد الذي اورده ابن تيمية في مجموع فتاويه ((قد أخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران قال: حدثنا أو جعفر محمد ابن عمرو، حدثنا أحمد بن سحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد ابن سنان العوقي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً؟ قال: ((لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات، وخلق العرش، كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأبواب، والأوراق والقباب، والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى: نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان، تابا واستشفعا باسمي إليه). وأخرجه ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقله عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/ 159) مستشهداً به. فهذا الطريق إسناده مسلسل بالثقات ما خلا راوٍ واحد صدوق. وحتى ابن تيمية اورد حديث اخر وقال في اخره فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للاحاديث الصحيحة فتأمل قال ابن تيمية:- (روى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة ومن طريق الشيخ أبي الفرج حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشيد حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال: يا رب، بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى إليه وما محمد؟ ومن محمد؟ فقال: يارب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك فقال: نعم، قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك، ولولاه ما خلقتك". فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة [مجموع الفتاوى لابن تيمية ج 2 ص 159][/rtl] [rtl] قلت: فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين وأنت ترى أن الشيخ استشهد به هنا على التفسير.!!!! سند الشاهد أبو جعفر محمد بن عمرو (وهو ابن البختري الرزاز، ثقة ثبت) وله ترجمة في تاريخ بغداد (3/ 132). وأحمد بن إسحاق بن صالح (هو أبو بكر الوزان، صدوق على الأقل) وله ترجمة في تاريخ بغداد أيضاً (4/ 28) ومحمد بن صالح (هو أبو بكر الأنماطي المعروف بكيلجة، ثقة حافظ من رجال التهذيب، ويمكن أن يكون هو محمد بن صالح الواسطي كعب الذراع، ثقة أيضاً) ومترجم في تاريخ الخطيب (5/ 360) والاختلاف في تعيين الثقة لا يضر. ومحمد بن سنان العوقي فمن فوقه ثقات من رجال التهذيب فلتراجعهم[/rtl] [rtl] إن هذا الإسناد من شرط الحسن على الأقل ويصححه من يدخل الحسن في الصحيح وجاء الشاهد ايضاً في سبل الهدى والرشاد للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ قال بنصه في الباب الخامس في كتابة أسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت وما وجد على الحجارة القديمة في نقش اسمه صلى الله عليه وسلم (وروى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: " لما خلق الله الأرض واستوى إ لى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء. وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك. فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ". وقد أشار إليه الإمام مالك رضي الله عنه في القصة الصحيحة التي لا غبار عليها قصه الخليف المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه (((حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري، وأبو القاسم أحمد بن بقي الحاكم، وغير واحد، فيما أجازونيه، قالوا: أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن دلهاث، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن فهر، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج، حدثنا أبو الحسن عبد الله بن المنتاب، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا ابن حميد]، قال: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الخ إلي أن قال فاستكان لها أبو جعفر، وقال: يا أبا عبد الله، أستقبل القبلة، وأدعو أم أستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه، وهو وسيلتك، ووسيلة أبيك آدم - عليه السلام - إلى الله - تعالى - يوم القيامة؟ بل استقبله، واستشفع به، فيشفعه الله، قال الله - تعالى -: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم [النساء: 64] الآية.)) انتهي الشفا 2:41 وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وتدل على أن الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم. فالقصة كما نرى تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد بقول الإمام مالك وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام " وترجح اخذ الإمام مالك رضي الله عنه بصحة الحديث والإقرار به!!! وقد أخرج هذه القصة رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك رواها القاضي عياض في الشفا 2:41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه وقال الخفاجي في شرحه 3:398 (ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه) وذكرها القسطلاني في المواهب 4:580 وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8:304) بعد ذكر من أنكرها فقال (وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب) ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح المدخل 1/ 248، 252 والفواكه الدواني 2/ 466 وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2/ 478، والقوانين الفقهية 148. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ وهناك أخبار وردت هي كالشواهد لهذا الحديث وقد أوردنا الرواية الصحيحة عن ميسرة من قبل من الأخبار التي وردت وهي كالشواهد لهذا الحديث: 1 - ما أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن محمد بن على بن حسين بن على عليهم السلام قال: لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل عليه السلام فقال: ((يا آدم! هل أدلك علي باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟ قال: بلى يا جبريل، قال: قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح، فليس شيء أحب إلى الله من المدح، قال: فأقول ماذا يا جبريل؟ قال: فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو علي كل شيء قدير، ثم تبوء بخطيئتك فتقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي)). قال: ففعل آدم، فقال الله: يا آدم! من علّمك هذا؟ فقال: يا رب! إنك لما نفخت فيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت علي ساق عرشك مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا وحده لا شريك له محمد رسول الله، فلما لم أر علي أثر اسمك اسم ملك مقرب، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك، قال: صدقت، وقد تبت عليك وغفرت لك. (كذا في الدر المنثور للسيوطي ج 1 ص 146). ومحمد بن على بن الحسين هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين وساداتهم خرّج له الستة، روى عن جابر وأبي سعيد وابن عمر وغيرهم 2 - ما رواه أبو بكر الأجري في كتاب الشريعة قال: حدثنا هارون بن يوسف التاجر، ثنا أبو مروان العثماني، حدثني أبو عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها علي آدم قال: اللهم إني أسألك بحق محمد عليك قال الله تعالى وما يدريك ما محمد، قال: يا رب رفعت رأسي فرأيت مكتوباً علي عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك.[/rtl] [rtl] كتاب الشريعة ص 427 3 - ما اخرجه ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله انزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والمرسلين ثم اقبل على ابنه شيث فقال أي بني انت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى فكلما ذكرت الله فاذكر الى جنبه اسم محمد {صلى الله عليه وسلم} فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم إني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وأن ربي اسكنني الجنة فلم ار في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين اعين الملائكة فأكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها. انظر الخصاءص الكبرى للسيوطي و (المواهب اللدنية ج 1 ص 186). 4 - أخرج الحاكم نفسه شاهدا له عن ابن عباس فقد روى بسنده المتصل إلى قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: ((أوحى اللهُ إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمِن بمحمد وَأْمُر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقتُ آدم ولولاه ما خلقتُ الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن "قال الحاكم حديث صحيح الإسناد الحاكم في المستدرك (ج 2 ص 615) 5 - قال: الديلمي في مسند الفردوس وذلك بسنده المتصل إلى عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا " أتاني جبريل فقال يا محمد إن الله يقول لولاك ما خلقتُ الجنة ولولاك ما خلقتُ النار) 6 - ويشهد للحديث والشواهد ابيات مدح العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تشير للاحاديث السابقة عند الحاكم والديلمي بقوله: من قبل طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق ثم هبطت البلاد لابشر أنت ... نسراً وأهله الغرق تنقل من صلب إلى رحم .... إذا مضى عالم بدا طبق ووردت نار الخليل مستتراً ..... في صلبه أنت كيف يحترق حتى احتوى بيتك المهمين من ... خندف علياء تحتها النطق. أنتهى. الاستيعاب (3\ 340) وذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة خريم وقال رواها ابن خثيمة والبزار وابن شاهين الاصابة (1\ 433) ورواها الحاكم في المستدرك عن خريم واقره الذهبي فقال: رواية الأعراب عن أبائهم وملهم لا يضعون (المستدرك وتلخيصه 3\ 337) وذكرها الحافظ ابن كثير في السيرة (1\ 195)[/rtl] [rtl] ومن هنا نقول إن حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قصة توسل آدم عليه السلام ليس بموضوع ولا تسمح القواعد الحديثية أن تكون موضوعاً والصواب أن الحديث منجبر بحديث ميسرة الفجر وهو حديث قوي كما سبق آنفاً وبأثر الباقر والعباس وغيرهم رضي الله عنهم وبذلك يكون حديث توسل آدم حسناً لغيره فيحتج به بلا نزاع. ولله در العلامة النحوي الفقيه محمد بن علي بن يحيى الغرناطي الشهير بالشامي عندما قال متوسلا: جرمي عظيم يا عفُوُّ وإنني بمحمد أرجو التسامح فيه فقد توسل آدم من ذنبه وقد اهتدى من يقتدي بأبيه وقد احتج به الائمة في كتبهم و من استشهد بهذا الحديث من الائمه الأعلام والمفسرين ومن المعلوم أن الموضوع لا يصلح للاستشهاد الدر المنثور ج 1/ص 142 للإمام السيوطي تفسير السمرقندي ج 1/ص 72 فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم سورة البقرة 37 ((فتلقى آدم يعني استقبلته الكلمات من ربه يقال تلقيت فلانا بمعنى استقبلته ومعنى ذلك كله أن الله تعالى ألهمه بكلمات فاعتذر بتلك الكلمات وتضرع إليه فتاب الله عليه , وقال مجاهد تلك الكلمات هي قوله تعالى قالا ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف 23 الآية وقال بعضهم قال بحق محمد أن تقبل توبتي قال الله تعالى له من أين عرفت محمدا قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمدا رسول الله فعلمت أنه أكرم خلقك عليك فتاب الله عليه.)) اهـ تفسير الثعلبي ج 1/ص 184 عكرمة عن سعيد بن جبير في قوله فتلقّى آدم من ربه كلمات قالا قوله ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين وكذلك قاله الحسن ومجاهد , وقال بعضهم نظر آدم ج الى العرش فرأى علي ساقه مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال يا ربّ أسألك بحقّ محمد أنْ تغفر لي فغفر له. المعجم الأوسط ج 6/ص 313 ((حدثنا محمد بن داود ثنا أحمد بن سعيد الفهري ثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذنب آدم 2104 ب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى الله إليه وما محمد ومن محمد فقال تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو يا آدم ما خلقتك.)) اهـ الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 7/ص 386 ((قال ونا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني حدثني أبي قال أخبرني رجل من أهل الكوفة من عباد الناس من الأنصار قال حدثني عبد الرحمن بن عبد ربه المازني من أهل البصرة عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن مسعود قال لما أصاب آدم الذنب نودي أن أخرج من جواري فخرج يمشي بين شجر الجنة فبدت عورته فجعل ينادي العفو العفو فإذا شجرة قد أخذت برأ سه فظن أنها أمرت به فنادى بحق محمد ألا عفوت عني فخلي عنه ثم قيل له أتعرف محمدا قال نعم قيل وكيف قال لما نفخت في يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه)) اهـ الإمام الحافظ الثقة الديلمي الهمذاني ولد سنة 445 وتوفي سنة 509 في الفردوس بمأثور الخطاب ج 3/ص 151 ((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا علي خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل عليه السلام قال يا آدم ألم أخلقك بيدي ألم أنفخ فيك من روحي ألم أسجد لك ملائكتي ألم أزوجك حواء أمتي قال نعم قال فما هذا البكاء قال وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن قال فعليك بهذه الكلمات التي أعلمكهن فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قال وما هن قال قل اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي تب على إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم)) اهـ الإمام الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ج 1/ص 512 ((ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت في قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى إذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد.)) اهـ الإمام برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية ج 1/ص 354 ((وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا غفرت لي قال وكيف عرفت محمدا وفي لفظ كما في الوفاء وما محمد ومن محمد قال لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال صدقت يا آدم ولولا محمد لما خلقتك أي وفي لفظ كما في الشفاء قال آدم لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله تعالى إليه وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك.))[/rtl] [rtl] اهـ سلاح المؤمن في الدعاء ج 1/ص 130 ((وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى أما إذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما غفرت لك وما خلقتك رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد.)) اهـ سيرة النبي المختار ج 1/ص 96 ((وذكر جماعة من علماء التفسير في قوله تعالى فتلقئادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم سورة البقرة 2 37 أن آدم توسل بمحمد عليهما الصلاة والسلام إلى ربه في غفران ذنبه فغفر له)) اهـ الواقدي في فتوح الشام ج 1/ص 180 ((فرفع العباس رضي الله عنه عند يديه وعلي رضي الله عنه كذلك وقالا اللهم انا نتوسل بهذا النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي توسل به آدم فأجبت دعوته وغفرت خطيئته الا سهلت على عبد الله طريقه وطويت له البعيد وأيدت أصحاب نبيك بالنصر انك سميع الدعاء)) اهـ الإمام ابن كثير اورده وتوقف في الحكم على الحديث بعد ان اورد كلام الإمام البيهقي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال الإمام ابن كثير والله أعلم. وهذا يدل على أنه يصلح للاستشهاد عنه ولم يحكم بوضعه كما يقول البعض بل استشهد به. قال في البداية والنهاية ج 1/ص 81 ((وروى الحاكم أيضا والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد أن غفرت لي فقال الله فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد فقال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال البيهقي تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف والله أعلم.)) اهـ وقد استدل به الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ في سبل الهدى والر شاد كما سبق والإمام السبكي والإمام السمهودي وابن الجوزي وغيرهم الكثير. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحوظة على سبيل الاستئناس ورد في إنجيل برنابا الذي قال أكثر العلماء أن البشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وردت فيه. فلنرى كيف وردت البشارة. حتى تفيقوا وها هو الإنجيل الذي قيل أنه غير محرف في بشارته بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم أيضا ينص على معنى الحديث وليس لنا حاجة إليه بل نورده على سبيل الاستئناس فقط!!!!! فنرى كيف كانت البشارة في إنجيل برنابا. في إنجيل برنابا الفصل الحادي والأربعون (26 - 34) " حينئذ قال الله: انصرف أيها اللعين من حضرتي فانصرف الشيطان ثم قال الله لآدم وحواء اللذين كأنا ينتحبان: اخرجا من الجنة وجاهدا أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما لأني أرسل ابنكما علي كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشري لأني سأعطى رسولي الذي سيأتي كل شيء فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب: لا إله إلا الله محمد رسول فبكى عند ذلك وقال: أيها الابن عسى الله أن يريد أن يأتي سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء " وقال في الفصل الثاني والأربعون (12 - 17) " قالوا: إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا؟ أجاب يسوع: إن الآيات التي يفعلها الله علي يدي تظهر إني أتكلم بما يريد الله ولست أحاسب نفسي نظير الذي تقولون عنه لأني لست أهلا إن أحل رباطات جرموق أو سيور جزاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خُلق قبلي وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لديه نهاية " وهذا مقال عن أنجيل برنابا من الشبكة الاسلامية http://www.islamweb.net/ver 2/ archive/readArt.php?id=134197 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ بعض الشبهات وردها 1 - قولهم ان الحافظ ابن الجوزي ضعف عبدالرحمن بل قال أنه وضاع. نقول ابن الجوزي نقل رواية مسلسلة بالثقات ما خلا روا واحد صدوق في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران نقله عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/ 159) مستشهداً به ذكرناها وهي ترفع الحديث للحسن. فهو لم يحكم على الحديث بل اقره وعمل به كما ورد في كتبه وقال ايضاً الإمام ابن الحوزي في المدهش قال ج 1/ص 141 ((لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه)) قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص 297): ("ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة)) اهـ قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص 286): (ذكر في بعض الأخبار أنّ على ساق العرش مكتوبًا. من اشتاق إلى رحمتي رحمته ومن سألني أعطيته ومن لم يسألني لم أنسه ومن تقرب إلي بقدر محمد {صلى الله عليه وسلم} غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر فالله الله يا أمة محمد ويا أحباب محمد من أصابته نائبة أو وقع في شدة فليتضرع إلى مولاه ويسأله بقدر محمد وبحرمة محمد {صلى الله عليه وسلم} فإنه قدره عند الله عظيم) اهـ ـــــــــــــــــ 2 - حكم الذهبي على الحديث بالوضع نقول على جلالة الحافظ الذهبي لم يطلع على الرواية الأخرى المسلسلة بالثقات والتي اوردناها فهي ترفع الحديث للحسن على الأقل.[/rtl] [rtl] ونقول حتى في راواية عبدالرحمن فهو حكم على طريق انفرد به عبدالرحمن فقط كما أنه لا تسمح القواعد الحديثية بالحكم على حديث عبدالرحمن بالوضع فعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وليس وضاع فعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا يجعل الحديث موضوعا بأي حال من الأحوال. 3 - قولهم ان الإمام القسطلاني لم يصححه كما ورد في رسالة لاحد أدعياء العلم اسمها هذه مفاهيمنا نقول: قد صححه الإمام القسطلاني في أكثر من موضع في كتابه المواهب ويا ليت شعري على تدليس القوم وشيوخهم فعلى سبيل المثال. فقد قال الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية ج 1 ص 35 طبعة دار الكتب العلمية بيروت بشرح وتعليق مأمون بن محيي الدين الحنان ما نصه (وفي المولد الشريف لابن طغفر بك: يروي انه لما خلق الله تعالى آدم, ألهمه أن قال: يارب أنه لما خلق الله تعالى آدم , ألهمه ان قال يا رب لم كنيتني أبا محمد. قال الله تعالى: يا آدم ارفع رأسك , فرفع رأسه فراى نور محمد صلى الله عليه وسلم في سرادق العرش, فقال يا رب ما هذا النور قال هذا نور نبي من ذريتك اسمه في السماء احمد وفي الأرض محمد لولاه ما خلقتك وما خلقت سماء ولا ارض. (قال الإمام القسطلاني) ويشهد لهذا ما رواه الحاكم في صحيحه ان آدم عليه السلام راي اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوباً على العرش وان الله تعالى قال لادم لولا محمد ما خلقتك ولله در القائل وكان لدي الفردوس في زمن الرضا. وأثواب شمل الأنس محكمة السدى يشاهد في عدن ضياء مشعشا يزيد على الأنوار في الضوء والهدى فقال إلهي ما الضياء الذي أرى جنود المساء تعشوا إليه تردداً فقال نبي من خير من وطئ الثرى وأفضل من في الخير راح أو اغتدى تخيرته من قبل خلقك سيداً. وألبسته قبل النبيين سؤدداً ... ) انتهى بنصه ومن المعلوم انه إذا اورد العلماء كلام مستحسن لديهم ونقلوه للاستشهاد والاقرار ولم يعقبوا فهاذ تصحيح منهم للقول. ثم سرد الإمام القسطلاني الإدلة على صحة الخبر وأجاب على سؤال كيف تكون خلقة محمد على في خلق أدم صلى الله عليهم وسلم واورد الأدلة وأحاديث أخرى فارجع للكتاب للوقوف على ما أورده كاملاً ــــــــ تنبيه الإمام ابن طغر بك من العلماء الفاضلين وهو حنفي المذهب توفى عام (670 هـ) انظر معجم المؤلفين (7\ 278) ـــــــــــــــــــــــــــ في نفس المرجع ج 1 ص 43 شواهد للحديث وأقوال الائمة فلتراجع ــــــــــــــــ وقد أودر الإمام القسطلاني تصحيحه بلفظه ونصه في الجزء الثالث من نفس الطبعة ص 418 (وقد يتوسل بصحاب الجاه غلى من هو أعلى منه, ثم إن كلاً من الاستغاثة والتوسل والتشفع والتوجه بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره في تحقيق النصرة ومصباح الظلام واقع في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه, وفي مده يحاته وفي الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة, فأما الحالة الأولى فحسبك ما قدمته في المقصد الأول من استشفاع آدم عليه السلام به لما أخرج من الجنة وقوله تعالى (يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في اهل السموات والأرض لشفعناك) وفي حديث عمر ابن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما) وإن سالتني بحقه فقد غفرت لك) وقال القسطلاني بعدها يرحم الله ابن جابر حيث قال به قد أجاب الله آدم إذ دعاء ..... ونجى في بطن السفينة نوح وما ضرت النار الخليل لنوره .......... ومن اجله نال الفداء ذبيح ثم قال القسطلاني (وصح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت ليفقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلمت أنك لا تضيف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك. فقال الله تعالى: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ولإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك) انتهى بنصه فهل بعد ذلك يقال أن الإمام القسطلاني لم يصحح الحديث ويتغنى الوهابية ويتغنى اهل البدع بأقوال اشباه المشايخ ومدعين العلم مثل صاحب رسالة هذه مفاهيمنا ... نترك الحكم للعاقل فقط. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ 3 - قولهم أن الإمام الزرقاني حكم بضعف الحديث كما ورد في رسالة اسمها هذه مفاهيمنا لاحد أدعياء العلم. نقول:- الإمام الزرقاني حكم برفع شاهد للحديث واقر برفع الحديث واور شواهد في طى شرحه وإليك الأتي. قوله ضعفه الإمام الزرقاني في هذه مفاهمينا فهذا منافي للحقيقة. فقد ذكر فيها الثالث: أن إسناد الحديث ضعفه جماعة كثيرون: ومنهم: الزرقاني في "شرح المواهب " (1/ 76) ما قاله آل شيخ في رسالته حيث قال بعد ذكر الحديث (1/ 76): "هو غريب مع ضعف راويه " أ. هـ فنقول عجباً .. !!! وأين التحقيق.!!! فانظر أخي للحقائق الجلية وما بين قوسين كلام الإمام القسطلاني وخارجها باللون كلام الإمام الزرقاني في شرحه قال الزرقاني في شرح المواهب (ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي) (فقال يا رب ما هذا النور؟ قال هذا نور نبي من ذريتك اسمه) قال الزرقاني المشهور به (في السماء) بين الملائكة (احمد) اسمه المشهور به (في الأرض) بين أهلها (محمد) فلا نافي أن كتابة محمد على قوائم العرش واطلاع الملائكة عليها كما يجئ صريح تسميته بمحمد ايضا (لولاه ما خلقتك ولا حلقت سماء ولا ارضاً ويشهد لهذا) المروي المنقول من المولد من اوله في الجملة أي يقويه (ما رواه الحاكم في صحيحه) المستدرك عن عمر رفعه (أن آدم عليه الصلاة والسلام راى اسم محمد مكتوبا على العرش وأن الله تعالى قال لآدم: لولا محمد ما خلقتك). (قال الزرقاني) وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس: أوحى الله إلى عيسى أمن بمحمد ومر أمتك ان يؤمنوا به, فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب, فكتبت عليه لا اله إل الله محمد رسول الله فسكن. صححه الحاكم وأقره السبكي في شفاء السقام والبلقيني في فتاويه و مثله لا يقال راياً فحكمه الرفع.)[/rtl] ثم قال في في شرح بيت الشعر (من قال) مضمناً هذا الخبر وتوسل ادم بالمصطفى في قبول توبته وهو صالح بن حسين الشاعر) انتهى. فيتضح لك أخي أن الإمام الزرقاني صحح الحديث واقر رفع وكذلك شاهد له أما ما قاله آل شيخ في رسالته حيث قال بعد ذكر الحديث (1/ 76): "هو غريب مع ضعف راويه " أ. هـ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 6:49 am | |
| [rtl] فنقول فالإمام الزرقاني كان يشرح كلمة الإمام البيهقي في قوله تفرد به جاء في شرح المواهب بتمامه ونصه ج 1 ص 120 < (قال) البيهقي (تفرد به عبدالرحمن) أي لم يتابعه عليه غيره فهو غريب مع ضعف روايه> فالغرابة هنا تعنى الانفراد وهذا شرح كلام البيهقي. ولم يحكم بضعفه الإمام الزرقاني فالغرابة لا تنافي الصحة مطلقا فمن الغريب ما هو صحيح وما هو حسن وما ضعيف وهو يشرح قول الإمام البيهقي الذي قال بتفرد عبدالرحمن وهو اي عبدالرحمن ضعيف أما حكمه هو أي الإمام الزرقاني فيحمل على التحسين بمجوع طرقه كما اورد هو في القول السابق بالقول في الرفع للحديثين وكلاهما شاهد للأخر بالطبع لانه قال برفعه من قبل واستشهد باكثر من حديث ايضاً كشواهد. فيتضح لك أن الإمام الزرقاني يشرح معنى قول الإمام البيهقي ولم يقصد بتاتاً تضعيف الحديث لانه قال برفعه تبعا للائمة بل واستشهد بالحديث بطريق اخر غير طريق عبدالرحمن كما سنرى في نفس المصدر قال الإمام الزرقاني في شرح قول الإمام القسطلاني وروى أنه لما خرج آدم من الجنة فقال الإمام الزرقاني مقراً وشارحاً بقوله (أي لما أراد الخروج لما في الخميس إن الله لما قال له أخرج لا يجاورني من عصاني رفه أدم طرفه إلى العرش فقال يا رب بحق محمد أغفر لي فقال: قد غفرت له بحقه) انتهى بنصه شرح المواهب ج 1 ص 118 وكذلك في شرح راى مكتوباً على ساق العرش قال الإمام الزرقاني (وكانت الكتابة (أقول صقر الاسلام اي كتابة اسم سيدنا محمد على العرش) قبل خلق السموات والأرض بألفي سنة كما روى عن أنس) انتهى بنصه شرح المواهب ج 1 ص 118 وقال الإمام الزرقاني في شرح قول الإمام القسطلاني وعلى كل موضع في الجنة فقال مستشهداً بحديث اخر رواه ابن عساكر فقال (من قصر وغرفة ونحور حور عين ورق شجرة توبة وورق سدرة المنهى وأطراف الحجب و بين أعين الملائكة رواه ابن عساكر عن كعب الأحبار نقله المؤلف في المقصد الثاني)) انتهى وهذا الحديث الذي يقصده الإمام الزرقاني إرتباط الكون باسمه صلى الله عليه وسلم (ومن أمثال هذا التفضل الإلهي ما جاء في الآثار من انتشار اسمه محمد في الملأ الأعلى، قال كعب الأحبار: إن الله أنزل على آدم عصياً بعدد الأنبياء والمرسلين، ثم أقبل على ابنه شيث فقال: ابني أنت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد فإني رأيت اسمه مكتوباً على ساق العرش وأنا بين الروح والطين، ثم إني طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعاً إلا رأيت اسم محمد مكتوباً عليه، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصراً ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوباً عليه، ولقد رأيت اسم محمد مكتوباً على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى، وعلى ورق سدرة المنتهى، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة، فأكثروا ذكره فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها. اهـ (المواهب اللدنية ج 1 ص 186). وهكذا في كل شرحه فراجع المصدر ستقف على الكثير من أقواله في شرح الكثير من الأحاديث. وفي في الجزء 12 ص شرح الإمام الزرقاني كلام الإمام القسطلاني بدون تعقيب فقال ((((فأما الحالة الولى أي قبل خلقه (صح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت ليفقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلمت أنك لا تضيف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك. فقال الله تعالى: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ولإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك) اي لقبلنا شفاعتك (وفي حديث عمر ابن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما) وإن سالتني بحقه فقد غفرت لك) ما وقع منك) انتهى بنصه فكيف يقول هؤلاء أن الإمام الزرقاني ضعفه؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ 4 - قولهم أن الإمام السيوطي لم يصحح الحديث نقول هذا من التدليس وليس من التحقيق وهذا ايضاً قاله مدعي العلم صاحب رسالة هذه مفاهيمنا فقال (وعند الرجوع للخصائص لم نجد السيوطي قد تكلم ولا عقب على ذلك ولعل الشيخ أخذ قول السيوطي في مقدمة الخصائص (1/: "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد" فعممه، وقول السيوطي لا يفيد صحة كل ما يورده. ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276).)[/rtl] [rtl] الإمام السيوطي نص في بداية كتابه الخصائص الكبرى (("ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد")) ونص على أنه صحة الاخبار الواردة وبالطبع التي يصدر بها الباب فهي إما صحيحة او حسن لذاته او لغيرة بمجموع طرقه وشواهده فقال في بداية كتابه (وصدقت أخباره آياته كتاب بسقت فنونه وأورقت غصونه واتسقت اسانيده ومتونه) اولاً:- الحديث ليس بموضوع عنده ولا شديد الضعف ولا ضعيف طبقاً لما نص عليه فهو يصححه كمانص على ذلك و سنرى ثانياً:- الإمام السيوطي في خطبة الكتاب بدأ بالحمد ثم بالصلاة على سيدنا النبي فقال في الافتتاحية (الحمد لله الذي اطلع في سماء النبوة سراجا لامعا وقمرا منيرا وأطلع من اكمام الرسالة ثمرا يانعا وزهرا منيرا تبارك اسمه وتمت كلمه وعمت نعمه وجمت حكمه وجرى بما كان وبما يكون قلمه وأوجد الانام من العدم وجعل الضياء والظلم وخلق اللوح والقلم وقدر الآجال والارزاق والاعمال وقسم أحمده وهو المحمود أزلا وابدا وأشكره مستزيدا من نعمه مسترفدا واستهديه ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا واستنصره ولن تجد من دونه ملتحدا واستكفيه وله الحول والقوة سرمدا واستعينه ونعم المولى والنصير مؤيدا واعتصم به واستمسك بحبله ومن استمسك به فلا انفصام له ابدا واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا تنزه عن سمات المحدثات فلا جسم ولا عرض ولا صوت ولا انتقال ولا يحويه مكان ولا زمان ولا يخطر بالبال ولا يدركه العقل ولا يحيط به الادراك ولا للذهن الى حقيقته مجال واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله نبي ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وسمع صريف الاقلام بالمستوى وكتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما ويوم النشأة الاخرى سلم عليه الحجر والشجر ودر له ضرع الجذعة بالدرر وحن الجذع لفراقه حتى خار خوار البقر ونبع الماء من اصابعه ومن الارض انفجر وانشق له) فهذه افتتاحية الكتاب البسملة والحمد والصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما. فالإمام السيوطي يصححه بقلبه وعقله وقلمه ويقول لكم يا قوم هذا تصحيحي للحديث في بداية كتابي وقبل كتابته ثالثاً:- قال الإمام السيوطي في المقدمة ((مستوعب لما تناقلته أئمة الحديث بأسانيدها المعتبرة مشتمل على ما اختص به سيد المرسلين من المعجزات الباهرة والخصائص التي أشرقت إشراق البدور السافرة وأوردت فيه كلما ورد ونزهته عن الاخبار الموضوعة وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند)) اذا نرى كلمة صاحب هذه مفاهيمنا الذي دلس على العوام وهذا النقل من الإمام السيوطي قال صاحب رسالة هذه مفاهيمنا. ((ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276))) نقول:- كما سبق فالامام السيوطي يصحح ما لم يتعقبه في صدر الباب وقال هنا ونزهته عن الاخبار الموضوعة وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند أي ان الحديث متنه عنده صحيح فيتتبع الشواهد والطرق وما ضعفه الإمام السيوطي في مناهل الشفا هو الحديث عن طريق عبدالرحمن فقال ضعيف ولم يذكر له طرق أي ضعف طريق واحد .. !!!! فتأمل اما في كتابه الخصائص هنا فقد أورد طرق وشواهد بعضها موقوف وبعضها ضعيف وبعضها مرفوع وبعضها لا يصح كشواهد وبعضها اثار واخبار فهو يصدر الباب بالحديث الرئيسي ثم يورد له شواهد إن كان الحديث ضعيف السند و عنون الباب باسم يليق يدل على تصحيحه فقال باب خصوصيته {صلى الله عليه وسلم} بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت. فتأمل اسم الباب الذي بوبه الإمام السيوطي وتحت اورد حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق عبدالرحمن واورد له شواهد كثيرة وعلى هذا الحديث ينطبق قوله تماماً في مقدمته وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند .. فيظهر ان الإمام السيوطي يصحح الحديث بطرقه وشواهده كما مر بنا قد بدأ كتابه بالصلاة والسلام على سيدنا النبي بقوله الذي كتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما. ومما اورده الإمام السيوطي في خصائصه من شواهد للحديث.[/rtl] [rtl] باب خصوصيته {صلى الله عليه وسلم} بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت ما اخرجه الحاكم والبيهقي والطبراني في الصغير وأبو نعيم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو حديثنا هنا وما اخرجه ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله انزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والمرسلين ثم اقبل على ابنه شيث فقال أي بني انت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى فكلما ذكرت الله فاذكر الى جنبه اسم محمد {صلى الله عليه وسلم} فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم إني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وأن ربي اسكنني الجنة فلم ار في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين اعين الملائكة فأكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها وما اخرجه البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله وما اخرجه ابن عساكر عن جابر قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} مكتوب على باب الجنة لا اله إلا الله محمد رسول الله وما اخرجه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ما في الجنة شجرة عليها ورقة إلا مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله وما أخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس قال أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك ان يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن قال الذهبي في سنده عمرو بن أوس لا يدري من هو ووما اخرجه ابن عساكر من طريق أبي الزبير عن جابر قال بين كتفي آدم مكتوب محمد رسول الله خاتم. وغيرها الكثير اورده الإمام السيوطي كشواهد ومنها الضعيف ومنها الحسن ومنها الشاذ ومنها الصحيح ولكنه اوردها كوشاهد وطرق لحديث توسل سيدنا أدم عليه السلام بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. فراجع كتابه للوقوف على ما اورده جميعه لانه يتعذر علينا نقله جميعا. رابعاً: أورد الإمام السيوطي في كتابه أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب والذي لخص فيه الخصائص الكبرى اي كتبه بعد الخصائص الكبرى والذي قال فيه في مقدمته أنه لخصه وتتبع فيه الاحاديث الواردة فقال: ((الفصل الاول فيما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم في ذاته من الدنيا اُختص صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول النبيين خلقاً، وبتقدم نبوته، فكان نبياً وآدم بين الماء والطين، وبتقدم أخذ الميثاق عليه، وأنه أول من قال: بلى يوم ((ألست بربكم))، وخلق آدم وجميع المخلوقات لأجله، وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء وما فيها والجنان وسائر الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في الأذان في عهد آدم وفي الملكوت الأعلى) انتهى المقصود ومن تقف على جهل من قال السيوطي لم يصححه ويجعجع في وريقات تدل على جهله وجهل فرقته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن هنا يتضح لك أخي المسلم أن من صحح هذا الحديث 1 - صحح إسناده الإمام الحاكم فقد اخرجه وقال صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (2/ 615) 2 - صححه الإمام السبكي فقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن (ومن قال ان الإمام السبكي اخذ تصحيحه فقط من الحاكم فنقول نعم وحقق في كتابه ان الحديث حسن فذكر طرق وشواهد له وأقوال الائمة فلتراجع) (في شفاء السقام ص 120) 3 - الإمام ابن الجوزي حيث نقل عنه ابن تيميه رواية صحيحة كما سنوردها أخرجها ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقلها عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/ 159) مستشهداً به وهي ترفع الحديث ليكون حسناً لغيره ويحتج به بلا منازع. 4 - صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي 752 هـ:829 هـ دفع شبه من شبه وتمرد 109 قال الامام الحصني رحمه الله: (فهذا الإمام الحافظ قد كفانا المؤنة وصحح الحديث وقد رواه غير واحد من الحفاظ وأئمة الحديث بألفاظ ........ ) دفع شبه من شبه وتمرد ص 109 5 - الإمام القسطلاني (ت 923 هـ) في المواهب اللدنية (ج 1 ص 16) 6 - الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما وضحنا (ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي) 7 - الإمام السمهودي (844 هـ ـ 911 هـ) في وفاء الوفا 2: 419 8 - ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية ص 49 وصححه[/rtl] [rtl] 9 - الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ في سبل الهدى والرشاد استشهد به وغيرهم من الائمة المذكورين في الموضوع فلتراجع الأسماء - 10 الإمام البلقيني كما مر. وغيرهم الكثير قال الامام الكوثري رحمه الله: (لا التفات بعد هذا التصحيح من الحاكم وهو الحاكم الى طعن طاعن في هذا الحديث وقد رأينا من يطعن فيه وفي أمثاله من الأحاديث التي يصححها الحاكم وهي دالة على سمو شرفه صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته عند ربه كأن هذا الطاعن أوذي ممن يستخفون بشأنه عليه الصلاة والسلام فصدر منه ذلك الطعن لشعوره وهو لايشعر أو يشعر وكأن هذه المسألة مسألة عظم حرمته صلى الله عليه وسلم ورفعة شأنه موضع خلاف بيننا وبين هؤلاء الناس ونحن لا نسلم هذا الخلاف إلا بعد أن نسمع من هذه الشرذمة أن كلام الله تعالى مطعون في صدقه أيضاً فإذا قالوها سكتنا عنهم ويكونون بذلك أراحو واستراحوا وحسبنا الله ونعم الوكيل). الحاشية لدفع شبهة من شبه وتمرد ص 109 إذاً فالحديث صححه جل العلماء واستشهد به الائمة في كتبهم ومن ضعفه لم يقف على طرقه التي غابت عنهم وهذا عذر يعرفه أهل العلم اما الوهابية فهم من أهل الجهل والهوى والعياذ بالله. وفي الحديث التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه وأن المدار في صحة التوسل على أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل وأنه لا يشترط كونه حياً في دار الدنيا. ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله.[/rtl] [rtl] ب- المدد و التوسل والاسغاثة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله 1 - حديث توسل الصحابي الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم (حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قَالَ فَادْعُهُ. قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ لِتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِىَّ) أخرجه احمد في مسنده ج 4 ص 138 ,والترمذي في سننه ج 5 ص 569 وقال هذا حديث حسن صحيح, والنسائي في الكبري ج 6 ص 196, وفي عمل اليوم والليله ج 1 ص 417,وابن ماجه في سننه ج 1 ص 441 , والحاكم في المستدرك في موضعين ج 1 ص 458,و ج 1 ص 707 , والطبراني في الصغير ج 1 ص 306, والاوسط ج 2 ص 105, والكبير ج 9 ص 30 .. حتى لم يضعفه من اشتهر بالمنهج المتشدد مثل الألباني قال عنه انه صحيح في التعليق على صحيح ابن خزيمه 1219 وفي هذا الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم علم الرجل الضرير دعاء وهو من الدعاء المأثور كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمه الدعاء ولم يدعي له!!! فلم يكن التوسل بدعاء النبي كما واضح من الحديث بل امره أن يتوضأ ويدعو ويسأل الله بجاه النبي الشريف صلى الله عليه وسلم وامره بذلك في مقام البيان والتشريع ولا خلاف بين أهل العلم أن الدعاء المأثور عن النبي والذي علمه لاصحابه بالصيغ المختلفة هو من أفضل الدعاء سواء في حال وجود الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم وهذا الدعاء وصيغته منها فلا حجه لأهل البدع بانكاره بتضعيف ما ورد من اثر أيام سيدنا عثمان رضي الله عنه فهذا الدعاء من المأثور .. ومن قال أن النبي صلى الله عليه وسلم دعى لهُ فعليه البينة من الحديث الشريف. ثم إن كان النبي صلى الله عليه وسلم دعى لهُ فلماذا يُعلمهُ الدعاء إذاً؟؟ امّا من يقول بأنَّ التوسُّل بذات النَّبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه لم يبينه النَّبي صلى الله عليه وسلم ولم يرشد إليه أمّته ولم يعلِّمهم إيَّاه فالصحيحُ عكسُه لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن وعلَّم التوسُّل به للضرير وأرشده إليه في هذا الحديث لقد تقرَّر في قواعد الأصول أنَّ العِبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه وأنَّ تبيينه وإرشاده و تعليمه لفرد من أفراد الأمّة تبيينٌ وإرشادٌ وتعليمٌ لعمومها إلاّ إذا ثبت نسخٌ أو تخصيصٌ وهيهات أن يَثْبُتَ النَّسخُ أو التَّخصيصُ لهذا الحديث فقد قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (5/ 42): ((لا خلاف بين علماء أهل الأثَر والفقه أن الحديث إذا رواه ثقةٌ عن ثقةٍ حتى يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم أنّه حُجَّةٌ يُعمَلُ بها إلا أن ينسخه غيرُه. ثم قال في الجزء نفسه (ص 220): ((فضائله صلى الله عليه وسلم لا يجوز عليها النسخ ولا الاستثناء ولا النقصان.)) وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله .. !! " قاعده نفسيه من كلام العلامة الشيخ علي جمعة في كتابه البيان لما يشغل الاذهان يقول مولانا:- (هذه الصيغه من الأدعيه حيث علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لاحد أصحابه واظهر الله معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس وفي الحقيقة فنحن لا نحتاج إلي ذكر قصه الحديث التي حدثت في زمن سيدنا معاوية ابن ابي سفيان حتى نستدل على جواز الدعاء بهذه الصيغة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم فإذا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا من أصحابه صيغه دعاء ونقلت إلينا بالسند الصحيح فدل ذلك على استحباب الدعاء بها في كل الأوقات حتى يرث الله الأرض ومن عليها وليس هناك مخصص لذلك الدعاء لهذا الصحابي وحده!!!! ولا مقيد لذلك بحياته صلى الله عليه وسلم فالأصل في الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامة الا أن يثبت المخصص أو المقيد لها) اهـ ومن الحديث ولفظه وهو صحيح أن النبي لم يدعو للصحابي الضرير بل الصحابي الضرير قد توسل بالنبي في دعاءه فقال اللَّهُمَّ إِنَى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نبي الرَّحْمَةِ .. وكل دعاء مأثور هو دعاء للأمة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا سبيل لتقيده وتخصيصه في هذا الحديث .. !! وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله .. !! وقد بوب الإمام النسائي هذا الباب باسم ما يقال عند الكرب إذا نزل به بصيغة الاستمرار ولم يقل ما يقل عند الكرب في حياة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وبوب الحافظ ابن السني الحديث باب ما يقول من ذهب بصره وهي تفيد الاستمرار ولم يقل باب ما قال من ذهب بصره وابن ماجة والطبراني والمنذري والهيثمي كان اسم الباب صلاة الحاجة .. الإمام البيهقي قال فيا: في دلائل النبوة 6 | 166 باب: ما جاء في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يصبر، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة. ا هـ. فعبارته هنا تدل على انه يرى ان النبي صلى الله عليه وسلم علم الأعمى الدعاء والتوسل به كما هو واضح. وزاد شُعبةُ في روايته عند أحمد وابن خزيمة والحاكم: «وشفعني فيه» لكنه نُقِلَ عنه الشك فيها من طريقين وذلك في روايتي أحمدٍ وابنِ خزيمة وقال شعبة أيضاً في روايته عند البيهقي في الدلائل: «وشفعني في نفسي» , بدل: «وشفعني فيه» .. وقول الوهابية أنها تهدم التوسل فهو إعلال باطل مردود بأن هذه الزيادة انفرد شعبة بذكرها دون سائر الرواة.