الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار

مرحبا بأحباب الله وحبيبه المصطفى

صلى الله عليه وآله وسلم

( سجلوا معنا وساهموا ) بأرائكم البناءة

نحو مجتمع صوفى خالى من الشوائب

وأزرعوا هنا ماتحبوا أن تحصدوه يوم العرض

على الكريم الرحمن الرحيم

أهلاً بكم ومرحباً
الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار

مرحبا بأحباب الله وحبيبه المصطفى

صلى الله عليه وآله وسلم

( سجلوا معنا وساهموا ) بأرائكم البناءة

نحو مجتمع صوفى خالى من الشوائب

وأزرعوا هنا ماتحبوا أن تحصدوه يوم العرض

على الكريم الرحمن الرحيم

أهلاً بكم ومرحباً
الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار

منتدى لمحبي الله ورسوله الذاكرين الله ومكتبة صوفية
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيداحمدالعطار
خـا د م الـمـنـتـد ى
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 61

الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 Empty
مُساهمةموضوع: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2   الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 19 يونيو 2012, 8:43 am


الجزء الثانى من كتاب الحكم للإمام أحمد الرفاعى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
101- كل دعواك كاذبة ، وكل رياستك وغرتك هزل ، القول الفصل :
{ قل كل من عند الله } ([97])

102- سر بين الحائطين : حائط الشرع ، وحائط العمل. ([98])

103- اسلك طريق الاتباع ، فإن طريق الاتباع خير وطريق الابتداع شر ، وبين الخير والشر بون بيّن .

104- مرغ خدك على الباب ([99]) ، وافرش جبينك على التراب ، ولا تعتمد على عملك ،
والجأ إلى رحمته تعالى وقدرته ، وتجرد منك ومن غيرك ، علك تلحق بأهل السلامة
:{الذين آمنوا وكانوا يتقون } ([100])

105- بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى الله عز وجل ([101])

106- الأولياء لهم الحرمة في الباب الإلهي ،
ولو لا أن جعل {الله } لهم هذه القسمة لما اختصهم دون غيرهم بولايته سبحانه وتعالى ،
هؤلاء حزب الله ، جيشه العرمرم الذي أيد الله به الشريعة ونصر به الحقيقة ،
وصان به شرف نبيه صلى الله عليه وسلم وألحقه به .

قال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبع من المؤمنين}([102])

107- المعرفة بالله على أقسام ، وأعظم أقسامها : تعظيم أوامر الله تعالى .

108- بين العبد وبين الرب حجاب الغفلة لا غير ،
قال تعالى : {فاذكروني أذكركم } ([103])

109- العبد العارف يفزع إلى الله ، ويتوقع سر الله ، وسر الله :
العون الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة صنع ولا عمل.

110- القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن ، فاسألوا الله أن يثبت القلوب على محبته ودينه ([104])
{ وكفى بالله وليا } ([105]).

111- المظاهر البارزة منها ما قيض للخير ، ومنها ما قيض للشر، والمتصرف فيها باريها
، فالمظهر المقيض للخير يشكر ، والمظهر المقيض للشر ينكر ، والله في الحالين يذكر.

112- لا يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشر ،
لأن الله لو أراد أن يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه .

113- دع عنك الاهتمام بتقويم المعوج قبل بروز الساعة ([106])
المقومة ، فإن سحاب الخير يمطر بإبانه، ولا يطلب قبل أوانه.

114- لا تسقط همتك بيد همك ([107]) فتنقلب عن المطالب العلية ،
فإن الهم كافور الهمة والإقدام عنبرها ، والمقضي كائن وغيره لا يكون .

115- قف عند أفعالك التي وهبت لك ، ولا تكلف نفسك تبديل ما اضطررت بفعله
، ولا تراك مجبوراً ولا مختاراً ، فإن الأمر بين الأمرين .

116- كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول والصولة ،
حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ([108]) ، ويفيء إلى أمر الله ،
فإذا فاء دنا فتدلى بصدقه إلى قاب قوسي المتابعة المحمدية ، وحينئذ تصح له رتبة العبودية
التي هي أكمل الرتب وأعلاها ، وأقربها من الله وأدناها ، وأعظمها وسيلة إليه وأقواها
، وليس للخلق سواها.

117- كل من اكتحل بإثمد التوفيق علَمِ علْمَ اليقين ، وحق اليقين
: أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر.

118- صفاء القلب والبصيرة ، ونفاذ نور البصر يكون من قلة الطعام والشراب
، لأن الجوع يزيل الكبير والتعاظم والتجبر ، وبه تعذيب النفس حتى تصير مشغولة بالحق
، وما رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط ، وأما الشبع ([109]) فإنه يورث قسوة القلب وظلمته
، وعدم نفاذ نور البصيرة ، وتكثر بسببه الغفلة ([110])

119- رعاية خواطر الجيران ([111]) أولى من رعاية خواطر الأقارب ،
لأن الأقارب خواطرهم مجبورة بالقرابة ، والجيران لا .

120- القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء والعارفين ،
وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين ([112])

121- معاملة عباد الله بالإحسان ، توصل العبد إلى الديان ،
والصلاة على رسول صلى الله عليه وسلم تسهل المرور على الصراط ، وتجعل الدعاء مستجابا
، والصدقة تزيل غضب الله والإحسان للوالدين يهون سكرات الموت.

122- صحبة الأشرار ، والحمقى والظلمة وأهل الحسد : ظلمة سوداء.

123- العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريق الحق ،
مع المواظبة والاستقامة عليه فلا يتركه دقيقة واحدة.

124- الصوفي يتباعد عن الأوهام والشكوك ، ويقول بوحدانية الله تعالى في ذاته
، وصفاته ، وأفعاله ، لأنه ليس كمثله شيء، يعلم ذلك علما يقينا، ليخرج من باب العلم الظني ،
وليخلع من عنقه ربقة التقليد ([113])

125- الصوفي لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله عليه وسلم
فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه .

126- الصوفي لا يصرف الأوقات في تدبير أمور نفسه ، لعلمه أن المدبر: الحق عز وجل
، ولا يلجأ في أموره ويعول على غير الله تعالى .

127- الصوفي يتجنب مخالطة الخلق مهما أمكن ، لأن ([114])
الصوفي كلما زاد اختلاطه بالخلق ظهرت عيوبه ، والتبس عليه الأمر
، وإذا خالط البعض فليختر لنفسه صحبة الصالحين ، فإن المرء على دين خليله ([115])

128- نفس الفقير مثل الكبريت الأحمر لا يصرف إلا بحق لحق.

129- من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ،
ولم يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان الرجال([116])

130- من علم ما يحصل له ([117]) هان عليه ما يبذل ([118])

131- من استقام بنفسه استقام به غيره ([119]) ، كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟ !

132- الفقير إذا كسر نفسه ، وذل وانداس ، واحترق بنار الشوق والصدق
، وثبت في ميدان الاستقامة بين يدي الله تعالى ، صار معدن الخيرات ، ومقصد المخلوقات
، وصار كالغيث : أين وقع نفع، ويكون حينئذ رحمة وسكينة على خلق الله تعالى.

133- ربما اتبع الكاذب ([120]) وهجر الصادق، وكثرت طقطقة النعال حول المغرورين
، وتباعد الناس عن المتروكين ، فلا تعجب من ذلك ،
فإن حال النفس : تحب القبة المزينة ، والقبر المنقوش، والرواق الوسيع ،
وتألف الشيخ الكبير العمامة ، الوسيع الكم ، الكثير الحشمة !.

فسير همة القلب لا همة النفس لكشف هذه الحجب، وقل لنفسك
: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرة وقد أثرت في جنبه الشريف ([121])
ورأيت أهل بيته – رضوان الله وسلامه عليهم – لا طعام لهم ولا حشم ،
ثم رأيت كسرى العجم على سريره المرصع بالجواهر واليواقيت ،
وأهل بيته مستغرقين بالترف والنعيم ، محاطين بالخدم والحشم ، أين تكونين ؟
ومع أي صنف تنصرفين ؟ فلا بد إن وفقها الله ، أن تحب معية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
، فقد بهذا الشأن همة القلب إلى أهل الحال المحمدي تحسب في حزب الله : ([122]) إن حزب الله هم

134- وإياك أن تنظر حال تقشفك شيئا ، فإن الجوع بلا معرفة وأدب محمدي ، وصف من أوصاف الكلاب !

135- فارفع قدرك بالأدب المحمدي إلى مراتب أهل الوصلة من صدور القوم ، واقطع عنك رؤية العمل ([123])
، واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس ، وكن عبداً محضاً تفز بقرب سيدك، وكفى بالله وليا.

136- تعلق الناس اليوم بأهل الحرف والكيمياء والوحدة ([124]) والشطح ، والدعوى العريضة،
إياك ومقاربة مثل هؤلاء الناس ، فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار ، وغضب الجبار
، ويدخلون في دين الله ما ليس منه!

ومن من جلدتنا ، إذا رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى الله تعالى ، حسبك الله ،
إذا رأيت أحدا منهم قل: { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين}. ([125])

137- جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد القوم، ويأمرك بذكر الله ، وملازمة الكتاب والسنة ،
خير من تلك الطائفة كلها ، فر منهم كفرارك من الأسد ، كفرارك من المجذوم.

