( منظومة اسماء الله الحسنى )
لسيدي أبي البركات أحمد الدردير قدس الله سره
بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَارَكْتَ يَا اللهُ رَبِّي لَكَ الثّنَا … فَحَمْداً لِمَوْلَانَا وَشُكْراً لِرَبِّنَا
بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَأسْرَارِهَا الَّتِي … أقَمْتَ بِهَا الأَكْوَانَ مِنْ حَضْرَةِ الفَنَا
فَنَدْعُوكَ يَا اللهُ يَا مُبْدِعَ الوَرَى … يَقِيناً يَقِيْنَا الهَمَّ وَالكَرْبَ وَالعَنَا
وَيَا رَبِّ يَا رَحْمَنُ هَبْنَا مَعَارِفاً … وَلُطْفاً وَإِحْسَاناً وَنُوراً يَعُمُّنَا
وَسِرْ يَا رَحِيمَ الْعَالَمِينَ بِجَمْعِنَا … إِلَى حَضْرَةِ القُرْبِ الْمُقَدَّسِ وَاهْدِنَا
وَيَا مَالِكٌ مَلِّكْ جَمِيعَ عَوَالِمِي … لِرُوْحِي وَخَلِّصْ مِنْ سِوَاكَ عُقُولَنَا
وَقَدِّسْ أيَا قُدُّوْسُ نَفْسِي مِنَ الْهَوَى … وَسَلِّمْ جَمِيعِي يَا سَلامُ مِنَ الضَّنَا
وَيَا مُؤمِنٌ هَبْ لِي أمَاناً وَبَهْجَةً … وَجَمِّلْ جَنَانِي يَا مُهَيْمِنُ بِالْمُنَى
وَجُدْ لِي بِعِزٍّ يَا عَزِيزُ وَقُوَّةٍ … وَبِالجَبْرِ يَا جَبَّارُ بَدِّدْ عَدُوَّنَا
وَكَبِّر شُؤُوْنِي فِيكَ يَا مُتَكَبِّرٌ … وَيَا خَالِقَ الأَكْوَانِ بِالفَيْضِ عُمَّنَا
وَيَا بَارِئُ احْفَظْنَا مِنَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ … بِفَضْلِكَ وَاكْشِفْ يَا مُصَوِّرُ كَرْبَنَا
وَبِالغَفْرِ يَا غَفَّارُ مَحِّضْ ذُنُوبَنَا … وَبِالقَهْرِ يَا قَهَّارُ اقْهَرْ عَدُوَّنا
وَهَبْ لِي أَيَا وَهّابُ عِلْماً وَحِكْمَةً … وَلِلرِّزْقِ يَا رَزّاقُ وَسِّعْ وَجُدْ لَنَا
وَبِالفَتْحِ يَا فَتّاحُ عَجِّلْ تَكَرُّماً … وَبِالعِلْمِ نَوِّرْ يَا عَلِيمُ قُلُوبَنَا
وَيَا قَابِضُ اقْبِضْنَا عَلَى خَيْرِ حَالَةٍ … وَيَا بَاسِطَ الأَرْزَاقِ بَسْطاً لِرِزْقِنَا
وَيَا خَافِضُ اخْفِضْ لِي القُلُوبَ تَحَبُّباً … وَيَا رَافِعُ ارْفَعْ ذِكْرَنا وَاعْلِ قَدْرَنَا
وَبِالزُّهْدِ وَالتّقْوَى مُعِزٌّ أعِزَّنَا … وَذَلِّلْ بِصَفْوٍ يَا مُذِلُّ نُفُوسَنَا
وَنَفِّذْ بِحَقٍّ يَا سَمِيعُ مَقَالَتِي … وَبَصِّرْ فُؤَادِي يَا بَصِيرُ بِعَيْبِنَا
وَيَا حَكَمٌ يَا عَدْلُ حَكِّمْ قُلُوبَنَا … بِعَدْلِكَ فِي الأَشْيَا وَبِالرُّشْدِ قَوِّنَا
وَحُفَّ بِلُطْفٍ يَا لَطِيفُ أَحِبَّتِي … وَتَوِّجْهُمُ بِالنُّورِ كَيْ يُدْرِكُوا الْمُنَى
وَكُنْ يَا خَبِيرٌ كَاشِفاً لِكُرُوبِنَا … وَبِالْحِلْمِ خَلِّقْ يَا حَلِيمُ نُفُوسَنَا