[/rtl] [rtl] كما ان حمل الهاء في هذه العبارة على الضمير يلزم منه أن يكون الأعمى شافعا في النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مستحيل شرعا وعقلا فيكون معناها تقبل دعائي بشفاعته كما ذكر ابن تيمية في قاعدته (ص 99) وفتاويه (1/ 275) مُوضِّحةٌ لهذا المعنى لأنّ فيها " اللهم فشفّعني في نفسي وشفّع نبيّي في ردّ بصري" قال سيدي العلامة محمد مفتاح بن صالح في حجة الأصولي الألسن وهناك طريقتان للتعامل معها. الطريقة الأولى: هيَّ حملُ الهاء في «شفعني فيه» على أنها هاءُ سَكْتٍ لتطابق معنى زيادة «فشفعه في وشفعني في نفسي» التي هي أصح زيادة وردت في هذا الحديث لثبوتها عن الحفاظ الأربعة الذين رووه عن أبي جعفر الخطمي الذي عليه مداره, وحينئذ فلا تَعارُضَ بين الزيادتين أصلاً لاتحادهما معنىً، وهذا هو الأولى عندي لأنَّ الجمع أولى من الترجيح باتفاق أهل الأصول كما بينه ابن حجرفي الفتح ج 3 ص 94 وج 8 ص 451 وج 9 ص 474 وج 13 ص 410., وهاءُ السَّكْتِ وردت كثيرا في القرآن وفي الأثر، من ذلك قوله تعالى في سورة الحاقة: (هَآؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَّه إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَّهْ، وقوله: (يَالَيْتَنِي لَمُ أوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمَ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة َ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) وفي سورة القارعة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ،) ومن أمثلتها في الأثر قول سعد بن أبي وقاص كما في طبقات ابن سعد (3/ 140) وأصله في صحيح البخاري: " لقد خِبْتُ إذن وضلَّ عمليَهْ" أي عملي، وكذلك المعنى في عبارة (وشفعني فيهْ) أي: فِيَّ بِيَاءِ المتكلِّم أي «شفعني في نفسي» , وروايةُ حمادٍ بنِ سلمة التي ذكرها ابنُ تيميّة في قاعدته (ص 99) وفتاويه (1/ 275) مُوضِّحةٌ لهذا المعنى لأنّ فيها " اللهم فشفّعني في نفسي وشفّع نبيّي في ردّ بصري". وبهذا تتّفق الرواياتُ كلُّها وينسجمُ المعنى ويَبطُلُ الإعلالُ من أصله, أضِفْ إلى هذا أنّ حمل الهاء في هذه العبارة على الضمير يلزم منه أن يكون الأعمى شافعا في النبي وهذا مستحيل شرعا وعقلا, أو يُلجَأ إلى التأويلات البعيدة المتعسَّفة مثل ما فعل ابنُ تيميّة والألباني وتلميذُه الرِّفاعي وهذا المحاضر حيث قال ابنُ تيميّة في قاعدته (ص 96) وفتاويه (1/ 271,335, 336) " وشفعني فيه" أي في دعائه وسؤاله لي, وقال الألباني في توسله (ص 80): أي اقبل شفاعتي أي دعائي في أن تقبل شفاعته (أي دعاءه في أن ترد عليّ بصري, وقال الرِّفاعي في توصله (ص 169؛ 238): أي واقبل شفاعتي بقبولك شفاعة رسول الله (في أي اقبل دعائي في قبول دعائه من أجل أن ترد على بصري, وقال المحاضر كما تقدم: اللهم استجب دعائي له بالاستجابة واستجب دعاءه لي بردِّ البصر. هكذا تواردوا على هذه التأويلات البعيدة المتعسَّفة وغفلوا عن هذا التحقيق الجليّ الواضح, والعجب لابن تيميّة والألباني والرفاعي حيث صحّحوا عبارة " وشفعني فيه" وبالغوا في الاحتجاج بها في القاعدة (ص 100) والفتاوي (1/ 266, 268؛ 270؛ 271؛ 274؛ 276؛ 277؛ 324). وفي التوسل (ص 80؛ 81؛ 83) وفي التوصل: (ص 168؛ 237؛ 238). دون أن يشير أحدٌ منهم إلى عِلَّةِ الشكّ التي فيها مع وقوفهم عليها, في الوقت الذي طعن ابنُ تيميّة والألبانيُّ في زيادة حمّاد بن سلمة المتقدمة التي هي: (ثم ما كانت حاجةٌ فافعل مثلَ ذلك) أو قال (فُعِلَ مثلُ ذلك) , مع أنّ العبارتين زِيدَتَا من ثقتين حافظين في متن حديثٍ واحدٍ وحمادٌ أفقه من شعبة وفِقْهُ الراوي من مرجّحات روايته كما بيَّنهُ ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 25) والحاكم في علوم الحديث (1/ 11)، والخليلي في الإرشاد (1/ 177)، والخطيب في الكفاية (ص 436)، والحازمي في الاعتبار (ص 39)، والحسن بن عبد الرحمن في المحدث الفاصل (ص 238)، وابن الأثير في جامع الأصول (1/ 62)، والسبكي في جمع الجوامع (ص 113)، وابن حجر في الفتح (1/ 362)، والسيوطي في شرح الكوكب الساطع (2/ 466)، ثم إنّ شُعبة نُقِلَ عنه الشكُّ في أصل زيادته من طريقين, وحمادٌ لم يُنقَلْ عنه قطّ شكٌّ في أصل زيادته, وروايةُ مَن جَزَمَ أرجحُ من رواية من شَكَّ كما بينه ابنُ حجر في الفتح (1/ 228, 2/ 178, 3/ 31, 563, 6/ 178, 8/ 5). وأعجب من هذا أنّ ابن تيميّة في قاعدته (ص 96) وفتاويه (1/ 271): زعم أنّ شعبة وحماد بن سلمة وهشام الدستوائي قالوا في رواياتهم للحديث: (وشفعني فيه) , وهذا خلاف الواقع لأنّ هذه العبارة لا توجد إلا في بعض روايات شعبة وحده وقد نُقِلَ عنه الشَّكُّ فيها من طريقين كما سبق, بل إنَّ الذي وردعن حماد بن سلمة وهشام الدستوائي وروح بن القاسم, إنما هوعبارة (شفعني في نفسي) , بدل (شفعني فيه) , ومن العجيب زعم الرفاعي في التوصل (ص 168؛ 237؛ 238) أنّ عبارة (شفعني فيه) في سنن الترمذي, ولم أقف عليها في شيءٍ من نُسَخِ سننه التي وقفت عليها ولا أعلم أحدًا غيره نسبها إلى الترمذي قطّ. والحقيقةُ أنَّ ابنَ تيميّة والألباني والرفاعي, وإن اعترفوا بصحة هذا الحديث المخالف لنحلتهم, فإنهم قد تعسفوا له تأويلات بعيدة, وتخبطوا في شأنه, وأما المحاضر فقد شاركهم في بعض ذلك, وشذ عنهم, وعن غيرهم بتضعيفه الحديث. الطريقة الثانية: في التعامل مع عبارة (شفعني فيه) هي: أن يُرجَّحَ بينها وبين عبارة (شفعني في نفسي) , وحينئذ يتَّضح أنَّ عبارة (شفعني فيه) مرجوحةٌ لأن شعبة وهو الذي تفرد بها دون سائر الروات نُقِلَ عنه الشك فيها من طريقين وذلك في روايتي أحمد (4/ 138) وابن خزيمة (2/ 225)، وقال عنها ابنُ كثير في تاريخه (6/ 161): كأنها غلط من الراوي. قلت: ويتأكد كونُها مرجوحةً إذا حُملت الهاءُ فيها على الضمير, مع أنَّنا لو افترضنا أنها ثبتت, لما كان ذلك قادحًا في صحة الحديث لما تقدم من كونه ثبت من دونها في ثلاث روايات أخر غير رواية شعبة.[/rtl] [rtl] ((أما قول الوهابية أن أبا جعفر فيه كلام، وبعضهم ضعف الإسناد لأجل عدم التثبت أن أبا جعفر هو الخطمي)) فنقول فهذا والله عين الجهل؟؟ ان العبارة الأصليةَ التي وردت في بعض نسخ الترمذي تقبل التوجيه والمبدلة لا تقبله إذ الاحتمال قد يتطرق إلى أن يكون أصل رواية الترمذي هو لفظة (عينُ) بدلا من (غيرُ) لِطِبَاقٍ بين اللفظتين, وكذلك يتطرق إلى أن تكون لفظة غيرُ) قد زيدت في بعض النُّسَخ وهذا يؤيده كون أكثر نُسَخِ سنن الترمذي ليست فيها تلك اللفظةُ. أنَّ لفظة: (وهو غير الخطمي) بافتراض ثبوتها عن الترمذي يلزم الرجوع إلى بقية روايات شعبة عند غير الترمذي, ثم الرجوع إلى روايات رفيق شعبة: حماد بن سلمة, ثم الرجوع إلى روايات هشام الدستوائي وروح بن القاسم, وحينئذ نجد روايتي شعبة عند البيهقي في الدلائل (6/ 166) وابن أبي حاتم في العلل (3/ 229) مصرحتين بأنّه الخطمي، ونجد رواياته عند أحمد في إحدى روايتيه (4/ 138) وابن ماجه في سننه (رقم:1385) وابن خزيمة في صحيحه (2/ 225) والحاكم في مستدركه (1/ 313 , 519) والبغوي في معجم الصحابة (4/ 346): مصرحة كلها بأن أبا جعفر هذا هو المدني, والمدني هوالخطمي ونجد روايات حماد بن سلمة عند أحمد في مسنده (4/ 138) والبخاري في تاريخه (6/ 209) وكذا ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في قاعدة ابن تيميّة (ص 98) وفتاويه (1/ 274): مصرحة كلها بأنه الخطمي وكذلك نجد تصريح النسائي في روايته في عمل اليوم والليلة (رقم 665) من طريق هشام الدستوائي بأنه الخطمي ونجد روايتي روح بن القاسم عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633) والحاكم في المستدرك (1/ 526): مصرحتين بأنه الخطمي. فتبين بهذه الحجج البالغة والبراهين الدامغة: أنّ أبا جعفر هذا هو الخطمي أبا جعفر الخطمي هذا وإن كان لم يُعَيَّنْ في روايات شعبة عند الترمذي في السنن (رقم 3649) والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 664) وعبد بن حميد في منتخب مسنده (رقم 379) وأحمد في إحدى روايتيه في المسند (4/ 138) وفي رواية حماد بن سلمة عند النسائي في العمل (رقم 633) فقد عُيِّنَ في بقية روايات شعبة عند ابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (2/ 225) والبخاري في تاريخه (6/ 209) والحاكم في مستدركه (1/ 313،519) والبيهقي في الدلائل (6/ 166) والبغوي في معجم الصحابة (4/ 246) وابن أبي حاتم في العلل (3/ 229)، وفي إحدى روايتيه عند أحمد في المسند (4/ 138) وعُيِّنَ كذلك في روايات حماد بن سلمة عند أحمد في المسند (4/ 138) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 209) وابن أبي خيثمة في تاريخه كما في قاعدة ابن تيميّة (ص 98) وفتاويه (1/ 274) وعُيِّنَ كذلك في روايتي هشام الدستوائي عند النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 665) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 210) وعُيِّنَ كذلك في روايات روح بن القاسم عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633) والحاكم في المستدرك (1/ 526) والبيهقي في الدلائل (6/ 167) , وقد تقرر في علم المصطلح أنَّ الراويَ إذا أُبهم في طريق وعُيِّنَ في طريق مُعتَبَر آخر حُمِلَ المُبهَمُ على المُبيَّنِ وزال الإبهامُ وارتفع الإشكالُ, وعلى هذا المنوال ألَّف الخطيبُ كتابَه: "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة" ودَرَجَ عليه كافة المحدثين أيضًا قبل الخطيب وبعده. ثانيها: أنّ الحافظ المَزِّي في تهذيب الكمال (21/ 242) والحافظ ابنَ حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (6/ 20) عَدَّا أبا جعفر الخطميَّ هذا في الرواة عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ولم يعُدَّا فيهم أبا جعفر غيره. ثالثها: أنّ الترمذي صحّح هذا الحديث في سننه وليس من عادته تصحيحُ أحاديث المجهولين أَحْرَى إذا كانت لا تُروَى إلا من طريقهم. رابعهما: أنّ الخطمي هو المدني: عمير بن يزيد وهو الذي في جميع روايات هذا الحديث كما تواطأ عليه الحُفَّاظُ حيث قال بعضهم: أبو جعفر المدني وقال بعضهم الخطمي وقال بعضهم: المدني الخطمي وقال بعضهم: المدني وهو الخطمي عمير بن يزيد، فممن قال: (الخطمي) شعبة في روايتيه عند البيهقي في الدلائل (6/ 166) وابن أبي حاتم في العلل (3/ 229) , وحماد بن سلمة في رواياته عند أحمد في المسند (4/ 138) والبخاري وابن أبي خيثمة في تاريخيهما وممن قال: (المدني) شُعْبَةُ في رواياته عند البخاري في التاريخ الكبير (6/ 210) وأحمد في المسند (4/ 138) وابن ماجه في السنن (رقم 1385) وابن خزيمة في صحيحه (2/ 225) والبغوي في معجم الصحابة (4/ 346) والحاكم في المستدرك (1/ 313 , 519) وقد وافقه الذهبي على ذلك, وممن قال: (المدني وهو الخطمي) روح بن القاسم في روايتيه عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633) والحاكم في المستدرك (1/ 526) وأقره الذهبي على ذلك وكذا في دلائل النبوة للبيهقي (6/ 167) , وفي معجم الطبراني الكبير (9/ 17 - 18) وقال في الصغير (1/ 184) أبو جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد) وممن نص كذلك على أنه الخطمي: الترمذي في سننه كما في طبعة بولاق وهي أول الطبعات وكما في طبعة دار سحنون بتونس ضمن موسوعة السنة وكما في طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1395 هـ وكما في طبعة دار الكتب العلمية سنة 1408 هـ وكذلك نسخة ابن كثير التي نقل منها في موضعين من تاريخه (6/ 161 , 295) ونسخة المَزِّي التي نقل منها في تحفة الأشراف (7/ 226) ونسخة الإمام السبكي التي نقل منها في شفاء السقام (ص: 134)، وكذلك نقل شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم وعادل مرشد وإبراهيم الزئبق ومحمّد رضوان وسعيد اللَّحام وهشيم عبد الغفور وعامر غضبان ومحمّد أنس الخن ومحمّد بركات وعبد اللطيف حرز الله, نقلوا كلُّهم في تحقيقهم لمسند الإمام أحمد (28/ 479) طبعة مؤسّسة الرّسالة عن النُّسخ الّتي اطّلعوا عليها من سنن التّرمذيّ أنّه قال بأنّ أبا جعفرٍ هذا هو الخطميّ. وقد جزم كلٌّ من الطّبراني في الصّغير (1/ 184) وابن أبي حاتم في العلل (3/ 229) وابن أبي خيثمة في تاريخه كما في قاعدة ابن تيميّة (ص 99) وفتاويه (1/ 275) والدَّارقطني في تعليقاته على ضعفاء ابن حبّان (ص 213) والمَزِّيُّ في تهذيب الكمال (19/ 359) وابن تيميّة في قاعدته (ص 93) وفتاويه (1/ 266) والذهبي في جزء السّيرة من تاريخه (ص 364): جزموا كلهم بأنَّ الخطميَّ هو الّذي روى عنه شُعبةُ.[/rtl] بل صرح الألباني الوهابي في توسله (ص 76، 93) بأن هذا الحديث: لا شُبهة في سنده ولا شك في صحته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:06 am | |
| [rtl]2 - ذكرنا حديث الصحابي الضرير وأنه من صيغ الدعاء المستحبة إلى يوم الدين وأنه من الدعاء المأثور عن النبي ولا تخصيص له ولا تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وسنذكر الحديث الذي يشد عضد هذا ويغلق الباب على أهل البدع على الرغم من عدم وجود تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وقصه الحديث: إن رجلا كان يختلف إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر إلى حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك, فقال عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ، ثمّ ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّد صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم نبيّ الرّحمة، يا محمّد إني أتوجّه بك إلى ربي عزّ وجلّ ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورحْ إليّ حتّى أروح معك. فانطلق الرّجل فصنع ما قال عثمان له ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله علي عثمان بن عفّان فأجلسه معه علي الطّنفسة، وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قال له: ما ذكرت حاجتك حتّى كانت هذه السّاعة. وقال له: ما كان لك من حاجة فائتنا، ثمّ إنّ الرّجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلّمته فيّ، فقال عثمان ابن حنيف: والله ما كلّمته ولكن شهدت رسول الله صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أو تصبر؟)) فقال: يا رسول الله إنّه ليس لي قائد وقد شقّ عليّ. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أيت الميضأة فتوضأ، ثمّ صل ركعتين، ثمّ ادع بهذه الدّعوات)). قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا الرّجل كأنّه لم يكن به ضرر قط .. رواه الطبراني في الصغير ج 1 ص 306 .. والبيهقي في دلائل النبوة, والمنذري في الترغيب والترهيب ج 1 ص 273 وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ج 2 ص 379,وقد ذكرها المياركفوري في تحفه الاحوذي ج 10 ص 24 وصححه العلامه المحدث الغماري في ارغام المبتدع الغبي ص 6 ومن يقول أن رواية أحمد بن شبيب عن أبيه خالفت نقول بل قد رواه ابنه أحمد أيضا عند البيهقي في دلائل النبوة بالإسناد والمتن سواء وهى من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد بن شبيب ثنا أبي ...... إلخ .. قال البيهقي في الدلائل"6/ 166" من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا احمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهيل عن عثمان بن حنيف ... ان رجلا ان يختلف إلي عثمان رضي الله عنه. فهذه الرواية برواية أحمد بن شبيب عن أبيه والمتن سواءفهذه الرواية برواية أحمد بن شبيب عن أبيه يعقوب بن سفيان هو الفسوي ثقة بل فوق الثقة انظر تذكرة الحفاظ "2/ 582" تهذيب التهذيب "11/ 385" - أحمد بن شبيب من رجال البخاري انظر تهذيب التهذيب"1/ 36" ووثقه ابوحاتم"2/ 54" وابن عدي في الكامل أثناء ترجمة ولده 4/ 1346 ووثقه ابن المديني وكتب عنه فشبيب من رجال البخاري وهو شبيب بن سعيد الحبطي البصري انظر تهذيب التهذيب "4/ 306" وثقه أبو حاتم "4/ 359"وابن عدي في الكامل "41346" وابن المديني انظر تهذيب التهذيب "4/ 307 كما أن الحفاظ أيضاً صححوا هذه القصة كالمنذري في الترغيب والترهيب:1/ 476 بإقراره للطبراني والهيثمي في مجمع الزوائد: 2/ 279 وفي الحديث تعليم احد الصحابة وهو عثمان بن حنيف رضي الله عنه لرجل كان له حاجة عند سيدنا عثمان رضي الله عنه فيتضح أن الصحابي عثمان بن حنيف فهم أن حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم السابق في رد بصر الأعمى في حياته وبعد انتقاله الشريف لانه كان معه في وقت حديث الأعمى. وفي الحديث جواز الاستعانة والاستغاثة والتوجه لله رب العالمي بجاه ومكانه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الإمام الشوكاني رحمه الله: [إن التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته، وفي حضرته وفي مغيبه، ولا يخفاك انه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه .... ] المرجع: الدر النضيد ص 6 الشوكاني ص 138 تحفة الذاكرين في (باب صلاة الضر والحاجة) حيث قال ما نصه: (وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله الى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى) انتهى فالحديث صحيح ويعضده هذا الأثر ايضا 3 - عن الحافظ ابن ابجر وهو من السلف الصالح أسلم ابن أبجر على يد عمر بن عبد العزيز عندما كان واليا وكان سيدنا عمر واليا حتى سنة 86 هـ. حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول: جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد ابن أبجر فجس بطنه فقال: بك داء لا يبرأ، قال: ما هو؟ قال: الدُّبَيْلَة، وهي خرّاج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً، قال: فتحول الرجل فقال: الله الله، الله ربي لا أشرك به شيئاً، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك وربّي يرحمني ممّا بي. قال: فجس بطنه فقال: قد برئت، ما بك علة كتاب مجابي الدعاء لابن ابي الدنيا ص: 264 وقد كان ابن أبجر حافظاً ثقةً وكان مع ذلك طبيباً ماهراً يداوي الناس مجاناً وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي. وقد ذكر ابن تيمية اثر الحافظ ابن ابجر وقال قال ابن تيمية: قلت: فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السّلف.[/rtl] [rtl]اهـ [ابن تيمية في قاعدة جليلة ص 94] وصدق القائل: إن التوسلَ جائزٌ في شرعنا * لا يمتري في حكمه شخصان إلاّ الذين توهَّبوا بجهالة * وتوسّموا بسفاهة بلسان قد حرّموه وبالغوا في ذمّه * من غير أن يأتوا بأيّ بيان وحديث عثمان بن حُنَيفٍ حجة * يقضي لنا عليهم بالخسران والله يهديهم ويشرح صدرهم * لقبول ما يبدر من البرهان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 4 - الاستسقاء بوجه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم جاء في صحيح البخاري: حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب فتهلل وجه النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: (يستسقى الغمام بوجهه). ولم يقل هذا من الشرك لانه فقط يستسقي بالله!!!! الحديث 953 أخرجه البخاري (1008) قال الإمام ابن حجر العسقلاني (استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع: لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير، حتى قال ابن حجر: إن أبا طالب يشير بقوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام) فتح الباري: 2/ 398 وجه الاستدلال بالحديث الشريف هو أن ابن عمر رضي الله عنه قد تذكر ذلك البيت وتمثل به جهارا حتى سمعه الجمع فلم ينكره احد فالبيت معناه ثابت ومقبول وغير مردود ولم يعترض النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وأبيض يستسقي الغمام بوجه. وهذا توسل واضح بذات النبي صلى الله عليه وسلم لان الوجه الشريف جزء من جسد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد فسر الجمهور في القرآن الآية (ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والاكرام) فسر الوجه بالذات انظر تفسير ابن كثير ج 3 ص 403 وقد ذكر الإمام العيني في عمدة القارئ ما نصه (معني قول أبي طالب هذا في الحقيقه توسل إلي الله عز وجل بنبيه لانه حضر استسقاء عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم فيكون استسقاء الناس الغمام في ذلك الوقت ببركه وجهه الكريم وان لم يكن في اللفظ أن احدا ساله) انتهي عمدة القارئ ج 6 ص 10 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 5 - المدد والتوسل باسم وذات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ((قال الإمام الطبراني ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا خلاد بن عيسى الأحول عن خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده قال قدمت بكر بن وائل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتهم فاعرضني عليهم فأتاهم أبو بكر فقال من القوم قالوا بنو ذهل بن ثعلبة قال ليس إياكم أريد أنتم الأذناب فقام إليه دغفل فقال ومن أنتم قال رجل من قريش قال أمن بني هاشم قال لا قال فمن بني أمية قال لا قال فأنت من الأذناب ثم عاد إليهم أبو بكر ثانية فقال من القوم قالوا بنو ذهل بن شيبان قال إياكم أريد فعرض عليهم قالوا حتى يجيء شيخنا فلان قال خلاد أحسبه قال المثنى بن خارجة فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه فقال ان بيننا وبين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فننظر فيما تقول فقال أبو بكر أرأيت ان غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا قال لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما تقول فلما التقوا يوم ذي قار هم والفرس قال شيخهم ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى ما دعاكم إليه قالوا محمد قال فهو شعاركم فنصروا على القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بي نصروا)) ذكره في المعجم الكبير ج 6/ص 61 في باب ما أسند سعيد بن العاص قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن عيسى وهو ثقة مجمع الزوائد ج 6/ص 211 وعزاه في الخصائص الكبرى ج 1/ص 302 لأبي نعيم وقد اعترض الوهابية على قول الهيثمي رجاله ثقات بحجة أن العاص رجل كافر وفي هذا عدة أخطاء (نبينها لكم من بحث أحد الاخوة) أولا:- العاص ليس هو جد خالد المقصود في السند ونسب خالد كما يلي خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو صدوق من رجال البخاري وسعيد بن عمرو ثقة من صغار الثالثة من رجال الصحيحين أرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورأى جمعا من الصحابة انظر التمهيد ج 4/ص 26 ثانياً:- أما عمرو بن سعيد فهو من التابعين وذكره بعضهم في الصحابة ورد ذلك ابن حجر في الإصابة فذكره في القسم الرابع و الحديث كما يتضح عند الطبراني من مسند أبيه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو صحابي صغير أخرج حديثه مسلم والبخاري في الأدب وهو من أشراف قريش وفصحائها وأحد كتبة المصحف العثماني فلذا اقتصر على قوله عن خالد بن سعيد بن العاص نسبه لجده سعيد مباشرة وجعل الرواية من مسند سعيد كما عنون على ذلك. فليراجع. ثالثاً:- ووهم من ظن خالدا أعلاه هو ابن سعيد بن العاص بن أمية فهذا صحابي قديم له ترجمة حافلة في الإصابة أو أنه ابن سعيد بن العاص بن سعيد مباشرة فالعاصان ماتا مشركين الأصغر والأكبر وليس لأحد منهما هنا زمام ولا جمل. وعلى إثر ذلك دخل عليه الوهم في قضية أخرى فاعترض على كون خلاد بن عيسى لم يلق خالدا (لظنه أنه الصحابي) أقول بل منجاب الراوي عن خلاد يروي عن خالد فلا تعجب وانظر التمهيد في الموضع المشار إليه أعلاه. ومنجاب من ثقة من رجال مسلم كما في التقريب أما محمد بن عثمان بن أبي شيبة ففيه كلام لا يضر تجد تفصيله في اللسان ج 5/ص 280 والميزان ج 6/ص 254 وترجمه في تذكرة الحفاظ ج 2/ص 661 ولم يضره كلام مطين فهما من الأقران وقد صحح له المقدسي في المختارة والحاكم في المستدرك وأقره الذهبي كما في 1/ 40 و 384 وغيرهما كثير وقال الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء ج 14/ص 21 الإمام الحافظ المسند أبو جعفر العبسي الكوفي ...[/rtl] [rtl]جمع وصنف وله تاريخ كبير ولم يرزق حظا بل نالوا منه وكان من أوعية العلم و للحديث شواهد ايضاً منها حديث الأخرم بن سيدان بن فهم بن غيث بن كعب التميمي رواه خليفة بن خياط قال ثني أبو أمية عمرو بن المنخل السدوسي قال حدثنا يحيى بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه يوم ذي قار اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا ص 42 من طبقاته ومن طريقه البخاري في التاريخ الكبير ج 2/ص 63 وأضاف عزوه الإمام السيوطي في الخصائص الكبرى والجامع الكبير للبغوي في معجمه وابن قانع وأبو نعيم وانظر كنز العمال ج 12/ص 181 وعمرو بن المنخل بن عمرو بن قيس بن الحارث بن هدان بن وعلة بن كعب بن عمرو بن سدوس يكنى أبا أمية شيخ خليفة له ترجمة مقتضبة جدا في طبقات ابن خياط ج 1/ص 227 وفي فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده ص 472 والمقتنى في سرد الكنى للذهبي ج 1/ص 95 ومثله على شرط ابن حبان فيستدرك على ثقاته ولم أقف عليه عنده ولم أر من جرحه فمثله مستور الحال إن لم يوجد من وثقه وهؤلاء مقبولون في الشواهد والمتابعات. ولم ينفرد بل تابعه سليمان بن داود المنقري الشاذكوني البصري الحافظ فروى نفس السند والحديث لكن برواية مختصرة، كما في معجم الصحابة لابن قانع ج 1/ص 65 قال ثنا عبد الله بن محمد الوراق نا سليمان بن داود المنقري نا يحيى به مختصرا. أما يحيى بن يمان فهو العجلي أبو زكريا الكوفي من رجال التهذيب وهو من رواة الإمام مسلم في صحيحه والبخاري في الأدب والأربعة قال الحافظ في التقريب صدوق عابد يخطئ كثيرا وقد تغير من كبار التاسعة مات سنة 89 وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق ص 199 وقال ابن عدي في الكامل ج 7/ص 236 وابن يمان في نفسه لا يتعمد الكذب الا انه يخطئ ويشتبه عليه وانظر باقي ترجمته في تهذيب الكمال ج 32/ص 56 أما الرجل الذي لم يسم فقد سماه ابن حجر في الإصابة فقال عبد الله من بني تيم الله وبعضهم يقول تيم اللات أو التيمي وكناه ابن قانع بأبي عبد الله التيمي تهذيب التهذيب ج 12/ص 168 قال الحاكم أبو عبد الله التيمي معروف بالقبول أما من فوقه فعبد الله بن الأخرم وأبيه من الصحابة كما تجد في ترجمتهما في الإصابة ج 4/ص 3 وج 5/ص 221 وج 1/ص 37 والاستيعاب ج 1/ص 73 والثقات لابن حبان ج 3/ص 22 حديث ابن عباس رضي الله عنه وذكر ابن الكلبي أن ذي قار كانت بعد وقعة بدر بأشهر قال وأخبرني الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا الإصابة ج 1/ص 316 وغيرها. ما رواه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ج 3/ص 142 وعزاه لأبي نعيم والحاكم والبيهقي قال والسياق لأبي نعيم رحمهم الله من حديث ابان بن عبد الله البجلي عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس حدثني علي بن أبي طالب قال لما أمر الله رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منى إلى أن قال ... ثم دفعنا الى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا النبي قال علي وكانوا صدقاء صبراء فسر رسول الله من معرفة أبي بكر رضي الله عنه بانسابهم قال فلم يلبث رسول الله الا يسيرا حتى خرج الى أصحابه فقال لهم احمدوا الله كثيرا فقد ظفرت اليوم أبناء ربيعة بأهل فارس قتلوا ملوكهم واستباحوا عسكرهم وبي نصروا قلت وهو حديث طويل قال الحافظ ابن كثير عقبه: (هذا حديث غريب جدا كتبناه لما فيه من دلائل النبوة ومحاسن الاخلاق ومكارم الشيم وفصاحة العرب وقد ورد هذا من طريق أخرى وفيه أنهم لما تحاربوا هم وفارس والتقوا معهم بقراقر مكان قريب من الفرات جعلوا شعارهم اسم محمد فنصروا على فارس بذلك وقد دخلوا بعد ذلك في الاسلام أقول وهو في دلائل النبوة للبيهقي ج 2/ص 427 بدون الفقرة الأخيرة وكذا عند أبي نعيم ص 282 والحديث مروي من طريقين لا تخلوان من مقال ونقل ابن حجر بعض التضعيفات لطرقه في بعض كتبه إلا أنه صرح في الفتح عند شرح حديث رقم 3889 بقوله: أخرجه أبو نعيم والحاكم والبيهقي في الدلائل بإسناد حسن وتبعه الزقاني فحسنه في شرحه على المواهب.[/rtl] [rtl]وقد علقه الطبري في تاريخه ج 1/ص 472 واليعقوبي ج 2/ص 46 وعزاه السهيلي في الروض الانف ج 2/ص 238 للخطابي ولقاسم بن ثابت بن حزم أقول يكنى بأبي محمد السرقسطي المتوفى سنة 302 هـ وكتابه الدلائل في الحديث لم أره مطبوعا ويظهر أنه كتاب عظيم المقدار غزير العلم قال أبو علي القالي فيه: ما اعلم انه وضع بالأندلس مثل كتاب الدلائل قال بن الفرضي ولو قال ما وضع مثله بالمشرق ما ابعد، مات ولم يكمله فاتمه أبوه أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف السرقسطي الحافظ المشهور المتوفى سنة 314 اهـ من الرسالة المستطرفة ص 155 وانظر فهرسة ابن خير الإشبيلي ص 161 وفهرس ابن عطية ص 139 وكشف الظنون ص 760 وأبجد العلوم ج 2/ص 391 حديث بشير بن يزيد الضبعي قال الطبراني حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن سواء حدثني الأشهب الضبعي حدثني بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم المعجم الكبير ج 2/ص 46 قال في مجمع الزوائد ج 6/ص 211 رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف قلت وهو شاهد للفقرة الأولى من الحديث وسليمان الشاذكوني سبق الكلام عنه لكنه لم ينفرد فقد رواه خليفة في طبقاته من غير طريقه فقال حدثني محمد بن سواء قال حدثنا أبو الأشهب الصنعاني عن بشر بن يزيد الصنعاني وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه يوم ذي قار اليوم أول يوم انصفت فيه العرب من ملك العجم الطبقات لابن خياط ص 42 ومن طريقه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 7/ص 77 والبخاري في التاريخ الكبير ج 2/ص 105 و ج 8/ص 313 وابن عبد البر في الاستيعاب ج 1/ص 177 وابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام ص 110 وأضاف السيوطي في الخصائص عزوه لبقي بن مخلد في مسنده والبغوي وكذا لابن السكن وأبي نعيم وابن قانع كما في كنز العمال ج 10/ص 268 وج 11/ص 170 وقال الحافظ في الإصابة 1/ص 316 ووقع في سياقه وكان قد أدرك الجاهلية قال وذكره بن حبان في التابعين فقال شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل قلت وليس في شيء من طرق حديثه له سماع فالله أعلم بعض البلاغات حفص بن مجاهد العالم بأخبار الناس روى الإمام أحمد عن هشيم قال ثنا هشيم أخبرني شيخ من قيس يقال له حفص بن مجاهد وكان عالما بأخبار الناس قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بي نصروا قال وكان ذلك عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم العلل ومعرفة الرجال ج 1/ص 129 فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2/ص 829 وهشيم هو ابن بشير بن القاسم الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال من رجال الستة ومن كبار أتباع التابعين ومن شيوخ أحمد روى عن جمع غفير وهنا صرح بالتحديث والإسناد على أفضل أحواله مرسل بل معضل وفي الإصابة ج 2/ص 135 في ترجمة حنظلة بن سيار العجلي قال أبو عبيدة في كتاب المآثر كان رئيسا في الجاهلية وهو صاحب قبة حنظلة ضربها يوم ذي قار فتقطعت عليها بكر بن وائل فقاتلوا الفرس حتى هزموهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فسره وقال هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا ولم يذكر سنده. فالخلاصة أن الحديث أصله حديث خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده ورجاله ثقاتواذا كان به ضعف فهو ينجبر بشواهده خاصة حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح وحديث الأخرم بن سيدان رضي الله عنه. وبهذا يثبت أن الحديث صحيح بلا ريب وان ما يقوم به الوهابية هو تدليس وكذب على الله ورسوله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ 6 - توسل سيدنا النبي بحق نفسه والأنبياء الذين من قبله صلى الله عليهم وسلم عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (لما ماتت فاطنة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكانت ربت النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس عند رأسها وقال: (رحمك الله يا أمي بعد أمي)، وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببردته وأمر بحفر قبرها قال فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاضطجع فيه، ثم قال: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) وقد روى هذا الحديث أكابر العلماء وصححوه رواه الطبراني في الاوسط ج 1 ص 68 الطبراني في الكبير ج 24 ص 351 الاصبهاني في حلية الاولياء ج 3 ص 121 مستدرك الحاكم: 3/ 108 ابن حبان ففي هذا الحديث اختلف البعض ولكن في نفس الوقت معنى الحديث صحيح مؤيد بما مضى وما سيأتي من أدلة فمعنى الحديث التوسل بالنبي والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا المعنى صحيح له أدلة في الكتاب والسنة. وهو توسل به وبالأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام بلا شك .. !! ونلاحظ هنا أيضاً أن الأنبياء الذين توسل النبي - صلى الله عليه وسلم - بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله [بالحق] وبأهل الحق أحياء وموتى. وهناك شبهة عند بعد المعترضين فيقولون في هذا الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/ 257): و فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان و الحاكم و فيه ضعف فنقول الحافظ الهيثمي قال (فيه ضعف ورجاله رجال الصحيح) وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن. فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح. و روح بن صلاح فقد اختلف فيه فوثقه قوم وضعفه اخرون فقال عنه الحاكم في سؤالات السجزي ثقة مأمون وذكره ابن حبان في الثقات (8\ 244 ( وروى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (3\ 406) فهو ثقة عنده قال الفسوي كما جاء التهذيب (11\ 378) )) كتبت عن الف شيخ وكسر كلهم ثقات (( أما من جرحه فلم يذكر سبب جرحه ولم يفسره. ففي المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/ 1377) قال: روح بن صلاح ابن سيابه يروي عن ابن لهيعة وعن الثوري وغيرهما كان ضعيفاً في الحديث سكن مصر. اهـ. ومثله لابن ماكولا في الإكمال (5/ 15) وابن عدي في الكامل (3/ 1005).[/rtl] [rtl]وهذا جرح مبهم، غير مفسر، فيرد في مقابل التعديل المذكور قبله كما هو مقرر مثاله قول الحافظ في مقدمة الفتح (ص (437) في ترجمة (محمد بن بشار بن بندار) ضعفه عمرو بن علي الفلاس، ولم يذكر سبب ذلك، فما عرجوا على تجريحه. اهـ. أما من قال الجرح مفسر بقول ابن يونس: رويت عنه مناكير، وبقول ابن عدي في الكامل: في بعض حديثه نكرة. نقول هذا الكلام فيه نظر الأول: عبارتي ابن يونس، وابن عدي لا تدلان على الجرح. قال: ابن دقيق العيد في "شرح الإلمام" كما في "نصب الراية" (1/ 179)، "فتح المغيث" (1/ 347): قولهم "روى مناكير" لا تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي أن يقال فيه "منكر الحديث"، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه. اهـ. الثاني: قولهم: "روى المناكير"، أو "رويت عنه المناكير" ليس أيضاً من الجرح في شيء، فقد تكون تلك المنكرات من شيوخه أو من الرواة عنه وهو روى شيئاً تحمله فقط. قال الحاكم للدار قطني (السؤالات 217 - 218): سليمان ابن شرحبيل، قال: ثقة، قلت: أليس عنده مناكير، قال: يحدث بها عن قوم ضعفاء. اهـ. ما كل من روى المناكير ضعيف عندهم. وعندما ترجم ابن عدي لروح بن صلاح في كامله (3/ 1005 _1006) روى عنه حديثين، الآفة والحمل فيهما من الراوي عن روح بن صلاح. وعادة ابن عدي في كامله كما يقول الحافظ في مقدمة الفتح (ص 429): أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة أو على غير الثقة فلو وجد ابن عدي شيئاً أنكر على روح بن صلاح لأتى به في ترجمته ولكنه خرج ما حدث به وكان منكراً، ولكن الحمل فيه على غيره. فتدبر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 7 - إقرار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجواز التمسح بالولي الصالح للتبرك بذاته في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلا عابدا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمُّه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته، وكانت امرأة بغي يُتَمثَّلُ بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم، قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم، قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك، فقال: أين الصبي، فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي، قال: فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا) سؤال للوهابية هداهم الله هل هذا إقرار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجواز التمسح بالولي الصالح؟ اذا قلتم لا فلم لم ينكر صلى الله عليه وسلم فعلهم؟؟؟!!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 8 - اخذ الصحابة شعر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وهذا وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل أخرج مسلم واحمد ومالك والبيهقي عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاّق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلاّ في يد رجل صحيح مسلم: بشرح النووي: 4/ 288، مسند أحمد: 3/ 591، مسندات ابن مالك، ح 11955، السنن الكبرى للبيهقي: 7/ 68، السيرة الحلبية: 3/ 303، البداية والنهاية: 5/ 189. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 9 - أم سليم وقطع فم القربة التي شرب منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على اُمّ سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء، فتناولها فشرب من فيها وهو قائم، فأخذتها اُمّ سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها مسند أحمد: 7/ 520، ح 26574، الطبقات: 8/ 313 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 10 - أم سليم والاخذ من عرق وشعر سيدنا النيب صلى الله عليه وسلم وتجميعه في قاروارة وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل عن أنس بن مالك، قال: إنّ اُمّ سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعاً فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي (صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سكّ)) صحيح البخاري: 7/ 140، كتاب الاستئذان. هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ، بل للتبرك والاستشفاء 11 - التبرك بفضل وضوء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الجسد به من الصحابة عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال: وهو الذي مجّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو غلام من بئرهم.[/rtl] وقال عروة عن المسور وغيره ـ يصدّق كل واحد منهما صاحبه ـ: وإذا توضأ النبي (صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وضوئه وفيه ايضاً فاُتي بوضوء، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسّحون به صحيح البخاري: 1/ 55، كتاب الوضوء باب استعمال فضل وضوء الناس، مسند أحمد: 6/ 594، فيه التبرك كما نرى واضح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 12 - اخذ الصحابة شعر واظافر سيدنا النيب صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء والتوسل عن عبدالله بن زيد قال: ... فحلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه في ثوبه وأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه، قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم، يعني: شعره السنن الكبرى للبيهقي: 1/ 25، باب في شعر النبي، مسند أحمد: 4/ 630، ح 16039، مجمع الزوائد: 4/ 19 هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ، بل للتبرك والاستشفاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 13 - المدد بالحاضر والغائب هو فعل وقول الصحابة في قول قال عمرو بن سالم الخزاعي عندما نقضت قريش عهد الحديبية: يَا رَبّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا * حِلفَ أَبينا وَأَبيهِ الأَتلَدَا قد كُنتَ وَالِداً وَكُنَّا وَلَدَا * وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا وَهُم أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا * هُمْ بَيَّتُونَا بِالوَتِيْرِ هُجَّدَا وَقَتَلُونَا رُكَّعاً وَسُجَّدَا * فَانْصُر هَدَاكَ اللهُ نَصْراً أَبَدَا وَأدعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدَا * فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدَا وانظر إلى قوله وأدع عباد الله ياتوا مددا ... فهي استغاثة صريحة لطلب المدد من عباد الله واللفظ عام الحاضر والغائب .. فتح الباري باب غزوة الفتح وما بعث به حاطب لأهل مكة ج 7 ص 519,الدرر المنثور تفسير الاية من الآيات 13 - 15 سورة التوبة ص 139 تفسير البغوي سورة التوبة ايه 1 و 2,والبحر المحيط تفسير الاية 1 ,وتفسير الثعلبي وتفسير الخازن وتفسير القرطبي الاية 1 سورة التوبة السيرة لابن كثير ج 3 ص 532,البداية والنهاية ج 4 ص 381, السنن الصغري للبيهقي حديث رقم 2990 باب نقد أهل العهد العهد المعجم الصغير الطبراني 968 ,لكبير الطبراني 1052,كنز العمال في سنن الاقوال 30203 والكثير جدا منها الكامل في التاريخ, أسد الغابة, تاريخ الاسلام للذهبي, تاريخ الطبري, وانساب الاشراف, الخ الخ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 14 - التبرك بمكان صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابي عتبان بن مالك الانصاري رضي الله عنه جاء في البخاري ومسلم, عن عِتبَان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: ولفظ البخاري: أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدراً من الأنصار أتى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد أنكرتُ بصري وأنا أُصلّي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم. وودتُ يا رسول أنك تأتيني فتُصلّي في بيتي فأتخذهُ مصلّى, قال: فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "سأفعلُ إن شاء الله" قال عِتبان: فَغَدا رسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار, فاستأذَنَ رسولُ الله فأذنتُ له, فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال "أين تحب أن أصلي من بيتك" قال: فأشرتُ له إلى ناحيةٍ من البيت, فقام رسول الله –صلى الله عيه وسلم- فكبر, فقمنا فصففنا, فصلى ركعتين ثم سلم, قال: وحبسناه على خَرِيزَةٍ صنعناها .. الحديث. والدلالة من هذا الحديث واضحة في قول عِتبان رضي الله عنه (فأتخذه مصلى) وفي إقرار النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه. ونري فهم الائمة شارحي صحيح مسلم والبخاري في هذا الحديث الإمام الحافظ النووي شارح صحيح مسلم والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- أو وطئها. قال: ويستفاد منه أن من دُعي من الصالحين ليُتبرك به أنه يجيبُ إذا أمن الفتنة". وقال الامام النووي وقال النووي في شرحه على مسلم عند حديث عتبان: "وفي هذا الحديث التبرك بآثار الصالحين" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:07 am | |
