الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار

مرحبا بأحباب الله وحبيبه المصطفى

صلى الله عليه وآله وسلم

( سجلوا معنا وساهموا ) بأرائكم البناءة

نحو مجتمع صوفى خالى من الشوائب

وأزرعوا هنا ماتحبوا أن تحصدوه يوم العرض

على الكريم الرحمن الرحيم

أهلاً بكم ومرحباً
الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار

مرحبا بأحباب الله وحبيبه المصطفى

صلى الله عليه وآله وسلم

( سجلوا معنا وساهموا ) بأرائكم البناءة

نحو مجتمع صوفى خالى من الشوائب

وأزرعوا هنا ماتحبوا أن تحصدوه يوم العرض

على الكريم الرحمن الرحيم

أهلاً بكم ومرحباً
الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار

منتدى لمحبي الله ورسوله الذاكرين الله ومكتبة صوفية
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مناقب أبا العلمين الرفاعى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيداحمدالعطار
خـا د م الـمـنـتـد ى
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 61

مناقب أبا العلمين الرفاعى Empty
مُساهمةموضوع: مناقب أبا العلمين الرفاعى   مناقب أبا العلمين الرفاعى I_icon_minitimeالسبت 23 يونيو 2012, 12:00 am




من مـنتـديات دار الإيمـان
نقلت لكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مجمع العَيْلَمَين
في مناقب أبي العلمين
تهذيب
الشيخ جمال صقر
دار المشاريع
للطباعة والنشر والتوزيع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين سيدنا محمد الطاهر الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين وسلم تسليماً إلى يوم الدين، وبعد فإن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه اشتهر صيته، وعلا ذكره، وشاعت كراماته، وانتشر أتباعه أهل الفضل في مشارق الأرض ومغاربها، حتى روى أهل التاريخ أنه بسبب مشايخ الرفاعية أسلم السلطان أحمد بن هولاكو ملك التتار.
وقد رأيت رسالتين في ذكر بعض مناقب هذا الإمام العظيم وإثبات كرامة مدّْ اليد التي أنعم الله بها على هذا السيد الكريم، إحداهما للحافظ السيوطي، والثانية لشيخ الشافعية في عصره الرافعي، فرأيت فيهما النفع والفائدة فقمت بتهذيبهما وأسميتهما "مجمع العَيلمَين في مناقب أبي العَلَمَين"، راجياً الثواب والأجر من المولى الكريم إنه على كل شيء قدير.
وليعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات وجود الأولياء وكراماتهم
فيجب الإيمان بوجود الأولياء وكراماتهم لأن القرآن الكريم والحديث الشريف أثبتا ذلك قال الله تعالى:
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}،
ويقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها". وفي رواية "ويكون من أوليائي وأصفيائي". معناه أن الذي يُعادي الولي، الله يُعْلِمُهُ أنه محاربه ومن كان الله محاربه هلك. وإن أحب ما يتقرب به إلى الله هو الفرض، ثم العبد التقي إذا زاد على ذلك التقرب إلى الله بزيادة النوافل الله يجعله من الأولياء من أحباب الله. وإذا وصل إلى الولاية الله يعطيه أسراراً وقوة خاصة في سمعه، وبصره، ورجله، ويده.
فأولياء الله صفتهم أنهم استقاموا بطاعة الله تعالى فأدوا الواجبات واجتنبوا المحرمات وأكثروا من نوافل الطاعات فهؤلاء الأولياء الذين هم أحباب الله تعالى يكرمهم الله تعالى في الدنيا والآخرة، ومن إكرامهم في الدنيا أن الله عز وجل يجري على أيديهم الكرامات، وهي أمور خارقة للعادة تظهر على أيديهم لأنهم استقاموا بطاعة خالقهم ومالكهم، فأيدهم الله تعالى بها ليقوي إيمانهم ويثبت جنانهم، وبذلك تفترق الكرامات عن السحر والشعوذة.
والدليل على إثبات كرامات الأولياء ما جاء في القرآن الكريم
من قوله تعالى:
(قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي)(سورة النحل). وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله".

وقد ثبت بالإسناد الصحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نادى أمير الجيش الذي كان بنهاوند وهو سارية بن زنيم: "يا سارية الجَبَلَ الجَبَلَ"، فسمع سارية وكان عمر بالمدينة يخطب.
فالإيمان بوجود أولياء الله وكراماتهم من عقيدة أهل السنة والجماعة وقد ذكرها شيخنا وقدوتنا الفقيه المحدث الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي في كثير من مؤلفاته التي ألفها في العقيدة كما هي عادة علماء أهل السنة والجماعة الذين ألّفوا في العقيدة.فليحذر بعد ذلك من الذين ينكرون كرامات الأولياء ومن هؤلاء المشوشين والمأجورين للمشبهة المجسمة نفاة التوسل الذين شبّهوا الله تعالى بخلقه وحرموا التوسل بالأنبياء والأولياء الصالحين.
وأخيراً نسأل الله المولى الكريم أن ينفعنا ببركات أوليائه وأحبابه وأن ينفعنا بمحبتهم وأن يحشرنا في زمرتهم إنه على كل شيء قدير.

ترجمة المؤلف مختصرة
هو الشيخ جلال الدين أبو الفضلي عبد الرحمن السيوطي الخضيري الشافعي، صاحب المؤلفات النافعة. ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة، أحضره والده مجلس الحافظ ابن حجر، وشرع في الاشتغال بالعلم فقرأ وحفظ المتون ولازم الشيوخ كالبلقيني، والشارمساحي، والمرزباني الحنفي، والمناوي، ومحقق الديار المصرية سيف الدين الحنفي، وقرأ على العز الكناني وغيرهم.

أُجيز بالإفتاء والتدريس حتى بلغ أسماء شيوخه إجازة وقراءةً وسماعاً واحداً وخمسين، وصنف المصنفات الكثيرة حتى بلغت ما يقارب خمسمائة مؤلف، فاشتهرت مؤلفاته في أقطار الأرض. توفي رحمه الله في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادي الأولى في منزله بعد أن مرض سبعة أيام وذلك سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
الشيخ جمال صقر




تهذيب
الشرف المحتم
فيما مَنَّ الله به على وليِّه السيد أحمد الرفاعي
من تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم


تأليف
جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
المتوفى سنة 911 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد: فقد وقع السؤال عن مدّ يد النبي صلى الله عليه وسلم من قبره الشريف إلى الولي الكبير الإمام الشهير مولانا السيد أحمد ابن الرفاعي رضي الله عنه هل هو ممكن أم لا، وهل أسانيد هذه الرواية المشهورة عالية صحيحة؟ والجواب عن السؤال المذكور حررته بهذا الكتاب، وسميته: " الشرف المحتم فيما منّ الله به على وليه السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه من تقبيل يد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ".

وأول ما أقول: أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا قطعيا لما قام عندنا من الأدلة في ذلك، وقام بذلك البرهان وصحت الروايات وتواترت الأخبار، وقد كتبت في حياة الأنبياء كتابا مخصوصا وبسطت فيه الأدلة والأخبار، وها أنا أذكر لك بعضها منه ما أخرجه أبو نعيم في الحِلْية عن ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر موسى عليه الصلاة والسلام وهو قائم يصلي فيه"، وأخرج أبو يعلى في مسنده عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" ولا يخفى أن الله جمع لنبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مرتبة النبوة والشهادة بدليل ما أخرجه البخاري والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: "لم أزل أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم" فثبت كونه عليه الصلاة والسلام حيّاً بنص قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). والأنبياء أولى بذلك من الشهداء، ونبينا أولى من جميع الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين لما منّ عليه به من المعالي الفائقة، والخصائص الزكية، وقد أفرد الرجال الأثبات في حياة الأنبياء جميعاً، وقد رأى نبينا صلى الله عليه وسلم جماعة منهم وأنهم في الصلاة، وأخبر وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه وأن سلامنا يبلغه، وأنه يردُّ على من يسلم عليه السلام.

وسئل البارزي عن النبي صلى الله عليه وسلم هل هو حيّ بعد وفاته؟ فأجاب: أنه صلى الله عليه وسلم حيّ أه.
وكان سعيد بن المسيّب رضي الله عنه أيام الحرّةِ لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن سعيد بن المسيّب قال: لم أزل أسمع الأذان والإقامة في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الحرة حتى عاد الناس أه.
قال اليافعي عفيف الدين: وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي (إلا ما كان من خصائص النبوة) قال: ولا ينكر ذلك إلا جاهل، ونصوص العلماء في حياة الأنبياء كثيرة لا تحصى فلنكتف بهذا المقدار، وحيث أن الحياة ثبتت وسماع كلامهم ورؤيتهم عليهم الصلاة والسلام صح وقوعها عند الأولياء، فخروج يد النبي صلى الله عليه وسلم لسيدي السيد أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه ممكن ولا يشك فيه إلا ذو زيغٍ وضلالة أو منافق طبع الله على قلبه، وإن إنكار هذه المزية ومثلها يؤدي إلى سوء الخاتمة – حمانا الله – لما فيه من إنكار المعجزة الدائمة، والكرامة الباهرة.