138- قال حذيفة رضي الله عنه ([126]) : " كانوا ([127]) يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير
، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر
، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : نعم .
قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟
قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، فقلت : فهل بعد ذلك من شر؟
قال : دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . فقلت يا رسول الله صفهم لنا ؟
قال : هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكون لهم جماعة ولا إمام ؟
قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك " ([128]).

هذه وصية نبيك الأمين ، سيدنا وسيد العالمين ، عليه صلوات الله وسلامه ، فاحفظها واعمل بها .

139- وإياك والتعزز بالطريق ، فإن ذلك من سوء الأدب مع الله والخلق([129])
وإنما بنى هذا الطريق على التذلل ، فإن القوم ذلوا حتى أتاهم الله بعز على من عنده ،
وافتقروا حتى أتاهم بغنى من فضله.

140- واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر ، والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم ،
فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم([130]) ، وما كان ذلك إلا من عقاب الله للخلق،
لما جهلوا الحق وحرصوا على الخير! فابتلاهم الله بأناس من ذوي الجرأة السفهاء
، فأدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث ، تنزه مقام رسالته على الصلاة والسلام عنها ،
من المرغبة والمرهبة ، والغامضة والظاهرة([131])

وسلط الله – أيضا – أناسا من أهل البدعة والضلالة فكذبوا على القوم وأكابر الرجال ،
وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه ، فتبعهم البعض ، فألحقوا بالأخسرين أعمالا! ([132]).

141- فعليك بالله ، وتمسك للوصول إليه بذيل نبيه عليه الصلاة والسلام
، والشرع الشريف نصب عينيك وجادة الاجماع ظاهرة لك.

142- لا تفارق الجماعة أهل السنة ، تلك الفرقة الناجية ([133]) :
، واعتصم بالله ([134]) ، واترك ما دونه ، وقل في سرك – أي سيدي – قولي:

وليتك تخلو والحياة مريـرة وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

143- لا تعمل عمل أهل الغلو ، فتعتقد العصمة في المشايخ([135])
أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله ، فإن الله غيور ،
لا يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحداً.

144- نعم هم أدلاء على الله ، ووسائل إلى طريقه ، يؤخذ عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ رضي الله عنهم ورضوا عنه}([136])

نتوسل إلى الله برضا الله عنهم ، لا يخزي الله عباده الذين أحبهم ([137]) ، وهو أكرم الأكرمين .

145- أترك الفضول ([138]) وانقطع عن العمل بالرأي ،
وإذا أدركك زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه ، فاعتزل الناس ،
فقد قال عليه الصلاة والسلام :
" إذا رأيت شحاً مطاعاً ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك"([139])

146- تخلق بخلق نبيك ([140]) ، كن لين العريكة ، حسن الخلق ، عظيم الحلم ، وفير العفو
، صادق الحديث ([141])، سخي الكف ، رقيق القلب ، دائم البشر ،
كثير الاحتمال والإغضاء ، صحيح التواضع([142]) ، مراعيا للخلق ، راعيا حق الصحبة ، متواصل الأحزان
، دائم الفكرة ، كثير الذكر ، طويل السكوت ، صبوراً على المكاره، متكلا على الله ، منتصراً بالله
، محباً للفقراء والضعفاء ، غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله .

147- كل ما وجدت ، ولا تتكلف لما فقدت ([143]) ولا تأكل متكئا
والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الأغنياء ، ولا تحزن بجديد ثيابك قلوب الفقراء ، وتختم بالعقيق
، ونم على فراش حشي بالليف، أو على الحصير ، أو على الأرض ،
قائما بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، في الحركات والسكنات ، والأفعال ، والأقوال والأحوال.

148- حسن الحسن ، وقبح القبيح ، ولا تجلس ولا تقم إلا على ذكر ،
وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم ، وتقوى وحياء وأمانة ، وجليسك الفقير ، ومؤاكلك المسكين. ([144])

149- ولا تكن سخابا([145]) ولا فحاشا([146]) ولا تذم أحداً ولا تتكلم إلا فيما ترجو ثوابه
، وأعط كل جليس لك نصيبه ، ولا تدخر عن الناس برك.

150- واحذر الناس ، واحترس منهم ، ولا تطو عن أحد منهم بشرك ، ولا تشافه أحد بما يكره([147])

151- وصن لسانك وسماعك عن الكلام القبيح ، ولا تنهر الخادم ، ولا ترد من سألك حاجة إلا بها،
أو بما يسر من القول.

152- وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما ، ما لم يكن مأثما.

153- وأجب دعوة الداع([148]) وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك ،
ولا تقابل على السيئة بالسيئة ([149])، وقم الليل باكيا في الباب ، وطب بالله وحده ، وكفى بالله وليا.

154- قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه : من شهد في نفسه الضعف : نال الاستقامة .

وقال : أركان المروءة أربعة : حسن الخلق ، والتواضع ، والسخاء ، ومخالفة النفس.

وقال : التواضع يورث المحبة ، والقناعة تورث الراحة .

وقال : الكيس العاقل : الفطن المتغافل.

وقال : إنما العلم ما نفع.

155- فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم ، وشيد أركان المروءة تحسب من أهلها ،
وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا ، وتغافل تكن كيسا.

156- وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك ([150])


فإن الدنيا خيال ، وكلها زوال ، والله محول الأحوال.

يا أيها المعدود أنفاسه لا بد يوما أن يتم العدد

لا بد من يوم بلا ليله وليلة تأتي بلا يوم غد

157- إن الله طوى أولياءه في برد ستره تحت قبابه ، وحجبهم عن غيره ، لا يعرفهم إلا هو ،
وهذا إلزام بحسن الظن في الخلق ، فإياك وسوء الظن بأحد ، إلا إذا قامت لك عليه حجة شرعية
، فراع شرع الله من دون انتصار إلى نفسك، آخذا بالإخلاص ، متجرداً من غرض نفسك ومرض قلبك
، وقبح ما قبحه الشرع ، وحسن ما حسنه الشرع([151]) ، ولا يكن قولك وفعلك إلا لله .

158- وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل لا تأخذ الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات
، عليك بحسن الظن ، فإن لله مع الخلق مضمرات أسرار يغار عليها ، لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.

159- { ولكل وجهة هو موليها } ([152]) فلتكن وجهتك المحجة البيضاء،
شريعة سيد الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه: {وكفى بربك هادياً ونصيراً } ([153])

160- أبى العقل إلا إعقال ما بلغه بواسطة الفهم ، وأبى القلب إلا الترقي إلى ما فوق الفهم
، فاجعل همتك قلبية ، وحكمتك عقلية تفلح.

161- في الكف عرق متصل بالقلب ، إذا أخذ به شيء من الدنيا تسري آفتها إلى القلب !
وهذه آفة عظيمة مخفية ، لا يطلع عليه الخلائق.

162- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حب الدنيا رأي كل خطيئة " ([154])
ازهد في الدنيا ، وتباعد عن لذائذها .

163- وإياك ونوم الليل كالدابة ، فإن لله في الليل تجليات ونفحات ، يغتنمها أهل القيام
، ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام.

164- قل للمغرور بأمنه ، المتلذذ بنومه ، المشغول القلب عن ربه :

يا نؤوم الليل في لذته إن هذا النوم رهن بسهر

ليس ينساك وإن نسيته طالع الدهر وتصريف الغير

إن ذا الدهر سريع مكره: إن علا حط ، وإن أوفى غدر

أوثق الناس به في أمنه خائف يقرع أبواب الحــذر

165- المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين ، وحق اليقين ،
فمن حماه الله من البعد والغفلة ، وتقرب إلى الله بعلم اليقين وحق اليقين –
بمعنى : " أعبد الله كأنك تراه" فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ([155])
فقد دخل حضرة الشهود وهي هذه لا غير ، وإلا فالمشاهدة لغة لا تصح لمخلوق في هذه الدار
. وحسبك قصة موسى عليه السلام ([156])

166- حضرة المشاهدة لغة ومعنى ، حضرة اختص بها صاحب قوسين ، بالقلب والعين ،
والاختلاف فيها معلوم ، واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم.

167- فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه ، تحسب من أهل تلك الحضرة ،
بنص : " لا يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث. ([157])

168- هدى الله هو الهدى ، وكفى بالله وليا.

169- من تمشيخ عليك تتلمذ له ، ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجله
، وكن آخر شعرة في الذنب ، فإن الضربة أول ما تقع في الرأس !

170- إذا بغى عليك ظالم ، وانقطعت حيلتك عن دفاعه ،
فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة الالتجاء إلى الله تعالى ،
فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسقط مرادك في بابه ، واترك الأمر إليه تنصرف إليك مادة المدد ،
فتفعل لك ما لا يخطر ببالك ، وهذا سر التسليم وصدق الالتجاء إلى الله .

171- وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر ، كما وقع للأمام موسى الكاظم ،
سلام الله عليه ورضوانه حين اعتقله الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيداً ،
وحبسه ، فبقى في حبسه ، فلم يفرج عنه حتى مات رضي الله عنه ،
وأخرج ميتا مسموما ، وقيده فيه ([158]) ، وما انحرف عن قبلة الرضا حتى مات راضيا عن الله .

فتلك مرتبة الفوز العظيم التي درجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر :
{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ([159])

172- وقد اندرج أئمة أهل البيت – عليهم سلام الله ورضوانه – على الرضا الخالص،
مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند الله.

173- فقد صح أن عبد الملك بن مروان الأموي حمل الإمام علياً زين العابدين ([160])
سلام الله عليه ورضوانه – من المدينة مقيداً مغلولا في أثقل قيود وأغلظ أغلال !
فدخل عليه الزهري – رحمه الله – يودعه ، فبكى ، وقال :
وددت أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال : تطن أن ذلك يكربني ؟ لو شئت لما كان ، وإنه ليذكرني عذاب الله تعالى
، ثم أخرج يديه ورجليه من القيد ثم أعادها ، فعلم الزهري - رحمه الله –
أن الإمام حل منزلة الرضا ،ووصل مقام التسليم المحض ، ودخل حضرة الفوز العظيم ،
فطاب صدره ، وسلا حزنه .

174- فزن نفسك ، فإن قدرت على المرتبة العليا- وهي رتبة الرضا – فافعل ،
وإلا فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق الالتجاء إلى الله مع قطع النظر عن تدبيرك
، وحولك وقوتك ، وكلك وجزئك ، وهو تعالى يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك:
{ وكفى بالله نصيراً }([161])

175- إذا هرعت إلى الله ، والتجأت إليه ، فاجعل وسيلتك حبيبة صلى الله عليه وسلم تسليماً
، وأكثر من الصلاة والسلام عليه مهما أمكنك ، وقف في باب الله بالعمل بسنته
عليه الصلاة والسلام ، واسأل الله سبحانه معتمداً عليه تعالى ، مستعينا به متوكلاً عليه .

176- وإذا أغلقت عليك الأبواب ، فترقب من الفتاح فتح الباب ،
فما سد الخلق طريقا إلا فتحه الخالق ، انفراداً بربويته ، وتعززاً بألوهيته ،
فلا تقنط من رحمته ، ولا تيأس من روحه ، وعليك به { وكفى بالله وليا}([162])

177- التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى([163])

178- دع هم الحسود ، فهمه بك ([164]) فوق همك به،

خل جانب الأحمق ([165]) فكدرك به فوق كدره بنفسه!

179- لازم مجالس العقلاء ، وخذ الحكمة أين رأيتها ، فإن العاقل يأخذ الحكمة لا يبالي على أي حائط كتبت
وعن أي رجل نقلت ، ومن أي كافر سمعت ([166])

180- هذه الدنيا خلقت للعبرة ، والعبرة بكل ما فيها عقل ، فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ ،
واصرف نظرك عن محلها .

181- إياك والتقرب من أهل الدنيا ، فإن التقرب منهم يقسي القلب ، والتواضع لهم موجب لغضب الرب،
وتعظيمهم يزيد في الذنوب([167])

182- اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا ، وعظمهم ، وكن مشغولا بخدمتهم ،
وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك ([168]) وتذلل له ([169])

183- وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح ،
واجتهد أن تعمر لك مقاما في قلوبهم ، فإن قلوب الفقراء مواطن الرحمة ، ومواقع النظرالقدسي ،
وصف خاطرك من الرعونات البشرية.

184- ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق ، فداره حتى يعطيك حقك ، أو إلى أن تعطيه حقه
، وإن قدرت فسامح من لك عليه حق يعوض الله عليك .

185- وكن مع الخلق بالأدب ، فإنه أدب مع الخالق.

186- تب . بكليتك من رؤية نفسك ، ونسبك ، وأهلك ، فإن
" من أبطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه" ([170])

187- قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسلم ، عظم ذوي قرابته ،
فإن طوق منته في أعناقنا ، قال تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } ([171])

188- صحح الحب لجميع أصحابه رضوان الله وسلامه عليهم ، فإنهم مصابيح الهدى ، ونجوم الإقتداء ،
قال عليه الصلاة والسلام : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ([172])

189- خف الله ، خف الله " رأس الحكمة مخافة الله " ([173]) عليك بتقوى الله ([174])
فإنها جماع كل خير

هذه نصيحتي لك .

190- أي أخي ، أخذتني سكرة التعليم إلا أني جربت الزمان وأهله ، وعاركت النفس ،
وخدمت الشرع ، وانتفعت بصحبة أهل الصفا.

فاقبل نصيحتي ، فإنه إن شاء الله نشأت بإخلاص عن حب لك.

رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

191- أي عبد السميع ، اعمل بنصيحتي ولا ترني رجلا ([175])إ
ن قال لك قائل : إن في مملكة الرحمن مخلوقا هو أضعف من هذا اللاشيء أحيمد فلا تصدقه ،
بل أقول : يسر الله عليّ وعليك الطريق ، وجعلنا وإياك والمسلمين من المصطفين الأخيار
والمخلصين الأبرار ، أحباب الله ورسوله { وكفى بالله وليا } والحمد لله رب العالمين.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] - هذه من خير الوصايا ، وقد أمرنا الله في كتابه العزيز بتقوى الله ، وذكر هذا الأمر في تسع آيات من القرآن العظيم ، فقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله }.

[2] - قال الله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } آل عمران : 31 ).

وفي الحديث النبوي الشريف ..فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين =

= عضوا عليها بالنواجذ ... } ( رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال حديث حسن صحيح )

[3] - أي : الصوفي .

[4] - إن المؤمن إذا ظلم أو بغي عليه : صبر وفوض أمره إلى الله ، حتى يكون الرحمن هو الذي يدافع عنه ، { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } ( الحج : 38 ) فكن مؤمنا تأتك النصرة من رب العالمين .

[5] - إن العلم له رفعة لا تنال إلا بتقوى الله تعالى ، يقول الله عز وجل : {.. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) . { المجادلة : 11 }

وأمر الله حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( رب زدني علماً ) { طه : 114 } .

[6] - أخسر الخاسرين : العبد الذي انقطع عن ربه ، وعلق آماله على أشياء =

= مستعارة لا تدوم معه؟ كالمال ، والجاه ، والقوة ، والأهل ، والأولاد.

والعاقل : هو الذي ينسلخ عن الأشياء المستعارة ، ويعتصم بحبل الله تعالى ، قال عز وجل : {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } ( آل عمران : 101 )

([7] ) الثكلى : المرأة التي فقدت ولدها . والمعنى : أن الدخيل في القوم بلا صدق ولا علم ولا عمل ، لا يعد منهم ، ولا يكون مثلهم ، وأنى للمقصر أن يلحق الواصل وهو جالس ؟!.

([8] ) الثلمة : الخلل .

([9] ) القول بوحدة الوجود ضلالة ، تخرج صاحبها من حصن الإيمان ، وتهوي به في مكان سحيق ، يرتاد إليه الشياطين ! اللهم أرنا الحق حقاً ، وارزقنا أتباعه ، وحببنا فيه ، وأرنا الباطل باطلاً ، وارزقنا اجتنابه ، وكرهنا فيه .

([10] ) لذلك قيل :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي =



= وقيل : قل لي من تصاحب ؟ أقل لك من أنت ؟ ومن أراد التوسع في هذا الموضوع ، ليقرأ فصل : " الصحبة والمعاشرة " في كتابي : " حدائق المتقين " . يجد بغيته إن شاء الله تعالى .

([11] ) روى البخاري ، والنسائي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعمت المرضعة ، وبئست الفاطمة" ( جامع الأصول: 4/59 ).

([12] ) المعلوم لدى العقلاء : أن طريق التصوف هو : عين طريق وسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الأكرمين ، رضوان الله عليهم ، وما شذ عن هذه الطريق إلا زنديق ضال.

قال الأمام عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه :

" كذب والله وافترى من يقول : إن طريق الصوفية لم يأت بها كتاب وسنة " .

وقال الإمام سهل التستري رضي الله عنه : " أصول مذهبنا ثلاثة :

1- الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال.

2- والأكل من الحلال .

3- وإخلاص النية في جميع الأعمال .

وقال السيد أحمد الرفاعي في الحكمة : (56) : " إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع ".



([13] ) قال الله تعالى وهو يصف نفسه : { لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} الانعام : 103 }.



([14] ) هو من كلام سيدنا على رضي الله عنه ، وقيل : من كلام الإمام " سهل التستري " رحمه الله تعالى .. وتمامه : " .. وإذا ماتوا ندموا وإذا ندموا لم تنفعهم ندامتهم " ( كشف الخفاء : 2 / 312 ) ,

([15] ) إن الله تعالى منزه عن تأثير الأشياء ، من مشاكله ومجانسة ، في ذاته وصفاته ، قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } . ( الكهف : 110 ).



([16] ) بأن ترددت على أبواب الأغنياء والحكام ، ونهلت من الدنيا الفانية :

قال الشاعر :

ولو أن أهل العلم صانوه صـانهم

ولو عظموه في النفوس لعظمـا

([17] ) قاف : جبل محيط في الأرض .