| [rtl]15 - التبرك ببردة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم والاستفشاع بها بان تكون كفن فتنجي من العذاب اخرج البخاري في صحيحه بإسناده إلى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببُردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البُردة؟ فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت المرأة: يا رسول الله أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها فلبسها، فرأها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسُنيها، فقل: ((نعم)) فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن بها. وقد أخرج البخاري هذا الحديث في الجنائز أيضًا في باب ((من استعد الكفن)) والصحابي هو عبد الرحمن بن عوف، وقيل هو سعد بن أبي وقاص، وكل منهما من العشرة المبشرين بالجنة السابقين في الإسلام. ففي هذا الحديث التوسل ببركة بردة النبي صلى الله عليه وسلم لتكون سببا في دفع العذاب ونول الرحمات فالصحابي أرادها متوسلا بها لنيل الرحمة والمغفره لأنها لامست الجسد الشريف الذي كل ما لامسة لا تمسه النار .. ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 16 - سيدتنا أم سلمة زوج سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتبرك والتوسل بشعيرات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لدفع الحسد وللشفاء.[/rtl] [rtl]جاء في صحيح البخاري عن عثمان بن عبد الله بن موهب -رضي الله عنه- قال: (أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من ماء ... فيه شعر من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضبه). أوردناه ملخصا من صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب ما يذكر في الشيب، ج 4/ 27 فهذا توسل واستشفاع ببركه شعر النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء فلماذا ينكر المنكرون التوسل ببركه اثار النبي ومتعلقاته ... وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركه من الصادر من ذات النبي صلى الله عليه وسلم فهل يقال ان شعر النبي الشريف صلى الله عليه وسلم كان تدعوا او تشفع .. ؟؟ بل هي كانت تتوسل ببركه شعر النبي صلى الله عليه وسلم لدفع الحسد والشعر لا يتصور فيه شئ سوي كونها من آثار الذوات وهي ذات النبي صلى الله عليه وسلم. وهل تدفع العين بذات الشعر ولا تدفع بذات النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-: "والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه، وتعيده، فيشربه صاحب الإناء، أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها". "فتح الباري" (10/ 303)) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 17 - الاستشفاع والتوسل بجبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لدفع المرض والاستشفاء بها فقد أخرج الإمام مسلم في الصحيح عن مولى أسماء بنت أبي بكر قال: {أخرجت إلينا جبةً طيالسةً كسروانيةً لها لَبِنَة ديباج وفرجاها مكفوفان, وقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة, فلما قُبِضَت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها}. وفي رواية: {نغسلها للمريض منا} 3/ 1641) رقم (2069) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال آنية الذهب والفضة علي الرجل. فهاذ ما كان إلا توسلا ببركة جبته صلى الله عليه وسلم واستشفاع بها لدفع المرض عن المسلمين لأنها لامست أشرف الذوات سيد الخلق سينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وما كان التوسل بالجبة إلا لأنها لامست ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 18 - الاحتفاظ بشجب شرب منه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يخرجونه للشرب فيه رجاء البركة والشفاء للمرضى عن اُمّ عامر بنت يزيد بن السكن قالت: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بلحم وأرغفة، فقلت: تعشَّ. فقال لأصحابه: "كلوا". فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا ... قالت: وشرب عندي في شجب فأخذته فدهنته وطويته، وكنّا نسقي فيه المرضى ونشرب منه في الحين رجاء البركة) الإصابة: 4/ 471، حرف العين، القسم الأوّل، ترجمة اُمّ عامر، رقم 1374، الطبقات: 8/ 234 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 19 - سيدنا عمر ابن الخطاب والتبرك بقصعة اكل فيها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن صفية بنت بحرة، قالت: استوهب عمي فراس من النبي (صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها.) قال وكان عمر إذا جاءنا، قال: أخرجوا لي قصعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم، فنخرجها إليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه الإصابة: 3/ 202، حرف الفاء القسم الأوّل، ترجمة فراس، رقم 6971، اُسد الغابة: 4/ 352، حرف الفاء، فراس عم صفية، رقم 4202، كنز العمال: 14/ 264. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 20 - تبرك سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم وتتبعه آثار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك واديا يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا» ((حديث صحيح). موطأ مالك: كتاب الحج، باب جامع الحج، رقم (949)، ط. دار إحياء التراث العربي- مصر، النسائي: كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في منى، رقم (2995)، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، وفي الكبرى رقم (3986)، ط. دار الكتب العلمية- بيروت، البيهقي في السنن الكبرى رقم (9392)، ط. مكتبة دار الباز- مكة المكرمة، ابن حبان في صحيحه رقم (6244)، ط. مؤسسة الرسالة- بيروت. قال الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت قال ابن عبدالبر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم (التمهيد 13/ 66 - 67) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 21 - تبرك سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم وتتبعه آثار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن نافع عن ابن عمر: انّه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلَّ خُفاً يقع على خف، يعني راحلة النبي (صلى الله عليه وسلم) سير أعلام النبلاء 3: 237، حلية الأولياء 1: 310 فتح الباري ابن رجب 3:294 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 22 - تبرك سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم بآثار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان ابن عمر يتبرّك بمقعد النبي (صلى الله عليه وسلم) من منبر وفاء الوفاء 4: 1406 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ - تبرك سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم بآثار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه. المغني لابن قدامة 3: 559.[/rtl] [rtl]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 24 - توسل سيدنا خالد وتبركه بشعيرات النبي صلى الله عليه وسلم واستفتاحه بها بعد انتقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم باربع سنين (ان خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها ثم طلبوها فوجدوها وإذا قلنسوة خلقة فقال خالد اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه وابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم اشهد قتالا وهي معي الا رزقت النصر) المستدرك للحاكم كتاب معرفة الصحابة كتاب مناقب خالد ج 3/ 299 واللفظ له وبترجمة خالد في اسد الغابة والاصابة وموجز الخبر بمنتخب كنز العمال بهامش مسند احمد 5/ 178 تاريخ ابن كثير ج 7/ 113 وفي هذا مدد واضح و توسل سيدنا خالد بشعر النبي صلى الله عليه وسلم فهل يقال ان شعر النبي الشريف صلى الله عليه وسلم كان تدعوا او تشفع .. ؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 25 - شعار المسلمين في موقعه اليمامة المدد باسم النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله وكان القائد هو خالد ابن الوليد رضي الله عنه كان ينادي بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ (يا محمداه) ابن الأثير فى الكامل (2/ 221) ابن كثير فى البداية والنهاية 9/ 469 طبعة دار هجر، بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي) وهذا ثابت بلا شك لان الحافظ ابن كثير رواها بصيغة الجزم وليس بصيغة التمريض قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 469 طبعة دار هجر، بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي): ( ...... ثم نادى (يعني سيدنا خالد بن الوليد) بشعار المسلمين، وكان شعارهم يومئذٍ: يا محمداه) اهـ .. فانظر كيف ان الحافظ ابن كثير سماه (شعار المسلمين)! وانظر لروايته لها بصيغى الجزم. اما ما جاء عند الطبري ففيه أقوال والضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما أن قول الحافظ اين كثير مؤيد بكثير من الأدلة في حياة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وبعد إنتقاله الشريف من عمل الصحابة وكذلك التابعين والسلف الصالح. فكما ذكرنا المدد والتوسل باسم وذات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واقرار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وكما سيأتي من أدلة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما والتوسل باسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما خدرت رجله وفي اثر المسلمون من التابعون في فتنة ابن الأشعث 82 هـ والمدد والتوسل بقولهم يا محمداه يا محمداه وكذلك المسلمات في الحرب مع المجوس كانت السبايا يطلبون المدد والتوسل بيا محمداه ونصرهم الله فترقب هذه الشواهد والحديث عنها في الموضوع. ـــــــــــــــــــــــــــــ 26 - سيدتنا عائشة والتوسل والتبرك بخرقة من قميص سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم للنجاة من عذاب القبر روى الحافظ الزبيدي في شرح الإحياء عن الشعبي قال: {حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه, فإني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده, ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالت: ضعوا هذه علي صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر}. الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء (10/ 333 وهذا توسل السيدة عائشة رضي الله عنها ببركة خرقه من قميص النبي صلى الله عليه وسلم لتنجو من عذاب القبر وهي أم المؤمنين. فكما بالك بمثلنا وحادته للتوسل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم!! فهل يقال إن الخرقه تدعو أو تشفع؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 27 - سيدنا شداد رضي الله عنه يحتفظ بالنعل الشريف ويورثة لابناءه من بعده هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ بل للتبرك والاستشفاء جاء في سير اعلام النبلاء في ترجمة الصحابي شداد بن اوس ابن ثابت رض يالله عنه 89 - شداد بن أوس ابن ثابت بن المنذر بن حرام. أبو يعلى، وأبو عبد الرحمن، الانصاري، النجاري، الخزرجي. أحد بني مغالة وهم بنو عمرو بن مالك ابن النجار. وشداد، هو ابن أخي حسان بن ثابت، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ الي ان وصل فقال شداد، كناه مسلم، وأحمد، والنسائي: أبا يعلى. ابن جوصاء: حدثني محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو ابن محمد بن شداد بن أوس الانصاري: حدثنا أبي، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، قال: كنية شداد بن أوس: أيو يعلى. وكان له خمسة أولاد، منهم بنته خزرج، تزوجت في الازد. وكان أكبرهم يعلى، ثم محمد، ثم عبد الوهاب، والمنذر. فمات شداد، وخلف عبد الوهاب، والمنذر، صغيرين، وأعقبوا، سوى يعلى ونسأ لابنته نسل إلى سنة ثلاثين ومئة. وكانت الرجفة التي كانت بالشام في هذه السنة. وكان أشدها ببيت المقدس، ففني كثير ممن كان فيها من الانصار وغيرهم ووقع منزل شداد عليهم، وسلم محمد، وقد ذهبت رجله تحت الردم. وكانت النعل (اي النعل الشريف للنبي صلي الله عليه وسلم) زوجا، خلفها شداد عند ولده، فصارت إلى محمد بن شداد ; فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله، جاءت، فأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي، ليس لك نسل، وقد رزقت ولدا، وهذه مكرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن تشرك فيها ولدي، فأخذتها منه. وكان ذلك في أول أوان الرجفة، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها فلما جاء المهدي إلى بيت المقدس، أتوه بها، وعرفوه نسبها من شداد، فعرف ذلك، وقبله، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار، وأمر لكل واحد منهما بضيعة، وبعث إلى محمد بن شداد، فأتي به يحمل لزمانته، فسأله عن خبر النعل، فصدق مقالة الرجلين، فقال له المهدي: اثتني بالاخرى. فبكى، وناشده، الله، فرق له، وخلاها عنده. معان بن رفاعة، عن أبي يزيد الغوثي، عمن حدثه، عن أبي الدرداء، قال: إن لكل أمة فقيها، وإن فقيه هذه الامة شداد بن أوس.[/rtl] [rtl]وكذلك جاء في تاريخ الاسلام تاريخ الاسلام " 5/ 39، 40، و " تهذيب ابن عساكر " 6/ 290، 291 وحلية الاولياء " حلية الاولياء " 1/ 265 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 28 - سيدنا أسامة بن زيد عن وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد (زاد في المختارة: مضطجعا على باب حجرة عائشة رافعا عقيرته يتغنى ورأيته) يصلي (وعند الطبراني: يدعو) عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال تصلي إلى قبره (وفي المختارة: تصلي عند قبره) فقال إني أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة بن زيد فقال له يا مروان إنك آذيتني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش وإنك فاحش متفحش) فهذا الحديث صححه ابن حبان وحسنه شعيب الأرناؤوط في تحقيق الإحسان وكذا محقق المختارة. وذكرة الامام الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة سيدنا أسامة بن زيد روى المقدسي في الأحاديث المختارة ج: 4 ص: 105 والطبراني في المعجم الكبير ج 1 ص 166 وابن حبان كما في موارد الظمآن ج: 1 ص: 485 واللفظ له وذكره الإمام القرطبي في تاريخه --- 29 - ابن عمر رضي الله عنهما والتوسل باسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما خدرت رجله روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه: ((حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال: ((خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد)) ?.هـ. وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: ((باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله)). وذكرا ابن يتيمة في الكلم الطيب ص 165 ابن السني في كتابه ((عمل اليوم والليلة)) وفي كتاب الأذكار للإمام النووي ص 271 باب ما يقوله إذا خدرت رجله وفي هذا الموضع جواز التوسل بالنبي ونداءه والاستشفاع به في المرض والشدائد ومن شبهات الوهابية (((: قول ابن عمر: محمد، بدون حرف النداء، والشائع عند العرب - كما سيأتي- استعمال "يا النداء" في تذكر الحبيب؛ ليكون أكثر استحضاراً في ذهن الخادرة رجله، فتنطلق. وابن عمر عدل عن الاستعمال الشائع إلى غيره؛ لما في الشائع من ا لمحذور.)) فنقول فنقول هذه مخطوطة مصورة لك أيها القارئ لتقف على تدليس الوهابية ولا نعرف كيف يدعي أمثال هؤلاء تعاطي علم الحديث والله قد وصلنا إلى العصر الذي يتحدث فيه أحداث الأسنان سفهاء الاحلام. مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة». فهذا الرويبضة يدلس جهاراً نهاراً فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وهذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ((ياتي عليكم زمان يكذب فية الصادق ويصدق فية الكاذب,,ويؤتمن فية الخائن ويخون فية الامين,,,ويتحدث الرويبضة في القوم)) سالوة صحابتة علية افضل الصلاة والسلام من هو الرويبضة يا رسول الله فاجاب هو التافة في قومه. او كما قال. ـــــــــــــ روى البخاري في الأدب المفرد: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد. وهذه المخطوطة من مكتبة جامعة الرياض - قسم المخطوطات اسم الكتاب ... الأدب المفرد اسم المؤلف ... البخاري، محمد بن اسماعيل بن ابراهيم الرقم ... 2141 تاريخ النسخ ... 1284 هـ السطر السادس "6" وقولهم ((وهذا الدواء- التجريبي- للخدر كان معروفاً عند الجاهليين قبل الإسلام جُرَّب فنفع، وليس فيه إلا ذكر المحبوب، وقيل في تفسير ذلك: إن ذكره لمحبوبه يجعل الحرارة الغريزية تتحرك في بدنه، فيجري الدم في عروقه، فتتحرك أعصاب الرجل، فيذهب الخدر. وجاءت الأشعار بهذا كثيرا في الجاهلية والإسلام:[/rtl] فهذا القول يظهر تضارب هؤلاء القوم إذ أن هذا القول الأن يعترف الوهابية انه ليس من الشرك فلماذا يحرمونه ويجعلونه من الشرك الأكبر بل اشباه المشايخ من أرباب نحلة الوهابية ينهون عنه بقوة ويرمون من فعله بالشرك بل والشرك الأكبر .. فتأمل عجائب القوم والتضارب المقيت الذي يسطرونه في كتبهم ويضحكون به على العوام فلماذا لا يتركون الناس تنادى على من احب إليهم من ابائهم وامهاتهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟. فقد سئل ابن باز: هل يكون من الشرك إذا قال أحد في أي بقاع الأرض: يا محمد يا رسول الله، يناديه؟ فأجاب: "قد بَيَّن الله سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم أن العبادة حق الله ليس فيها حق لغيره، وأن الدعاء من العبادة، فمن قال من الناس في أي بقعة من بقاع الأرض: يا رسول الله، أو يا نبي الله، أو يا محمد، أغثني أو أدركني أو انصرني أو اشفني أو انصر أمتك أو اشف مرضى المسلمين أو اهد ضالهم أو ما أشبه ذلك فقد جعله شريكا لله في العبادة، وهكذا من صنع مثل ذلك مع غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غيرهم من المخلوقات، لقول الله عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ... " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (2/ 453). سئل ابن عثيمين: بعض الناس عند الشدة: "يا محمد أو يا علي، أو يا جيلاني" فما الحكم؟ فأجاب: "إذا كان يريد دعاء هؤلاء والاستغاثة بهم فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يدعو الله وحده، كما قال تعالى: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) النمل/62، وهو مع كونه مشركاً، سفيه مضيع لنفسه، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ). وقال: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/ 133). بل حتى يا حبيبي يا رسول الله قد حرمها القوم السؤال: ما حكم من يكتب في المنتديات هذا الموضوع؟ "يا حبيبي يا رسول الله، ثم يكتب أمانة كل واحد يدخل يصلي على الرسول في سطور". الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: هذا السؤال تضمن السؤال عن مجموعة من البدع التي انتشرت مؤخرا نسأل الله العفو والعافية، وهي كالتالي: الأولى: قوله: (يا حبيبي يا رسول الله). فهذه لا يمكن أن تكون على سبيل التفجُّع، ولا على سبيل الذكر والاشتياق؛ لأنه إذا ذكره حقيقة واشتاق إليه صلى عليه وتابعه واستن بسنته حتى تكون سببًا للقائه يوم القيامة، كما قال للرجل: ((أعِنِّي على نفسِكَ بكثرة السجود)). فلم يبق إلا أن تكون على سبيل الاستغاثة والنداء والاستعانة به - صلى الله عليه وسلم، وهذا خالص حق الله لا يجوز صرفه لغير الله - سبحانه وتعالى، وإذا كان الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أنكر على من استغاث به وهو حيٌّ قادرٌ على إجابة من استغاث به، ولكنه أنكر ذلك حمايةً لجناب التوحيد، فكيف بمن يستغيث به بعد موته؟! ...................... ) انتهى المقصود محمد بن عبدالله السحيم فانظر إلى تضارب القوم أخ المسلم واعلم أنهم أهل كذب وتزوير وتدليس وأن هذا ديدنهم. وقول سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما بحرف النداء (يا) وهى أم باب النداء كما يقول أهل اللغة فنقول “ يا محمد “ محمد منادى مبنى على الضم في محل نصب. فهنا نداء لا ينكره من يملك ذرة في عقله وهذا واضح للاعمى قبل البصير وما يذكره الوهابية من الاشعار والاستشهادات هو من حشو الكلام إذ انهم لا يجوزن نداء الميت باي صيغة كانت أو لاي سبب من الاسباب حب او اشتياق كما يدعون. كما أن لفظ الحديث واضح وصريح فلفظ أذكر واضح وجاء الحديث بلفظ ادعي وهذا ايضاً واضح فهذا نداء ومنذ متى وأنتم أيها الوهابية تجيزون نداء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فهل تقولوا بجواز نداءه؟؟ هل نرى منكم من يقول جواز اذا خدرت رجل أحدكم فليدعوا أو ليقول يا محمد؟؟ كما أن ما اورده الوهابية من الاشعار يدل على التعظيم والتفخيم وليس مجرد ذكر الأسم ففي الجاهلية كانوا يعظمون من يحبونه وهذا التعظيم مع النداء عندكم من الشرك ... ومثل هذا ذكره الائمة قال الإمام ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير ((قال ابن الانباري وهذا مقل قول العرب: جلست إلى زيد إلى العاقل الفاضل: وانما تعاد إلى بمعنى التعظيم للأمر, قال الشاعر إذا خدرت رجلي تذكر من لها ..... فناديت لبنى بأسمها ودعوت دعوت التي لو نفسي تطيعني لالقيتها من حبها وقضيت فاعاد دعوت لتفخيم الأمر) انتهى فهذا النداء مع التعظيم والذي تعتبرونهه شرك فلماذا تلوي عنق الكلام يا آل شيخ؟؟ كما ان الشعراء أنفسهم وضحوا هذا الفهم فقال الشاعر ((وإن مذلت رجلي دعوتك أشتفي بدعواك من مذل بها فيهون)) ومذلت رجلي بمعنى خدرت رجلي وقد رواه ابن طباطبا في عيار الشعر طبعة دار الشمال بلفظ إذا خدرت بدل مذلت. وهذا ما قرره الائمة فقال الإمام الطبري في تفسيره عند تفسير آية (َفما كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) وعنى بقوله جل ثناؤه: (دعواهم)، في هذا الموضع دعاءهم. ول " الدعوى "، في كلام العرب، وجهان: أحدهما: الدعاء، والآخر: الادعاء للحق. | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:08 am | |
| [rtl]ومن " الدعوى " التي معناها الدعاء، قول الله تبارك وتعالى: (فما زالت تلك دعواهم) [سورة الأنبياء: 15]، ومنه قول الشاعر: وإن مذلت رجلي دعوتك أشتفي بدعواك من مذل بها فيهون)) تفسير الطبري ج 12 ص 303 و 304 ولذلك فالعبرة بما قاله ابن عمر رضي الله عنهما وليس بما طلب منه فللقائل أن يقول خدرت رجل ابن عمر فقال يا محمد فذهب عنه وله ان يقول فذكر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً يا محمد فذهب عنه الخدر.[/rtl] [rtl]والدعاء هنا او التعظيم ليس تعظيم ولا دعاء عبادة فليس كل تعظيم عبادة وليس كل دعاء عبادة فتأمل ونقول لهم حتى إذا كانت من عادات العرب فلم يمحوها الإسلام وكم من عادة وجدت واقرها شرعنا فالعبرة بإقرار الشرع لها ولن تجد مسلم موحد عامي أو طبيب يقال له أذكر أحب الناس اليك مطلقاً ليذهب خدر رجلك الا ويذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشفاء للقلوب والابدان لانه أحب الخلق لقلوبنا مطلقاً. فدع عنك هذا التهويل يا آل شيخ فقد وقف القاصي والداني على جهلم وتلبيسك فمن يكون أحب إليكم الأنجليز ام لورانس العرب أم حاييم وازمان أم جون فليبي وغيرهم. وقد أثار بعض اهل الهوى الشكوك حول هذا الحديث فننقل لهم تصحيحه وهذا رد على الوهابية في تضعيف هذا للشيخ محمد اليافعي حفظه الله صحة أثر (خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك، فقال: محمد) والرد على المنكرين للشيخ محمد اليافعي حفظه الله قال محمد اليافعي: في الآونة الأخيرة اشتهر عند الاخوة الوهابية - هدانا الله واياهم - ان أثر ابن عمر والذي فيه أنه خدرت رجله فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: " محمد ". فحاول الاخوة الوهابية في محاولة يائسة بتضعيف هذا الاثر الصحيح!، وما ذلك الا لهوى في انفسهم! لان في هذا الأثر إثبات ما يخالفهم من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم .. ولا حول ولا قوة الا بالله .. وهنا ان شاء الله سوف نقوم ببيان طرق هذا الأثر الصحيح لكي يعلم الجميع ان هؤلاء الوهابية - هدانا الله واياهم - هم قوم بهت، يحاولون ولو بالكذب تضعيف كل ما يخالف هواهم العكر! .. والى الله المشتكى .. وسنبدأ ان شاء الله بذكر طرق الحديث، ثم نتبعه - بإذن المولى - ببيان حال هذا الاثر الصحيح .. فأقول وبالله التوفيق ومنه السداد: الفصل الأول: تخريج الحديث: يروى هذا الحديث من ثلاث طرق عن ابن اسحاق: الطريق الأول: يرويه سفيان الثوري عن ابن اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد. رواه البخاري في الادب المفرد (1/ 335 برقم 964 طبعة دار البشائر الإسلامية - بيروت الطبعة الثالثة، 1409 - 1989، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) في باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله: (حدثنا أبو نعيم (الفضل بن دكين) قال حدثنا سفيان (الثوري) عن أبي إسحاق (السبيعي) عن عبد الرحمن بن سعد (القرشي العدوي) قال: خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك، فقال: " محمد ") الطريق الثاني: يرويه زهير بن معاوية عن ابن اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد. رواه علي ابن الجعد في مسنده (ص 369 برقم 2539 طبعة مؤسسة نادر - بيروت الطبعة الأولى، 1410 - 1990، بتحقيق عامر أحمد حيدر): (وبه - يقصد أنا زهير - عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قلت أدع أحب الناس إليك قال يا محمد فانبسطت) ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 154 طبعة دار صادر - بيروت): (قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند بن عمر فخدرت رجله فقلت يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من هاهنا هذا في حديث زهير وحده قال قلت ادع أحب الناس إليك قال يا محمد فبسطها) وابراهيم الحربي في غريب الحديث (2/ 674 طبعة جامعة أم القرى - مكة المكرمة الطبعة الأولى، 1405، بتحقيق الدكتور سليمانإبراهيم محمد العايد): (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد: جئت ابن عمر فخدرت رجله. فقلت: مالرجلك؟ قال: اجتمع عصبها قلت: ادع أحب الناس إليك قال: يا محمد فبسطها) ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، فقال: (أخبرني أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا علي بن الجعد، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد، قال: كنت عند ابن عمر، فخدرت رجله، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا. قلت: ادع أحب الناس إليك. فقال: " يا محمد " فانبسطت) وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه (31/ 177) من طريق ابن الجعد فقال: (أخبرنا أبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي الرازي وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد انا زهير عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال يا محمد فانبسطت) وقد أخرج هذا الحديث الحافظ المزي في تهذيب الكمال (17/ 142 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، بتحقيق الدكتور بشار عوادمعروف) في ترجمة عبد الرحمن بن سعد القرشي برقم (3832): (وقد وقع لنا عالياً عنه أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري وزينب بنت مكي قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزذ قال أخبرنا الحافظ أبو البركات الأنماطي قال أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال يا محمد فانبسطت رواه عن أبي نعيم عن سفيان عن أبي إسحاق مختصرا) قلت: وهو من رجال البخاري في الادب المفرد. قال الحافظ المزي: (روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا) .. وعبد الرحمن هذا ثقة وثقه النسائي، وذكره بن حبان في كتاب الثقات .. قال الحافظ في التقريب (ص 341 برقم 3877 طبعة دار الرشيد - سوريا الطبعة الأولى، 1406 - 1986، تحقيق محمد عوامة): (وثقه النسائي) ..[/rtl] [rtl]وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 99 برقم 4026 طبعة دار الفكر الطبعة الأولى، 1395 - 1975، تحقيق السيد شرف الدين أحمد): (عبد الرحمن بن سعد القرشي مولى بن عمر يروى عن بن عمر كان يكون بالكوفة روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان) قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال 17/ 142 برقم 3832 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، تحقيق الدكتور بشار عوادمعروف: (عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر كوفي روى عن أخيه عبد الله بن سعد ومولاه عبد الله بن عمر بخ روى عنه حماد بن أبي سليمان وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ومنصور بن المعتمر وأبو إسحاق السبيعي بخ. ذكره بن حبان في كتاب الثقات، روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا ..... ) واستطرد عليه الحافظ في التهذيب (6/ 168 برقم 376 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الأولى، 1404 - 1984)، فقال: ( ...... ذكره بن حبان في الثقات. قلت (الحافظ): وقال النسائي: ثقة) الطريق الثالث: يرويه اسرائيل عن ابن اسحاق عن الهيثم بن حنش. رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي، ثنا حاجب بن سليمان، ثنا محمد بن مصعب، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الهيثم بن حنش، قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فقال له رجل: " اذكر أحب الناس إليك. فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم. قال: فقام فكأنما نشط من عقال ") الطريق الرابع: يرويه ابو بكر بن عياش عن ابن اسحاق عن أبي شعبة. رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، فقال: (حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي، وعمرو بن الجنيد بن عيسى، قالا: ثنا محمد بن خداش، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق السبيعي، عن أبي شعبة، قال: كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فجلس، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك. فقال: " يا محمداه فقام فمشى ") وذكره النووي في الاذكار من عدة طرق فقال في باب " ما يقوله إذا خدرت رجله ": (916 - روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم بن حنش قال: " كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، فكأنما نشط من عقال ". 917 - وروينا فيه عن مجاهد قال: " خدرت رجل رجل عند ابن عباس، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: اذكر أحب الناس إليك، فقال: محمد صلى الله عليه وسلمفذهب خدره. 918 - وروينا فيه عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحد شيوخ البخاري الذين روى عنهم في " صحيحه " قال: أهل المدينة يعجبون من حسن بيت أبي العتاهية: وتخدر في بعض الأحايين رجله * فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر) اهـ. وذكره ابن تيمية في الكلم الطيب (1/ 172 - 173 برقم 236 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت - الطبعة الثالثة - 1977 يتحقيق الالباني) في فصل في الرجل إذا خدرت: (عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد فكأنما نشط من عقال اهـ. وذكره ايضاً ابن تيمية في الكلم الطيب (1/ 174 برقم 237 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت - الطبعة الثالثة - 1977 يتحقيق الالباني) في فصل في الرجل إذا خدرت: (وعن مجاهد قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس: اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره) اهـ. قلت: فانظر يارعاك الله كيف جعله ابن تيمية من الكلم الطيب ولم يعترض عليه!، وجعله في محل الاستشهاد دون الانكار. وذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب (1/ 204 طبعة دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الأولى، ذ 1405 - 1985، بتحقيق محمد عبدالرحمن عوض) مستشهداً به، فقال: (الفصل الثاني والخمسون: في الرجل إذا خدرت رجله عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فذكر محمدا فكأنما نشط من عقال وعن مجاهد رحمه الله قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال: اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد صلى الله عليه و سلم فذهب خدره) اهـ. قلت: وانظر ايضاً رعاك الله كيف جعله الامام ابن القيم من الكلم الطيب في وابله الصيب!، وجعله ايضاً في محل الاحتجاج به. وقال الشوكاني في التحفة (ص 308 طبعة دار القلم - بيروت - لبنان - 1984 م الطبعة الأولى): (قال في النهاية: ومنه حديث ابن عمر أنها خدرت رجله فقيل له: مالرجلك؟، فقال: اجتمع عصبها، قيل اذكر أحب الناس إليك؟، فقال: " يا محمد فبسطها " انتهى. قال النووي في الأذكار: " باب ما يقول إذا خدرت رجله ": روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم ابن الحنش قال كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال رجل اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد صلى الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال. ورويناه عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره. وروينا عن إبراهيم بن المنذر الخزامي أحد شيوخ البخاري الذي روى عنهم في صحيحه قال أهل المدينة يتعجبون من حسن بيت أبي العتاهية وتخدر في بعض الأحايين رجله فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر. انتهى من الأذكار، وفيه بيان لفظ الروايتين الموقوفتين) اهـ.[/rtl] [rtl]قلت: وانظر ايضاً فعل الامام الشوكاني رحمه الله حيث ذكر هذه الروايات تحفته ولم يعترض عليها! بل جعلها في محل الاستدلال وذكره محمد بن يوسف الصالحي الشامي محتجاً به في سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (11/ 431)، وعزاه لابن السني الفصل الثاني: الكلام عن الحديث: روى البخاري في الادب المفرد (1/ 335 برقم 964 طبعة دار البشائر الإسلامية - بيروت الطبعة الثالثة، 1409 - 1989، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) في باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله: (حدثنا أبو نعيم (الفضل بن دكين) قال حدثنا سفيان (الثوري) عن أبي إسحاق (السبيعي) عن عبد الرحمن بن سعد (القرشي العدوي) قال: خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد) قال محمد اليافعي: فهذا اسناد رجاله كلهم ثقات .. وسفيان الثوري سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط، فروايته عنه صحيحة .. وعبد الرحمن بن سعد هو: عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر، من رجال البخاري في الادب المفرد، قال الحافظ المزي: (روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا] .. وهو ثقة، وثقه النسائي، وذكره بن حبان في كتاب الثقات .. قال الحافظ في التقريب (ص 341 برقم 3877 طبعة دار الرشيد - سوريا الطبعة الأولى، 1406 - 1986، بتحقيق محمد عوامة): (وثقه النسائي) .. قلت: وذكره ايضاً ابن حبان في الثقات (5/ 99 برقم 4026 طبعة دار الفكر الطبعة الأولى، 1395 - 1975، بتحقيق السيد شرف الدين أحمد): (عبد الرحمن بن سعد القرشي مولى بن عمر يروى عن بن عمر كان يكون بالكوفة روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان) وقال الحافظ المزي في تهذيب الكمال 17/ 142 برقم 3832 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف): (عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر كوفي روى عن أخيه عبد الله بن سعد ومولاه عبد الله بن عمر بخ روى عنه حماد بن أبي سليمان وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ومنصور بن المعتمر وأبو إسحاق السبيعي بخ ذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا ..... ) واستطرد عليه الحافظ في التهذيب (6/ 168 برقم 376 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الأولى، 1404 - 1984): ( ...... ذكره بن حبان في الثقات. قلت (الحافظ): وقال النسائي: ثقة) .. قلت: واما ابن معين فلم يعرفه!!. ففي تاريخه رواية الدوري (4/ 24 طبعة مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة الطبعة الأولى، 1399 - 1979 برقم 2953، بتحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف): (سمعت يحيى يقول: الحديث الذي يروونه خدرت رجل بن عمر وهو أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد، قيل ليحى من عبد الرحمن بن سعد، قال: لا أدري شك العباس سعيد أو سعد قلت: رضي الله عنه يا إمام! بل هو عبد الرحمن بن سعد كما اثبته البخاري، وابن سعد، وعلي ابن الجعد، وابن السني .. ومن عرف حجة على من لم يعرف .. قال محمد اليافعي: ولم ينفرد سفيان الثوري بروايته عن ابي اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد، فقد تابعه زهير بن معاوية كما في مسند ابن الجعد (ص 369 برقم 2539 طبعة مؤسسة نادر - بيروت الطبعة الأولى، 1410 - 1990، بتحقيق عامر أحمد حيدر)، وابن سعد في الطبقات (4/ 154 طبعة دار صادر - بيروت)، وابراهيم الحربي في غريب الحديث (2/ 674 طبعة جامعة أم القرى - مكة المكرمة الطبعة الأولى، 1405، بتحقيق الدكتور سليمانإبراهيم محمد العايد)، وابن السني عمل اليوم والليلة، والحافظ المزي في تهذيب الكمال (17/ 142 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف) من طريق ابن الجعد، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه (31/ 177) من طريق ابن الجعد .. وقد خالفهما اسرائيل، وابو بكر بن عياش عند ابن السني في عمل اليوم والليلة .. فأما اسرائيل فقد رواه عن أبي إسحاق، عن الهيثم بن حنش .. رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة: حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي، ثنا حاجب بن سليمان، ثنا محمد بن مصعب، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الهيثم بن حنش، قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فقال له رجل: (اذكر أحب الناس إليك. فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم. قال: فقام فكأنما نشط من عقال) .. ورواية اسرائيل عن ابي اسحاق متأخرة بعد اختلاطه .. واما ابن عياش فقد فقال ثنا أبو إسحاق السبيعي، عن أبي شعبة .. رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة: حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي، وعمرو بن الجنيد بن عيسى، قالا: ثنا محمد بن خداش، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق السبيعي، عن أبي شعبة، قال: كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فجلس، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك. فقال: (يا محمداه فقام فمشى) قلت: واما رواية اسرائيل وزهير فهي بعد اختلاط السبيعي كما نص على ذلك العلماء، ولكن زهير تابعه الثوري، والثوري اثبت في السبيعي، فروايته عنه قبل الاختلاط، فتحمل رواية زهير على متابعة الثوري لها .. وبهذا ثبت صحة هذا الاثر ولله الحمد رواية للاستئناس:- روى ابن السني في عمل اليوم والليلة، قال: (حدثنا جعفر بن عيسى أبو أحمد، ثنا أحمد بن عبد الله بن روح، ثنا سلام بن سليمان، ثنا غياث بن إبراهيم، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن مجاهد، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس، فقال ابن عباس: " اذكر أحب الناس إليك. فقال: محمد صلى الله عليه وسلم.[/rtl] [rtl]فذهب خدره ") قلت: وهذه الرواية ذكرتها من باب الاستئناس بها وليس الاستدلال خاتمة: وبعد هذا التوضيح والبيان لحال روايات هذا الاثر؛ ثبت ولله الحمد صحة هذا الاثر الى ابن عمر رضي الله عنه وبان جهل من حاول تضعيف هذا الاثر الصحيح لهوى في نفسه!، و (سَتُكْتَب ُشَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)، والى الله المشتكى على من يحاول التلاعب بالدين لحاجة في نفسه، ولكن دين الله قائم ولن يستطيع أحد ان يسخره لصالحه!، وكل من حاول ذلك؛ باء بالذل والخسران والهوان في الدنيا والآخره، فقاتل الله الهوى كيف يتلاعب بعقول الناس! ولا حول ولا قوة الا بالله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ 30 - سيدتنا عائشة والصحابة والاستغاثة والاستسقاء بقبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم روى الدارمي في سننه قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)). سنن الدارمي (1 ـ 56) رواه ابن الجوزي (م 592 ه) في الوفاء، ص 801 ورواه الحافظ الجهبذ إبراهيم بن إسحاق الحربي "في الغريب" في مادة فتق (قال: حدثنا ابن أبي الربيع حدثنا عارم، عن سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال: ((قحط الناس فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا إلى قبر النبي صلى الله عليه فاجعلوا منه كوا إلى السماء، ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت فسمي عام الفتق)). غريب الحديث (3 ـ 476) هذا توسل بقبره الشريف للاستسقاء لا من حيث كونه قبر من أحجار ... وفعل السيدة عائشة رضي الله عنها وسط الصحابه والعلماء وألائمه في المدينة ولم يعترض أحد منهم .. وعائشة رضي الله عنها ومن كان معها ليسوا ممن يجهلون الشرك فالتوسل ليس بشرك كما يدل فعل السيدة عائشة وموافقة من كان معها رضوان الله عليهم أجمعين. ورواي الحديث هو شيخ الإمام البخاري. وقد دندن البعض حول الحديث. ولكنها كلها محاولات يائسة منهم لان الراوي شيخ البخاري. وقال فيه الحافظ في التقريب .. ثقة ثبت ... تغير في آخر عمره وهذا لا يقدح فيه لان البخاري روي له في صحيحه أكثر من مائه حديث وبعد اختلاطه لم تحمل عنه راويه بحكم الائمة وهذا الحديث قبل اختلاطه لأنه لم يحمل عنه راويه بعد اختلاطه كما قال الائمة وقد دافع الامام الذهبي عن عن من قال انه روى بعد الاختلاط. وفي هذا يورد خوارج العصر قول ليقولوا انه روى عنه مناكير فنقول لهم يا جهلاء لم تحمل عنه رواية بعد اختلاطه بل ما يستدلون به في ترجمته عند الذهبي فيقول المدعي الكاذب من علم حجة على من لم يعلم .. !!! فلهذا القول حجة على الذهبي.!!! ويا ليت شعري اي حجة على الذهبي وهو ذاكره في كتابه سير اعلام النبلاء وناقله ويعلم به .. !!! ويوضح انه لم يحدث عنه ولم يروى عنه بعد اختلاطه فما قاله المدعي ((قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم تعقيبا على كلام الإمام الذهبي: ((من علم حجة على من لم يعلم، وإن كان الدارقطني، ومن ثم الذهبي لم يقفا على حديث منكرا أخطأ فيه فقد وقف غيرهما عليه. ففي سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني، قال أبو داود: كنت عنده فحدث عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن ماعزا الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، فقلت له: حمزة الأسلمي، فقال: يا بني ماعز لا يشقى به جليسه وكان هذا منه وقت اختلاطه وذهاب عقله.)) فنقول ايها المدلسون الافاكون فهذا القول اورده الذهبي في ترجمة العارم فكيف لا يعرف بها؟؟ هل تتحدثون مع مجانين؟؟ وقد اورد بعده مباشرة قول الإمام الدار قطني أنه تغير في اخر عمره ودافع عنه وهذا الحديث لم يحمل عنه وهذا دليل عليكم إذلم يحمل عنه حديثاً واحداً منكراً فكيف يحدث عنه الإمام أبي داود وهو يعلم اختلاطه!!!! وفي ذلك قال الإمام الذهبي السير ((قال العقيلي قال لي جدي ما رأيت بالبصرة شيخا أحسن صلاة من عارم كانوا يقولون أخذ الصلاة عن حماد بن زيد عن أيوب قال وكان عارم أخشع من رأيت رحمه الله قلت لم يأخذ عنه أبو داود لتغيره والذي ينبغي أن من خلط في كلامه كتخليط السكران أن لا يحمل عنه البتة وأن من تغير لكثرة النسيان أن لايؤخذ عنه)) وهذا يوضح بما لا يدع مجال للشك قول وتأكيد الائمة في أنه لم يحمل عنه بعد اختلاطه قال الذهبي في ترجمة عارم في سير اعلام النبلاء: ((أبو عبيد عن أبي داود قال كنت عند عارم فحدث عن حماد عن هشام عن أبيه أن ماعزا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقلت له حمزة الأسلمي بدل ماعز فقال يا بني ماعز لا يشقي به جليسه يعني أن عارما قال هذا وقد زال عقله (فهنا ذكره الذهبي فكيف لا يعلم فهو اورده لانه لم يحمل عنه وليس كما يقول الخوارج وانظر ماذا اورد بعدها) قلت فرج عنا الدارقطني في شأن عارم فقال تغير بأخرة وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة فانظر قول أمير المؤمنين في الحديث أبي الحسن فأين هذا من قول ذاك الخساف المتفاصح أبي حاتم بن حبان في عارم فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها قلت فأين ما زعمت من المناكير الكثيرة فلم يذكر منها حديثا بلى له عن حماد عن حميد الطويل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة وقد كان حدث به من قبل عن الحسن بدل أنس مرسلا وهو أشبه وكذا رواه عفان وغيره .......[/rtl]