حدثنا شيخنا شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين إمام الكاملية، عن شيخ مشايخنا الإمام العلامة الهمام الشيخ شمس الدين الجزري، عن شيخه الإمام الشيخ زين الدين المراغي، عن شيخ الشيوخ البطل المحدث الواعظ الفقيه المقرئ المفسر الإمام القدوة الحجة الشيخ عز الدين أحمد الفاروثي الواسطي، عن أبيه الأستاذ الأصيل العلامة الجليل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم الفاروثي، عن أبيه إمام الفقهاء والمحدثين وشيخ أكابر الفقراء والعلماء العاملين الشيخ عز الدين عمر أبي الفرج الفاروثي الواسطي قدست أسرارهم أجمعين قال: كنت مع شيخنا ومَفْزَعِنا وسيدنا أبي العباس القطب الغوث الجامع الشيخ السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنه عام خمس وخمسين وخمسمائة، العام الذي قدّر الله له فيه الحج، فلما وصل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رؤوس الأشهاد: " السلام عليك يا جدي " فقال له عليه الصلاة والسلام: " وعليك السلام يا ولدي"، سمع ذلك كل من في المسجد النبوي، فتواجد سيدنا السيد أحمد وأُرعد واصفر لونه وجثا على ركبتيه ثم قام وبكى وأنّ طويلا وقال يا جداه:

في حالةِ البُعد روحي كنت أرسلها *** تُقبِّلُ الأرضَ عني وهي نائبتي
وهذه دولةُ الأشباحِ قد حَضَرَتْ *** فامدُد يمينَك كي تحظى بها شفتي

فمدّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المُكرّم فقّبلها في ملأ يقرب من تسعين ألف رجل، والناس ينظرون اليد الشريفة، وكان في المسجد مع الحجاج الشيخ حياة بن قيس الحراني، والشيخ عبد القادر الجيلي المقيم ببغداد، والشيخ خميس، والشيخ عدي بن مسافر الشامي، وغيرهم نفعنا الله بعلومهم، وتشرفنا معهم برؤية اليد المحمدية الزكية، وفي يومها لبس الشيخ حياة بن قيس الحراني خرقة السيد أحمد الكبير واندرج في سلك أصحابه.

ومن طريق آخر حدثنا الشيخ محمد العلمي، عن الشيخ أبي الرجال اليونيني البعلبكي، عن الشيخ عبد الله البطائحي القادري، عن الشيخ على بن إدريس اليعقوبي، عن شيخه القطب الفرد الشيخ عبد القادر الجيلي ثم البغدادي قال: كنت في محفل الكرامة التي أكرم الله بها الشيخ أحمد الكبير الرفاعي بتقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم، قال اليعقوبي: فقلت: أي سيدي أما حسده على هذه الكرامة من حضر من الرجال؟ فبكى رضي الله عنه ثم قال: يا ابن إدريس على هذا يغبطه الملأ الأعلى.

ومن طريق أخر حدثنا الإمام القوصي، عن الشيخ قطب الدين ناظر الخزانة، عن الشيخ ركن الدين السنجاري، عن شيخه عدي بن مسافر، وعن خادمه الشيخ على بن موهوب قالا: كنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عام حجنا وكان الشيخ أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه واقفاً تجاه الحجرة الطاهرة وقد تكلم بكلماتٍ ضبطها عنه جماعة، فما أتم كلامه إلا وقد مُدّت له يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلها ونحن ننظر مع الحاضرين قال ابن موهوب: والله كأني بها وقد خرجت من القبر المبارك يد بيضاء سوية طويلة الأصابع كأنها البرق المضيء، وكأني بالحرم وأهله وقد كان يميد وقد كادت تقوم قيامة الناس لما ألمَّ بهم من الدهش والحيرة والهيبة والسلطان المحمدي، وقد قام الرحب وقعد بتكبير الناس وصلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم.

ومن المعلوم أن هذه المَنْقبة المباركة بلغت بين المسلمين مبلغ التواتر، وعلت أسانيدها وصحّت رواياتها واتفق رواتها، وإنكارها من شوائب النفاق معاذ الله.

(فائدة): إن قيل يدخل السيد أحمد رضي الله عنه في الصحابة لكون هذه المنقبة أثبتت له وللزوار بسبب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم.

الجواب: الذي عليه مشايخنا أنه محل نظر، والأصح عدم الدخول، وبهذا قال السخاوي وغيره لأن الحجة استمرار حياته عليه الصلاة والسلام، وهذه الحياة أخروية ليست بدنيوية لا تتعلق بها أحكام الدنيا.

وقد ثبت أن السيد أحمد رضي الله عنه لما حج ثانياً في العام الذي توفى فيه وزار القبر الطيب الطاهر على ساكنه أفضل صلوات الله وسلامه قال وهو تجاه القبر بانكسار ومسكنة:

إن قيل زرتم بما رجعتم *** يا أكرم الرسل ما نقول

فظهر صوت من القبر الشريف سمعه كل من في المسجد. ولا غرابة في هذا فإن الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يخاطب كل قوم بلسانهم، وجوابه للحميري عن قوله: "هل من امبر صيام في امسفر" حين قالها على لغة حِميَر واضعاً محل اللامين من البر والسفر ميمين معلوم مشهور، وجوابه إلى السيد أحمد رضي الله عنه من هذا القبيل فافهم.

والذي أدين الله به أن السيد أحمد بن الرفاعي الشريف الفاطمي الحسيني رضي الله عنه كان جبلا راسخاً، وبطلا جحجاحاً ووليّاً عظيماً، وبحراً من بحار السنة عجاجاً، وسيداً سنداً انتهت إليه رياسة طريق القوم وانعقد عليه إجماع العلماء والأولياء، وقال بتقديمه رجال عصره كافة، ومشى أكابر قادات عصره تحت لواء إرشاده، تمكّن من الإتِّباع للنبي عليه السلام وصح فيه قدمه وانتهى إليه التواضع ومكارم الأخلاق.

نفعنا الله بعلومه وأمداده، وحاله وإرشاده، وجعلنا الله في زمرته مع إخوانه أولياء الله تحت لواء نبيه صلى الله عليه وسلم،وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.




تهذيب
سواد العينين
في مناقب الغوث أبي العلمين


للإمام الشيخ عبد الكريم بن محمد الرافعي
المتوفى سنة 633 هـ


ترجمة المؤلف مختصرة
هو الشيخ أبو القاسم عبد الكريم ابن العلامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني الشافعي. ولد سنة 555 هـ، وقرأ على أبيه، وروى عن عبد الله ابن أبي الفتوح بن عمران الفقيه، والحافظ أبي العلاء العطار، وأبي زرعة المقدسي، وأبي الفتح بن البطي، وعلي بن عبيد الله الرازي، وأبي الخير الطالقاني، وخلق كثير. سمع منه الحافظ عبد العظيم، وأجاز لأبي الثناء الطاووسي، والفخر عبد العزيز بن عبد الرحمن بن السكري وغيرهم.
قال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله، كان ذا فنون، حسن السيرة، جميل الأمر.
قال النووي: هو من الصالحين المتمكنين، كانت له كرامات كثيرة ظاهرة.
قال الذهبي: وكان من العلماء العاملين، يذكر عنه تعبد ونُسك وأحوال وتواضع، انتهت إليه معرفة المذهب - أي الشافعي.
قال أبو عبد الله الصفار: هو شيخنا إمام الدين ناصر السنة صِدقاً، أبو القاسم، كان أوحد عصره في الأصول والفروع، فريد وقته في تفسير القرآن والمذهب، كان له مجلس للتفسير، وصنّف كثيراً، وكان زاهدا ورعاً، سمع الكثير.