وَبِالعِلْمِ عَظِّمْ يَا عَظِيمُ شُؤونَنَا … وَفِي مَقْعَدِ الصِّدْقِ الأَجَلِّ أَحِلَّنَا
غَفُورٌ شَكُورٌ لَمْ تَزَلْ مُتَفَضِّلاً … فَبِالشُّكْرِ وَالغُفْرَانِ مَوْلاَيَ خُصَّنَا
عَلِيٌّ كَبِيرٌ جَلَّ عَنْ وَهْمِ وَاهِمٍ … فَسُبْحَانَكَ اللَّهُمّ عَنْ وَصْفِ مَنْ جَنَى
وَكُنْ لِي حَفِيظاً يَا حَفِيظُ مِنَ البَلاَ … مُقِيتٌ أقِتْنَا خَيْرَ قُوتٍ وَهَنِّنَا
وَأنْتَ غِيَاثِي يَا حَسِيبُ مِنَ الرَّدَى … وَأنْتَ مَلاَذِي يَا جَلِيلُ وَحَسْبُنَا
وَجُدْ يَا كَرِيمٌ بِالعَطَا مِنْكَ وَالرِّضَا … وَتَزْكِيَةِ الأَخْلاَقِ وَالْجُودِ وَالغِنَى
رَقِيبٌ عَلَيْنَا فَاعْفُ عَنَّا وَعَافِنَا … وَيَسِّرْ عَليْنَا يَا مُجِيبُ أمُورَنَا
وَيَا وَاسِعاً وَسِّعْ لَنَا العِلْمَ وَالعَطَا … حَكِيمٌ أنِلْنَا حِكْمَةً مِنْكَ تَهْدِنَا
وَدُودٌ فَجُدْ بِالوُدِّ مِنْكَ تَكَرُّماً … عَليْنَا وَشَرِّفْ يَا مَجِيدُ شُؤونَنَا
وَيَا بَاعِثُ ابْعَثْنَا عَلَى خَيْرِ حَالَةٍ … شَهيدٌ فَأشْهِدْنَا عُلاَكَ بِجَمْعِنَا
وَيَا حَقُّ حَقِّقْنَا بِسِرٍّ مُقَدَّسٍ … وَكِيلٌ تَوَكَّلْنَا عَليْكَ بِكَ اكْفِنَا
قَوِيٌّ مَتِينٌ قَوِّ عَزْمِي وهِمَّتِي … وَلِيٌّ حَميدٌ لَيْسَ إلاَّ لَكَ الثَّنَا
وَيَا مُحْصِيَ الأَشْيَاءِ يَا مُبْدِئَ الوَرَى … تَعَطَّفْ عَليْنَا بِالْمَسَرَّةِ وَالْهَنَا
أعِدْنَا بِنُورٍ يَا مُعِيدُ وَأحْيِنَا … عَلَى الدِّينِ يَا مُحْيِي الأَنَامَ مِنَ الفَنَا
مُمِيتٌ أمِتْنِي مُسْلِماً ومُوَحِّداً … وَشَرِّفْ بِذَا قَدْرِي كَمَا أنْتَ رَبُّنَا
وَيَا حَيُّ يَا قَيُّومُ قَوِّمْ أمُورَنَا … وَيَا وَاجِدٌ أنْتَ الغَنِيُّ فَأغْنِنَا
وَيَا مَاجِدٌ شَرِّفْ بِمَجْدِكَ قَدْرَنَا … وَيَا وَاحِدٌ فَرِّجْ كُرُوبِي وَغَمَّنَا
وَيَا صَمَدٌ فَوَّضْتُّ أمْرِي إِلَيْكَ لاَ … تَكِلْنِي لِنَفْسِي وَاهْدِنَا رَبِّ سُبْلَنَا
وَيَا قَادِرُ اقْدِرْنَا عَلَى صَدْمَةِ العِدَا … وَمُقْتَدِرٌ خَلِّصْ مِنَ الغَيْرِ سِرَّنَا
وَقَدِّمْ أمُورِي يَا مُقَدِّمُ هَيْبَةً … وَأخِّرْ عِدَانَا يَا مُؤخِّرُ بِالعَنَا
وَيَا أوّلٌ مِنْ غَيْرِ بَدْءٍ وَآخِرٌ … بِغَيْرِ انْتِهاءٍ أنْتَ فِي الكُلِّ حَسْبُنَا
وَيَا ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْءٍ شُؤونُهُ … وَيَا بَاطِناً بِالغَيْبِ لاَ زِلْتَ مُحْسِنَا
وَيَا وَالِياً لَسْنَا بِغَيْرِكَ نَنْتَمِي … فَبِالنَّصْرِ يَا مُتَعَالِياً كُنْ مُعِزَّنَا
وَيَا بَرُّ يَا تَوَّابُ جُدْ لِي بِتَوْبَةٍ … نَصُوحٍ بِهَا تَمْحُو عَظَائِمَ جُرْمِنَا
وَمُنْتَقِمٌ هَاكَ انْتَقِمْ مِنْ عَدُوِّنَا … عَفُوٌّ رَؤُوفٌ عَافِنَا وَارْأفَنْ بِنَا
وَيَا مَالِكَ الْمُلْكِ العَظِيم بِقَهْرِهِ … وَيَا ذَا الْجَلاَلِ الْطُفْ بِنَا فِي أمُورِنَا
وَيَا مُقْسِطٌ بِالإِسْتِقَامَة قَوِّنَا … وَيَا جَامِعٌ فَاجْمَعْ عَليْكَ قُلُوبَنَا
غَنِيٌّ وَمُغْنٍ أغْنِنَا بِكَ سَيِّدِي … وَيَا مَانِعُ امْنَعْ كُلَّ كَرْبٍ يَهُمُّنَا
وَيَا ضَارُّ ضُرَّ الْمُعْتَدِينَ بِظُلْمِهِمْ … وَيَا نَافِعُ انْفَعْنَا بِأنْوارِ دِينِنَا
وَيَا نُورُ نَوِّرْ ظَاهِرِي وَسَرَائِرِي … بِحُبِّكَ يَا هَادِي وقَوِّمْ طَرِيْقَنَا
بَديعٌ فَأتْحِفْنَا بَدَائِعَ حِكْمَةٍ … وَيَا بَاقِياً بِكَ أبْقِنَا فِيكَ أفْنِنَا
وَيَا وَارِثاً وَرِّثْنِ عِلْماً وَحِكْمَةً … رَشِيدٌ فَأرْشِدْنَا إِلَى طُرُقِ الثَّنَا
وَأفْرِغْ عَلَيْنَا الصَّبْرَ بِالشُّكْرِ وَالرِّضَا … وَحُسْنِ يَقِينٍ يَا صَبُورُ وَوَقِّنَا
بِأسْمَائِكَ الحُسْنَى دَعَوْنَاكَ سَيِّدِي … تَقَبَّلْ دُعَانَا رَبَّنَا وَاسْتَجِبْ لَنَا
بِأسْرَارِهَا عَمِّرْ فُؤَادِي وَظَاهِرِي … وَحَقِّقْ بِهَا رُوحِي لأَظْفَرَ بِالْمُنَى
وَنَوِّرْ بِهَا سَمْعِي وَشَمِّي وَنَاظِرِي … وَقَوِّ بِهَا ذَوْقِي وَلَمْسِي وَعَقْلَنَا
وَيَسِّرْ بِهَا أمْرِي وَقَوِّ عَزَائِمِي … وَزَكِّ بِهَا نَفْسِي وَفَرِّجْ كُرُوبَنَا
وَوَسِّعْ بِهَا عِلْمِي وَرِزْقِي وَهِمَّتِي … وَحَسِّنْ بِهَا خَلْقِي وَخُلْقِي مَعَ الْهَنَا
وَهَبْ لِي بِهَا حُباًّ جَلِيلاً مُجَمَّلاً … وَزِدْنِي بِفَرْطِ الحُبِّ فِيكَ تَفَنُّنَا
وَهَبْ لِي أيَا رَبَّاهُ كَشْفاً مُقَدَّساً … لأِدْرِي بِهِ سِرَّ البَقاءِ مَعَ الفَنَا
وَجُدْ لِي بِجَمْعِ الجَمْعِ فَضْلاً وَمِنَّةً … وَدَاوِ بِوَصْلِ الوَصْلِ رُوحِي مِنَ الضَّنَا
وَسِرْ بِي عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ مُوَحِّداً … وَفِي حَضْرَةِ القُرْبِ الْمَنِيعِ أحِلَّنَا
وَمُنَّ عَلَيْنَا يَا وَدُودُ بِجَذْبَةٍ … بِهَا نَلْحَقُ الأقْوَامَ مَنْ سَارَ قَبْلَنَا
وَصَلِّ وَسَلِّمْ سَيِّدِي كُلَّ لَمْحَةٍ … عَلَى الْمُصْطَفَى خَيْرِ البَرَايَا نَبِيِّنَا
وَصَلِّ عَلَى الأَمْلاَكِ وَالرُّسْلِ كُلِّهِمْ … وَآلِهِمُ وَالصَّحْبِ جَمْعاً وَعُمَّنَا
وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ كُلَّمَا قَالَ قَائِلٌ … تَبَارَكْتَ يَا اللهُ رَبّي لَكَ الثَّنَا
تمت بعون الله وحسن توفيقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