[rtl]إلى ان وصل وقال قلت لم يأخذ عنه أبو داود لتغيره والذي ينبغي أن من خلط في كلامه كتخليط السكران أن لا يحمل عنه البتة وأن من تغير لكثرة النسيان أن لايؤخذ عنه)) وقال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال : ((وقال الدارقطني تغير بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة قلت فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها قلت ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين ما زعم بل مفرداته)) [ميزان الاعتدال ص 298/ 6] فهل توردون أنتم حديثاً واحداً منكر لعارم شيخ البخاري؟؟ و قد أقر الحافظ العراقي في (التقييد والإيضاح، ص 461) الذهبي في دفعه لجرح ابن حبان. و قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمته (ص 426): ((عارم محمد ابن الفضل اختلط بأخرةٍ، فما رواه عنه البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخواً عنه قبل اختلاطه. اهـ. وعقب عليه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح (ص 462) فقال ((وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري ومسلم. اهـ. وصرح الذهبي في الكاشف (3/ 79) بأنه تغير قبل موته فما حدث. اهـ. فها هو الإمام الذهبي ومن قبله الإمام دار قطني ومن بعدهم حفاظ ومحدثين يقرون انه لم يحدث عنه الائمة ولم يحمل عنه حديث ويقرون ان ابن حبان لم يستطع ان يسوق حديثا واحداً منكراً فياتي حدثاء الاسنان سفهاء الأحلام في هذا العصر ليقولوا هذا من المنكر فاذا جارينا القوم فنقول لهم من المحدثين قال بقولكم في هذا الحديث غري التعصب من اين تيمية؟؟ ويا ليت شعري من أين لهم هذا والائمة اصحاب الشأن والعلم يقولون لم يروى عنه بعد اختلاطه ولم يقدر احد ان يسوق له حديثا منكراً واحداً. ولا مجال لدندنه البعض إلا بدليل قوي والا رد أحاديث الراوي جميعها في البخاري ومسلم وهذا ما لا يقولة عاقل وقد ثبت أنه لم تحمل عنه روايات بعد اختلاطه كما قرر الائمة وليس سفهاء الاحلام خوارج هذا العصر!! وايضاً عبد الله الدارمي من شيوخ مسلم والبخاري فيكون الدارمي ممن حدثوا عن محمد بن الفضل الملقب بالعارم قبل اختلاطه وهذا واضح وجلي ولا يحتاج إلى كلام كثير. وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم 2 - وقول الوهابية بتضعيف سعيد بن زيد هنا فنقول فالرجل تكلم فيه الائمة بجرح غير مسفر وعدله ووثقه الائمة ولذلك تلقته الأمة بالقبول فقد. وثقه ابن معين تاريخ ابن معين برواية الدوري، 4/ 184. وثقه ابن سعد، والعجلي، وسليمان بن حرب انظر التهذيب: 4/ 32 - 33، والجرح والتعديل: 4/ 21 قال عنه البخاري والدرامي: صدوق حافظ التاريخ الكبير 3/ 472 ت 1576 و انظر التهذيب: 4/ 32 - 33 وقال ابن عدي: "وليس له متن منكر لا يأتي به غيره، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق" الكامل: 3/ 377 \ قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي، عن سعيد بن زيد، أخي حماد بن زيد. فقال: ليس به بأس، وكان يحيى بن سعيد لا يستمريه. ((العلل)) (3461). وذكره الإمام الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص 85))) وهم من لا ينزل عن درجة الحسن حديثهم عند الحافظ الذهبي كما قال بذلك في مقدمة الجزء المذكور (ص 27). وإن كان يحيى بن سعيد وآخرون قد ضعفوه لذا: فحديثه لا يترل عن درجة الحسن بل نقول لهم يحسن حديثه الحافظ ابن حجر العسقلاني يا قوم ذكرا الحافظ ابن حجر العسقلاني في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل وهي من يقبل حديثة فقال سعيد بن زيد ((صدوق له أوهام)) [ص 176]. وقال الحافظ في مقدمة التقريب (الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بـ: صدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخره. ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم، مع بيان الداعية من غيره.) انتهي ومعلوم أن صاحب البدعة يقبل حديثه مادام ضابطاً له ما لم يكن داعية كما هو قول كثير من أهل الحديث و ما لم يكن مرويه مما ينصر بدعته كما هو قول آخرين من أهل الحديث. وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر- أمثلة من أقوال الحافظ ابن حجر العسقلاني علي ذلك في اهل المرتبة الخامسة:- قال الحافظ في الفتح (13/ 187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبد الرحمن بن أبي الزناد: (فيكون غاية أمره أنه (مختلف فيه) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به بل غايته أن يكون حسناً). وقال في النكت (1/ 464): (ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه وأخرج له مسلم فحديثه في رتبة الحسن .. ). فانظر كيف جعل حديثه حسناً لانه من رجال مسلم وقد رمز الائمة لسعيد انه من رجال مسلم ايضاً. وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب (صدوق له أوهام). وحسن له الائمة حديثه فقول الائمة عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم). من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي لأنه لا يسلم أحد من ذلك. فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ. وقد اخرج له البخاري تعليقاً في الطهارة وكذلك رمز له الائمة أنه من رجال مسلم. فاي توثيق يطلب بعد ذلك يا قوم؟؟ وقد صحح له الإمام البوصيري اذ قال في اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة حديث رقم 94 - قال عبد: وحدثنا محمد بن الفضل، حدثنا سعيد بن زيد، سمعت عمرو بن دينار , قال: حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال معاذ بن جبل في وصيته التي توفي عنها: لولا أن تتكلوا لحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من مات وفي قلبه لا إله إلا الله موقنا دخل الجنة. هذا إسناد صحيح، وسعيد بن زيد، هو أخو حماد بن زيد، ومحمد بن الفضل هو أبو النعمان السدوسي عارم الحافظ، إلا أنه اختلط بأخرة، لكن عبد بن حميد سمع منه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى مسلم في صحيحه كما أوضحت ذلك في تبيين حال المختلطين.[/rtl] | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:09 am | |
| [rtl]وصحح له الحافظ الحاكم اذا قال في حديث 1674 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا سعيد بن زيد ثنا عطاء بن السائب ثنا سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس يقول: احفظوا هذا الحديث و كان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و كان يدعو به بين الركنين رب قنعني بما رزقتني و بارك لي فيه و اخلف علي كل غائبة لي بخير هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه فإنهما لم يحتجا بسعيد بن زيد أخي حماد بن زيد: 3 - وقال الوهابية بتضعيف عمرو بن مالك النكري فنقول كما ذكر الشيخ ممدوح بتصرف وزيادات فقد وثقه ابن حبان (الثقات 7/ 228) ولا يقول قائل إنه من المجاهيل الذين يدخلهم كتابه الثقات، فالرجل روى عنه جماعة من الثقات، وعندما ترجمه ابن حبان في ثقاته قال ما نصه: عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك، من أهل البصرة، يروي عن أبي الجوزاء، روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وابنه يحيى بن عمرو، ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، مات سنة تسع وعشرين ومائة. اهـ. وأكثر من هذا أن ابن حبان ترجم لعمرو بن مالك النكري في مشاهير علماء (ص 155) ضمن طبقة اتباع التابعين في البصرة وقال: وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه، وهو في نفسه صدوق اللهجة. اهـ. فأنت ترى أن ابن حبان عرف اسم الراوي، وكنيته، بلده، وشهرته بالعلم وعرف الرواة عنه، وأنه قد سبر روايته بدليل قوله يعتبر حديثه ... إلخ، وقوله وقعت المناكير ... إلخ. فقبول توثيق ابن حبان حق لا مرية فيه) وهو الذي اعتمده الحافظ، قال في التقريب (ص 426): صدوق له أوهام. اهـ وقد مر معنا كلمة الحافظ مع الامثلة وان حديثه حسن فلتنتبه وقد حسن له الحافظ احاديث مثل الحافظين المنذري والهيثمي إذ حسنا لعمرو بن مالك النكري وقال الذهبي: ((بصري صدوق)) [تاريخ الإسلام ص 194/ 8] وقد وثقه ابن المعين قال ابن الجنيد: ((سألت يحيى عن عمرو بن مالك النكري فقال: ثقة)) [سؤالات الجنيد ت 710] ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً [ص 259/ 6]، وقال ابن القطان الفاسي: ((لا تعرف حاله، وقد روى عنه جماعة)) [بيان الوهم والإيهام ص 655/ 4] ومعلوم ان من عرف حجة على من لم يعرف وهو مترجم ومعروف الحال والعين. وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله البصري: ثقة احتج به الجماعة وقد تكلم في سماعه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. والصواب إثبات سماعه منها للآتي: الأول: أن حديث أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم في صحيحه، وكفى بهذا حجة. الثاني: قال البخاري في (التاريخ الكبير) (2/ 17): قال لنا مسدد عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال: أقمت مع ابن العباس، وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس من القرآن آية وإلا سألتهم عنها. وفي رواية أخرجها ابن سعد (7/ 224): أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال: جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشر سنة ما في القرآن آية وإلا وقد سألته عنها. وأخرجه أبو نعيم في (الحلية" (3/ 79) بزيادة: وكان رسولي يختلف إلى أم المؤمنين غدوةً وعشيةً فما سمعت أحد من العلماء ولا سمعت أن الله تعالى يقول لذنب: إني لا أغفره إلا الشرك به. قال الحافظ في "التهذيب" (1/ 384): ((لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان اللقاء. اهـ. فإن كان أبو الجوزاء قد أدرك السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بيقين، ولم يكن أبو الجوزاء مدلساً فروايته عنها محمولة على السماع كما هو مذهب الإمام مسلم بل الجمهور، واستقر العمل على ذلك، والله أعلم. وقد صحح أبو نعيم الأصبهاني في ترجمة أبي الجوزاء في "الحلية" عدة أحاديث له عن عائشة. وفي الجمع بين الصحيحين لابن القيسراني (1/ 46) : سمع عائشة. اهـ. وذكر الحديث الملا على القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (17/ 226) فقال: (وعن أبي الجوزاء قال المؤلف هو أوس بن عبد الله الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور الحديث سمع عائشة وابن عباس وابن عمر وروى عنه عمرو بن مالك وغيره قتل سنة ثلاث وثمانين) وقد اخذ به الائمة والعلماء ولم يطعن فيه احد الا الوهابية مقلدون ابن تيمية تعصباً. فقد ذكره الملا على القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (17/ 226) فقال: (وعن أبي الجوزاء قال المؤلف هو أوس بن عبد الله الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور الحديث سمع عائشة وابن عباس وابن عمر وروى عنه عمرو بن مالك وغيره قتل سنة ثلاث وثمانين قال قحط أهل المدينة على بناء المفعول قحطا شديدا فشكوا أي الناس إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي بالنصب على نزع الخافض وفي نسخة إلى قبر النبي فاجعلوا منه أي من قبره كوى بفتح الكاف ويضم ففي المغرب الكوة نقب البيت والجمع كوى وقد يضم الكاف في المفرد والجمع اه وقيل يجمع على كوى بالكسر والقصر والمد أيضا والكوة بالضم ويجمع على كوى بالضم والمعنى اجعلوا من مقابلة قبره في سقف حجرته منافذ متعددة حتى لا يكون بينه أي بين قبره وبين السماء سفق أي حجاب ظاهري ففعلوا فمطروا بضم فكسر مطرا أي شديدا حتى نبت العشب بضم فسكون أي العلف في منابته وسمنت بكسر الميم الإبل وكذا سائر المواشي بالأولى حتى تفتقت أي انتفخت خواصرها من الرعي وقيل انشقت وقيل اتسعت من الشحم أي من كثرته فسمي عام الفتق أي سنة الخصب الذي أفضى إلى الفتق.) وذكره محمد بن يوسف الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد مستشهداً به (12/ 347) في الباب الثامن في الاستسقاء بقبره الشريف صلى الله عليه وسلم فقال: (روى الدارمي عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت: انظروا إلى قبر النبي صلى الله عليه سلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي: عام الفتق.)[/rtl] [rtl]وذكره صاحب مسند الصحابة في الكتب التسعة برقم (568) ((أبو النعمان سعيد بن زيد عمرو بن مالك النكري أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق. وسنن الدارمي: 92 قال الشيخ حسين أسد: رجاله ثقات، وهو موقوف على عائشة.) و استشهد به العلامة العلامة السمهودي في خلاصة الوفا كما سياتي بيانه: وكما قلنا وقد بوب الإمام الدرامي الباب باسم: باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته. أما قول الوهابية الذي يدل على الجهل إن من يتأمل متن هذا الحديث ير الصنعة بادية عليه دونما خفاء رغم ما حاول صانعوه من إفاضة برود الصحة عليه!!! على أن الله تعالى الذي حفظ دينه يمكر بهم حتى يظنوا أنهم قد أغلقوا منافذ كل احتمال بانكشاف أمر وضع هذا الحديث وأنهم قد أحكموا مغالقة ولكن الحقيقة أنهم صاغوه بشكل جعلوه واضح الصنعة بل وكأنهم هم أنفسهم يشيرون إلى نوافذه المفتوحة التي ظنوا أنهم قد أحكموا مغالقها ... (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) نعم أقول إنهم هم الذين يشيرون إلى مواقع الضعف والوضع في هذا الحديث .. !!!؟ ولو أمعنا النظر لتبين ذلك: 1 – يتقولون على عائشة أنها قالت: [انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف]. وما من مسلم إلا ويعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة وعائشة بقيت ساكنة فيه فكيف تقول لهم ما قالت أليس معنى هذا أنها تكلفهم أن يهدموا سقف البيت التي تسكنه؟ فهل هذا القول تقوله عائشة فتبقى ساكنة في بيت لا سقف له .. ؟[/rtl] [rtl]فنقول الحديث وضحنا من ذكره واستشهد به ورواه الحافظ الجهبذ إبراهيم بن إسحاق الحربي "في الغريب" في مادة فتق وذكره محمد بن يوسف الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد مستشهداً به وقد بوب الإمام الدرامي الباب باسم: باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى اله عليه وسلم بعد موته. وقد ذكره السمهودي في خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى وعزاه للدارمي وذكر كلاماً ينسف كلام الوهابية السابق نسفاً فقال ما نصه: (وذكر أبن النجار أن على الحجرة أي سقفها ثوبا مشمعا مثل الخيمة وفوقه سقف المسجد وفيه أي فيما تحت المشمع المذكور خوخة عليها ممرق أي طابق مقفول وفوق الخوخة في سقف السطح أي سقف المسجد خوخة أخرى فوق تلك الخوخة وعليها ممرق مقفول أيضا وبين سقف المسجد وبين سقف السطح فراغ نحو الذراعين أي بين السقف الثاني لسطح المسجد والأوّل فإنه سقفان كما سيأتي بينهما فراغ نحو الذراعين وهذا الذي ذكره كان قبل الحريق الأوّل وأما بعده فقد أدركت بين سقفي المسجد في سقفه الذي يلي الحجرة ألواحا مسمرة سمر عليها ثوب مشمع وفيها طابق مقفل في محاذاة وسط بناء الحجرة الداخل لا كما قال المطري إنه إذا فتح يكون النزول منه إلى ما بين حائط بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبين الحائز الذي بناه عمر بن عبد العزيز. قال: وسقف الحجرة بعد الحريق إنما هو سقف المسجد وهو خطأ أيضا بل شاهدت عليها سقفا متقنا عمل بعد الحريق الأوّل لأنّ آثار خشب السقف المحترق ظهرت لنا تحت هذا السقف المجدّد عليها سترة من لبن ولم ير من جدّد هذا السقف وضعه في محل تلك الأخشاب لما يترتب عليه من إخراج رؤوس تلك الأخشاب المحترقة من الجدار فجعله فوق تلك السترة وجدّد له سترة نحو نصف ذراع وجعله من ألواح ساج على حزم من الساج وجعله قطعا مكلبة بقضبان من الحديد بعضها في بعض ولم يجعل فيه طابقا وجعل عليه ستارة من المحابس اليمنية مبطنة. وقال أبن رشد في بيانه: (ولقد أخبرني من أثق به أنه لا سقف للقبر الشريف اليوم تحت سقف المسجد) اهـ. ووفاة أبن رشد سنة عشرين وخمسمائة فهو قبل الحريق الأوّل بمدّة مديدة فهو مخالف لقضية كلام المؤرخين ولما سيأتي عن مالك رحمه الله في الكسوة، ولا شك في كونه كان مسقوفا قبل الحريق لما سبق وقد وجدنا بقية ميزابه في العمارة التي أدركناها من عرعر، ولا شك أيضا في كونه كان مسقوفا في الصدر الأوّل ولذا روى الدارميّ في صحيحه عن أبي الجوزاء قال: (قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنه فقالت فانظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق). قال الزين المراغي: (وفتح الكوة عند الجدب سنة أهل المدينة حتى الآن يفتحون كوة في سفل قبة الحجرة أي القبة الزرقاء المحترقة في زماننا يفتحونها من جهة القبلة وإن كان السقف حائلا بين القبر الشريف وبين السماء). قلت: وسنتهم اليوم فتح الباب المواجه للوجه الشريف من المقصورة المحيطة بالحجرة الشريفة والاجتماع هناك ثم إن الشجاعي شاهين الجمالي لما بنى أعالي القبة الخضراء الآتي ذكرها في الفصل بعده اتخذ في ذلك كوة عليها شباك حديد ثم فتح كوة في محاذاتها بالقبة السفلى المتخذة بدل سقف الحجرة الشريفة الآتي ذكرها في الثاني عشر وجعل على هذه الكوة شباكا أيضا وجعل على هذا الشباك بابا يفتح عند الاستسقاء للجدب) وكذلك شرحه كم تقدم الملا على القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (17/ 226) وهو ما يبعت الوهابية في فهمهم العقيم فقال: (وعن أبي الجوزاء قال المؤلف هو أوس بن عبد الله الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور الحديث سمع عائشة وابن عباس وابن عمر وروى عنه عمرو بن مالك وغيره قتل سنة ثلاث وثمانين قال قحط أهل المدينة على بناء المفعول قحطا شديدا فشكوا أي الناس إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي بالنصب على نزع الخافض وفي نسخة إلى قبر النبي فاجعلوا منه أي من قبره كوى بفتح الكاف ويضم ففي المغرب الكوة نقب البيت والجمع كوى وقد يضم الكاف في المفرد والجمع اه وقيل يجمع على كوى بالكسر والقصر والمد أيضا والكوة بالضم ويجمع على كوى بالضم والمعنى اجعلوا من مقابلة قبره في سقف حجرته منافذ متعددة حتى لا يكون بينه أي بين قبره وبين السماء سفق أي حجاب ظاهري ففعلوا فمطروا بضم فكسر مطرا أي شديدا حتى نبت العشب بضم فسكون أي العلف في منابته وسمنت بكسر الميم الإبل وكذا سائر المواشي بالأولى حتى تفتقت أي انتفخت خواصرها من الرعي وقيل انشقت وقيل اتسعت من الشحم أي من كثرته فسمي عام الفتق أي سنة الخصب الذي أفضى إلى الفتق.) فحاصل ما تقدم: أن هذا إسناد حسن على الاقل إن لم يكن صحيح ومن هنا نقف على تعنت وتعصب الالباني تابعاً لابن تيمية في الحكم بضعف هذا الحديث وقد ضعفه ابن تيمية جهلاً وتكبراً في الرد على البكري (ص 67)!! .. وقلده الألباني جهلاً وتعنتاً في التوسل (ص 104)! فلا نعلم ماذا يريدون بعد كل ذلك؟ فالحديث حسن السند على الاقل وصحيح المتن وسبق كلام الائمة عليه ولم يضعفه احداً الا ابن تيمية وتبعه الوهابية ولا يخالف متنه التوحيد في شئ اللهم الا توحيد التيمية الوهابية الذي لا يعرفه الإسلام ---[/rtl] 31 - لما حضر معاوية الموت أوصى بأن يدفن في قميص رسول الله وإزاره وردائه وشيء من شعره السيرة الحلبية: 3/ 109، الإصابة: 3/ 400، تاريخ دمشق: 59/ 229 وهذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وورد ذلك عنهم كثيراً، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ، بل للتبرك والاستشفاء. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 32 - حدث عيسى بن طهمان؛ قال: (أَخرجَ إِلينَا أَنْسُ بن مَالِكَ نِعْلَينِ جَزْدَاوَيْن لَهُمَا قُبَلان). قال: فحدثني ثابت بعد عن أنس أنهما كانتا نعلي النبي - صلى الله عليه وسلم حديث صحيح: رواه ابن ماجه: (، " مختصر الشمائل المحمدية ": (رقم: 61)، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 33 - جعل في حنوط أنس بن مالك صرة مسك وشعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطبقات: 7/ 25 ترجمة أنس بن مالك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:11 am | |
| [rtl]34 - حينما حضرت عمر بن العزيز الوفاة دعا بشعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وأظفار من اظفاره وقال: إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني الطبقات: 5/ 406، ترجمة عمر بن عبدالعزيز وهذا دليل على حرص الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وورد ذلك عنهم كثيراً، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ، بل للتبرك والاستشفاء. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 35 - سيدنا عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف وسيدنا بلال رضي الله عنهم يضع خديه على القبر النبوي الشريف جاء في الوفا للسمهودي (ذكر الخطيب ابن جماعة أن عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، وأن بلالاً وضع خديه عليه أيضاً. ورأيت في كتاب السؤالات لعبدالله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ـ ثم قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته، فاُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه، واُناس فيهم أناة يتأخرون، والكل محل خير) اهـ وفاء الوفا للسمهودي: 4/ 1405. وهذا دليل على حرص الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وورد ذلك عنهم كثيراً، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ، بل للتبرك والاستشفاء. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ 36 - سيدنا سالم ابن سيدنا عبدالله ابن سيدنا عمر ابن الخطاب وتحري أماكن صلاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم للتبرك مثل ابيه عبدالله بن عمر رضوان الله عليهم روى البخاري في صحيحه عن موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق ويصلي فيها ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في تلك الأمكنة، قال موسى: وحدثني نافع أن ابن عمر كان يصلي في تلك الأمكنة اهـ يقول ابن الحافظ ابن حجر العسقلاني[/rtl] [rtl]ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الاتباع مشهور , ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا: قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجبا , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين .... قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج 4 ص 429): : وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 37 - التبرك بنخامة ووضوء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم روى البخاري في صلح الحديبية عن عروة بن مسعود قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وأنه إذا توضأ كادوا يقتتلون علي وضوئه (صحيح البخاري كتاب الشروط / باب (الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط). وكتاب الوضوء منه باب البزاق والمخاط ونحوه. . . 1/ 38 وباب استعمال فضل وضوء الناس. . . 1/ 33 ومسند أحمد 4/ 329، 330 وهنا فعل الصحابة بنخامة و وماء وضوءه الشريف لنيل البركة لأغراض عديدة ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ 38 - الاستغاثة وطلب الاستسقاء من النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكرها أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولم ينكرها الصحابة رضوان الله عليهم وهذا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم حديث مالك الدار عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون، وقل له: عليك بالكيس الكيس)،فأتى الرجل فأخبر عمر، فقال: يا رب! ما آلو إلا ما عجزت عنه وهو حديث صحيح صححه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه (وروي ابن ابي شيبه بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال: : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون، وقل له: عليك بالكيس الكيس)،فأتى الرجل فأخبر عمر، فقال: يارب! ما آلو إلا ما عجزت عنه وقد روي سيف أن الذي راى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني احد الصحابة. رواه الإمام البخاري في تاريخه بلفظ قريب (7/ 304 وهذا الحديث اخرجه ابن ابي شيبه في مصتفه ج 6 ص 356 , وابن عبد البر في الاستيعاب ج 3 ص 1149 , فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 495 و 496 وذكرها ابن كثير في البدايه والنهايه وقال اسناد صحيح ج 7 ص 90 وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وفي التفسير (1/ 91) وقال إسناده صحيح والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 47) وأقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء الصراط المستقيم (ص 373)، والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (63) والحديث صحيح صححه أكابر العلماء والحديث فيه الجواز بالطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم والتوسل به في الاستسقاء بعد انتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم .. والذهاب إلي قبره ايضا وطلب الاستسقاء والتوسل به صلى الله عليه وسلم. ومالك هو خازن عمر ولا يتخذ عمر خازن الا اذا كان أمينا صادقا!! ولنعلم أن وقع ذلك على علمٍ من سيدنا عمر بل ويبكي تأثراً وينسب إلى نفسه التقصير، وهو من علم عنه من محاربة الشرك وأهله بل ما دون ذلك من مكروهات الدين فكيف لو كان هذا الفعل _ أعني التوسل _ شركاً مخرجاً من الملَّة؟! إلا أن يكون سيدنا عمر رضي الله عنه _ جاهلاً بالتوحيد وما يذاد به عن حوضه وحماه!! وحاشاه وللرد علي بعض الشبهات في هذا الحديث أثر مالك الدار يصح سنداً ومتناً مع شبهات المعترضين والرد عليها وبيان تدليسهم وكذبهم.[/rtl] [rtl]الشبهة الأولى: (عدم تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح، وهو مدلس، وعليه يحكم على الإسناد بالانقطاع، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.) الرد هذه شبهة يثيرها البعض وإن قولهم هذا في مصطلح حديثهم فقط وليس في مصطلح حديث الأمة الإسلامية يتحدثون فيما لا يعلمون ويكذبون على الله ورسوله!!! قال الذهبي في "الميزان" (2/ 224): (متى قال (أي الأعمش) "عن" تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال.) فمحصل كلام الذهبي أن حديثه هنا مقبول لأنه يروي عن أبي صالح السمان أي أن الحديث صحيح ولا مطعن في الأعمش في هذا الموضع لان روايته محمولة على الاتصال الأعمش وإن كان مدلساً إلا أنه يؤخذ بحديثه لأنه إمام عامل عابد. قال أبو يعلى القزويني في الإرشاد (2/ 561): (أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش مولى لبني كاهل من كبار علماء الكوفة يقارن بالزهري في الحجاز ولد سنة إحدى وستين ورأى أنس بن مالك وكلمه ولكن لم يزرق له السماع وما يرويه عن انس فهو إرسال أخذه عن أصحاب انس وروى عن ابن أبي أوفى حديثا واحدا قال ابن معين سألت يحيى بن سعيد عنه فكتب عليه إرسال لكنه لقي من كبار التابعين الأجلاء والمخضرمين وروى عنه سفيان وشعبة ويحيى القطان وجرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث وأبو معاوية وعيسى بن يونس ووكيع وأبو نعيم وأبو أسامة وغيرهم وقد ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم. قال: أبو داود: (سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل فيه: حدثني أو سمعت؟ ققال: أدري فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟ قال: يضيق هذا ـ أي إنك تحتج به. ا. هـ سؤالات أبي داود (ص 199) وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه (المعرفة والتاريخ (2/ 637)): (وحديث سفيان وأبي إٍسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقام الحجة) ولذلك إذا روى حديثاً، ولم نجد أحداً من النقاد أعله أو تكلم فيه بعد الرجوع لكتب العلل والنقد الحديثي فإنه في هذه الحالة تحمل عنعنة الأعمش على الاتصال. ولم يتحدث احد من الائمة على هذا الحديث وقد تحدثوا على بعض روايات قليلة للاعمش ونقدوها وهي مذكورة في كتب الائمة مثل ابن حبان وغيره أما هذا الأثر فلم يتطرق اليه الائمة بل حسنه بعضهم وصححه البعض الأخر ولم نجد من الائمة الأعلام من ضعفه ورده كما يفعل البعض ولا يوجد من انتقد الحديث من الحافظ. فحديثه هنا مقبول لأنه يروي عن أبي صالح السمان ولم ينقده احد الائمة كما صرح العلماء ومنهم الحافظ الذهبي كما قلنا ولذلك حسنه حافظ الدنيا في الحديث ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري وقال الحافظ ابن كثير اسناده قوي .. وهل بعد قول الائمة والحفاظ وجل المحدثين مقال لغيرهم؟؟؟؟ الشبهة الثانية: يقول المعترض أن مالك الدار مجهول ويستندون إلي هذه الأدلة. ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل (8 ـ 213) لم ينقلا توثيقاً في ترجمته مالك، عن أي أحد من علماء الجرح والتعديل، مع كثرة إطلاعهما، وقال الحافظ المنذري ـ وهو من المتأخرين ـ في كتابه الترغيب والترهيب (2 ـ 29): ومالك الدار لا أعرفه وأن الحافظ ابن حجر العسقلاني لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الرد. إن الحافظين المنذري ابن أبي حاتم نفيا المعرفة فقط ولم يحكما بالجهالة مما يدل على معرفتهما التامة فن مصطلح الحديث ولم يحكموا بجهالته ونقول 1 - إن مالك الدار رجل ثقة ليس مجهولا لانه لا يتخذ أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب خازناً الا ثقة وامين 2 - ثم إن من عرف حجة علي من لم يعرف وقد ترجم له الائمة الأعلام والحفاظ في كتبهم وعدم إطلاع حافظ على ترجمته لا تعني جهالة الرواي لأن هناك من ترجم له وعدم المعرفة لا يعني العدم لأن غيرهم عرفه وترجم له كما سنرى فكيف يكون مجهول؟؟. 1 - قال ابن سعدٍ في (الطبقات الكبرى 5/ 12): (مالك الدار مولى عمر بن الخطاب وروى مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله روى عنه أبو صالح السمان وكان معروفا) ملحوظة بن سعد لم يطلق على رجل بأنه معروف من غير أن يعقبه بجرحٍ إلا لأنه ثقة عنده مثال علي ذلك. - قال ابن سعد رحمه الله في الطبقات 6/ 236: (شريك بن حنبل العبسي روى عن علي بن أبي طالب وكان معروفا قليل الحديث) و قال الحافظ في التقريب 1/ 266: (شريك بن حنبل العبسي الكوفي، وقيل ابن شرحبيل ثقة من الثانية) وفي غير موضع في الطبقات وكل من لم يعقبه بجرح وذكر انه معروف فهو ثقة عنده وراجع الطبقات لتقف على الكثير من هذه الأمثلة 2 - الإمام أبو يعلى الخليلي القزويني في كتاب (الإرشاد في معرفة علماء الحديث 1/ 313): (مالك الدار مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه تابعي قدي متفق عليه أثنى عليه التابعون وليس بكثير الرواية روى عن أبي بكر الصديق وعمر) وقوله متفق عليه يغني عن السؤال عن مالك الدار. 3 - أورده الإمام ابن حبان في (الثقات 5/ 384) وقال عنه: (مالك بن عياض الدار يروي عن عمر بن الخطاب روى عنه أبو صالح السمان وكان مولى لعمر بن الخطاب أصله من جبلان) ترجم لمالك الدار البخاري في (تاريخه 7/ 304) ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة 6/ 274) وذكر أن له إدراكا. ((مالك بن عياض مولى عمر هو الذي يقال له مالك الدار، له إدراك، وسمع من أبي بكر الصديق وروى عن الشيخين ومعاذ وأبي عبيدة، روى) فتنبه وذكر أن له إدراكا. وقال وروى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبد الله كما أفاد ذلك الحافظ وقال أبو عبيدة كما في "الإصابة " (3/ 484): ولاه عمر وكله عياله، فلما قدم عثمان ولاه القسم. اهـ قال الرازي في الجرح والتعديل (8/ 213): (مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب روى عن أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما روى عنه. أبو صالح السمان سمعت أبى يقول ذلك)[/rtl] [rtl]وقولهم أن الحافظ ابن حجر العسقلاني لم يذكر فيه جرح وتعديل يرد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني بنفسه. إذا كان من له إدراك ممن اختلفوا في صحبته: فأثبتها بعضهم ونفاها آخرون فمن له إدراك مختلف في صحبته. إذا علم ذلك، فقد قال الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير (1/ 74) عند الكلام على حديث (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله) عليه قال عند الكلام على أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو ما نصه: وأما حالها فقد ذكرت في الصحابة وإن لم يثبت لها صحبة فمثلها لا يسأل عن حالها. اهـ. إذاً قول الحافظ ابن حجر العسقلاني أن مالك الدار له إدراك وكل من له إدراك اختلفوا في صحبته ومن اختلفوا في صحبته فهو ثقة لا يسأل عن حاله فالنتيجة مما تقدم إن مالك الدار ثقة لا يسأل عن حاله. لانه ثقة ولا يحتاج إلي جرح وتعديل وايضاً اورده الإمام ابن حبان في الثقات وقال الإمام أبو يعلي الخليلي القزويني متفق عليه ووثقه الإمام ابن سعد وترجمته عند البخاري والحافظ ابن حجر العسقلاني تدل على ثقته وحاله لا يحتاج إلي بيان. فكيف يقال ان مالك مجهول وكيف يتغني البعض بهذا القول بدون حتى التأكد من ذلك؟؟؟ 3 - ونقول إذا كان مالك الدار مجهول (كما تكذب وتدندن فنقول لك تنزلاً) لنرى كيف ترفع جهالة المقبول الرواية عند الائمة والحفاظ رضي الله عن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني إذ قال (نزهة النظر شرح نخبة الفكر 135) عن المجهول وحكم قبول روايته: (فإن سمي الراوي وانفرد راوٍ واحد بالرواية عنه فهو مجهول العين كالمبهم، فلا يقبل حديثه إلا أن يوثقه غير من ينفرد عنه على الأصح وكذا من ينفرد عنه إذا كان متأهلا لذلك) ومالك الدار وثقه أكثر من حافظ وعفه أكثر من حافظ وله إدراك فماذا يقول صالح آل شيخ؟ وروى عنه أكثر من واحد منهم 1 - أبو صالح السمان ذكوان الزيات: قال الحافظ في التقريب 1/ 203 (ثقة ثبت). 2 - عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي: قال الحافظ في التقريب 1/ 341 عنه (ثقة) 3 - وذكرت الرواية في الطبراني 20/ 33 رواية عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن مالك الدار وقولهم بجهل أن الإمام البخاري لم يوثقه الرد عليهم من مشايخهم قال الدكتور خالد بن منصور الدريس أحد شيوخ الوهابية في كتابه " الحديث الحسن لذاته ولغيره .. دراسة استقرائية نقدية " (1/ 406 - 415) (إذا ترجم البخاري في تاريخه الكبير لراوٍ ولم يذكر فيه جرحًا، فإنه يكون عنده ممن يحتمل حديثُهُ، قال الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي في آخر ترجمة عبد الكريم بن أبي المخارق: «قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي: بيّن مسلم جَرحَهُ في صدر كتابه، وأما البخاري فلم يُنبّه من أمره على شيء، فدل أنه عنده على الاحتمال، لأنه قد قال في التاريخ: (كل من لم أبين فيه جُرْحَةً فهو على الاحتمال، وإذا قلت: فيه نظر، فلا يحتمل» (تهذيب الكمال 18/ 265). وفي موضع آخر قال ابن يربوع في عثمان بن عمر التيمي: «هو على أصل البخاري محتمل» (السابق 19/ 416). إلي أن قال في نفس المصدر ولعل في هذه الأمور ما يجعل القلب يركن إلى ثبوت الكلام الذي نقل عن البخاري في بيان منهجه في كتابه التاريخ الكبير. ويظهر أن قول البخاري: «ومن لم أبين فيه جُرحةً فهو على الاحتمال» يدخل فيه الثقة ومتوسط الحفظ وكل راوٍ ضُعّف ولم يشتد ضعفه، ويوضح الأمر أكثر ويفسر مقصوده أنه قد قال: «كل من لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أروي عنه» فغير المحتمل عنده من يترك هو الرواية عنه، وكل من تميَّزَ صحيح حديثه من سقيمه فهو يروي عنه، وهو المحتمل عنده فيما يظهر ليأنتهي. وهذا الكلام من الدكتور خالد بن منصور معناه انه يعتبر بحديث مالك الدار عند الإمام البخاري قد ذكره البخاري في تاريخه الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .. وهذا معناه انه يعتبر بحديثه عنده .. ونقول لو لم يكن هنالك دليل إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتخذه خادماً لزالت جهالة الحال لأن عمر رضي الله عنه لا يتخذ خادما إلا ثقة. فالرجل ارتفعت عنه جهالة الحال وجهالة العين بهذا النصوص وهي توثيق عال له. الشبهة الثالثة: ان أبو صالح السمان لم يعاصر مالك الدار الرد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج: 3 ص: 189 (ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني شهد الدار زمن عثمان وسأل سعد بن أبي وقاص مسألة في الزكاة وروى عنه وعن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وعقيل بن أبي طالب وجابر وابن عمر وابن عباس ومعاوية وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وغيرهم وأرسل عن أبي بكر (وانظر الإكمال 378 والثقات 5/ 361 والتاريخ الكبير 1/ 127 وتعجيل المنفعة 1/ 367) فهو مدني ومعاصر والخبر عن حدث في المدينة وقال الحافظ في مالك الدار (ولاه عمر كيلة عيال عمر فلما قدم (أو قام) عثمان ولاه القسم فسمى مالك الدار) الإصابة 6/ 274 فهو مدني معاصر فمالك الدار له إدارك وهو ايضاً من كبار التابعين وقدولاه القسم سيدنا عثمان رضي الله عنه ولذلك سمى مالك الدار والسمان من التابعين شهد الدار في أيام سيدنا عثمان رضي الله عنه فما الذي يمنع سماع أبي صالح منه؟؟ فقد تواجدا في نفس المكان والبقعة والزمان وهما الاثنين ثقة ومعروفين ولله الحمد. الشبهة الرابعة إن قولَ الحافظ: (بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار) ليس نصاً في تصحيح جميع السند، بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لقال بإسناد صحيح، والعلماء إنما يفعلون هذا لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله، لما فيه من إيهام صحته[/rtl] [rtl]الرد:- جهل قبيح لا نقبله ولا يقبله احد من امة الإسلام التحدث ولي عنق الأقوال إن الحافظ قد تكررت منه مثل هذه العبارة في غير ما موضع ولم يعن بذلك تجهيلا ولا تضعيفا فمثلا: قال الحافظ في الفتح (1/ 50): (وقع هنا تقديم الحج على الصوم وعليه بنَى البخاري ترتيبه، لكن وقع في مسلمٍ من رواية سعدِ بْنِ عبيدةَ عن ابن عمرَ بتقديم الصومِ على الحَجِّ .. ). فهل يقال ان الحافظ ابن حجر يقول في ابن عمر ما يقوله الوهابية في مالك الدار؟!. خذ مثالا آخر يظهر الجهل الوهابي واتباع الهوى قال الحافظ في (الفتح 1/ 101): (وهذه المرأة وقع في رواية مالك المذكورة أنها من بني أسدٍ ولمسلمٍ من رواية الزُّهريِّ عن عروةَ في هذا الحديث أنها الحَولاء بالمهملةِ والمد .. ). فهل عروة مجهول عند الحافظ؟؟ فالمعترض يأتي بعلم حديث جديد لا نعرفه ولم يعرفه الحفاظ؟؟ الشبهة الخامسة. إن هذه الرواية وعلى فرض صحة السند فيها إلى مالك الدار، وعلى فرض أن مالك الدار، ثقة ثبت، فإنه يرويها عن رجل أتى القبر ... ، وبإبهام هذا الرجل يحكم على السند أيضاً بالانقطاع، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث. وسيف المذكور ضعيف لا يصح الاستناد إليه. الرد:- نعوذ بالله من الهوى وأهله وهل الرجل الذي لم يسم من رواه الحديث حتى يحكم بضعفه؟؟ نقول لكل كاذب مزور ليرضي مذهبة الأثم ليملك حجة تكفير الأمة الإسلامية بأن ذلك لا يضر إذا ثبت أن الصحابة أقروه وقد ثبت ذلك في الحديث من اقرار عمر رضي الله عنه وكم من أعرابي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله أو يعمل شيئاً ولا ينكر عليه فعلم أن عمله جائز ولم يسم في الحديث. خذا مثال مثلاً على جهل القوم وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ فذكر الحديث، وفيه قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب أخرجه البخاري. فلا يهمنا من هو هذا سيف أم غير سيف سواء كان صحابيا أو تابعيا لا يضر الجهل به لأن الحجة في إقرار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعمله حيث لم ينهه عما فعله بل أقره وبكى عمر رضي الله تعالى عنه وقال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه. مثال أخر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاءأعرابيخطأ! مرجع الارتباط التشعبي غير صحيح. متفق عليه. الشبهة السادسة ان هذا منام ولا تبنى الأحكام على المنامات. الرد:- لا يهمنا المنام في الحديث يهمنا ان الاستغاثة وطلب الاستسقاء من النبي صلي الله عليه وسلم لم ينكرها أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولم ينكرها الصحابة رضوان الله عليهم وهذا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث صحيح كما ذكرنا سنداً ومتناً ولا غبار عليه. الشبهة السابعة (هل يشمل توثيقه عدالته وضبطه؟ الذي ذكره بعض السلفيين أنّ ما نحتج به على توثيقه؛ إنما هو عن عدالته أما التوثيق من جهة الضبط فلم نأتِ ببينةٍ عليه) الرد الوهابية عندهم علم حديث جديد!! مالك الدار هو عدل ضابط فالأصل أن يكون ما رواه مضبوطا إلا إن دل دليل على خلاف ذلك ولا يوجد ما يدل على خلاف ذلك. فالضبط ثابت حتى تثبت مخالفته لرواية الثقات أو حكم باضطرابه أهل الجرح والتعديل في ترجمته وهذا ما لم يوجد في حديث مالك الدار فليس في حديثه إضطراب ولا ذكر ذلك من الائمة الأعلام الذين صححوا الحديث ولم يخالف فمن أين لهم الطعن في ضبطه؟؟؟؟ قال ابن الصلاح: ((يعرف كون الراوي ضابطا بأن نعتبر رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان، فإن وجدنا رواياته موافقة ولو من حيث المعنى لرواياتهم، أو موافقة لها في الأغلب، والمخالفة نادرة، عرفنا حينئذ كونه ضابطا ثبتاً، وإن وجدناه كثير المخالفة لهم، عرفنا اختلال ضبطه، ولم نحتج بحديثه، والله أعلم) علوم الحديث (ص:106) و مالك الدار من المخضرمين وهو من كبار التابعين بل ويقال له إدارك والبعض سمى هؤلاء "صحابي صغير" ومن مثل هذا لا يسأل عن روايته فهو ضابط لما يقوله فمالك الدار معروف وأمين وثبت ضبط والمراد بالضبط: الضبط نوعان هما: ضبط الصدر وضبط الكتاب، فضبط الصدر: أن يكون الراوي يقظاً غير مغفل بل يحفظ ما سمعه ويثبته بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء مع علمه بما يحيل المعاني إن روى بالمعنى. وضبط الكتاب: صيانته لديه منذ سمع فيه وصححه إلى أن يؤدي منه وهذا متوفر في مالك الدار ولم نجد علماء الجرح والتعديل تكلموا عن اضطراب مالك الدار ثم إن من شروط الصحة العدالة والضبط واتصال السند وحافظ الدنيا الإمام ابن حجر العسقلاني والإمام وابن كثير لما صححا الحديث كان على هذا الأساس وإلا فما معنى تصحيحهما للحديث؟ وحسنه أبو يعلى القزويني في الإرشاد (1/ 313) بل وأقر ثبوته ابن تيمية كما جاء اقتضاء الصراط المستقيم (ص 373) فالأصل أن يكون ما رواه مضبوطا إلا إن دل دليل على خلاف ذلك ولا يوجد ما يدل على خلاف ذلك. ونقول لهم من من الحفاظ والمحدثين حكم بوضع أو تضعيف الحديث مثل ما فعلتم؟؟؟ ولنرى من صحح الحديث من جل الائمة الأعلام. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني وروي ابن ابي شيبه باسناد صحيح انظر فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 495 و 496 الإمام ابن كثير في البداية والنهاية وقال اسناد صحيح ج 7 ص 90 وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 91) قال ابن كثير في جامع المسانيد - مسند عمر - (1/ 223): إسناده جيد قوي اخرجه ابن ابي شيبه في مصتفه ج 6 ص 356 وحسنه أبو يعلى القزويني في الإرشاد (1/ 313) بل وأقر ثبوته ابن تيمية كما جاء اقتضاء الصراط المستقيم (ص 373) والحديث صحيح صححه أكابر العلماء ولا مجال لغير الحفاظ هنا لتضعيفه ونقول لهم أي حجة تطلب في توثيق الرجل بعد ذلك؟ اليس هؤلاء هم الحفاظ والمحدثين ولا يوجد في كلامهم ما يدل علي ما تقولون؟ الخلاصة في هذا القدر الكفاية لبيان جهل من اتوا بمصطلح حديث جديد لطائفة تريد تكفير الأمة الإسلامية وترد على حفاظ الأمة الإسلامية. فالحديث إسناده ثقات. والمتن لا غبار عليه ولا يناقض التوحيد في شيء. ---[/rtl] [rtl]38 - سيدنا ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وارضاه والتزامه قبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أخرج أبو الحسين يحيى بن الحسين بن جعفر في (أخبار المدينة) عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال: أقبل مروان بن الحكم فإذا رجل ملتزم القبر فأخذ مروان برقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فقال: نعم إني لم آت الحجر ولم آت اللبن إنما جئت رسول - صلى الله عليه وسلم -، لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله. قال المطلب: وذلك الرجل: أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه. وفي أحد رواياته (واضعا وجهه على القبر) وهو صحيح بمجموع طرقه وصححه الحاكم والذهبي والسيوطي وغيرهم وهو مروي في مسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم وللطبراني في الكبير شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 39 - سيدتنا زينب رضي الله عنها ووالشكوى لرسول الله والمدد من رسول الله بقولها يا محمداه يا محمداه نقل الطبري وابن كثير ((عن قرة بن قيس التميمي لأنس قول السيدة زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعاً وهى تقول: يا محمداه يا محمداه صلى عليم ملائكة السماء هذا الحسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء, يا محمداه يا محمداه وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا قال: فأبكت والله كل عدو وصديق) انتهى الطبري في تاريخه (3\ 336) وابن كثير في البداية والنهاية (8\ 193) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 40 - سيدنا محمد بن الحنيفية رضي الله عنه وقوله بالزام مكان مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ليس هذا الا للاقتداء والتبرك بهذا الموضع وجاءفي وفاء الوفا حدثني سعيد بن عبدالله بن فضيل قال: مرّ بي محمد بن الحنفية وأنا اُصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الاسطوانة، هل جاءك فيه أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها فإنّها كانت مصلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الليل ... قال ابن النجار: فعلى هذا جميع سواري مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستحب الصلاة عندها لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلّوا إليها. وفاء الوفا: /452 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 41 - قصة العتبي التي تلقتها الامة بالقبول واستحسنها الائمة لانها توافق الآية الكريمة (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) النساء 64 واستحسن العلماء آثر في ذلك:- الحكاية المشهورة عن العتبى قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول {ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: (يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم (نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له) اهـ وقد ذكرنا أسماء الائمة والعلماء فلترجع إليها في الدليل من القرآن على التوسل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 42 - ابن المكندر (ولد 30 هـ) وهو أحد أعلام التابعين ـ يستشفي بقبر النبي صلى الله عليه وسلم (كان ابن المكندر يجلس مع أصحابه، قال: وكان يصيبه الصمات، فكان يقوم كما هو ويضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع، فعُوتب في ذلك فقال: إنّه ليصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع. يعني في النوم)) وفاء الوفاء: 2/ 444 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 43 - المسلمون من التابعون في فتنة ابن الأشعث 82 هـ والمدد والتوسل بقولهم يا محمداه يا محمداه باختصار جاء عند الطبري وابن الاثير ((لما كانت فتنة ابن الاشعث كتب عمال الحاج إليه: إن الخراج قد انكسر وإن أهل الذمة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار فكتب إلى البصرة وغيرها: أن من كان له أصل في قرية فليخرج إليه فخرج الناس فعسكروا فجعلوا يبكون وينادون يا محمداه يا محمداه, وكان دخول عبدالرحمن البصرة في آخر ذي الحجة<سنة 82 هـ) .. الطبري في تاريخه (3\ 647 - 648) وابن الاثير في الكامل (4\ 200) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ 44 - المسلمات في الحرب مع المجوس كانت السبايا يطلبون المدد والتوسل بيا محمداه ونصرهم الله قال ابن الاثير في الكامل في احداث عام 137 هـ (وفي حرب المسلمين مع المجوس بقيادة سنباذ كانت السبايا من النساء ينادين: وامحمداه , فوقعت الريح ونفرت الإبل وتفرق عسكر المجوس) اهـ ابن الأثير في الكامل (5\ 114) ــــــــــــــــــــــــــــــــ 45 - الإمام ابن المقرئ محمد بن إبراهيم الأصبهاني ((274 هـ) والاستغاثة بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أورد القيسراني في تذكرة الحفاظ والذهبي في السير (كَانَ ابْنُ المُقْرِئِ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَنَا وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بِالمَدِيْنَةِ، فضَاقَ بِنَا الوَقْتُ، فَوَاصَلْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، فَلَمَّا كَانَ وَقتُ العشَاءِ حضَرتُ القَبْرَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ الجُوْع، فَقَالَ لِي الطَّبَرَانِيُّ: اجلسْ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرِّزْقُ أَوِ المَوْتُ. فَقُمْتُ أَنَا وَأَبُو الشَّيْخِ، فحضرَ البَابَ عَلَوِيٌّ، فَفَتَحْنَا لَهُ، فَإِذَا مَعَهُ غُلاَمَانِ بِقفَّتَيْنِ فِيْهِمَا شَيْءٌ كَثِيْرٌ، وَقَالَ: شَكَوْتُمُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَأَمَرَنِي بِحَمْلِ شَيْءٍ إِلَيْكُمْ).[/rtl] [rtl]القيسراني تذكرة الحفاظ (3\ 973) والذهبي في سير أعلام النبلاء (31/ 473) الشاهد: طلب الإمام الحافظ ابن المقرئ الطعام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض حاجته عليه، وهذا بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمئات السنين. ولو كان هذا الأمر منكراً بل شركاً فكيف فعله هذا الإمام، وكيف رضي به الإمام الطبراني، والإمام أبو الشيخ، ثم كيف رضي الإمام الذهبي أن يورد هذا الشرك في كتابه دون أن يعقب عليه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 46 - تبرك التابعي يزيد بن السود الحرشي بالصحابي واثلة بن الاسقع لان يده لامست يد النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى 6/ 697 في ترجمة " يزيد بن الأسود الحرشي ": قال أبو عمر أدرك الجاهلية وعداده في الشاميين وقال ابن منده ذكر في الصحابة ولا يثبت ثم أخرج من طريق يونس بن ميسرة قال قلت ليزيد بن الأسود يا أبا الأسود كم أتى عليك قال أدركت العزى تعبد في قومي وأخرجه البخاري عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى وقال ابن حبان في الثقات كان من العباد الخشن وأخرج أبو زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان في تاريخيهما بسند صحيح عن سليم بن عامر أن الناس قحطوا بدمشق فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود فسقوا قال أبو زرعة حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود قم يا بكاء وبه أن عبد الملك لما خرج الى مصعب بن الزبير رحل معه يزيد بن الأسود وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق هشام بن الغار قال قال لي حبان بن النضر قال لي واثلة بن الأسقع قدمني إلى يزيد بن الأسود فدخل عليه وهو مقبل فنادوه ان هذا واثلة أخوك فمد يده فجعل يمس بها فجعلت كفه في كفي فجعل يمرها على صدره مرة وعلى وجهه لموضع كف واثلة من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة ويغلب على ظني أنه غير الذي قبله" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 47 احد الرجال يستغيث ويلوذ بقبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ويقر ذلك الائمة والحفاظ قال الإمام المحدث الفقيه ابن عساكر الشافعي في تاريخ دمشق: (أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو المصعب مطرف، حدثني المنكدر بن محمد، أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين ديناراً وخرج يريد الجهاد، وقال له إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إن شاء الله، قال وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنةٌ وجهدٌ، قال فأخرجها أبي فنفقها، قال فلم يلبث الرجل أن قدم وطلب ماله، فقال له أبي عد إلي غداً، قال وبات في المسجد متلوذا بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، وبمنبره مرة، حتى كاد يصيح – يؤذن - فإذا شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمد، قال فمد يده فإذا صرة فيها ثمانون ديناراً، قال وغدا عليه الرجل فدفعها إليه). تاريخ مدينة دمشق (56/ 61) الشاهد: رجوع الرجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر الإمام المحدث ابن عساكر لهذه الحادثة دون نكير، ولو كان الرجوع إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته شركاً وكفراً لأنكر ذلك هذا الإمام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ 48 - الإمام أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي يروي بسنده أرجل بالمدينة إذا رأى منكرا لا يمكنه أن يغيره أتى القبر النبوي الشريف فقد روى في شعب الإيمان بسنده قال: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا إسحاق القرشي، يقول: كان عندنا رجل بالمدينة إذا رأى منكرا لا يمكنه أن يغيره أتى القبر، فقال: أيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تعلمونا).اهـ ولم يتعقب الإمام البيهقي هذا الفعل بإنكار، ولو كان هذا شركاً وكفراً لما ذكره في كتابه، ولَما سكت عليه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 49 - أبو الخير التيناتي والشكوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في تاريخ دمشق (دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا فقدمت إلى القبر وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت في المنام النبي وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بن أبي طالب بين يديه فحركني علي وقال لي قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف» (تاريخ دمشق 66/ 161) وصفة الصفوة لابن الجوزي (4\ 282) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ 50 - إمام حجة صالح من الفقهاء يتمرغ في التراب في المسجد النبوي ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم لايجاد ولده الذي فقده قال الامام الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 501 - 510) وفيات سنة إحدى وخمسمائة، في ترجمة " محمد بن محمود بن حسن بن محمد بن يوسف "، مانصه: (أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني من آمل طبرستان فقيه ديِّن صالح صاحب معاملة. حج سنة سبع وتسعين وأملى بمكة مجلسا. وضاع ابن له قبل وصوله المدينة. قال بعضهم: فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه و سلم في لقي ولده والخلق حوله فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد فاعتنقا زمانا. رواها السمعاني عن أبي بكر بن أبي العباس ... المروزي أنه حج تلك السنة ورآه يتمرغ في التراب والخلق مجتمعون عليه وهو يقول: يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائرا وقد ضاع ابني لا أرجع حتى ترد علي ولدي. وردد هذا القول إذ دخل ابنه فصرخ الحاضرون. سمع: أباه ومنصور بن إسحاق الحافظ وسهل بن ربيعة وأبا علي الحسيني. روى عنه: ابن ناصر والسِّلفي وابن الخل وشهدة وآخرون.[/rtl] [rtl]توفي بآمل في المحرم سنة إحدى، وكان أبوه من كبار الفقهاء) انتهى إمام حجة صالح من الفقهاء يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم والإمام الذهبي قد شهد لصاحب الترجمة بالدين والصلاح وأنه صاحب معاملة!؟ وشهد لابوه انه كان من كبار الفقهاء!!! بل لم يعلق الإمام الذهبي على هذه القصة أبداً!؟ مما يدلنا على عدم إنكاره لها بقرينه مدحه وشهادته لصاحب الترجمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 51 - سيدتنا فاطمة تأخذ قبضة من تراب القبر النبوي وتضعها على عينيها أخرج الحافظ ابن عساكر في التحفة من طريق طاهر بن يحيى الحسين قال: حدثت أبي عن جدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: لما رمس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة فوقفت على قبره صلى الله عليه وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت على مصائب لو أنها صبت على الأيام عدنا لياليا * ابن الجوزي في وفاء الوفا في فضائل المصطفى: 819/ح 153، ابن سيد الناس في السيرة النبوية: 2/ 432، ابن الجوزي في وفاء الوفا في فضائل المصطفى: 819/ح 153، ابن سيد الناس في السيرة النبوية: 2/ 432، القسطلاني في المواهب اللدنية مختصراً: 4/ 563، القاري في شرح الشمائل: 2/ 210 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ 52 - استسقاء سيدنا عمر ابن الخطاب بسيدنا العباس رضي الله عنهم عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطو استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) قال فيسقون. صحيح البخاري ج 2 ص 34 (باب الاستسقاء) ابن عساكر ج 26 ص 361 - 362 ابن عبد البر في الاستيعاب ج 2 ص 814 815 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 178 الحاكم في المستدرك ج 3 ص 334 وفي هذا الأثر استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهم وهو توسل بالذات هنا لأنه توسل بذات العباس واستسقي به سواء دعى العباس او لم يدعوا فالقول واضح. فكلمات عمر في هذه الواقعة تتجاوز مسألة التوسُّل بالدعاء إلى التوسُّل بنفس الشخص وذاته فهو يقول في أول كلامه: (اللّهم إنّا كنّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا) فالحديث صريح واضح نتوسل إليك بعم نبينا ومما سبق من أحاديث الاستسقاء بقبر النبي صلى الله عليه وسلم في وجود الصحابة وسيدنا عمر يدل على جواز تعدد وسائل التوسل وتوسلهم بالمفضول مع وجود الفاضل إنما يستفاد منه جواز العمل بالوسيلة الأدنى مع وجود الوسيلة الأعلى والتوسل العباس لأنه من أهل البيت وأهل الصلاح وليس لأنه لا يجوز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا عمر توسل وقال نتوسل بعمه العباس لمكانه من النبي صلى الله عليه وسلم وإظهاراً لشرفه ولشرف آل بيته الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين وهذا من تواضع سيدنا عمر رضي الله عنه فقد أخَّر نفسه مع أن جاهه أعظم من جاه سيدنا العباس لكنه أخّر نفسه لمقام النبي صلى الله عليه وسلم وتكريماً لآل بيته رضوان الله عليهم أجمعين. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري [2/ 337] "وليس في قول عمر إنهم كانوا يتوسلون به دلالة علي أنهم سألوه أن يستسقي لهم، إذ يحتمل أن يكونوا في الحالتين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به "أ. هـ قال الإمام النووي قال في كتاب الأذكار باب الأذكار في الاستسقاء، ص 160. إنه يستحب إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقوا به فيقولون: اللهم إنا نستسقي ونستشفع إليك بعبدك فلان كما روى البخاري أن عمر رضي الله عنه استسقى بعباس رضى الله عنه))) انتهى المقصود قال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدس الحنبلي المتوفى سنة 620 هـ في كتابه المغني (ج 2: ص 439) ((: 1483) فصل: ويستحب أن يستسقى بمن ظهر صلاحه ; لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء، فإن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عمر: استسقى عمر عام الرمادة بالعباس، فقال: اللهم إن هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك به فاسقنا. فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل) وقد روى ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج 2 ص 814 815 سبب توسل الصحابة بالعباس وهو لا يتنافى مع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في قبره بل لأن علة توسلهم به رضي الله عنه هي قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنهم توسلوا بالرسول وبعمه في وقت واحد يزيد في هذا وضوحاً ما ذكره ابن الأثير في هذه الحادثة بعد ذكرها إذ قال: ((فسقاهم الله تعالى به ـ أي بالعبّاس ـ وأخصبت الأرض، فقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه. قال: ولمّا سقي طفق الناس يتمسَّحون بالعبّاس، ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين)) (أسد الغابة| ترجمة العبّاس) وممن فهم أن التوسل بالعباس هو توسل به أى بذاته لا بدعائه فقط حسان ابن ثابت الصحابى الجليل رضي الله عنه حيث قال: سألَ الأنام وقد تتابع جدبنا فسقي الغمام بغرة العباس عم النبي وصنو والده الذي ورث النبي بذاك دون الناس أحيا الإله به البلاد فأصبحت مخضرة الأجناب بعد اليأس وصحابي آخر وهو عباس بن عتبة بن أبي لهب فقال: بعمي سقى الله الحجاز وأهله عشية يستسقى بشيبته عمر توجه بالعباس في الجدب راغباً إليه فما رامَ حتى أتى المطر ومنَّا رسول الله فينا تراثه فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر فالأبيات السابقة تصرح بأنَّ التوسل كان بالعباس رضي الله عنه أي بذاته لا بدعائه فقط وإلا ففي الصحابة غيره ممن هو مستجاب الدعوة كسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وسعيد بن زيد وغيرهما. وقصر الدعاء والاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط من الوهابية حال حياته هو قول مغلوط إذ قصره علي ما كان قبل وفاته تحكُّم بلا دليل بل الأدلة علي خلافه كما وضحنا وسنوضح في الاحاديث.[/rtl] ولقد استدلّ الحافظ ابن حجر العسقلاني بحادثة استسقاء عمر بالعباس على جواز التبرّك والاستشفاع ببعض الأخيار فقال: ((ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة)) فتح الباري: 2/ 399 وما يذكر أن هذا عدول عن التوسل بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فنقول 1 - علة توسلهم به رضي الله عنه هي قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنهم توسلوا بالرسول وبعمه في وقت واحد 2 - فاذا كان هذا عدول في شرعكم فاذاً هو عدول عن التوسل باسماء الله الحسنى الخ الخ. 3 - فقولهم أن سيدنا عمر لم يستسقى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانه ترك الفاضل وذهب للمفضول هو قول يدل على الجهل فالتوسل بالأدنى مع وجود الأعلى والفاضل مع وجود المفضول فله نظائر كثيرة بين الصحابة وهل التوسل بسيدنا العباس يدل على ترك التوسل بسيدنا علي وسيدنا عثمان والعشرة المبشرون بالجنة وهل يدل على أنه أفضل منهم.!!!. ففعل الصحابة رضي الله عنهم يفهم منه جواز تعدد وسائل التوسل ولا يفهم منه تحريم أحدها بل هو واضح في التنوع لا في التضاد وتوسلهم بالمفضول مع وجود الفاضل إنما يستفاد منه جواز العمل بالوسيلة الأدنى مع وجود الوسيلة الأعلى ولا يفهم منه تحريم الأعلى إلا بدليل أخر ينص على المنع ولا يوجد في ذلك أي دليل وكان لديهم وسيلة وهي الاقتصار على التوسل بأسماء الله وصفاته العظمى. فلماذا لم يدعوا سيدنا عمر بأسماء الله الحسنى فهو الافضل وكان في دعاءه يستخدم الوسلية التي تقولون انها غير شركية فلماذا لم يقم بها؟؟ فهل دل ذلك على انه لا يجوز الدعاء باسماء الله وصفاته وأن سيدنا العباس أفضل من سيدنا عمر وباقي العشرة؟؟ فحرص الصحابة أن يكون التوسل بعم النبي صلى الله عليه وسلم دال على أن ذلك لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم فتأمل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:12 am | |
| [rtl]53 - التوسل بحق السائلين روى عطيّة العَوفيّ عن أبي سعيد الخُدريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: مَن خَرَج من بيته إلى الصلاة فقال: اللّهمّ إنّي أسألُك بحقّ السائلين عليك، وأسألُك بحقّ مُمَشَّايَ هذا؛ فإنّي لم أخرُجْ أشَراً ولا بَطَراً ولا رياءً ولا سُمعة؛ خَرَجتُ اتّقاءَ سَخِطَك، وابتغاءَ مَرضاتك، فأسألك أن تُعيذَني من النار، وأن تَغَفَّرَ لي ذنوبي؛ إنّه لا يغفر الذنوبَ إِلَّا أنت. أقْبَلَ اللهُ عليه بوجهه، وَاسْتَغْفَرَ له سبعونَ ألفَ مَلَك وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته) وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد في مسنده ج 3 ص 21 , وابن ماجه في سننه ج 1 ص 256 , وابن خزيمة في صحيحه ج 17 ص 18 , والطبراني في معجمه ج 2 ص 990 , والمنذري في الترغيب والترهيب ج 1 ص 135 , ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 4 , والبغوي في مصباح الزجاجة ص 262 , والبيهقي في الدعوات الكبير ص 47 , ابن أبي شيبة في المصنف ج 10 ص 211 , وأبي نعيم الفضل بن دكين ونقله ابن حجر في آمال الأذكار ج 1 ص 273 ... والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 291 والحافظ الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (471 - 472) أرسول الله يسأل بحق السائلين وهو الغني ويتوسل بكل من سأل الله ونحن لا نفعل ذلك؟؟!! ويحرمه الجهلاء علي امته؟ والحديث صحيح كمل نري وصححه أكابر العلماء وهو يدل على جواز التوسل إلى الله بالعمل الصالح وهو سير المتوضئ إلى الصلاة والتوسل بحق السائلين لله .. وفي الحديث كما هو واضح توسل النبي بحق السائلين أي بكل عبد مؤمن صالح يسال الله تعالى والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا وهو من أدله التوسل بالصالحين تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولم يزل منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والي الآن المسلمين يستعملون هذه الصيغه في الدعاء عند الخروج للصلاة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. وهو توسل واضح وصريح ... ومما اثاره الوهابي في ضعف الحديث بتفرد عطية العوفي فنقول لهم. أخرج ابن السني في (علم اليوم والليلة) رقم (84) بسند فيه الوازع عن بلال وليس فيه عطية ولا مرزوق ولا ابن الموفق روى ابن السني ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن السني حدثنا ابن منيع حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا على بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن جابر بن عبدالله عن بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال: «بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي» الحديث. وذكر ايضاً هذه الرواية ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار ج 1 ص 270 واخرجه من وجه آخر ابو نعيم الاصفهاني في عمل اليوم والليلة كما جاء في نتائج الأفكار ج 1 ص 271 عن الوازع عن سالم ابن عبدالله بن عمر عن أبيه عن بلال به. فلم ينفرد عطية ولا ابن مرزوق ولا ابن الموفق بالحديث. ومن رواه عن عطية العوفي قال ابن ماجه في سننه (1/ 256): حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، ثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم، ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك). ورواه أحمد في المسند (3/ 21) عن يزيد بن هارون، وابن خزيمة في التوحيد (17، 18) عن ابن فضيل بن غزوان وأبي خالد الأحمر. والطبراني في الدعاء (2/ 990) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 40) كلاهما عن عبد الله بن صالح العجلي والبغوي في حديث علي بن الجعد (ل 262) عن يحيى بن أبي كبير ويزيد بن هارون، وأحمد بن منيع كما جاء في (مصباح الزجاجة) (1/ 99) عن يزيد بن هارون. والبيهقي في (الدعوات الكبير) (ص 47) عن يحيى بن أبي كبير.[/rtl] [rtl]كلهم عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به مرفوعاً. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 211 - 212) عن وكيع وأبى نعيم الفضل بن دكين كما في (أمالي الأذكار) (1/ 273). كلاهما عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري موقوفاً عليه، وهذا وجه مرجوح فالحديث اذا كان ضعيف فنقول تنزلاً فضعفه خفيف ولا يناهض حديث صحيح أو حسن أو حتى ضعيف و ينجبر بمجموع طرقه فلم ينفرد به عطية العوفي بل جاء من طرق أخرى وان كانت هذه الطرق فيها ضعف فينجبر الحديث كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث .. !! كما انه عطية صرح بالسماع قال: حدثني أبو سعيد الخدري فذكره. فقد أمن بذلك تدليس عطية. والذي يتحصل مما ذكرناه في عطية أن حديثه يكون حسنا اذا سلم من تدليسه وهذا الحديث كذلك فيكون حسنا فقد حسنه الحفاظ والمحدثين كما سنذكر وبعد التصريح بالخدري لا يبقى احتمال التدليس كما انه توبع عليه فتعددت طرق الحديث فينجبر إذا كان ضعيفاً كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث اقتباس: عطية مدلس مع ضعفه، وتدليسه عجيب، قال أحمد: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي، فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنى بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد. انتهى. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح العلل (2\ 690) (الكلبي لا يعتمد ما يرويه وإن صحت هذه الحكاية عن عطية فإنما يقضتي التوقف فيما يحكيه عطية عن أبي سعيد من التفسير خاصة فأما الاحاديث المرفوعة التي يرويها عن أبي سعيد إنما يريد أبا سعيد الخدري وصريح في بعضها بنسبته) انتهى وبعد التصريح بالخدري لا يبقى احتمال التدليس كما صرح الائمة وهذا الحديث ليس في التفسير.!!! وقد حسنه جمع من الحفاظ لما سبق وقد توبع عليه ولم ينفرد به كما انه صرح بالسماع .. الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (ص 471_472) قال (إسناده حسن إن شاء الله) والحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (3/ 273). قال (رواه ابن ماجة بإسناد فيه مقال وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن) والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الأحياء (1/ 291) قال: (حسن) والحافظ بن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار ج 1 ص 272. قال: (حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجة وابن خزيمة في كتاب "التوحيد" وأبو نعيم الأصبهاني. قال: وفي "كتاب الصلاة" لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد فذكره، ولكنه لم يرفعه. فقد أمن بذلك تدليس عطية .. ) انتهى وقال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 99): لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه، من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده. اهـ. الحافظ الكبير جلال الدين السيوطي في تحفة الأبرار بنكت الأذكار ص 9 فهؤلاء الحفاظ، رحمهم الله تعالى صححوا أو حسنوا الحديث وقولهم حقيق بالقبول والوقوف عنده والإذعان إليه أما قولهم اقتباس: فضيل بن مرزوق: وثقه بعضهم وضعفه آخرون، وهو ممن عيب على مسلم - رحمه الله - إخراج حديثهم في "الصحيح"، كما قال الحاكم - رحمه الله -، وأغلظ ابن حبان فقال: (يروي عن عطية الموضوعات).[/rtl] [rtl]فضيل بن مرزوق من رجال مسلم في صحيحه والإمام الحاكم نفسه صحح لفضيل بن مرزوق في المستدرك (3/ 70) وكذلك الحافظ ابن حبان ذكره في الثقات (7/ 316) ووثقه جماعة من الأئمة منهم: العجلي في ثقاته (ص 384) فقال: جائز الحديث، ثقة. ووثقه السفيانان: ابن عيينة، والثوري. وقال ابن عدي في الكامل (6/ 2045): ولفضيل أحاديث حسان، وأرجو أنه لا بأس به. وقال أحمد بن حنبل كما في الجرح (7/ 75): لا أعلم إلا خيراً. وقال الحافظ الكبير الهيثم بن جميل: كان من أئمة الهدى زهداً وفضلاً. اهـ. ووثقه ابن شاهين بإدخله في الثقات (ص 185). . قول ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم (1/ 210): هو ثقة وسط. اهـ. وهو ما صرح به الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (7/ 342) فقال: ما ذكره في الضعفاء البخاري ولا العقيلي ولا الدلابي وحديثه ((أي فضيل بن مرزوق)) في عداد الحسن. اهـ. وأدخله الذهبي في كتابه ((من تكلم فيه وهو موثق)) (ص 151) وهو يعني أن حديثه لا يقل عن رتبة الحسن بل أطلق الذهبي القول بتوثيقه في الكاشف (2/ 332) ومع هؤلاء فقد وثقه من اتفق الناس على قبول توثيقه أعني الإمام مسلماً رحمه الله تعالى، فأدخله في صحيحه، واحتج به. أما إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين فقد نقل عنه خمسة من أصحابه توثيقه لفضيل بن مرزوق فقال عثمان بن سعيد الدارمي عنه: لا بأس به. وقال عباس الدوري عنه: ثقة. وقال عبد الخالق بن منصور عنه: صالح الحديث. وقال ابن محرز عنه: صويلح. أما أحمد بن زهير بن أبي خيثمة فمرة قال: ثقة، ومرة أخرى قال: ضعيف. والتوثيق حقيق بالقبول لأنه موافق للروايات الأخرى عن ابن معين في الجملة لا سيما وهو موافق للآخرين. فهؤلاء هم أئمة الجرح والتعديل قد عدلوه وقبلوا حديثه، واحتج به مسلم في صحيحه في كلامهم هو المقبول. بل حتى من تستندون إليه طالب العلم الألباني حسن حديثه في صحيحته (3/ 128) وذلك بعد ان ضعف فضيل بن مرزوق في مكان أخر. أما قولهم أن في الحديث اضطراب فنقول الاضطراب يكون عند تساوي الوجوه وحيث لا تساوي وأمكن الترجيح فلا اضطراب والالباني يحكم بالهوى كما هو معلوم لكل مطلع .. فإن الحديث قد اختلف فيه عن فضيل بن مرزوق فروى مرفوعاً وموقوفاً كما ذكرنا ومن رواه مرفوعاً أكثر عددا. فممن رواه مرفوعاً: يحيى بن أبي بكير محمد بن فضيل بن غزوان سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر أخرجه عبد الله بن صالح العجلي الفضل بن الموفق يزيد بن هارون فجاء عند أحمد من طريق يزيد ابن هارون أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري فقلت لفضيل: رفعه؟ أحسب قد رفعه ثم ذكر الحديث مرفوعاً وقد تفيد الترجيح وهو حرف تحقيق هنا دخل على الماضي فقربه من الحال وعليه فراويه يزيد بن هارون من قسم المرفوع ورواه عن فضيل بن مرزوق موقوفاً اثنان: أبو نعيم الفضل بن دكين وكيع بن الجراح فيتضح أن من رفع الحديث أكثر عدداً (وهم ستة) ممن وقفه (وهم اثنان فقط) و الفضل بين دكين ووكيع إمامان ثقتان لكن في مقابلهما يزيد ابن هارون قال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد إلا هارون. وقال يحيى بن يحيى التميمي: هو أحفظ من وكيع. وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظًا متقنًا. قال الفضيل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟ قال: نعم ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه. قال أبو حاتم الرازي: يزيد ثقة إمام لا يسأل عن مثله. قال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحدًا أتقن حفظًا من يزيد بن هارون. قال محمد بن رافع: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كان بالعراق أربعة من الحفاظ: شيخان: يزيد بن زريع، وهشيم، وكهلان: وكيع ويزيد بن هارون ويزيد أفقهما. ويحيى بن ابي بكير احتج به الشيخان قال الذهبي يحيى بن عبد الله بن بكير الإمام المحدث الحافظ الصدوق قال ابن حبان مات في نصف صفر قلت كان غزير العلم عارفا بالحديث وهما كذلك ومعهما ابن غزوان ثقة احتج به الجماعة قال الحافظ الذهبي محمد بن فضيل ابن غزوان الإمام الصدوق الحافظ يز وثقه يحيى بن معين وقال أحمد بن حنبل هو حسن الحديث شيعي قال أحمد بن حنبل: كان يتشيع، وكان حسن الحديث قال الذهبي في الكاشف: ثقة شيعى قال ابن حجر في التقريب: صدوق عارف رمي بالتشيع وكذا سليمان بن حيان احتج به الجماعة قال الذهبي أبو خالد الأحمر ع الإمام الحافظ سليمان بن حيان الأزدي الكوفي وقال الذهبي وحديثه محتج به في سائر الأصول توفي سنة تسع وثمانين ومئة قال العجلي ثقة وقال أبو حاتم صدوق ووثقه جماعة والعجلي ثقة من رجال البخاري فهؤلاء قولهم هو الرفع. فماذا يفعل سيفان أمام هذه السيوف فيظهر جلياً رفع الحديث وهذا الراجح. كما أن عطية العوفي ليس مجمع على تضعيفه كما يقول الوهابية وان كان ضعيفاً فانه توبع وامن تدليسه ولم يكن داعياً إلى بدعته وهى التشيع. ولله در الحافظ ابن حجر العسقلاني القائل قال رحمه الله ((ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع و من قبل التدليس وهو في نفسه صدوق.) أهـ وقد حسن له الحافظ السيوطي حديث: إن الغضب من الشيطان. في الجامع الصغير قال: رواه أحمد عن عطية العوفي: حسن. وقد يضعف له رواية أخرى لأمر ءاخر وهذه وظيفة الحافظ وليس سفهاء الأحلام. أما بالنسبة لتشيع الراوي فأهل الفن قبلوا روايته ما لم يكن يدعو لبدعته واين بدعته هنا. فالحديث إذا كان ضعيف ينجبر بمجموع طرقه فلم ينفرد به عطية العوفي بل جاء من طرق أخرى وان كانت هذه الطرق فيها ضعف فينجبر الحديث كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث .. !! كما انه عطية صرح بالسماع قال: حدثني أبو سعيد الخدري فذكره. فقد أمن بذلك تدليس عطية. كما ان متن حديث اسالك بحق السائلين لا يخالف حديث صحيح ولا حسن ولا حتى ضعيف ومتنه لا يناقض التوحيد وعلى التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا جرت الأمة طبقة فطبقة.[/rtl] [rtl]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 54 - الاستغاثة في حديث قصه ماء زمزم ورد في البخاري وقد روى البخاري ـ رضي الله عنه هذه الواقعة مطولة جدًّا في "صحيحه" عندما فني الماء بحثت عنها وورد في الحديث (ثم ذهبت من الصفا إلى المروة حتى كان مشيها بينهما سبع مرات ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا ـ فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير) ففي هذا الحديث دلاله على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها --- 55 - حديث يا عباد الله أعينوا والاستغاثة والمدد بعباد الله من المخلوقات التي لا نراها وعمل الائمة به روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ: (إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني). وفي هذا الحديث دلالة على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين. الحديث مسلسل بالثقات وأسامة حديثة حسن قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 132): رواه البزار ورجاله ثقات اهـ. قال الحافظ في تخريج الأذكار (شرح ابن علان 5/ 151) (حسن الإسناد غريب جداً) (واقتصار الحافظ على تحسينه هنا سببه وجود أسامة بن زيد الليثي في إسناده فقد اختلف فيه) و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج بأذكار المسافر والحاج" وحسنه الإمام احمد ابن حنبل كما ورد عنه العمل به ومن طرقه وشواهده روى الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله» إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم «. وفي رواية أخرى لهذا الحديث: » إذا ضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل:» يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم « رواها الطبراني في الكبير وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك الطبراني ح 10518 (10/ 217)، وأبو يعلي ح 5269 (9/ 177). وفي رواية ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الدعاء (10/ 424،425):حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّم قال: "إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاةٍ من الأرض لا يرى بها أحداً فليقل: أعينوني عباد الله، فإنه سيعان" وفي هذه الاحاديث دلالة على الاستغاثة وطلب الإعانة من المخلوقات التي لا نراها فيسببها الله تعالى ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد. كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها (كما بينا في الفصل السابق) والاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك هذا بل هو ما علمنا اياه الرسول صلى الله عليه وسلم!! وللرد علي شبهة أثارها الجهال في حديث يا عباد الله اعينوا حديث يا عباد الله أعينوا[/rtl] [rtl]روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ: (إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني). وفي هذا الحديث دلالة على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين. الرد على شبهات الوهابية في حديث يا عباد الله أعينوني الشبهة الاولى يقول الوهابية هذا الحديث إسناده ضعيف لوجود أسامة بن زيد. الرد:- نقول لهم هذه الرواية عند البزار بإسناد مرفوعا كما ذكرنا. حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم. الحديث مسلسل بالثقات وأسامة حديثة حسن وهذه الرواية غير رواية الإمام الطبراني وغيره. ذكرا الحافظ ابن حجر العسقلاني في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل وهي من يقبل حديثة فقال قال الحافظ في التقريب (317) " صدوق يهم " وقال الحافظ في مقدمة التقريب (الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بـ: صدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخره. ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم، مع بيان الداعية من غيره.) انتهي ومعلوم أن صاحب البدعة يقبل حديثه مادام ضابطاً له، ما لم يكن داعية كما هو قول كثير من أهل الحديث، و ما لم يكن مرويه مما ينصر بدعته، كما هو قول آخرين من أهل الحديث. وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر- أمثلة من أقوال الحافظ ابن حجر العسقلاني على ذلك:- قال الحافظ في الفتح (13/ 187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبد الرحمن بن أبي الزناد: (فيكون غاية أمره أنه (مختلف فيه) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به، بل غايته أن يكون حسناً). وقال في النكت (1/ 464): (ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه، وأخرج له مسلم، فحديثه في رتبة الحسن .. ). فانظر كيف جعل حديثه حسناً لما تعارض عنده تضعيف بعض الأئمة له مع إخراج مسلم له في صحيحه. وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب (صدوق له أوهام). و اسامة بن زيد الليثي وهو من رجال مسلم اخرج له الإمام مسلم في صحيحه وروى له البخاري معلقاً وأصحاب السنن. فقول الائمة عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم). من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان، ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي لأنه لا يسلم أحد من ذلك. فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ. واسامة بن الليث أخرج له مسلم وأصحاب السنن. بل نري ماذا قال الألباني في هذا الحديث ونقول لهم من باب من فمك ندينك. قال الألباني (و بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109 وهذا الحديث له شواهد يحسن بها كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث. وقد اوردناها فللحديث شواهد ترفعه من الضعف إلى الحسن المقبول المعمول به وحسنه الإمام احمد ابن حنبل كما ورد عنه العمل به كما جاء في المسائل " (217) و البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح. وحسنه الإمام النووي في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته: (ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) بل اقر بذلك شيخ الوهابية فقال: بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109 الشبهة الثانية إن الائمة ردوا هذا الحديث لانه يخالف الشرع!! الرد:- نقول لهم من رد هذا الحديث من الائمة أسردوا لنا الأسماء.!!! وقد مر بنا من حسنه من الحفاظ والمحدثين فمن رد الحديث يا قوم؟؟ فتعنت الوهابية جعلهم يكذبون على الله ورسوله ويخترعون أقوال جديدة في علم مصطلح الحديث. ولله در الحافظ العسقلانى إذ يقول فى النكت (صحة الحديث وحسنه ليس تابعاً لحال الراوي فقط بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد، وعدم الشذوذ والنكارة) النكت 1/ 4045[/rtl] فالحديث حسن بحمد الله وفضله ولا يحكم عليها بالوضع ولا النكارة ابدا فحديث البزار حسن لذاته وحسنه جل العلماء ولا يقدح فيه ما تقولون. وقد راينا من حسنه من الائمة الأعلام وعمل به وجربه فهل هؤلاء خالفوا الشرع وهل هم مشركون في نظركم. فهذا الحديث حتي أذا قلنا جدلا بضعفه كما تقولون فالحديث أيضا يتقوي بعمل الأمة به كما صرح الائمة الأعلام. قال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى (3/ 52) بعد أن روى حديث صلاة التسبيح ما نصه: وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع. اهـ. ونحوه لشيخه الحاكم في المستدرك (1/ 320) الشبهة الثالثة: إن هذا الحديث يناقض التوحيد وانه وسيلة للشرك ومخالف للكتاب والسنة. ويثني عن دعاء الله إلي دعاء عباد الله وهذا فساد في الفطرة والدين والعقل الرد:- ولنذكر لكم ثانيا من عمل بالحديث من السلف الصالح وأئمة الإسلام وهل يتهمهم القوم بان عندهم فساد في الفطرة والدين والعقل وهل ناقضوا التوحيد واتخذوا الحديث وسيلة للشرك والعياذ بالله وهذا مع أن الحديث حسن على الأقل كما وضحنا. ــــــــــــــــ الإمام احمد بن حنبل والعمل بالحديث (ولد 164 هـ) فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي. ورواه ايضا بسند صحيح البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله وذكرها ابن مفلح في الأداب الشرعية. بل الألباني صحح ما ورد عن الإمام احمد ابن حنبل فقال في السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109) يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله "الحديث" المسائل " (217): و رواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح. ــــــــــــــــ عمل الإمام الطبراني بحديث يا عباد الله أعينوا (ولد عام 262 هـ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد ضعيف غير رواية البزار وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك (قام بتجربته والعمل به) ــــــــــــــــ الحافظ الهيثمي قال الحافظ الهيثمي عن الحديث في المجمع (10/ 32) رجاله ثقات. وزاد الحافظ الهيثمي مؤكدا على رواية الطبراني مقرا قوله: وقد جرب ذلك ـــــــــــــــــــــ عمل الإمام النووي بالحديث ذكر الإمام النووي في الأذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته: (ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه: روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله عز وجل حاضرا سيحبسه). قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام. انتهى كلام الإمام الحافظ النووي من الأذكار. ــــــــــــــــ الإمام البيهقي اخرجه في شعب الايمان ونقل قصة استغاثة الإمام احمد ابن حنبل يا عباد الله دلونا على الطريق ــــــــــــــــ الإمام السيوطي حيث ذكر في الحبائك في أخبار الملائك ص 110 فصل الملائكة الموكلون بورق الشجر وذكر الحديث وقال في النهاية فانه يعان ان شاء الله ــــــــــــــــــ وذكره مستندا عليه الإمام الرازي في تفسيره الكبير تفسير سورة البقرة آية 30 ــــــــــــــــ الإمام السخاوي حسنه وجاء به في كتابه الابتهاج في أذكار المسافر والحاج ــــــــــــــــ ابن تيمية ذكر ذلك ابن تيمية في الكلم الطيب ولم يعتبره من الكلم الخبيث الكلم الطيب (98) حديث (177) ــــــــــــــــ الإمام البزار فقد اخرجه في كشف الاستار كما ذكرنا ــــــــــــــــ ابن أبي شيبة حيث اخرجه في المصنف في كتاب الدعاء فهو من الدعاء الطيب عنده ــــــــــــــــ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:14 am | |
| [rtl]والخلاصة أن للناقد مسلكين في تقوية هذا الحديث: أحدهما: تقويته بالشواهد فيصير حسناً، ولا ريب في ذلك. ثانيهما: تقويته بعمل الأمة به. وأحد المسلكين أقوى من الآخر. ولو فرضنا جدلا أن هذا الحديث الحسن موضوع فكيف يجوز علماء الأمة وأهل الحديث هذا الأمر ويقولون: وجد جرب ذلك ويعمل به جل الحفاظ والائمة الأعلام؟؟؟ وفي النهاية نقول وفي هذا الحديث يتكرر الإذن بالإستغاثة بالمخلوقات مع أن الاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك في شيء وقد عمل به جل الائمة كما وضحنا فهل وقعوا في الشرك عند الوهابية اللهم إلا أذا كان شرك محمد بن عبد الوهاب فقط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 56 - تبرك صالح بن أحمد بن حنبل بقميص والده (ولد قبل اخوه عبدالله الذي ولد عام 213 هـ) قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الامام احمد ابن حنبل (11/ 230): (حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه.[/rtl] [rtl]قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسَلِم) ـــــــــــــــــــــــــــــــ 57 - قال الإمام السمهودي عند ذكره لاسطوانة المحرس: كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلقي القبر ممّا يلي باب رسول الله (صلى الله عليه وسلم وهو مقابل الخوخة التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كان في بيت عائشة الى الروضة للصلاة، وهي الاسطوان الذي يصلّي عندها أمير المدينة، يجعلها خلف ظهره، ولذا قال الأقشهري: إنّ اسطوان مصلّى علي اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم، ويقصد الاُمراء الجلوس والصلاة عندها الى اليوم، وذكر أنّه يقال لها: مجلس القادة، لشرف من كان يجلس فيه وفاء الوفا: 2/ 448 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 58 - عن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند على بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الإبدال بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم علي الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب) وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن) (أخرجه أحمد (1/ 112) وفي (مجمع الزوائد 10/ 1667). والزيادة وردت الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 63) وقال إسناده حسن هذا الحديث يدل علي ان ذات الصالحين يتوسل بها وتدفع العذاب عنم اهل الشام والاستسقاء بالصالحي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 59 - رُوي أن معاوية استسقى بيزيد ابن الأسود فقال: اللهم إنّا نستسقي بخيرنا وأفضلنا، اللّهم إنّا نستسقي بيزيد بن الأسود. يا يزيد ارفع يديك إلى الله تعالى، فرفع يديه ورفع الناس أيديهم، فثارت سحابة من المغرب كأنها ترس، وهبّ لها ريح، فسقوا حتى كاد الناس ألا يبلغوا منازلهم المجموع شرح المهذب للإمام النووي: 5/ 68 كتاب الصلاة، باب صلاة الاستسقاء، وقال ابن حجر: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح ورواه أبو القاسم الكلالكائي في السنّة في كرامات الأولياء. وفيه ايضا التوسل بالصالحين والاستسقاء بهم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 60 - في صحيح البخارى ج 2 ص 222 قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس ابن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 4 ص 81 في شرح الحديث قوله كما تأزر الحية إلى جحرها: (أي أنها كما تنتشر من جحرها فطلب ما تعيش به فإذا راعها شئ رجعت إلى جحرها كذلك الإيمان انتشر في المدينة وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه.) انتهى ــــــــــــــــــــــــــ 61 - في صحيح البخاري ج 4 ص 131 وصحيح مسلم ج 8 ص 221 (واللفظ لمسلم) قال: حدثنى الحكم بن موسى أبو صالح، حدثنا شعيب بن اسحاق، اخبرنا عبيد الله، عن نافع ان عبد الله بن عمر اخبره: ان الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر ارض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يهريقوا ما استقوا ويعلقوا الابل العجين وامرهم ان يستقوا من البئر التى كانت تردها الناقة. - رأي الإمام القرطبي قال في تفسيره ج 10 ص 47 معقبا على رواية البخاري ومسلم: أمره صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الانبياء والصالحين، وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم، كما أن في الاول دليلا على بعض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم – رأي الإمام النووي قال النووي في شرح صحيح مسلم ج 18 ص 112 وفى هذا الحديث فوائد منها النهى عن استعمال مياه بئار الحجر الا بئر الناقة، ومنها لو عجن منه عجينا لم يأكله بل يعلفه الدواب، ومنها أنه يجوز علف الدابة طعاما مع منع الآدمى من أكله، ومنها مجانبة آبار الظالمين والتبرك بآبار الصالحين. ـــــــــــــــــــــــ 62 - الاستسقاء بأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: قال الامام الحاكم: يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا المستدرك: 3/ 518، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 1/ 407 قال الإمام الذهبي في (الدول الإسلامية) فالروم تعظم قبره ويستشفعون إلى اليوم به. (الدول الإسلامية) 1\ 22 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 63 - سيدنا بلال الحبشي يتبرك بزيارة قبره والدعاء في هذا الموضع مستجاب: مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبره بدمشق، وفي رأس القبر المبارك تاريخ باسمه والدعاء في هذا الموضع المبارك مستجاب، وقد جرّب ذلك كثير من الأولياء وأهل الخير المتبركين بزيارتهم رحلة ابن جبير: 251 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 64 - التوسل بلحية سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ذكر الإمام اليافعي في روض الرياحين ونقل عنه القسطلانى في المواهب، وقال الزرقانى في شرح المواهب 3 ص 157، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال: بينما نحن جلوس بالمسجد وإذا نحن برجل أعمى قد دخل علينا وسلم فرددنا عليه السلام وأجلسناه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يقضيني حاجة في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال أبوبكر رضي الله عنه: ما حاجتك يا شيخ؟ فقال: إن لي أهلا ولم يكن عندي ما نقتات به، واريد من يدفع لنا شيئا نقتات به في حب رسول الله صلى الله عليه وآله. قال فنهض أبوبكر الصديق رضى الله عنه وقال: نعم أنا أعطيك ما يقوم بك في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/rtl] [rtl]ثم قال: هل من حاجة اخرى؟ فقال: نعم إن لي ابنة اريد من يتزوج بها في حياتي حبا في محمد صلى الله عليه وسلم فقال أبوبكر رضي الله عنه: أنا أتزوج بها في حياتك حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم هل من حاجة اخرى؟ فقال: نعم اريد أن أضع يدي في شيبة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حبا في محمد صلى الله عليه وسلم. فنهض أبوبكر رضي الله عنه ووضع لحيته في يد الاعمى وقال: امسك لحيتي في حب محمد صلى عليه وسلم. قال: فقبض الاعمى بلحية أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال: يا رب أسألك بحرمة شيبة أبي بكر ألا رددت علي بصري. قال: فرد الله عليه بصره لوقته، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك: وعزته وجلاله لو أقسم علي كل أعمى بحرمة شيبة أبي بكر الصديق لرددت عليه بصره، وما تركت على وجه الارض أعمى، وهذا كله ببركتك وعلو قدرك وشأنك عند ربك) انتهى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 65 - التبرك بعصا للنبي صلى الله عليه وسلم جاء في حمع الجوامع عازيا للبيهقي وابن عساكر عن محمد ابن سرين عن أنس بن مالك انه كان عنده عصيى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فدفنت معه بين جنبيه وقميصه) انظر ص 10 ج 7 من كنز العمال[/rtl] [rtl]نصوص المذاهب الإسلامية في التوسل والتبرك والاستعاثة والمدد نصوص أئمّة الحنفيّة وأئمّة الحنفيّة -أدرى النّاس بمذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان 66 - الكلاباذي البخاري الحنفي (ت:380 هـ): " وبالله أستعين وعليه أتوكل وعلى نبيه أصلي وبه أتوسل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " التعرف لمذهب أهل التصوف (1/ 21). 67 - ابن الفضل البخاري الفضلي جاء في في طبقات الحنفية ج: 1 ص: 123 محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد ابن الفضل البخاري الفضلي من أهل بخارى من بيت العلم ومن أحفاد الإمام أبي بكر محمد بن الفضل ولي الخطابة بجامع بخارى مدة قال السمعاني كتبت عنه ببخارى ولما دخلنا داره للقراءة عليه أخرج لنا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعصاه بنصفين وقطعة خشب وقال هذا من قصعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورثناه أبا عن جد من مائة وخمسين سنة فتبركنا بذلك. 68 - السادة الأحناف وتبركهم بكتاب المختصر للإمام القدوري الحنفي (قال صاحب مصباح أنوار الأدعية ان الحنفية يتبركون بقراءته في أيام الوباء وهو كتاب مبارك من حفظه يكون أمينا من الفقر حتى قيل ان من قرأه على أستاذ صالح ودعاله عند ختم الكتاب بالبركة فإنه يكون مالكا لدراهم على عدد مسائله) كشف الظنون ج: 2 ص: 1631 69 - الزمخشري المعتزلي معتقدا الحنفي في الفروع (ت: 538 هـ) في الكشاف في آخر صفحة من التفسير: ((ثم أسأله بحق صراطه المستقيم وقرآنه المجيد الكريم وبما لقيت من كدح اليمين وعرق الجبين في عمل الكشاف ..... )). 67 - ابن العديم الحنفي (ت:660 هـ): "ببركة سيد المرسلين وأهل بيته" بغية الطلب في تاريخ حلب (7/ 3242). 70 - وقال مجد الدين الموصلي الحنفي (ت:683 هـ) صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم (جئناك من بلاد شاسعة. . . والاستشفاع بك إلى ربنا) ثم يقول: مستشفعين بنبيك إليك. *ومثله في حاشية الطحطاوي (ت:1231 هـ) على الدر المختار. 71 - جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للإمام الزيلعي (ت:743 هـ) (15/ 60): هَذَا مَا ظَهَرَ لِكَاتِبِهِ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَقَاصِدَهُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ. 72 - ابن أبي الوفاء القرشي الحنفي (ت:775 هـ): يتوسل "بجاه رسول الله" طبقات الحنفية (1/ 353). 73 - ابن نجيم الحنفي (ت 710 هـ): رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك البحر الرائق شرح كنز الحقائق. 74 - وقال العلامة السيد الشريف الجرجاني الحنفي (ت:816 هـ) في أوائل حاشية على (المطالع) عند بيان الشارح وجه الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام في أوائل الكتب، ووجه الحاجة إلى التوسل بهم في الاستفاضة: " فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان، وأما إذا تجردوا عنها فلا، إذ لا وجهة مقتضية للمناسبة. قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية، فإن أثر ذلك باق فيهم، وكذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده، أصحاب البصائر " ا هـ. 75 - ابن حجة الحموي الحنفي (ت:837 هـ): "بمحمد وآله" خزانة الأدب (1/ 277). 76 - الإمام العيني (ت:855 هـ) في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/ 11) يقول: ((فها نحن نشرع في المقصود بعون الملك المعبود ونسأله الإعانة على الاختتام متوسلا بالنبي خير الأنام وآله وصحبه الكرام.)) وقال الإمام بدر الدين العيني في شرح صحيح البخاريً: (فيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين وفيه أن من دعا من الصلحاء إلى شيء يتبرك به منه فله أن يجيب إليه إذا أمن العجب وفيه الوفاء بالعهد وفيه صلاة النافلة في جماعة بالنهار وفيه إكرام العلماء إذا دعوا إلى شيء بالطعام وشبهه (4/ 170) 77 - الإمام كمال الدين بن الهمام الحنفي رضى الله عنه (ت:861 هـ) فتح القدير، ج 2، ص 332، كتاب الحج، باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويسأل الله حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه ثم قال يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك إلى الله.)) 78 - ابن تغربردي الحنفي (ت: 874 هـ): " نسأل الله تعالى حسن الخاتمة بمحمد وآله" النجوم الزاهرة (3/ 220) وغيرها. ويقول كما في حوادث الدهور ص 37: فالله تعالى يحسن العاقبة بمحمد وآله. 79 - أبو العباس أحمد الزبيدي الحنفي (ت:893 هـ): "بجاه سيدنا محمد وآله" التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ص 9. 80 - الصالحي الشامي الحنفي (ت:942 هـ): جمع أبواب التوسل بالنبي في كتابه سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد. ومن أقواله (12/ 408): اللهم إنا نسألك، ونتوجه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن تجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. 81 - طاش كبري زاده الحنفي (ت:968 هـ): "بحرمة نبيك" الشقائق النعمانية (1/ 233). 82 - وزاد الشيخ علي القاري المكي الحنفي (ت:1014 هـ) في شرح الشمائل: "فليس لنا شفيع غيرك نؤمله، ولا رجاء غير بابك نصله، فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك يا شفيع المذنبين، واسأله أن يجعلنا من عباده الصالحين". قال نور الدين ملا علي القاري في شرح المشكاة ما نصه: قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح: إني زرت قبره بنيسابور (يعني مسلم بن الحجاج القشيري) وقرأت بعض صحيح علي سبيل التيمن و التبرك عند قبره ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته. ا. هـ 83 - عبد الرحمن وجيه الدين بن عيسى بن مرشد العمري نسباً الحنفي مذهباً (متوفى في منتصف القرن الحادي عشر) قال في خطاب له: (فالله تعالى يبقيك محروساً بجناب مأنوس القباب. متلفعاً من الجلالة بأشرف جلباب. مستقراً على كراسي الملك. وأعداؤك في الهلك. بجاه جدك عليه السلام. وآله البررة الكرام. وصحبه الخيرة الأعلام.) سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لابن معصوم الحسني ص 41 84 - حاجي خليفة الحنفي (ت:1067 هـ): "بحرمة أمين وحيه" كشف الظنون (2/ 2056).[/rtl] [rtl]85 - ذكر الشرنبلالي الحنفي (ت:1069 هـ) في مراقي الفلاح في آداب الزيارة: ((يقف عند رأسه الشريف ويقول: اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين. ويدعو بما يحضره من الدعاء.)) 86 - عبد الرحمن أفندي داماد المدعو بشيخي زاده (ت:1078 هـ) كما في مجمع الأنهر له يقول (3/ 493): ((أَصْلَحَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى وَإِيَّانَا بِجَاهِ نَبِيِّهِ.)) 87 - ذكر المحبي في ترجمة محمد بن عبد الحليم المعروف بالبورسوي وبالأسيري أن والده (والد المحبي) واسمه فضل الله بن محب الله المحبي (ت:1082 هـ) أرسل له رسالة فيها: ((جعل الله تعالى مجمل سعادته غنياً عن الإفصاح وجياد أوصافه الحسنة متبارية في ميدان المداح بجاه سيدنا محمد الذي علا على البراق وتشرفت به الآفاق وآله الكرام وأصحابه الفخام.)) انظر خلاصة الأثر (2/ 421). 88 - علاء الدين الحصكفي (ت:1088 هـ) في الدر المختار ص 84: (فنسأل الله تعالى التوفيق والقبول، بجاه الرسول.) 89 - خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي (ت:1089 هـ)، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً: "ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه بمحمد وآله الكرام البررة". وذكر في كتابه إتحاف المتقين بشرح إحياء علوم الدين ج 10 ص 130 (صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال: هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره) وروى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء (10/ 333): عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.)) قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج 4 ص 429): (وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك) 90 - عبد القادر البغدادي الحنفي (ت:1093 هـ) في خزانة الأدب (1/ 1) داعيا لبعض الأمراء: ((ويسر له النصر المتين، وسهل له الفتح المبين، بجاه حبيبه ورسوله محمد.)) 91 - المحبي (ت:1111 هـ) في نفحة الريحانة ص 91 يقول: ((الله يمدُّ أطناب دولته السَّعيدة، ويديم صولته الشَّديدة بمحمدٍ وآله، ومن سلك على منواله.)) 92 - قال العلامة محمد الخادمي ت (1176 هـ): (وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالِاسْتِغَاثَةُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ لِأَنَّ الْمُعْجِزَةَ وَالْكَرَامَةَ لَا تَنْقَطِعُ بِمَوْتِهِمْ، وَعَنْ الرَّمْلِيِّ أَيْضًا بِعَدَمِ انْقِطَاعِ الْكَرَامَةِ بِالْمَوْتِ وَعَنْ إمَامِ الْحَرَمَيْنِ وَلَا يُنْكِرُ الْكَرَامَةَ وَلَوْ بَعْدَ الْمَوْتِ إلَّا رَافِضِيٌّ وَعَنْ الْأُجْهُورِيِّ الْوَلِيُّ فِي الدُّنْيَا كَالسَّيْفِ فِي غِمْدِهِ فَإِذَا مَاتَ تَجَرَّدَ مِنْهُ فَيَكُونُ أَقْوَى فِي التَّصَرُّفِ كَذَا نُقِلَ عَنْ نُورِ الْهِدَايَةِ لِأَبِي عَلِيٍّ السِّنْجِيِّ).بريقة محمودية (1/ 204) 93 - إسماعيل حقي (ت:1137 هـ): "بجاه النبي الأمين" في عدة مواضع من تفسيره روح البيان انظر مثلا (1/ 176). 94 - المرادي الحنفي (ت:1206 هـ): "فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى" سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (1/ 2). وله أيضا في ترجمة أحمد بن ناصر الدين بن علي الحنفي البقاعي (ت:1171 هـ) يقول: (هذا وعمره مع السلام يطول بجاه جده النبي الرسول آمين) وله غيرها. 95 - وقال الشيخ أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي المصري شيخ الحنفية بالديار المصرية (ت 1231 هـ).: (قوله فيتوسل إليه بصاحبيه ذكر بعض العارفين أن الأدب في التوسل أن يتوسل بالصاحبين إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ثم به إلى حضرة الحق جل جلاله وتعاظمت أسماؤه فإن مراعاة لواسطة عليها مدار قضاء الحاجات. حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 360 ط. مكتبة البابي الحلبي / القاهرة سنة 1318 هـ. 96 - الجبرتي الحنفي (ت:1237 هـ): "ويتوسل إليه في ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم" عجائب الآثار (1/ 344). 97 - خاتمة المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي (ت:1252 هـ) قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى متوسلاً إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم". ويقول (4/ 294): دام في عز وإنعام، ومجد واحترام، بجاه من هو للانبياء ختام، وآله وصحبه السادة الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام، في البدء والختام. وفي تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين (ت:1252 هـ) (7/ 417) في ذكر حال بعض الجراد الذي غزا البلاد!!: وَادْفَعْ شَرَّهَا عَنْ أَرْزَاقِ الْمُسْلِمِينَ بِجَاهِ النَّبِيِّ الْأَمِينِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين. ابن عابدين , قال في حاشية رد المحتار على الدر المختار 1/ 84: يقول أسير الذنوب جامع هذه الاوراق راجيا من مولاه الكريم، متوسلا بنبيه العظيم وبكل ذي جاه عنده تعالى أن يمن عليه كرما وفضلا بقبول هذا السعي والنفع له للعباد، في عامة البلاد، وبلوغ المرام، بحسن الختام، والاختتام، آمين. وقال في المقدمة: في معانيها جمعت بتوفيق الاله مسائلا رقاق الحواشي مثل دمع المتيم وما ضر شمسا أشرقت في علوها جحود حسود وهو عن نورها عمي وإني أسأله تعالى متوسلا إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم وبأهل طاعته من كل ذي مقام علي معظم، وبقدوتنا الامام الاعظم، أن يسهل علي ذلك من إنعامه، ويعينني على إكماله وإتمامه، وأن يعفو عن زللي، ويتقبل مني عملي، ويجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم) وقال الإمام ابن عابدين في رسالته: (الفوائد المخصصة) : ...[/rtl] [rtl]وقد رأيت فيها رسالتين الأولى لعمدة المحققين فقيه النفس أبي الإخلاص الشيخ حسن الشرنبلي الوفائي رحمه الله تعالى وشكر سعيه والثانية لحضرة الأستاذ من جمع بين علمي الظاهر والباطن مرشد الطالبين ومربي السالكين سيدي عبدالغني النابلسي قدس الله تعالى سره وأعاد علينا من بركاته آمين فأردت أن أذكر حاصل ما في هاتين الرسالتين مستعينا بالله تعالى مستمدا من مدد هذين الإمامين الجليلين ... .)) 98 - المحدث محمد عابد السندي الحنفي (ت 1257 هـ).: له رسالة فى الرد على ابن تيمية فى التوسل. 99 - شهاب الدين الألوسي (ت:1270 هـ) يقول: "بحرمة سيد الثقلين" روح المعاني (1/ 82). وهو كثير في تفسيره. قال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) سورة البقرة الآية 89 قال الالوسي في روح المعاني في تفسير لآية: ((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.)) في صفحة 299 جزء ثان في تفسير روح المعاني قال: (وبعد هذا كله أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، ويراد من الجاه معنى يرجع إلي صفة من صفاته تعالى، مثل أن يراد به المحبة العامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل أتوسل إليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي يعني إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي)) وقال في صفحة 300 جزء ثان في تفسير روح المعاني: ((بل لا أرى بأساً بالإقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه- يعني بحرمة كذا- قال ملتمساً ومجيباً عن الصحابة في عدم توسلهم بالأموات ولعل ذلك كان تحاشياً منهم عما يخشى أن يعلق منه في أذهان الناس إذ ذاك وهم قريبوا عهد التوسل بالأصنام شيء ثم اقتدى بهم من خلفهم من الأئمة الطاهرين وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وتأسيسها على قواعد إبراهيم لكون القوم حديثي عهد بكفر كما ثبت ذلك في الصحيح وكذا التوسل بجاه غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضاً إن كان التوسل بجاهه مما علم أن له جاهاً عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته.)) 100 - شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت بك بن السيد إبراهيم عصمت بك بن إسماعيل رائف باشا الحسيني الحنفي (ت:1275 هـ) في تقريظ له: ((فأيد اللهم هذا السلطان الرحيم الحليم الأفخم، والملك الكريم السليم الأكرم، بالفتح المبين، والنصر على الأعداء والمشركين، بجاه سيد المرسلين، وخاتم النبيين)) انظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر لعبد الرزاق البيطار (1/ 73). 101 - العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي (ت:1298 هـ) صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً: "وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه أقرب من يُتَوسل به إليك". 102 - الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين (ت:1306 هـ)، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً: "كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه بجاه سيد الأنبياء والمرسلين". 103 - قال الشيخ عبد الرزاق البيطار (ت:1335 هـ) في ترجمة الشيخ السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد الشهير بالحلواني (ت:1307 هـ): ((جمعنا الله وإياه في الفردوس بجاه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام)). وله عدة توسلات. 104 - في كتاب الفتاوى الهندية (ج 1/ 266) وقد قام بتأليفه جماعة من علماء الهند برئاسة الشيخ نظام الدين البلخي بأمر من سلطان الهند أبي المظفر محيى الدين محمد أورنك زيب في كتاب المناسك: ((باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وآداب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: "ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى اللّه عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ .. " الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك إليك".)) 105 - وقال خليل أحمد سهارنبوري (المتوفي 1349 هـ) في كتابه المهند على المفند (ص 86 - 87) وهو من كبار علماء أحناف ديوبند بالهند، في جواب هذا السؤال: هل للرجل أن يتوسل في دعوته بالنبي والصالحين والصديقين والشهداء والأولياء؟ "عندنا وعند مشايخنا يجوز التوسل بهم في حياتهم وبعد وفاتهم بأن يقول: "اللّهم إني أتوسل إليك بفلان أن تجيب دعوتي وتقضي حاجتي". كما صرح به الشاه محمد إسحاق الدهلوي والمهاجر المكي ورشيد أحمد الكنكومي. انتهى. وأيد ووافق على هذا الكتاب حوالي 75 نفراً من علماء الأحناف الكبار في باكستان.[/rtl] 106 - الإمام محمد بخيت المطيعي الحنفي شيخ الإسلام للشيخ المطيعى علامة مصر وفقيهها فى القرن الماضى، مقدمة لطيفة قدم بها لكتاب شفاء السقام فى زيارة خير الأنام للسبكى، وهذه المقدمة تتعلق بعلم الكلام وتكلم فيها عن التوسل وقد سماها: تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد فلتراجع 107 - قال الإمام محمد زاهد الكوثري في كتاب " مقالات الكوثري " (صـ 409) [: إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك , وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما أثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة , وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون , وأنّا يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد؟!.وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب والسنة والعمل المتوارث والمعقول." اهـ وقال في (صـ 410): " وعلى التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا جرت الأمة طبقة فطبقة. " اهـ 108 - الحافظ أبي الحسنات محمد عبد الحي بن الحافظ محمد عبد الحليم اللكنوى الانصاري الايوبي الحنفي مذهباً المتوفى 1304 هـ | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:15 am | |
| [rtl] : توسل بقوله " متوسلاً بنبيه " الرفع والتكميل في الجرح والتعديل (ص: 27). 109 - أبو إسحاق الخجندي الكازروني (حنفي): كان من شعره " خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " التحفة اللطيفة (1/ 83).[/rtl] [rtl] نصوص أئمّة المالكية 110 - الإمام مالك بن انس قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى (أن مالكا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بن العباس- يا أبا عبد الله: أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم استقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك أدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك) وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وان الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم. كما أن القصة تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد والذي سنورده فيما بعد. وقد أخرج هذه القصة وقد أخرج هذه القصة رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك رواها القاضي عياض في الشفا 2:41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه وقال الخفاجي في شرحه 3:398 (ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه) وذكرها القسطلاني في المواهب 4:580 وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8:304) بعد ذكر من أنكرها فقال (وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب) ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح المدخل 1/ 248، 252 والفواكه الدواني 2/ 466 وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2/ 478 نقلها الامام السبكي في شفاء السقام، ص 154. والقوانين الفقهية 148. 111 - ابن عبد البر المالكي (368 هـ - 463 هـ) له أقوال كثيرة مذكورة في الموضوع في شروحات الأحاديث فلتراجع منها على سبيل المثال قال ابن عبدالبر المالكي: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم (التمهيد 13/ 66 - 67) وذكر حديث مالك الدار عبد البر في الإستيعاب (2/ 464).ــــــــــــــــ 112 - ابن خويز منداد (توفي في أواخر المائة الرابعة): ذكره القرطبي في التفسير (10/ 36) في تفسير قوله تعالى "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون": قال ابن خويزمنداد: واستدل أيضا من جوز ذلك بأن أيمان المسلمين جرت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن يحلفوا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى أن أهل المدينة إلى يومنا هذا إذا حاكم أحدهم صاحبه قال: احلف لي بحق ما حواه هذا القبر وبحق ساكن هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك بالحرم والمشاعر العظام والركن والمقام والمحراب وما يتلى فيه. 113 - القاضي عياض (ت:544 هـ) في كتابه الشهير الشفا في الكثير من المواضع وروى قصة الإمام مالك واستقبال القبر وغريها الكثير واوردنا له الكثير من الاقوال. مثل القاضي ناقلا عن العلماء في الشفا بتعرف حقوق المصطفي (مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، و التبرك برؤية روضته و منبره و قبره، و مجلسه، و ملامس يديه، و مواطئ قدميه، و العمود الذي كان يستند إليه، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين، و الاعتبار بذلك كله).الشفا 319 114 - عبد الحق الإشبيلي (ت:582 هـ) في كتاب العاقبة في ذكر الموت ص 219 يقول: ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن أهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بإزائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا إلى الله تعالى بقربهم وأن تجتنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذي بمجاورته والتألم بمشاهدته فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الميت يتأذى بالجار السوء كما يتأذى به الحي. 115 - الإمام أبو عبد الله محمد بن موسى المراكشي المالكي. نص على جواز الإستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وولد سنة (607) وتوفى سنة (683)، وصنف في هذا كتابه "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام عليه السلام في اليقظة والمنام". ترجم له العلامة الصفدي في الوافي بالوفيات (5/ 60) فقال: (محمد بن موسى بن النعمان الشيخ أبو عبد الله المزالي التلمساني ... وكان فقيهاً مالكياً زاهداً عابداً عارفاً ... وله تصانيف منها كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام). 116 - ابن جبير المالكي (ت:614 هـ): "بحرمة الكريم وبلد الكريم" رحلة ابن جبير (1/ 98). 117 - أبو عبد الله القضاعي المالكي المعروف بابن الأبار (ت:658 هـ): "توسلوا به إلى الله" التكملة لكتاب الصلة (2/ 281). 118 - الإمام القرطبي (ت:671 هـ) في كتابه "التذكرة" ص 254: نجانا الله من أهوال هذا اليوم بحق محمد نبي الرحمة و صحبه الكرام البرزة و جعلنا ممن حشر في زمرتهم و لا خالف بنا على طريقهم و مذهبهم بمنه و كرمه آمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم. وانظر كذلك صفحات: 297 –629. ويقول في تفسيره المشهور: " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وددت أنا لو رأينا إخواننا] الحديث فجعلنا إخوانه إن اتقينا الله واقتضينا آثاره حشرنا الله في زمرته ولا حاد بنا عن طريقته وملته بحق (وفي نسخة: بجاه) محمد وآله" (8/ 240). وله الكثير من الاراء عرضنا في الموضوع فلتراجع 119 - القرافي المالكي (ت:682 هـ): ذكر قصة العتيبي المشهورة وأقرها في الذخيرة (3/ 375 - 376). 110 - ابن عطاء الله السكندري المالكي (ت:709 هـ): "بجاه محمد" لطائف المنن 11,12. وكتبه تطفح بالتوسل وله مناظرة مع ابن تيمية الحراني 111 - الإمام ابن أبى جمرة المالكي المتوفى سنة 699 هـ: ذكر زيارة الأنبياء ثم التوسل إلى الله تعالى بهم فى قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه مختصر البخارى وشرحه يطفح بالاقوال في التوسل وغيرها.[/rtl] [rtl] 112 - الإمام الفكهاني المتوفى سنة 734 وزيارة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وتوسله بالنعل الشريف يقول الإمام ابن فرحون المالكي عن الإمام الفاكهاني في كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب [صـ 184]: قال عن "الشيخ الفاكهاني" (وأخبرني جمال الدين: عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد: فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها؟ لقال: غبار من تراب نعالها أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها 113 - محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج (توفى 737 هـ). وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ فَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْ بِالذُّلِّ، وَالِانْكِسَارِ، وَالْمَسْكَنَةِ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالِاضْطِرَارِ، وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْ وَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِ عُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَا يَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْ وَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا). المدخل في فصل زيارة القبور 1\ 257 114 - ابن جزي الكلبي المالكي توفي في 757 هـ , قال في (القوانين الفقهية): ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي فيه ويسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويتشفع به إلى الله ويصلي بين القبر والمنبر ويودع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من المدينة 115 - البلوي المالكي (ت: بعد 767 هـ) في تاج المفرق في تحلية علماء المشرق ص 143: (وأسأل الله العلي الكبير، بجاه سيدنا ومولانا محمد رسوله البشير النذير، أن يجعله حجا مبرورا سعيا مباركا مشكورا وعملا صالحا متقبلا مذخورا). 116 - يقول ابن خلدون (ت:808 هـ) في تاريخه (6/ 43): (نسأله سبحانه و تعالى من فيض فضله العميم، و نتوسل إليه بجاه نبيه الكريم، أن يرزقنا إيمانا دائما، و قلبا خاشعا، وعلما نافعا .... ). 117 - ابن الخطيب المالكي (أو ابن قنفد) (ت:810 هـ): "ومن توسل إليه بمحمد نجاه ونفعه" وسيلة الإسلام (1/ 31). 118 - أبو الطيب المكي الفاسي المالكي (ت:832 هـ) ذيل التقييد (1/ 69): "ونسأل الله أن يسعفه بمطلوبه بمحمد سيد المرسلين وأله وصحبة الصفوة الأكرمين". 119 - وجاء في ترجمة محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل أبو عبد لاله المغربي الأندلسي ثم القاهري المالكي ويعرف بالراعي (ت:853 هـ) أنه قال قبل موته: فمالي إلا الله أرجوه دائماً ... ولا سيما عند اقتراب منيتي فسأل ربي في وفاتي مؤمناً ... بجاه رسول الله خير البرية انظر الضوء اللامع (4/ 399). 120 - وجاء في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشمس بن الشمس المسوفي الأصل المدني المالكي (ت:885 هـ) أنه أنشد بحضرة السخاوي قصيدة مطلعها: بجاه النبي المصطفى أتوسل ... إلى الله فيما أبتغي وأؤمل وأقصد باب الهاشمي محمد ... وفي كل حاجاتي عليه أعول حللت حمى من لا يضام نزيله ... فعنه مدى ما دمت لا أتحول أقول حبيبي يا محمد سيدي ... ملاذي عياذي من به أتوسل عسى نفحة يا سيد الخلق أهتدي ... بها من ضلالي إنني متعطل انظر الضوء اللامع (4/ 338). 121 - أحمد زروق المالكي (ت:899 هـ): له رد على ابن تيمية في موضوع التوسل وهو مذكور في مقدمة شرحه على حزب البحر نقلا عن شواهد الحق ص 452. 122 - أبو الحسن المالكي (ت:939 هـ) يقول: "بمحمد وآله وصحبه" كفاية الطالب (2/ 678). 123 - ابن عاشر المالكي (ت:1040 هـ) يقول: "بجاه سيد الأنام" في كتاب المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (2/ 300). 124 - إبراهيم اللقاني المالكي (صاحب جوهرة التوحيد) (ت:1041 هـ) قال: "ليس للشدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم" خلاصة الأثير للمحبي (1/ . 125 - المقري التلمساني المالكي (ت:1041 هـ): " اللهم يسر لي ما فيه الخيرة لي بالمشارق أو بالمغارب وجد لي من فضلك حيث حللت بجميع ما فيه رضاك من المآرب بجاه نبينا وشفيعنا المبعوث رحمة للأحمر والأسود والأعاجم والأعارب عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله وأصحابه الأعلام" نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (1/ 32). وكتابه هذا يطفح بالتوسل وله فتح المتعال في مدح النعال يحتوى على ابيات في التوسل 126 - ميارة المالكي (ت:1072 هـ):يقول: "نتوسل إليك بجاه أحب الخلق" في كتاب الدر الثمين والمورد المعين (2/ 302).[/rtl] [rtl] 127 - الخرشي (ت:1101 هـ) في شرح مختصر خليل ص 243: نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِجَاهِ الْحَبِيبِ أَنْ تُبَلِّغَ الْمَقَاصِدَ عَنْ قَرِيبٍ فَإِنَّك قَرِيبٌ مُجِيبٌ. 128 - قال الإمام الزرقاني في شرح المواهب: (ونحو هذا في منسك العلا مة خليل، وزاد: وليتوسل به صلى الله عليه وسلم، ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته، اضل سريرته، الم يسمع قوله تعالى: (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية) شرح المواهب (8/ 317) وشرح المواهب يطفح بالتوسل والتبرك والاستغاثة وذكرنا له أقوال في الموضوع فلتراجع وقال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً: "وأسألك من فضلك (((متوسلاً إليك بأشرف رسلك))) أن تجعله (أي شرحه للموطأ) خالصاً لوجهك". وقال الزرقاني في شرح المواهب (تقبيل القبر الشريف مكروه الا لقصد التبرك فلا كراهة كما اعتقده الرملي.) شرح المواهب (8/ 315) 129 - اليوسي المالكي (ت:1102 هـ) في المحاضرات في اللغة والأدب ص 19: (نسأل الله سبحانه أن يكمل ذلك لنا وله ولسائر الأحباب بالفوز يوم الحشر والرضوان الأكبر، بجاه نبيّه المصطفى المبعوث إلى الأسود والأحمر، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه المجلين في كل مفخر). 30 - أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي (المتوفى: 1126 هـ). ذكر قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى الفواكه الدواني 2/ 466 130 - جاء في حاشية العدوي المالكي (ت:1189 هـ) على شرح كفاية الطالب الرباني ص 1 وهو يدعو للقيرواني: (وَنَفَعَنَا بِعُلُومِهِ وَجَعَلَنَا مِنْ الْمُتَّبِعِينَ لَهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَعِتْرَتِهِ آمِينَ.) وقال العدوي الحمزاوي (ت:1303 هـ) في كنز المطالب (ص 216): (ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما اثقل ظهورنا واظلم قلوبنا.)) قال العلامة العدوي الحمزاوي في كنز المطالب (ص 230) في التوسل بشهداء احد ويتوسل بهم الى اللّه في بلوغ آماله، لان هذا المكان محل مهبط الرحمات الربانية، وقد قال خير البرية عليه الصلاة وازكى التحية: ان لربكم في دهركم نفحات، الافتعرضوا لنفحات ربكم. ولا شك ولا ريب ان هذا المكان محل هبوط الرحمات الالهية، فينبغي للزائر ان يتعرض لهاتيك النفحات الاحسانية، كيف لا؟ وهم الاحبة والوسيلة العظمى الى اللّه ورسوله، فجدير لمن توسل بهم ان يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى، فانهم الكرام لا يخيب قاصدهم وهم الاحياء، ولا يرد من غير اكرام زائرهم. كنز المطالب (ص 230) 132 - قال الإمام الصاوي المالكي حاشية الصاوي على الشرح الصغير: قَالَ الْعَلَّامَةُ السَّمْهُودِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفُ فِي زِيَارَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمِنْ خَصَائِصِهَا - أَيْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ - وُجُوبُ زِيَارَتِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ، وَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ زِيَارَتُهَا، فَالرِّحْلَةُ إلَيْهَا مَأْمُورٌ بِهَا وَاجِبَةٌ أَيْ مُتَأَكِّدَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَطِيعِ لَهُ سَبِيلًا. وقال العلامة الصاوي: وَالْأَفْضَلُ فِي الزِّيَارَةِ الْقُرْبُ مِنْ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ، بِحَيْثُ يَكُونُ النَّبِيُّ يَسْمَعُ قَوْلَهُ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ، وَيَلْزَمُ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ الْأَدَبُ الظَّاهِرِيُّ وَالْبَاطِنِيُّ لِيَظْفَرَ بِالْمُنَى .. وَحِين يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الشَّرِيفَ يَأْتِي الرَّوْضَةَ فَيُصَلِّي بِهَا رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَأْتِي قُبَالَةَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَيَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْك يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ .. ثُمَّ يَتَوَسَّلُ بِهِ فِي جَمِيعِ مَطْلُوبَاتِهِ. وقال في موضع آخر: وَمَنْ أَسْرَفَ بِالذَّنْبِ مَعَ الْإِيمَانِ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَلَا يُؤَبَّدُ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ وَنَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيرَنَا مِنْ النَّارِ. 133 - الشيخ عليش (ت:1299 هـ) في منح الجليل شرح مختصر خليل: (وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ، وَأَنْ يَسْلُكَ بِنَا الزُّلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ، بِجَاهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَالْأَصْحَابِ) 134 - أبو العباس الناصري السلاوي المالكي (ت:1315 هـ): "بجاه جده الرسول" الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/ 29) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ نصوص أئمّة الشافعية 135 - الإمام الشافعي توسّل الشافعي بآل البيت ذكر ابن حجر المكي في كتابه المسمّى بـ "الصواعق المحرقة" من أشعار الإمام الشافعي هذين البيتين: آل النبي ذريعتي وهم إليه وسيلتي أرجو بهم أُعطى غداً بيدي اليمين صحيفتي ابن حجر: الصواعق المحرقة: 180، طـ. مكتبة القاهرة توسل وتبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد ابن حنبل ذكر (ان الشافعي رضي الله عنه خرج إلى مصر فقال لي يا ربيع خذ كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبى عبد الله وائتنى بالجواب. قال الربيع فدخلت بغداد ومعي الكتاب فصادفت أحمد ابن حنبل في صلاة الصبح فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال لي أحمد نظرت فيه فقلت لا فكسر الختم وقرأ وتغرغرت عيناه فقلت له أيش فيه أبا عبد الله فقال يذكر فيه أنه رأى النبي في النوم فقال له اكتب إلى أبى عبد الله فاقرأ عليه السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة.[/rtl] [rtl] قال الربيع: فقلت له البشارة يا أبا عبد الله، فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر وسلمته إلى الشافعي رضي الله عنه فقال أيش الذي أعطاك فقلت قميصه فقال الشافعي ليس نفجعك به ولكن بُلَّهُ وادفع إلى الماء لأتبرك به) تاريخ دمشق لابن عساكر (5 ـ 312) السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (2 ـ 35) ونحو هذه القصه باختصار اوردها الإمام ابن كثير الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية 10/ 331 مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي [ص 610] وذكر العلامةه ابن حجر الهيتمي في الخيرات الحسان ((ان لمّا بلغ الشافعي أنّ أهل المغرب يتوسَّلون بما لك لم ينكر عليهم)) الخيرات الحسان 94| لابن حجر - عن علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: ((إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجئ إلى قبره في كل يوم ـ زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عند ـ فما تبعد حتى تقضى)) روى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في التاريخ ج 1، ص 123 العلامة ابن حجر في كتابه الخيرات الحسان، ص 69 ذكره الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ج 2 ص 199 والكردري في مناقبه 2 ص 112، وطاش كبرى زادة في مفتاح السعادة 2 ص 82 وذكر العلامة ابن حجر الهيتمي في الخيرات الحسان ((ان لمّا بلغ الشافعي أنّ أهل المغرب يتوسَّلون بما لك لم ينكر عليهم)) الخيرات الحسان 94| لابن حجر 136 - الماوردي 364 هـ:450 هـ: ذكر قصة العتبي وأقرها كما أقرها أبو الطيب المجموع شرح المهذب (8/ 256). 137 - الإمام أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي 384 هـ. الحافظ البيهقي روى عنه ابن الجوزي في المنتظم (11/ 211) من مناقب أحمد بن حرب قوله بدون نكير في " استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبره ". وجاء الاثر هكذا قال ابن الجوزي في المنتظم ص 211/ 11: أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا العباس محمد بن أحمد القاضي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن جعفر الزاهد يقول: سمعت زكريا بن أبي دلويه يقول: ((رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي وفرق المغفرة. قلت: وما فوق المغفرة قال: أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري)) ورايت احد الجهلاء يقول هذا منام فنقول قد اقر به الائمة وكلمة التوسل بالقبر تروى من اجلاء عصر بعد عصر في مناقبه اي مستحنة لديهم ولم يقل منهم ما هذا إنه شرك كما يقول الجهلاء في هذا العصر الحافظ البيهقي فقد روى في شعب الإيمان بسنده قال: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا إسحاق القرشي، يقول: كان عندنا رجل بالمدينة إذا رأى منكرا لا يمكنه أن يغيره أتى القبر، فقال: أيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تعلمونا).اهـ ولم يتعقب الإمام البيهقي هذا الفعل بإنكار، ولو كان هذا شركاً وكفراً لما ذكره في كتابه، ولَما سكت عليه. 138 - القاضي أبو الطيب الشافعي (384 - 450 هـ)): ذكر قصة العتبي وأقرها المجموع شرح المهذب (8/ 256). 139 - الإمام الغزالي الشافعي (ت:505 هـ) قال في إحياء العلوم، باب زيارة المدينة وآدابها (1/ 360): (يقول الزائر، اللهم قصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وقال في آخره ونسألك بمنزلته عندك وحقه إليك). وكتبه مليئة بذلك فلتراجع 140 - الحافظ ابن عساكر الشافعي (ت:571 هـ): المدد والتوسل بنعل النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال الحافظ ابن عساكر فقد ألَّف الحافظ ابن عساكر رحمه الله جزءً سماه (تمثال النعال)، يعني النعال الشريف .. واجاب بما في كتاب ابن عساكر الحافظ السخاوي علي سؤال (سئلت عن ما يكتب لمن يتعسر عليه الولاده) ذكره الحافظ السخاوي في الاجوبة المرضية (1/ 384 الناشر دار الراية، الطبعة الاولى 1418، بتحقيق الدكتور محمد اسحاق محمد ابراهيم) عند سؤاله عن مسألة (1)، فنقل من هذا الجزء نقلاً، فقال: (وروينا في جزء " تمثال النعال " لابن عساكر؛ ان مثال النعال الشريف إذا امسكته الحامل بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر أمرها بحول الله وقوته) أهـ .. حافظ الشام ابن عساكر والتوسل قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر (وفيات الأعيان (6/ 394) :" حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الإسفرايني أن قبر أبي عوانة بإسفرين (بُليدة حصينة من نواحي نيسابور، معجم البلدان (1/ 177) مزار العالم ومتبرك الخلق ".اهـ. 141 - العماد الأصبهاني (ت:597 هـ) في خريدة القصر ص 442 في ترجمة بعض أصحابه: وينصره على جاحدي نعمائه، بمحمدٍ وآله. 9 - الرافعى القزويني الشافعي (557 هـ:623 هـ) توسل بقوله "متوسلاً بشفاعة من عنده يوم الجزاء " التدوين فى أخبار قزوين (2/ 76). ---[/rtl] [rtl] 142 - الحافظ ابن الصلاح الشافعي (ت:643 هـ) في آداب المفتي والمستفتي (1/ 210) وهو يتكلم عن معجزات النبي –صلى الله عليه وسلم- فيقول: فإنها ليست محصورة على ما وجد منها في عصره صلى الله عليه وسلم بل لم تزل تتجدد بعده صلى الله عليه وسلم على تعاقب العصور وذلك أن كرامات الأولياء من أمته وإجابات المتوسلين به في حوائجهم ومغوثاتهم عقيب توسلهم به في شدائدهم براهين له صلى الله عليه وسلم قواطع ومعجزات له سواطع ولا يعدها عد ولا يحصرها حد أعاذنا الله من الزيغ عن ملته وجعلنا من المهتدين الهادين بهديه وسنته. وفي مقدمة علوم الحديث ص 3: فالله العظيم - الذي بيده الضر والنفع والإعطاء والمنع - أسأل وإليه أضرع وأبتهل متوسلا إليه بكل وسيلة متشفعا إليه بكل شفيع أن يجعله مليا بذلك وأملى وفيا بكل ذلك وأوفى. وأن يعظم الأجر والنفع به في الدارين إنه قريب مجيب. 143 - الإمام النووي (ت: 676 هـ) قال في في المجموع (ج 8/ 274) ((كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه". واعتمد الإمام الحافظ النووي استحباب التوسل في مصنفاته، كما في حاشية الإيضاح على المناسك له ص 450 و 498 من طبعة أخرى وفي الأذكار ص 307 من طبعة دار الفكر، في كتاب أذكار الحج، وص 184 من طبعة المكتبة العلمية. قال الإمام النووي قال في كتاب الأذكار باب الأذكار في الاستسقاء، ص 160. ((إنه يستحب إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقوا به فيقولون: اللهم إنا نستسقي ونستشفع إليك بعبدك فلان كما روى البخاري أن عمر رضي الله عنه استسقى بعباس رضى الله عنه وقال جاء الاستسقاء بأهل الخير والصلاح عن معاوية رضى الله عنه وغيره)) ذكر الإمام النووي في الأذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته: (ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه: ((روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله عز وجل حاضرا سيحبسه). قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام.)) انتهى كلام الإمام الحافظ النووي من الأذكار. الإمام النووي بركة الصالحين بعد موتهم لا تنقطع عن المؤمنين قال الإمام النووي - يرحمه الله - في " الأذكار " (ص 431): " {فَصْلٌ: في تقبيلِ وجهِ الميتِ والقادمِ من سفرٍ} ولا بأسَ بتقبيلِ وجهِ الميتِ الصالحِ للتَّبَرُّكِ " ا. هـ. المراد. وذكرنا له الكثير من الأقوال في الموضوع 144 - ابن خلكان الشافعي (ت:681 هـ): "بمحمد النبي وصحبه وذويه" وفيات الأعيان (6/ 132). وقال ابن خلكان في وفيان الأعيان (6/ 146) في ترجمة أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس: (وقال ابن بشكوال في تاريخه: كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة، وكان قد أخذ في نفسه وهيئته ومقعده هيئة مالك. وحكي عنه أنه قال: أخذت ركاب الليث بن سعد، فأراد غلامه أن يمنعني فقال: دعه، ثم قال لي الليث: خدمك أهل العلم، فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك. ثم قال: وتوفي يحيى بن يحيى في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقبره بمقبرة ابن عياش يستسقى به، وهذه المقبرة بظاهر قرطبة) 145 - المحب الطبري الشافعي (ت:694 هـ): "بمحمد وآله وصحبه" ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى (1/ 261). وقال في الرياض النضرة في مناقب العشرة ص 12 بعد ذكر قصيدة فيها اسماء العشرة: "رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين بمحمد وآله". 146 - عماد الدين بن العطار (ت:724 هـ) تلميذ النووي قال: "وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه" عن مواهب الجليل (2/ 544). 147 - تقي الدين بن دقيق العيد الشافعي (625 هـ:702 هـ): توسل بقوله " أعد لها جاه الشفيع المشفع " طبقات الشافعية الكبرى (9/ 221). 148 - ابن الزملكاني الشافعي (ت:727 هـ) كما في أعيان العصر للصفدي (2/ 356) والوافي بالوفيات له (2/ 27) وفوات الوفيات للكتبي (4/ 10) وقال أنه عمل عليها كراريس سماها "عجالة الراكب": يا صاحب الجاه عند الله خالقه ... ما رد جاهك إلا كل أفاك أنت الوجيه على رغم العدا أبداً ... أنت الشفيع لفتاك ونساك يا فرقة الزيغ لا لقيت صالحة ... ولا سقى الله يوماً قلب مرضاك ولا حظيت بجاه المصطفى أبداً ... ومن أعانك في الدنيا ووالاك. 149 - ابن المقري اليمني الشافعي (755 – 837 هـ،) قال في ديوانه أن كتاب الشفاء مما شوهدت بركته وكان قد ابتلى بمرض فقرأه فعافاه الله منه وقال في ذلك ما بالكتاب هواي لكن الهوى ... أمس بما أمسى به مكتوبا كالدر يهوي العاشقون بذكرها .. شغفاً بها لشمولها المحبوبا أرجو الشفاء تفاؤلاً باسم الشفا .. فحوى الشفاء وأدرك المطلبوبا وبقدر حسن الظن ينتفع الفتى ...... لا يسكا ظن يصير مجيبا 150 - تقي الدين أبو الفتح السبكي (ت:744 هـ):من أقواله: (وارغب إليه بالنبي المصطفى في كشف ضرك عل يأسو ما انجرح) (تالله ما يرجو نداه مخلص لسؤاله إلا تهلل وانشرح) (فهو النبي الهاشمي ومن له جاه علا وعلو قدر قد رجح) نقلا عن طبقات الشافعية الكبرى (9/ 181). 151 - الإمام السبكي (ت:756 هـ) قال في كتابه شفاء السقام ما نصه: : والآثار في ذلك كثيرة أيضا [إلى أن قال]: فلا عليك في تسميته توسلا. أو تشفعا. أو استغاثة. أو تجوها. أو توجها. لأن المعنى في جميع ذلك سواء)) وقال في شفاء السقام " اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحُسْنُه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار ... " اهـ.[/rtl] [rtl] , وقال في فتاويه بعد الإجابة على أحد الأسئلة (4/ 75): "وَاَللَّهُ تَعَالَى يُلْهِمُنَا رُشْدَنَا بِمُحَمَّدٍ وَآلِه" وغيرها. قال الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله: (وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث، وتارة يطلب الغوث من خالقه وهو الله تعالى وحده، كقوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم}. وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذين القسمين تعدى الفعل تارة بنفسه كقوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم} {فاستغاثه الذي من شيعته}، وتارة بحرف الجر كما في كلام النحاة في المستغاث به، وفي كتاب سيبويه رحمه الله تعالى فاستغاث بهم ليشتروا له كليبا. فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه. فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً، ولا فرق في هذا المعنى بين أن يُستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدى بالباء، وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى. فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان: أحدهما: أن يكون مستغاثا. والثاني: أن يكون مستغاثا به، والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعاً، وهذا أمر لا يُشَكُّ فيه، فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائزٌ لغةً وشرعاً من كل من يقدر عليه، بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل: أغث إن كان عندك غواث). شفاء السقام ص 187. ما قال السبكي فيما نقل عند صاحب فيض القدير (2/ 135): ويحسن التوسل والاستغاثه والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك احد من السلف ولامن الخلف. . . أه. 152 - قال الصفدي (ت:764 هـ) في أعيان العصر (2/ 366): ساتراً بخلاله الكريمة ما خفي عن المملوك من إخلاله بمحمد وآله إن شاء الله تعالى. قال العلامة المؤرخ الصفديُّ في "الوافي" خلالَ ترجمةِ الإمام الحجَّة تقي الدين السبكيِّ رحمهما الله وهو يُعدِّد مؤلفاتِه: ((وكتاب: "شفاء السِّقام في زيارة خير الأنام"، رداً عليه ـ على ابن تيمية رحمه الله ـ أيضاً في إنكاره سفرَ الزِّيارة. ثمَّ قال: وقرأته عليه بالقاهرة، سنةَ سبع وثلاثين وسبع مائة، مِن أوله إلى آخره، وكتبت عليه طبقةً ـ أي: طبقة السَّماع على طريقة المحدِّثين ـ جاء ممَّا فيها نظماً: من المتقارب لقولُ ابنِ تيميةَ زخرفٌ ... أتى في زيارةِ خيرِ الأنام فجاءتْ نفوسُ الورى تشتكي ... إلى خير حبرٍ وأزكى إمام فصنَّف هذا وداواهم ... فكان يقيناً شفاء السِّقام)) (21/ 256) والوافي للعلامة الصفدي يطفح بالتوسل والتبرك والاستغاثة فلتراجعه 153 - ويقول صاحب (ذيل تذكرة الحفاظ) الحافظ الحسيني الدمشقي الشافعي المتوفى 765 هـ في ترجمة سبط ابن العجمي: (فالله تعالى يبقيه ويمتع الإسلام ويديم النفع به الأنام بجاه المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل صلى الله عليه وسلم ... ) وفي ترجمة ابن ناصر الدين يقول: (فالله تعالى يبقيه في خير ونعمة شاملة وأفراح بلا كدر كاملة بمحمد وآله). 154 - العفيف اليافعي الشافعي (ت:768 هـ) في عدة مواضع من مرآة الجنان انظر مثلا (1/ 247) وغيرها ومما قال فيه: ووفق لما ترضى بجاه محمد ... وواصل له أزكى الصلاة مديماً. وله كتاب مصباح الضلام في المستغيثين بخير الأنام ذكره صاحب " مفتاح السعادة " في الجزء الأول صفحة 217. التوسل بلحية سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ذكر الإمام اليافعي في روض الرياحين ونقل عنه القسطلانى في المواهب، وقال الزرقانى في شرح المواهب 3 ص 157، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال: بينما نحن جلوس بالمسجد وإذا نحن برجل أعمى قد دخل علينا وسلم فرددنا عليه السلام وأجلسناه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يقضيني حاجة في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال أبوبكر رضي الله عنه: ما حاجتك يا شيخ؟ فقال: إن لي أهلا ولم يكن عندي ما نقتات به، واريد من يدفع لنا شيئا نقتات به في حب رسول الله صلى الله عليه وآله. قال فنهض أبوبكر الصديق رضى الله عنه وقال: نعم أنا أعطيك ما يقوم بك في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: هل من حاجة اخرى؟ فقال: نعم إن لي ابنة اريد من يتزوج بها في حياتي حبا في محمد صلى الله عليه وسلم فقال أبوبكر رضي الله عنه: أنا أتزوج بها في حياتك حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم هل من حاجة اخرى؟ فقال: نعم اريد أن أضع يدي في شيبة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حبا في محمد صلى الله عليه وسلم. فنهض أبوبكر رضي الله عنه ووضع لحيته في يد الاعمى وقال: امسك لحيتي في حب محمد صلى عليه وسلم. قال: فقبض الاعمى بلحية أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال: يا رب أسألك بحرمة شيبة أبي بكر ألا رددت علي بصري. قال: فرد الله عليه بصره لوقته، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك: وعزته وجلاله لو أقسم علي كل أعمى بحرمة شيبة أبي بكر الصديق لرددت عليه بصره، وما تركت على وجه الارض أعمى، وهذا كله ببركتك وعلو قدرك وشأنك عند ربك 155 - ابن الرفعة (شافعى): له رد على ابن تيمية وكان هو الذى يناظره فى التوسل والزيارة. 156 - العالم العلامة الفيومي الشافعي (ت:770 هـ) قال في خاتمة كتابه "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير"في اللغة داعياً: "ونسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وأن ينفع به طالبه والناظر فيه وأن يعاملنا بما هو أهله بمحمد وآله الأطهار وأصحابه الأبرار".[/rtl] 157 - ابن كثير الشافعي (ت:774 هـ) في البداية والنهاية (13/ 192) في أحداث عام 654 وفيها ذكر النار التي خرجت من أرض الحجاز يقول: (هذه النار في أرض ذات حجر لا شجر فيها ولا نبت، وهي تأكل بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله، وهي تحرق الحجارة وتذيبها، حتى تعود كالطين المبلول، ثم يضربه الهواء حتى يعود كخبث الحديد الذي يخرج من الكير، فالله يجعلها عبرة للمسلمين ورحمة للعالمين، بمحمد وآله الطاهرين.)) وقد صحح الإمام ابن كثير آثر مالك الدار بالاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد إنتقاله إذ قال اسناد صحيح البداية والنهاية ج 7 ص 90 وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 91) قال ابن كثير في جامع المسانيد - مسند عمر - (1/ 223): إسناده جيد قوي وذكر قصة العتبي في البداية والنهاية (12/ 150 - 151) وفي تفسيره قال ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 90). ما نصه:" وقد روينا أن عمر عسّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحدا يضحك، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة، ولم ير سائلا يسأل، فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن السؤال سألوا فلم يعطوا فقطعوا السؤال، والناس في همّ وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون. فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه لأمة محمد، وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن يا غوثاه لأمة محمد، فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات، ووصلت ميرة عمرو في البحر إلى جدة ومن جدة إلى مكة. وهذا الأثر جيد الإسناد".ا. هـ. وهذا فيه الرد على من يقول إنه لا يجوز التوسل إلا بالحيّ الحاضر، فهذا عمر بن الخطاب استغاث بأبي موسى وعمرو بن العاص وهما غائبان. الحافظ ابن كثير والتبرك بذات الصالحين قال ابن كثير في البداية والنهاية (فيها نفذ الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رسولا إلى السلطان ملكشاه والوزير نظام الملك، وكان أبو إسحاق كلما مر على بلدة خرج أهلها يتلقونه بأولادهم ونسائهم، يتبركون به ويتمسحون بركابه، وربما أخذوا من تراب حافر بغلته، ولما وصل إلى ساوة خرج إليه أهلها، وما مر بسوق منها إلا نثروا عليه من لطيف ما عندهم، حتى اجتاز بسوق الاساكفة، فلم يكن عندهم إلا مداساة الصغار فنثروها عليه، فجعل يتعجب من ذلك.) البداية والنهاية 12 ص 119 قال ابن كثير في تاريخه عن أبو القاسم: كان الناس يتبركون به، ويقبلون يده اكثر مما يقبلون الحجرالاسود. - البداية والنهاية: 12/ 146 حوادث سنة 471 ه 158 - سعد الدين التفتازاني الشافعي (ت:791 هـ): "ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بمنفوس الأخيار من الأموات" شرح المقاصد (2/ 33). | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:17 am | |
| [rtl]158 - ويقول صاحب (خلاصة البدر المنير) (وهو في الفقه الشافعي) عمر بن الملقن الأنصاري المتوفي 804 هـ في أول كتابه: (نفع الله بالجميع "يقصد كتبه" بمحمد وآله وجعلهم مقربين من رضوانه مبعدين من سخطه وحرمانه نافعين لكاتبهم وسامعهم نفعا شاملا في الحال والمآل إنه لما يشاء فعال لا رب سواه ولا مرجو إلا إياه). 159 - الإمام الفقيه تقي الدين الحصني الشافعي (752 هـ 829 هـ) قال الإمام تقي الدين الحصني: (والمراد أن الاستغاثة بالنبي واللواذ بقبره مع الاستغاثة به كثير على اختلاف الحاجات، وقد عقد الأئمة لذلك باباً، وقالوا: إن استغاثة من لاذ بقبره وشكى إليه فقره وضره توجب كشف ذلك الضر بإذن الله تعالى). دفع شبه من شبه وتمرد ص 89. 160 - الإمام الحافظ ابن الجزري الشافعي (751 هـ - 833 هـ) قال في كتابة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين:. ففي هذا الكتاب في باب فضل الدعاء قال الإمام ابن الجزري رحمه الله ما نصه: ((ويتوسل إلى الله سبحانه بأنبيائه والصالحين)) اهـ. ولما ذكر الإمام ابن الجزري في كتابة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين الأماكن المباركة التي يرجى فيها إجابة الدعاء في فصل في أماكن الإجابة وهي المواضع المبارك قال: ((وعند قبور الأنبياء عليهم السلام، ولا يصح قبر نبي بعينه سوى قبر نبينا بالإجماع فقط، وقبر إبراهيم داخل السور ومن غير تعيين، وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين بشروط معروفة)) اهـ. وقال الإمام ابن الجزري في كتاب تصحيح المصابيح هو شرح للمصابيح والعلامة الملا علي القاري الحنفي نقل منه في (المرقاة شرح المشكاة) أثناء الكلام على ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح المشهور فقال القاري: ((قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين محمد بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح المسمى بتصحيح المصابيح: إني زرت قبره بنيسابور، وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره، ورأيت آثار البركة ورجاء الإجابة في تربته") اهـ نقل الملا القاري بلفظه. وقال الإمام ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء: قال في ترجمة الإمام الشافعي: ((وقبره بقرافة مصر مشهور والدعاء عنده مستجاب ولما زرته قلت: زرت الإمام الشافعي لأن ذلك نافعي لأنال منه شفاعة أكرم به من شافع) اهـ. وقال في ترجمة الإمام عبد الله بن المبارك صاحب أبي حنيفة والثوري: ((وقبره بهيت معروف يزار زرته وتبركت به)) اهـ. طبقات القراء (2/ 97) وقال في ترجمة الإمام الشاطبي إمام القراءات: ((وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة، وقد زرته مرات، وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره، ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه)) اهـ. وقال في ترجمة الإمام عبدالسلام الزواوي المالكي: ((ودفن بباب الصغير وقبره مشهور للزيارة وزرته مع شيخنا ابن اللبان)) اهـ. 161 - الدميري الشافعي (ت:808 هـ) في حياة الحيوان الكبري ص (1/ 220): (نسأل الله تعالى السلامة، وحسن الخاتمة، بجاه سيدنا محمد وآله) وغيرها. 162 - القلقشندي الشافعي (ت:821 هـ): "بمحمد وآله" صبح الأعشى (11/ 302) وقد ذكرها في خطابات العديد من العلماء والملوك فانظر على سبيل المثال (8/ 178) , (12/ 361) , (14/ 367) وغيرها بل إنه قال قبل كل هذا (6/ 458): وأما الكتب التي تكتب إليه (يقصد النبي –صلى الله عليه وسلم-) بعد وفاته فقد جرت عادة الأمة من الملوك وغيرهم بكتابة الرسائل إليه بعد وفاته بالسلام والتحية والتوسل والتشفع به إلى الله تعالى في المقاصد الدنيوية والأخروية. 163 - الإمام السمهودي (844 - 911 هـ) : التوسل والتشفع به صلى الله عليه وسلم وبجاهه وببركته.[/rtl] [rtl]خلاصة الوفا (2/ 419) ونقل آثر الإمام مالك في استقبال القبر النبوي الشريف والاستسقاء بقبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم واحاديث التوسل ونقل في التوسل من الشفا وغيرها الكثير وغيرها من الأقوال كما ورد في الموضوع فلتراجع. 164 - ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي والتبرك والتوسل " ت 842 " قال في بداية كتابه الرد الوافر ((وابتدأت من ذلك بالمحمدين تبركا باسم سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)) وذكر في كتابه الرد الوافر تبرك وتكحيل بتراب القبر للشفاء وله الكثير من الأقوال في كتابه مورد الصادى فى مولد الهادى فليراجع 165 - ذكر السخاوي في ترجمة عبد الرحمن بن محمد أبو محمد الناشري أن العفيف الناشري (ت:848 هـ) أنشد له قصيدة مطلعها: بجاه عريض الجاه والعالي الشان ... محمد المختار من آل عدنان. انظر الضوء اللامع (2/ 282). 166 - الأبشيهي الشافعي (ت:850 هـ): "سألتك بحق محمد" المستطرف (2/ 508) وله قصيدة طويلة (1/ 491 - 492) فيها التوسل الكثير. سنوردها اخر الموضوع لنختم بها 167 - ابن قاضى شهبه الشافعي (ت 851 هـ): فى ترجمة أحمد بن علي الهمداني قال " والدعاء عند قبره مستجاب " طبقات الشافعية (2/ 155) وطبقاته مليئة بالتوسل فلتراجع 168 - البصروي الشافعي (ت:889 هـ): "بمحمد وصحبه" تاريخ البصروي (1/ 157). 169 - شمس الدين الرملي (ت:894 هـ) الملقب بالشافعي الصغير قال في مقدمة كتابه "غاية البيان في شرح زُبَد ابن رسلان" داعياً: "والله أسأل (((وبنبيه أتوسل))) أن يجعله (أي عمله في هذا الكتاب) خالصاً لوجهه الكريم". وفي فتاوى شمس الدين الرملي (فتاوى الرملي بهامش الفتاوى الكبرى لابن حجر الهيتمي (4/ 382). ما نصه:" سئل عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد: يا شيخ فلان، يا رسول الله، ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم لا؟ وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم؟ وماذا يرجح ذلك؟ فأجاب: بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة، وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم، لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم، أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم، وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم"ا. هـ. وجاء في (نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج) بحاشية الشبراملسي ومن: يقول داعيا للإمام النووي (تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، وَنَفَعَنَا وَالْمُسْلِمِينَ بِبَرَكَتِهِ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعِتْرَتِه) ويقول: (وَمِنْ خَطِّهِ نَقَلْت الْمَعْرُوضَ عَلَى الْمَسَامِعِ الْكَرِيمَةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُلِّ سُوءٍ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وفي منتصفه: (وَأَسْأَلُهُ الْإِعَانَةَ عَلَى الْإِتْمَامِ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْأَنَامِ وَمِصْبَاحِ الظَّلَامِ) وفي آخره: (وَاَللَّهَ أَسْأَلُ، وَبِرَسُولِهِ أَتَوَسَّلُ، أَنْ يَنْفَعَ بِهِ كَمَا نَفَعَ بِأَصْلِه) 170 - الصفوري الشافعي (ت:894 هـ) في نزهة المجالس ومنتخب النفائس (1/ 323): فنسأل اللهم بجاه هذا النبي الكريم وبما كان بينك وبينه ليلة الحلوة والحلوة والتقريب والتعظيم أن تغفر لنا كل ذنب عظيم وتنظر إلينا بعين رحمتك يا رحيم وارزقنا شفاعته بفضلك وعلمك ورضاك .... إلخ دعائه. 171 - الحافظ السخاوي (ت:902 هـ)، قال في خاتمة شرح ألفية العراقي في الحديث (4/ 410): "سيدنا محمد سيد الأنام كلهم (((ووسيلتنا))) وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى اللّه عليه وسلم". ويقول في نهاية جواب له على سؤال كما في الضوء اللامع (5/ 451) ((وكتبه السخاوي محمد بن عبد الرحمن راجياً الستر والغفران متوسلاً بسيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً)) 172 - شمس الدين محمد بن أبي بكر الأنصاري السعدي الدنجاوي القادري الشافعي (ت:903 هـ) من شعره كما جاء في حسن المحاضرة للسيوطي ص 193: وإن الفقير القادري لعاجز ... عن المدح في علياه إذ يتقصد وقاه إله العرش من كل محنة ... وما أضمرت يوما عداه وحسد بجاه رسول الله أحمد مرسل ... بأمداحه جاء الكتاب الممجد. 173 - ويقول السيوطي (ت:911 هـ) في تاريخ الخلفاء (1/ 452): (وأسأل الله تعالى أن يقبضنا إلى رحمته قبل وقوع فتنة المائة التاسعة!! بجاه محمد صلى الله عليه و سلم و صحبه أجمعين، آمين) وهذا بعد أن سرد فتنة كل قرن. ,وفي الإتقان (2/ 502) له أيضا: "بمحمد وآله". وفي آخر كتابه الدرر المنتثرة قال: علقه مؤلفه عفا اللّه عنه في يوم السبت خامس رجب سنة ثمانين وثمانمائة أحسن اللّه عقباها بمحمد وآله آمين. 174 - وجاء في ترجمة علي بن ناصر بن محمد بن أحمد النور أبو الحسن البلبيسي ثم المكي الشافعي (ت: بعد 916 هـ) أنه قال مجيبا على سؤال: سائلاً الله بجاه أحمد ... أن يصلح الشأن انظر الضوء اللامع (3/ 164) 175 - زكريا الأنصاري (ت:919 هـ) (الشهير بشيخ الإسلام): يقول في كتاب فتح الوهاب (1/ 257):"ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه". وقد نقل عنه الجبرتي في عجائب الآثار (1/ 344) فقال: رأيت في الفتوحات الإلهية في نفع أرواح الذوات الإنسانية وهو كتاب نحو كراس لشيخ الإسلام زكريا الانصاري ما نصه إذا أراد الشيخ أن يأخذ العهد على المريد فليتطهر وليأمره بالتطهر من الحدث والخبث ليتهيا لقبول ما يلقيه إليه من الشروط في الطريق ويتوجه إلى الله تعالى ويسأله القبول لهما ويتوسل إليه في ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه الواسطة بينه وبين خلفه ... إلخ الخ .. 176 - القسطلاني (ت 923 هـ) قال في المواهب اللدنية (وينبغي للزائر له صلي الله عليه وسلم ان يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسل به صلي الله عليه وسلم، فجدير بمن استشفع به ان يشفعه اللّه فيه.[/rtl] [rtl]قال: وان الاستغاثة هي طلب الغوث فالمستغيث يطلب من المستغاث به اغاثته ان يحصل له الغوث، فلا فرق بين ان يعبر بلفظ الاستغاثة، اوالتوسل، او التشفع، او التوجه او التجوه لانهما من الجاه والوجاهة، ومعناهما علو القدر والمنزلة وقد يتوسل بصاحب الجاه الى من هو اعلى منه. قال: ثم ان كلا من الاستغاثة، والتوسل والتشفع، والتوجه بالنبي صلى الله عليه وسلم واقع في كل حال: النصرة قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته فيالبرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة.) المواهب اللدنية: 4/ 593. توسل القسطلاني ((وأما التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته في البرزخ فهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء ... إلى أن قال: ولقد كان حصل لي داء أعيا دواؤه الأطباء، وأقمت به سنين، فاستغثت به صلى الله عليه وسلم ليلة الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة بمكة زادها الله شرفاً، ومنَّ عليَّ بالعود في عافية بلا محنة، فبينا أنا نائم إذ جاء رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء أحمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف النبوي، ثم استيقظت فلم أجد بي والله شيئاً مما كنت أجده، وحصل الشفاء ببركة النبي صلى الله عليه وسلم.)) (المواهب اللدنية 3/ 418). وذكر الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية: ((وقف أعرابي على قبره الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: اللّهمّ إنّك أمرت بعتق العبيد وهذا حبيبك وأنا عبدك فأعتقني من النار على قبر حبيبك، فهتف به هاتف: يا هذا سألت العتق لك وحدك؟ هلاّ سألت العتق لجميع المؤمنين إذهب فقد أعتقتك. ثمّ أنشد القسطلاني البيتين المشهورين وهما: إنّ الملوك إذا شابت عبيدهم في رقّهم أعتقوهم عتق أحرار وأنت يا سيدي أولى بذا، كرماً قد شِبتُ في الرقّ فاعتقني من النار القسطلاني: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: 4/ 584 نقل في المواهب عن الحسن البصري، قال: وقف حاتم الأصم على قبره (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا ربّ إنّا زرنا قبر نبيّك (صلى الله عليه وسلم) فلا تردّنا خائبين، فنودي يا هذا ما أذنّا لك في زيارة قبر حبيبنا إلاّ وقد قبلناك فارجع أنت ومن معك من الزوّار مغفوراً لكم.)) القسطلاني: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: 4/ 584 طـ. دار الكتب الإسلامي. وله عده اقوال ذكرناها في الموضوع منها حديث توسل آدم بسيدنا محمد صلى الله عليهم وسلم 177 - الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي (ت:973 هـ)، قال في خاتمة كتابه "تحفة الزوار إلى قبر المختار" داعياً: "ختم الله لنا ولمن رأى في هذا الكتاب بالسعادة والخير ورفعنا وإياهم في الجنة إلى المقام الأسنى (((بجاه سيد الأولين والآخرين))) ". وفي حاشيته على الإيضاح وكتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر النبوي. وذكرنا له أقوال كثيرة في الموضوع فلتر اجع 178 - وقال الخطيب الشربيني (ت:977 هـ) في مغني المحتاج (1/ 184): ((خاتمة: سئل الشيخ عز الدين هل يكره أن يسأل الله بعظيم من خلقه كالنبي والملك والولي؟ فأجاب بأنه جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه علم بعض الناس: اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد نبي الرحمة .. الخ. فإن صح فينبغي أن يكون مقصوراً عليه عليه الصلاة والسلام، لأنه سيد ولد آدم، ولا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة، لأنهم ليسوا في درجته، ويكون هذا من خواصه. اهـ. والمشهور أنه لا يكره شيء من ذلك. ويقول في آخره: وهذا آخر ما يسره الله تعالى من مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج فدونك مولفا كأنه سبيكة عسجد أو در منضد محررا لدلائل هذا الفن مظهرا لدقائق استعملنا الفكر فيها إذا الليل جن فإن ظفرت بفائدة فادع بالتجاوز والمغفرة أو بزلة قلم أو لسان فافتح لها باب التجاوز والمعذرة فلا بد من عيب فإن تجدنه فسامح وكن بالستر أعظم مفضل فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له ال محاسن قد تمت سوى خير مرسل فأسأل الله الكريم الذي به الضر والنفع ومنه الإعطاء والمنع أن يجعله لوجهه خالصا وأن يتداركني بألطافه إذا الظل أضحى في القيامة خالصا وأن يخفف عني كل تعب ومؤنة وأن يمدني بحسن المعونة وأن يرحم ضعفي كما علمه وأن يحشرني في زمرة من رحمه أنا ووالدي وأولادي وأقاربي ومشايخي وأحبابي وأحباني وجميع المسلمين بمحمد وآله وصحابته أجمعين. قال الخطيب الشربيني في " المغني " 1 ص 495: ((يسن أن يأتي سائر المشاهد بالمدينة وهي نحو ثلاثين موضعا يعرفها أهل المدينة ويسن زيارة البقيع وقباء وأن يأتي بئر أريس فيشرب منها ويتوضأ وكذلك بقية الآبار السبعة وقد نظمها بعضهم في بيت فقال: أريس وغرس رومة وبضاعة * كذا بصة قل بيرحاء مع العهن)) وغيرها الكثير في كتبه 179 - محمد بن محمد شمس الدين القدسي الشافعي الدمشقي المعروف في بلاده بابن خصيب وبالسيد الصادي وفي دمشق بالسيد القدسي (ت:1008 هـ) يقول في خطاب له كما في خلاصة الأثر (3/ 22): أمد الله تعالى أطناب دولته السعيده وأدام صولته الشديده بمحمد وآله ومن سلك على منواله. 180 - عبد الرؤوف المناوي (ت:1030 هـ) في فيض القدير شرح الجامع الصغير: وفيه نقل عن السبكي وغيره ردهم على ابن تيمية في منعه التوسل ونقل فتوى العز بن عبد السلام وغيره وان مقرا فانظر على سبيل المثال (2/ 134) وغيرها. قال الإمام الحافظ عبد الرؤوف المناوي في كتابه فيض القدير: (قال ابن عبد السلام: ينبغي كون هذا - أي الإقسام على الله - مقصورا على النبي لأنه سيد ولد آدم، وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء؛ لأنهم ليسوا في درجته؛ وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته وسمو مرتبته. قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثله). فيض القدير شرح الجامع الصغير (2/ 135). 190 - أبو المواهب بن محمد بن علي البكري الصديقي المصري الشافعي (ت:1037 هـ) من شعره: بجاه رسول الله أفضل مرسل ... ترى الأسد في الغابات من خوفه صرعى عليه صلاة الله ثم سلامه ... وأصحابه والآل أجمعهم جمعا. انظر خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي (1/ 94).[/rtl] [rtl]191 - ابن علان المكي الشافعي (ت: في حدود 1057 هـ): له كتاب " المبرد المبكي في رد الصارم المنكي " وهو كتاب جيد في التوسل والزيارة النبوية الشريفة في الرد على الحافظ ابن عبدالهادي تلميذ ان تيمية. وجاء وفي الأذكار للإمام النووي أثناء الكلام علي زيادة القبر الشريف ما نصه ثم يرجع إلي موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلي عليه وسلم فيتوسل به في حق نفسه , ويتشفع به إلي ربه سبحانه وتعالي أهـ قال الإمام ابن علان الصديقي في شرحه على قول النووي (لأن التوسل به سيرة السلف الصالح الأنبياء والأولياء وغيرهم) أهـ وتوسل بقوله "بجاه نبيك سيد المرسلين" شرح الأذكار (2/ 29). وله أقوال كثيرة 192 - الغزي الشافعي (ت:1098 هـ): توسل بقوله "بجاه سيد المرسلين" فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ص 71. 193 - العصامي الشافعي (ت:1111 هـ) في سمط النجوم العوالي يقول داعيا لبعض الأمراء: ((أسأل الله أن يرزقه منه مسحة قبول، بجاه جده الرسول، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم)). وله غيره. 194 - المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي الشافعي (ت:1162 هـ)، قال في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس" (ج 2/ 419) داعياً: "وَضعَ الله عنا سيئات أعمالنا بإفضاله الجاري، وختمها بالصالحات (((بجاه محمد صلى الله عليه وسلم))) سيد السادات". ومما جاء في كشف الخفاء للعجلوني: ومما يناسب إيراده هنا ما نسب لبعضهم قرب الرحيل إلى ديار الآخرة فاجعل إلهي خير عمري آخره فلئن رحمت فأنت أكرم راحم وبحار جودك يا إلهي زاخرة آنس مبيتي في القبور ووحدتي وارحم عظامي حين تبقى ناخرة فأنا المسيكين الذي أيامه ولت بأوزار غدت متواترة يا رب فارحمني بجاه المصطفى كنز الوجود وذي الهبات الباهرة وبخير خلقك لم أزل متوسلا ذي المعجزات وذي الهبات الفاخرة 195 - البجيرمي (ت:1221 هـ): "مع أنه أعظم وسيلة حيا وميتا" حاشية البجيرمي. 196 - الهوريني الشافعي (ت:1291 هـ): "بجاه النبي" اصطلاحات القاموس على كتاب ترتيب القاموس المحيط. 196 - ويقول الشرواني (ت: 1301 هـ) في حواشيه على مغني المحتاج: 2 |108: بعد ذكر كلام الشيخ عز الدين ما نصه: ((فإن قلت: هذا قد يعارض ما في البهجة وشرحها لشيخ الإسلام، والأفضل استسقاؤهم بالأتقياء لأن دعاءهم أرجى للإجابة. الخ. قلت: لا تعارض لجواز أن ما ذكره العز مفروض فيما لو سأل بذلك على صورة الأزلام، كما يؤخذ من قوله: اللهم إني أقسم عليك .. الخ. وما في البهجة وشرحها محصور بما إذا ورد على صورة الإستشفاع والسؤال، مثل أسألك ببركة فلان، أو بحرمته أو نحو ذلك. انتهى. ويقول أيضا: "بجاه محمد سيد الأنام" حواشي الشرواني (6/ 381) 58 في حواشي الشرواني الشافعي عبد الحميد المكي الشرواني (المتوفى: 1301 هـ) في حديثه عن الدعاء والتوجه عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم: ( ... لأنه إن فعل الصفة الأولى يصير مستدبرا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو قبلة آدم فمن بعده من الأنبياء .. أي كل منهم يتوسل به إلى الله سبحانه وتعالى .. إلى أن قال: وإن يكن في مسجد المدينة فليجعلن محرابه عن يمينه لكي يكون في الدعاء مستقبلا خير شفيع ونبي أرسل) 2/ 105 197 - السيد البكري الدمياطي (ت:1310 هـ): "بجاه سيدنا محمد" إعانة الطالبين (4/ 344) وغيرها. -جاء في إعانة الطالبين في ذاكرة القصد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (بل يقصد أنه مفتقر له عليه الصلاة والسلام وأنه يتوسل به إلى ربه في نيل مطلوبه لأنه الواسطة العظمى في إيصال النعم إلينا) 1/ 171 198 - الجاوي الشافعي (ت:1315 هـ): "بجاه النبي المختار" نهاية الزين (1/ 77) --- نصوص أئمّة الحنابلة[/rtl] [rtl]199 - الإمام احمد بن حنبل والتوسل قال في منسكه الذي رواه عنه المروزي ما نصه: (وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه (صلى الله عليه وسلم) تُقْضَ من الله عز وجل) هكذا ذكره ابن تيمية في الرد على الأخنائي (ص 168) , وذكر معناه برهان الدين بن مفلح في المبدع (2/ 204) وقريب منه ما في الإقناع للعلامة الحجاوي (1/ 208) والفروع لشمس الدين ابن مفلح (ت:763 هـ) (2/ 159) وغيرهم. وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال ما نصه: (سألته عن الرجل يمس منبر النبي (صلّى الله عليه و سلّم) و يتبرك بمسّه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد التقرب إلى الله جل وعز فقال: لا بأس بذلك. العلل لأحمد بن حنبل (2/ 492). في كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد قال: " سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك, وكذلك عن مس القبر ", فقال:" لا بأس بذلك". انظر كشاف القناع (2/ 150). قال المرداوي في كتابه الإنصاف (من أهم مراجع الفقه الحنبلي) (2\ 456): قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه. وجزم به في المستوعب وغيره) قال الإمام أحمد بن حنبل: (هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره) قال أبو عبد الله الأردبيلي: سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول: ذُكر صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال: هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره) أهـ تهذيب الكمال للحافظ المزي رحمه الله (13/ 186 برقم 2882، طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، بتحقيق الدكتور بشار عوادمعروف) في ترجمة صفوان بن سليم المدني عمل الإمام احمد بن حنبل بحديث يا عباد الله أعينوا في الاستغاثة والمدد من الغائب الإمام احمد بن حنبل والعمل بالحديث والاستغاثة بعباد الله التي لا نراها اي الغائبة وغير الحاضرة فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي. ورواه ايضا بسند صحيح البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله وذكرها ابن مفلح في الاداب الشرعية. الإمام احمد بن حنبل (ولد 164 هـ) والتوسل بشعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم قال الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 212) مانصه: (ومن آدابه: قال عبد الله بن أحمد - بن حنبل - رأيت أبي يأخذ شعره من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه. قلت (أي الذهبي): أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: ((لا أرى بذلك بأسا)). أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع) انتهى كلام الذهبي. توسل الإمام احمد بن حنبل بالامام الشافعي ثبت أنّ أحمد توسَّل بالشافعي حتى تعجّب ابنه عبد الله، فقال له أبوه: إنّ الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن) الخيرات الحسان: 94 200 - تبرك صالح بن أحمد بن حنبل بقميص والده (ولد قبل اخوه عبدالله الذي ولد عام 213 هـ) قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الامام احمد ابن حنبل (11/ 230): (حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه. قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسَلِم) وانظر كذلك "الآداب الشرْعيَّة لابن مفلح" (2/ 97) 201 - توسل أصحاب الإمام احمد بن حنبل به لاضاءة الطريق عن عبد الله بن موسى أنه قال: خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور «أحمد» فاشتدت الظلمة، فقال أبي: يا بني تعال حتى نتوسل إلى الله تعالى بهذا العبد الصالح حتى يضاء لنا الطريق، فمنذ ثلاثين سنة ما توسلت به إلا قضيت حاجتي. فدعا أبي وأمنت على دعائه، فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه) اهـ (كتاب مناقب الإمام أحمد ابن الجوزي ص 297) 202 - ابن عقيل الحنبلي المتوفى 503: كان يقول فى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربى " - (التذكرة 87) المكتبة الظاهرية بدمشق. في كتابه التذكرة ايضاً: ((ويستحب له قدوم مدينة الرسول صلوات الله وسلامه عليه فيأتي مسجده فيقول عند دخوله: بسم الله اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك .. اللهم أني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم بنبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي)) 203 - الإمام عبد القادر الجيلاني (561 هـ) ذكر قصة العتبى وأقرها في كتاب الغنية وحاء عنه ايضاً"يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي" مروية في شواهد الحق للنبهاني ص 98. 204 - ذكر ابن ابي يعلى الحنبلي (ت 526 هـ) في طبقاته: ((وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركا به ولزم الناس قبره ليلا ونهارا مدة طويلة ويقرأون ختمات ويكثرون الدعاء ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات "اهـ طبقات الحنابله في ترجمة الشريف أبي جعفر 2/ 240'ـ[/rtl] [rtl]205 - ابن الجوزي المتوفى (597 هـ) سبق ذكر الكثير في الموضوع فلتراجع أقواله و في كتاب الوفا في فضائل المصطفى جعل فيه بابين في المقام: باب التوسل بالنبي وباب الاستشفاء بقبره. وفي المنتظم ذكر قصة العتبى (9/ 93) وقال ايضاً الإمام ابن الحوزي في المدهش قال ج 1/ص 141 ((لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه)) قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص 297): ("ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة قال ابن الجوزي في صيد الخاطر تحت فصل العزلة: (وكثر ضجيجي من مرضي، فعجزت عن طب نفسي، فلجأت إلى قبور الصالحين، و توسلت في صلاحي) وقال (ابن الجوزي في المنتظم) [وجاء في ترجمة أبو شجاع الوزير " ثم عزل عن الوزارة فسار إلى الحج وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل في المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال: يا رسول الله قال الله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبي وأرجو شفاعتك يوم القيامة ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن في البقيع (وأبو شجاع الوزير هذا قال عنه ابن كثير في ترجمته: كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء وسمع الحديث من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغيره وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على تجارب الأمم ووزر للخليفة المقتدي وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها في سبيل الخيرات والصدقات ووقف الوقوف الحسنة وبني المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام. انتهى ((ابن الجوزي في المنتظم 9\ 93)) 206 - أبو عبد الله محمد بن الحسين السامري الحنبلي (ت:616 هـ) في المستوعب (3/ 88) " باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) " وذكر آداب الزيارة، وقال: (ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره) وذكر كيفية السلام والدعاء ومنه: (اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك مستغفرا، فأسألك أن توجب لي المغفرة كم أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك (صلى الله عليه وسلم)) وذكر دعاءا طويلا. 207 - ابن قدامة المقدسي الحنبلي ت 620 هـ والتوسل والتبرك - قال ابن قدامة في المغني ((عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.)) المغني لابن قدامة 3: 559. الإمام بن قدامة المقدسي الحنبلي يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جاء في وصية الإمام ابن قدامة المقدسي (ص 92 بتحقيق محمد أنيس مهرات) ما يلي: ((وإذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى تريد طلبها منه فتوضأ، فأحسن وضوءك، واركع ركعتين، وأثن على الله عز وجل، وصلَ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قل: لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ، سُبحَانَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينِ، أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمَتِكَ وَعَزَائمَ مَغفِرَتِكَ وَالغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لي ذَنباً إِلاَّ غَفَرْتَهْ وَلا هَمَّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهْ، وَلا حَاجةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيتَهَا يَا أَرحَمَ الرَّاحمين وإن قلت: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك وروي عن السلف أنهم كانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يصليهما ثم يقول: اللهم بك أستفتح وبك أستنجح، وإليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل من الخير أكثر مما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف.)) انتهى. قال الإمام موفق الدين [الموفق] أبو محمد: عبدالله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجَماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي في كتاب " المغني " 2/ 100 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405 هـ: [فصل: فإن سافر لزيارة القبور والمشاهد فقال ابن عقيل: لا يباح له الترخص لأنه منهي عن السفر إليها قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) متفق عليه. والصحيح إباحته وجواز القصر فيه لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا وكان يزور القبور وقال: (زوروها تذكركم الآخرة). وأما قوله عليه السلام: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فيحمل على نفي التفضيل لا على التحريم وليست الفضيلة شرطا في إباحة القصر فلا يضر انتفاؤها]. [فصل: ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم وكذلك في البقاع الشريفة وقد روى البخاري و مسلم بإسنادهما أن موسى عليه السلام لما حضره الموت سأل الله تعالى أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر)]. " المغني " 2/ 383 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405 هـ. قال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدس الحنبلي المتوفى سنة 620 هـ في كتابه المغني (ج 2: ص 439) ((: 1483) فصل: ويستحب أن يستسقى بمن ظهر صلاحه ; لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء، فإن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عمر: استسقى عمر عام الرمادة بالعباس، فقال: اللهم إن هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك به فاسقنا. فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل) 208 - الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي: وتوفي 682 ه قال في الشرح الكبير (([مسألة]: فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما.[/rtl] ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول: (اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال: ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله، قال أحمد رحمه الله: ما أعرف هذا، قال الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقومون من ناحية فيسلمون، قال أبو عبد الله: وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل، قال: أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه. اهـ. (الشرح الكبير ج 3 ص 495). 209 - الشيخ العلامة الزاهد الضرير أبو زكريا الصرصري البغدادي الحنبلي اللغوي الأديب الناظم (ت: 656 هـ): له أبيات مذكورة في كتاب فوات الوفيات للكتبي (4/ 302) منها: يحمي النزيل وكيف لا يحمي وقد ... حفت بجاه المصطفى أقطاره. 210 - العلامة نجم الدين الطوفي الحنبلي وكلامه الإستغاثة توفى 716 ه فقد نقل الشيخ نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي الحنبلي -مقررا- كلام العلامة شمس الدين الجزري في رده على ابن تيمية وصرح الطوفي أنه نقله بمعناه مع زيادات من عنده .. قال رحمه الله تعالى: " (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) [القصص:15] احتج بها الشيخ شمس الدين الجزري شارح المنهاج في أصول الفقه على الشيخ تقي الدين ابن تيمية فيما قيل عنه أنه قال: لا يستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاستغاثة بالله عز وجل من خصائصه وحقوقه الخاصة به فلا تكون لغيره كالعبادة. وتقرير الحجة المذكورة: أنه قال: يجب أن ينظر في حقيقة الاستغاثة ماهي وهي الاستنصار والاستصراخ ثم قد وجدنا هذا الإسرائيلي استغاث بموسى واستنصره واستصرخه بنص هذه الآيات وهي استغاثة مخلوق بمخلوق وقد أقر موسى عليها الإسرائيلي وقد أقر الله عز وجل موسى على ذلك ولم ينكر محمدا صلى الله عليه وسلم ذلك لمانزلت هذه الآيات أي فكان هذا إقرارا من الله عز وجل ورسوله على استغاثة المخلوق بالمخلوق وإذا جاز أن يستغاث بموسى فبمحمد صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أفضل بإجماع. ومما يحتج به على ذلك: حديث هاجر أم إسماعيل حيث التمست الماء لابنها فلم تجد فسمعت حسا في بطن الوادي فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث وهذا في معنى الاستغاثة منها بجبريل وقد أقرها على ذلك ولم ينكره النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها لما حكاه عنها. ولأن اعتقاد التوحيد من لوازم الإسلام فإذا رأينا مسلما يستغيث بمخلوق علمنا قطعا أنه غير مشرك لذلك المخلوق مع الله عز وجل وإنما ذلك منه طلب مساعدة أو توجه إلى الله ببركة ذلك المخلوق وإذا استصرخ الناس في موقف القيامة بالأنبياء ليشفعوا لهم في التخفيف عنهم جاز استصراخهم بهم في غير ذلك المقام وقد صنف الشيخ أبو عبدالله النعمان كتبا سماه: (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) واشتهر هذا الكتاب وأجمع أهل عصره على تلقيه منه بالقبول وإجماع أهل كل عصر حجة فالمنكر لذلك مخالف لهذا الإجماع فإن قيل: الآية المذكورة في قصة موسى والإسرائيلي ليست في محل النزاع من وجهين: أحدهما: أن موسى حينئذ كان حيا ونحن إنما نمنع الاستغاثة بميت. الثاني: أن استغاثة صاحب موسى به كان في أمر يمكن موسى فعله وهو إعانته على خصمه وهو أمر معتاد ونحن إنما نمنع من الاستغاثة بالمخلوق فيما يختص فعله بالله عز وجل كالرحمة والمغفرة والرزق والحياة ونحو ذلك فلا يقال: يامحمد اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو أجبني [وفي نسخة أخرى: أحييني بدل أجبني] أو أعطني مالا وولدا لأن ذلك شرك بإجماع. وأجيب عن الأول: بأن الاستغاثة إذا جازت بالحي فبالميت المساوي فضلا عن الأفضل أولى لأنه أقرب إلى الله عز وجل من الحي لوجوه: أحدها: أنه في دار الكرامة والجزاء والحي في دار التكليف. الثاني: أن الميت تجرد عن عالم الطبيعة القاطعة عن الوصول إلى عالم الآخرة والحي متلبس بها. الثالث: أن الشهداء في حياتهم محجوبون وبعد موتهم أحياء عند ربهم يرزقون. وعن الثاني: أن ماذكرتموه أمر مجمع مجمع عليه معلوم عند صغير المسلمين فضلا عن كبيرهم أن المخلوق على الإطلاق لايطلب منه ولا ينسب إليه فعل ما اختصت القدرة الإلهية به وقد رأينا أغمار الناس وعامتهم وأبعدهم عن العلم والمعرفة يلوذون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزيدون على أن يسألو الشفاعة والوسلية يارسول الله [وفي نسخة أخرى: برسول الله] اشفع لنا يالله ببركة نبيك اغفر لنا فصار الكلام في المسألة المفروضة فضلا لا حاجة بأحد من المسلمين إليه. وإذا لم يكن بد من التعريف بهذا الحكم خشية أن يقع فيه أحد فليكن بعبارة لا توهم نقصا في النبي صلى الله عليه وسلم ولا غضا من منصبه مثل أن يقال: ما استأثر الله عز وجل بالقدرة عليه فلا يطلب من مخلوق على الإطلاق أو نحو هذا ولا يتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بسلب الاستغاثة عنه مطلقا ولا مقيدا ولا يذكر إلا بالصلاة والسلام عليه والرواية عنه ونحو ذلك. هذا حاصل ماوقع في هذه المسألة سؤالا وجوابا ذكرته بمعناه وزيادات من عندي"ا. هـ[الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية للطوفي (3/ 89 - 93)]. | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:18 am | |
| [rtl] الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية للطوفي (3/ 89 - 93)]. 211 - الإمَامُ المرْدَاوي (ت 885 هـ) _يَرْحَمُهُ اللهُ_ قال في "الإنْصاف" (2/ 456) (يَجُوز التوسُّل بالرجل الصالح، على الصحيح من المَذْهَب.[/rtl] [rtl] وقيل يُسْتَحب قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ: يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِه) 212 - الإمام أحمد بن علي بن أحمد العلثي أبو بكر الزاهد والدعاء عند قبر الفضيل بن عياض للدفن هناك: قال عنه إبن مفلح: كان عفيفا لا يقبل لأحد شيئا، ولا يسأل أحدا حاجة لنفسه من أمر الدنيا، مقبلا على شأنه و نفسه، مشتغلا بعبادة ربه، كثير الصوم و الصلاة، مسرعا إلى قضاء حوائج المسلمين، مكرما عند الناس، و كان يتعاطى حوائجه بنفسه، و يزور القبور إذا حج، و يجئ إلى قبر الفضيل بت عياض و يخط بعصاه و يقول: يا رب ها هنا. و دفن يوم النحر إلى جنب قبر الفضيل بن عياض. [المرشد الأقصد ج 1 ص 144 دار الكتب العلمية] 213 - الإمام أحمد بن علي بن أحمد الموصلي الحنبلي وتبرك الناس به: قال عنه إبن مفلح: الفقيه الزاهد قال عنه الناصح إبن الحنبلي: كان يعرف أكثر مسائل (الهداية) لأبي الحطاب، و يأكل من كسب يده، و يلبس الثوب الخام، و إنتفع به جماعة، و صار له حرمة بالموصل، و كان كثير العبادة و يتبرك به، آمرا بالمعروف و نهاء عن المنكر [المرشد لأقصد ج 1 ص 145 دار الكتب العلمية] 214 - الإمام أحمد بن مهلهل بن عبيد الله بن أحمد البرداني الحنبلي وتبرك الناس به: قال إبن المفلح: قال إبن النجار: كان منقطعا في مسجد لا يخالط أحدا مشتغا بالله تعالى و كان الإمام المقتفى يزوره، و كذلك وزيره إبن هبيرة، و الناس كافة يتبركون به. [المرشد الأقصد ج 1 ص 197] 215 - الإمام عثمان بن موسى بت عبد الله الطائي الإربلي الحنبلي والدعاء عند قبره مستجاب: قال عنه إبن مفلح: الشخ الإمام الفقيه الزاهد الإمام حطيم الحنابلة بمكة المشرفة] المرشد الأقصد ج 2 ص 203] كان شيخا صالحا جليلا عالما فاضلا عابدا متألها منعكفا على العبادة و الخير والاشتغال بالله تعالى .......... توفي يوم الخميس ثاني عشر محرم سنة أربع و سبعين و ستمائة بمكة المشرفة رحمه الله. و يقال: إن الدعاء عن قبره مستجاب [المرشد الأقصد ج 2 ص 203 - 204] 216 - الحافظ ابن رجب الحنبلي والتبرك بذات الصالحين (الداعي للشرك عند الوهابية) قال الإمام الحافظ ابن رجب - يرحمه الله - كما في " ذم المال والجاه " (ص 72) بعد تقريره كراهة الدخول على الأمراء، والتجرؤ على الفتيا .. إلخ مما يُقَرِّب من الدنيا ما نصه: " ومِن هذا الباب - أيضا - كراهةُ أن يُشهِرَ الإنسانُ نفسهُ للناسِ بالعلمِ والزهدِ والدينِ أو بإظهارِ الأعمالِ والأقوالِ والكراماتِ لِيُزارَ، وتُلْتَمس بركتُهُ ودعاؤُه وتقبيلُ يدِهِ وهو محبٌ لذلك ويُقيمُ عليهِ ويفرحُ بهِ ويسعى في أسبابه " ا. هـ. المراد. 217 - الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله يجيز التبرك بالقبور (ولد 1114) ترجم الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله في كتابه النفيس "نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الإستغفار" (91 - 93_تحقيق الهبدان والدخيل) للصحابي الجليل أبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه وجاء في آخر الترجمة: ((توفي سنة ثمان وخمسين من الهجرة وله خمس وسبعون سنة وقيل مات: سنة إحدى وأربعين وقبره ظاهر ببيت المقدس بباب الرحمة تحت سور المسجد الأقصى, يزار ويتبرك به)) ا. هـ المقصود. 218 - البهوتى الحنبلي ت (1051 هـ): ذكر قصة العتبى وأقرها – كشف القناع (2/ 516) وفي كتاب كشاف القناع الجزء الثاني: وقال السامري وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل للاستقاء بالشيوخ والعلماء المتقين. وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح وقيل للمروذي: إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره، ثم قال: قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الكرخي الترياق المجرب. 219 - ابن كنان الحنبلي (ت:1153 هـ) في يوميات شامية في عدة مواضع منها قوله ص 120: (ونسأله القبول بجاه الرسول). 220 - قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (3/ 88) (ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين.) 221 ـــــــ قال الإمَامُ تقيُّ الدين الأدَمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "المُنوّر" (ص/190 & nbsp[IMG]file:///C:/Users/soufia.org/Documents/%D 9%84%D 9%81%D 8%AD%D 8%A 7%D 9%851.php_files/wink.gif[/IMG] (ويُبَاحُ التوسُّلُ بالصُلَحَاء). 222 - قال الإمامُ ابنُ مُفْلح _ يرحمه الله _ في "الفروع" (3/ 229) (ويَجُوزُ التوسُّلُ بصالحٍ، وقيْلَ يُسْتحبُّ.) 223 - قال الإمامُ الحجّاوي _ يرحمه الله _ في "الإقناع" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/ 546) (و لابأس بالتوسل بالصالحين) 224 - قال الإمامُ ابنُ النجّار _ يرحمه اللهُ _ في "منتهى الإرادات" مع شَرْحِهِ للإمَام الُبهوتي (2/ 58) (وأُبيْحَ التوسُّلُ بالصَالحيْن). 225 - قال الإمُامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "غاية المُنْتَهى" مع شرْحه للإمَام الرحيْبَاني (2/ 316): (وكذا أبيْحَ توسلٌ بصالحيْن) 226 - ابن عماد الحنبلي (1089 هـ): في ترجمة السيد أحمد البخاري "وقبره يزار ويتبرك به" شذرات الذهب (10/ 152) ---[/rtl] [rtl] متنوعات في التوسل. 227 - حافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني الشافعي والتوسل استشهدنا كثيراً بكلامه في الموضوع فليراجع وكتبه تطفح بالتوسل والتبرك وتصحيحى لحديث مالك الدار وغيرها في الموضوع ومن أقواله التي لم نوردها في الموضوع للحافظ الإمام ابن حجر أيضا أبيات في قصائده هي صريحة في التوسل منها: نبي الله يا خير البرايا بجاهك أتقي فصل القضاء وأرجو يا كريم العفو عما جنته يداي يا رب الحباء فقل يا أحمد بن على اذهب إلى دار النعيم بلا شقاء أنظر ديوان الحافظ ابن حجر (المطبوع بالهند المكتبة العربية / حيدر أباد الدكن سنة 381 اهوهي طبعة مصححة) قال الحافظ في الفتح 5/ 341 على الحديثين رقم (2731، 2732) " وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل، والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة " قال الحافظ في الفتح 6/ 600 على حديث رقم (3581) قال: " وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء قال الحافظ في الفتح (10/ 330) على حديث رقم 5879 " (وفيه استعمال آثار الصالحين ولباس ملابسهم على جهة التبرك والتيمن به) 228 - الحافظ ولي الدين العراقي شيخ الحافظ ابن حجر العشقلاني قال الحافظ ولي الدين العراقي في طرح التثريب (ص/160) في شرح حديث: أن موسى قال: رب أدنني من الأرض المقدسة ومية حجر وان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:" والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر" ما نصه:"وفيه استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها، وقد ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقبر موسى عليه السلام علامة هي موجودة في قبر مشهور عند الناس الآن بأنه قبره، والظاهر أن الموضع المذكور هو الذي أشار إليه النبيّ عليه الصلاة والسلام، وقد دل على ذلك حكايات ومنامات، وقال الحافظ الضياء: حدثني الشيخ سالم التل قال: ما رأيت استجابة الدعاء أسرع منها عند هذا القبر، وحدثني الشيخ عبد الله بن يونس المعروف بالأرمني أنه زار هذا القبر وأنه نام فرأى في منامه قبة عنده وفيها شخص أسمر فسلم عليه وقال له: أنت موسى كليم الله، أو قال: نبي الله، فقال: نعم، فقلت: قل لي شيئا، فأومأ إلي بأربع أصابع ووصف طولهن، فإنتبهت فلم أدر ما قال، فأخبرت الشيخ ذيالا بذلك فقال: يولد لك أربعة أولاد، فقلت: أنا تزوجت من امرأة فلم أقربها، فقال: تكون غير هذه، فتزوجت أخرى فولدت لي أربعة أولاد " انتهى 229 - القاضي الشوكاني والتوسل: قال (التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه والتوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ لا يكون فاضلا إلا بأعماله). وقال: (ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين) أقول: ومن التوسل بالأنبياء: وذكر قصة الأعمى، وأما التوسل بالصالحين حديث استسقاء سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهما)، كتاب تحفة الذاكرين ص (37). 230 - جاء في شذرات الذهب ترجمة معتمد على اللّه محمد بن المعتضد اللخمي الاندلسي ((المعتمد على اللّه ابو القاسم محمد بن المعتضد اللخمي الاندلسي المتوفى (488)، اجتمع عند قبره جماعة من الشعراء الذين كانوا يقصدونه بالمدائح ويجزل لهم المنائح، فرثوه بقصائد مطولات وانشدوها عند قبره وبكوا عليه، فمنهم ابو بحر رثاه بقصيدة منها: قبلت في هذا الثرى لك خاضعا وجعلت قبرك موضع الانشاد ولما فرغ من انشادها، قبل الثرى ومرغ جسمه وعفر خده، فابكى كل من حضر.)) شذرات الذهب: 5/ 388 حوادث سنة 488 ه. 231 - قال الشيخ ابراهيم الباجوري الشافعي، في حاشيته على شرح ابن قاسم الغزي على متن الشيخ ابي شجاع في الفقه الشافعي (1/ 276): (يكره تقبيل القبر واستلامه ومثله التابوت الذي يجعل فوقه، وكذلك تقبيل الاعتاب عند الدخول لزيارة الاولياء، الا ان قصد به التبرك بهم فلا يكره، واذا عجز عن ذلك لازدحام ونحوه كاختلاط الرجال بالنساء كما يقع في زيارة سيدي احمد البدوي وقف في مكان يتمكن فيه من الوقوف بلا مشقة، وقرا ما تيسر واشار بيده او نحوها، ثم قبل ذلك، فقد صرحوا بانه اذا عجز عن استلام الحجر الاسود يسن له ان يشير بيده او عصا ثم يقبلها.) 232 - قال الذهبي معجم شيوخه في ترجمة شيخه " أحمد بن عبد المنعم بن أحمد ابو العباس القزويني الطاوسي الصوفي "، مانصه: (أخبرنا أحمد بن عبدالمنعم غير مرة أنا أبو جعفر الصيدلاني كتابة أنا أبو علي الحداد حضورا أنا أبو نعيم الحافظ نا عبدالله بن جعفر ثنا محمد بن عاصم نا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: " أنه كان يكره مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم ". قلت (الذهبي): كره ذلك لأنه رآه إساءة أدب .. وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأسا، رواه عنه ولده عبد الله بن أحمد. فإن قيل: فهل فعل ذلك الصحابة؟؟. قيل: لأنهم عاينوه حيا، وتملوا به وقبلوا يده، وكادوا يقتتلون على وضوءه، واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر، وكان إذا تنخم لا تكاد تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه، ونحن لما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل، والاستلام والتقبيل، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني؟! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين، ومن أمواله ومن الجنة وحورها ... )[/rtl] [rtl] انتهى كلام الذهبي 234 - توسل المسلمين بقبر الإمام البخاري قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام البخاري جزء 12 ص 469 "وقال أبو علي الغساني أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السكتي السمرقندي قدم علينا بلنسية عام أربعة وستين وأربع مئة قال قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام فاستسقى الناس مرارا فلم يسقوا فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند فقال له إني رأيت رأيا أعرضه عليك قال وما هو قال أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وقبره بخرتنك ونستسقي عنده فعسى الله أن يسقينا قال فقال القاضي نعم ما رأيت فخرج القاضي والناس معه واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك وسمرقند نحو ثلاثة أميال. 235 - قال ابن حبان صاحب صحيح ابن حبان في كتابه الثقات في الجزء الثامن برقم (14411) مانصه: (على بن موسى الرضا وهو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسن من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم يجب أن يعتبر حديثه إذا روى عنه غير أولاده وشيعته وأبى الصلت خاصة فان الأخبار التي رويت عنه وتبين بواطيل إنما الذنب فيها لأبى الصلت ولأولاده وشيعته لأنه في نفسه كان أجل من أن يكذب ومات على بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين). 236 - وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 133) وهو الذي قيل فيه إن المؤلفين في كتب الحديث دراية عيال على كتبه، قالما نصه: (قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله تعالى لي ما أحب) 237 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء (18/ 434) في ترجمة ابن زيرك العلامة شيخ همذان برقم (220): (ابن زيرك العلامة شيخ همذان أبو الفضل محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن علي بن مزدين القومساني ثم الهمذاني عرف بابن زيرك ولد سنة تسع وتسعين وثلاث مئة وحدث عن أبيه وعمه أبي منصور محمد وعلي بن أحمد بن عبدان ويوسف بن كج الفقيه والحسن بن فنجويه وعدة وبالإجازة عن أبي الحسن بن رزقويه وأبي عبدالرحمن السلمي قال شيرويه أكثرت عنه وكان ثقة صدوقا له شأن وحشمة ويد في التفسير فقيها أديبا متعبدا مات في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وقبره يزار ويتبرك به) 238 - وقال ايضا الذهبي في سيرأعلام النبلاء (17/ 215 – 216) في ترجمة ابن فورك برقم (125): (ابن فورك الإمام العلامة الصالح شيخ المتكلمين أبو بكر محمد بنالحسن بن فورك الأصبهاني سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس وسمع من ابن خرزاذ الأهوازي حدث عنه أبو بكر البيهقي وأبو القاسم القشيري وأبو بكر بن خلف وآخرون وصنف التصانيف الكثيرة قال عبد الغافر في سياق التاريخ الأستاذ أبو بكر قبره بالحيرة يستسقى به وقال القاضي ابن خلكان فيه أبو بكر الأصولي الأديب النحوي الواعظ درس بالعراق مدة ثم توجه إلى الري فسعت به المبتدعة يعني الكرامية فراسله أهل نيسابور فورد عليهم وبنوا له مدرسة ودارا وظهرت بركته على المتفقهة وبلغت مصنفاته قريبا من مئة مصنف ودعي إلى مدينة غزنة وجرت له بها مناظرات وكان شديد الرد على ابن كرام ثم عاد إلى نيسابور فسم في الطريق فمات بقرب بست ونقل إلى نيسابور ومشهدة بالحيرة يزار ويستجاب الدعاء عنده ..[/rtl] [rtl] 239 - وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 133) ما نصه: (قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور قال سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت عبد الله بن موسى الطلحي يقول سمعت أحمد بن العباس يقول خرجت من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة فقال لي من أين خرجت قلت من بغداد هربت منها لما رأيت فيها من الفساد خفت أن يخسف بأهلها فقال ارجع ولا تخف فان فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا قلت من هم قال ثم الامام أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومنصور بن عمار فرجعت وزرت القبور ولم أخرج تلك السنة) 240 - وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 134 – 135) ما نصه: (ومقبرة باب الدير وهي التي فيها قبر معروف الكرخي أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب. أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال إنه من قرأ عنده مائة مرة قل هو الله أحد وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته. حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول: اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم الا فرج الله همه)) وهذا الاثر اي قبر معروف شاهدت جاهل يريد أن يضعفه بالسلمي واقرار الحافظ الخطيب هو اقرارنا وكذلك الائمة ولم يعترض احداً عليه وهذه حجتنا .. كما ان الاثر مروي بثلاثة طرق وله طرق اخرى وشواهد وكلها يشد بعضها بعضاً. ليتنبه القارئ لتدليس الوهابية 241 - وقد ذكر الإمام ابن الجوزي في صفوة الصفوة عند ذكر المصطفين من أهل العراق ومنهم معروف الكرخي، قال: (توفي (معروف الكرخي) سنة مائتين وقبره ظاهر ببغداد يتبرك به. وكان إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرّب) وانظر شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 360) لعبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي وغيرها .. 242 - وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 135 – 136) ما نصه: (ومقبرة عبد الله بن مالك دفن بها خلق كثير من الفقهاء والمحدثين والزهاد والصالحين وتعرف بالمالكية ومقبرة باب البردان فيها أيضا جماعة من أهل الفضل وعند المصلى المرسوم بصلاة العيد كان قبره يعرف بقبر النذور ويقال ان المدفون فيه رجل من ولد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يتبرك الناس بزيارته ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته. 243 - وقال الذهبي في سيراعلام النبلاء (18/ 101) في ترجمة الذهلي برقم (47): (الذهلي إمام جامع همذان وركن السنة أبو الحسن علي بن حميد بن علي الذهلي الهمذاني روى عن أبي بكر بن لال وابن تركان وأحمد بن محمد البصير وأبي عمر بن مهدي وطبقتهم روى عنه يوسف بن محمد الخطيب وغيره وكان ورعا تقيا محتشمايتبرك بقبره)) 244 - قال في طبقات الحنابلة في ترجمة معروف الكرخي (معروف بن الفيرزان أبو محفوظ العابد المعروف بالكرخي: منسوب إلى كرخ بغداد وكان أحد المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون وكان يوصف بأنه مجاب الدعوات)) 245 - وقال الامام ابن الجوزي في صفة الصفوة (ص 251) في ترجمة معروف الكرخي (وعن أبي بكر الزجاج قال قيل لمعروف الكرخي في علته أوص فقال إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا فاني أحب ان أخرج من الدنيا عريانا كما دخلت إليها عريانا. اسند معروف عن بكر بن خنيس وعبد الله بن موسى وابن السماك. وتوفي سنة مائتين وقبره ظاهر ببغداد يتبرك به وكان إبراهيم الحربي يقول قبر معروف الترياقي المجرب.) 246 - قال في تاريخ دمشق بتحقيق علي شيري (10/ 223 - 224) (أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ الخياط حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ ببغداد حدثنا محمد بن إسحاق السهلي قال وسمعت أحمد بن الفتح يقول رأيت أبا نصر بشر بن الحارث في منامي وهو قاعد في بستان وبين يديه مائدة وهو يأكل منها فقلت له يا أبا نصر ما فعل الله بك قال رحمني وغفر لي وأباحني الجنة بأسرها وقال لي كل من جميع ثمارهوا شرب من أنهارها وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا فقلت له زادك يا أبا نصر فأين أخوك أحمد بن حنبل فقال هو قائم على باب الجنة يشفع لأهل السنة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق فقلت له ما فعل الله بمعروف الكرخي فحول رأسه ثم قال لي هيهات هيهات حالت بيننا وبينه الحجب إن معروفا لم يعبد الله شوقا إلى جنته ولا خوفا من ناره وإنما عبده شوقا إليه فرفعه الله إلى الرقيع الأعلى ورفع الحجب بينه وبينه ذلك الترياق المقدسي المجرب فمن كانت له إلى الله حاجة فليأت قبره وليدع فإنه يستجاب له إن شاء الله)) 247 - وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (13/ 209) في ترجمة معروف الكرخي ما نصه: (وكان أحد المشتهرين بالصلاح والعبادة والعقل والفضل قديما وحديثا إلى أن توفى ببغداد في سنة مائتين وكان قد سمع طرفا من الحديث قلت ودفن في مقبرة باب الدير وقبره ظاهر معروف هناك يغشى ويزار) --- 248 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الامام احمد ابن حنبل (11/ 230): (حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه. قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسَلِم) 249 - وقال الامام ابن الجوزي في صفة الصفوة (ص 258) في ترجمة الامام احمد ابن حنبل ما نصه: (وتوفي ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين وقبره ظاهر يتبرك الناس به رحمه الله)[/rtl] [rtl] 250 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة السيدة نفيسة (10/ 106 - 107) في ترجمتها: (نفيسة السيدة المكرمة الصالحة أبنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما العلوية الحسنية صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة ولي ابوها المدينة للمنصور ثم عزله وسجنه مدة فلما ولي المهدي أطلقه وأكرمه ورد عليه امواله وحج معه فتوفي بالحاجر وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها الشريف إسحاق بن جعفر بن محمد الصادق فيما قيل ثم توفيت بمصر في شهر رمضان سنة ثمان ومئتين ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف ولا يجوز مما فيه من الشرك ويسجدون لها ويلتمسون منها المغفرة وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية وكان أخوها القاسم رجلا صالحا زاهدا خيرا سكن نيسابور وله بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي وقيل كانت من الصالحات العوابد والدعاء مستجاب عند قبرها بل وعند قبور الانبياء والصالحين وفي المساجد وعرفة ومزدلفة وفي السفر المباح وفي الصلاة وفي السحر ومن الابوين ومن الغائب لأخيه ومن المضطر وعند قبور المعذبين وفي كل وقت وحين لقوله تعالى ^ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ^ ولا ينهى الداعي عن الدعاء في وقت إلا وقت الحاجة وفي الجماع وشبه ذلك ويتأكد الدعاء في جوف الليل ودبر المكتوبات وبعد الأذان) وانظر شذرات الذهب في أخبار من ذهب (2/ 21) لعبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي 251 - وقال ابن بشكوال في الصلة في ترجمة نصر بن محمد بن عبد الملك: (أخبرنا القاضي الشهيد أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله قراءةعليه وأنا أسمع قال: قرأت على أبي على حسين بن محمد الغساني قال: أخبرني أبوالحسن طاهر بن مفوز والمعافري قال: أنا أبو الفتح وأبو الليث نصر بن الحسن التنكتي المقيم بسمرقند قدم عليهم بلنسية عام أربعة وستين وأربع مائة. قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام قال: فاستسقى الناس مراراً فلم يسقوا. قال: فأتى رجل من الصالحين معروف بالصلاح مشهور به إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأياً أعرضه عليك. قال: وما هو قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله وقبره بخرتنك وتستسقوا عنده فعسى الله أن يسقينا قال: فقال القاضي نعم ما رأيت. فخرج القاضي وخرج الناس معه واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه فأرسل الله السماء بماءٍ عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك وسمرقند ثلاثة أميال أو نحوها.) 252 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة بكار (12/ 603) (قال ابن خلكان وكان بكار تاليا للقرآن بكاء صالحا دينا وقبره مشهور قد عرف باستجابة الدعاء عنده) 253 - وقال ابن ابي الوفا في الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية في ترجمة بكار بن قتيبة بن أسد بن أبي بردعة (ص 113): (مات يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة سبعين ومائتين وهو أبن سبع وثمانين سنة بمصر ودفن بالقرافة وقبره مشهور يزار ويتبرك به ويقال إن الدعاء عند قبره مستجاب ومات في الليل ولم يدفن إلى بعد العصر من كثرة الزحام وصلى عليه محمد بن الحسن الفقيه أبن أخيه) 254 - ذكر ابن سعد في الطبقات في الجزء السادس في ترجمة مسروق بن الأجدع فقال: (قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال سمعت أبا شهاب يذكر قال حدثني ملاحة لي قال أحمد نبطية مشركة كانت تحمل له الملح قالت كنا إذا قحط المطر نأتي قبر مسروق وكان منزلها بالسلسلة فنستسقي فنسقى قالت فننضح قبره بخمر فأتانا في النوم فقال إن كنتم لا بد فاعلين فبنضوح.[/rtl] ومات بالسلسلة بواسط قال أخبرت عن سفيان بن عيينة قال بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد قال وقال غير سفيان بن عيينة مات مسروق سنة ثلاث وستين وكان ثقة وله أحاديث صالحة) 255 - قال ابن الجوزي في المنتظم في الجزء الخامس في حوادث سنة إحدى وستين ما نصه: (وأخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر الخلدي كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه شيء.) 256 - وقال كمال الدِّين بن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (5/ 1050) في ترجمة حماد بن محمد بن جساس مانصه: (أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي فيما اذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حيد قال: أخبرنا جدي أبو منصور قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري -إملاءً- قال: أخبرنا الحسن بن محمد الاسفرائيني قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا هشام بن محمد قال: لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين وبكى وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا ثم بكى وأنشأ يقول: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر 257 - قال الذهبي في تذكرة الحفاظ في الجزء الرابع في ترجمة الزيدى برقم (1105): (الزيدى الإمام القدوة الحافظ العابد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن سالم بن عبيد الله بن الحسن العلوي الحسيني من ولد زيد بن علي البغدادي الشافعي المحدث أحد الأئمة الزهاد قطع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب حتى مكن الله منزلته في القلوب وأحبه الخاص والعام حتى كان يقصده الكبار للزيارة والتبرك) 258 - ذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة السراج الامام المحدث القدوة (16/ 162): (سمعته يقول: رأيت النبي في المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحيى بن يحيى وتقدم وصف خلفه جماعة من الصحابة وصلى عليه ثم التفت فقال هذا القبر أمان لاهل هذه المدينه) 259 - وقال كمال الدِّين بن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (2/ 337) في ترجمة أحمد بن عبد الواحد المدروز العجمي مانصه: (وأخبرني تاج الدين أحمد بن هبة الله بن أمين الدولة قال: سمعت الشيخ أحمد بن عبد الواحد المدروز يقول: إن سبب اشتغالي بالدروزة أنني كنت قد حجبت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم، فبقيت بالمدينة ثلاثة أيام لا أطعم طعاماً، فجئت إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجلست عنده وقلت: يا رسول الله أكون ضيفك ولي ثلاثة أيام لم أطعم طعاماً، قال: فهومت وانتبهت وفي يدي درهم كبير، فخرجت واشتريت به شيئاً أكلته، وشيئاً للبسي، ثم اشتغلت بعد ذلك بالدروزة). 260 - وقال كمال الدِّين بن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (7/ 1475) في ترجمة ربيع بن محمود بن هبة الله مانصه: (حدثني الشيخ أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر بن علي الجزري المعروف بالملقن قال .......... الي أن قال فلما فرغ من الصلاة قال لنا: قوموا بنا إلى العمرة، وكنا معه أربعة نفر، وهو، فلما وصلنا إلى التنعيم وأحر منا بالعمرة وأقبلنا إلى مكة ووصلنا إلى متكأ النبي صلى الله عليه وسلم وجلسنا ساعة نتبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم 261 - وجاء في طبقات الحنابلة في ترجمة علي بن محمد بن بشار أبو الحسن الزاهد العارف: (وتوفي لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ودفن بالعقبة قريباً من النجمي وقبره الآن ظاهر يتبرك الناس بزيارته). | |
| | | سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: رد: إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين الإثنين 20 مارس 2017, 7:21 am | |
| [rtl]261 - وجاء في طبقات الحنابلة في ترجمة علي بن محمد بن بشار أبو الحسن الزاهد العارف: (وتوفي لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ودفن بالعقبة قريباً من النجمي وقبره الآن ظاهر يتبرك الناس بزيارته). 262 - وقال ابن الجوزي في المنتظم في الجزء الثالث عشر في احداث سنة ثلاث عشرة وثلثمائة: (حدثنا أبو بكر العامري قال: أنبأنا أبو سعد بن أبي صادق قال: أنبأنا ابن باكويه قال: سمعت محمد بن أحمد بن الحسن المقرئ يقول: سمعت أباالحسن علي بن محمد بن بشار يقول: منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذرمنها. توفي ليلة الخميس لسبع خلون من ربيع الأول من هذه السنة فحضره الأمراء والوزراء ودفن يوم الخميس بمشرعة الساج من الجانب الغربي ببغداد وقبره اليوم ظاهر يتبرك به.) 263 - وقال ابو نعيم في الحلية (5/ 1375) في ترجمة شقيق البلخي: (حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي سنة ثمان وحمسن، وحدثني عنه أولاً عثمان بن محمد العثماني سنة أربع وخمسين حدثنا عباس بن أحمد الشامي، حدثنا أبو عقيل الرصافي، حدثنا أحمد بن عبد الله الزاهد، قال: قال علي بن محمد بن شقيق: كان لجدي ثلاثمائة قرية يوم قتل بواد سكرد، ولم يكن له كفن يكفن فيه، قدمه كله بين يديه، وثيابه وسيفه إلى الساعة معلق يتبركون به). وانظر كذلك صفة الصفوة (ص 446) في ترجمته، والمنتظم في الجزء الثامن في احداث سنة ثلاث وخمسين ومائة. 264 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة ابن لال (17/ 76) (قال شيرويه كان ثقة أوحد زمانه مفتي البلد وله مصنفات في علوم الحديث غير أنه كان مشهورا بالفقه قال ورأيت له كتاب السنن ومعجم الصحابة ما رأيت أحسن منه والدعاء عند قبره مستجاب) وانظر شذرات الذهب (3/ 151).[/rtl] [rtl]265 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة ابن فورك (17/ 214) برقم (125): (ابن فورك الإمام العلامة الصالح شيخ المتكلمين أبو بكر محمد بنالحسن بن فورك الأصبهاني سمع مسند أبي داود الطيالسي من عبد الله بن جعفر بن فارس وسمع من ابن خرزاذ الأهوازي حدث عنه أبو بكر البيهقي وأبو القاسم القشيري وأبو بكر بن خلف وآخرون وصنف التصانيف الكثيرة قال عبد الغافر في سياق التاريخ الأستاذ أبو بكر: قبره بالحيرة يستسقى به) 266 - وقال الامام السبكي في ترجمة ابن فورك في طبقات الشافعية (4/ 129) (ودعي إلى مدينة عزنة وجرت له بها مناظرات ولما عاد منها سم في الطريق فتوفي سنة ست وأربعمائة حميدا شهيدا ونقل إلى نيسابور ودفن بالحيرة وقبره ظاهر قال عبد الغافر: يستسقى به ويستجاب الدعاء عنده) 267 - قال ابن خلكان في وفيان الأعيان (6/ 146) في ترجمة أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس: (وقال ابن بشكوال في تاريخه: كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة، وكان قد أخذ في نفسه وهيئته ومقعده هيئة مالك. وحكي عنه أنه قال: أخذت ركاب الليث بن سعد، فأراد غلامه أن يمنعني فقال: دعه، ثم قال لي الليث: خدمك أهل العلم، فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك. ثم قال: وتوفي يحيى بن يحيى في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقبره بمقبرة ابن عياش يستسقى به، وهذه المقبرة بظاهر قرطبة) 268 - وقال في الاحاطة للسان الدين ابن الخطيب في اخبار غرناطة في (3/ 293) في ترجمة علي بن أحمد بن خلف بن محمد بن الباذش الأنصاري: (توفي بغرناطة سنة ثمان وعشرينوخمسماية وصلى عليه إثر صلاة العصر ابنه الأستاذ أبو جعفر ودفن بمقبرة باب إلبيرة وازدحم الناس على نعشه وكانت جنازته حافلة وتفجع الناس على قبره. وقبره مشهور يتبرك به الناس.) 270 - قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الأردستاني (17/ 428)، مانصه: (قال شيرويه: كان ثقة يحسن هذا الشأن، سمعت عدة يقولون ما من رجل له حاجة من أمر الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعوه إلا استجاب الله له، قال (يعني شيرويه): وجربت أنا ذلك & nbsp) 271 - قال الإمام الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء في ترجمة إسماعيل بن محمد بن عبد الله التستري: (مجد الدين إمام صفة صلاح الدين بالصلاحية ثم خانقاه سرياقوس شيخ القراء العلامة الأوحد الأستاذ المقري النحوي الأصولي الشافعي برع في القراءات والأصول والعربية وكان شيخ القراءات بالمدرسة الفاضلية مشهوراً بحسن القراءة وجودة الأداء انتفع به جماعة، قرأ القراءات وأجادها على الشطنوفي والصايغ وجماعة وأخذ العربية عن جماعة وصحب القونوي وأخذ عنه العربية والأصول وغير ذلك، وكان والده من كبار الأولياء مدفون بتستر ينعت بالشيخ تاج الدين البناكتي يزار ويتبرك به، توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة & nbsp) . 272 - قال كمال الدين ابن العديم في بغية الطالب في تاريخ حلب (7/ 1524) في ترجمة روزبهان مانصه: (أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: روزبهان هو الشيخ الصالح روزبهان بن أبي بكر بن محمد بن أبي القاسم الفارسي الكازروني الصوفي، توفي في يوم الأربعاء الخامس من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وقبره ظاهر يزار ويتبرك به بجانب بئر الحاجب لولو) 273 - وقال عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب (3/ 289) عند ذكره لعلي بن حميد أبو الحسن الذهلي إمام مجامع همذان: (إمام مجامع همذان وركن السنة والحديث بها روى عن أبي بكر بن لال وطبقته، وقبره يزار ويتبرك به)) 274 - وقال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (3/ 228) في ترجمة حسان بن محمد بن أحمد الإمام الجليل أحد أئمة الدنيا أبو الوليد النيسابورى: (قال: وسمعت أبا الحسن عبد الله بن محمد الفقيه يقول: ما وقعت فى ورطة قط ولا وقع لى أمر مهم فقصدت قبر أبى الوليد وتوسلت به إلى الله تعالى إلا استجاب الله لى & nbsp 275 - الخضر بن نصر الاربلي الشافعي الخضر بن نصر الاربلي الفقيه الشافعي المتوفى (567، 569)،قال ابن كثير في تاريخه نقلا عن تاريخ ابن خلكان: قبره يزار وقد زرته غير مرة، ورايت الناس ينتابون قبره ويتبركون به البداية والنهاية: 12/ 353 حوادث سنة 569 ه 276 - نور الدين محمود بن زنكي نور الدين محمود بن زنكي المتوفى (569)، قال ابن كثير: قبره بدمشق يزار ويحلق بشباكه ويطيب ويتبرك به كل مار، فيقول: قبر نور الدين الشهيد. البداية والنهاية: 12/ 350 حوادث سنة 569 ه. 277 - حمد بن جعفر الخزرجي السبتي جاء في نيل الابتهاج احمد بن جعفر الخزرجي ابو العباس السبتي نزيل مراكش والمتوفى بها سنة (601)، قبره معروف مزار مزاحم عليه مجرب الاجابة، زرته مرارا لا تحصى، وجربت بركته غير مرة ثم قال صاحب نيل الابتهاج: قلت: والى الان مازال الحال على ما كان عليه في روضته من ازدحام الخلق عليها، وقضاء حوائجهم، وقد زرته ما يزيد على خمسمائة مرة، وبت هناك ما ينيف على ثلاثين ليلة، وشاهدت بركته في الامور. ثم ذكر قصة يهودي توسل به وقضيت حاجته. نيل الابتهاج (ص 62).[/rtl] [rtl]278 - الشيخ احمد بن علوان: قال اليافعي في مرآته: ومن كراماته ان ذرية الفقهاء الذين كانوا ينكرون عليه صاروا يلوذون عند النوائب بقبره، ويستجيرون من خوف السلطان به، والى ذلك وبعض مناقبه الحميدة اشرت في قصيدة. مرآة اليافعي (4/ 357) 279 - وجاء في النور السافر: ص 76. ابو بكر بن عبداللّه العيدروس باعلوي الشيخ ابو بكر بن عبداللّه العيدروس باعلوي توفى سنة (914) بعدن، وقبره بها اشهر من الشمس الضاحية، يقصد للزيارة والتبرك من الاماكن البعيدة. النور السافر: ص 76 وكذلك انظر شذرات الذهب: 10/ 93 حوادث سنة 914 ه 280 - جاء في " الروض الفائق " ج 2 ص 137. (عن أبي عبد الله محمد بن العلاء رحمه الله قال: دخلت المدينة وقد غلب علي الجوع فزرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسلمت عليه وعلى الشيخين رضي الله عنهما وقلت: يا رسول الله جئت وبي من الفاقة والجوع ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وأنا ضيفك في هذه الليلة ثم غلبني النوم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأعطاني رغيفا فأكلت نصفه، ثم انتبهت من المنام وفي يدي نصفه الآخر، فتحقق عندي قول النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ثم نوديت: يا أبا عبد الله! لا يزور قبري أحد إلا غفر له ونال شفاعتي غدا.) 282 - جاء في " الروض الفائق " ج 2 ص 138: من زار قبر محمد * نال الشفاعة في غد بالله كرر ذكره * وحديثه يا منشدي واجعل صلاتك دائما * جهرا عليه تهتدي 283 - جاء في مفتاح السعادة (ج 1 ص 394) لطاش كبرى زادة (ولد سنة 901 هـ) (وكان لأهل دمشق في الشيخ مسعود بن عبد الله المغربي المتوفى 985 كبير اعتقاد يتبركون به ويقبلون يديه، قال النجم الغزي: ولقد دعا لي ومسح على رأسي، وأنا أجد بركة دعائه الآن.]. 284 - الإمام البيضاوي رحمه الله تعالى والتبرك باتخاذ مسجد في جوار قبور الصالحين: قد نقل العلامة ابن حجر العسقلاني وغيره من شراح السنن قول البيضاوي حيث قال: «قال البيضاوي: لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء؛ تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها فاتخذوها أوثانًا، لعنهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك، ونهاهم عنه، أما من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه، ووصول أثر من آثار عبادته إليه، لا التعظيم له، والتوجه فلا حرج عليه، ألا ترى أن مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثم الحطيم؟ ثم إن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة لما فيها من النجاسة انتهى» فتح الباري، ج 1 ص 524، وشرح الزرقاني، ج 4 ص 290، وفيض القدير، ج 4 ص 466 285 - قال الإمام الرازي في تفسير (لنتّخذنّ عليه مسجدًا): ((نعبد الله فيه، ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد)) (تفسير الرازي، ج 11 ص 106.). 286 - الفخر التبريزي: كان إذا أشكلت عليه المسائل ذهب إلى قبر شيخه التاج التبريزي ويفكر فيها فتنجلي سريعاً فيض القدير للمناوي (5/ 487). 287 - ابن سيد الناس في كتابه النفح الشذي في شرح جامع الترمذي ذكر اثر الاستغاثة بقبر ابي ايوب الانصاري. (ص 131)) وهذه فوائد عظيمة نوردها لكم ختاماً بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم 288 - عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: ( ... فكان يصنع للنبي -صلى الله عليه وسلم - طعاماً فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابعه ... ). صحيح مسلم، (3/ 1623) رقم (2053) كتاب الأشربة، باب إباحة أكل الثوم. 289 - عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومجَ فيه، ثم قال: (اشربا منه، وأفرغِا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا) فأخذا القداح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنادتهما أم سلمة من وراء الستر أفضلا لأمكما مما في إنائكما، فأفضلا لها منه طائفة). البخاري، الفتح، (7/ 643) رقم (4328) كتاب المغازي، باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان. 290 - التبرك بسهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: التبرك بسهم النبي -صلى الله عليه وسلم- روى البخاري في صلح الحديبية عن المسور بن مخرمة قال: ( ... فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء، يتبرضه الناس حتى نزحوه، وشكي إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-العطش فانتزع سهماً من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه). "البخاري، الفتح" (5/ 388 - 3392) رقم (2732) كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب. 291 - عقد الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه كتاب فرض الخمس باباً بعنوان: باب ما ذكر من درع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعصاه، وسيفه، وقدحه، وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله، وأنيته مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاه. البخاري 4/ 46، كتاب فرض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 292 - التبرك بالشرب في قدح النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد عقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه - كتاب الأشربة - باب بعنوان (باب الشرب من قدح النبي - صلى الله عليه وسلم- وآنيته) ثم ذكر هذا القول تعليقاً: وقال أبو بردة: قال لي عبد الله بن سلام: "ألا أسقيك في قدح شرب النبي -صلى الله عليه وسلم - فيه؟). البخاري 6/ 251 - 252) كتاب الأشربة، باب الشرب في قدح النبي وآنيته). ونختم بهذه القصيدة قال الأبشيهي رحمه الله في المستطرف 1/ 491: ولما حججت وزرته (صلى الله عليه وسلم) تطفلت على جنابه المعظم وامتدحته بأبيات مطولة وأنشدتها بين يديه بالحجرة الشريفة تجاه الصندوق الشريف وأنا مكشوف الرأس وأبكى من جملتها: يا سيد السادات جئتك قاصدا ... أرجو رضاك وأحتمي بحماكا والله يا خير الخلائق إن لي ... قلبا مشوقا لا يروم سواكا وحق جاهك إنني بك مغرم ... والله يعلم إنني أهواكا أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ ... كلا ولا خلق الورى لولاكا أنت الذي من نورك البدر اكتسى ... والشمس مشرقة بنور بهاكا أنت الذي لما رفعت إلى السما ... بك قد سمت وتزينت لسراكا أنت الذي ناداك ربك مرحبا ...[/rtl]
[rtl]ولقد دعاك لقربه وحباكا أنت الذي فينا سألت شفاعة ... ناداك ربك لم تكن لسواكا أنت الذي لما توسل آدم ... من ذنبه بك فاز وهو أباك وبك الخليل دعا فعادت ناره ... بردا وقد خمدت بنور سناكا ودعاك أيوب لضر مسه ... فأزيل عنه الضر حين دعاكا وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا ... بصفات حسنك مادحا لعلاكا وكذاك موسى لم يزل متوسلا ... بك في القيامة مرتج لنداكا والأنبياء وكل خلق في الورى ... والرسل والاملاك تحت لواكا لك معجزات أعجزت كل الورى ... وفضائل جلت فليس تحاكى نطق الذراع بسمة لك معلنا ... والضب قد لباك حين أتاكا والذئب جاءك والغزالة قد أتت ... بك تستجير وتحتمي بحماكا وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت ... وشكا البعير إليك حين رآكا ودعوت أشجارا أتتك مطيعة ... وسعت إليك مجيبة لنداكا والماء فاض براحتيك وسبحت ... صم الحصى بالفضل في يمناكا وعليك ظللت الغمامة في الورى ... والجذع حن إلى كريم لقاكا وكذاك لا أثر لمشيك في الثرى ... والصخر قد غاصت به قدماكا وشفيت ذا العاهات من أمراضه ... وملأت كل الأرض من جدواكا ورددت عين قتادة بعد العمى ... وابن الحصين شفيته بشفاكا وكذا حبيب وابن عفرا عندما ... جرحا شفيتهما بلمس يداكا وعلي من رمد به داويته ... في خيبر فشفي بطيب لماكا وسألت ربك في ابن جابر بعدما ... قد مات أحياه وقد أرضاكا ومسست شاة لأم معبد بعدما ... نشفت فدرت من شفا رقياكا ودعوت عام المحل ربك معلنا ... فانهل قطر السحب عند دعاكا ودعوت كل الخلق فانقادوا إلى ... دعواك طوعا سامعين نداكا وخفضت دين الكفر يا علم الهدى ... ورفعت دينك فاستقام هناكا أعداك عادوا في القليب بجهلهم ... صرعى وقد حرموا الرضا بجفاكا في يوم بدر قد أتتك ملائك ... من عند ربك قاتلت أعداكا والفتح جاءك يوم فتحك مكة ... والنصر في الأحزاب قد وافاكا هود ويونس من بهاك تجملا ... وجمال يوسف من ضياء سناكا قد فقت يا طه جميع الأنبيا ... نورا فسبحان الذي سواكا والله يا ياسين مثلك لم يكن ... في العالمين وحق من نباكا عن وصفك الشعراء يا مدثر ... عجزوا وكلوا عن صفات علاكا إنجيل عيسى قد أتى بك مخبرا ... وأتى الكتاب لنا بمدح حلاكا ماذا يقول المادحون وما عسى ... أن يجمع الكُتّاب من معناكا والله لو إن البحار مدادهم ... والعشب أقلام جعلن لذاكا لم تقدر الثقلان تجمع ذره ... أبدا وما استطاعوا له إدراكا لي فيك قلب مغرم يا سيدي ... وحشاشة محشوة بهواكا فإذا سكت ففيك صمتي كله ... وإذا نطقت فمادح علياكا وإذا سمعت فعنك قولا طيبا ... وإذا نظرت فلا أرى إلاكا يا مالكي كن شافعي من فاقتي ... إني فقير في الورى لغناكا يا أكرم الثقلين يا كنز الورى ... جد لي بجودك وارضني برضاكا انا طامع في الجود منك ولم يكن ... لابن الخطيب من الأنام سواكا فعساك تشفع فيه عند حسابه ... فلقد غدا مستمسكا بعراكا ولأنت أكرم شافع ومشفع ... ومن التجا لحماك نال وفاكا فاجعل قراي شفاعة لي في غد ... فعسى أُرى في الحشر تحت لواكا صلى عليك الله يا خير الورى ... ما حن مشتاق إلي مثواكا وعلى صحابتك الكرام جميعهم ... والتابعين وكل من والاكا) انتهى - وختم بحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه أبو يعلى عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أخاف عليكم: رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان ردائه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قال: قلت: يا نبي الله! أيهما أولى بالشرك المَرمِي أم الرامي؟؟ قال: بل الرامي)) قال الحافظ: إسناده جيد. انتهى بحمد الله تعالي وهذا ما تيسر جمعه في عده ورقيات حتى لا نطيل وهي كافيه بإذن الله لمن ألقى السمع وهو شهيد فإن كان ذلك صواباً فالحمد لله، وإن كان غير ذلك فإنني بشر أصيب وأخطئ، وكل منا يؤخذ منه ويرد عليه إلا السيد المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كتبه وجمعه أفقر الورى إدارة موقع الصوفية نرجو من من أنتفع به أن ينفع به إخوانه[/rtl] | |
| | | | إفحام المتشككيين في التوسل بالنبي والصالحين | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|