ترك الشيخ الرافعي مؤلفات عديدة منها:
1- فتح العزيز في شرح الوجيز، طبع.
2- شرح مسند الشافعي.
3- التذنيب على الوجيز.
4- سواد العينين في مناقب الغوث أبي العلمين، وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا، طبع.
5- التدوين في أخبار قزوين، طبع.
وغير ذلك من المؤلفات، توفى رحمه الله في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

الشيخ جمال صقر



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يهب ما يشاء لمن يشاء، والصلاة والسلام على عين أعيان الأنبياء وسيد سكان الأرض وعلى آله وأصحابه الغر الأتقياء أجمعين.
وبعد فقد طلب مني الأخ الولي العارف التقي الشيخ عبد الرحيم بن باوزير الحضرمي نفعني الله بدعواته أن أكتب له كتاباً مختصراً في مناقب الشيخ الأكمل، والغوث المُبَجّل، قطب الدوائر، أول الأقطاب الأئمة الأكابر، أوحد الأولياء، إمام الصلحاء، واحد الأمة، سند الأئمة، الذي يفزع إليه في المهمة وليّ الله المغيث بإذن الله، مولانا السيد الشريف أحمد أبي العَلَمَين بن علي أبي الحسن الرفاعي الحسيني رضي الله عنه، فكان هذا الطلب من أعجب العجب لأني شرعت في رجب الأصم بجمع بعض مناقب هذا الإمام الجليل، السيد السند الأصيل، وقبل مضي الشهر المبارك المذكور عدّلتُ وأخّرتُ الأمرَ إلى شوال إن أذِنَ الله فلم يمر أسبوع حتى رأيت السيد المشار إليه صب الله سجال فضله عليه، فقال لي في عالم رؤياي: "صِدْقُ الحُبِّ يرفع الهِمّة" ففهمت الإشارة وفي الصباح ورد كتاب ابن باوزير فاتعظت وقمت على ساق الهمة فجمعت هذا المختصر في مناقبه وخصاله السعيدة وسميته: "سواد العينين في مناقب الغوث أبي العلمين" وهذا أوان الشروع فيما قصدناه.

هو السيد الشريف، والسند الغطريف شيخ من لا شيخ له، مرشد الإسلام، رحمة الله للخاص والعام، قطب الأقطاب، رئيس أولي الألباب، محيي الملة والدين، صاحب منقبة لثم يد الرسول الأمين، سيدنا وسندنا وشيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه ابن السيد السلطان علي أبي الحسن دفين بغداد ابن السيد يحيي المغربي ابن السيد الثابت ابن السيد الحازم ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد أبي المكارم رفاعة الحسن المكّي ابن السيد المهدي ابن السيد محمد أبي القاسم ابن السيد الحسن ابن السيد الحسين أحمد ابن السيد موسى الثاني ابن الإمام إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الشهيد المظلوم الحسين السبط ابن الإمام عَلَمَ الإسلام، زوج البتول أُمِّ الحسنين عليها السلام سيدنا علي كرّم الله وجهه ورضي عنه:

نسبٌ قِلادتُهُ الفخيمةُ كلُّها *** حتى الرسولَ فرائدٌ وعصائم

حدّثني الشيخ الصالح محمد بن الحسن البزاز، عن الشيخ الورع أبي محمد القوصي، قال: مَرّ السيد أحمد الرفاعي بموكب من فقرائه في أرض البطائح فأنكرت حاله في سري، فنمت ليلتي وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يثني على السيد أحمد الرفاعي"علم الحقيقة يُربّي بحالِهِ أكثر مما يربي بمقالِهِ، مَنْ أحبه فقد أحبني ومن آذاه فقد آذاني". فقمتُ مرعوباً وأتيتَهُ فلمّا رآني تبسم وقال: الرجل الكامل يربي بحاله أكثر مما يربي بمقاله.

وذكر لي الشيخ أبو الفضل شرف الدين الهاشمي الواسطي أن ابن المحتشم شحنة واسط أنكر نسبة السيد أحمد فُذكر ذلك لسيدي أحمد فقال: وفّقه الله، والله إني من طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ولد بضعته الزكية فاطمة وهي تشهد لي بذلك وكفى بالله شهيداً، فما جاء الصباح حتى جاء ابن المحتشم بخيله ورجاله ودخل رواق سيدنا السيد أحمد وكشف رأسه وقبّل الأرض وبكى، فقام السيد أحمد ومسح دموعه وقال: أي أخي لا بأس عليك يغفر الله لك، فأقبل على الناس وقال: رأيت الليلة أن القيامة قامت واللواء على رأس محمد صلى الله عليه وسلم وفاطمةُ بين يديه والسيد أحمد الرفاعي عن يمينها وأنا على خوف عظيم، فدنوت من السيدة فاطمة واستنجدتها فأعرضت عني وأقبلت بوجهها المبارك على السيد أحمد الرفاعي وقالت له: يا ولدي يا أحمد ما أعجب حال هذا الرجل ينكر نسبك إلي ويستنجد بي والله لا نجدةَ له عندي إلا بواسطتك، فالتفت إليّ السيد أحمد وقال: يا ابن المحتشم أمي هذه أدرى بأولادها منك وعلى ما أنت عليه أنا لك عندها، ثم أخذ بيدي وقال: يا أماه هذا مسكين، فرمقتني وقالت: الأدَبَ الأدَبَ مع السيد أحمد، السيد أحمد قطعة من كبدي، فقلت: ولذلك جئت أستغفر لذنبي فقال السيد أحمد: يغفر الله لنا ولك يا ابن المحتشم طِبْ نفساً، الله يشهد أننا أخوة في الله لله. وحدثني ابن خطيب الحصن أن أباه مرض فحملوه إلى رواق السيد أحمد فبعد أن وصل الرواق استصغر الحال الذي عليه السيد أحمد ثم قال في سره: لو حملت إلى رواق البسطامي، قال: فما تم خاطري إلا والنوم أخذني من كل جانب وإذا أنا بعد النوم في مسجد وإذا برجل أمامه ووراءه أعيان القوم وغيرهم فسألت عنه فقيل لي هو البسطامي فتقدمت إليه وسلمت عليه فقال لي: ما وسعك رواق ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتود أن تكون في رواقي أنا وأنت في رواق السيد أحمد، فانتبهت وقد عافاني الله وقمت وكشفت رأسي أمام السيد أحمد رضي الله عنه فقال: هون عليك، الفتوّة الصفح عن عثَرات الإخوان.

حدثني كل من الشيخ الإمام الحجة عمر أبي الفرج عز الدين أبي أحمد الفاروثي، والشيخ الإمام المعمّر محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطيين أن السيد يحيي الرفاعي الحسيني جد سيدنا السيد أحمد لأبيه هو أول قادم من هذه العصابة إلى العراق وصل من المغرب إلى البصرة عام خمسين وأربعمائة واشتهر فيها بالزهد وعلو الهمة وكمال المعرفة والولاية الكبرى، ثم بعد مدة تزوج بالأصيلة الطاهرة علما الأنصارية بنت ولي الله الحسن النجاري والد الشيخ الإمام أبي سعيد يحيي النجاري، فأولدها السيد عليّاً أبا الحسن والد السيد أحمد أبي العلمين الكبير، فلما كبر قدم البطائح وسكن أم عبيدة وتزوج ببنت خاله الست فاطمة أخت القطب الأهيب الباز الأشهب شيخ الشيوخ منصور البطائحي الرباني وبنت الشيخ الإمام يحيي النجاري وينتهي نسبُ آلِهم إلى الصحابي الجليل سيدنا خالد أبي أيوب الأنصاري النجاري، فأنجبت للسيد على أبي الحسن أولاداً أعظمهم قدراً وأرفعهم ذِكراً سيدنا السيد أحمد الرفاعي الكبير.

ولد رضي الله عنه سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ونشأ في حجر خاله فأدبه وهذّبه وتلقى عن خاله الطريقة وعلم التصوف ولبس خرقته وأخذ عنه علوم الشريعة، وتفقه على الشيخ أبي الفضل على الواسطي المعروف بابن القاري، وعن جماعة من أعيان الواسطيين منهم خاله الصوفي الجليل شيخ وقته سلطان العلماء والعارفين الشيخ أبو بكر الواسطي أخو الشيخ منصور، وانتهت إليه الرياسة في علوم الشريعة وفنون القوم وخدمة الأئمة والفقهاء والملوك والخلفاء، وانعقد عليه إجماع الطوائف، وقال بتقدمه على جميع رجال عصره الموافق والمخالف، وأطبق على علو قدمه ورفعة رتبته وكرم خُلْقِهِ وترقيه عن منزلة القطبية الكبرى، والغوثية العظمى، جحاجحة الأرض المقدسة الحجاز والشام، واعترف رجال وقته بالعجز عن درك منتهاه في السير وقال بذلك الخواص منهم والعوام، وقال فيه الشيخ منصور: وزنته بجميع أصحابي وبي أيضا فرجحنا جميعا ويكفيك أن من أصحابه الشيخ حماد الدباس البغدادي أجل أشياخ الشيخ عبدالقادر الجيلي، والشيخ عثمان البطائحي، والشيخ خميس،والشيخ مكي الطستاني وأمثالهم وعدَّ نفسه الزكية أيضا، ويعجبني ما قال فيه الفيروز آبادي مفرداً.