([18] ) سنان الرمح .

([19] ) هي الريح التي سلطها الله على " عاد " فأهلكهم بها ، قال الله تعالى : { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } ( الحاقة : 6 – 7 ).

ومعنى : { بريح صرصر } : أي باردة تحرق ببردها كإحراق النار ، وقيل غير ذلك ، ومعنى : { حسوما } أي : متتابعة لا تفتر ولا تنقطع! نسأل الله العافية .

([20] ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي : " يا غلام ، ! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " { رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

([21] ) رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ، غير أنه لم يذكر " ولا تتكلوا " كشف الخفاء : 1/147).

([22] ) قال الشيخ الإمام رضي الله عنه في " البرهان المؤيد " : " التصوف : الإعراض عن غير الله ، وعدم شغل الفكر بذات الله ، والتوكل على الله ، وإلقاء زمام الحال في باب التفويض ، وانتظار فتح باب الكرم، والاعتماد على فضل الله ، والخوف من الله في كل الأوقات ، وحسن الظن به في جميع الحالات " .,

([23] ) كل شئ غير الله يعد من الأغيار ، فمن أراد أن يصل إلى الله تعالى فليقطع الموانع التي تحول بينه وبين الله عز وجل.أي : لا يعتمد على شيء سوى الله تعالى .

([24] ) يعني : من أضاع وقته كان كمن أتلف جزءاً من عمره في غير فائدة =

= كمن ضرب بالسيف فأصاب نفسه ولم يضرب عدوه !

([25] ) وفي ذلك يقول الله تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ( الزمر : 10)

([26] ) هذه الحكمة تعلمنا : من هم أهل الكتمان والستر؟ وتكشف زيف المدعين للولاية .

وعوام الناس من بعدهم عن السادة العلماء ، العاملين الأتقياء، يصدقون أهل الادعاء!

فالشيخ رضي الله عنه يبين لنا : أن العارف يكتم حاله ، ويصدق في مقاله ، ويخلص نفسه من آمالها ، لأن الأمال لا تنتهي ، وأجل كل منا محيط به .

([27] ) الذي يريد أن يرتفع عن رتبة الجل : أمامه طريق واضحة : أن يأمر بالمعروف ويأتمر ، وينهي عن الشر وينزجر ، عند ذلك يكون قد حاز شرف العلم والعمل ، فكان وجيها في الدنيا والآخرة.

([28] ) العزة : القوة والغلبة ، ولعلها هنا : الكبر.

([29] ) الشيخ في اللغة : من أدرك الشيخوخة ، وهي غالبا عند الخمسين، وهو فوق الكهل ، ودون الهرم . والشيخ هنا هو العالم العامل ، المرشد الكامل ، وهو الذي عناه الإمام رحمه الله تعالى .

([30] ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة .. "

( رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ) ومن أراد أن يقف على حقيقة البدعة وتقسيماتها ، فليرجع إلى كتابي " حدائق المتقين " صفحة / 339/ يجد أقوال العلماء فيها .

([31] ) الخرقة : الطريقة

([32] ) أي : أساء إلى سمعة أهل الطريق بقوله : الباطن غير الظاهر! والرد على هذا المفتري : قول الشيخ رضي الله عنه في تكملة الحكمة : " العارف يقول : الباطن باطن الظاهر وجوهره الخالص" .

([33] )قال الله تعالى : { ما فرطنا في الكتاب من شيء} الأنعام : 38) فقد جمع القرآن العظيم خيري الدنيا والآخرة ، ومن أراد أن يتوسع في هذا الموضوع ، فليرجع إلى فصل آداب القرآن الحكيم في كتابي " حدائق المتقين" يجد فيه سلوته إن شاء الله تعالى.

([34] ) قالوا في الرضا أكثر من قول ، وأثبت هنا واحداً منها : الرضا : سكون القلب تحت مجاري الأحكام وتنزلات الأقدار.

([35] ) قال الله تعالى: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ( الأنعام : 82 )

([36] ) لأن العارف لا يفتخر بشيء زائل ، وهو موقن بأن كل الذي فوق التراب : تراب !

([37] ) في الحديث القدسي عن الله عز وجل أنه قال : { الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقته في النار} رواه مسلم . وغيره )

من خلال معاشرتنا الناس – في حضرنا وفي سفرنا – رأينا نماذج من البشر! رأينا المتواضعين وقد أحبهم الناس، وخدموهم ، وقدموهم على أنفسهم .

ورأينا المتكبرين ، وترفعهم على بني جنسهم ! ورأينا كراهية الناس لهم . ولو سأل إنسان : لم يتكبر بعض الناس على بعض؟

لأجبته : إن الذي لا جاه له ، يظن أنه إذا استعلى على بني جنسه يرتفع قدره ، ويعلو شأنه! .

عند ذلك يصبح صغيراً في أعين الناس، ويخسر الدنيا والآخرة ، والعياذ بالله .

وما أحسن ما قيل :

تواضع تكن كالنجم لاح لناظـر

على طبقات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجو وهو وضيع

وأكرم أخلاق الفتى وأجلها

تواضعه للناس وهو رفيع

وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه رفيعا ، وعند العالمين وضيع

رفيعا ، وعند العالمين وضيع!

([38] ) إن طبائع البشر تحب الرفق واللين ، وتكره الجفاء والغلظة .

فصاحب الرفق واللين : خير محبوب، وصاحب الجفاء والغلظة : شرير أرعن ! يؤذي الناس بغلظته وجفائه ! والله تعالى أثنى على رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : { ولو كنت فظا غليظاً القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} ( آل عمران : 159 ).

([39] ) ولقد عرف سيدنا على رضي الله عنه التقوى بقوله : " هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل " .

ومن أراد التوسع فليقرأ فصلي : من " أنوار التقوى " و " أقوال أئمتنا في التقوى " في كتابي " حدائق المتقين " والله يرزقنا الحسنى وزيادة .. آمين .

([40] ) إن كلمة " أنا " لا تأت دائما بمعنى : الاستعلاء والكبر ، والعجب ، بل تأتي كذلك للتعريف عن الذات ، قال الله تعالى: { إنني أنا الله } ( طه : 14 ) وفي القرآن الكريم ، شواهد مثلها .

وقال نبي الله يوسف عليه السلام : { أنا يوسف وهذا أخي } ( يوسف : 90 ).

وقال نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه : " أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب " ( رواه الشيخان )

" أنا وكافل اليتيم في الجنة " ( رواه البخاري ، وأحمد )

" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " ( رواه مسلم وأبو داود )

" أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر" ( رواه أحمد، والترمذي ، وابن ماجه)

" أنا أعلمكم بالله " رواه البخاري )

وعلى هذا ، فإذا قال الإنسان : " أنا " ليعرف عن نفسه ، فهذا جائز بدليل ما تقدم من الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة.

= وأما إذا قال : " أنا " للتجبر ، والتكبر ، والغرور : فهذا حرام ، ويخشى على هذا الأناني أن يحشر مع الملعون إبليس ، فهو أول مخلوق يعصي ربه ، وأول مخلوق يعترض على خالقه ويقول: { أنا خير منه } ( ص : 76 )

اللهم اعصمنا بحبلك المتين ، واصرف عنا شرور الأبالسة والشياطين .آمين .

(1) إن العارفين بالله تعالى تأنف نفوسهم عن الدنيا وملذاتها ، كي لا تقطعهم عن الله عز وجل ، ولا يطمعون في الجنة، ولا يخافون من النار ،بل يعبدون الله مخلصين في حبهم له سبحانه ، ويتضرعون إليه : أن يريهم وجهه الكريم في الآخرة ، متلذذين بقول الحق جلا وعلا: { وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة } القيامة : 22 – 23 ) جعلنا الله منهم ، ومتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم ... أمين .

([42] ) الرواق : سقف في مقدم البيت .

([43] ) عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد / المسجد الحرام ، ومسجدي ، والمسجد الأقصى " ( رواه الإمام أحمد ، والشيخان )

([44] ) الكدية : حرفة السائل الملح . ولو أجلنا النظر في زيارات الأولياء ، لراينا العجائب من محترفي التسول باسم الخدمة للولي ، فيخرجون الزائر إذا هو لم يدفع لهم شيئا من حطام الدنيا الفانية ، فإن كان الزائر فقيراً ، لم يستطع الزيارة مرة أخرى ، فيكون المتسبب هذا الذي اتخذ المكان للتسول ليس إلا ! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

([45] ) غافر : 16 .

([46] ) انظر الحاشية ( 3 ) من صفحة / 15/ في هذا الكتاب .

([47] ) النساء : 48 و 116 .

([48] ) الصوفية .

([49] ) لأن الحق يعلو ، ولا يعلى عليه .

([50] ) إن من شروط الوصول إلى الحقائق : التخلي عن الخلائق ، الذين لا يبالون بالدين ، ولا يسرون بلقاء أهله، فمن كانت هذه حاله ، يجب =

= الابتعاد عنه ، والرجوع إلى باب الله ، الذي لا يفلح ولا ينجح إلا المتمسكون بحبله المتين . جعلنا الله منهم .. آمين.

([51] ) لأنه ماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وماذا بعد النور إلا الظلمة ؟ وماذا بعد الإيمان إلا الكفر؟

([52] ) يروي لنا الصحابي الجليل " سهل بن الساعدي" رضي الله عنه حديثا يقول فيه : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ؟ فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس؟ ( رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة )

([53] ) قال الله تعالى : { ألا لله الدين الخالص } الزمر : 3 )

وقال عز من قائل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} ( البينة : 5 )

(4) معجبا بها ، متكلا على عمله ، منحرفا عن نهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

([54] ) لأن الطريقة جوهرة إيمانية، ليست بمال ولا عرض من أعراض الدنيا الفانية .

([55] ) الذي حده لنا المشرع الحكيم صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني { يوسف : 108)

([56] ) من صدق المحبة : الاشتغال بالمحبوب ، والصبر على المكاره من غير تأوه ولا شكوى قال الله تعالى : { يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} المائدة : 54)

وقال عز وجل : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } المنافقون : 8 )

([57] ) من فهم أسرار القرآن المجيد ، فقد حاز على شرف الدنيا ، وكرامة الآخرة، اللهم فهمنا آيات القرآن ، واجعلنا من أهله يا الله يا رحمن !

([58] ) سترة ووقاية

([59] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب الي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب الي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" ( رواه البخاري، ومسلم ، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه . كما في الترغيب :2/393).

وقال أبو على الدقاق رحمه الله تعالى : ذكر الله سيف المريد، يقاتل به الأعداء ، ويدفع به الآفات ، والبلاء ، وإن العبد إذا فزع بقلبه إلى الله عز وجل : يدفع عنه في الحال ما يكرهه.

([60] ) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول " .. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب" ( متفق عليه ).

([61] ) يولد الانتباه الدائم : الخشية من الله تعالى ، فيكون من الذين { رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} ( البينة :Cool جعلنا الله منهم ، وحشرنا معهم في مستهل رحمته.





([62] ) كفر المعروف : تغطيته وستره وكتمانه.

([63] ) الدس من التدسيس : وهو إخفاء الشيء في الشيء : قال تعالى { قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها} (الشمس:9-10)

([64] ) الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وهو محرم في الدنيا ، ومستحيل في الآخرة يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " ( رواه مسلم).

([65]) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما) رواه البخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الشعب، وابن حبان ، وابن المبارك، كما في فيض القدير:5/314) قال الشاعر

يا صاحب البغي إن البغي مصرعة

فاعدل ، فخير فعال الخير أعدله

فلو بغى جبل يوما على جبل

لاندك منه أعاليه وأسفلـــه

([66] ) عن ابن عمرو رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) رواه الحاكم في تاريخ ، ورمز السيوطي لحسنه)

([67] ) الشك : ضد اليقين : قال أحد الحكماء : " يقيني بالله يقيني " يعني : من اعتقد بأن الله هو الفعال المطلق، كان من الناجين ، بإذن الله رب العالمين .

([68] ) أي : لا يريده الناس أن يتقدمهم ، لان الكرم والسخاء : يستران كثيرا من العيوب.

([69] ) لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

([70] ) قال سيدنا على رضي الله عنه : " الدنيا جيفة ، فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب."

ويرحم الله إمامنا الشافعي حيث قال :

ومن يذق الدنيا فإني طعمتها

وسيق إلينا عذبها وعذابها

فما هي إلا جيفة مستحيلـة

عليها كلاب همهن اجتذابها

فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها

وإن تجتذبها نازعتك كلابها

([71] ) يغان : يغطي ويغشى.

([72] ) قال الله تعالى : { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} ( الأعراف: 201)

([73] ) قطع الشيخ رضي الله عنه الأمل من علاج الأحمق ، لأن داء الحمق لا يخرج إلا مع الروح ! نسأله تعالى العافية .

([74] ) قال سيدنا على رضي الله عنه : " للحق نور يبرز ضعيفاً مضمحلا، ثم ينمو ويعظم ، وللباطل صولة تبرز عظيمة قوية ، ثم تضمحل وتضعف حتى لا يبقى لها أثر".

قال الله تعالى : { ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون }. ( يونس : 82 )

([75] ) إن المغرور برأيه ، المعجب بنفسه ، لا يعرف قدر صاحبه ، لذلك حذرنا الشيخ من صحبة المغرور.

([76] ) من طبيعة الغادر: إنه لا يقف عند عهد ، ولا يتقيد بحد! فعلى الإنسان أن يجتنب من صفته الغدر ، ليسلم من الأذى .

([77] ) كان مؤمنا ، فلما غدر ونقض العهد، نقص إيمانه واضمحل ، فإن =

= تاب ووفى عاد إلى حصن الإيمان ، وإلا ... خرج منه فصار كافراً ! حمانا الله من كل ما يشوب إيماننا ، وثبتنا بالقول الثابت ، إنه سميع مجيب.

([78] ) البقرة : 27 ، وآل عمران : 192 ، والمائدة : 72 .

([79] ) النساء : 45 .





([80] ) للتوسع في هذا الموضوع ، راجع فصل " الصحبة والمعاشرة " في كتابي " حدائق المتقين " تر فيه ما يسرك إن شاء الله تعالى.

([81] ) هو : الحسين بن منصور الحلاج: أبو مغيث ، من أهل بيضاء فارس. نشأ بالعراق ، وصحب الجنيد ، وأبا الحسين النوري، وعمرا المكي ، والفوطي ، وغيرهم .

والمشايخ في أمره مختلفون ، رده أكثرهم ، وكان يظهر مذهب الشيعة لخلفاء بني العباس ، ومذهب التصوف للعامة .

وقيل : كان يدعى حلول الإله فيه ! فكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي ، فأمر بالقبض عليه ، فسجن وعذب وضرب وهو صابر لا يتأوه ولا يستغيث! وبعد ذلك قطعت أطرافه الأربعة ، ثم حز رأسه وأحرقت جثته ولما صارت رمادا ألقيت في دجلة ، ونصب الرأس على جسر بغدد ، كان هذا سنة ( 309) هجرية.

فنحن نكل أمره إلى الله تعالى ، فلا نفرغ أنفسها لشتمه ، ولا نثني عليه . ونسأل الله تعالى : الحماية والحفظ ، والعصمة والتوفيق، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.

([82] ) إلا إذا وصل الروح الحلقوم ، عند ذلك لا تقبل توبته ، وكذلك إذا طلعت الشمس من مغربها .

اللهم ارزقنا تجديد التوبة آناء الليل وأطراف النهار ، وثبتنا بالقول الثابت . آمين .

([83] ) سورة إبراهيم عليه السلام . 27

([84] ) البقرة : 105 ، وآل عمران : 74 .

([85] ) المتوفي سنة : ( 429) هجرية ، رحمه الله تعالى .

([86] ) فصلت : 31

([87] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحثوا التراب في وجوه المداحين"( رواه الترمذي ، وغيره )

([88] ) التمسك بالسنة المحمدية : يقرب العبد من الله تعالى ، ويكون هذا العبد قد برهن على امتثال أوامر الله سبحانه ، حيث يقول عز وجل : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ( الحشر : 7 )

([89] ) قال الله تعالى : { إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} ( الأعراف : 196 )

([90] ) صار جليلاً عند الله وعند الناس.

([91] ) صار دليلاً عند الله وعند الناس .

([92] ) يعني : من يعتمد على غير الله في الرزق يقل ماله ، وينكشف حاله ، فيكون من الخاسرين.

([93] ) قال الله تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } ( يوسف : 108)

([94] ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسعى ، إذ وجدت صبيا في السبي ، فأخذته فالصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم" : أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا وهي تقدر أن لا تطرحه. فقال : الله أرحم بعباده من هذه بولدها".( رواه البخاري، ومسلم)

([95] ) إذا أكرم الكريم عبده بنعمة خاصة ، ما استردها ، لأن فيوضات المواهب الإلهية فوق مدارك العقول ، وهل هناك أفضل من نعمة الإيمان ؟ فللذين يحافظون على إيمانهم بشارة عظيمة ، بأن الله لا يسلب =

= ما وهب ، فله الحمد سبحانه وتعالى . اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على دينك.

([96] ) القصص : 88 .

([97] ) النساء : 78 .

([98] ) إن الإتباع للشرع الشريف: كله خير، وإن الابتداع كله شر، وبين الخير والشر بون بين . فكونوا من أهل الخير ، ليرضى الله عليكم ، عندما تكونوا أحوج ما تكونون إلى رضاه ومغفرته ورحمته.

([99] ) بقدر ما يظهر العبد التواضع- مصطحباً بخشوع في قلبه – يكون قد ارتفع عند الله قدره ، وعلا كعبه ، والذي ينظر في تواضع سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم – يرى العجب من ذلك إنهم وضعوا الدنيا تحت أرجلهم ، فرفعهم الله عز وجل، ونحن قد وضعناها فوق رؤوسنا ، فوقعنا في الذلة والحيرة والاضطراب ، ولا يصلح حالنا إلا إذا تواضعنا للحق وقبلنا به ، وتخلينا عن غرورنا وأنانيتنا ، عند ذلك ينتشر العدل والوئام ، والسلام ، جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، إنه على كل شيء قدير .

([100] ) يونس: 63 ، والنمل : 53 ، وفصلت: 18 .

([101] ) إن قضية البركة قضية إيمانية ، فعندما /1+1=2/ وربما يبارك الله بالواحد فيجعل منه الملايين ، وهذا تاريخنا خير شاهد ، فهناك الفئة القليلة المؤمنة تغلب الفئة الكثيرة الكافرة ، والله يبارك لمن يشاء في القوة ، أو العمر ، أو الرزق ، اللهم بارك لنا في ديننا وإيماننا ، ووفقنا لمرضاتك .. يا رب العالمين .

([102] ) الأنفال : 64.

([103] ) البقرة : 152 .

([104] ) قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . فقلت يا رسول الله ! قد آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" .( رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ، جامع الأصول: 7/53)

([105] ) النساء : 45 .

([106] ) وفي نسخة: السائحة . ومعنى سنح : عرض .

([107] ) يعيش الناس في عصرنا هذا عيشة الهموم والغموم ، فمن أسقط همة العمل للآخرة ، وتدخله الجنان ، بإرادة الديان ، سبحانه وتعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً} ( الإسراء : 19 )

([108] ) لا يصل العبد إلى المقامات العاليات وفيه شيء من حروف " أنا " وعندما يرغب مريد الآخرة بالوصول إلى شاطيء الأمان ، فعليه : بالتواضع والذل ، والمسكنة لله عز وجل ، ثم لخلقه المؤمنين ، وليتدبر قول الحق جلا جلاله ، لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم : { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ( الشعراء : 215 )

([109] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم يأكل في معي واحد ، والكافر يأكل في سبعة أماء " ( رواه مالك ، والبخاري ، ومسلم وابن ماجه وغيرهم ( الترغيب ) : 3 /134 .

([110] ) قالت الحكماء : من أكل كثيراًُ شرب كثيراً ، ومن شرب كثيراً نام كثيراً ، ومن نام كثيراً فقد فاته الخير الكثير!

([111] ) عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ( متفق عليه )

([112] ) لذلك قالوا : قل لي من تصاحب؟ أقل لك من أنت ! والمعلوم لدى الجميع : أن الصاحب ساحب ( وفي اللغة : سحب الشيء سحبا : جره =

= على الأرض ) ومن يرد التوسع في هذا ، فليرجع إلى كتابي " حدائق المتقين " فصل : " الصحبة والمعاشرة " صفحة : (167 ) ير في بغيته ، إن شاء الله تعالى .

([113] ) الواجب على الإنسان أن يتحرر من التقليد الأعمى في العقائد ، وأن يجلب عقله ونفسه إلى المائدة الإيمانية ، حتى ينقذ نفسه من العار والنار =

= ولقد حكى لنا القرآن العظيم عن أولئك الذين عطلوا عقولهم ، وأصموا آذانهم عن سماع الحق ، وتعللوا بأنهم وجدوا آباءهم على هذه العقائد " الباطلة " .

فقال الله تعالى : { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}. ( البقرة : 170 )
{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آب


عدل سابقا من قبل سيداحمدالعطار في الإثنين 06 أغسطس 2012, 12:00 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saydatar.ahlamontada.com
محب الاسرار
مرابط فى سبيل الله
مرابط فى سبيل الله
محب الاسرار


عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 06/06/2012

الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2   الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 I_icon_minitimeالأربعاء 27 يونيو 2012, 12:06 pm



ماشاء الله
جميلة والله وكلها معانى وقوانين محترمة
جزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيداحمدالعطار
خـا د م الـمـنـتـد ى
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 61

الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2   الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 30 أكتوبر 2018, 2:00 am



عطرو افواهكم بالصلات على الحبيب صلى الله علية وعلى آله وسلم 
سيدي ابو العلمين 
السيد احمد الرفاعي قدس سر الشريف



نسبه:
هو السيد الجليل، القطب الوارث المحمدي: أحمد بن على بن يحيي بن ثابت، بن على الحازم بن أحمد بن على بن الحسن – الملقب: برفاعة الهاشمي المكي – ابن المهدي بن محمد، بن الحسن، بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني، ابن إبراهيم المرتضي، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين على ابن الإمام الحسين – الشهيد بكربلاء – ابن سيدنا على رضي الله عنه، وعنهم أجمعين .

مولـده:
ولد رضي الله عنه في " قرية حسن " بالبطائح في شهر رجب الفرد، سنة 512 هجرية .

نشأتـه:
درس القرآن الكريم، ولما بلغ من العمر سبع سنين، توفي والده ببغداد، فكفله خاله الشيخ منصور البطائحي، الأنصاري الحسيني رضي الله عنه، ونقله ووالدته وإخوته، إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثم نقله إلى واسط، وأدخله على الإمام العلامة، المقرئ الحجة الشيخ: على أبي الفضل الواسطي رحمه الله تعالى، فتولى أمر تربيته وتعليمه وتأديبه، فبرع في العلوم النقلية والعقلية، واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانه، ولا زال يعظم أمره، وينمو علمه، حتى تفرد في زمانه، ورجع إليه اشياخه، وقد أفاض الله عليه من العلوم والأداب الشئ الكثير، من فضل الله تعالى ولطيف توفيقه.

أخلاقه وعلمـه:
كان رضي الله عنه: يسكت حتى يقال: إنه لا يتكلم، فإذا تكلم بلّ بعذوبة كلامه الغليل، ترك نفسه وتواضع للناس، من غير حاجة إلى مالهم أو جاههم، وكان لين العريكة، هين المؤونة، سهل الخلق، كريم النفس، حسن المعاشرة، بساماً من غير ضحك، اجتمعت فيه مكارم الأخلاق..
وكان رضي الله عنه فقيها، عالما، مقرئاً، مجوداً، محدثاً، مفسراً، وله إجازات وروايات عاليات، يعلم الناس سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكان إذا قال قولا: أتبعه بصحة العلم، وصدق القول، ولم يخالف قوله فعله قط.

من ثناء الأئمة عليه:
قال الإمام الذهبي عند ترجمة الإمام الرفاعي: الإمام، القدوة، العابد، الزاهد، شيخ العارفين.
وقال المؤرخ ابن العماد الحنبلي عند ذكر وفاة الإمام الرفاعي: الشيخ، الزاهد، القدوة .
وقال ابن خلكان: كان رجلا صالحاً، شافعيا فقيها، انضم إليه خلق من الفقراء وأحسنوا الاعتقاد فيه، وهم الطائفة الرفاعية ويقال لهم: الأحمدية.

وفاته:
انتقل إلى رحمة الله تعالى وقت الظهيرة، في اليوم الثاني عشر من جمادى الأولى، سنة (578) هجرية، ودفن في "أم عبيدة" في قبته المباركة المشهورة، فكانت مدة حياته: ستة وستون عاما قضاها بالعلم والعمل،والذكر والتذكير، وخرج من الدنيا، فم يصب منها، ولم تصب منه، لزهده وورعه، فرضي الله تعالى عنه، وعن أسلافه الطاهرين , وفروعه الطيبين، وعنا بهم، وعن جميع المسلمين، والحمد لله رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التكملة للحكم
99- لو كان لك ما ادعيت من الحول والقوة والقدرة لما مت .
100- أين أنت يا عبد الرياسة، أين أنت يا عبد الدعوى؟ أنت على غرة، تنح عن رياستك وغرتك، والبس ثوب عبديتك وذلتك.
101- كل دعواك كاذبة، وكل رياستك وغرتك هزل، القول الفصل: {قل كل من عند الله}.
102- سر بين الحائطين: حائط الشرع، وحائط العمل.
103- اسلك طريق الاتباع، فإن طريق الاتباع خير وطريق الابتداع شر، وبين الخير والشر بون بيّن .
104- مرغ خدك على الباب ، وافرش جبينك على التراب، ولا تعتمد على عملك، والجأ إلى رحمته تعالى وقدرته، وتجرد منك ومن غيرك، علك تلحق بأهل السلامة:{الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
105- بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى الله عز وجل.
106- الأولياء لهم الحرمة في الباب الإلهي، ولو لا أن جعل الله لهم هذه القسمة لما اختصهم دون غيرهم بولايته سبحانه وتعالى، هؤلاء حزب الله، جيشه العرمرم الذي أيد الله به الشريعة ونصر به الحقيقة، وصان به شرف نبيه صلى الله عليه وسلم وألحقه به .قال تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين}.
107- المعرفة بالله على أقسام، وأعظم أقسامها: تعظيم أوامر الله تعالى .
108- بين العبد وبين الرب حجاب الغفلة لا غير، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
109- العبد العارف يفزع إلى الله، ويتوقع سر الله، وسر الله: العون الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة صنع ولا عمل.
110- القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن، فاسألوا الله أن يثبت القلوب على محبته ودينه {وكفى بالله وليا}.
111- المظاهر البارزة منها ما قيض للخير، ومنها ما قيض للشر، والمتصرف فيها باريها، فالمظهر المقيض للخير يشكر، والمظهر المقيض للشر ينكر، والله في الحالين يذكر.
112- لا يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشر، لأن الله لو أراد أن يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه .
113- دع عنك الاهتمام بتقويم المعوج قبل بروز الساعة المقومة، فإن سحاب الخير يمطر بإبانه، ولا يطلب قبل أوانه.
114- لا تسقط همتك بيد همك فتنقلب عن المطالب العلية، فإن الهم كافور الهمة والإقدام عنبرها، والمقضي كائن وغيره لا يكون .
115- قف عند أفعالك التي وهبت لك، ولا تكلف نفسك تبديل ما اضطررت بفعله، ولا تراك مجبوراً ولا مختاراً، فإن الأمر بين الأمرين .
116- كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول والصولة، حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ، ويفيء إلى أمر الله، فإذا فاء دنا فتدلى بصدقه إلى قاب قوسي المتابعة المحمدية، وحينئذ تصح له رتبة العبودية التي هي أكمل الرتب وأعلاها، وأقربها من الله وأدناها، وأعظمها وسيلة إليه وأقواها، وليس للخلق سواها.
117- كل من اكتحل بإثمد التوفيق علَمِ علْمَ اليقين، وحق اليقين: أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر.
118- صفاء القلب والبصيرة، ونفاذ نور البصر يكون من قلة الطعام والشراب، لأن الجوع يزيل الكبير والتعاظم والتجبر، وبه تعذيب النفس حتى تصير مشغولة بالحق، وما رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط، وأما الشبع فإنه يورث قسوة القلب وظلمته، وعدم نفاذ نور البصيرة، وتكثر بسببه الغفلة.
119- رعاية خواطر الجيران أولى من رعاية خواطر الأقارب، لأن الأقارب خواطرهم مجبورة بالقرابة، والجيران لا .
120- القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء والعارفين، وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين. 
121- معاملة عباد الله بالإحسان، توصل العبد إلى الديان، والصلاة على رسول صلى الله عليه وسلم تسهل المرور على الصراط، وتجعل الدعاء مستجابا، والصدقة تزيل غضب الله والإحسان للوالدين يهون سكرات الموت.
122- صحبة الأشرار، والحمقى والظلمة وأهل الحسد: ظلمة سوداء.
123- العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريق الحق، مع المواظبة والاستقامة عليه فلا يتركه دقيقة واحدة.
124- الصوفي يتباعد عن الأوهام والشكوك، ويقول بوحدانية الله تعالى في ذاته، وصفاته، وأفعاله، لأنه ليس كمثله شيء، يعلم ذلك علما يقينا، ليخرج من باب العلم الظني، وليخلع من عنقه ربقة التقليد.
125- الصوفي لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله عليه وسلم فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه .
126- الصوفي لا يصرف الأوقات في تدبير أمور نفسه، لعلمه أن المدبر: الحق عز وجل، ولا يلجأ في أموره ويعول على غير الله تعالى .
127- الصوفي يتجنب مخالطة الخلق مهما أمكن، لأن الصوفي كلما زاد اختلاطه بالخلق ظهرت عيوبه، والتبس عليه الأمر، وإذا خالط البعض فليختر لنفسه صحبة الصالحين، فإن المرء على دين خليله.
128- نفس الفقير مثل الكبريت الأحمر لا يصرف إلا بحق لحق.
129- من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان الرجال.
130- من علم ما يحصل له هان عليه ما يبذل.
131- من استقام بنفسه استقام به غيره ، كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟!
132- الفقير إذا كسر نفسه، وذل وانداس، واحترق بنار الشوق والصدق، وثبت في ميدان الاستقامة بين يدي الله تعالى، صار معدن الخيرات، ومقصد المخلوقات، وصار كالغيث: أين وقع نفع، ويكون حينئذ رحمة وسكينة على خلق الله تعالى.
133- ربما اتبع الكاذب وهجر الصادق، وكثرت طقطقة النعال حول المغرورين، وتباعد الناس عن المتروكين، فلا تعجب من ذلك، فإن حال النفس: تحب القبة المزينة، والقبر المنقوش، والرواق الوسيع، وتألف الشيخ الكبير العمامة، الوسيع الكم، الكثير الحشمة. فسير همة القلب لا همة النفس لكشف هذه الحجب، وقل لنفسك: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرة وقد أثرت في جنبه الشريف ورأيت أهل بيته –رضوان الله وسلامه عليهم– لا طعام لهم ولا حشم، ثم رأيت كسرى العجم على سريره المرصع بالجواهر واليواقيت، وأهل بيته مستغرقين بالترف والنعيم، محاطين بالخدم والحشم، أين تكونين؟ ومع أي صنف تنصرفين؟ فلا بد إن وفقها الله، أن تحب معية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فقد بهذا الشأن همة القلب إلى أهل الحال المحمدي تحسب في حزب الله: إن حزب الله هم الغالبون.
134- وإياك أن تنظر حال تقشفك شيئا، فإن الجوع بلا معرفة وأدب محمدي، وصف من أوصاف الكلاب !
135- فارفع قدرك بالأدب المحمدي إلى مراتب أهل الوصلة من صدور القوم، واقطع عنك رؤية العمل، واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس، وكن عبداً محضاً تفز بقرب سيدك، وكفى بالله وليا.
136- تعلق الناس اليوم بأهل الحرف والكيمياء والوحدة والشطح، والدعوى العريضة، إياك ومقاربة مثل هؤلاء الناس، فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار، وغضب الجبار، ويدخلون في دين الله ما ليس منه! ومن من جلدتنا، إذا رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى الله تعالى، حسبك الله، إذا رأيت أحدا منهم قل: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين}.
137- جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد القوم، ويأمرك بذكر الله، وملازمة الكتاب والسنة، خير من تلك الطائفة كلها، فر منهم كفرارك من الأسد، كفرارك من المجذوم.
138- قال حذيفة رضي الله عنه : "كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: فهل بعد ذلك من شر؟ قال: دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال: هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكون لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك " .. هذه وصية نبيك الأمين، سيدنا وسيد العالمين، عليه صلوات الله وسلامه، فاحفظها واعمل بها .
139- وإياك والتعزز بالطريق، فإن ذلك من سوء الأدب مع الله والخلق وإنما بنى هذا الطريق على التذلل، فإن القوم ذلوا حتى أتاهم الله بعز من عنده، وافتقروا حتى أتاهم بغنى من فضله.
140- واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر، والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم، فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم، وما كان ذلك إلا من عقاب الله للخلق، لما جهلوا الحق وحرصوا على الخير! فابتلاهم الله بأناس من ذوي الجرأة السفهاء، فأدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، تنزه مقام رسالته على الصلاة والسلام عنها، من المرغبة والمرهبة، والغامضة والظاهرة وسلط الله – أيضا – أناسا من أهل البدعة والضلالة فكذبوا على القوم وأكابر الرجال، وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه، فتبعهم البعض، فألحقوا بالأخسرين أعمالا!.
141- فعليك بالله، وتمسك للوصول إليه بذيل نبيه عليه الصلاة والسلام، والشرع الشريف نصب عينيك وجادة الاجماع ظاهرة لك.
142- لا تفارق الجماعة أهل السنة، تلك الفرقة الناجية:، واعتصم بالله، واترك ما دونه، وقل في سرك – أي سيدي – قولي:
وليتك تخلو والحياة مريـرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
143- لا تعمل عمل أهل الغلو، فتعتقد العصمة في المشايخ أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله، فإن الله غيور، لا يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحداً.
144- نعم هم أدلاء على الله، ووسائل إلى طريقه، يؤخذ عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}. نتوسل إلى الله برضا الله عنهم، لا يخزي الله عباده الذين أحبهم، وهو أكرم الأكرمين .
145- أترك الفضول وانقطع عن العمل بالرأي، وإذا أدركك زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه، فاعتزل الناس، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك".
146- تخلق بخلق نبيك، كن لين العريكة، حسن الخلق، عظيم الحلم، وفير العفو، صادق الحديث، سخي الكف، رقيق القلب، دائم البشر، كثير الاحتمال والإغضاء، صحيح التواضع، مراعيا للخلق، راعيا حق الصحبة، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، كثير الذكر، طويل السكوت، صبوراً على المكاره، متكلا على الله، منتصراً بالله، محباً للفقراء والضعفاء، غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله .
147- كل ما وجدت، ولا تتكلف لما فقدت ولا تأكل متكئا والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الأغنياء، ولا تحزن لجديد ثيابك قلوب الفقراء، وتختم بالعقيق، ونم على فراش حشي بالليف، أو على الحصير، أو على الأرض، قائما بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، في الحركات والسكنات، والأفعال، والأقوال والأحوال.
148- حسن الحسن، وقبح القبيح، ولا تجلس ولا تقم إلا على ذكر، وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم، وتقوى وحياء وأمانة، وجليسك الفقير، ومؤاكلك المسكين.
149- ولا تكن صخابا ولا فحاشا ولا تذم أحداً ولا تتكلم إلا فيما ترجو ثوابه، وأعط كل جليس لك نصيبه، ولا تدخر عن الناس برك.
150- واحذر الناس، واحترس منهم، ولا تطو عن أحد منهم بِشْرك، ولا تشافه أحد بما يكره
151- وصن لسانك وسماعك عن الكلام القبيح، ولا تنهر الخادم، ولا ترد من سألك حاجة إلا بها، أو بما يسر من القول.
152- وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما، ما لم يكن مأثما.
153- وأجب دعوة الداع وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك، ولا تقابل على السيئة بالسيئة، وقم الليل باكيا في الباب، وطب بالله وحده، وكفى بالله وليا.
154- قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه:
من شهد في نفسه الضعف: نال الاستقامة .
وقال: أركان المروءة أربعة: حسن الخلق، والتواضع، والسخاء، ومخالفة النفس.
وقال: التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة .
وقال: الكيس العاقل: الفطن المتغافل.
وقال: إنما العلم ما نفع.
155- فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم، وشيد أركان المروءة تحسب من أهلها، وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا، وتغافل تكن كيسا.
156- وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك فإن الدنيا خيال، وكلها زوال، والله محول الأحوال.
يا أيها المعدود أنفاسه *** لا بد يوما أن يتم العدد
لا بد من يوم بلا ليله *** وليلة تأتي بلا يوم غد
157- إن الله طوى أولياءه في برد ستره تحت قبابه، وحجبهم عن غيره، لا يعرفهم إلا هو، وهذا إلزام بحسن الظن في الخلق، فإياك وسوء الظن بأحد، إلا إذا قامت لك عليه حجة شرعية، فراع شرع الله من دون انتصار إلى نفسك، آخذا بالإخلاص، متجرداً من غرض نفسك ومرض قلبك، وقبح ما قبحه الشرع، وحسن ما حسنه الشرع، ولا يكن قولك وفعلك إلا لله .
158- وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل لا تأخذ الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات، عليك بحسن الظن، فإن لله مع الخلق مضمرات أسرار يغار عليها، لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.
159- {ولكل وجهة هو موليها} فلتكن وجهتك المحجة البيضاء، شريعة سيد الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه: {وكفى بربك هادياً ونصيراً{
160- أبى العقل إلا إعقال ما بلغه بواسطة الفهم، وأبى القلب إلا الترقي إلى ما فوق الفهم، فاجعل همتك قلبية، وحكمتك عقلية تفلح.
161- في الكف عرق متصل بالقلب، إذا أخذ به شيء من الدنيا تسري آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفية، لا يطلع عليه الخلائق.
162- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حب الدنيا رأس كل خطيئة", ازهد في الدنيا، وتباعد عن لذائذها .
163- وإياك ونوم الليل كالدابة، فإن لله في الليل تجليات ونفحات، يغتنمها أهل القيام، ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام.
164- قل للمغرور بأمنه، المتلذذ بنومه، المشغول القلب عن ربه:
يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر
ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير
إن ذا الدهر سريع مكره *** إن علا حط، وإن أوفى غدر
أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحـذر
165- المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين، وحق اليقين، فمن حماه الله من البعد والغفلة، وتقرب إلى الله بعلم اليقين وحق اليقين – بمعنى: "أعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فقد دخل حضرة الشهود وهي هذه لا غير، وإلا فالمشاهدة لغة لا تصح لمخلوق في هذه الدار. وحسبك قصة موسى عليه السلام.
166- حضرة المشاهدة لغة ومعنى، حضر اختص بها صاحب قوسين، بالقلب والعين، والاختلاف فيها معلوم، واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم.
167- فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه، تحسب من أهل تلك الحضرة، بنص: " لا يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث.
168- هدى الله هو الهدى، وكفى بالله وليا.
169- من تمشيخ عليك تتلمذ له، ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجلة، وكن آخر شعرة في الذنب، فإن الضربة أول ما تقع في الرأس !
170- إذا بغى عليك ظالم، وانقطعت حيلتك عن دفاعه، فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة الالتجاء إلى الله تعالى، فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسقط مرادك في بابه، واترك الأمر إليه تنصرف إليك مادة المدد، فتفعل لك ما لا يخطر ببالك، وهذا سر التسليم وصدق الالتجاء إلى الله . 
171- وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر، كما وقع للأمام موسى الكاظم، سلام الله عليه ورضوانه حين اعتقله الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيداً، وحبسه، فبقى في حبسه، فلم يفرج عنه حتى مات رضي الله عنه، وأخرج ميتا مسموما، وقيده فيه، وما انحرف عن قبلة الرضا حتى مات راضيا عن الله .فتلك مرتبة الفوز العظيم التي درجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
172- وقد اندرج أئمة أهل البيت – عليهم سلام الله ورضوانه – على الرضا الخالص، مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند الله.
173- فقد صح أن عبد الملك بن مروان الأموي حمل الإمام علياً زين العابدين سلام الله عليه ورضوانه – من المدينة مقيداً مغلولا في أثقل قيود وأغلظ أغلال! فدخل عليه الزهري – رحمه الله – يودعه، فبكى، وقال: وددت أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال: تطن أن ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان، وإنه ليذكرني عذاب الله تعالى، ثم أخرج يديه ورجليه من القيد ثم أعادها، فعلم الزهري - رحمه الله – أن الإمام حل منزلة الرضا، ووصل مقام التسليم المحض، ودخل حضرة الفوز العظيم، فطاب صدره، وسلا حزنه .
174- فزن نفسك، فإن قدرت على المرتبة العليا- وهي رتبة الرضا – فافعل، وإلا فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق الالتجاء إلى الله مع قطع النظر عن تدبيرك، وحولك وقوتك، وكلك وجزئك، وهو تعالى يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك: {وكفى بالله نصيراً}.
175- إذا هرعت إلى الله، والتجأت إليه، فاجعل وسيلتك حبيبة صلى الله عليه وسلم تسليماً، وأكثر من الصلاة والسلام عليه مهما أمكنك، وقف في باب الله بالعمل بسنته عليه الصلاة والسلام، واسأل الله سبحانه معتمداً عليه تعالى، مستعينا به متوكلاً عليه .
176- وإذا أغلقت عليك الأبواب، فترقب من الفتاح فتح الباب، فما سد الخلق طريقا إلا فتحه الخالق، انفراداً بربويته، وتعززاً بألوهيته، فلا تقنط من رحمته، ولا تيأس من روحه، وعليك به {وكفى بالله وليا}.
177- التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى.
178- دع هم الحسود، فهمه بك فوق همك به، خل جانب الأحمق فكدرك به فوق كدره بنفسه!
179- لازم مجالس العقلاء، وخذ الحكمة أين رأيتها، فإن العاقل يأخذ الحكمة لا يبالي على أي حائط كتبت وعن أي رجل نقلت، ومن أي كافر سمعت
180- هذه الدنيا خلقت للعبرة، والعبرة بكل ما فيها عقل، فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ، واصرف نظرك عن محلها .
181- إياك والتقرب من أهل الدنيا، فإن التقرب منهم يقسي القلب، والتواضع لهم موجب لغضب الرب، وتعظيمهم يزيد في الذنوب.
182- اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا، وعظمهم، وكن مشغولا بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلل له.
183- وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح، واجتهد أن تعمر لك مقاما في قلوبهم، فإن قلوب الفقراء مواطن الرحمة، ومواقع النظرالقدسي، وصف خاطرك من الرعونات البشرية.
184- ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق، فداره حتى يعطيك حقك، أو إلى أن تعطيه حقه، وإن قدرت فسامح من لك عليه حق يعوض الله عليك .
185- وكن مع الخلق بالأدب، فإنه أدب مع الخالق.
186- تب بكليتك من رؤية نفسك، ونسبك، وأهلك، فإن "من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه".
187- قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسلم، عظم ذوي قرابته، فإن طوق منته في أعناقنا، قال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}.
188- صحح الحب لجميع أصحابه رضوان الله وسلامه عليهم، فإنهم مصابيح الهدى، ونجوم الإقتداء، قال عليه الصلاة والسلام: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
189- خف الله، خف الله "رأس الحكمة مخافة الله". عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير هذه نصيحتي لك .
190- أي أخي، أخذتني سكرة التعليم إلا أني جربت الزمان وأهله، وعاركت النفس، وخدمت الشرع، وانتفعت بصحبة أهل الصفا. فاقبل نصيحتي، فإنه إن شاء الله نشأت بإخلاص عن حب لك. رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
191- أي عبد السميع، اعمل بنصيحتي ولا ترني رجلا إن قال لك قائل: إن في مملكة الرحمن مخلوقا هو أضعف من هذا اللاشيء أحيمد فلا تصدقه، بل أقول: يسر الله عليّ وعليك الطريق، وجعلنا وإياك والمسلمين من المصطفين الأخيار والمخلصين الأبرار، أحباب الله ورسوله {وكفى بالله وليا} والحمد لله رب العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saydatar.ahlamontada.com
 
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار  :: زاوية الإمام الرفاعى ( الرفاعية )-
انتقل الى: