سيداحمدالعطار خـا د م الـمـنـتـد ى
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 62
| موضوع: من وصايا مولانا العارف بالله سيدي الشيخ محمد أحمد رضوان رضي الله عنه الأحد 12 أغسطس 2012, 8:17 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين. قال مولانا العارف بالله سيدي الشيخ محمد أحمد رضوان رضي الله عنه:
بسم الله الرحمن الرحيم
" بسم الله" نورا إلي قلبي حتي يستقر علي توحيد الله ليوحده لأنه الواحد طلبا لمرضاته حتي يصل إلي رضاه." الرحمن" الذي وسع كل شئ رحمة وعلما وتفضلا ومنة." الرحيم" الذي يقبل توبة عبده ويفرح بتوبته ، ويباهي به ملائكته، وينشر له ديوانا في سمواته، حتي يطرب به أهل السموات العلي. أحمده سبحانه وتعالى حمد تائب نادم ، ونادم خاشع، وخاشع باك، وباك خاضع، وخاضع ولج فى طاعة الله ، حتى رضى الله سبحانه وتعالى به عبدا له ، فعبد الله خالصا لوجهه واستحق الجائزة فى الدنيا ، وهى أن يكون بين خلق الله نورا يهديهم ، وطريقا يرشدهم، وهداية تنتشلهم من موات أنفسهم، ومن تفريطهم فى حقوق الله ، ومن اعتداءاتهم على حد الله ، حتى يستقر العبد الذى ذاق حلاوة" لا إله إلا الله" على طريق الله الذى ارتضاها لعباده المؤمنين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة ينجلي بها حظ الشيطان من القلوب، حتي تكون قلوبا أوابة لله ، توابة لله ، ضارعة للقيا الله في الله ، راغبة مشتاقة لمرضاة الله حتي تصل بطاعة الله إلي برالأمان وشاطئ الرضوان، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، كمال اليقين لمن عرف الله، ونور الحق لمن وحد الله ، وصراط الله لمن راعوا أمر الله فأدوه ابتغاء مرضاته طالبين رضاه. فصلِّ اللهم عليه وعلي آله وأصحابه ومن والاه وعلي أزواجه وذريته وتابعيه ، ومن سار علي النهج ، وعلي مَن وَفَّي سنة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- ، وتفهم كتاب الله فوقف عند حده ولم يتعداه ، وبعد، قال الله عز وجل في كتابه الكريم( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)، فالاستقامة هي التي أوجبت لهم رضي الله سبحانه وتعالي، والاستقامة تكون في الأمرين اللذين قال عنهما رسول الله -صلي الله عليه وسلم- " تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنة نبيكم " . ولا استقامة بغير معرفة، ولا معرفة بغير أدب، ولا أدب بغير فهم ، ولا فهم بغير إدراك ، ولا إدراك بغير خشوع ، ولا خشوع بغير توبة ، ولا توبة بغير معرفة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له في ملكه ، ولا معقب له علي حكمه وفي حكمه. وإذا كان العبد هكذا ، فهم الكتاب ووعاه ، وفهم ما يرجوه منه خالقه ، وما وضحه له سيدنا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- لأنه المأمور من ربه أن يوضح لأمته ما أنزل الله عليه ( يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ). وقد وضح سيد الخلق ما جاء في كتاب الله مخافة أن تقع أمته في المخالفات فيغضب الله سبحانه وتعالي فقال- صلي الله عليه وسلم- " تفترق أمتي علي بضع وسبعون فرقة كلهم في النار إلا ما كنت عليه أنا وأصحابي". ولقد كان أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رضوان الله عليهم كالنجوم يهتدي بهم الحائر ويسترشد بهديهم في ظلمات الحياة لأنهم تمسكوا بالأمرين ، ألا وهما كتاب الله وسنة رسوله الكريم- صلي الله عليه وسلم- ، والفرق الهالكة المهلكة هي التي افترت علي الله كذبا ، وادَّعت علما وما هو بعلم ، ولكنه بهتان، وافترت فظلمت نفسها والظالم لنفسه لا يرحمه الله ( وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ). ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ) والسؤال هنا الذي يطرح نفسه هل يكونون أنبياء كالنبي- صلي الله عليه وسلم- تتنزل الملائكة عليهم وهل يكونون رسلا؟ والقاعدة العامة أن التابع لا يَفْضُلُ مَن تَبِعَهُ ، والرسول- صلي الله عليه وسلم- رسول من ربه ، وكل الذين آمنوا تابعون له ، والتابع كما سبق لا يفضل من تبعه حتي ولو أتي بمثله وشاكله في كل ما يفعل. وما الاستقامة إلا اتباع لسنة سيد الأنام -صلي الله عليه وسلم- الذي وضح لنا كلام الله عز وجل وأوامره. فقد سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه- صلي الله عليه وسلم- فقالت "كان خلقه القرآن". ومن كان خلقه القرآن كان قدوة وأسوة ، وكان علي خلق عظيم. ومن هنا وصفه الحق جل وعلا بقوله ( وإنك لعلي خلق عظيم ) وإننا حينما نريد أن نُكَوِّن صورة واضحة تامة عن أشرف الخلق-صلي الله عليه وسلم- فإن الطريق الوحيد لذلك هو الإحاطة بالقرآن إحاطة تامة. والإحاطة بالقرآن علي هذا النسق ليست من السهولة وليست ممكنة، فالقرآن في كل يوم يتفتح علي معان جديدة للشخص المتأمل المتدبر ، وهذه المعاني الجديدة إيضاح وتفسير للصورة النبوية الكريمة. والعكس أيضا صحيح ، فإن المتدبر المتأمل في الصورة النبوية الكريمة عن طريق السيرة النبوية الصحيحة ، والأحاديث النبوية الشريفة يفهم عن سيد الخلق وأشرف الرسل- صلوات الله وسلامه عليه- كل يوم جديدا،وهذا الفهم إنما هو تفسير وإيضاح لجوانب القرآن الكريم. فقد امتزج- صلي الله عليه وسلم- بالقرآن روحا وقلبا وجسما ، وامتزج القرآن به عقيدة وأخلاقا وتشريعا. فكان الحبيب الأعظم سيدنا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قرآنا يسير في الناس وكان القرآن روحا يتنقل ، وكان قلبا ينبض ، وكان لسانا ينطق بالهداية والإرشاد. ولقد كان- صلوات الله وسلامه عليه- حريصا كل الحرص علي أن يكون خلق الأمة الإسلامية القرآن. ويحدثنا القرآن الكريم عن موقف الرسول الكريم- صلوات الله وسلامه عليه- من الأمة فيقول سبحانه ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ). صلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله يا من قلت " مثلي ومثلكم : كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها ، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي". هذه هي صلة الرسول -صلي الله عليه وسلم- بربه ، وهذه هي صلته بأمته ، فقد كان بشرا رسولا ، فهو ببشريته مع الناس ، وهو بسره مع الله ، إنه مع الناس بإرادة الله وتوجيهه وأمره . إنه مع الناس بكلمة الله ورسالته . إنه مع الناس رسول من قِبَل الله . وبهذه المعاني كلها يمكننا أن نقول دائما أنه مع الله . ومنذ بعثته -صلي الله عليه وسلم- لم ينزل إلي الأرض قط وإنما كان دائما مع الله سبحانه وتعالي ، فهو- صلي الله عليه وسلم- يبيت عند ربه " لست كهيئتكم : أبيت عند ربي......" وقال تعالي( وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم . صراط الله الذي له ما في السموات والأرض ) فقد أيده ربه في كل اتجاه عام سار به ، ولم ينقض قضية كلية أقرها- صلوات الله وسلامه عليه-، ولم ينف مبدأ أثبته ( وما ينطق عن الهوي ) صلي الله عليه وسلم. وما تَأَتَّي له ذلك إلا أنه أصبح وكأنه قطعة من النور: صفاء نفس ، وطهارة قلب ، وتزكية روح. فمبلغ العلم فيه أنه بشر ........ وأنه خير خلق الله كلهمُ دع ما ادعته النصاري في نبيهمو ........ واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم منزه عن شريك في محاسنه ........... فجوهر الحسن فيه غير منقسم فيا أولادى وياإخوانى وياأحباب رسول الله :عليكم بالتخلق بالقرآن، والتأسى بحبيب الرحمن ، واتباع ماأمر به الملك الديان، والابتعاد عما نهى عنه الله ورسوله حتى تكونوا من السعداء فى الدنيا والآخرة. وياسيدى يارسول الله ليس لنا سواك، فكن ذخرنا وشفيعنا يوم لا ينفع مال ولابنون.اللهم ارزقنا حسن الاقتداء به والتأسى بما أمر.وارزقنا حبه وحب من أحبه.وكل عمل يقربنا إلى حبه يانعم المولى ويانعم النصير. فهذه نفحات أهديها إلى الشباب الرضوانى لتكون قبسا يستضيئون به ونبراسا يسيرون عليه، ومنهاجا يقربنا وإياهم لمرضاة الله عز وجل ، وتأسيا واقتداء بسيد المرسلين وأفضل خلق الله أجمعين. منقول | |
|