أبا العلمين أنت الفرد لكن *** إذا حُسِب الرجالُ فأنت حِزبُ

حدثني الشيخ الإمام أبو شجاع الشافعي فيما رواه قائلاً: كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه علَماً شامخاً وجبلاً راسخاً وعالِماًً جليلاً محدثاً فقيهاً مفسراً ذا روايات عاليات، وإجازات رفيعات، قارئاً مجوِّداً حافظاً مُجيداً، حُجّةً رُحْلةً متمكناً في الدين سهلاً على المسلمين صعباً على الضالين هيّناً ليّناً، هشّاً، بشّاً، ليّنَ العريكة حسَن الخَلْقِ، كريم الخُلُقِ، حلوَ المكالمةِ، لطيف المعاشرة، لا يمله جليسُه ولا ينصرف عن مجالسه إلا لعبادة، حمولاً للأذى، وفياً إذا عاهد صبوراً على المكاره، جوّاداً من غير إسراف، متواضعاً من غير ذلة، كاظماً للغيظ من غير حقد، أعلم أهلِ عصره بكتاب الله وسنة رسوله، وأعرفهم بها، بحراً من بحور الشرع، سيفاً من سيوف الله، وارثاً أخلاق جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخبرني الفقيه العالم الكبير بقية الصالحين أبو زكريا يحيي ابن الشيخ الصالح يوسف العسقلاني الحنبلي قال: كنت في أم عبيدة زائراً عند السيد أحمد الرفاعي وفي رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة ألف إنسان فيهم من الأمراء والعلماء والشيوخ والعامة وقد احتفل بإطعامهم وإكرامهم وحسن البشر لهم كل على حاله، وكان يصعد الكرسي بعد الظهر فيعظ الناس والناس حِلَقاً حِلَقاً حوله، فصعد الكرسي ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط وجمٌّ غفيرٌ من علماء العراق وأكابر القوم فبادره قومٌ بأسئلة من التفسير وآخرون بأسئلة من الحديث، وجماعةٌ من الفقه وجماعةٌ من الخلاف وجماعة من الأصول، وجماعة من علومٍ أُخَرْ فأجاب عن مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب ولا ظهر عليه أثر الحِدّة، فأخذتني الغيرة من سائليه فقمت وقلت: أما كفاكم هذا والله لو سألتموه عن كل علم دُوِّن لأجابكم بإذن الله بلا تكلف، فتبسم وقال: دعهم يا أبا زكريا فليسألوني قبل أن يفقدوني فإن الدنيا زوال، والله محوِّل الأحوال، فبكى الناس وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج ومات في المجلس خمس رجال وأسلم من الصابئين والنصارى واليهود ثمانية آلاف رجل أو أكثر وتاب أربعون ألف رجل، فبعد أن صلى صلاة العصر بالناس قام ابن جرادة الواسطي ووقف تجاهه وقال مُرتجِلاً:

يا أيها السيد الندب الذي شهدت *** له المآثرُ والأفعالُ والشرفُ
خَلَفت جدك خير الخَلق بالخُلُقِ ال *** عالي فأنعم بذاك السبق والخلفُ

فبكى رضي الله عنه وقال:
يا نفس جدّي وخلّي الكذب وانصرفي *** عن الغرور وظن المخلص البالِ
رآك أحسن منه فانثنى بثنا *** عليكِ والله أدرى منه بالحالِ

فقال ابن جرادة أيضا:
نفسٌ زكت وذكت في الناس سيرتُها *** وأعرضت عن صنوف القيلِ والقالِ
هذا من الله حفظٌ لا دفاع له *** طهارةٌ خُصِّصَتْ بالنصِّ للآلِ

فدعا لابن جرادة بخير ودعا لأهل المجلس وللمسلمين وأمّن على دعائه الحاضرون.

أخبرني شيخنا إمام الفقهاء وسيد العلماء أبو الفرج عمر الفاروثي قال: قلت يوما لسيدي السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه: أي سيدي إن مجلس الدرس يقف معي في بعض الأحيان فقال: إذا وقف معك المجلس فخذني على بالك، فبعد وفاته رضي الله عنه ذهبت إلى خراسان فطلب مني أجلاء رجالها مجلس درس فأجبتهم فازدحم الناس فرأينا أن يعقد مجلس الدرس في الصحراء فلما انعقد المجلس غص البَرُّ بالناس، وكان وراء حِلَقِ المسلمين حِلِق المجوس والصابئين وغيرهم فوقف المجلس وقد كادت تغرب الشمس فتذكرت قول سيدي السيد أحمد وقلت للناس: كان شيخي السيد الغوث أحمد الرفاعي، فوالله ما تم قولي هذا إلا والمجلس قد التطم ببعضه وكثر البكاء والصياح وأسلم من المجوس والصابئين وغيرهم ألف رجل.

أخبرني شيخنا الإمام الحجة القدوة عمر أبو حفص شهاب الدين السهروردي، عن عمه الولي العارف شيخ الشيوخ أبي النجيب، عن شيخه الإمام الهُمام البحر الطام محمد بن عبد البصري رضي الله عنهم قال: كل الأولياء أدركنا مقاماتهم وما وصلوا إليه وعرفنا منتهاهم في السير إلا السيد أحمد الرفاعي فإنه لا يُعرف منتهاه في السير، وإنما رجال عصرنا على الإطلاق يعرفون الوجهة التي اتجه إليها، ومن ادّعى الوصول إلى مرتبته أو الإطلاع على رتبته فكذِّبوه، أي إخواني هذا رجل لا يُعرف، هذا رجل انسلخ من عوائق نفسه كانسلاخ الثوب عن البدن، والأولياء في عصرنا هذا كبارهم وصغارهم المشارقة والمغاربة الأعارب والأعاجم عيال عليه يستمدون منه، ويأخذون عنه، وهو شيخ الكل في الكل يسح النوال من حجرة جده عليه الصلاة والسلام على قلبه، وهو يقسمه على الرجال في الأرضين، ولا ينقطع مدده بإذن الله والدولة له ولذريته إلى يوم القيامة مع طيب نفس المحب ورغم أنف الحاسد يفعل الله ما يشاء لا راد لأمره ولا منازع لحكمه.

قال لي شيخنا سند المحدثين عبد السميع الهاشمي الواسطي ببغداد وقد جرى ذكر السيد أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه: أي عبد الكريم كان السيد أحمد آية من آيات الله يمشي على وجه الأرض ما وقعت الأبصار على نظيره في عصره قلَّ في السلف مثيله، ولا يوجد في الخلف عديله، كان طريقه الكتاب والسنة، كان فعّالاً لا قوّالاً، شربها وحكم عليها، قهر حاله، وغلب طوره، كان إماماً عالِماً عدلاً، لو رأيته لرأيت كل السلف، رأيته يوما وقد امتلأت أطراف أم عبيدة من زائريه وهو يبكي ويقول:

حيّرتَ فيكَ العقلا *** يا مَن لعقلي عقَلا
كتمتُ فيك حالتي *** فضحتني بين الملا

وكنتُ مع الزوّارِ في الحرم النبوي عام حجّه الذي مُدّت له فيه يد النبي صلى الله عليه وسلم وشاهدت اليد النبوية ببركته رضي الله عنه، وكان فيمن حضر الشيخ على الهيتي الذي هو الآن بين أظهرنا، والشيخ عدي بن مسافر، والشيخ عبد القادر الجيلي، والشيخ الزعفراني، والشيخ عزاز وغير رجل، وصار يبكي ويقول: اللهم زدني تمكيناً وإيماناً ومعرفةً بك وبنبيك صلى الله عليه وسلم.

وأخبرني شيخنا الإمام الحُجّة القدوة أبو الفرج عمر الفاروثي الواسطي، قال: حج سيدنا وشيخنا السيد أحمد الرفاعي عام خمس وخمسين وخمسمائة فلما وصل المدينة وتشرف بزيارة جده عليه الصلاة والسلام وقف تجاه حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ووقفنا خلف ظهره فقال: السلام عليك يا جدي، فقال له عليه أفضل صلوات الله: وعليك السلام يا ولدي، فتواجد لهذه النغمة وقال مُنشداً:
في حالةِ البُعدِ روحي كنتُ أرسِلُها *** تقبِّلُ الأرضَ عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباحِ قد حضرت *** فامدُدْ يمينك كي تحظى بها شفتي

فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة من قبره الكريم فقبَّلها في ملأٍ يقرب من تسعين ألف رجل والناس ينظرون يد النبي صلى الله عليه وسلم ويسمعون كلامه، وكان فيمن حضر الشيخ حياة بن قيس الحراني، والشيخ عبد القادر الجيلي، والشيخ عدي الشامي وشاهدوا ذلك هم وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.

أخبرني أبو عبد الله محمد بن الخضر الحسيني الموصلي قال سمعت أبي يقول: سأل فقير الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه عن السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه فقال له: " أي فقير، هذا رجلٌ لا يُعرف ولا يصل إلى معرفة مقامه غير ربه أحد، هذا رجل خُلُقُهُ الشرعُ والكتاب، وقلبه مشغولٌ بحب الله، ترك الكل فنال الكل"، وقال: سمعته مرة أخرى يقول في شأن السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهما: "خُلُقُهُ حسرة الرجال، وحالُهُ منتهى الأحوال، ومقامه غاية الآمال، وبابه محطُّ الرِحال"، وقال فيه أيضا رضي الله عنهما: "من أراد أن يرى الرجل المتمكن الذي لا تحركه الزعازع فليذهب إلى أم عبيدة فإن صاحبها الرجل المتمكن في كل مقام وطَوْرٌ ودونَه الرجال، وإن الله يرحم الوقت الذي يكون فيه مثل هذا الجهبذ".

وأخبرني الشيخ العدل مفرج بن نبهان الشيباني قال: كنت في مجلس الشيخ عبد القادر الجيلي وفيه الشيخ على الهيتي، والشيخ على بن إدريس اليعقوبي رضي الله عنهم وإذا برجل بطائحي دخل فسلّم على الشيخ عبد القادر رضي الله عنه وسلّم علينا وجلس فسأله الشيخ عن السيد أحمد الرفاعي فأخبره عنه الخبر فأمره بذكر بعض أحواله ومناقبه، فذكر منها أشياء كثيرة وكان البطائحي رجلاً فصيحاً واعياً فانجرَّ الكلام إلى ذكر الحلاج فسأله الشيخ عبد القادر قدس سره عن قول السيد أحمد في الحلاج فقال البطائحي: ما يقول سيدي يعني الشيخ عبد القادر؟ قال: " أقول عارف طار طائر عقله من وكر شجرة صورته إلى السماء واخترق صفوف الملائكة فلم يجد ما يحاوله من نور فعاد هابطاً وازداد حيرةً على حيرة فلما استقر به هبوطه إلى الأرض قال بلسان سكره ما قال فاستُغرب لدى الأغيار فانطوى مظهره بالحق على الحق"، فقال الرجل البطائحي اختلف الشيخان إن شيخنا السيد أحمد يقول فيه: "ما أراه رجلاً عارفً ما أراه شرب ما أراه سمع إلا رنّةً أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال، من ازداد قُرباً ولم يزدد خوفاً فهو ممكور يذكرون عنه أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق"، فلما قال البطائحي ما قال قام ابن الورّاق عليه وقال: أنّى للسيد أحمد القول بهذا والشيخ عبد القادر يقول كما سمعت، فغضب لذلك الشيخ عبد القادر وقال: "اجلس يا ابن الوراق والله إن السيد أحمد حجة الله على أوليائه اليوم وصاحب هذه المأدبة فالزم حدك يا مسكين"، فجلس ابن الوراق مقعداً فشفع له الحاضرون إلى الشيخ فمرَّ بيده عليه فقام صحيحاً، والتفت الشيخ عبد القادر إلى من حضر وقال: جلَّ مَن وهب هذا الرجل يعني السيد أحمد وأنشد:

هذا الذي سبق القوم الأولى وإذا *** رأيته قلتَ هذا آخر الناسِ

سألت الشيخ الولي الكبير إبراهيم الهوازني في بيت المقدس عن شيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه وعن حاله ومقامه وما بلغه من المرتبة فقال: ما أقدر أن أصف رجلاً أقل ما فيه أن صار شعر بدنه أعيناً ينظر بها شرقاً وغرباً ويمنةً ويسرة، أي أخي، السيد أحمد جعل كل أوقاته آدابا، وجعل لكل عضو من أعضائه أدبا، يعرف شامخ رتبته الصادقون والكاذبون والمدّعون والمحققون كل حركاته وسكناته وأطواره وأحواله دلائل واضحة وأمارات لائحة تدل على طهارة قلبه ومرقاة سره ووفاء عهده وحفظ وقته وقلة التفاته إلى العوارض وإعراضه عن الأغيار، وإقباله بكليته على الملك الجبار، والحق أقول كل الأولياء عليه عيال، وعلى وليمته يحطون الرحال، وينزلون برحابه الأثقال، وهو شيخهم في كل مقام وحال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

أخبرني الشيخ عبد الله الهندي، قال: أخبرني الشيخ أبو الفتح الواسطي، قال: كنا مع سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي على شاطيء نهر أم عبيده في جمٍّ غفيرٍ من أصحابه فقال: نشتهي اليوم أن نأكل سمكاً، فما استتم كلامه حتى خرج إلى شاطيء النهر من الأسماك ما لم يُرَ مثله قبل ذلك اليوم فأخذه الفقراء وشووه وأكلوا حتى شبعوا وبقى من هذه السمكة رأسها ومن هذه بعضها، فقال بعض أصحابه: أي سيدي ما علامة الرجل المتمكن؟ قال: علامته أن يقول لهذه الأسماك التي في الطواجن قومي واسعَي بإذن الله فتقوم وتسعى، ثم التفت إلى الطواجن وأشار إلى بقية الأسماك وقال: أيتها العظام عودي كما كنت بإذن الله، فوثبت الأسماك صحيحة حيّة كما كانت وذهبت في الماء من حيث أتت. ولا يخفى ما في هذه الكرامة من المشابهة الجلية لمعجزة عيسى عليه السلام، والقاعدة المقررة عند العلماء ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي (إلا ما كان من خصائص النبوة) كما هو معلوم.

أخبرني الشيخ العدل أبو موسى الحدادي، قال: أخبرني شيخنا الشيخ أبو محمد جمال الدين الخطيب أن بنتا في الحدادية يقال لها فاطمة كانت أمها لا يولد لها ولد فنذرت إن رزقها الله ولداً أن تجعله ما دام حياً في خدمة مَن يَرِدُ الحدادية من فقراء سيدنا السيد أحمد فبعد مدة يسيرة قدر الله فحملت، ثم لما وضعت وأتت بالمولود إذا هي بنت حدباء، فلما كبرت وآن أوان مشيها إذا بها عرجاء، ثم سقط شعر رأسها لعاهة، ففي يوم من الأيام حضر السيد أحمد الكبير رضي الله عنه الحدادية فاستقبله أهلها والعرجاء فاطمة بين الناس مع النساء وبنات الحدادية يستهزئن بها فلما أقبلت على سيدنا السيد أحمد قالت: أي سيدي أنت شيخي وشيخ والدتي وذخري أشكو إليك ما أنا فيه لعل الله ببركة ولايتك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعافيني مما أنا فيه فقد زهقت روحي من استهزاء بنات الحدادية، فأخذته الشفقة عليها وبكى رحمةً لحالها ثم ناداها ادني مني فدنت منه فمسح بيده المباركة على رأسها وظهرها ورجليها فنبت بإذن الله شعرها وذهب احديدابها وتقوّمت رجلاها وحسن حالها.

سألت الشيخ العارف بالله ركن الدين بن نبهان الشيباني عن سبب اشتهار السيد أحمد الرفاعي بأبي العلمين قال: لأن عَلَم الغوثية العظمى والقطبية الكبرى رفع له مرتين في الأكوان، وهو أن الغوث أحمد بن خلف البلخي الحسيني نزيل بغداد لما مات رُفع لواء الغوثية للسيد أحمد الكبير فوقف في باب الله وتذلل وتململ على عتبة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال العفو العفو، فقبل الحق منه مقاله فتمكن في مقام غوثيته بالترقي فرُفع لواء الغوثية إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني وهو في صحراء العراق وله من العمر خمس وثمانون سنة، فأقام ببغداد وظهر أمره لأنه لم خرج من بلدته جيلان بلدة من بلاد العجم كان عمره عشرين سنة وقيل ثماني عشرة سنة فمكث خمسا وعشرين سنة متجرِّداً سائحاً في صحارى العراق وبراريه، ثم صار يأوي إلى بعض المعمورات فاشتغل بالقيام أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء، وكان في هذه الأربعين سنة يأوي تارةً إلى المقابر وأخري يذهب إلى البصرة ومكث منها إحدى عشرة سنة مُقيماً في البرج المسمى برج العجمي خارج سور بغداد ولإقامته فيه سُمّي برج العجمي، ثم لقي الخَضِر، ثم أمر الشيخ أبو سعيد المخزومي بإلباسه الخرقة فألبسه إياها وأدخله بغداد، وقد كان مع كل مجاهداته يحسن التلقي عن العلماء ويعدّ أخذ العلوم الشرعية سلوكاً، فما دخل بغداد إلا وهو على جانب عظيم من العلم، ولد بجِيلان بكسر الجيم وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان في سنة سبعين وأربعمائة وتفقه بأبي الوفاء علي بن عقيل وأبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني، وأخذ علم الطريقة عن شيخه الشيخ العارف حماد الدباس صاحب الشيخ منصور البطائحي الرباني خال الأستاذ السيد أحمد الرفاعي، ولبس الخرقة من يد القاضي أبي سعيد بن المبارك المخزومي وتعلقت به القلوب وهو في الصحارى فكادت تطير إليه بأجنحة الأشواق لما قام له من حسن الظن أيام سلوكه عند أهل العراق، فلما دخل بغداد نال رتبة الغوثية وأُلقيت الدنيا تحت رجليه وبين يديه وعلا صيته وكبر شأنه.

قال الشيخ أبو عبد الله الهروي: أُمر الشيخ بالزواج حالة سلوكه ففعل وأقام بعياله وأولاده على حال التجريد والفقر فلما دخل بغداد طاول الخليفة صولة ودولة وقد خدمته حال تجريده مدة أربعين سنة فكان يصلي الصبح بوضوء العشاء وتصدّر على بساط الغوثية العظمى ثمان سنين على الصحيح وقيل سِتاً، وتوفى في بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة عن إحدى وتسعين سنة فرُفِع عَلَمَ الغوثية مرة ثانية للسيد أحمد الرفاعي فوقف على الباب فأحاط به النداء من جانب يقول له: فاستقم كما أُمرت، فلزم الباب مُمتثلاً وامتدت مدة غوثيته الثانية ست عشرة سنة وأشهراً على الصحيح فلهذا اشتهر بين أولياء الله في الكونين بأبي العلمين.

قال الشيخ عبد الله الأصبهاني الجيلي: من الأقطاب من يتمكن فلا يوهم ولا يصرح بكلمة تتجاوز الحد مع الأمثال والإخوان، ولا ينصرف عن مقام عبديته وراثة محمدية جامعة وهو الأكمل والأعلى وهذا مقام السيد أحمد بن الرفاعي:

أطاعه سكره حتى تمكن من *** حال الصحاة وهذا أعظم الناسِ
أعطى المقام فلا تفنيه سكرته *** عن الجليس ولا يلهو مع الكاس

أخبرني شيخنا الفاروثي قال: دخلت رواق السيد أحمد الرفاعي وقد مر عليّ ثمانون يوماً لم أُطعم طعاماً فرأيته مدّ للفقراء طعاماً لا يناسبني فقلت في نفسي: ما الذي أصنع إذا قال لي الشيخ كُلْ من هذا، فما تم خاطري حتى دعا خادمه وقال له: خذ هذا إلى الغرفة وأطعمه العصيدة التي هناك، وهي والله التي كانت خطرت لي واشتهتها نفسي، وقال لي: مكثت سنين أجاهد النفس في طريق الفقراء وأطلب من الشيوخ وأطوف البلاد في طلب المرشد، فذكر لي الشيخ محمد بن عبدٍ البصري رضي الله عنه فذهبت إليه ودخلت عليه وكلمته في أمري فقال لي: يا عمر، الدين النصيحة عليك بالسيد أحمد الكبير الرفاعي فإنه شيخ الوقت وقطب الدوائر ورئيس الحضرات، والعصر الذي يكون فيه السيد أحمد بن الرفاعي لا يُلتجأ فيه إلى غيره وهو وجهٌ لا يُخزيه الله في أتباعه أبداً، فإنه إمام هذا القرن وسلطان الجماعة وله بيعة المشيخة على كل صاحب سجادة على وجه الأرض.

وقال لي شيخنا الشيخ عمر الفاروثي المشار إليه: أخبرني الشيخ بدر الأنصاري، عن الشيخ الإمام منصور البطايحي الرباني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ولادة ابن أختي السيد أحمد الرفاعي بأربعين يوماً في الرؤيا، فقال لي: يا منصور أبشرّك أن الله يُعطي أختك بعد أربعين يوماً ولداً يكون اسمه أحمد الرفاعي، مثلما أنا رأس الأنبياء كذلك هو رأس الأولياء، وحين يكبر فخذه إلى الشيخ على القارئ الواسطي وأعطه له كي يربيه لأن ذلك الرجل عزيزٌ عند الله ولا تغفل عنه، فقلت: الأمر أمركم يا رسول الله عليك الصلاة والسلام، وكان الأمر كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حدثني الشيخ حسن الكبير القطناني، عن الشيخ أحمد الزعفراني، عن الشيخ الأكبر تاج العارفين أبي الوفاء أنه قال: يظهر بعد وفاتي في أم عبيدة رجلٌ تُشَد إليه الرحال، وتذل له رقاب الرجال، يتعجب الخلق من طريقته، متى ظهر تغلق أبواب الصالحين ويتواضع له كل صاحب سجادة على وجه الأرض يصل تحكمه وتصرفه إلى مرتبة عظيمة، يسلك طريقا لم يسلكه أحد من أهل هذه الخرقة قبله ولا بعده وهي طريقة الذل والانكسار والمسكنة والافتقار والخضوع والحيرة، ولم يكن في الطرق إلى الله أعظم وأصعب منها، فقيل له: ومن هذا الرجل؟ فقال للسائل: اسمه أحمد الرفاعي سيظهر وتصير في وقته فاغنم بركته وبلّغه سلامي، فعاش الرجل إلى أن وُلد السيد أحمد الرفاعي وظهر أمره ووصل إليه وأوصله سلام الشيخ تاج العارفين وتاب على يديه وصار من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين.

أخبرني الشيخ الكبير جندل أبو محمد أن الشيخ ظاهر المقدسي قال له: حضرت مجلس وعظ السيد أحمد الرفاعي في أم عبيدة فسمعته يقول كلاماً عجيباً تتحيّر له العقول وتذهل له الألباب أحصيت منه هذه المقولة وهي: أي سادة من أحب الله علّم نفسه التواضع وقطع عنها علائق الدنيا، وآثر الله تعالى على جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبةً فيما سوى الله تعالى، وقام بعبادته بحقائق الأسرار وخلع المنابر والأسِرّة تواضعاً لله وإن كانت يده طائلة إلى مثل ذلك، وكان كمن قيل فيه:

ترك المنابر والسرير تواضعاً *** وله منابر لو يشا وسريرُ
ولغيره يُجبي الخراج وإنما *** يُجبى إليه محامدٌ وأجورُ

أي سادة: العبدية حقها الانقطاع عن غير السيد بالكلية، العبدية ترك كل كلية وجزئية، العبدية رد القصد عن طلب كل مزية، العبدية عدم رؤيا العبد لنفسه على إخوانه رفعةً أو فوقية، العبدية الوقوف عند ما حُد للطينة الآدمية، العبدية الخشية والخضوع، لا يكون العبد عبداً كاملاً حتى يصل إلى مرتبة الحرية، والتخلص من رِقِّ الأغيار بالكلية، أي سادة: لا تتخذوني دفة المكدية، لا تجعلوا رواقي حرماً، وقبري بعد موتي صنماً، دعوت الله أن يجعلني منفرداً إليه في الدنيا فحصل مع الجمعية، وعساني أصل إلى هذا المقصد إذا فارقت هذه الدنيا الدنية، إن صحت الجمعية مع الله فالكل هين:

إذا صح منك الوصلُ فالكل هينٌ *** وكل الذي فوق الترابِ ترابُ

قلتُ: وهذه المقولة مسطورة بعينها في كتاب البرهان المؤيد لصاحب مَدّ اليد مولانا الغوث الشريف الرفاعي أحمد وهو الكتاب الجليل الذي عزّ شأن سبكه عن المثيل الذي جمعه من مجالس وعظه ودوّنه شيخ الإسلام شرف الدين ابن الشيخ عبد السميع الهاشمي العباسي الواسطي نفعنا الله بهم أجمعين.

قال لي شيخنا القوصي: ما قُرئ هذا الكتاب يعني " البرهان المؤيد " على أهل مجلس إلا وظهرت لهم نفحات العرفان والإخلاص والتمكن والوقوف عند الحدود المرضية الشرعية، ويطيب أن نذكر بعض أقواله رضي الله عنه.

نُقل عنه جامع البرهان أنه قال: حالة الشيخ كمالاً كانت أو نقصاناً تظهر في أتباعه ومريديه بطناً بعد بطن، فإن كانت حالة كمالٍ علا بها حال الكامل وزاد بها حال الناقص، وإن كانت حالة نقصٍ نقصَ بها حال الكامل وذهب بها حال الناقص إلا إن وهب الكريم فلا تأثير للأحوال، إياكم وإبقاء أثر ينقص حال كُمّل أتباعكم ويذهب حال ناقصهم، الرجل من تظهر آثاره بعده، قال الرجال:

إن آثارنا تدل علينا *** فانظروا بعدنا إلى الآثارِ

اتركوا بعدكم أثر الذل والانكسار والتجرد من الدعوى، والخروج من حيطة الاستعلاء، والتذلل بباب المولى، ومحبة الفقراء والعلماء وموافقة الأقدار بالتسليم إلى الله، والتمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإياكم والغِرّة بالوقت فما هو عند العارف بشيء إذا لم يصرفه في الطاعة ويأخذ منه ما يُثلج صدره، أجل مَن سَنَّ سُنّةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سَنَّ سُنّةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ونقل عنه جامع البرهان بعد مقولته هذين البيتين:
مالي وألفاظ زيدٍ *** ووهمُ عمرو وبكرِ
وجهُ الشريعة أهدى *** من سِرِّ ذاك وسري

ونقل عنه أنه قال طيّب الله مرقده: أي أخي أما تنظر الطفل إذا وُلد يبرز إلى الدنيا قابضاً كفّه حرصاً عليها، وإذا خرج يخرج باسطاً كفيه معترفاً بفراغ يده من الأمر العارض الذي حرص عليه، كفى بالموت واعظا كفى بالموت واعظاً:

أبكي ومثلي من يبكي إذا سبقت *** قوافل القوم أهل العلم والعملِ
بكاء قوم للقيا الوالهين به *** وإنني الخائف الباكي من الزللِ

وقال رضي الله عنه: لا يكن حظك لسانك، لا يكن منتهاك أن تكذب على نفسك بحالك:

بدلت بالحِنّا بياضك أحمرا *** وخدعت فيه وقلتَ شعريَ أحمرُ



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ


عدل سابقا من قبل Admin في السبت 23 يونيو 2012, 12:12 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saydatar.ahlamontada.com
سيداحمدالعطار
خـا د م الـمـنـتـد ى
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 61

مناقب أبا العلمين الرفاعى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناقب أبا العلمين الرفاعى   مناقب أبا العلمين الرفاعى I_icon_minitimeالسبت 23 يونيو 2012, 12:08 am



تكملة الكتاب
ــــــــــــــــــــــــــ
عرِّج على حرم القرب بقوة مطيّة الصدق قامعاً صفوف الوهم بعساكر الهمّة، متلفتاً عن دوائر الأكوان، مشتغلاً بمراقبة المكوّن، معتصماً بحبله من القطيعة حاملاً راية الافتقار إليه مُتجرداً من حجاب الزوجة، من حجاب الولد، من حجاب المال، من حجاب وجودك، من حجاب يقظتك، من حجاب غفلتك، فإن رؤياك اليقظة غفلة عظمى، ورؤياك نورك ظلمةٌ وهمّ، كل شيء لك حجاب فافتح منه باباً إلى المقصود، وكل مقصودٍ حائل فتجرد منه إلى المعبود بحق، ونقل عنه جامع البرهان هذا البيت:

كل العلوم إذا تخللها السِوى *** صارت لداعي الانفصال معالما

ونقل الثقات من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين أنه كان يقول: التوحيد وجدان عظيم في القلب يمنع من التعطيل والتشبيه، وكان يقول:" الفقير إذا انتصر لنفسه تعب وإذا سلّم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرةٍ ولا أهل "، وكان يقول: " أقرب الأشياء إلى المقت رؤية النفس وأحوالها وأعمالها، وأشد منه طلب العوض على العمل" " وكان يقول: " كل من ادّعى ولم يقم الفقير غنياً من عنده والغني فقيراًُ فليس على شيء، وكان يقول: " الدعوى رعونة في الباطن لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها إلى اللسان فينطق بها لسان الأحمق "، وكان يقول: " إياكم والفرح بالشهرة وكثرة المعتقدين والمحبين، فكم طيّرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس وكم أذهبت من دين "، وكان يقول: "طريقنا مبنية على ثلاث: لا نسأل، ولا نرد، ولا ندّخر"، وكان يقول: "ظُلمة الطبعِ تمنع أنوار المشاهدة"، وكان يقول: "استحسان الكون على العموم دليل على صحة المحبة، واستحسانه على الخصوص يورث الظلمة". وكان يقول: "الصدق له حالٌ ومقام فحاله التلوين ومقامه التمكين وكلاهما زين إلا أن المقام المرتبة الثابتة فافهم".

وكتب رضي الله عنه كتابا إلى الشيخ الأجل عبد السميع الهاشمي الواسطي قدّس سرّه يوصيه به قال فيه: مَن صمّ أسماعه عن أصوات الأغيار سمع نداء لمن الملك اليوم، فنزل عن فرس كذبه وعجبه وأنانيته وحَولِهِ وقوّته ووحدته وانقهر في مقام عبوديته، إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة إياك والشطح فإن الحجاب بالذنوب أولى من الحجاب بالكفر (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع، إياك والإنكار على الطائفة في كل قولٍ وفعل، سلّم لهم أحوالهم إلا إذا ردّها الشرع فكن معه، التكلم بالحقائق قبل هجر الخلائق من شهوات النفوس، من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى نفسه فهو من الضلال بمكان، والزهد أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل.

وقال في كتابه طريق السائرين إلى الله: الولي الجامع لا يرى بعد تمكنه في مقام النهاية نعمة الله فيه آخذاً بسبيل نبيه صلى الله عليه وسلم الذي سلكه بأمر ربه لما قال له تعالى في القرآن: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلَي} فسقطت الفرقية النوعية بالمثلية الآدمية وشوهدت النعمة القدوسية بذكرها المجمل، والذي أراه أن الولي الجامع الكامل مع انحجابه عن رؤية الفرقية وتحققه بشهوده النعمة يتأدب أن يذكرها بل يعترف بها ويقوم بشكرها للمنعم تعالى إلاّ إذا جهل أهل مصره أو أهل عصره قدر نعمة الله عليه فخاف عليهم الوقوع في ورطة، من آذى لي ولياً فقد حاربني، فهنالك يتحدث بالنعمة مُراعياً هذه الحكمة صارفاً وجهة القلب عن الزهو والعجب والعلو على الأمثال مقتبساً من أشعة نور الهدى المحمدي، مُنطمساً في نفسه لا تحركه زعازع النخوة، ولا تهشه عواصف الأكوان، ويتساوى عنده مع ثباته على الحق المدح والذم والذل والعِز والفقر والغِنى عِلماً بأن القدرة الأزلية النافذة لله تعالى وحده والعبد عجز وضعف، وخُلق الإنسان ضعيفاً وتسليماً للحاكم الآمر الفاعل المطلق الذي لا قيد يمنع نوافذ أحكامه وأوامره، وأفعاله إن ربك على كل شيء قدير.

أخبرني الشيخ العارف أبو زكريا جمال الدين الحمصي أن شيخه العارف بالله الحجة القدوة الإمام عز الدين أحمد الصياد سبط القطب الغوث المحتفل أبي العباس السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهم أن جده سيدنا السيد أحمد الكبير قال على كرسي وعظه في أم عبيدة: قد آن أوان زوال هذه المجالس ألا فليخبر الحاضر الغائب من ابتدع في الطريق وأحدث في الدين وقال بالوَحدة وكذب متعالياً على الخلق وشطح متكلفاً، وتفكه فيما نقل عن القوم من الكلمات المجهولة لدينا، وطاب كاذباً، وخلا بامرأة أجنبية بلا حجة شرعية، وطمح نظره لأعراض المسلمين وأموالهم، وفرّق بين الأولياء، وبغض مسلماً بلا وجهٍ شرعي، وأعان ظالماً، وخذل مظلوماً، وكذّب صادقاً، وصدّق كاذباً، وعمل بأعمال السفهاء وقال بأقوالهم فليس مني أنا برئ منه في الدنيا والآخرة وسيدي الشيخ منصور برئ منه والنبي عليه أفضل صلوات الله برئ منه والله برئ منه، والله على ما نقول وكيل.

حدثني الرجل الثقة العدل الصالح عبد المنعم البطائحي الحدادي، قال: أخبرنا شيخنا الإمام الجليل جمال الدين الخطيب، قال: كنا ذات يوم في مجلس سيدنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه فجرى ذكر المشايخ فسألناه عن الشيخ أحمد الزعفراني فقال: رجل أخلص لله فأطلعه الله على بعض غيوبه وجعله من الأوتاد، فقلنا: والشيخ عمر أبو الفرج الفاروثي؟ وكان من أصحابه فقال: ما فيه نفَسٌ لغير الله تعالى وقد جعله الله من أمراء الرجال، قلنا: والشيخ حياة بن قيس الحرّاني؟ قال: عبد كامل وقد جعله الله من ملوك الرجال وهو كالغيث أين وقع نفع، قلنا: والشيخ أحمد الأزرق الزاهد ابن الشيخ منصور الرباني الباز الأشهب؟ قال: يصافح النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم خمس مرات وهو من ملوك الرجال أيضا، قلنا: والشيخ عبد القادر الجيلي؟ قال: رجل بحر الشريعة عن يمينه وبحر الحقيقة عن يساره ومن أيهما شاء غرف هو في حاله ودلاله لا ثاني له في عصرنا وهو من ملوك الرجال، قلنا: والشيخ على الهيتي؟ قال: أتم من الشيخ عبد القادر مقاماً والشيخ عبد القادر أتم منه حالاً وهو عبدٌ كامل انصرفت إليه سحائب العوارف وما اشتغل بشيء منها عن الله تعالى طرفة عين وهو من ملوك الرجال، قلنا: والشيخ إبراهيم الأعزب؟ وهو سبطه رضي الله عنهما، قال: أكمل أهل عصرنا هذا مقاماً وأتمّهم حالاً تجرّد من عوائق الأكوان أخذ بأثر نبيه صلى الله عليه وسلم القدم وراء القدم وهو من ملوك الرجال، قلنا: والشيخ أبو شجاع الشافعي الفقيه وكان من أصحابه قال رجل عكف على باب الشريعة فأكل من ثمار الحقيقة، ووصل إلى الغاية، وما انصرف عن الظاهر آونة، ظاهره الشرع وباطنه الشرع وهو الكامل المحبوب، فقام الشيخ تقي الدين فقيه النهر فقال: بالله يا سيدي إلا ما أخبرتنا عن سيدنا يعني
السيد أحمد رضي الله عنه فقال: ومن أنا يا تقي الدين يتيم وضيف في البيت ويطلب ميراثاً، فقال كل من في المجلس: أي سيدنا أقسمنا عليك بالعزيز سبحانه إلا ما أخبرتنا عمّا منّ الله به عليك، فقال: أقسمتم بعزيز وإنه لقسمٌ لو تعلمون عظيم، أي سادة لمّا اجتمع القوم وطلب كل واحد شيئا دارت النوبة إلى هذا اللاش أحمد وقيل: أي اطلب، قلت: أي ربي علمك محيطٌ بطلبي، فأعطاني ما لا عين رأت ولا أُذُنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر من أهل هذا العصر.

توفى يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بأم عبيدة، ودُفن في قبة جده لأمّه الشيخ يحيي الكبير النجاري الأنصاري رضي الله عنهما، وله من العمر ستة وستون وستة أشهر وأيام، وكان آخر كلامه لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما زالت كراماته الجليلة مستمرة وعوائد عواطفه مستفيضة.

أخبرني الشيخ الجليل الإمام العدل أبو البركات محمد الهاشمي العباسي، أن الشيخ الجليل القدر أبا المظفّر منصور بن المبارك الواسطي قدّس سرّه جاء عام وفاة السيد أحمد الكبير إلى أم عبيدة ووقف على قبر القطب المشار إليه وأنشد في ملأٍ عظيم من الناس:
سرت ناقتي ليلا فسبحان من أسرى *** إلى الساحة القعساء والحضرة الكبرى
وحطت حمول السير مثقلة على *** أريكة باب دونه جبهة الخضرا
أنخت بها والفجر سلّ على الدُجى *** نصالاً فيا لله ذا الفجر ما أجرى
عجبت لضوء الفجر كيف تقشّعت *** به مثقلات العتم عن منكب الغبرا
كان محيا الصبح والشمس حوله *** جبين الرفاعي ابن فاطمة الزهرا
إمام به تجلى الخطوب وينطوي *** بساط ذنوب طالما أوهن الظهرا
عليك بقرم القوم من آل هاشم *** تذل لك الدنيا وتحلو لك الأخرى
من الزهر ميمون النقيبة سيد *** تلوح على بيضاء غرته البشرى
ترى شوس أهل الله تحت لوائه *** فهم جنده براً وعماله بحراً
لقد أمهم في مسجد القرب مرشدا *** كما أم طه الأنبيا ليلة الإسرا
تذكرنا بالمعجزات فعاله *** وإن أخا الإيمان تنفعه الذكرى
عظيم قريش شيخ منبرها الذي *** مناقبه تتلى وآياته تُقرا
إذا زرته زرت الحسين وصنوه *** وشاهدت عنوانا عن المرتضى جهرا
من القارعين الخصم والنبل ماطر *** من الحافظين الجار والدار لا تُدرى
من الجعفريين الجحاجحة الأولى*** أبو العمة السوداء والهمة الغرّا
توسل به لله واضرع بجاهه *** إلى الله في الضرّا وبشراك بالسرّا
هو الغوث والغيث المريع ومنتقى *** خزانة طه اليوم والفذة الخضرا
هو الحجة الكبرى على كل قائمٍ *** أجل غيره في القوم حُجّته صُغرى
لئن ساءني عامي برزء وفاته *** فما ضر أني زرت عن عينه القبرا
به أتّقي سهم الزمان وأرتقي *** معاريج خيرٍ لا أحيط بها خُبرا
عليه سلامُ الله ما انفلق الدُجا *** بصبحٍ وشمَّ الناسُ من ذكره عِطرا

فظهر صوت من قبر السيد أحمد أحاط بالقبة المباركة يقول: وعليك السلام أه.
خلّفه في المشيخة برواق أم عبيدة ابن عمه زوج بنته شيخ العائلة الأحمدية أبو الفضل مهذِّب الدولة السيد علي ابن السيد سيف الدين عثمان الرفاعي الكبير رضي الله عنه، وقد أطبق أهل العراق على ولايته وهو في البطائح مقام خاله وعمه قام وارثاً عظيماً، ونائباً كريماً انتهت إليه رياسة هذا الوقت وقال بعض أهل العصر: إن ولده القطب المقرب محيي الدين أبا إسحاق إبراهيم الأعزب أكمل منه حالاً ومقاماً وهو الوارث لجده السيد أحمد الكبير، وكلهم الأئمة القادة، الأشراف السادة، ذرية بعضها من بعض، شجرة فرعها في السماء وأصلها ثابتٌ في الأرض، رضي الله عنهم أجمعين، ونفعنا الله بهم والمسلمين، وحشرنا مع عباده الصالحين آمين، ورصّعها عبد الكريم بن محمد الرافعي في شهر رجب الأصم عام ثمان وثمانين وخمسمائة وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وإمام النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


- العيلم: البحر، وفيه إشارة إلى السيوطي والرافعي رحمهما الله.
- سمي بأبي العلمين لأنه رفع لواء الغوثية مرتين، مرة قبل وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، ومرة بعده.
- أخرجه أبو نعيم في الحلية 3/352 وقال عقبة: غريب من حديث عمرو عن ابن جريج، تفرد به مروان، أه. وللحديث متابعات فقد رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: باب من فضائل موسى، والنسائي في سننه: كتاب قيام الليل وتطوع النهار: باب ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام، وأبو نعيم في الحلية 6/253، و /333، والبيهقي في جزء حياة الأنبياء بعد وفاتهم ص/31 كلهم عن أنس بن مالك، ورواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، والبيهقي في جزء حياة الأنبياء بعد وفاتهم ص/32، وفي كتاب دلائل النبوة 2/358- 359 كلاهما عن أبي هريرة.
- أخرجه أبو يعلى في مسنده 6/147، والبيهقي في "حياة الأنبياء" ص/3 من طريق أبي يعلى والبزار في مسنده انظر كشف الأستار 3/100 وأورده الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 8/211 وقال: "رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى ثقات"، وذكره الحافظ العسقلاني في المطالب العالية برقم /3452 وعزاه لأبي يعلى والبزار.
- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المغازي: باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، والبيهقي في الدلائل 7/172.
- أي الصوفية.
- أي مَلْجَئِنا.
- أي يتحرك.
- الجحجح والجحجاح: السيد.
- أي يُلجأ إليه.
- الغطريف: هو السيد الشريف.
- العصابة: الجماعة من الناس.
- الرُحلة: المقصد الذي يُقصد.
- السَّحُّ: الصَّبُّ والسيلان.
- هذا القيد يُحتاج إليه، فإن القرآن معجزة للنبي لكن لا يكون كرامة لولي.
- عقيدة الوحدة المطلقة عقيدة فاسدة يقول معتقدها أن الله والعالم شيء واحد وهذا كفر. قال الشيخ أبو الهدى الصيادي الرفاعي شيخ الرفاعية في وقته: "من قال أنا الله أو لا موجود إلا الله، أو هو الكل فإن كان في عقله حُكِم ب
ردّته".



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saydatar.ahlamontada.com
حامدالعربى
مرابط فى سبيل الله
مرابط فى سبيل الله



عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 22/06/2012
العمر : 40

مناقب أبا العلمين الرفاعى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناقب أبا العلمين الرفاعى   مناقب أبا العلمين الرفاعى I_icon_minitimeالإثنين 09 يوليو 2012, 6:52 pm




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مناقب أبا العلمين الرفاعى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اذا ذكر الشيخ فهو الرفاعى
» الحـــكم للإمام الرفاعى ج 1
» العقيدة عند الإمام الرفاعى
» الصلاة الغيبية للإمام الرفاعى
» ديوان أبو الهدى الصيادى الرفاعى 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الرفاعي ســــــيـد أحــمــد الـعطـــار  :: زاوية الإمام الرفاعى ( الرفاعية )-
انتقل الى: